#هذا ما جناه أبي علي
Explore tagged Tumblr posts
Text
إنَّنا جيلُ التِّسعينِ، المَحكُومِ بالوَهنِ والعَاطفةِ
كما تَردَّدت مِرارًا على مسامِعُنا ... آبَائنَا هذا ما جَنيْتُم علينا!
جيلٌ يُسدِّدُ رِهانِ جيلِ آباءه، يُصَحِّحونَ عثَراتِهم الَّتي لا تُغتَفَر، أكبَاشُ فِدَاءٍ نُحِرتْ مُقابِلَ قَرارتِهم المُتسَرِّعةِ، ضَحايا تطفُّلاتِ العُرْفِ، أولئكَ جيلُ الأوَّلينَ، المَدفوعينَ بعنتَريَّاتِ الأسْيَادِ، المُتأرجحينَ بينَ اليسَارِ الأحمرِ واليَمينِ الأزْرَقِ، ظنَّوا في زِمَانِهم أنَّهم على مشَارِفَ الصيغةِ النهائيَّةِ للوجودِ، ظنَّوا أنَّهم تجلَّوا للمكانةِ الألوُهيَّةِ، ولمْ يُلقوا بالاً بالغدِ، وما أكْتَرثوا بجَوهرِ الحياةِ، وعليها توقَّفت عجلةُ الزمنِ لديهم بإسمِ الكِبْرياءِ، وليسَ بوسِعهمِ تقبُّلِ أزمانٍ سِوى الزمنِ الغابِر.
لم يكن ثمَّةُ وعيٍّ في زمنِ أبي، لأنَّ الواعيَ يُشْنَق، والعاقِلَ يُعزلُ مؤبَّدٍ وراءَ القُضْبَانِ، الكُلُّ كان يَتبعُ الآخرَ، دونَ أنْ يَعيَ عواقِبَ الغَدِ، وخشيَةً من الخروجِ عنِ المَألوفِ تجنُّبًا للهَرطَقةِ، ولستُ ألومَهم، بل ألومَ الذي صاغَ وعودًا لمْ تُنفَذ، وغدٍ ضبابيٌّ غير واضح، وأدَّى لخلقِ مجتمعٍ لا يَعيَ الغد، حاولَ أبي الرحيلَ في زهرةِ شبَابِه إلى بُقعةٍ أخرى لأجلِ الغدِ، ولكن القيدَ كانَ أسمَكُ مِمَّا يتخيَّل.
آبَاؤنَا، القُدمَاء المُوَقَّرينَ؛ تَعلمونَ لمَا جيلُ التِسعينِ مُصابينَ بالوهنِ؟ لأنَّ سلسلةِ الرَّغباتِ كُبِتَتْ قسْرًا هذهِ إنْ لمْ تَكُن كُلُّها، لأنَّ وُطأةِ الرَّأسماليِّةِ تَسْحَقُ ذواتِهم، وتُسْلبُ آدَميتِهم، لا أذْكُرُ أنَّ الرأسماليّة في أزمِنَتكم كانت بمثلِ هذهِ الوَحشيَّةِ لأنَّها كانتْ في مرحلة النُّشوءِ، لأنَّ حَيواتَهُم سُلِبت مُبكرًا، إمَّا مِنْ قِبلكم أو منْ قِبل المُجتمعِ نكايةً عنْ قسوةِ زمانِكم، إمَّا أنَّهم عُوقِبوا نيابةً عنْ أسيَادِكم، أمَّا ما تبقَّى منها، فإنَّهم يَقضونَها سدادًا لفَواتِيركُم، خطَاياكُم، عثَراتِكم. تعايشَوا مع العواقِبَ بدلاً مِنكُم، دَفعوا ثَمَنَ زهرةِ شَبابِهم في الخَوضِ مع تَبَعاتِ الماضي.
أُصيبُوا بالوَهنِ لأنَّ إرادتهم مَسْلوبة، مَغلوبونَ على أمْرِهم، تبدَّدتْ آمالهُم، ومُزِّقتْ أحلامَهم، أدْرَكوا ذلكَ بفضلِ إنارةِ بصيرَتِهم، وتحقيقُ الوعيَ، والإدراكَ بجَوهرِ الحياةِ، أصبحوا عاطِفيينَ بعد الإدْرَاكِ بعمقِ قعرِ الزنزانة الوجوديِّةِ، بعدَ أن شَهِدوا الإزدهارَ ولم يَقدروا على مُواكبَتها، وأدْركوا أنَّ ذلك الإزدهارَ أضيَقِ من كَهفِ أفلاطون، ظلالٌ لا بديهية، لأنَّ ما تبقِّى من حيَواتِهم مَرهونةٌ في سجنِ المَاضي، ولمْ يَعرفوا ماهيَةِ الغدِ بعد. لقدْ أبصَرتُم الغدِ وتَغاضيتُم، أمَّا جيلُنا فالرُّؤيَّة لازلتْ ضبَابيَّةً، مع ذلك يَسعونَ إليهِ ولو حبُوًا.
أيُّها الأقدمينَ: أبناءُ جيلي جيلٌ مُناضِل، كمَا كُنتم، والنِضَال لا يُعْرفُ بمفهومٍ أحادي، جيلٌ مناضِلٌ بالوعي، مناضِلٌ بالتِّفكُرِ، مناضِلٌ بالرِّفضِ والرأيِّ، مناضلٌ بالإستقلاليِّةِ، مُناضِلٌ لترميمِ آمالِهم، مُناضِلٌ للتقبُّلِ والمُواجهة، مُناضلٌ للتأقلمِ مع بيئةٍ غير مُؤهلة، مناضلٌ لإنهاءِ سدادِ فواتيرِكُم، مُنَاضِلٌ لعدمِ تكرارِ خطيئةِ الماضي.
أخيرًا، لا عتَب على المَنحوتَةِ إنْ تَآفلت، أو ساءَت هيئتها بَلْ على النَّاحِتِ فيما كانَ يُفكِّرُ قبْلَ نَحتِها، وأقولُ بالختامِ دائمًا: الإستثنائيات وارِدَة.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٢٢ نوفِمبر، خريفِ ٢٠٢٣
#مذكرات_فيتزجيرالد#كتاباتي#مذكراتي#هذا ما جناه أبي علي#أدبيات#فصحويات#أدب#فصحى#كتابات أدبية#نص أدبي#نصوص أدبية#كتابات حرة#وعي#علم النفس#جيل المستقبل#جيل#الوجودية#الحاضر#خاطرة#خواطر#محاولة كتابة#نصوص ادبية#حرية#نضال#كفاح#خريف#نوفمبر#مذكرات#يوميات#بعثرة كلمات
36 notes
·
View notes
Text
٤ فبراير
"هذا ما جناه علي أبي، ولم أجنه على أحد"
شيء كل ماكبرت استوعبه، اني مابي أصير أم
امي كرهتني بالفكرة كثير، لما أشوف حجم اخفاقها، ولما أشوف تقصيرها و كيف ماهي قد المسؤولية اطلاقا، مع إنها وكيلة، سخرية كبيرة و اضحوكة بعمرها كامل
ولا كأن لها دور، أمي كانت ولا زالت أضعف انسان عرفته، كلمتها مالها معنى مطلقًا، و عايشة حياتها على أثبات العكس، لو إن الناس يدرون و على إطلاع، كان قومت الدنيا وقعدتها، لأن أمي يهمها نظرتهم أكثر من أي شيء ثاني، مازلت اتذكر لما كانت تسولف إنها بتشري جوال بـ٩ الاف بطفولتي، كان زي جوالات البورش حقات البلاكبيري ذوليك، أمي ماكانت مراهقة وقتها يعني عمرها منتصف الثلاثينات، ولكن ودها لو إن الناس يدرون إنها شاريته وإنها قبل كل شيء " تقدر " تشريه، أمي على كثر ماتقول لي إن الناس ماراح يفيدونك وإن أهلك هم أساس قبل كل شيء، أشوفها عايشة خلاف قولها كثير، قبل كنت أفكر إنه هي كانت عايشة كذا خاصة لما أتذكر سالفة الجوال ذي، لكن القاها للآن عايشة كذا، كيف تلاحق تقليد الماركة، وكيف إنه من وجهة نظرها " أفضل" وإن الماركة ماله داعي تحطين فلوسك فيها، أمي مهب مثل منول تقدر تحط ٩٠٠٠ بالراحة على شيء تستعرض به، الحين هدت حيلها الديون، تحسبون على شيء سنع؟ على أرض؟ على أجار؟ على سيارات؟ لا لا، ماخذه قرض عشان تسافر بس. و السالفة ذي قبل سنوات تقريبا، و إلى الآن تسدد فيه. و ياليتها عاد كانت سفرة الاستثنائية.
تدرون وش تقول لي تقول لا تزعجين راسي خلاص
أزعج راسه تقول
ياشيخ الله يلعن كل قدر وكل كتاب انكتب فيه إن ذولا أمي و أبوي، شلون خلون أتحسف على شيء مهب بيدي؟ مهب قراري؟ شلون جالسة الحين ندمانه على شيء أنا ما اخترته؟
بعذري يوم إني كبرت مابي الزواج ولا أبي الأمومة، كرهوني فيها قبل ما أعرف معناها أصلا.
يوم إن الدنيا خلاف الحين، حتى وقتها ما كانت جنبي، وش كنت متوقعه أنا؟ اللي يشد به الظهر يرجع خايب، و دائمًا خايب، وكل من عاشرك و جاورك خايب خايب خايب.
تصدقين؟ حتى ماودي أهوش، لأن طاب خاطري منك خلاص، شلون حتى، ما أقول بعتيني، - لأن راح يتطلب مجهود منك تجاهي، وهذا شيء واضح إنك عاجزة عنه - بل كيف مو قادرة تفرقين بيننا، مادام للجنة ٨ أبواب جعلي ما أدخلها من بابك، ولو إن مالي إلا هالباب اختار إني أتلوى بنار جهنم على إني أدخل منه.
سبحان اللي خلاك أول خيبة و أكبر خيبة، سبحان اللي عطاك القدرة إنك تخيبين ظني دايم، اعجازية انتي في هذه الصفة، مذهلة!
7 notes
·
View notes