#قدم الإنسان
Explore tagged Tumblr posts
Text
اتعجب احيانا ممن يتكلمون عن النفاق والكذب ...وهم اكبر منافقين وكذابين رأتهم عيني فتجدهم كاشرعة السفن يغيرون اتجاهاتهم اينما يجدون مصالحهم ....تاكدوا ان الزمن دوار والحياة تكشف كل شخص على حقيقته...
لان الصدق ليس له سوى وجه واحد
كلام واقعي وحقيقة مألمة
الخبيث يبقى خبيث مهما حاول أن يظهر للناس على أنه إنسان طيب لأن الأصل غلاب احذر منه مهما قدم لك من عسل الكلام لأن الكذب والحقد والكراهيه والغيرة تملىء قلبه المتعفن القذر يذبح أقرب الناس إليه لهذا فإنه يخطط دائما للشر فقط بشتى الطرق والسبل .
.الكذاب يبقى كذاب إلى أن يموت ويبقى كذاب و فيه كل صفات... الخداع والتمثيل... والخيانة.... والمراوغة
والنفاق... وسوء الظن... والتملق بين الناس وعبودية الناس والكذب دليل على الخوف وعلى ضعيف الشخصية أما الإنسان الصادق فهو شجاع يتحمل مسؤولية أعماله
أخطر إنسان في الحياة هو الكذاب الغدار يبقى غدار و الخبيث يبقى خبيث و الكذاب يبقى كذاب مهما طال و قصر الزمن و قليل ��لاصل يبقى كذلك و الحياة متواصلة الى الخ ....
36 notes
·
View notes
Text
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ " . صحيح مسلم حديث ٤٨٣
Abu Huraira reported: The Messenger of Allah (ﷺ) used to say while prostrating himself: "O Lord, forgive me all my sins, small and great, first and last, open and secret." Sahih Muslim 483 in-book reference : Book 4, Hadith 246
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ) هُوَ بِكَسْرِ أَوَّلِهِمَا أَيْ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ وَفِيهِ تَوْكِيدُ الدُّعَاءِ وَتَكْثِيرُ أَلْفَاظِهِ وَإِنْ أَغْنَى بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ. شرح النووي على مسلم
وهذا من باب التبسط في الدعاء والتوسع فيه؛ لأن الدعاء عبادة فكل ما كرره الإنسان ازداد عبادة لله عز وجل ، ثم إنه في تكراره هذا يستحضر الذنوب كلها السر والعلانية، وكذلك ما أخفاه، وكذلك دقه أي: صغيره،وجله أي: كبيره، وهذا هو الحكمة في أن النبي صلى الله عليه وسلم فصل بعد الإجمال، فينبغي للإنسان أن يحرص على الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها أجمع الدعاء وأنفع الدعاء.
من فوائد الحديث
استحباب هذا الذكر حال السجود.
يستحب الترقي في السؤال الدال على التدرج في ترجي الإجابة.
الكبائر تنشأ عادة من الإدمان على الصغائر، ولذلك قدم الاستغفار من الصغائر على الكبائر.
التضرع إلى الله تعالى، وطلبه المغفرة من جميع الذنوب.
التوبة واجبة من الصغائر والكبائر لا فرق.
شرح الحديث Hadith Translation/ Explanation : English French Spanish Turkish Urdu Indonesian Bosnian Russian Bengali Chinese Persian Tagalog Indian Sinhalese Kurdish Hausa Portuguese: https://hadeethenc.com/en/browse/hadith/5470
#حديث#أحاديث نبوية#الرسول صلى الله عليه وسلم#محمد صلى الله عليه وسلم#رسول الله صلى الله عليه وسلم#صلى الله عليه وسلم#اللهم صل وسلم على نبينا محمد#سجود#السجود#دعاء#الدعاء#دعاء الرسول#النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم#اللهم استجب#اللهم اغفر لي#أدعية#حديث شريف#hadith#sunnah#ahadeth#islam#muslim#hadeth#hadiths#sunna#prophet muhammad#prophet mohammed#duaa#daily duaa#deen
121 notes
·
View notes
Text
** إهدنا الصراط المستقيم **
في عمق التجربة الإنسانية يكمن سؤال قديم قدم الزمن نفسه: ما هو الصراط المستقيم؟ وما هو الدور الذي نلعبه في الحركة نحو ذلك المسار المضيء؟ يتردد صدى هذا السؤال في أعماق القلوب، متسللاً من بين ثنايا الأفكار والتطلعات، مدعوماً برغبة عميقة في الفهم والاكتشاف.
يعد الصراط المستقيم مفهوماً يتجاوز الوجود المادي، ليصبح ضرورة روحانية تتجسد في كل إنسان. إنه يمثل الطريق الذي يُبحث عنه عبر المعرفة والإيمان، والذي يتقاطع فيه العقل والروح، حيث يتواجد الإنسان في حالة تفاعل مستمر مع ما حوله. ولكن لتحصيل هذا الفهم، ينبغي لنا أن ندرك أولاً الطبيعة الفطرية للوجود: نحن كائنات تعيش برابط مع الكون، كل ما حولنا يعتبر جزءًا من تلك الرحلة، وكل تجربة نمر بها تشكل لبنة في بناء تجربتنا الروحية.
تتوجّه الروح إلى البحث عن المعنى، وتنطلق في رحلة لا تع�� ولا تحصى من جميع الاتجاهات. تتأرجح بين الشك واليقين، بين المعرفة الجلية والظلال الغامضة. ومع مرور الزمن، يكتشف الإنسان أن الهدوء الداخلي والسلام ينبعان من حقيقة بسيطة: كل ما هو حولنا يحمل رسالة. والروح عندما تلامس النور، تدرك أن الصراط المستقيم ليس مجرد مفهوم، بل هو حالة وجودية تتطلب الجهد والمثابرة.
في بعض الأحيان، يختلط علينا الأمر. تتسلل إلينا ضغوط الحياة اليومية ومشاغلها، فينسى كثيرون أن يسألوا أنفسهم: أين نحن؟ وإلى أين نتجه؟ إن الملاحظة الدقيقة للتحولات الداخلية والخارجية تشكل مفتاح الوعي. ربما يكون التحدي الأكبر هو القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف، بين ما يُزرع في قلوبنا على أنه صحيح وما يُفرض علينا من الخارج.
عندما نفكر في الصراط المستقيم، علينا أن نقوم بتسليط الضوء على العلاقة الحميمية بين العطاء والاستقبال، بين التعلم والتعليم. فكلما تقدمنا في الفهم، كلما أصبحنا أكثر قدرة على التعاطف مع الآخرين. إن الهداية ليست محصورة في فعلٍ فردي، بل هي حزمة من الروابط المتشابكة مع المجتمع والمحيط. فالأفراد هم مرآة لبعضهم البعض، وكل تجربة نتشاركها تساهم في تشكيل مسارنا الجماعي نحو النور.
إن أحد الجوانب الملهمة في المسار نحو الصراط المستقيم هو فكرة البقاء على قيد الحياة في وجه التحديات. يمكن اعتبار المعاناة كعنصر أساسي في عملية التنمية الروحية. هذه المعاناة لا تعني فقط الألم أو الصراع، بل أيضاً القدرة على الخروج من الأزمات أقوى وأكثر حكمة. إننا نمتلك القدرة على استغلال تلك اللحظات الانتقالية لصالح النمو الشخصي والفهم الروحي.
كما أن الصراط المستقيم يتطلب منا التأمل. فالتأمل يعد عملية من التفاعل الهادئ مع أفكارنا ومشاعرنا، مما يمكّننا من التعرف على ذواتنا الحقيقية. نحن بحاجة إلى تلك اللحظات من الصمت، حيث يمكن لأفكارنا أن تنمو وتزدهر بعيداً عن ضجيج العالم الخارجي.
عندما نقرأ "صراط الذين أنعمت عليهم"، نشعر وكأن الله سبحانه وتعالى يعرض لنا خريطة روحية ترشدنا إلى الصراط الذي يفضي إلى الحق. ومن هنا، تتقاطع التجارب الفردية مع المعتقدات الجماعية، حيث يتجذر الصراط المستقيم في الذاكرة الجماعية، تلك الذاكرة التي تتذوق النور وتتناقله من جيل إلى جيل.
يظهر الصراط، كدوائر متداخلة، كل دائرة تمثل جانباً من جوانب الإنسان: العقل الذي يستنير بالدراية، والروح التي تتوق إلى الطمأنينة. فبينما يتحرك الفرد في منحنيات الحياة، يظل طموحه الوصول إلى تلك النقطة الناصعة، تلك التي تتلخص في البساطة والوضو��، بعيدًا عن الانحرافات التي يمكن أن تصيبه.
وعندما يتعلق الأمر بالذين "غضب الله عليهم" أو "الضالين"، نتطرق إلى ملامح الفطرة التي تُظهر لنا إنذارًا بأن الحياة ليست فقط عن الاختيار. إنما هي عن المسؤولية، مسؤولية كل إنسان أمام نفسه وأمام خالقه. أولئك الذين شذّوا عن الصراط المستقيم، يظهرون وكأنهم نيازك تتجول بعيدًا عن مسارها الطبيعي، تتلاشى في عرفان الكون، منسيةً في غياهب الفوضى.
إننا، كشرائح من هذا الكون، نملك القدرة على العودة والانصهار في نغمة الإيمان، نستطيع دومًا استعادة التوازن الذي فقدناه، إذ يظل الطلب الإلهي في "اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ" صدى يردد في أعماقنا، محفزًا لنا للسعي نحو الفهم والوضوح.
وفي ختام هذه السردية، يجب أن نستنتج أن البحث عن الصراط المستقيم هو أكثر من مجرد رحلة فردية. إنه اتصال متبادل مع الكون، بما فيه من عناصر متغيرة وثابتة. إن كل إنسان يحمل في داخله القوة للبحث عن النور، وأن يسعى لبلوغ تلك الحالة من التوازن بين العقل والروح. وفي النهاية، ربما تتلخص الغاية في التعلم والانفتاح على تلك الحقيقة التي تقودنا جميعًا نحو الصراط المستقيم، حيث نجد أنفسنا مرة أخرى، في أغوار الرغبة نحو الفهم والإيمان، متجددين في كل خطى نخطوها.
12 notes
·
View notes
Text
النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر وتعمل طول الحياة عملًا واحدًا لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير وأن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك.. وهي معذورة في هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.
أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط والحائط لإحدى الغرف و الغرفة في إحدى الشقق والشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة والعمارة واحدة من عمارات في حي والحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة والقاهرة عاصمة جمهورية و هذه بدورها مجرد قُطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا ومثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية.. والكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية.. والمجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس.
وغيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلًا.. وكل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا وهي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم ومن فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يُدبّر كل هذه الأكوان ويُهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.
كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة.. ومع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سُجناء محصورين كل واحد مُنغلِق داخل شق نفسه يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار ويدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية تبدأ وتنتهي عند الحصول على كسرة خبز ومضاجعة امرأة ثم لا شيء وراء ذلك.. رغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم وخيال واختراع وأدوات وحيلة وذكاء ورغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.
أكثر الناس بال��غم من ذلك قواقع و سلاحف ونمل كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبيء داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد والأضغان والأطماع والمآرب
و نرى آخر مغلولًا داخل رغبة أكّالة في الانتقام والثأر يصحو وينام ويقوم في قمقم من الكوابيس لا يعرف لنفسه خلاصًا ولا يُفكّر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه ويشرب دمه.
و نرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية أغلق على نفسه زنزانة من الكآبة واليأس والخمول.
ولكن العالم واسع فسيح.
وإمكانيات العمل والسعادة لا حد لها وفُرص الاكتشاف لكل ما هو جديد ومذهل ومدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية
فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جل��ه بحثًا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر.
ولماذا يسرق الناس بعضهم بعضًا ولماذا تغتصب الأمم بعضها بعضًا والخيرات حولها بلا حدود والأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.
ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون تُوحي بإله عادل لا يخطيء ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.
لماذا لا نخرج من جحورنا.. ونكسر قوقعاتنا ونطل برؤوسنا لنتفرج على الدنيا ونتأمل.
لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى.. ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة وما وراءها ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب ومصيرنا إلى غيبه المغيب.
لماذا ننسى أن لنا أجنحة فنجرب أن نطير ونكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن ونغوص في الوحل و غرق في الطين ونُسلّم قيادتنا للخنزير في داخلنا.
لماذا نُسلّم أنفسنا للعادة والآلية والروتين المكرر وننسى أننا أحرار فعلًا.
لماذا أكثرنا نمل وصراصير .. ؟!
..
مقال : شق في الحائط
من كتاب : الروح والجسد.
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله )
21 notes
·
View notes
Text
وأنت لا تدرك كيف يحميك الله بالمنع والتأخير، من قرارات أخذتها أو أمنيات دعوت بها كان أساسها الوهم أو قلة المعرفة. ولو أنك صبرت لاستَرحت، ولو أحسنت التسليم لأَمِـنت، ولو حَسُنَ يقينُك لقتنعت بأن رب الخير لايأتي إلا بالخير.
لكن الإنسان خلق عجولاً، يحب تقديم ما أخر الله من الفرج كي لا تنقطع أسباب العافية عنه أبدًا، ويحب تأخير ما قدم الله من البلاء كي لا تمسه أسباب الشقاء في يومه أبدًا.
تيقن أن قدرك ملاحقك، وقضائك واقع عليك، وماهو مكتوب لك لن يضل طريقه إليك.
فهون على نفسك، وثق بربك، ولا تسمح للشيطان أن يُجزعك، فإن بعد العسر يسرا، ورزقك خلف بابك، والباب لا يُفتح على ضعف ووهن، بل حتى تبتلى وتصقل، وتتمكن، وتصيرَ أهلاً لاستقبال النعمٍ التي لو أتتك على ضعف لـ فتنتك، لكنَّ اللّه أخرها رحمة ورأفة بك.
17 notes
·
View notes
Text
للعقلِ فيما يبدو أساليب دفاعية كثيرة لحماية الإنسان من الإنهيار، اختبرتُ كثيرًا منها ولكن أشد ما لفت نظري هو طمس العقل لأجزاء من الذاكرة في محاولة لتجنب الألم الناتج عن التذكر، ومن ذلك أن عقلي حجب عني أحداث يناير للعام ألفين وأحد عشر وما تلاها من أحداث وسنين قريبة.
على مدار سنوات مررتُ على ميدان التحرير وما يحيطه من أماكن عشرات المرات ولم أشعر بشيء، لأنني لم أتذكر شيئًا، انمحت التفاصيل كافة، غريب والله! غريب ولكن جيد. انتهت الأحداث وانتهت الأحلام وتحولت إلى كوميكس على الفيسبوك، يسخر الناس بقسوة من المشاهد التي كانت تبكيني سعادة ونشوة، كمشهد الناس وهم يكنسون الشوارع لأنهم شعروا بامتلاكها والانتماء إليها أخيرًا. كل شيء تمت السخرية منه وكل هذه السخرية لم تجعلني حتى أبتسم. ثم ��جأة فرغت الحياة.
ذلك لأنني كنتُ ابتعدتُ عن كل شيء، لا قراءة ولا كتابة ولا حتى كرة قدم لأنني بعد أحداث الأهلي والمصري في بورسعيد قرر عقلي أن يغلق على كرة القدم كما أغلق على كل شيء آخر، فأصبحت لا ألعبها ولا أشجعها ولم أكن وقتها أجرؤ على الاقتراب من أي مستطيل أخضر، وهكذا استمر عقلي في حجب كل شيء كان يمثل لي السعادة.
بدأت الحياة تعود تدريجيًا وعدت للعب كرة القدم وتشجيعها، ثم عدت للفيفا والفانتاسي ووضعت طاقتي الانتمائية في الكرة، بينما استمر عقلي في الردم على ما دون ذلك، حتى رجائي الحرية والحياة الكريمة.
ولكن هذه الأيام يبدو أن النظام الدفاعي أصابته بعض الأعطال، فسمح لبعض الومضات أن تلمع في الذاكرة المعتمة:
بابا أنا عايز انزل الميدان ومش عايز اعمل كده من وراك.
يا بني الدنيا شكلها خطر جدًا.
أنا عايز انزل
أنا مش عايز احرمكوا من حاجة زي كده يا بني، بس الدنيا خطر.
أخرج من الغرفة غاضبًا ومتوترًا. أقرر أن أغافلهم وأترك المنزل في الليل وليكن ما يكون، ولكنني فجأة أسمع صوت أبي ينادي باسمي، أذهب إلى غرفته فيتحاشى النظر إليّ:
أنا سايبلك فلوس على الكومودينو عشان مشوارك. اتكل على الله وخليك معايا على التليفون على طول.
ومضات من داخل الميدان، هتّيفة مهرة وهتافات مبدعة وشباب قوي. خفة دم وسخرية غير مسبوقة. الشتاء القارس. نومي على الأرض مرتجفًا لأنني استحيتُ أن أطلب من الشباب استضافتي في خيمة. موقعة الجمل. مصادفة أن عيد ميلادي كان أثناء الثورة. ابتسامي للمجاز في الميدان كأنني أولد من جديد كما تولد مصر من جديد، كل سنة واحنا طيبيين كلنا، كل سنة وانتي طيبة يا مصر! خطاب التنحي، بكائي الهيستيري وأنا أهتف، يحملني شخص لا أعرفه، وأهتف وأبكي إلى أن يذهب صوتي مصر يا أم ولادك أهم! ركضي في الميدان فاردًا يدي ّبطيارة أبو تريكة كما وعدت أصحابي.
"والله لتحصل بدال النكسة ميت نكسة"
أقولها لأصدقائي بعدها بسنين على القهوة فيسألني أحدهم: لو رجع بيك الزمن كنت هتنزل تاني؟ أقول، لو الثورة معملتش حاجة غير إنها أصلحتني فردًا هفضل ممتن لها طول عمري برضه ولو رجع بيا الزمن ألف مرة هنزل ألف مرة.
45 notes
·
View notes
Text
النظر
"إنهم ينظرون إلى ما أنظر، ولكنهم لا يرون ما أرى"
أنظر إلى انعكاس الشمس على كم القميص، القطع اللماعة تنعكس على السطح أمامي، مكونة ظلالًا متلألئة، أنظر إلى الجمال في كم القميص، والجمال الذي انعكس على السطح. ياه، العينُ لا تملُّ النظر!
"مرَّ بي.. مايس الأعطاف قدّه لولبي
صحت مما حل بي ..
يا صلاتي على النبي .. يا صلاتي على النبي"
قبل عدة أشهر، مرَّت عليَّ مواقف وضعتني في جو المنافسة؛ وهي باعتقادي ليست بالصفة الحسنة، ولكن باعتقادهم توقد فيهم شعلة الحماس والإنجاز، حاولوا إقناعي أنها أساس النجاح، وشيء مفيد وفعال. إلا أني أخرج من تلك المواقف وأنا موقنة ومقتنعة أن المنافسة كلمة، وأن تفسيرنا "نظرتنا" لها، هو ما يحدد لو كانت صفة حسنة أو سيئة. أعتبر سياق المنافسة لغرض التفوق على الآخر، من الأشياء الموحشة التي يقوم بها الإنسان، فأي هدف هو هذا إن كان يتمحور حول هزيمة الآخر وتعاسته؟
يقول الدكتور غازي القصيبي –رحمه الله-: " إن رغبتي في إتقان ما أقوم به من عمل لم تعنِ، قط، رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر. كنت، ولا أزال، أرى أن هذا العالم يتسع لكل الناجحين بالغًا ما بلغ عددهم. وكنت، ولا أزال، أرى أن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو، في حقيقته، هزيمة ترتدي ثياب النصر."
تيد لاسو مسلسل لمدرب أمريكي يتولى مهمة تدريب فريق كرة قدم بريطاني، المسلسل واحد المسلسلات التي تجعلني أشعر أني بخير، يقول تيد: "بالنسبة لي لا أعرِّف النجاح على أساس الفوز والخسارة، النجاح هو إيصال اللاعبين لأفضل نسخة من نفسهم داخل وخارج الملعب."
يفسر كل إنسان ما يقوم به بحسب خبراته وما مر به في حياته، فيمكن تفسير أحسن النعم بأسوئها، فقرأت منشورًا يقول: "طريفة تعبيرك ستؤثر على شعورك. مرة قلت لأحدهم: أشعر أني ضعيفة لإن نومي قليل. فقال: غريب! أنا أشعر بالقوة لأني لا احتاج أن أنام كثيرًا" ومنشور بسيط انتشر مؤخرًا: "فلان يشعر بالحزن لأن منزله يبعد عن دوامه نصف ساعة، وأنت مبسوط لأن دوامك يبعد عنك ساعتين مما يمكِّنك من استماع حلقة بودكاستك المفضلة" عجيب!
أحيانًا النظر للزوايا الطيبة هي هبة ربانية، وفي أحيان تتشوش الرؤية بسبب الظروف التي تمر بها، أحاول تذكير نفسي بالأساسيات، وإحاطة نفسي بالأشخاص الذين يعيدون تصحيح زوايا النظر، وفي أحيان تكون قد تربيت وعشت على مبدأ النظر بسوداوية، وهنا يا صديقي، عليك شد الهمة لتفهم، وتتخلص من كل العوائق التي تمنع النمو السليم، هذا إن كنت مقتنعًا أن المتعة في طريق الساعتين برفقة حلقة بودكاست، والفرح يكمن في تتبع انعكاس الضوء على ترتر كم القميص، وأن قلة النوم قد تعني القوة، وأن النظر، ياه يالنظر! الكل ينظر ولكن ليس الكل ينظر إلى ما تنظر إليه.
ويكند سعيد. x
7 notes
·
View notes
Text
حقوق الحيوان
مر عام كامل منذ أن أدركت - وأنا أرشف قهوتي المرة - حقيقة مؤلمة كطعم الحنظل: أن للكلب في بلاد الغرب حقوقاً تفوق حقوقي أنا، ابن تلك الأرض السمراء.
ومع ذلك الإدراك يتبادر للذهن جمال الدين الذي ولدت عليه، دين لا يفرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى، حتى لو كان هذا مجرد نص كنصوص حقوق الإنسان، فيكفي فخراً اننا امتلكناها قبل أن يعرفها ذلك الأبيض المحتل.
تتداعى العصبيات الوطنية في العرب بكثرة في هذه الأيام في مشهد يشبهه البعض بصعود اليمين في الغرب، والإنتماءات لدول صنعها نفس الرجل الأبيض الذي يحتقرنا بكل ما فيه، لدرجة أنه لا يعير اهتماماً بمقتلة أكثر من 50 الف روح منا في مقابل مئة منه، أي ميزان هذا؟
ينبح الكلب واتساءل، هل ينتمي الكلب لسيده أكثر من انتماءه لأهله من الكلاب؟ أتستحق مثلاً دولنا المصنوعة من ورق الإنتماء إليها أكثر من إنتمائنا لديننا ولأخوتنا في الدم؟ ما الذي رأيناه وقدمته تلك الدويلات بعد أكثر من 200 عام على انشائها سوى الخراب والدمار؟ بينما سُدنا العالم عندما كانت هويتنا وانتماؤنا الوحيد لله، ولدينه.
أتعجب دائماً من الوطنيين الذين يحنون دائماً لدول وممالك من الوف السنين، بينما يتناسون أقرب مملكة كانوا جزءاً حقيقياً وفاعلاً منها، متجاهلين حقيقة أننا شعوب لم تعرف إنتصارات كبرى ولا دولاً دامت سوى دولة الإسلام التي امتدت لتسود العالم بأكمله. من يذكر كسرى وقيصر وساسان وغيرها من الممالك التي اندحرت أمام راية الإسلام؟
سقطنا وسقطت الله اكبر، وصعدت الأغاني الوطنية التي تتغنى بمليك لا نعرف عنه سوى انه العبد الذي رضي عنه البريطاني او الرئيس الذي قدم اوراق إذعانه و طاعته للأمريكي، وأصبحنا نرقص في الشوارع ليل نهار بأغاني تحمل خيباتنا، بل ومقتلنا وسجننا ونزع كرامتنا.
فهل سيأتي يوم نستعيد فيه تلك الروح، أم سنظل نتغنى بأمجاد وهمية، ونحن غارقون في ذل الحاضر؟
مزيد من القوميات يا مسلمين ويا عرب، وكثرلي التومية!
11 notes
·
View notes
Text
النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر وتعمل طول الحياة عملًا واحدًا لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير وأن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك.. وهي معذورة في هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.
أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط والحائط لإحدى الغرف و الغرفة في إحدى الشقق والشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة والعمارة واحدة من عمارات في حي والحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة والقاهرة عاصمة جمهورية و هذه بدورها مجرد قُطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا ومثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية.. والكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية.. والمجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس.
وغيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلًا.. وكل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا وهي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم ومن فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يُدبّر كل هذه الأكوان ويُهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.
كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة.. ومع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سُجناء محصورين كل واحد مُنغلِق داخل شق نفسه يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار ويدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية تبدأ وتنتهي عند الحصول على كسرة خبز ومضاجعة امرأة ثم لا شيء وراء ذلك.. رغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم وخيال واختراع وأدوات وحيلة وذكاء ورغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.
أكثر الناس بالرغم من ذلك قواقع و سلاحف ونمل كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبيء داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد والأضغان والأطماع والمآرب
و نرى آخر مغلولًا داخل رغبة أكّالة في الانتقام والثأر يصحو وينام ويقوم في قمقم من الكوابيس لا يعرف لنفسه خلاصًا ولا يُفكّر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه ويشرب دمه.
و نرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية أغلق على نفسه زنزانة من الكآبة واليأس والخمول.
ولكن العالم واسع فسيح.
وإمكانيات العمل والسعادة لا حد لها وفُرص الاكتشاف لكل ما هو جديد ومذهل ومدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية
فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثًا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر.
ولماذا يسرق الناس بعضهم بعضًا ولماذا تغتصب الأمم بعضها بعضًا والخيرات حولها بلا حدود والأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.
ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون تُوحي بإله عادل لا يخطيء ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.
لماذا لا نخرج من جحورنا.. ونكسر قوقعاتنا ونطل برؤوسنا لنتفرج على الدنيا ونتأمل.
لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى.. ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة وما وراءها ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب ومصيرنا إلى غيبه المغيب.
لماذا ننسى أن لنا أجنحة فنجرب أن نطير ونكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن ونغوص في الوحل و غرق في الطين ونُسلّم قيادتنا للخنزير في داخلنا.
لماذا نُسلّم أنفسنا للعادة والآلية والروتين المكرر وننسى أننا أحرار فعلًا.
لماذا أكثرنا نمل وصراصير .. ؟!
..
مقال : شق في الحائط
من كتاب : الروح والجسد.
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله )
19 notes
·
View notes
Text
"يبدأ الناس بعد تجاوز الثلاثين في السؤال بجدية عن الحب، يتحوّل سؤال المراهَقَة البريء: هل هناك من يُحبُّنِي/ أُحبُّه؟ بعد عدد من الخيبات لسؤال أكثر ارتباكًا وإلحاحًا: هل هناك حب حقًا؟!.
قرأت منذ ساعات قصة غاية في الرِقَّة عن أنثى طائر لقلق ينتهي بها الحال بعد رحلة هجرة موسمية أفسدها عليها الصيادين لتسقط في قرية في كرواتيا بعد أن نالت منها الجروح، يجدها أحد السكان ويتعهدها بالرعاية حتى تُشفى ليكتشف الاثنان، أنثى اللقلق والرجل، أن الصيادين أصابوها بإعاقة دائمة في جناحها تمنعها من الطيران، يُبقيها الرجل في رعايته ويسميها "ميلينا"، والتي تعني الصغيرة أو الحبيبة، وتصبح القرية هي مستقرها الدائم، وحيدة دون أي رفيق من جنسها لكن عائلها قدم لها كل شئ، تعلَّم الصيد لأجلها ليحضر لها مؤنتها من السمك، وبنى لها عشًا فوق البيت لتستقر فيه، وقبل كل هذا قدم لها الحب، رجلٌ يرفق بأنثى طائر لقلق تعجز عن الطيران ويرعاها قصة رقيقة لكن لأن الحياة مُدهِشَة لا تتوقف القصة هنا، يظهر ذَكَر طائر لقلق في الأجواء، يقضي مع "ملينا" شهور الصيف، يحبها، وتحبه، ثم يختفي، يفاجئ الرجل بالذَكَر الذي اسماه "كليبتان" يعود من جديد في الصيف التالي، وهكذا لعدة سنوات كان "كليبتان" يهاجر من أوروبا في الشتاء ليصل لجنوب أفريقيا ثم يعود ليقضي مع "ميلينا" شهور الصيف، وفي إحدى المرات يعود بجراحه، أصابه الصيادون كذلك، لكنه كان أحسن حظًا من رفيقته ولم يصب بإعاقة دائمة، لكن الرجل، راعي قصة الحب اللقلقية هذه، لم يكتف بعلاج "كليبتان" ورعايته حتى يتعافى وانما كتب رسالة بواحدة من ريشه المتساقط لرئيس لبنان التي تمر طيور اللقلق ببلاده وتصيبها من أرضه الطلقات يطلب فيها أن يفعل شيئًا يمنع الصيد أثناء موسم الهجرة، يستجيب الرئيس ويصبح الصيد في موسم الهجرة مُجرّمًا لتكون السماوات آمنة خلال رحلة "كليبتان" بين الشتاء والصيف ليعود سليمًا مُعافى ل"ميلينا" ولقالقهم الصغيرة.
هذه حكاية خيالية أكيد، بحثت عن القصة بعد قراءتها، كتبت على محرك البحث: "Klepetan and Malena" لتأتي المئات من النتائج، كانت قصة حقيقية وثّقتها عبر سنوات العديد من الأخبار والتقارير والفيديوهات المُصوّرة، لم يكن ما قرأته حقيقيًا فقط، وإنما كان أقل من الحقيقة، امتدت هذه الحكاية لثمان وعشرين عامًا، ثمان سنوات من وحدة "ميلينا" حتى جاء "كليبتان"، ثم عشرين عامًا من الحب في شهور الصيف وانتظاره في شهور الشتاء، وخلال هذه السنوات كانت رحلة عودة "كليبتان" تُنقل بشكل حي عبر التلفاز ليشاهدها الناس في كل أنحاء البلاد، أُمة كاملة تشاهد على الهواء عودة طائر لقلق لوليفه بعد موسم الهجرة كل عام.
قرأت أكثر عن القصة، وشاهدت العديد من الفيديوهات، أحببت الرجل طبعًا، لكن ما لفت انتباهي أكثر كان متابعة البلد كلها لعودة "كليبتان"، التلهف على معرفة خط سيره وأين هو الآن وتقدير موعد وصوله، التجمعات في البيوت والميادين مترقبين عودة طائر لقلق لزوجته وصغاره، والفرحة الغامرة عند وصوله ل"ميلينا" في عشّهم الصغير فوق سطح البيت. كان شيئًا أشبه بفيلم رسوم متحركة جميل ل"بيكسار" تشاهده وتشعر بالجمال يغمر قلبك لكنك تعرف أنها قصة خيالية عن الحب، لكنها هذه المرة حقيقة، قصة تتابعها الأمة بأسرها كل عام في موسم عودة الطيور المهاجرة، وبينما أشاهد إحدى هذه التجمعات السعيدة بمتابعة وصول "كليبتان" ل"ميلينا" تنبهت أن كل هذا كان يجرى في الوقت التي كانت تتابع فيه كرواتيا في نفس الوقت كذلك محاكمة عدد من قادتها بتهم جرائم حرب في البوسنة والهرسك، بلد كاملة تتابع محاكمة قادتها من مجرمي الحرب، وعودة طائر لقلق لعشِّه، أقول لنفسي دائمًا: "الحياة مُدهِشَة وبنت كلب"، في الوقت الذي كان فيه انسان عاقل يغادر بلاده ليقوم بجرائم حرب وتطهير عرقي في بلد آخر، كان رجل يعيش في نفس البلد يرعى أنثى لقلق عاجزة عن الطيران.
أخذني التفكير في الانسان، هذا المخلوق الذي يُدهِشَك بنُبله وحقارته، بجَمَالِه وقُبْحِه، بفعله الضدّين؛ نفس الإنسان الذي ينظم وقفات تُنَدّ��د بمُحاكمة مجرمي حرب يمكنه كذلك أن ينظم تجمعات لمتابعة عودة طائر لقلق لوليفه، الحياة مُدهِشَة وبنت كلب والله، فكرت أن هذا العالم مهما بدا وحشيًا، يمكن للإنسان أن يقتل فيه أخيه الإنسان لأسباب تافهة، أو بدون أسباب أصلًا، يظل عالمًا يؤمن بالحب، أو على الأقل يحتاج للإيمان بوجوده، يسأل الإنسان نفسه في المُراهقة: هل هناك من يُحبُّنِي/ أُحبُّه؟، ثم تدور الأيام ويخرج للحياة الحقيقية ويناله من الصيادين ما يناله ويعود بالجروح ليسأل نفسه: هل هناك حب حقًا؟! لأننا، لكي نحتمل هذه الحياة علينا أن نؤمن بإمكانية الحب فيها، حتى لو لم يكن لنا فيه نصيب، على الأقل ستجعل هذه الإمكانية الحياة محتملة، وربما يحالفنا الحظ في قادم الأيام، ربما لهذا كان الناس يتجمعون لمشاهدة عودة طائر لقلق لعشه كل عام، لأنهم كانوا بحاجة لدليل على وجود الحب في هذا العالم حتى لو بين طائر لقلق ووليفه."
- Ahmad Abd Elmeged
12 notes
·
View notes
Text
مكالمة مهمة جعلتنى أتحرك فى البيت ذهابا وإيابا حتى انتهت وأنا أقف فى "البلكونة"، وقفت أسترجع ما دار فيها، لمحت سيارة أحد الجيران تتوقف ثم ينزل منها جارى ويغادرها حاملا أكياس البقالة، بعد دقائق قليلة توقفت سيارة أخرى لجار آخر نزل منها أيضا وهو يحمل أكياس مشابهة، بعد قليل توقفت سيارة ثالثة ونزل منها جار آخر لكنه لم يحمل شيئا، دخل إلى العمارة وغاب ثم خرج ومعه ابنه الطفل يرتدى ملابس تمرين كرة القدم، كان الابن يحتضن الكرة بينما الجار يحمل حقيبة الابن الملونة، استقلا السيارة ثم انصرفا.
ثلاثة آباء مروا أسفل شرفتى، كان كل واحد محملا بمسئولية ما،
يقول إحسان عبد القدوس: "الرجل هو البيت، ولكن البيت ليس الرجل"، وهى جملة منصفة تماما.
إذا وقف الأب بطوله فى الصحراء فستجد فى هذه النقطة بيتا، القرب يكفى ويبتلع العراء.
يهتف الطفل مدفوعا بالفطرة "بابا جه"،
ولا يهتف أبدا "ماما جت"، ربما يقول لها عند حضورها ما هو أهم، لكن "بابا جه" تخرج معباة بطمأنينة ما بغض النظر عن كون الطفل عندما يكبر قليلا ويبحث عن راحته فى البيت يسأل خفية "هو بابا مش نازل النهاردة؟"، لكن يظل وجوده فى الدائرة طوق نجاة، وجوده فى حد ذاته هو النجاة، يقول سيجموند فرويد: "عند التفكير فى حاجات الطفولة لن يجد الواحد حاجة بقوة الحاجة إلى حماية الأب"،
ويقول الشاعر الفرنسى فريدريك نوفاليس: "لا يوجد مكان فى العالم يستطيع الإنسان أن ينام فيه بأمان مثل غرفة أبيه".
الأمومة غريزة، لكن الأبوة، لا أعرف، أفتش عن كلمة تصف الرحلة الصعبة، تتغير أشياء كثيرة فى الرجل ما إن يصبح أبا، أبسطها أنه يقيم كل شىء ويحسبه من خلال أولاده.
قد يتنازل عن حقوق له هنا أو هنا قبل الزواج، بحثا عن راحة الدماغ، لكنه وهو على قيد الأبوة لا يتنازل عن شىء، يُسقط نفسه ويعتبر أية حقوق هى لأولاده، هو أيضا قبل الزواج لا يتنازل عن أفكار وطريقة عمل وجهات نظر حتى لو كلفه الأمر أن "يقعد فى البيت"، لكنه بعد الزواج يتنازل قليلا ويهذب انفعالاته متفاديا أن يكون سببا فى أذى ما قد يطول حياة أبنائه.
يتعلم الرجل الأبوة بالوقت.
يراقب كل شىء.
يبدأ من الصفر طائرا مغردا يدور حوله نفسه، ونفسه هى عالمه، مشغولا بتشكيل مستقبله وسعادته، ثم يتحول بالأبوة باحثا عن مستقبل وسعادة آخرين، بما يعنى أن يصبح رجلا حكيما ومكافحا وميسور الحال وطبيبا وبودى جارد وحائط مبكى ومفسر أحلام ومنظم حفلات وحلال مشاكل وملاحا على الطريق، ومريضا إذا فكرت الابنة أن تلعب (دكتور)، وموديل إذا أحبت أن تجرب الرسم، وتلميذا مطيعا فى الفصل إذا أرادت أن تلعب (مدرسة)، وإنسانا آليا يلملم أحزانه بضغطة زر متفرغا لأحزان الآخرين، وذواقة يعلم غيره فنون الطعام و"يستطعم" اللقمة الحلوة على أفواههم، ورقيبا يتابع ما يطالعونه تليفزيونيا أو سينمائيا، وباحث يفتش عن إجابات للأسئلة الصعبة (هو ربنا بيشتغل إيه؟)، وأمين شرطة يتمم كل ليلة أن كل واحد فى فراشه و(الترباس مقفول) وفيشة السخان منزوعة، ومحاسب صاحب خبرة فى الودائع والفوائد والقروض والاقساط، ثم ناسكا يتعبد فى محراب الزوجة التى لولاها لفسد كل شىء.
وجدتها ..
الأمومة غريزة، والأبوة مشروع.
يعرف الأب جيدا أن الجميع يقيمه هو شخصيا بنجاح هذا المشروع أو فشله، ولخاطر هذه الفكرة يمشى على حبل طول الوقت.
يقول أومبرتو إيكو: "أؤمن تماما أن ما أصبحنا عليه يعتمد على ما تعلمناه من الأب فى اللحظات التى لم يكن يحاول فيها أن يعلمنا شيئا"، ويقول المثل الإنجليزى: "كما يكون الأب ... يكون الأب".
يردد البعض مقولة: (الشخص الوحيد الذى يريد الرجل أن يكون أفضل منه هو ابنه) كمثل يعبر عن التضحية والتفانى، لكنى أؤمن أن الرجل يرى فى محاولة أن يجعل ابنه أفضل منه فرصة لإصلاح كل ما ارتكبه من أخطاء أثناء الرحلة، يريده أن يصبح أفضل منه على سبيل الاعتذار.
يقدم الأب أشياء كثيرة آخرها التمويل المادى، وفى مقدمتها التمويل النفسى، يخاف الأب وهو يتعامل مع طفله مما قد ي��ذيه نفسيا فى طفولته، لكنه يخاف بشكل أكبر مما قد يؤذيه مستقبلا، يعرف جيدا أن جزءا كبيرا من قوام مستقبل الابن ما تركه الأب من تفاصيل تدعو للفخر أو التوارى خجلا، وينشغل أن يشب الأبن معاف نفسيا ويكمل هكذا، يقول جيم فالفانو: "قدم لى الأب أعظم ما يمكن تقديمه لأى شخص ... فقد آمن بى"، ويقول فيناس ويليامز: "قاتل أبى معى ... لقد كان حلمى هو حلمه شخصيا"، هذا الدعم هو حركة الأب مع ابنه فى كل ميدان يقود إلى المستقبل من المدرسة إلى التمرين، خُلقت المرأة أم، لكن الرجل يجاهد ليصبح أبا، ويقول بوب جون: "من السهل على الأب أن يحصل على أطفال، لكن من الصعب على الأطفال أن يحصلون على أب".
ينسحب الأب بالوقت من ملاعب "الشقاوة"، ويعرف جيدا أن ابنه ليس جزءا منه ولكن العكس، فقد أصبح هو جزءا من ابنه، يكافح ليصبح الجزء المفضل، تحقيقا للمقولة الشعبية: "قبل ما يشوفوه ... قالوا كويس زى أبوه".
وصلوا جيرانى محملين بأكياس ظاهرها البقالة وباطنها المسئولية، أكاد أسمع "بابا جه"، كنت أجرى مكالمة للاتفاق على عمل، لم أكن يوما من المدققين فى موضوع الأجر طالما هناك فرصة لتقديم ما أحبه، هذه المرة كنت أتفاوض قدر استطاعتى ليقترب المبلغ من مبلغ قسط مدرسة ابنتى، ووجدت فى مشهد الجيران تسلية عظيمة لى.
الأب أيضا تسلية، الضحك الذى يقدمه لأبنائه لا يشبه الضحك الذى يقدمه أى شخص آخر، والأغنية الشعبية الحزينة التى يغنيها حكيم أكثر جزء مبهج وراقص فيها هو الذى يقول فيه "بابا يا بابا يا بابا"، والأغنية الوحيدة عن الأب فى تراثنا الموسيقى كانت تشع مرحا بعكس معظم الأغنيات التى قُد��ت عن الأم، كانت سعاد حسنى ترقص على أنغام كمال الطويل وهى تردد كلمات صلاح جاهين: "وكلامك ده حلقة فى ودنى ... مين يقدر عنه يحوّدنى ... يا اللى أنت مزاجك تسعدنى ... لك حبى وفؤادى"..
#بحبك ❤بابا 🫂
اللهم إني استودعتك أبي فأجعله من سكنة الفردوس الأعلى وأجعله في حفظك وحرزك وكنفك وودائعك الي يوم يبعثون..
16 notes
·
View notes
Text
اشترط أستاذ مادة علم الاجتماع في جامعة ماليزية على طلابه إسعاد إنسان واحد طوال الأربعة أشهر، مدة الفصل الدراسي، للحصول على الدرجة الكاملة في مادته.
وفرض الأستاذ الماليزي على طلبته الثلاثين أن يكون هذا الإنسان خارج محيط أسرته وأن يقدم عرضا مرئيا عن ما قام به في نهاية الفصل أمام زملائه.
لم يكتف الأستاذ بهذه المبادرة بل اتفق مع شركة ماليزية خاصة لرعايتها عبر تكريم أفضل 10 مبادرات بما يعادل ألف دولار أميركي.
في نهاية الفصل الدراسي نجح الطلاب الثلاثون بالحصول على الدرجة الكاملة، لكن اختار زملاؤهم بال��صويت أفضل 10 مبادرات بعد أن قدم الجميع عروضهم على مسرح الجامعة، وحضرها آباء وأمهات الطلبة الموجودين في كوالالمبور.
نشرت هذه المبادرات الإنسانية أجواء مفعمة بالمفاجآت والسعادة في ماليزيا قبل عامين، فالجميع كان يحاول أن يقدم عملا إنسانيا مختلفا يرسم فيه السعادة على حياة غيره.
لقد قام طالب ماليزي وهو أحد الفائزين العشرة، بوضع هدية صغيرة يوميا أمام باب شقة زميله في سكن الجامعة وهو هندي مسلم، ابتعثه والده لدراسة الطب في ماليزيا.
اختار الطالب هذا الطالب تحديدا لأنه شعر بأنه لا يمتلك أصدقاء أو ابتسامة طوال مجاورته له لنحو عام،
كان الطالب الهندي لا يتحدث مع أحد ولا أحد يتحدث معه، يبدو حزينا وبائسا مما جعل زميله الطالب الماليزي يرى أنه الشخص المناسب للعمل على إسعاده.
أول هدية كانت رسالة صغيرة وضعها تحت باب شقته كتبها على جهاز الكمبيوتر في الجامعة دون توقيع:
"كنت أتطلع صغيرا إلى أن أصبح طبيبا مثلك، لكني ضعيف في مواد العلوم، إن الله رزقك ذكاء ستسهم عبره بإسعاد البشرية".
في اليوم التالي اشترى الطالب الماليزي قبعة تقليدية ماليزية ووضعها خلف الباب ومعها رسالة:
"أتمنى أن تنال قبولك هذه القبعة".
في المساء شاهد الطالب الماليزي زميله الهندي يعتمر القبعة ويرتدي ابتسامة لم يتصفحها في وجهه من قبل،
ليس ذلك فحسب بل شاهد في حسابه في الفيس بوك صورة ضوئية للرسالة الأولى التي كتبها له، وأخرى للقبعة، التي وضعها أمام باب منزله، وأجمل ما رأى هو تعليق والد طالب الطب الهندي في الفيس بوك على صورة رسالته، والذي قال فيه:
"حتى زملاؤك في الجامعة يرونك طبيبا حاذقا، لا تخذلهم واستمر".
دفع هذا التعليق الطالب الماليزي على الاستمرار في الكتابة وتقديم الهدايا العينية الصغيرة إلى زميله يوميا دون أن يكشف عن هويته !!
كانت ابتسامة الطالب الهندي تكبر كل يوم، وصفحته في الفيس بوك وتويتر تزدحم بالأصدقاء والأسئلة:
"ماذا ستحصل اليوم؟"،
"لا تتأخر... نريد أن نعرف ما هي الهدية الجديدة؟".
تغيرت حياة الطالب الهندي تماما، تحول من انطوائي وحزين إلى مبتسم واجتماعي بفضل زميله الماليزي !!
بعد شهرين من الهدايا والرسائل أصبح الطالب الهندي حديث الجامعة، التي طلبت منه أن يروي تجربته مع هذه الهدايا في لقاء اجتماعي مع الطلبة، تحدث الطالب الهندي أمام زملائه عن هذه الهدية وكانت المفاجأة عندما أخبر الحضور بأن الرسالة الأولى، التي تلقاها جعلته يع��ل عن قراره في الانصراف عن دراسة الطب ويتجاوز الصعوبات والتحديات الأكاديمية والثقافية التي كان يتعرض لها.
لعب الطالب الماليزي، محمد شريف، دورا محوريا في حياة هذا الطالب بفضل عمل صغير قام به.
سيصبح الطالب الهندي طبيبا يوما ما وسينقذ حياة العشرات والفضل بعد الله لمن ربت على كتفه برسالة حانية..
اجتاز الطالب الماليزي مادة علم الاجتماع، ولكن ما زال مرتبطا بإسعاد شخص كل فصل دراسي، بعد أن لمس الأثر الذي تركه، اعتاد قبل أن يخلد إلى الفراش أن يكتب رسالة أو يغلف هدية.
اتفق محمد مع شركة أجهزة إلكترونية لتحول مشروعه اليومي إلى عمل مؤسسي يسهم في استدامة المشروع واستقطاب متطوعين يرسمون السعادة في أرجاء ماليزيا.
كن إيجابياً و مبادراً ورائعاً.
6 notes
·
View notes
Text
🔻#عاجل |
كلمة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام :
العدو لن يفلح في جلب الأمن لجمهوره وجيشه قبل أن يعطي شعبنا حقوقه وينهي احتلال أرضنا ومقدساتنا.
بات من الواضح أن حكومة العدو تستخدم الخداع والمراوغة وأولويتنا هي الالتزام التام بوقف العدوان على شعبنا والانسحاب التام.
تباكي الإدارة الأمريكية على أعداد محدودة من أسرى العدو يؤكد ازدواجية معايير هذه الإدارة وعدم اكتراثها لحقوق الإنسان.
نؤكد أن المجاعة تطال الأسرى لدينا أيضا وبعضهم يعانون المرض بسبب نقص الغذاء والدواء.
الصهاينة يقفون أمام أمة المليارين ولا يراعون حرمة الدماء البريئة.
الأقصى جزء من عقيدتنا ومن أجله قدم أهلنا كل ما يملكون.
#الملثم
10 notes
·
View notes
Text
تأخذنا الأحلام، في طياتها الخفية، إلى عوالم من الوجود تفتقر إلى حدود الزمن والمكان؛ هي تلك المساحة اللانهائية، التي تنبلج فيها أفكارنا ورغباتنا، فتمثل مرآة داخلية تعكس أعماق الروح. في تلك اللحوظة، وعبر هالة من الغموض، نجد أنفسنا نبحر في بحار من المشاعر والأسئلة التي تظل مشروطة بعالم من المعاني المتداخلة.
إن الحلم هو سيرة غير مكتوبة تُنسج عبر خيوط اللاوعي؛ فهو ليس مجرد تجربة عابرة تنتهي عند بزوغ الفجر، بل هو رحلة فلسفية تتناول أسئلة الهوية، المعنى، والوجود. تنبثغ الأحلام من الفوضى الداخلية، لتقدم رؤى تغمر النفس في تأملات حول ما نعانيه من عدم يقين.
تتوحد فيه الأماني والآلام، فتظهر لنا كاكتشافات لحظية أو محاولات للتصالح مع ماضٍ مؤلم. وكأن الحلم يأخذ بيدينا خلال عتمة الأفكار، ليعيد تشكيل تجارب الحياة المتناثرة؛ هنا، يجد احترام الذكريات القديمة حيزًا في فضاءات الحلم، بينما تُبنى آمال جديدة تلتقي مع مخاوف ماضية.
لقد حاول الفلاسفة عبر العصور فك طلاسم الحلم. بيد أن ما يهم في الأخير هو أنه، في العالم الحلم، تنصهر الرغبات العميقة مع الأسئلة الوجودية التي تتجاوز الزمن والمعايير التقليدية. ينسج الفيلم السردي لذاتنا المتناقضة، ويظهر لنا أننا أكثر من مجرد كائنات متحركة ضمن نسيج يومي. هنا، تأتي البراءة دون قيد، وتغوص رغباتنا في تصورات جديدة ذات طابع فلسفي.
والحلم،كأنموذج فلسفي، يمثل حقبة رمزية من بنايات النفس. تحدث الفلاسفة عن فائدة الأحلام في توسيع آفاق الفهم الذاتي، إذ تُعدّ مرآة تعكس المكنونات الداخلية: الرغبات المكبوتة، والصراعات القديمة، والحنين إلى ماضي مثالي. هي دعوة للغوص في أعماق ال��ات، والشروع في رحلة اكتشاف تخفيها الظلال.
بعض الفلاسفة، مثل أفلاطون، ربطوا بين الأحلام والمعرفة. اعتبروا أن الأحلام قد تُعرّفنا بمعرفة كونية، تعيد تشكيل ما نعتبره حقيقة. فهل نحن مستعدون لاستقبال تلك الأفكار المتمردة التي تخرج عن مفاهيمنا التقليدية؟ هناك تجربة تساؤل حول حدود الوجود، والعودة إلى عالم من الإمكانيات حيث يمكن لكل فكرة، مهما كانت غريبة، أن تتفاعل وتظهر بشكل آخر.
المفكر النمساوي سيغموند فرويد، أضفى عمقًا آخر على مفهوم الحلم. حَكَم بأن الأحلام هي "طريق إلى اللاوعي" تُظهر رغبات النفس الأكثر عمقًا. في تفسيراته، قدم لنا فهماً معقدًا عن الأحلام، بل تعتبر تجليات للكبت والصراعات ذات الطبيعة الفردية. وبذلك، تقدم الأحلام تفسيرات لنشوء الإنسان وتجاربها.
ومع انتشار أسلوب الوعي الحديث، صارت الأحلام تمثل مشهدًا فلسفيًا لكنز الروح، تُعبر عن حواجز النفس وتبايناتها. في جنس الرواية، نجد تداخلًا بين الواقعي والمُتخيّل، مما يتيح للكاتب أن يُبحر بعيدًا عن السرد التقليدي ليصل إلى فكر جديد ومختلف، يبدو أنه يتجاوز الحدود الوضعية.
عندما نعود من هذه العوالم، نكتشف أن الأحلام تترك بصمات في ذاكرتنا، تُزاوج بين اليقظة والنوم، وتعيد تشكيل قصص حياتنا. تثير هذه التجارب أسئلة عن المحاور المتعددة للوجود، تتصل بحقيقة النفس الإنسانية، بما تحمله من حب، ألم، طموح وخوف. الحلم هو بمثابة ورقة الشجر التي تتداخل مع ضوء الحياة، تاركةً أثر ضوء النجوم في ذاكرتنا المطفية.
تشع هذه الأحلام بنسائم الحرية؛ فهي تجسيد لبحث دائم عن قوة البقاء والريادة في وجه التحديات. نعيش في مظلة من الأحلام والأوهام، نؤلفها بطرق فريدة، حيث نجد المعاني متجذرة في نسيج الواقع اليومي، مما يدفعنا للحفر في أعماق وجودنا، وفهم الروابط السرية التي تجمع بين كل جزء من كينونتنا.
الأحلام في جوهرها هي الحياة نفسها، تعبر لنا عن الطبيعة البشرية في أبهى تجلياتها، حيث تختلط الأضواء والظلال، تهتدي بذكاء نحو شغف الفلسفة والأدب. إن العيش في عالم مليء بالأحلام، ليس فقط لغة تعبير عن ذواتنا الداخلية، بل هو دعوة لتقبل التجليات المعقدة للحياة والأفكار، مما يُكسبنا شجاعة طرح السؤال الأكثر عمقًا: ما هي حقيقة وجودنا؟
وهكذا، تبقى الأحلام بمثابة البياض الذي يُصوّر بوضوح روحنا، المركبة ما بين السراب والقدرة على التحليق خارج القيود المفروضة، لتجسّد إمكانية التواصل مع الوجود الأسمى. دعونا نتقبل هذا العالم، ونغمر أنفسنا في فراش الحلم، لنجد تلك الأفكار الخفية التي تنتظر أن تُكتشف، فت��ون السبب في تحفيزنا نحو تحقق الأفضل.
7 notes
·
View notes
Text
•
قال اللهﷻ
﴿الرَّحمنُ عَلَّمَ القُرآنَ خَلَقَ الإِنسانَ﴾
..
قدم نعمة تعليم القرآن علي نعمة خلق الإنسان لأن بالقرآن حياة الروح , وبالخلق حياة الجسد , وما قيمة الجسد بلا روح ؟!
3 notes
·
View notes
Text
لطائف تفسيرية من الآيات القرآنية :
20 ـ (السَّامِرِيّ ) :
فتنة السامري لبني اسرائيل تحتاج لدراسة تربوية ، ففيها أسئلة :
كيف استطاع أن يضل القوم في مدة لم تتجاوز (40) يوماً؟
لماذا اختار العجل من بين الحيوانات؟
لم آمن بنو اسرائيل بفتنته؟
هارون لِم لَمْ يقاتل السامري المشرك؟
من أين أتى السَّامِرِيّ بفكرة الأوثان؟
ما حقيقة خوار العجل مع أنه جماد؟
ما لحجة التي استعملها السَّامِرِيّ في إضلال موحدي أهل الكتاب؟
موسى لِم لَمْ يقتل السَّامِرِيّ؟
لِم كانت عقوبة السَّامِرِيّ الهجر ( لا مساس)؟
من أين أتى بنو اسرائيل بالحلي وقد كانت الغنائم لا تحل لهم؟
من الذي قدم السَّامِرِيّ حتى أصبح هو متولي أمر الحلي ؟
21ـ (أصحاب موسى وأصحاب محمد عليهما السلام) :
من يقرأ قصة السامري يدرك فضل الصحابة على جميع الأجيال :
فأصحاب موسى ارتدوا مع غياب النبي ، وأصحاب محمد ثبتوا بعد وفاة النبي .
22ـ (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ) :
كان الموحدون الذين ثبتوا مع هارون هم الأقل ! والأكثر عبدوا العجل
فالتوحيد عزيز فلا تغتر بالكثرة .
23ـ (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ)
العجل أضل الأولين فعبدوه من دون الله ، وهذه الأمة إذا أخذت أذناب البقر
وتركت الجهاد ضلت ، لأنه حينما يتعلق الإنسان بالدنيا يتمسك بالعجل والبقرة
ويعتقد أنهما سبب رزقه ويقدمهما على أوامر الدين فيقل التوكل
ويتبع الهوى ويصعب الزهد .
24ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) :
شبهة السامري في عبادة العجل فتكت في أمةٍ كاملة في أقل من أربعين يوماً !
( فمن يعرض نفسه للشبهات بعد ) لأنه الشبه فتاكة كم قال السلف .
25ـ وجود القوي في الحق أمان من المنافقين :
السامري لم يخرج إلا حين غاب موسى (القوي) وخلفه هارون
وعهد عمر بن الخطاب (القوي) كان سليماً من البدع .
26ـ (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ) :
أ ـ (ذو القرنيين) : شخصية عربية جهادية قيادية إيمانية إبداعية إصلاحية
اختلف المفسرون فيه واسمه ، و (ذو) من أخص خصائص عرب اليمن والدين يمانٍ .
ب ـ (ذو القرنيين) : من الشخصيات الجهادية التي لن تنساها الأرض كلها
فأصلحها بعد فسادها مما يدل أن ما قبله زمن كفر وفساد وكذلك نصر الله
يأتي حين أحوج ما تكون له الأرض .
ج ـ أظلم الظلم أن يجعل بعض المفسرين(ذو القرنيين)
هو الأسكندر المقدوني الوثني المشرك ، فسامح الله من نقل عن أهل الكتاب
من أهل العلم .
د ـ بدأ (ذو القرنيين) بمغرب الشمس ثم مطلعها فهو بالتأكيد من أهل الجزيرة
إذ هي الوسط ، وأهل الجزيرة منذ القدم بينهم وبين الغرب صراعات فبدأ بهم .
27 ـ ( فاتَّبَعَ سَبَبا) :
(ذو القرنيين) استفاد من الأسباب حوله ( ثم أتبع سببا) حين أهملها غيره
فكم ضيعنا أسباباً حولنا تبلغنا مغرب الشمس ومطلعها ، (التقنية مثالاً) ؟
28ـ ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) :
الشعوب الشرقية مبتلاه (بالجهل والفقر) منذ القدم حتى عهد(ذو القرنيين)
لما بلغ مطلع الشمس (وجد قوماً لم نجعل لهم من دونها سترا) وهذا عاقبة الوثنية .
29ـ الجهاد مع وجود (الفتن)
(ذو القرنيين) فتح الأرض كلها ، فملك أرضها وأموالها وأهلها وديارها وكنوزها ونساءها
ولم تفتنه دنياه عن جهاده ( الزهد السلفي الأصيل) .
30ـ جهاد ذو القرنين انتفع منه أهل البلاد المفتوحة :
من أراد أن يعرف حقيقة الفتوحات الإسلامية في الأرض كلها فليقرأ سيرة ذي القرنين ، أصبح أنفع للبلاد من أهلها ( بناء السد مثالاً) .
31ـ (قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا) :
من الأسباب التي اتخذها(ذو القرنيين) في فتح البلاد(الترجمة)
(وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً) ومع هذا طلبوا بناء السد وتفاهموا معه .
32ـ (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) :
هل يعرف التاريخ جيشاً فاتحاً غير جيش أهل الإسلام تُعرَضُ عليه الأمول
من المحتل فيقول ( ما مكني فيه ربي خير ) لأنه يرى أن فتحه البلاد من رسالته
6 notes
·
View notes