#الظلم
Explore tagged Tumblr posts
hadeth · 13 days ago
Text
Tumblr media
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ‏.‏ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ‏.‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي‏.‏ وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابٌ أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي‏.‏ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطٍ قَطٍ قَطٍ‏.‏ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلاَ يَظْلِمُ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا ‏"‏‏.‏ صحيح البخاري ومسلم حديث ٤٨٥٠ - ٢٨٤٦
Narrated Abu Huraira: The Prophet (peace be upon him) said, "Paradise and the Fire (Hell) argued, and the Fire (Hell) said, "I have been given the privilege of receiving the arrogant and the tyrants.' Paradise said, 'What is the matter with me? Why do only the weak and the humble among the people enter me?' On that, Allah said to Paradise. 'You are My Mercy which I bestow on whoever I wish of my servants.' Then Allah said to the (Hell) Fire, 'You are my (means of) punishment by which I punish whoever I wish of my slaves. And each of you will have its fill.' As for the Fire (Hell), it will not be filled till Allah puts His Foot over it whereupon it will say, 'Qati! Qati!' At that time it will be filled, and its different parts will come closer to each other; and Allah will not wrong any of His created beings. As regards Paradise, Allah will create a new creation to fill it with." Sahih al-Bukhari 4850 In-book reference : Book 65, Hadith 371 // Sahih Muslim 2846b In-book reference : Book 53, Hadith 42
قَوْلُهُ: (تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ): قَالَ الإمامُ النَّوَوِيُّ (رحمه الله): هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فِي النَّارِ وَالْجَنَّةِ تَمْيِيزًا تُدْرَكَانِ بِهِ فتحاجتا، ولا يلزم مِنْ هَذَا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ التَّمْيِيزُ فِيهِمَا دَائِمًا؛ (مسلم بشرح النووي ـ جـ17 ص�� 181).
قَوْلُهُ: (ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطِهِمْ): قَالَ الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني (رحمه الله): أَيِ الْمُحْتَقَرُونَ بَيْنَهُمُ السَّاقِطُونَ مِنْ أَعْيُنِهِمْ هَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عِنْدَ الْأَكْثَرِ مِنَ النَّاسِ، وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ هُمْ عُظَمَاءٌ رُفَعَاءُ الدَّرَجَاتِ لَكِنَّهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ لِعَظَمَةِ اللَّهِ عِنْدَهُمْ وَخُضُوعِهِمْ لَهُ فِي غَايَةِ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ وَالذِّلَّةِ فِي عِبَادِهِ، فَوَصْفُهُمْ بِالضَّعْفِ وَالسَّقَطِ بِهَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ؛ (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ 8 صـ 597).
قَوْلُهُ: (وَأَمَّا الجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا): قَالَ الإمامُ النَّوَوِيُّ (رحمه الله): هَذَا دَلِيلٌ لِأَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الثَّوَابَ لَيْسَ مُتَوَقِّفًا عَلَى الْأَعْمَالِ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يُخْلَقُونَ حِينَئِذٍ وَيُعْطَوْنَ فِي الْجَنَّةِ مَا يُعْطَوْنَ بِغَيْرِ عَمَلٍ؛ (مسلم بشرح النووي ـ جـ17 صـ 183). المصدر
قَدَّر اللهُ سُبحانه وتعالَى المَقادِيرَ قبْلَ أنْ يَخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ، وكَتَب العذابَ بالنَّارِ على العَاصِينَ والكَافِرِينَ، وأَوْجَب الجنَّةَ لعِبادِه الطَّائِعين المُؤمِنين. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الجَنَّةَ والنَّارَ اخْتَصَمَتا عندَ خالقِهما سُبحانه وتعالَى في سُكَّانِ كُلٍّ منهما، وهذه المُحاجَّةُ جاريةٌ على التَّحقيقِ؛ فإنَّه تعالَى قادرٌ على أنْ يَجعَلَ كُلَّ واحدةٍ منهما مُميَّزةً مُخاطَبةً، فقالت النَّارُ: أُوثِرْتُ بالمتكبِّرين والمُتَجبِّرين، أي: اخْتُصِصْتُ بأهلِ الكِبر والتَّجبُّر، وقالت الجنَّةُ: «ما لي لا يَدخُلني إلَّا ضُعَفاءُ النَّاسِ وسَقَطُهم؟» أي: السَّاقِطون مِن أَعيُنِ النَّاسِ لفقرِهم وضَعفِهم، فقال اللهُ تَبارَك وتعالَى للجنَّةِ: «أَنْتِ رَحْمَتِي، أَرْحَمُ بك مَن أَشاءُ مِن عِبادي، وقال للنَّارِ: إنَّمَا أنتِ عَذابِي، أعذِّب بك مَن أَشاءُ مِن عِبادي»، ولكلِّ واحدةٍ منهما ما تَمْتَلِئُ به من سُكَّانِها، ولكنْ بيْن السَّاكِنين تَفاوُتٌ عَظيمٌ؛ فأمَّا النارُ فلا تَمْتَلِئُ حتَّى يَضَعَ الجَبَّارُ رِجْلَه فيها فتَقُول: «قَطْ قَطْ»، أي: كَفَى كَفَى، فهُنا تَمتلِئُ ويُزْوَى بَعضُها إلى بعضٍ، أي: يَجْتَمِع ويَلْتَقِي بعضُها ببعضٍ على مَن فيها، ولا يَظلِمُ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن خَلْقِه شيئًا. وأمَّا الجنةُ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنشِئُ لها أناسًا لم يَعْمَلوا خيرًا، فيُدخِلُهم إيَّاها، وهذا فضلٌ مِن اللهِ تعالَى، قيل: في هذا دَليلٌ على أنَّ أصْلَ دُخولِ الجنَّةِ ليس في مُقابَلَةِ عَمَلٍ. وقد سمَّى الجنَّةَ رحْمةً؛ لأنَّ بها تَظْهَرُ رحْمةُ اللهِ، وسمَّى النَّارَ عذابًا؛ لأنَّها تُظهِرُ عَذابَ اللهِ وشِدَّتَهُ على العُصاةِ، وإلَّا فرحْمةُ اللهِ وعَذابُهُ مِن صِفاتِهِ التي لم يَزَلْ بها مَوصوفًا، ليس للهِ تعالى صِفَةٌ حادِثَةٌ، ولا اسمٌ حادِثٌ، فهو قَديمٌ بجميعِ أسْمائِهِ وصِفاتِهِ جلَّ جلالُهُ، وتقدَّسَتْ أسماؤُهُ. وفي الحَديثِ: بيانُ قُدرةِ اللهِ سُبحانَه وأنَّه لا يُعجِزُه شيءٌ وأنَّ رحمتَه واسعةٌ وعذابَه شديدٌ. وفيه: إثباتُ صِفةِ الرِّجلِ والقَدَمِ له سُبحانه وتعالى، وأهلُ السُّنَّةِ يُثبِتون لله ما جاء في هذا الحَديثِ على حقيقتِه، كما يُثبِتون سائِرَ الصِّفاتِ من غيرِ تشبيهٍ ولا تكييفٍ. الدرر السنية
This Hadīth reports a conversation between Hell and Paradise. Hell boasts of being the destination of Allah's vengeance on the tyrants, the arrogant, and criminals, who disobeyed Allah and discredited His messengers. Paradise, however, complains that mostly the weak, the poor, and the humble are admitted to it. The dwellers of Paradise are, indeed, humble and submissive to Allah. Paradise and Hell have, in fact, had such a conversation, since Allah has endowed them with consciousness, discernment, reason, and speech. Nothing is beyond Allah's power. Allah settled the dispute between Paradise and Hell by saying to the former that it is His mercy by means of which He has mercy upon any of His slaves, and by saying to the latter that it is His torment by means of which He tortures any of His slaves. In other words, Allah created Paradise to have mercy by means of which upon whom He wills of His slaves, namely those who are blessed by Allah and made eligible to be admitted to Paradise. Likewise, Allah created Hell for those who disobeyed Him, namely those who disbelieved in Him and His messengers. Both destinations belong to the dominion of Allah, which He manages as He wills. He is not asked about what He does, whereas people are asked. It should be noted, however, that no one enters Hell except those who deserve it because of their deeds. Furthermore, Allah promised to fill Paradise and Hell with dwellers. Hell clearly asked to be filled; Allah says: {On the Day We will say to Hell, "Have you been filled?" and it will say, "Are there some more?"} [Sūrat Qāf: 30] In response, Allah pledged to fill Hell with both jinn and humans. Paradise and Hell are the abodes of the jinn and humans after reckoning on Doomsday. Those who believed in Allah, worshiped Him alone, and followed His messengers, will end up residing in Paradise. On the other hand, those who disobeyed Allah and disbelieved in Him with arrogance, they will end up residing in Hell. However, Hell will be filled only when Allah puts His Foot. It will then get together and tighten upon those inside it. Indeed, Allah does not do injustice to anyone. The ''Foot'' must be affirmed as an attribute of Allah, without distorting its meaning, denying it, asking how, or drawing similarities between Allah and His creation. Finally, Allah, the Almighty, will fill Paradise with new creation that He will specially create for it. Hadith Translation/ Explanation : English Urdu Spanish Indonesian Bengali French Turkish Russian Bosnian Indian Chinese Persian Vietnamese Tagalog Kurdish Hausa : https://hadeethenc.com/en/browse/hadith/8313
26 notes · View notes
kharbashetkalam · 7 months ago
Text
قالـوا قديـــمًــا:
" تراها تبطي بس ما تخطي "
بمعنى أن عاقبة الحق الضائع ، أو المظالم
سوف تتبع وتلحق صاحبها ، مهما طال به الزمان أو قصر...
يعني بالمُختصر انتبهوا لأفعالكم"وكل سَاقٍ سَيُسقىٰ بِما سَقىٰ ؛ وَلا يَظْلِم رَبُّكَ أَحَدًا"
✍: @kharbashetkalam
Tumblr media
50 notes · View notes
basil199 · 2 months ago
Text
"لا يسيئك الشتم والذم وإنما يسيئك أن تشغل تفكيرك بهما."
كونفوشيوس
16 notes · View notes
kldha · 11 months ago
Quote
أشقَى الولاة مَن شَقيت بِه رعِيَّتُه.
عمر بن الخطاب المصدر: خلِّدها - مقولات عن الظلم
47 notes · View notes
ma-daaa · 1 year ago
Text
لا بارك "اللَّه" في العلمِ الذي يُكبِّل لسـانك عن النطق بـ الحق، ولا خير في ثقافةٍ تعجز معها علىٰ اتِّخاذ موقفٍ حر ولا فائدة من أخلاقٍ لا تدفعك إلىٰ مواطن الشرف، ولا جدوىٰ من فصاحةٍ تستأثر بها عن نصــرة المظلوم.
96 notes · View notes
hussainalomari · 10 months ago
Text
في المرة الأولى التي تم فيها الإبلاغ عن ذبح أصدقائنا، كان هناك صرخة رعب. ثم تم ذبح مئة. ولكن عندما تم ذبح ألف ولم يكن هناك نهاية للذبح، انتشرت بطانة من الصمت. عندما يأتي الظُلم مثل المطر الساقط، لا أحد يصرخ "توقف!" عندما تتكدس الجرائم تصبح غير مرئية. عندما تصبح المعاناة لا تُطاق، لم يعد يُسمع أصوات الصرخات. الصرخات، أيضًا، تتساقط مثل المطر في الصيف.
برتولت بريشت
Tumblr media
31 notes · View notes
elsaqqa-4ever · 1 year ago
Text
حتكلم على اللي شوفته بعيوني
١. عاق والديه وان ظلموه ، حياتهم صعبة اوي ونهايتهم صعبه اوي اوي، مهلتك في حياتهم وبعدهم كل حاجة بتتغير.
٢. اكل الورث حياته جحيم ونهايته صعبه.
٣. الرجالة اللي بتحاول مع البنات والستات لازم يشوفو اللي عملوه في اهلهم وحياتهم فقر.
٤. اللي بتعمل أعمال سحر، العقاب في الدنيا ما يخطر على بال بشر.
٥. لا راحة لحاسد او حاقد، عمره ما بيرتاح ومؤذي جدا جدا ولو شوفته علاقتك بيه تنقطع.
٦. للمتزوجين ابعد عن ظلم زوجتك، انا شوفت أزواج ظلموا زوجاتهم عند الموت، كانوا منتظرين كلمة عفو.
ولازال الكثير 🌹
30 notes · View notes
arourasblog · 1 year ago
Text
Tumblr media Tumblr media
"ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم وتكتم خيره".
*محمد بن سيرين رحمه الله
من كتاب صفة الصفوة ١٤٥/٢ | ط. دار الحديث
43 notes · View notes
medad-alkhair · 1 year ago
Text
26 notes · View notes
nado204 · 1 year ago
Text
"و كأننا بهذا الموت ننشد الغفران عن آثام لم نرتكبها"
47 notes · View notes
hadeth · 1 year ago
Text
Tumblr media
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ ‏ "‏ إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ‏"‏‏.‏ صحيح البخاري ومسلم حديث ١٤٩٦ - ١٩
Narrated Ibn `Abbas: Allah's Messenger (ﷺ) said to Mu`adh when he sent him to Yemen, "You will go to the people of the Scripture. So, when you reach there, invite them to testify that none has the right to be worshipped but Allah, and that Muhammad is His Apostle. And if they obey you in that, tell them that Allah has enjoined on them five prayers in each day and night. And if they obey you in that tell them that Allah has made it obligatory on them to pay the Zakat which will be taken from the rich among them and given to the poor among them. If they obey you in that, then avoid taking the best of their possessions, and be afraid of the curse of an oppressed person because there is no screen between his invocation and Allah." Sahih al-Bukhari 1496 In-book reference : Book 24, Hadith 96 // Sahih Muslim 19a In-book reference : Book 1, Hadith 29
مِن فِقهِ الدَّاعيةِ إلى اللهِ تعالَى مُراعاةُ الأولويَّاتِ، والتَّدرُّجُ في دَعوتِه؛ حتَّى يَصِلَ بمَن يَدْعوهم إلى الالْتزامِ التَّامِّ بأوامِرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا ما قام به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وربَّى عليه أصحابَه. وهذا الحديثُ أصْلٌ عظيمٌ في هذا البابِ، حيثُ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا بعَثَ مَعاذَ بنَ جَبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه إلى اليمنِ -وكان قد أرْسَلَه سَنَةَ تِسعٍ، وقيل: سَنَةَ عَشْرٍ مِن الهِجرةِ- يُعلِّمُهم القُرآنَ وشَرائعَ الإسلامِ، ويَقضي بيْنهم، ويَقبِضُ الصَّدقاتِ؛ قال له: «��نَّكَ سَتَأْتي قَومًا أهلَ كتابٍ»، وكانوا على النَّصرانيَّةِ حِينئذٍ، وأَوصاهُ أنْ يَبدَأَ دَعوتَه إيَّاهم بأنْ يَشهَدوا أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ؛ لأنَّ بها يَدخُلُ المرءُ في الإسلامِ، وبِدونِها يَظَلُّ على الكُفْرِ، فلا يُخاطَبُ بِغيرِها مِن شَرائعِ الإسلامِ. ثمَّ بيَّنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما عليه بعْدَ ذلك فقال: «فإنْ هم أطاعوا لكَ بِذلك» ودَخَلوا الإسلامَ بنُطْقِهم الشَّهادتَينِ، فأخْبِرْهم أنَّ اللهَ قدْ فَرَضَ عليهم خمْسَ صَلواتٍ (الفجْر، والظُّهر، والعَصر، والمغرِب، والعِشاء) في كلِّ يَومٍ ولَيلةٍ؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ آكَدُ أركانِ الإسلامِ بعْدَ الشَّهادةِ، وأوَّلُ ما يُحاسَبُ عليه المسلِمُ، ثمَّ قال: «فإنْ هم أطاعوا لك بذلك، فَأخْبِرْهم أنَّ اللهَ قد فرَضَ عليهم صَدقةً»، والمَقصودُ بها هنا زَكاةُ المالِ؛ وهي عِبادةٌ ماليَّةٌ واجِبةٌ في كُلِّ مالٍ بلَغَ النِّصابَ وحالَ عليه الحَولُ -وهو العامُ القَمريُّ (الهِجريُّ)- فيُخرَجُ منه رُبُعُ العُشرِ، وأيضًا يَدخُلُ فيها زَكاةُ الأنعامِ والماشيةِ، وزَكاةُ الزُّروعِ والثِّمارِ، وعُروضِ التِّجارةِ، وزَكاةُ الرِّكازِ، بحسَبِ أوقاتِها وأنصبتِها المُقدَّرةِ شرعًا، ومَصارفُ الزَّكاةِ قدْ بيَّنَها القُرآنُ في قولِه تعالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} [التوبة: 60]، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنْ هُمْ أطاعوا لك بذلك «فإيَّاك وكَرائمَ أموالِهم»، أي: فيَنْبغي ألَّا يَأخُذَ في الزَّكاةِ نَفائسَ الأموالِ وأفضَلَها عِندَهم، بلْ يَأخُذُ مِن أواسطِ المالِ؛ حتَّى تَطِيبَ نفْسُ المُزكِّي لذلك، والنُّكتةُ فيه أنَّ الزَّكاةَ لِمُواساةِ الفُقراءِ، فلا يُناسِبُ ذلك الإجحافُ بمالِ الأغنياءِ إلَّا إنْ رَضُوا بذلك. ثمَّ أوصاهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنْ يَتجنَّبَ الظُّلمَ؛ لِئلَّا يَدْعوَ عليه المَظلومُ، وفيه تَنبيهٌ على المنْعِ مِن جَميعِ أنواعِ الظُّلمِ، والعِلَّةُ في ذِكرِه عَقِبَ المنْعِ مِنْ أخْذِ الكرائمِ الإشارةُ إلى أنَّ أخذَها ظُلْمٌ، ثُمَّ بيَّنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَرَ دَعوةِ المَظلومِ بقولِه: «فإنَّه ليس بيْنه وبيْنَ اللهِ حِجابٌ»، يعني: إنَّها مَسموعةٌ مُستَجابةٌ لا تُردُّ. وفي الحديثِ: الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ قَبْلَ القِتالِ. وفيه: تَوصيةُ ال��مامِ عاملَه فيما يَحتاجُ إليه مِنَ الأحكامِ وغيرِها. وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ. الدرر السنية
Hadith translation and Explanation: English French Spanish Turkish Urdu Indonesian Bosnian Bengali Chinese Persian Tagalog Indian Vietnamese Sinhalese Uyghur Kurdish Hausa Portuguese Malayalam Telugu Swahili Tamil Burmese German Japanese Pashto Assamese Albanian : https://hadeethenc.com/en/browse/hadith/3390
شرح ابن عثيمين تحت الخط
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكانت بعثته إياه في ربيع من السنة العاشرة من الهجرة، بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكانوا أهل كتاب، وقال له: ((إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب))، أخبَرَه بحالهم لكي يكون مستعدًّا لهم؛ لأن الذي يُجادِلُ أهلَ الكتاب لا بد أن يكون عنده من الحُجَّة أكثر وأقوى مما عنده للمشرك؛ لأن المشرك جاهل، والذي أوتي الكتابَ عنده علم، وأيضًا أعْلَمَه بحالِهم، ليُنزِلَهم منزلتهم، فيجادلهم بالتي هي أحسن.
ثم وجَّهه عليه الصلاة والسلام إلى أول ما يدعوهم إليه: التوحيد والرسالة، قال له: ((ادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله)) أن يشهدوا أن لا إله إلا الله؛ أي: لا معبود بحقٍّ إلا الله سبحانه وتعالى، فهو المستحقُّ للعبادة، وما عداه فلا يستحق للعبادة، بل عبادته باطلة، كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [لقمان: 30].
((وأني رسول الله))؛ يعني مرسَلَهُ الذي أرسَله إلى الإنس والجن، وختم به الرسالات، فمن لم يؤمن به فإنه من أهل النار.
ثم قال له: ((فإن هم أجابوك لذلك)) يعني شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ((فأَعْلِمْهم أن الله افترَضَ عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة)) وهي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، لا يجب شيء من الصلوات اليومية إلا هذه الخمس، فالسُّنن الرواتب ليست بواجبة، والوتر ليس بواجب، وصلاة الضحى ليست بواجبة، وأما صلاة العيد والكسوف فإن الراجح هو القول بوجوبهما، وذلك أمر عارض له سببٌ يختص به.
ثم قال له: ((فإن هم أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، فتُرَدُّ في فقرائهم))، وهذه هي الزكاة، الزكاة صدقة واجبة في المال تؤخذ من الغني، وتُرَدُّ في الفقير. الغني هنا من يملِك نصابًا زكويًّا، وليس الغني هنا الذي يملك المال الكثير، بل من يملك نصابًا فهو الغني، ولو لم يكن عنده إلا نصابٌ واحد، فإنه غني، وقوله: ((تُرَدُّ في فقرائهم))؛ أي: تصرف في فقراء البلد؛ لأن فقراء البلد أحَقُّ من تُصرَفُ إليهم صدقات أهل البلد؛ ولهذا يخطئ قوم يرسِلون صدقاتِهم إلى بلاد بعيدة، وفي بلادهم من هو محتاج، فإن ذلك حرامٌ عليهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تؤخذ من أغنيائهم، فتُرَدُّ إلى فقرائهم))، ولأن الأقربين أولى بالمعروف، ولأن الأقربين يعرِفون المال الذي عندك، ويعرفون أنك غني، فإذا لم ينتفعوا بمالك فإنه سيقع في قلوبهم من العداوة والبغضاء، ما تكون أنت السبب فيه، ربما إذا رأوا أنك تُخرِجُ صدقة إلى بلاد بعيدة وهم محتاجون، ربما يعتدُون عليك، ويُفسِدون أموالك؛ ولهذا كان من الحكمة أنه ما دام في أهل بلدك من هو في حاجة ألا تَصرِفَ صدقتك إلى غيره.
ثم قال له صلى الله عليه وسلم: ((فإن هم أطاعوا لذلك))؛ يعني انقادوا ووافقوا، ((فإياك وكرائمَ أموالهم))؛ يعني لا تأخذ من أموالهم الطيِّبَ، ولكن خُذِ المتوسط، ولا تَظلِم ولا تُظلَم، ((واتق دعوة المظلوم))؛ يعني أنك إذا أخذتَ من نفائس أموالهم، فإنك ظالمٌ لهم، وربما يدْعون عليك، فاتقِ دعْوتَهم ((فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) تصعد إلى الله تعالى، ويستجيبها، هذا هو الشاهد من هذا الحديث في الباب الذي ذكره المؤلف فيه؛ أن الإنسان يجب عليه أن يتقي دعوة المظلوم.
ويُستفاد من هذا الحديث فوائد كثيرة، منها ما يتعلق بهذا الباب، ومنها ما يتعلق بغيره، فينبغي أن يعلم أولًا أن الكتاب والسُّنة نزلا ليحكُما بين الناس فيما اختلَفوا فيه، والأحكام الشرعية من الألفاظ، مما دلت عليه منطوقًا ومفهومًا وإشارة، والله سبحانه وتعالى يفضِّل بعض الناس على بعض في فهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا لما سأل أبو جُحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عَهِدَ إليكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قال: "لا، إلا فهمًا يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه، وما في هذه الصحيفة"، وبيَّن له ما في تلك الصحيفة فقال:" العقل، وفكاك الأسير، وألا يُقتَلَ مسلمٌ بكافر"، الشاهد قوله: "إلا فهمًا يؤتيه من شاء في كتاب الله".
فالناس يختلفون، والذي ينبغي لطالب العلم خاصةً أن يحرص على استنباط الفوائد والأحكام من نصوص الكتاب والسنة؛ لأنها هي المورد المعين، فاستنباط الأحكام منها بمنزلة الرجل يَرِدُ على الماء فيستقي منه في إنائه فمُقِلٌّ ومستكثر. ولاكمال فوائد واستنباطات الحديث شرح ابن عثيمين لرياض الصالحين
40 notes · View notes
kharbashetkalam · 9 months ago
Text
ستُدرك لاحقًا معنى إنَّ ربِك لبِالمِرصادِ، فمن زرع بك ألمًا سيتألم، ومن كان سببًا في أذيتك سيتأذى، ومن هانت عليه أوجاعك ستهون كُل مشاعره .. الصفعة ستُرد، والمحنة ستمُر، وروحك ستُزهر، إنَّ الله لا ينسى.
✍: @kharbashetkalam
Tumblr media
29 notes · View notes
basil199 · 2 months ago
Text
Tumblr media
“If you tremble with indignation at every injustice then you are a comrade of mine.”― Ernesto Che Guevara
"إذا كنت ترتجف من الغضب عند كل ظلم، فأنت رفيقي." - إرنستو تشي جيفارا
16 notes · View notes
kldha · 3 months ago
Quote
على قدر لذتِك بغرس طعنةِ الظلم في الآخر .. على قدر ما سيصب المظلوم عليكَ الدعاء أو تتوسل منه العفو!
اعتدال طلال السباعي المصدر: خلِّدها - مقولات عن الظلم
13 notes · View notes
maiansaja222 · 2 years ago
Text
أشهدك يا ربي أنّي لستُ مسامحًا من ظلمني عمدًا - حسدًا وكيدًا -، كما أشهدك يا ربي وأشهد عبادك أنني دائم الدعاء عليهم بأسمائهم حتى أراهم في أسفل السافلين، وإنّي على يقين بأنَّك يا ربي مجيبٌ دعوتي وشافٍ صدري
"قل تربَّصوا فإِّني معكم من المتربِّصين"
141 notes · View notes
ma-daaa · 1 year ago
Text
..الظلم .. الذي تغض بصرك عنه، ينزع عنك بصيرتك.
30 notes · View notes