Don't wanna be here? Send us removal request.
Text

ٱلصَّـٰبِرِينَ وَٱلصَّـٰدِقِينَ وَٱلْقَـٰنِتِينَ وَٱلْمُنفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلْأَسْحَارِ ١٧
˹It is they˺ who are patient, sincere, obedient, and charitable, and who pray for forgiveness before dawn.🕋😇
16 notes
·
View notes
Text
اللَّهُ أَكْبَر مِن كُل ما أَخافُ وَأَحْذَر
Allah is greater than all my fears and worries.
2K notes
·
View notes
Text
#احداث_وشخصيات_تاريخية
#عبدالرحمن_الداخل
#صقر_قريش
قبل التعرف على عبدالرحمن الداخل صقر قريش نعلم أن دولة الأمويين في المشرق أفلت كما تأفل الشمس عند مغيبها مهيبة حزينة دامعة، وتخضب أفق زوالها بدماء الكثير من أمرائها ورجالها الذين أعمل فيهم العباسيون السيف قتلاً وذبحًا، واستباحوا أموالهم وممتلكاتهم كما استباحوا دماءهم.
وسيطر العباسيون على زمام الأمور في المشرق، ومضوا يتعقبون الأمويين في كل مكان، حتى أفنوا عددًا كبيرًا منهم، وتفرق من بقي أو كُتبت له النجاة في أنحاء البلاد، وأعيت العباسيين الحيلة في طلبهم أو الوصول إليهم، لاستئصالهم وإبادتهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.
خدعة العباسيين
تظاهر العباسيون بالندم لبث الثقة والأمن في نفوس الأمويين الفارين، وأعلن الخليفة “عبد الله السفاح” أنه يفتح صفحة جديدة للصفح عن الأمويين، وكتب كتابًا يتعهد فيه بالأمان للأمويين، ويدعو رجاله وأعوانه إلى عدم التعرض لهم بمكروه، واستأمن الخليفة بذلك الكتاب عددًا من أمراء البيت الأموي.
وأخذ العباسيون يقربون الأمويين وينزلونهم في معسكر “صالح” بالقرب من نهر “أبي فطرس” وخدعوهم بالوعود الكاذبة، والمواثيق الخادعة.
وصدّق الأمويون وعود العباسيين، وخدعتهم تلك الحيلة، وغرهم منهم ذلك اللين الزائف وتلك المودة المصطنعة، فأقبلوا عليهم يسلمون إليهم رقابهم، وهم لا يدرون أنهم إنما يساقون إلى الذبح، ولا يشعرون أن العباسيين قد أعدوا العدة لقتلهم وإبادتهم جميعًا.
مقتل يحيى بن معاوية
وكان “يحيى بن معاوية بن هشام” -شقيق “عبد الرحمن الداخل”- فيمن فرّ من بني أمية، وعندما بلغته دعوة العباسيين ساورته الظنون في صدق نواياهم، فلم يتعجل بالرجوع وتسليم نفسه إليهم، وسرعان ما صدقت ظنونه وكشف العباسيون عن حقيقة نواياهم فقتلوا جميع من لجأ إليهم من الأمويين، وعندئذ قرر “يحيى” الفرار والنجاة، ولكن العباسيين اكتشفوا مكانه، وأدركوه قبل أن يتمكن من الهرب وقتلوه.
السعي إلى الفرار
وعندما علم “عبد الرحمن الداخل” بمقتل أخيه فلم يجد أمامه غير الهرب، فعزم على الفرار إلى إفريقية لبعدها عن مقر الخلافة، وصعوبة وصول أنصار الخليفة إليها، خاصة بعدما بدأ سلطان العباسيين يتقلص عن تلك البلاد في ظل اشتعال الصراع بين قبائل العرب المضرية واليمنية حول أمور الحكم فيها، وشجعه على ذلك أن كثيرًا من أمراء بني أمية سبقوه في الفرار إليها.
صورة دامية
خرج “عبد الرحمن” مع أخ له صغير السن –لم يتجاوز الثالثة عشرة- وبعض أهله، واتجه إلى رجل من معارفه فطلب منه أن يشتري له عددًا من الدواب، ويهيئ له ما يتزود به في سفره، ولكن بعض عيون العباسيين دلوا عليه، فانطلقوا في إثره؛ فخرج حتى وصل إلى شاطئ الفرات، فأحاطت به خيول العباسيين، فألقى بنفسه في الماء ومعه أخوه، وانطلقا يسبحان نحو الشاطئ الآخر، وكان الشاطئ بعيدًا، فأخذ عبد الرحمن يسبح بقوة وحماس وكان يجيد السباحة، بينما بلغ أخاه التعب وهو في منتصف النهر، وخشي الغرق، ففترت عزيمته، وضارت قواه، وأراد العودة إلى الشاطئ، وهم يخدعونه وينادونه بالأمان، فراح عبد الرحمن يناديه ويحثه على السباحة، ويحذره من غدر العباسيين وخداعهم، إلا أنه كان قد بلغ من التعب والإجهاد ما جعله يغتر بأمانهم ويؤمل في عهودهم، فرجع إليهم، وما كاد يصل إليهم وتتلقاه أيديهم، حتى أحاطوا به بعد أن تمكنوا منه، وضربوا عنقه أمام أخيه، وهو ينظر إليه، ولا يملك له شيئًا.
وظلت تلك الصورة الدامية لمصرع أخيه محفورة في ذهنه، ماثلة أمام عينيه، وكأنها مطبوعة على مقلتيه، تلهب حماسه للثأر من العباسيين والانتقام لأخيه الصغير الذي ذبحوه أمام عينيه.
الوصول إلى إفريقية
وصل “عبد الرحمن الداخل” إلى إفريقية بعد عناء شديد، وما لبث أن لحق به مولاه “بدر” الرومي ومولاه “سالم”، ومعهما كثير من أمواله التي تركها هناك.
ولم تكن الأمور في “إفريقية” بأقل سوءًا مما تركها في المشرق، فقد صار “عبد الرحمن بن حبيب الفهري” –والي إفريقية- يسوم الأمويين الفارين إلى بلاده قتلاً وذبحًا، يستحل دماءهم وينهب أموالهم، بعد أن كان حليفًا لهم بالأمس القريب.
عبد الرحمن عند أخواله من البربر
ونزل “عبد الرحمن الداخل” على أخواله “بني نقرة” –من بربر طرابلس- وعندما علم “عبد الرحمن بن حبيب ذلك أخذ يتحين الفرصة لقتله، ويحتال لاستدراجه، كما فعل بغيره من أبناء عمومته.
وأدرك “عبد الرحمن الداخل” ما يدبره له؛ فخرج إلى مكناسة، ونزل على قوم من قبيلة زناته البربرية؛ فأحسنوا استقباله وناصروه، ولكن “عبد الرحمن بن حبيب” لم يكف عن طلبه وتتبعه، فهرب إلى “برقة”، وظل مستخفيًا بها مدة طويلة، استطاع خلالها الاتصال بعدد كبير من قبائل البربر، واستجار ببني رستم ملوك تيهرت، وراح يجمع حوله أشتات الأمويين الذين فروا من اضطهاد العباسيين، وأمراء البيت المرواني الذين نجوا من الذبح.
الطريق إلى الأندلس
وكان “عبد الرحمن الداخل” طوال تلك المدة يراقب الأمور من حوله بوعي وحذر، ويدرس أحوال الأندلس بعناية ليتحين الفرصة المناسبة للعبور إليها.
واستطاع “عبد الرحمن” بمساعدة مولاه “بدر” الاتصال بعدد كبير من الموالين للأسرة المروانية وأنصار الأمويين في الأندلس، وراح يوثق علاقاته بكل خصوم العباسيين في تلك البلاد؛ فالتف حوله عدد كبير من المؤيدين، واستطاع كسب المزيد من الأنصار خاصة من جماعات البربر، الذين وجدوا فيه الأمل لاستعادة نفوذهم، وعقدوا عليه الرجاء في التخلص من الأوضاع المتردية التي صاروا إليها.
وتجمع حول “عبد الرحمن الداخل” أكثر من ثلاثة آلاف فارس، كلهم يدين له بالولاء، ويوطن نفسه على أن يقتل دونه.
وتقدم “عبد الرحمن” نحو “قرطبة” حاضرة الأندلس وعاصمتها، واستعد له واليها “يوسف بن عبد الرحمن الفهري”، فيمن تمكن من حشده من قوات.
ودقت طبول الحرب
وكان “يوسف الفهري” كبير السن ضعيف البنية، فكان جل اعتماده على “الصُّمَيل” الذي قرر أن يستعين بأهل السوق للاشتراك في القتال، فخرجوا يحملون العصي والسيوف، وخرج الجزارون بسكاكينهم وأرباب الحرف بآلاتهم.
وأصبح “الصُّمَيل” هو القائد الأعلى لقوات “يوسف الفهري” وموضع ثقته، ومحل مشورته. وسعي “الصُّمَيل” إلى المكر والخداع، ورأى في صغر سن “عبد الرحمن الداخل” وقرب عهده بزوال ملك آبائه ما يغريه بالرضا بالأمان والقناعة بالنعمة ورغد العيش بدلاً من حياة الأخطار والصعاب التي يواجهها، فأشار على “يوسف الفهري” أن يغري “عبد الرحمن” بالزواج من ابنته ويجعله واحدًا من قواده ليأمن جانبه ويتقي خطره، ولكن فشلت تلك الحيلة، ولم يعد هناك من سبيل غير الحرب.
الانتصار العظيم وميلاد دولة الأمويين في الأندلس
والتقى الفريقان بالقرب من “قرطبة”، وبالرغم من صغر سن “عبد الرحمن الداخل” الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره، فإنه أبدى من صنوف المهارة والفروسية والقيادة ما جعله يتمكن من إحراز انتصار حاسم والتغلب على قوات “عبد الرحمن الفهري” وإلحاق هزيمة منكرة بجيشه.
ودخل “عبد الرحمن” قرطبة فصلّى بالناس، وخطب فيهم، فكان ذلك بمثابة إعلان ميلاد الدولة الأموية في الأندلس، وبويع له بالخلافة في (10 من ذي الحجة 138هـ= 18 من مايو 756م)، ليصبح أول أموي يدخل الأندلس حاكمًا، ويطلق عليه ذلك اللقب الذي عُرف به “عبد الرحمن الداخل”، ومؤسس تلك الدولة الفتية التي أصبحت حضارتها منبعًا لحضارة أوروبا الحديثة، وظلت منارًا للعلم والمدنية عبر قرون طويلة من الزمان.
0 notes
Text
أرسل الصدر الأعظم إبراهيم باشا قائده حسن باشا لفتح مدينة بودين, وقاد إبراهيم الجيش لفتح قلعة قانجة, ففتح إبراهيم باشا القلعة, وفتح حسن باشا بودين, وجعل عليها قوشو محمد أفندي للمحافظة عليها, وتوجه هو مباشرة إلى لقاء الصدر الأعظم وطلب منه راجيًا بتكليفه أمير على قلعة قانجة, فلم يستطع إبراهيم باشا الصمود أمام رجائه, رغم إنه كان يريد مصاحبته في حملاته.
في العالم التالي لفتح القلعة وتكليف حسن باشا أميرًا عليها, تحرك الملك فردناند النمساوي باتجاه قانجة على رأس ما يزيد ستين ألف مقاتل, ومعه جيش صليبي آخر من الألمان, والإيطاليين والمجر والإسبان, والفرنسيين, وكان قرابة خمسين ألف مقاتل, في حين كان عند حسن باشا حوالي سبعة آلاف مقاتل, وإلى جانب هذا كمية صغيرة من الذخيرة والمواد الغذائية.
كان الملك النمساوي فرديناند أرعن التصرفات متباهيًا بما جمع من قوة كبيرة واثقًا بالنصر؛ بنفس الوقت أيقن حسن باشا أنه لا يمكن الدفاع عنها بالأسلحة فقط, وأن النصر في هذه الحرب لن يكون من حليفه إلا باستخدام الحيل والخداع والتمويه؛ لأن الصدام المباشر بين الجيشين بهذا الفارق من العدد لن يكون من مصلحته أبدًا, فاتخذ جميع الاحتياطات اللازمة, فقرر ألا يستخدم الذخيرة بشكل عشوائي, لأن الذخائر لن تكفي لحرب طويلة بهذه الأعداد, وانتظر حتى تكون الجيوش بالمدي المجدي واستطاع إلحاق الخسائر البالغة بالاستثمار الأمثل للذخائر, فرغم الهجوم الشديد من الأعداء إلا أنَ رميات المدافعين القليلة قتلت منهم ثمانية عشرة ألف شخصًا وجرح أخو البابا ومات.
دفع الجيش الصليبي ببعض الجند إلى الأماكن القريبة من القلعة لجمع الأخبار عن أحوال القلعة, فأمر حسن باشا بمنع إطلاق النار على الجيوش المهاجمة وحتي عدم ظهور المدافعين لكي يوهم العدو بعدم وجود مدافع ولا مقاتلين, ولم يُغلق أبواب القلعة, وللتجريب ألقي الجند بعض الرمايات إلى القلعة, فلبس الباشا لباس الانكشاري وظهر لهم مخاطبًا: لو أن لدينا مدافع لما سكتنا, إننا هنا مثل الضيوف ولسنا مقيمون دائمون, وإننا في انتظار أمر من قائدنا للمغادرة ولا حاجة لنا إلى مدافع هنا, وعلى الرغم من ذلك فإننا قادرون على مواجهتكم بلا مدافع.
حاصر الصليبيين القلعة وبدأ بالقصف بالمدافع, وحاولوا اقتحام القلعة, وكلما طال الحصار قلَ الزاد والذخيرة, وبدأ الناس بالاقتصاد بالطعام والشراب والذخيرة, فمن اقترب من العدو من القلعة رموه بالبندقية فقط, ومن الحيل التي اتبعها أنه ملأ أكياسًا من الرمل ونثر عليها غبار الطحين فبدت الأكياس كأكياس الطحين, وإلى جانبها الذخائر, وجاء بالأسرى عن طريق عمليات الكر والفر, وأرسل إليهم أحد الباشوات من أصل مجري ليهربهم ويطلق سراحهم موحيًا لهم بأنه واحدٌ منهم يتعاطف معهم, وأن الباشا حسن يُعدُ العدة للهجوم على المحاصرين, ليصل الأسرى إلى قادتهم ويخبرونهم بالزاد والعتاد الذي لا ينتهي في القلعة, ونية الباشا بالهجوم, فيخيب آمال العدو بانتهاء الزاد والذخيرة في القلعة فأصيبوا باليأس.
رغم أن القلعة أصابها الخراب والدمار الكبير نتيجة القصف من التحالف, إلا أن الجنود كانوا في همة ومعنويات عالية, يلتفون حول حسن باشا في حين أن الباشا يُشدُ من أزر جنوده ويعزز معنوياتهم من ناحية, ومن ناحية أخرى يوحي إلى الأعداء بكثرة العدد والعتاد, كما كانت الموسيقي العسكرية تعزف بشكل يومي في القلعة موحيًا للعدو بأن سكان القلعة في بهجة وسرور, غير مكترثين بالحرب, مما حطم معنويات العدو.
عمل حسن باشا على بث الخلافات في الجيوش الصليبية من خلال جواسيس بثها في معسكرات الصليبيين لتشيع أن المجر تحالفوا مع العثمانيين, وعقدوا اتفاقًا ضمنيًا تكون المكاسب لهم فيه بحجة أن الأرض بالنهاية مجرية ولا يحق لأحد أن يفاوض أو يطالب بالحقوق عنهم.
وأيضًا من الحيل التي استخدمها الباشا أنه سرب رسائل إلى العدو من الصدر الأعظم كتبها هو بنفسه يوحي بقدوم مددٍ قوي جدًا, وأن جيش السلطان قادمٌ يمكن أن يكون هنا في أي وقت, وأن هناك عتاد وذخيرة في القلعة تمكنها أن تُقاوم لفترة طويلة, فلم يتمكن العدو من معرفة الوضع الحقيقي داخل القلعة, ونشب الخلاف بينهم ودبَ فيهم الذعر, ولما أيقن أن جبهته الداخلية هو الآخر بخطر وأن المؤون والأرزاق داخل القلعة بدأت بالنفاذ بعد الحصار الطويل, كما وصل إلى مسامع العامة بأن الأسلحة والمدخرات الحربية على وشك النفاذ.
ولذلك بعث بأحد الفرسان إلى الخارج واستقبله مرة أخرى على أنه مبعوث الصدر الأعظم وقرأ رسالة الصدر الأعظم, كتبها أيضًا بنفسه, يخبره بالمدد والذخائر وأن الجيوش المحاصرة ليس لديها القوة للبقاء أكثر من شهرين, وأخبر المبعوث أن يُطمئن الصدر الأعظم أمام الجميع بأن المؤن متوفرة والمخازن ما زالت ممتلئة وأنه ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على العدو وفك الحصار.
بدأت الثلوج بالذوبان واشتدت رياح العواصف القادمة من الشمال الشرقي, وطال الحصار, فقل الزادُ والعتاد بشكل كبير, فيما أخذ الباشا يُفكر في الحل, وفي هذا الوقت يأتي اليوزباشي أحمد آغا, ويخبره بتحضير المواد اللازمة لتصنيع البارود, وبدأ بإنتاجه فعلاً.
كان الإنتاج كافيًا لمدة اثنين إلى ثلاثة أسابيع فقط, وقارب البارود والمواد من الانتهاء, وضاقت المؤن ضيقًا شديدًا, ولم يعد بالإمكان الدفاع عن القلعة, لكن القائد المغوار حسن باشا لم ييأس, وكان عليه أن يقوم بمحاولةٍ أخرى, فأخبر الجيش خفية بالاستعداد إلى الهجوم ليلاً على الأعداء هجومًا مباغتًا, وكانت الليلة الثمانين للحصار.
قام الباشا حسن بقيادة ثلاثة ألف جندي, على الرغم من أن قوته البدنية لم تكن تساعده فقد طعن في السن, واشتد عليه مرضه إلا أنه أبى إلا الخروج بنفسه على رأس ذلك الجيش مكبلاً جسمه المضنى بالحصان تكبيلاً لكي لا يترنح فتنهز صورته أمام العدو وليعطي جيشه دفعًا معنويًا بالنصر بخروجه بنفسه متقدمًا جيشه, فانغمس بحصانه في صفوف معسكرات العدو اليائس مع إطلاق المدافع قذائفها دفعة واحدة باتجاه العدو, فهزم العدو وانقبلوا صاغرين, يعتقدون أن النجدة وصلت إلى العثمانيين, فتركوا كل شيء, وتابعهم الباشا حسن لما غنمه من الذخائر, فتفرق الأعداء تاركين وراءهم 47 مدفعًا كبيرًا, وأربعة عشر ألف بندقية, وستين ألف خيمة ومعدات ومؤنٍ كثيرة جدًا وأريكة أميرهم الذهبية ومجوهرات وأشياء ثمينة.
وقد قال إبراهيم بجوي في تاريخه عن هذه الغنائم: وصل بعض الغزاة إلى درجة الغنى الأبدي.
ويروي لنا بجوي أفندي بأسلوبه العذب الجميل خسائر التحالف الصليبي: ثم تعقب عمر أغا قائد السباهي الفارين وقتل منهم وأسر الكثير, وقد بلغت إجمالي خسائر الصليبيين البشرية ما يزيد عن السبعين ألفا, وقد أحسن السلطان على ترياكي حسن باشا برتبة وزير وأحسن على عمر أغا برتبة أمير لواء بحري.
كان ترياكي حسن باشا رحمه الله مثالاً من أمثلة الشجاعة الإسلامية النادرة, كان في زمانه معدودًا من أفذاذ البحار الشجعان, لذلك نرى الصدر الأعظم إبراهيم باشا يعينه بالاسم في المعارك الحاسمة كلما تحرج موقف المسلمين في ساحة من ساحات الفتح, يذكر له التاريخ جهوده الجبارة في قتال التحالف الصليبي أمام قلعة قانجة, تلك هي بعض مآثر حسن باشا في التاريخ فهل نذكره ونذكرها له, أم ننساه وننساها, لأننا أمة من أخطر عيوبنا النسيان؟!
فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار ** التاريخ السياسي والعسكري للدولة العثمانية أو تاريخ بجوي إبراهيم أفندي ** أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ** منهل الظمآن لإنصاف دولة آل عثمان ** تاريخ الدولة العثمانية يلماز أوزتونا ** جامع الدول تاريخ الدولة العثمانية ** تاريخ الدولة العثمانية روبير مانتران ** تاريخ الأتراك العثمانيين لإدوارد كريسي ** الدولة العثمانية المجهولة ** تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ** الدولة العثمانية: قراءة جديدة لعوامل الانحطاط ** تاريخ سلاطين آل عثمان ** تاريخ الدولة العثمانية: النشأة الازدهار ** في أصول التاريخ العثماني ** نظم الدولة العثمانية
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّض أَمْرِي إِلَى اَللَّه ۚ إِنَّ اَللَّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
مصطفى نصر زهران
شير البوست أن قرأت
3 notes
·
View notes
Text

كلّما تحدّثنا عن نكبة الأندلس ، عن (قرطبة) التي خبت أنوارها ، وعن (غرناطة) التي غُلفت مساجدها بالصلبان ، خرجت لنا بعض الأصوات من جحورها ، تصرخ بثقة الجهل وتنفث سمومها:
«لقد إستعاد الإسبان أرضهم من الغزاة العرب» ..!!
لكن ، مهلاً .. من الغزاة؟ ومن أصحاب الأرض؟
لن نجيب من منطلق ديني ، لن نرفع شعارًا إيمانيًا ، بل سنفتح كتاب التاريخ ، صفحةً صفحة ، ونترك العقول تحكم.
- قبل الإسلام .. أندلس بلا أهل :
في القرن الخامس الميلادي ، وقبل أن تطأ أقدام المسلمين أرض الأندلس ، إجتاحت القبائل الجرمانية شبه الجزيرة الإيبيرية.
جاء القوط الغربيون من خلف جبال (الألب) ، يحملون معهم سيوف الإحـ ـتلال وطبقية متوحشة.
أسقطوا ما بقي من الإمبراطورية الرومانية ، حكموا البلاد ، وفرضوا على سكانها الأصليين - الإيبيريون والسلتيون - نظامًا طبقيًا عنصريًا ، جعلهم عبيدًا في أرضهم.
كانت الأرض مستلبة من أصحابها الأصليين ، تئن تحت وطأة حكم لم يعرف العدالة ، ولم يتذوّق طعم الرحمة.
- ثم جاء الإسلام .. لا فاتحًا فحسب ، بل مُحرِّرًا :
عام 711م ، عبر "طارق بن زياد' وجيشه المضيق بدعوة داخلية لا بطموح توسعي.
سئِم أهل البلاد ظلم الملك القوطي "لذريق" ، فطلبوا يد الإنقاذ ، دخل المسلمون فانتصروا ، ولم يطردوا السكان ، بل حرّروهم.إختار السكان الأصليون الإسلام ، لا بالسيف ، بل بالقناعة.
خلال قرنين فقط ، أسلمت الأغلبية وأصبحت جزءًا حيًا من الحضارة الأندلسية ، يُعرفون بـ (المولدين) ، وكانوا هم قلب الأندلس النابض ، لا ضيوفًا ولا غرباء.
- ثمانية قرون من النور .. ثم إجتاحها ظلام الريكونكيستا :
تفرّق المسلمون ، وتسلّل الغدر من جبال (أستورياس) ، عاد القوط ، ليس وحدهم ، بل محمولين على ظهور الحملات الصليبية التي باركتها أوروبا والبابوية ، بدأت حرب دينية قاسية ، إمتدت لثمانية قرون ، هدفها ليس التحرير ، بل الإجتثاث.
- هل كانت إستردادًا؟
حين سقطت المدن الإسلامية ، لم تُعامل كأرضٍ استعادت أصحابها ، بل كغنيمة حرب:
- المسلمون طُردوا ، حتى لو كانوا من أهل الأرض الأصليين.
- المساجد هُدمت أو تحوّلت إلى كنائس.
- الأملاك صودرت ، وسلّمت للفرسان الأوروبيين.
- مدن كاملة ، مثل (بلنسية و (سرقسطة) و (مرسية) ، أُفرغت من المسلمين ، وسُكنت بمستوطنين من فرنسا وإيطاليا.
حتى (غرناطة) ، التي وقّعت معاهدة لحماية المسلمين ، نُقضت ، وانتهت بطرد 300 ألف من (الموريسكيين) ، الذين كانوا في الأصل إيبيريين أسلموا منذ قرون ..!!
- فمن هو الغريب؟ ومن هو صاحب الأرض؟ :
أي منطق يجعل المسلم الإيبيري الذي عاش قرونًا على أرضه دخيلًا ، بينما يصبح الفرنسي والفرنجي ابنًا للبلد؟
أي تحرير يُطرد فيه أصحاب الأرض؟
أي ثورة تلك التي تكافئ المرتدين وتجلد المخلصين؟
- خاتمة لا تعرف المجاملة :
الأندلس لم تكن يومًا غنيمة ، بل كانت أرضًا عاد فيها الناس إلى إنسانيتهم بالعدل الإسلامي ، ومن يزعم أنها أستُعيدت ، فإما جاهلٌ بالتاريخ ، أو حاقد على نورٍ لا يطيقه.
فيا من تتكلمون باسم الحياد والمنطق ، عودوا لفهم الحقيقة .. أو اصمتوا قبل أن تفضحكم صفحات التاريخ.
المراجع:
- البيان المغربي في أخبار الأندلس والمغرب - ابن عذاري المراكشي.
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المقري التلمساني.
- تاريخ الأندلس من الفتح الاسلامي حتى سقوط قرناطة - سعيد بن عبدالفت��ح عاشور.
- الفكر السياسي الاسلاني والأندلس - د. علي الصلابي.
2 notes
·
View notes
Text
حكم سعد بن معاذ في يهو..د بني قريظة :
كانت مدينة رسول الله ﷺ تعيش لحظة الخندق، وأحزاب الك.فر تحاصر الإسلام من كل جانب... والمنافقون يخذّلون، والقلوب بلغت الحناجر، والظن بالله قد اشتد، حتى ظن المؤمنون أنهم هالكون. وكانت تلك اللحظة فاصلة ف�� تاريخ الإسلام ... وكان لابد من الفرز، والتمييز ، والانكشاف...
كانت يهو..د بنو قريظة تعاهد وتواثق المسلمين من قبل ، وتبتسم في وجوههم ، لكنها تضمر الحقد ، وتبيت الغدر، كما عوّدنا التاريخ اليهو..دي منذ أول صفحاته.
أثناء الحصار، استقبلت بنو قريظة وفد كفار قريش ، اليهو..دي حيي بن أخطب سيد بني النضير الذي حرض على هذا التحالف بين قبيلته مع قريش وغطفان. فوافق سيد بني قريظة كعب بن أسد على مساعدة الأحزاب.
و فعلا في تلك اللحظات الحالكة، و قريش و العرب تحاصر مدينة رسول الله ﷺ ، خانت بنو قريظة العهد. ونقضت الميثاق. وانحازت إلى العدو. وفتحت الأبواب من خلف الظهر على نساء المسلمين، تسعى لذبح الأطفال والذراري، وطعن الإسلام في خاصرته، وتصفية النبي ﷺ ومن آمن معه، طمعًا في إنهاء الدعوة من جذورها.
وحين أرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من يذكّرهم بالعهد والميثاق، سبوا رسله و أجابوا بكلمات لا يُقال مثلها إلا حين تموت القلوب: "ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقد" .
وكان لابد أن تتحرك يد العدل الإلهي، بعد أن انزاحت عنهم الحُجُب، وسقطت الأقنعة، وظهروا على حقيقتهم كما رآهم الله.
أمر النبي ﷺ نعيم بن مسعود، وهو من سادات غطفان الذي كان قد اعتنق الإسلام سرا، أن يذهب إلى المحاصرين ويفشل مخطط التحالف بينهم وبين بني قريظة. فذهب نعيم إلى بني قريظة ونصحهم بألا ينضموا إلى قتال المسلمين إلا إذا قدّمت الأحزاب رهائن من بين قادتهم. ثم سارع إلى الأحزاب وحذرهم من أن إذا طلب بنو قريظة الرهائن فإنهم يعتزمون تسليمهم إلى المسلمين. عندما جاء ممثلو قريش وغطفان إلى بني قريظة، وطلبوا الحصول على الدعم في المعركة، طلبت بنو قريظة رهائن. ممثلو قريش وغطفان رفضوا، ففشلت المفاوضات. ولم تدعم بنو قريظة القوات المحاصرة للمدينة. وبالتالي فشل المهاجمون في تكوين جبهة قتال ثانية ضد المدافعين عن المدينة.
في ذلك الوقت، كان المسلمون قد وضعوا أسلحتهم بعدما انسحبت قريش وغطفان عن المدينة ، ولكن جبريل أخبر النبي ﷺ أن الملائكة لم تضع أسلحتها بعد، وأن الله يأمره بالمسير فورًا إلى بني قريظة، حيث توعد جبريل بأن يزلزل بهم. عندها، أمر النبي ﷺ مؤذنه أن ينادي في الناس: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فتهيأ المسلمون للخروج.
فكان الحصار. وكان الخوف الذي قذفه الله في قلوب يهو.د ، كما يقذف السيل في الوادي الجاف. فانهارت معنوياتهم، وتزلزلت حصونهم من الداخل، وارتعدت الفرائص في ليل المدينة البارد.
وكانت صيحة الإيمان من فم علي بن أبي طالب، يصدح بها بين جدران حصون اليهو..د :
"والله لأفتحن حصنهم ، أو لأذوقنّ ما ذاق حمزة بن عبد المطلب " ...
فضاق بهم الحصار، واشتد الخوف، وأيقنوا أن لا نجاة، قبلوا النزول على حكم رجل عرفوه جيدًا: سعد بن معاذ، حليفهم بالأمس... فظنّوا أنه سيرأف، ويجامل، ويُلين.
ولكن سعدًا، الجريح في أكحله، النازف من معركة الخندق، الناهض بنور الله في قلبه، جاء وقد أدرك أن الموقف لله، لا لمحاباة ولا لأهواء.
فقال قولته الخالدة، التي تليق برجل آمن بربه، وعرف مقام الحكم بين يديه:
"لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم".
ثم سألهم:
ـ أتحكمون بحكمي؟
قالوا ـ نعم.
ـ وعلى المسلمين؟
قالوا ـ نعم.
ـ وعلى من ها هنا؟ (وأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إجلالًا وتعظيمًا)
قال ﷺ ـ نعم.
فقال كلمته التي نزلت كالصاعقة على قلوب الغادرين:
"أحكم أن يُقتل الرجال، وتُسبى النساء والذرية، وتُقسم الأموال" .
فقالﷺ
"لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات" .
ولم يكن حكم سعد شهوة انتقام، ولا نزوة بشر، بل عدل رباني أنزله الله على قلب عبدٍ أحبّه واصطفاه في ساعة الموقف. فهم لم يكونوا قوماً عاديين، بل كانوا خونة عقد، وناكثي عهد، وقد أعدّوا ألفًا وخمسمائة سيف، وألفين من الرماح، وثلاثمائة درع، وخمسمائة ترس... وكانوا ينوون إبادة أمة الإسلام ، واغتيال الرسالة.
فأُخذوا إلى خنادق الموت، في سوق المدينة، حيث حُفرت الأرض لتكون مهوى جماجم الغدر، فأُتي بهم فوجًا فوجًا، تُضرب أعناقهم ، والسماء تشهد، والأرض تسجّل.
وكان كعب بن أسد، زعيمهم، ينظر إلى الداعي الذي لا ينزع، والمأخوذ الذي لا يرجع... فعلم أنها النهاية:
"هو والله القتل".
وهكذا انتهت فتنة بني قريظة التي كادت أن تعصف بالمدينة والمسلمين خلال غزوة الأحزاب، وثبّت الله بذلك دعائم الدولة الإسلامية في المدينة، وأظهر عدالته من خلال حكم سعد بن معاذ، الذي نال الشهادة بعد فترة قصيرة، ليكون من أعظم الصحابة الذين دافعوا عن الإسلام حتى الرمق الأخير.
📚 المراجع :
1) ابن هشام. السيرة النبوية لابن هشام. جامع الكتب الإسلامية. ج. ٣. ص. ٢٠١.
2) كتاب الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين - مسند عطية القرظي رضي الله عنه - المكتبة الشاملة".
3) كتاب الرحيق المختوم - غزوة بني قريظة - المكتبة الشاملة".
4 notes
·
View notes
Text
عندما فتح السلطان سليمان القانوني قلعة بندر سجل السلطان القانوني ما وصل إليه من قوة حيث قال: أنا عبد الله وسلطان هذا العالم, ورأس ملة المسلمين بفضل الله عليّ, إرادة الله والسنة المعظمة لمحمد صلى الله عليه وسلم هي التي ترشدني, أنا سليمان الذي يذكر اسمي في الخطبة بمكة والمدينة, في بغداد أنا الشاه, وفي بيزنطة أنا القيصر, وفي مصر أنا السلطان, أرسل سفني في مياه أوروبا والمغرب والهند, أنا السلطان الذي حاز تاج وعرش المجر, وحول سكانها إلى رعية مطيعة, تجرأ الأمير بترو على التمرد ضدي ولكني دُسْته بحوافر حصاني وأخذت بلاده مولدافيا.
تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّض أَمْرِي إِلَى اَللَّه ۚ إِنَّ اَللَّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
0 notes
Text

" واحدة من أجمل الجمل التي قرأتها : "كلٌ يراك بعين طبعه وبقدر محبتك في قلبه.. فأنت ستجد في حياتك من يراك أطيب الناس ، وستجد من يراك أسوأهم.. ستقابل أشخاص تنسى خمسين موقف جميل منك لأنك فقط قصرت مرة ، وستجد أشخاص تبحث لك عن أعذار ويظهرون لك كم أنت جميل.. ستقابل أشخاص لا تكف عن انتقادك ، وآخرين لن يكفيهم كل الكلام الجميل في وصفك.. ستقابل أشخاص تكرهك بدون سبب ، وأشخاص تخترع أسباباً تحببها فيك.. وفي النهاية أنت نفس الشخص.. ولكن كل عين تراك على قدر محبتها لك.. وكلٌ يراك من الزاوية التي تقف فيها من قلبه..
84 notes
·
View notes
Text
اللهُمَّ يا كافل العباد، يا موزع الأرزاق، يا واهب العطايا، نسألك نوراً في القلب وضياءً في الوجه وعافيةً في البدن وأرزقنا سعةً في المال والعلم والعمل وبركةً في العمر ومحبةً في قلوب الناس ونسألك حُسنَ الأخلاق والصفات 🤲🏻
123 notes
·
View notes
Text
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات
البخاري، برقم 2823، ومسلم، برقم 2706.
31 notes
·
View notes
Text
أسلحتي السرية التي لم أحارب بها شيئاً إلا انتصرت:
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"
"اللهم لا أُضامُ وأنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي ولا أهلكُ وأنت رجائي"
سورة يس (بنيّة قضاء حاجة)
750 notes
·
View notes
Text
ستواجه صنفاً لا يفكر إلا بنفسه ، وآخر يخذلك في منتصف الطريق ، وآخر ينكر معروفاً لك وكأنه لم يعرفك يوماً."
135 notes
·
View notes
Text
في (القدس) ، وفي غرفة صغيرة داخل الخانقاه الصلاخية ، وفي أشد لحظات الحصـ ـار ، إعتكف السلطان "صلاح الدين الأيوبي" ، يناجي ربه في ليلة جمعة من شتاء سنة 588هـ.
رافقه القاضي "بهاء الدين بن شداد" ، أحد أقرب الناس إليه ، من أول الليل حتى قرب الفجر ، وقال: «كنا وحدنا ، لا ثالث لنا إلا الله ، نخطط و نتشاور ، ونفكر في العدو .. لم ينم السلطان ، بل قضى الليل قائمًا حتى تعب ، وخفت عليه من السهر ، فطلبت منه أن يستريح قليلاً .. فقال لي: انت من جاءه النوم !!.
ثم قام وأكمل ليله ، حتى أذن المؤذن للفجر ، فدخلت عليه فوجدته يتوضأ.
فقال لي: لم أنم أبداً.
فقلت له: أعلم لأني لم أنم أنا أيضاً ، ولميبق وقت للنوم».
ثم صليا معاً الفجر ، وجلسا كعادتهما ، عندها قال له القاضي: وقع في نفسي أمر ، أراه خيراً إن شاء الله.
فقال له "صلاح الدين": وماهو؟!.
قال: أن تتوجه اليوم بكل قلبك لله ، وتتصدق في السر ، وتغتسل وتصلي ركعتين في المسحد الأقصى ، وتدعو في سجودك بهذا الدعاء:
(إلهي ، قد انقطعت كل أسبابي الأرضية في نصرة دينك ، ولم يبق إلا الإعتماد عليك ، والإعتصام بحبلك ، أنت حسبي ونعم الوكيل).
ففعل "صلاح الدين" ما قال له القاضي ، فتصدق سرًا ، واغتسل ، وصلّى في المسجد الأقصى ، وسجد باكيًا يتضرع.
بعد ذلك ، وصلت رسالة تخبره بأن الصليبيين مضطربون ، ثم بعد يومين جاءت رسالة أخرى تقول إن بينهم خلافات ، ثم إنسحبوا من محيط (القدس).
المؤرخون "ابن شداد" و "ابن كثير" وغيرهم ، وثّقوا هذه القصة ، التي وقعت خلال الحملة الصليبية الثالثة بقيادة "ريتشارد قلب الأسد" ، حين كانت (القدس) شبه خالية والجبهة الإسلامية تعاني من نقص التموين وخلاف داخلي.
ولكن الدعاء غيّر المعادلة ، فإنفرجت الأزمة ، وإنتهى الأمر بصلح (الرملة) ، وبقيت (القدس) بيد المسلمين.
اللهم كما نصرت عبدك "صلاح الدين" وأكرمته بإجابتك ، وشتت شمل اعدائه .. اللهم أنصر إخواننا وأهلنا في المسجد الأقصى وغزة ، وانصرهم وثبّتهم ، وارفع الحصار عنهم ، واشفِ جراحهم ، وارزقهم الصبر والثبات ، وفرق كيد عدوهم ، واجعل بأسه بينهم ، إنك على كل شيء قدير.
المصادر:
- النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية - القاضي بهاء الدين بن شداد.
- البداية والنهاية - ابن كثير.
- المراجع الغربية حول عدد القوات في الحملة الثالثة.
0 notes