#وتحذيرات | Explore Tumblr posts and blogs

yasser1410 · 5 days ago

Text

الوجبات السريعة الأمريكية تغزو شرق آسيا: بين تغيير العادات وتحذيرات صحية

انتشار ثقافة الوجبات السريعة في شرق آسيا

لم تعد مطاعم الهمبرغر والدجاج المقلي حكرًا على الولايات المتحدة؛ فقد غزت سلاسل الوجبات السريعة الأمريكية أبرز مدن شرق آسيا على مدى العقود الماضية. ظهرت أولى فروع كنتاكي فرايد تشكن (KFC) في اليابان خلال السبعينيات، بينما تأخر دخول ماكدونالدز إلى الصين حتى أواخر الثمانينيات (They're Lovin' It: How China and Japan Turned American Fast-Food into Global Phenomena.docx). ومع النمو الاقتصادي والانفتاح الثقافي، تكاثرت تلك المطاعم بشكل هائل في بلدان كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها. على سبيل المثال، ارتفع عدد فروع ماكدونالدز في الصين من فرع واحد فقط عام 1990 إلى 1000 فرع بحلول 2006 ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC )، وتخطّت فروع شركة يام! براندز (الشركة الأم لـKFC وبيتزا هت) في الصين 4,650 مطعمًا مع مطلع العقد الماضي ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ). واليوم تُعد آسيا أكبر سوق لماكدونالدز خارج أمريكا؛ إذ تحتضن اليابان وحدها حوالي 2,982 فرعًا لماكدونالدز، فيما قفز العدد في الصين إلى نحو 5,903 فرعًا بحلول عام 2023 (China Has The Second-Most McDonald's Locations In The World). أما سلاسل الدجاج المقلي الأمريكية مثل KFC فقد حققت انتشارًا أوسع في الصين، حيث يتجاوز عدد فروع KFC هناك 10,000 فرع حاليًا (McDonald's charts ambitious roadmap in China by 2028) – وهو رقم يفوق بكثير حضور ماكدونالدز في السوق الصينية. هذا الانتشار الواسع لمطاعم "الفاست فود" الغربية جعل مشاهد الأقواس الذهبية وما يشابهها مألوفة في شوارع بكين وطوكيو وسيول وتايبيه وسنغافورة، ما يعكس تغلغل ال��قافة الغذائية الأمريكية في الحياة اليومية لشرق آسيا.

ورافق انتشار هذه المطاعم الضخمة استراتيجيات تسويق وتكيّف ثقافي مكّنتها من جذب العملاء المحليين. ففي الصين مثلًا، استفادت الشركات الغربية من صورة النظافة والخدمة السريعة غير المعهودة آنذاك؛ فقد بدت مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية أكثر ترتيبًا ونظامًا مقارنة بالمطاعم المحلية التقليدية (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist). كما اختارت مواقع استراتيجية قرب مناطق الأعمال لجذب موظفي المكاتب خلال استراحات الغداء (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist). ومع سياسة الطفل الواحد في الصين التي جعلت الأطفال محور اهتمام العائلة، أعادت سلاسل مثل KFC تصميم تسويقها لاستهداف الأسر؛ فجهزت فروعها بكرسيّات صغيرة وساحات لعب للأطفال، وابتكرت شخصيات كرتونية جذابة، بل ووفّرت خدمة حفلات أعياد الميلاد داخل المطعم (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist). اليابان أيضًا شهدت تكيفًا ثقافيًا فريدًا، حيث أصبح تناول دجاج كنتاكي في عيد الميلاد تقليدًا شائعًا بين العديد من العائلات اليابانية – إذ تبيع KFC في موسم الأعياد وجبات خاصة تجذب ملايين اليابانيين كل عام (Beyond Baseball: Kentucky for Christmas - Japan's KFC Tradition) (The Surprising Reason KFC Is Japan's Biggest Christmas Tradition). هذه الأمثلة تُظهر كيف نجحت الشركات الأمريكية في “تموضع” منتجاتها كجزء من النسيج الثقافي المحلي، عبر ما يسمى استراتيجية "العولمة المحلية" أو ��Glocalization” (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist) (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist)، حيث تُكيّف قائمة الطعام وأجواء المطعم مع الذوق والعادات المحلية دون المساس بجوهر العلامة الأمريكية.

لكن هذا النجاح التجاري صاحَبَه تأثير عميق على أنماط الحياة الشرقية، خاصة في ما يتعلق بالغذاء والصحة، ما أثار تساؤلات حول الثمن الخفي لهذا التحول الثقافي السريع.

تغيّرات في العادات الغذائية وأنماط الاستهلاك

أحدثت ثقافة الوجبات السريعة الغربية تحولات ملحوظة في عادات الأكل وأنماط الاستهلاك لدى شعوب شرق آسيا. فبعد أن كانت الوجبات التقليدية المتوازنة – كوجبة الأرز مع الخضار والبروتين في الصين، أو الأسماك والخضروات المطهية في اليابان – هي السائدة، بات الكثيرون، لا سيما الشباب، يميلون إلى الأطعمة السريعة الغنية بالسعرات والدهون. في المدن الآسيوية الكبرى، صار من المألوف رؤية المراهقين يصطفون لشراء البرغر والبطاطا المقلية بدلاً من وجبات屋屋 الطعام المحلي. يقول أحد الشباب الصينيين واصفًا إقبال أقرانه على مطاعم الفاست فود: "إنها دومًا ممتلئة بالشباب" (Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank)، في إشارة إلى شعبية هذه المطاعم بين الجيل الصاعد.

هذا التحول انعكس على أسلوب تناول الطعام أيضًا. فقد أشار تقرير من جامعة ييل إلى أن الزبائن في الصين تبنّوا بعض السلوكيات الغربية في المطاعم السريعة، مثل التخلي عن عيدان الأكل (chopsticks) لصالح الأيدي أو الشوك، والاكتفاء بوجبات خفيفة سريعة بدلاً من الوجبات العائلية المتكاملة، وحتى ثقافة الأكل على عجالة ثم المغادرة فورًا (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist). هذه السلوكيات تختلف جذريًا عن التقاليد الشرقية التي تقدّس الجلسات الطويلة حول المائدة وتقاسم الأطباق بين أفراد الأسرة. وبذلك، فإن اختراق الوجبات السريعة لم يغيّر ماذا يأكل الناس فحسب، بل أيضًا كيف يأكلون ويتفاعلون حول الطعام.

من جهة أخرى، وفّرت مطاعم الوجبات السريعة بعض الميزات التي جذبت شرائح واسعة من المجتمع، مما ساهم في ترسيخ مكانتها. فالسهولة والسرعة في الحصول على الطعام جاهزًا تعتبران عامل جذب كبير للعائلات العاملة في مدن مثل سنغافورة وسول؛ حيث لم تعد وتيرة الحياة تسمح للكثيرين بقضاء وقت طويل في الطبخ المنزلي اليومي. كما أن أسعار الوجبات السريعة تكون في متناول الطبقة الوسطى غالبًا، ما يجعلها خيارًا مريحًا مقارنة ببعض المطاعم التقليدية. ويضاف إلى ذلك عامل التسويق المكثّف الذي تستهدف به الشركات الأطفال والشباب عبر الإعلانات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي والهدايا مع الوجبات. في تايوان مثلًا، كان الطفل يشاهد حوالي 8000 إعلان لأطعمة غير صحية سنويًا، بمعدل إعلان كل 6 دقائق خلال برامج الرسوم المتحركة الأكثر شعبية (Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.) قبل أن تتخذ الحكومة إجراءات للحد من ذلك كما سنرى لاحقًا.

ومع هذا التحول نحو النمط الغذائي الأمريكي، بدأ يظهر وجه آخر للصورة يتمثل في تأثيرات سلبية على الصحة العامة، ما دق ناقوس الخطر في مجتمعات شرق آسيا.

تداعيات صحية مقلقة

لم تأتِ الطفرة في استهلاك الوجبات السريعة دون ثمن صحي. فقد ارتفعت معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي في العديد من دول شرق آسيا بشكل ملحوظ بالتوازي مع انتشار ثقافة "الفاست فود". و��ُظهر الدراسات ارتباطًا وثيقًا بين اتباع نمط غذائي غربي غني بالدهون والسكريات، وبين تدهور المؤشرات الصحية في هذه المجتمعات (Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank). الأغذية المقدّمة في مطاعم الوجبات السريعة غالبًا ما تكون عالية السعرات وقليلة القيمة الغذائية – مقلية بالدهن، مليئة بالملح، ومحلاة بالمشروبات الغازية – مقارنة بالمطبخ الآسيوي التقليدي الذي يعتمد على الخضار والبقوليات والبروتينات الخفيفة (Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank).

في الصين مثلًا، تضاعف استهلاك المشروبات الغازية خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بأكثر من 100٪ ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC )، تزامنًا مع انتشار مطاعم البرغر والدجاج المقلي في المدن. وبدأت البلاد تشهد ما وُصف بـ"وباء" البدانة ومرض السكري كظاهرة قومية. فبحسب الاتحاد الدولي للسكري، وصل عدد المصابين بالسكري في الصين عام 2011 إلى نحو 90 مليون شخص، وقد يرتفع إلى 130 مليونًا بحلول 2030 إذا استمرت الاتجاهات الحالية ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ) ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ). ويُحذّر خبراء الصحة من أن تزايد أنماط الأكل غير الصحي يمكن أن ينهك أنظمة الرعاية الصحية ويهدد المكاسب التنموية في هذه البلدان ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ).

الأطفال والشباب هم الأكثر تأثرًا وربما الأكثر عرضة للمخاطر الصحية المستقبلية. في كوريا الجنوبية – التي تتصدر شرق آسيا حاليًا في معدلات سمنة الصغار – تضاعفت نسبة السمنة بين الأطفال واليافعين من 9.7٪ عام 2012 إلى 19.3٪ في 2021 (Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop). وبحلول عام 2022، قُدِّر أن 43٪ من الفتيان و24.6٪ من الفتيات في كوريا الجنوبية يعانون من زيادة الوزن أو السمنة (Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop)، وهي نسبة تفوق نظيراتها في تايوان (حوالي 31٪ و20٪ على التوالي) والصين (25٪ و20٪) واليابان (19٪ و14٪) (Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop). هذه الأرقام الصادمة دفعت الأطباء للتحذير من جيل يواجه خطرًا متزايدًا للإصابة مبكرًا بأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. ويُرجع الخبراء في كوريا هذا الوضع إلى انتشار العادات الغذائية الغربية وقلة النشاط البدني بين الصغار (Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop).

حتى البلدان التي لطالما تمتعت بسمعة طيبة في مجال الصحة الغذائية مثل اليابان لم تعد بمنأى عن هذا الاتجاه. فبرغم أن اليابانيين ما زالوا من أقل شعوب العالم بدانة، هناك ارتفاع تدريجي في معدلات زيادة الوزن لدى الشباب مقارنة بالماضي (Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop). أما سنغافورة، فواجهت ارتفاعًا في أمراض نمط الحياة (كالسكري من النوع الثاني) دفع بالحكومة إلى إعلان "حرب على السكري" في السنوات الأخيرة. وقد وجدت دراسة صحية شاملة على الآلاف من السنغافوريين الصينيين أن من يتناولون الوجبات السريعة الغربية أكثر من مرتين أسبوعيًا تزيد احتمالية إصابتهم بالسكري بنسبة 27٪ وترتفع نسبة خطر الوفاة بأمراض القلب بينهم بـ56٪ مقارنة بمن يتناولونها نادرًا ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ). هذا الارتباط المباشر بين النظام الغذائي الغربي واعتلال الصحة في مجتمع آسيوي كان جرس إنذار مبكر يؤكد ما يلمسه الأطباء ميدانيًا.

وبالإضافة إلى البدانة والسكري، هناك مخاوف من انتشار مشكلات صحية أخرى مثل ارتفاع نسب الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وحتى بعض الاضطرابات النفسية المرتبطة بسوء التغذية. منظمة اليونيسف حذّرت في تقرير حديث من أن البيئات الغذائية الحالية في شرق آسيا – مع الانتشار الكثيف للأطعمة المصنعة والمشروبات المحلّاة – تساهم في "وباء من زيادة الوزن" بين الأطفال قد يقود لمشكلات صحية جسدية ونفسية وحتى تقليل متوسط الأعمار (Dump the junk | UNICEF East Asia and Pacific) (Dump the junk | UNICEF East Asia and Pacific). فعندما تحلّ الوجبات السريعة والمشروبات الغازية محل الأطعمة التقليدية الصحية، تتراجع معدلات استهلاك الفيتامينات والألياف، ما يؤثر على نمو الأطفال وصحتهم الذهنية على المدى الطويل.

هذا الواقع الجديد يطرح تحديات كبيرة أمام المجتمعات الآسيوية التي باتت تبحث عن حلول للتوفيق بين أنماط الحياة العصرية السريعة والحفاظ على صحة السكان، خاصة الأجيال الصاعدة.

قصص من الواقع: أفراد ومجتمعات تحت تأثير "الفاست فود"

انتشار ثقافة الوجبات السريعة في شرق آسيا ترك بصمات واضحة على حياة الناس اليومية، ويمكن رصد ذلك من خلال قصص ونماذج واقعية من عدة دول.

في الصين، تحكي العائلات عن تغيّر عادات أبنائها في وقت قصير. تقول أم شابة في بكين إنها تفاجأت عندما طلب طفلها الصغير وجبة "هابي ميل" من ماكدونالدز بدلاً من طبق الزلابية على البخار الذي اعتادت الأسرة تناوله (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist). هذا التغير في الأذواق بين جيل وآخر أصبح شائعًا؛ فكثير من الأطفال الصينيين الآن يفضلون البرغر وشرائح البطاطا المقلية على أطباق الأرز والخضار التقليدية. ولم يعد الأمر مجرد تفضيل طعم، بل تحول إلى أسلوب حياة كامل؛ فمطاعم الوجبات السريعة أصبحت مكانًا مفضلًا لتجمع الأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع، وموقعًا للاحتفال بأعياد الميلاد، وحتى مكانًا للمذاكرة الجماعية أحيانًا. أحد طلاب الجامعة في شنغهاي يصف المشهد قائلًا: "نلتقي أنا وزملائي غالبًا في كنتاكي أو ماكدونالدز بين المحاضرات... أصبح الأمر عاديًا تمامًا كما لو كنا نجتمع في مقهى تقليدي".

هذا التحول الثقافي يظهر أيضًا في اليابان ولكن بصور مختلفة. فعلى الرغم من محافظة اليابانيين على الكثير من عاداتهم الغذائية، نجد أن مطاعم البرغر الأمريكية غدت جزءًا من المشهد اليومي خاصة في المدن الكبرى. وتروي سيدة يابانية في طوكيو كيف أصبحت وجبة الغداء السريعة من ماكدونالدز حلًّا لا غنى عنه خلال أيام العمل المزدحمة، رغم شعورها بالحنين لأطباق منزلية مثل حساء الـ"ميزو" التقليدي. وفي الوقت نفسه، تتحدث عن مفارقة مثيرة: "نحن نتناول البرغر والبطاطا في يوم ��مل عادي، ثم نحتفل بالأعياد بتناول كنتاكي المقلي كجزء من تقاليد الكريسماس!". هذه الازدواجية تعكس مدى تداخل الثقافة الغذائية الأمريكية مع نمط الحياة الياباني دون أن تلغي خصوصيته تمامًا.

في كوريا الجنوبية، القصة تحمل جانبًا أكثر قتامة لبعض الأسر. يروي أب كوري في سيول كيف أن ابنه المراهق بات يرفض تناول وجبات المنزل الكورية مثل الكيمتشي والحساء الحار، ويطلب بدلًا من ذلك البيتزا المعلبة أو الدجاج المقلي على الطريقة الأمريكية. ومع تكرار الأمر، ازداد وزن الفتى بشكل ملحوظ وأصبح أقل حماسًا لممارسة الرياضة. شعر الوالدان بالقلق واستشارا طبيبًا، فجاء التشخيص بأن الابن يعاني من سمنة مفرطة قد تؤثر على صحته المستقبلية. هذه القصة ليست حالة فردية؛ فكثير من الأهالي والأطباء في كوريا يدقون ناقوس الخطر حيال جيل من الشباب يتبنى عادات غذائية غير صحية. ووفق تصريح للدكتور تسونغ تشنغ من المركز الطبي بجامعة جورج واشنطن، فإن "تناول الوجبات السريعة وقلة الحركة هما أهم عاملين يغذيان وباء سمنة الأطفال في الصين (وشرق آسيا عمومًا)" (Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank). هذا ال��أي echoes صدىً واسعًا بين المختصين الذين يرون في تلك العادات قنبلة صحية موقوتة.

ورغم هذه التحديات، تظهر أيضًا نماذج إيجابية لمجتمعات وأفراد يحاولون المقاومة وإحداث تغيير. ففي بعض المدن الصينية، بدأت مدارس ابتدائية حملات توعية لتشجيع التلاميذ على "تناول قوس قزح من الخضروات والفواكه" يوميًا بدلًا من رقائق البطاطا والمشروبات المحلّاة، في محاولة لغرس عادات أكل أفضل منذ الصغر. وبعض الأحياء في سنغافورة بادرت بتنظيم مهرجانات غذائية تُبرز الأطباق المحلية الصحية كبديل شهي عن الوجبات السريعة، مما يخلق وعيًا مجتمعيًا بأهمية التمسك بإرث المطبخ الآسيوي. هذه القصص، سواء السلبية منها أو الإيجابية، ترسم صورة حيّة لكيفية تفاعل الناس فعليًا مع ثقافة الوجبات السريعة – بين من انجرف معها بالكامل، ومن يحاول إيجاد توازن يحمي صحته وهويته الغذائية.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية وراء الانتشار

لفهم لماذا انتشرت ثقافة الوجبات السريعة الأمريكية كالنار في الهشيم في شرق آسيا، يجب النظر إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي هيأت التربة لهذا التغيير. أحد أبرز هذه العوامل هو التحول الحضري ونمط الحياة السريع في شرق آسيا خلال النصف القرن الماضي. فمع صعود نجم مدن عملاقة مثل طوكيو وسيول وشنغهاي، وتسارع إيقاع الحياة والعمل، برزت الحاجة إلى خيارات طعام سريعة ومريحة. لم يعد الكثيرون يملكون رفاهية العودة إلى المنزل لوجبة الغداء المطهوّ على مهل، بل أصبحوا يقدّرون القيمة العملية لشراء وجبة جاهزة خلال 10 دقائق. وقد لبّت مطاعم الوجبات السريعة هذه الحاجة بتقديم خدمة سريعة ومنتجات متسقة المذاق في أي وقت من اليوم.

جانب آخر هو ارتفاع دخل الفرد واتساع الطبقة الوسطى. فعندما بدأت دخول المواطنين ترتفع في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية في عقود ما بعد الحرب، أصبح السفر والتعرّف على الثقافة الغربية أمرًا مرغوبًا. ومعها ظهرت رغبة في تجربة كل ما هو غربي وحديث، بما في ذلك الأطعمة. الجيل الشاب خصوصًا نظر إلى مطاعم ماكدونالدز وستاربكس وغيرها بوصفها رموزًا للحداثة والعولمة. وأصبح ارتياد هذه الأماكن نوعًا من التعبير عن المكانة الاجتماعية أو مسايرة التوجه العالمي. حتى في الصين الشيوعية سابقًا، فإن افتتاح أول ماكدونالدز في شنتشن عام 1990 جذب حشودًا هائلة وحقق يومها رقمًا قياسيًا عالميًا في المبيعات (China Has The Second-Most McDonald's Locations In The World)، حيث رأى الصينيون فيه رمزًا لنسيم الانفتاح الاقتصادي وثقافة الرفاهية الجديدة.

التسويق الذكي لعب دورًا حاسمًا كذلك. الشركات الأمريكية الكبرى أتقنت فن اختراق الأسواق الأجنبية عبر إستراتيجيات إعلانية تتناسب مع الثقافة المحلية. ففي اليابان، روّجت ماكدونالدز لنفسها كخيار آمن ونظيف للعائلة اليابانية العصرية، مستغلة حرص المجتمع على معايير الجودة. وفي الصين، كما أسلفنا، استهدفت سلاسل مثل KFC الأطفال بشكل مباشر في تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية، فأنشأت لهم شخصيات ورسومًا محببة (مثل شخصية "تشِيكي" للدجاج لدى KFC) (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist)، وقدّمت وجبات مع هدايا مجانية لجذب الصغار، فأصبحت الزيارة لمطعم الوجبات السريعة نزهة ترفيهية للأسرة وليس مجرد شراء طعام (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist). هذا التركيز على الأطفال أكسب تلك العلامات التجارية ولاء جيل جديد منذ نعومة أظفاره.

من العوامل الاقتصادية المهمة أيضًا تكلفة الإنتاج المنخفضة ونموذج الفرانشايز (الامتياز التجاري) الذي ساعد على الانتشار السريع. فالشركات الأم مثل ماكدونالدز ويام! دعمت رواد أعمال محليين لفتح فروع جديدة، وقدّمت لهم الخبرة والتدريب مقابل حصة من الأرباح. هذا النموذج سمح بالتوسع في عشرات المدن بوقت قياسي، وتحقيق أرباح ضخمة بسبب هامش الربح العالي للأطعمة السريعة (They're Lovin' It: How China and Japan Turned American Fast-Food into Global Phenomena.docx) (They're Lovin' It: How China and Japan Turned American Fast-Food into Global Phenomena.docx). كما أن وفرة الأيدي العاملة الشابة في آسيا ووجود سلاسل إمداد محلية بدأت توفّر المكونات (كالخبز واللحوم والصلصات) محليًا، جعل كلفة تشغيل الفروع أقل من لو كانت تستورد كل شيء من الخارج.

ولا يمكن إغفال العوامل الثقافية التي هيأت العقول لتقبّل الوافد الغذائي الجديد. فتاريخيًا، كان لأمريكا تأثير "قوة ناعمة" عبر الأفلام والموسيقى والموضة، ما جعل الشباب الآسيوي على دراية وعشق بكل ما يأتي من هوليوود ومنها عادات الأكل. رؤية الأبطال على الشاشة وهم يحتسون مشروبًا غازيًا أو يلتهمون شطيرة برغر زرعت نوعًا من الفضول والتوق لتجربة الأمر نفسه. وهكذا، حين وصلت تلك السلاسل إلى بلدانهم، كان لديهم استعداد نفسي مسبق لتقبّلها. وربما عبّر أحد الباحثين عن ذلك بتساؤله إن كان "غزو مطاعم الوجبات السريعة شكلًا من أشكال الإمبريالية الثقافية" (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist) – في إشارة إلى أن الأمر تجاوز مجرد تجارة ليصبح تغييرًا في القيم وأسلوب الحياة.

مجمل هذه العوامل – الإجتماعية (كال��حضر والتغير الثقافي) والاقتصادية (كالدخل والنموذج التجاري) – تكاتفت لتخلق بيئة مثالية لازدهار مطاعم الوجبات السريعة الغربية في شرق آسيا. ومع ذلك، حين اتضحت الكلفة الصحية والاجتماعية لهذه الظاهرة، بدأت المجتمعات والحكومات في التفكير في سبل للتحرك والرد.

ردود الفعل المحلية والمبادرات الصحية

أمام تنامي التأثير السلبي لثقافة الوجبات السريعة على الصحة والمجتمع، شهدت دول شرق آسيا سلسلة من ردود الفعل والمبادرات التي تهدف إلى احتواء الظاهرة وإعادة التوازن إلى النظم الغذائية. تنوعت هذه الجهود بين حملات توعية شعبية، وإجراءات حكومية تنظيمية، وحتى سنّ قوانين صارمة في بعض الحالات.

في كوريا الجنوبية، بعد تزايد القلق من معدلات السمنة لدى الأطفال، شرعت السلطات منذ عام 2009 في تطبيق ما يسمى قوانين "المنطقة الخضراء للأغذية" حول المدارس. يحظر بموجب هذه القوانين بيع المأكولات السريعة عالية السعرات منخفضة القيمة الغذائية على بُعد 200 متر من جميع المدارس الابتدائية والإعدادية (Junk Food to Be Kept Off School Grounds - The Korea Times). أي متجر أو مطعم ضمن هذه المناطق – التي وُسمت باللون الأخضر – يُمنع من بيع مشروبات غازية أو حلويات صناعية أو وجبات سريعة للأطفال خلال اليوم الدراسي. وحتى أصناف مثل الهمبرغر والبيتزا لا يُسمح ببيعها قرب المدارس إلا إذا استوفت معايير صحية تضعها الحكومة من حيث السعرات والقيمة الغذائية (Junk Food to Be Kept Off School Grounds - The Korea Times). هذه الخطوة الرائدة تهدف إلى خلق محيط مدرسي صحي وتشجيع الطلاب على تناول خيارات أفضل خلال تواجدهم في المدرسة. إلى جانب ذلك، ألزمت كوريا أيضًا محطات التلفزة بالحد من الإعلانات التجارية للأطعمة غير الصحية أثناء البرامج الموجهة للأطفال. وترى الحكومة الكورية أن هذه الإجراءات ضرورية رغم اعتراض بعض الشركات، إذ تغلّب صحة الجيل الناشئ على أية اعتبارات تجارية.

تايوان اتخذت نهجًا مشابهًا عندما أقرت عام 2016 قانونًا صارمًا لحماية الأطفال من تسويق الوجبات السريعة. فقد حظرت الإعلانات التلفزيونية المروّجة للأطعمة والمشروبات غير الصحية (الغنية بالدهون والسكريات أو الأملاح) خلال أوقات ذروة م��اهدة الأطفال (بين الساعة 5 و9 مساءً) (Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.). كما منعت سلسلة من الممارسات التسويقية الموجهة للصغار، أبرزها حظر توزيع الألعاب والهدايا مع وجبات الأطفال في مطاعم الوجبات السريعة (Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.) – وهي استراتيجية تسويقية كانت منتشرة لاستدراج الأطفال. لم تأت هذه القوانين من فراغ؛ فتايوان كانت تحتل مرتبة مرتفعة عالميًا في نسبة بدانة الأطفال (حوالي 27% من الطلاب مصنفون كزائ��ي وزن) (Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.). لذا رأت السلطات أن كبح الآلة الدعائية لتلك الأطعمة هو خطوة مهمة لكسر دائرة إغراء الأطفال واستهدافهم تجاريًا. وبالفعل، أشاد خبراء الصحة بهذه الخطوة واعتبروها مثالًا يحتذى للدول المجاورة لكيفية استخدام التشريع في تعزيز الصحة العامة.

في سنغافورة، اتخذت الحكومة منحى شامل تحت شعار "حرب على السكري"، نظرًا لارتفاع معدلات السكري والسمنة بين سكانها. أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية لتشجيع العادات الصحية، تضمنت إجراءات مثل توعية الجمهور بشرب الماء بدل المشروبات المحلّاة (More bumps ahead for industry in Singapore's war on diabetes as ...)، ووضع ملصقات تغذوية واضحة على المشروبات والأطعمة تبين مقدار السكر والسعرات بشكل بارز. ولم تكتف سنغافورة بذلك، بل أعلنت أيضًا أنها ستكون أول دولة تحظر الإعلانات عن المشروبات عالية السكر تمامًا على كافة وسائل الإعلام (Singapore to ban sugary drink ads in fight against diabetes - Reuters)، في خطوة جريئة للحد من استهلاك السكر الذي غالبًا ما يأتي جنبًا إلى جنب مع الوجبات السريعة. كما تعمل هيئة الغذاء السنغافورية مع مطاعم ومقاهي مشهورة لتوفير خيارات صحية في قوائمها وإبرازها للعملاء، بحيث لا يضطر مرتادو المطاعم الأمريكية الشهيرة للبحث طويلًا عن سلطات أو أطعمة منخفضة السعرات ضمن القائمة. هذه المقاربة التعاونية بين الحكومة والقطاع الخاص تهدف إلى تعديل البيئة الغذائية نفسها لتصبح مواتية للخيار الصحي دون فرضه قسريًا على المستهلك.

أما الصين – وهي أكبر بلد متأثر من حيث الأعداد المطلقة – فقد تبنت إستراتيجية وطنية تحت مظلة خطة "الصين الصحية 2030". أطلقت الحكومة حملات توعية واسعة تشجع على العودة إلى تقاليد الأكل الصحي والتوازن الغذائي، وتم إدخال برامج للتثقيف الغذائي في المدارس. وفي عام 2024، أعلنت الصين عن حملة مدتها ثلاث سنوات لإدارة وزن السكان وتحسين العادات الغذائية، تضمنت الدعوة إلى إنشاء مطاعم ومقاصف صحية تقلل بيع الأطعمة عالية الملح والسكر والدهون خاصة في الجامعات والمدارس (China launches 3-year campaign on public weight management). كما شددت على ضرورة توفير ساعة على الأقل من النشاط البدني اليومي للطلاب ضمن الجدول المدرسي (China launches 3-year campaign on public weight management). وتسعى السلطات الصحية هناك إلى إشراك مختلف الجهات من وزارات وإعلام وشركات غذائية لتحقيق تغيير جماعي ملموس. حتى أن بعض المدن الصينية بدأت بتجربة وضع ضريبة على المشروبات السكرية للحد من استهلاكها، على غرار دول غربية، وإن كانت هذه الخطوة لا تزال في بداياتها.

وأمام كل هذه الجهود، لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه المجتمعات المدنية والمنظمات غير الحكومية في شرق آسيا. فمثلاً، تقوم منظمات مدنية في هونغ كونغ وتايpei بتنظيم ورش طبخ للأمهات لتعليمهن طرقًا صحية وسهلة لإعداد وجبات محلية سريعة بدل الاعتماد على الوجبات الجاهزة. وفي اليابان، تُقام سنويًا حملة "أسبوع الأكل الياباني التقليدي" برعاية وزارة الصحة، للتشجيع على تناول الأطباق المنزلية والتذكير بفوائدها الصحية بالمقارنة مع الوجبات السريعة. مثل هذه المبادرات تحاول خلق تيار مضاد لجاذبية الفاست فود، عبر إحياء الفخر بالمطبخ المحلي وتوفير بدائل مريحة وصحية بنفس الوقت.

بشكل عام، تظهر ردود الفعل المحلية في شرق آسيا وعيًا متزايدًا وإدراكًا جماعيًا بضرورة لجم التأثيرات السلبية لعولمة الوجبات السريعة. فبعد فترة من الانتشار السريع دون ضوابط، بدأت مرحلة المراجعة وإعادة التوازن، والتي قد تساهم على المدى الطويل في صياغة نموذج غذائي يجمع بين مزايا الحداثة وإرث التقاليد الصحية.

خاتمة: صورة شاملة ومتوازنة

لقد شكّلت الوجبات السريعة الأمريكية في شرق آسيا ظاهرة مركبة الأوجه – فهي من جهة رمز للعولمة والتحديث وجزء من الحياة العصرية التي توفر الراحة والسرعة، لكنها من جهة أخرى جاءت بتبعات صحية وثقافية تحتاج إلى معالجة. في هذا التحقيق استعرضنا انتشار هذه الثقافة الغذائية وكيفية تغلغلها في عادات الشرق الآسيويين اليومية، ورصدنا التأثيرات العميقة على النظم الغذائية والصحة العامة، مدعومة بالقصص والإحصاءات. ورأينا أيضًا كيف أن مجتمعات شرق آسيا لم تقف مكتوفة الأيدي، بل بدأت تتفطن للمخاطر وتبحث عن حلول عبر التوعية والتشريع وإحياء التقاليد.

في نهاية المطاف، تبدو الصورة متوازنة في طرحها للتحدي: فثقافة الوجبات السريعة جاءت لتبقى كجزء من المشهد الغذائي العالمي، والمطلوب هو التعايش معها بحذر. فكما أن شرق آسيا تبنّت البرغر والدجاج المقلي، فهي قادرة أيضًا ��لى تطويع هذه الثقافة بشكل يناسبها – سواء عبر إدخال تحسينات صحية على وصفات الأطعمة السريعة، أو مزجها بعناصر من المطبخ المحلي لجعلها أقل ضررًا وأكثر توازنًا. وفي الوقت نفسه، يبقى الوعي الفردي والجماعي هو صمام الأمان الأهم؛ فمعرفة المستهلك بآثار ما يتناوله، وحرصه على التنويع والاعتدال، كفيلة بأن تخفف من حدة أي ضرر.

إن تجربة شرق آسيا مع الوجبات السريعة الأمريكية تقدم درسًا لبقية العالم النامي: فالتحديث والعولمة قد يبدوان براّقين في ظاهرهما، لكن تكلفة التغريب الثقافي قد تكون مرتفعة إذا لم تُدار بحكمة. وربما يكون الطريق الأمثل للمضي قدمًا هو ذاك الطريق الوسط الذي يجمع بين الأخذ بمزايا الثقافة العالمية والحفاظ على جذور الهوية الغذائية والصحية محليًا. بهذا فقط يمكن رسم مستقبل غذائي صحي ومستدام للأجيال القادمة، في شرق آسيا وخارجها.

المصادر:

(They're Lovin' It: How China and Japan Turned American Fast-Food into Global Phenomena.docx) Columbia Journal of Asia – “Kentucky Fried Chicken arrived in Japan in the 1970s. McDonald’s launched in China in the late 1980s...”

( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ) Circulation (PMC) – “...the number of McDonald’s outlets grew from 1 in 1990 to 1,000 in 2006 [in China]...”

( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ) Circulation (PMC) – “...Yum! Brands... operates... with over 4,650 fast food outlets in China.”

(China Has The Second-Most McDonald's Locations In The World) Chowhound (2025) – “...according to a 2023 McDonald's report, Mainland China has 5,903 restaurants. Japan is next with 2,982 locations...”

(McDonald's charts ambitious roadmap in China by 2028) China Daily (2023) – “McDonald's operates 5,903 stores in China... Rival KFC operates 10,296 stores in the country.”

(Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist) Yale Globalist – “With the one-child policy... fast-food chains redesigned their marketing strategies to target parents, and the youth became their priority... KFC... introduced playground areas and birthday celebrations.”

(Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist) (Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist) Yale Globalist – Discussion of “glocalization” and adaptation of American fast-food to local cultures.

(Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank) Food Tank (2013) – “They’re constantly packed with young people” (observation on fast food restaurants in China).

(Globalization of American Fast-Food Chains: the Pinnacle of Effective Management and Adaptability – The Yale Globalist) Yale Globalist – “Local customers lost part of their identity... Chopsticks were no longer the primary eating tool, snacks took over proper meals, and leaving right after eating became the norm.”

(Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.) Lifegate (Taiwan law) – “...Taiwan... 27% of the students being overweight. ... children saw an average of over 8,000 junk food ads yearly...”

(Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank) Food Tank – “American fast food... high in saturated fat, simple carbs, sugar... in contrast, a traditional rural Chinese diet features plant-based protein, low cholesterol...”

(Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank) Food Tank – “...a 2012 study... found Chinese men and women who consume Western fast food >2x/week were at higher risk for diabetes and CVD.”

( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ) ( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ) Circulation (PMC) – Global diabetes stats, with Asia (esp. China) accounting for large share and projections.

(Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop) AllKpop (2025) – “...childhood obesity nearly doubled from 9.7% in 2012 to 19.3% in 2021 in South Korea...”

(Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop) AllKpop – “In 2022, obesity rates among boys and girls in South Korea were 43.0% and 24.6%, surpassing Taiwan (boys 31.0%, girls 20.5%), China (24.9%, 19.9%), Japan (19.0%, 13.6%).”

(Obesity rates in younger generations are skyrocketing in South Korea | allkpop) AllKpop – “Reports... highlight childhood and adolescent obesity in South Korea due to Westernized eating habits and lack of physical activity...”

( Exporting Diabetes to Asia: The Impact of Western-Style Fast Food - PMC ) Circulation (PMC) – “Chinese Singaporeans who ate Western fast foods >2x a week had a 27% increased risk of type 2 diabetes and 56% increased risk of dying from CHD...”

(Dump the junk | UNICEF East Asia and Pacific) (Dump the junk | UNICEF East Asia and Pacific) UNICEF EAP (2021) – “...obesity-promoting environments... increase in sales of unhealthy food... rise in unhealthy diets linked to obesity, physical and mental health problems, and higher risk of death.”

(Western Fast Food Chains Flourish in China, Rates of Obesity and Diabetes Skyrocket – Food Tank) Food Tank – “...Chinese men and women who consume Western fast food >2x/week... higher risk for diabetes and CVD... According to Dr. Tsung Cheng... 'fast food and physical inactivity' are the two most important factors fueling childhood obesity in China.”

(Junk Food to Be Kept Off School Grounds - The Korea Times) Korea Times (2008) – “Sale of junk food in the vicinity of schools will be banned... from March 2009. ... junk food sales within 200 meters of schools (“Green Food Zones”) will be prohibited.”

(Junk Food to Be Kept Off School Grounds - The Korea Times) Korea Times – “...Food such as hamburgers and pizza will be allowed to be sold when they meet new calorie and nutrition requirements set by KFDA. Any food makers defying regulations will face punishment.”

(Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.) Lifegate – “Beginning on 1st January 2016... from 5 to 9 p.m. no more spots advertising junk food, snacks rich in fats and sugars, sweet drinks or sodas... and food products attracting kids with free toys are aired on children’s TV channels.”

(Children are guarded from junk food. This happens in Taiwan.) Lifegate – “The country’s new anti-obesity regulations ban commercials advertising junk food and prohibit unhealthy meals aimed at children from offering free toys.”

(China launches 3-year campaign on public weight management) China Gov (Xinhua, 2024) – “...promoted with the sale of high-salt, high-sugar, and high-fat foods being avoided on campuses... ensure at least one hour of physical activity in school and after school.”

(Singapore to ban sugary drink ads in fight against diabetes - Reuters) Reuters (2019) via FoodNavigator – “Singapore will ban advertisements of certain fizzy drinks and juices... measures to curb consumption of sugar.”

(China Has The Second-Most McDonald's Locations In The World) Chowhound – “...The first McDonald's in [China] opened in Shenzhen, ... was hugely popular, reportedly setting a global profit record in just one day.”

0 notes