الدعاء هو العبادة
الدعاء من أعظم العبادات التي يتجلَّى فيها الإخلاص والخشوع, وهو المقياس الحقيقي للتوحيد, ففي كلامٍ لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: "إذا أردت أن تعرف صدق توحيدك فانظر في دعائك".
و الدعاء سببٌ عظيم للفوز بالخيرات والبركات، وسببٌ لدفع المكروهات والشرورِ والكربات، وهو استعانة من عاجزٍ ضعيف بقويٍ قادر، واستغاثة من ملهوف بربٍ مُغيث ، وتوجه إلى مصرِّفِ الكون ومدبِّر الأمر، لِيُزيلَ عِلَّة، أو يَرْفَعَ مِحْنَة، أو يَكْشِفُ كُرْبَة، أو يُحَقِّقُ رجاءً أو رَغْبَة.
عن النُّعمان بن بَشِير رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: ((إن الدعاء هو العبادة))، ثم قرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60] (رواه أحمد).
و على المؤمن أن يدعو دعاء عبدٍ فقير إلى ما عند ربه تعالى … محتاجاً إلى فضله وإحسانه … مقراً بذنوبه … خاضعاً خضُوع المقصَّرين … يرى انه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، قال ابن القيم رحمه الله: " إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه" ،وقال ابن عطاء " تحقق بأوصافك يمُدَّك بأوصافه ، تحقَّق بذُلك يمُدُّك بعزِّه ، تحقَّق بعجزِك يمدُّك بقدرته ، تحقَّق بضعفك يمدُّك بقوته ".
و على المؤمن أن يتحرى لدعائه الأوقات الشريفة وتخيّر وقت الطلب : كعشيَّة عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، وخاصَّة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة ،وعند سماع صوت الديك ،وعند التحام الصفوف في القتال ، وعند نزول الغيث، و دبر الصلوات المكتوبة، و عند السجود...
شروط الدعاء
شروط الدعاء كثيرة ، أهمها :
1- ألا يدعوَ الداعي إلا الله عز وجل ، قال الرسول ﷺ لابن عباس : " إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " ( رواه الترمذي- 2516، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
2- أن يتوسل إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروع .
3- أن يتجنب الاستعجال، فإنه من آفات الدعاء التي تمنع قبول الدعاء وفي الحديث: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي" ( رواه البخاري-6340، ومسلم- 2735).
4- أن لا يكون الدعاء فيه إثم ولا قطيعة رحم كما في الحديث السابق : "يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "
5- حسن الظن بالله قال الرسول ﷺ : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي " ( رواه البخاري-7405، ومسلم- 4675) وفي حديث أبي هريرة : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " ( رواه الترمذي , وحسنه الألباني في صحيح الجامع- 245).
6- حضور القلب فيكون الداعي حاضر القلب مستشعراً عظمة من يدعوه ، قال الرسول ﷺ : " واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب لاهٍ " ( رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع).
7- إطابة المأكل ، قال سبحانه وتعالى : ( إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) ، وقد استبعد النبي ﷺ الاستجابة لمن أكل وشرب ولبس الحرام ففي الحديث : "ذكر الرسول ﷺ الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذيَ بالحرام فأني يستجاب لذلك " (رواه مسلم).
8- تجنب الاعتداء في الدعاء فإنه سبحانه وتعالى لا يحب الاعتداء في الدعاء قال سبحانه :" ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) [الأعراف- 55].
9- ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب مثل فريضة حاضرة أو يترك القيام بحق والد بحجة الدعاء. ولعل في قصة جريج العابد ما يشير إلى ذلك لما ترك إجابة نداء أمه وأقبل على صلاته فدعت عليه فابتلاه الله.
آداب الدعاء
على الداعي أن يبدأ بحمد الله، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ”كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد“ (أخرجه الطبراني في الأوسط 4/448).
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى أن للصلاة على النبي ﷺ عند الدعاء ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يصلي عليه ﷺ قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى.
المرتبة الثانية: أن يصلي عليه ﷺ في أول الدعاء، وفي أوسطه، وفي آخره.
المرتبة الثالثة: أن يصلي عليه ﷺ في أوله، وآخره، ويجعل حاجته متوسطة بينهما (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام صلى الله ع��يه و سلم ص375).
و من أحب أن يستجيب الله له عند الشدائد، فليكثر الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية:
لأن من شيمة المؤمن أن يلجأ إلى الله تعالى ويكون دائم الصلة به، ويلتجئ إليه قبل الاضطرار. قال الله تعالى في يونس ﷺ حينما دعاه فأنجاه واستجاب له: { فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات: 143-144].
و لا يجوز للداعي أن يدعو على أهله، وماله، أو ولده، أو نفسه:
عن جابر رضي الله عنه في الرجل الذي لعن بعيره، فقال رسول الله ﷺ : ”من هذا اللاعن بعيره“؟ قال: أنا يا رسول الله! قال: ”انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم“ (أخرجه مسلم 4/2304).
خفض الصوت في الدعاء بين المخافتة والجهر:
قال الله تعالى: { ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } [الأعراف- 55].
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي ﷺ : ”أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم [لا تدعون] أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم“ (رواه البخاري و مسلم).
التضرع إلى الله في دعائه:
فالضراعة: الذل والخضوع والابتهال.
قال الله تعالى: {فأخذناهم بالبأسآء والضرآء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جآءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون} [الأنعام: 42-43]. وقال سبحانه: {وقل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين } [الأنعام- 63].
الإلحاح على الله في دعائه:
الإلحاح: الإقبال على الشيء ولزوم المواظبة عليه، فالعبد يكثر من الدعاء، ويكرره، ويلح على الله بتكرير ربوبيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته، وذلك من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، كما ذكر صلى الله عليه وسلم: ”الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب“. (رواه مسلم). وهذا يدل على الإلحاح في الدعاء، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ”يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي“ (رواه البخاري و مسلم).
التوسل إلى الله تعالى بأنواع التوسل المشروعة:
والوسيلة لغة: القربة، والطاعة، و التوسل إلى الله تعالى هو التقرب إليه بعمل صالح. قال الله تعالى: { وابتغوا إليه الوسيلة } [المائدة-35]، وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم، والعبادة، وتحري مكارم الشريعة.
و التوسل في الدعاء يكون باسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته، ولهذا قال الله تعالى: { ولله الأسمآء الحسنى فادعوه بها } [الأعراف- 180]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله ﷺ جالسا ورجل يصلي ثم دعا ”اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم“. فقال النبي ﷺ : ”لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى“ (رواه أبو داود بلفظه، وابن ماجه، والترمذي، وأحمد والنسائي، وصححه ابن حبان والحاكم، و وافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح النسائي 1/279).
و التوسل إلى الله تعالى يكون أيضا بعمل صالح قام به الداعي، كأن يقول المسلم: اللهم إني أسألك بمحبتي لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإيماني به أن تفرج عني، ومن ذلك أن يذكر الداعي عملا صالحا ذا بال، يتوسل به إلى الله في دعائه، ليكون أرجى لقبوله وإجابته.
ويدل على مشروعية ذلك قوله تعالى: { الذين يقولون ربنآ إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار } [آل عمران- 16].
وقوله تعالى: { ربنآ آمنا بمآ أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين } [آل عمران- 53].
التوسل إلى الله تعالى كذاك يكون بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر: كأن يقع المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى، فيحب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله تعالى، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح، والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة فيطلب منه أن يدعو له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه. ومن ذلك سؤال أبي هريرة رضي الله عنه للنبي ﷺ أن يدعو لأمه بالهداية إلى الإسلام، فدعا له ﷺ فهداها الله تعالى ،(رواه مسلم).
أما التوسل إلى الله سبحانه بذوات الصالحين وجاههم أحياءً أو أمواتاً، فهذا كله بدعة ووسيلة من وسائل الشرك الأكبر؛ بل هذا من الغلط والجهل الذي تتابع عليه الجهال.
والله تعالى يقول: { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ، إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [فاطر:13- 14].
و سؤال الخلق فيه ثلاث مفاسد:
الأولى: مفسدة الافتقار إلى غير الله، وهذا نوع من الشرك.
الثانية: مفسدة إيذاء المخلوق، وهذا نوع من الظلم.
الثالثة: مفسدة ذل العبد لغير خالقه، وهذا ظلم للنفس.
الاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: سيد الاستغفار أن تقول: ”اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت“. قال: ”ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة (رواه البخاري و الترمذي).
عدم تكلف السجع في الدعاء:
عن ابن عباس قال: حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أبيت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك – يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب (رواه البخاري).
الدعاء ثلاثا:
في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ صلى عند البيت، وأبو جهل و أصحابه جلوس، فلما سجد الرسول قام بعضعهم فجاء بسلا جزور ( مشيمة الناقة وما يخرج معها من سوائل بعد الولادة) و وضعه على ظهر الرسول و هو ساجد، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض، ورسول الله ﷺ ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة و هي جويرية فطرحته عن ظهره ثم أقبلت عليهم تشتمهم، فلما قضى الرسول ﷺ صلاته رفع رأسه ثم قال: ”اللهم عليك بقريش“ ثلاث مرات. فشق عليهم إذ دعا عليهم...(أخرجه البخاري و مسلم).
استقبال القبلة:
عن عبد الله بن زيد قال: خرج ﷺ إلى هذا المصلى يستسقي فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه (أخرجه البخاري).
رفع الأيدي في الدعاء:
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: دعا النبي ﷺ ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه (أخرجه البخاري).
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال ﷺ : ”إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا“ (أبو داود والترمذي وغيرهما وقال ابن حجر سنده جيد، وصححه الألباني في صحيح الترمذي).
الوضوء قبل الدعاء إن تيسر:
و في حديث أبي موسى رضي الله عنه الذي يخبر فيه عن أبي عامر رضي الله عنه حين بعثه الرسول ﷺ بعد حنين في جيش إلى أوطاس، قتل بسهم بعد أن انتصر الجيش، وعاد أبو موسى إلى الرسول و أخبره بخبر أبي عامر وقال: أبو عامر قال: قل للرسولﷺ : استغفر لي، فدعا الرسول ﷺ بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه فقال: ”اللهم اغفر لعبيد أبي عامر“ ورأيت بياض إبطيه ثم قال: ”اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، أو من الناس“. فقلت: ولي يا رسول الله، فاستغفر، فقال: ”اللهم اغفر لعبد الله ابن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما" (أخرجه البخاري).
البكاء في الدعاء من خشية الله تعالى:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي ﷺ تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } [ابراهيم- 36]، وقول عيسى: { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } [المائدة،- 118]، فرفع يديه وقال: ”اللهم أمتي أمتي وبكى“ فقال الله عز وجل: ”يا جبريل اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله ﷺ بما قال. وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك“ (رواه مسلم).
عدم الاعتداء في الدعاء:
عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني: سل الله الجنة، وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ”سيكون في ��ذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء“ (أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود، وأخرجه أحمد).
التوبة ورد المظالم:
فالتمتع بالحرام و ظلم الناس من أسباب حرمان إجابة الدعاء. لذلك و جب على الداعي التوبة منهما.
عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله ﷺ: إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } [المؤمنون- 51]، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } [البقرة- 172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟! (رواه مسلم).
و جاء في الحديث القدسي، أن رسول الله ﷺ قال “قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدرَ، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه”،
دعاء الداعي لنفسه و لوالديه و للمؤمنين و المؤمنات:
قال الله تعالى: { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } [الإسراء- 24]. وقال تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام: { ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب } [إبراهيم- 41].
الدعاء المقيد بصفة الداعي
فالله سبحانه و تعالى يستجيب للمضطر إذا دعاه ،وللمظلوم و لو كان فاجراً أو كافراً،و لمن يدعو لأخيه بظهر الغيب وللوالدين على ولدهما و للرجل الصالح و للإمام العادل و للمسافر حتى يرجع وللمريض حتى يبرأ ،و للصائم حتى يفطر و للولد البار بوالديه و لمن بات طاهراً على ذكر الله و لمن دعا بدعوة ذى النون و للمستيقظ من النوم و للحاج والمعتمر وللغازى فى سبيل الله و للذاكر الله كثيراً و لمن أحبه الله ورضي عنه.
قال الله تعالى: { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح- 28].
وَعَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: ( دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ) [أخرجه مسلم].
طبيعة استجابة الدعاء
إذا تحلى الداعي بآداب الدعاء ، وقصد مواطنه وأوقاته الفاضلة ، وابتعد عن عصيان الله ، واحتاط لنفسه من الوقوع في الشبهات والريب ، وأحسن الظن بالله : فإنه جدير أن يستجاب له بإذن الله .
وهذا شأن كافة الأذكار والأدعية والتعويذات الشرعية : لا بد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع ، وإلا لما رُدّ دعاء أحد ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" كثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره ؛ لعدم توافر الشروط , وعدم انتفاء الموانع , ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد" (مجموع فتاوى ابن باز- 8 /61)
و قبول الله تعالى لدعوة من دعاه ، وإجابته لما طلب ، على أنواع : إما تعجل له دعوته بخصوصها ، أو أن يصرف عنه من السوء بمثلها ، أو يدَّخر ذلك له أجراً وثواباً يوم القيامة .
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى ﷺ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) . رواه أحمد ( 10749 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ( 1633 ) .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة " (التمهيد- 10 /297).
الدعاء و البلاء
الدعاء من أنفع الأدوية الشافية بإذن الله، وهو عدو البلاء، يمنع نزوله، ويرفعه إذا نزل أو يُخففه.
وللدعاء مع البلاء ثلاث حالات:
الأولى: أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه.
الثانية: أن يكون الدعاء أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء.
الثالثة: أن يتقاوم الدعاء والبلاء، ويمنع كل واحد منهما صاحبه.
الدعاء و الأسباب
الناس في تحصيل مرادهم بالأسباب والدعاء أربعة أقسام:
• منهم من فعل الأسباب المأمور بها، وسأل ربه سؤال من لم يُدْلِ بسبب أصلاً، بل سؤال يائس ليس له حيلة ولا وسيلة، فهذا أعلم الخلق، وأحزمهم، وأفضلهم.
• منهم من لم يفعل الأسباب، ولم يسأل ربه، فهذا أجهل الخلق وأمهنهم، وأعجزهم.
• منهم من فعل الأسباب، ولم يسأل ربه، فهذا وإن كان له حظ مما رتبه الله على الأسباب، لكنه منقوص لا يحصل له ما يريد إلا بجهد، فإذا حصل له فهو قليل البركة، سريع الزوال.
• منهم من نبذ الأسباب وراء ظهره، وأقبل على الطلب والدعاء، فهذا يُحمد إن كانت الأسباب محرمة، ويُذم إذا كانت الأسباب مأموراً بها كمن يطلب الولد من غير نكاح، فيترك النكاح، ويسأل ربه أن يرزقه الولد.
حالات الدعاء
الدعاء له ثلاث حالات تلازم العمل:
- تارة يكون قبل العمل طلباً للعون عليه، كما قال سبحانه في غزوة بدر: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ } [الأنفال- 9].
- وتارة يكون أثناء العمل طلباً للثبات عليه، والاستمرار فيه، والعون عليه، وإخلاصه وقبوله كما قال سبحانه: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:127- 128].
- وتارة يكون بعد العمل، ثناءً على الله، واستغفاراً لما حصل من تقصير كما قال سبحانه: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا،فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:1- 3].
لماذا لا يستجاب الدعاء؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : ( والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ) [الداء والدواء ص35].
فيتبين من ذلك أن هناك أحوالا و آدابا و أحكاما يجب توفرها في الدعاء و في الداعي ، و أن هناك موانع و حواجب تحجب وصول الدعاء و استجابته يجب انتفاؤها عن الداعي و عن الدعاء ، فمتى تحقق ذلك تحققت الإجابة .
ومن أهم موانع الدعاء:
المانع الأول: التوسع في الحرام أكلا، وشربا، ولبسا، وتغذية: قال الله تعالى: { يآ أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } [المؤمنون- 51].
ولهذا كان الصحابة والصالحون يحرصون أشد الحرص على أن يأكلوا من الحلال ويبتعدوا عن الحرام.
المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء: من الموانع التي تمنع إجابة الدعاء أن يستعجل الإنسان المسلم ويترك الدعاء، لتأخر الإجابة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي“(رواه البخاري و مسلم).
المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات: قد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية مانعا من الإجابة، ولهذا قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالمعاصي. ولا شك أن الغفلة والوقوع في الشهوات المحرمة من أسباب الحرمان من الخيرات. وقد قال تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذآ أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } [سورة الرعد- 11].
المانع الرابع: ترك الواجبات التي أوجبها الله: كما أن فعل الطاعات يكون سببا لاستجابة الدعاء فكذلك ترك الواجبات يكون مانعا من موانع استجابة الدعاء، فعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم“ (الترمذي و البغوي و أحمد).
المانع الخامس: الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : ( لا يَزَالُ يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) [صحيح مسلم].
المانع السادس: الحكمة الربانية:فالله سبحانه و تعالى يعطي الداعي أفضل مما سأل:
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ”ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها“. قالوا: إذا نكثر. قال: ”الله أكثر“. فقد يظن الإنسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأل أو صرف عنه من المصائب والأمراض أفضل مما سأل أو أخره له إلى يوم القيامة (مجموع فتاوى ابن باز 1/258-268 جمع الطيار).
المانع السابع: عدم الإخلاص في الدعاء.
فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: "قال رسول ﷺ : ( الدُّعَاءُ هو العِبَادة ) [سنن أبي داوود]. وقد قال الله تعالى مبينًا وجوب إخلاص العبادة له: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة- 5].
المانع الثامن: غفلة القلب حال الدعاء.
يتوجب على الداعي أن يكون حاضر القلب حال الدعاء، مُقْبِلاً على ربه عند مناجاته في خشوع وسكينة، موقنًا بالإجابة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَّبِي ﷺ : ( ادْعُوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه ) [سنن الترمذي و حسنه الالباني].
سئل إبراهيم بن أدهم - رحمه الله عن قوله تعالى: (أدعوني أستجب لكم). فقالوا فإنا ندعوه فلم يستجب لنا.
فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء:
1. عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.
2. وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.
3. وادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه.
4. وادعيتم حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركتم أثره وسنته.
5. وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها.
6. وادعيتم خوف النار ولم تنهوا عن الذنوب.
7. وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له.
8. واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم.
9. وتأكلون رزق الله ولا تشكرونه.
10. وتدفنون موتاكم ولا تعتبرون.
58 notes
·
View notes
جددوا إيمانكم.....واملئوا قلوبكم وبيوتكم بالتهليل ،والتكبير
فالعرض كبير ....السلعة فاخرة ..والثمن في متناول الجميع
وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين
وهلت ايام التهليل ... والتكبير ...والتحميد .... فاغتنموها....
ولأن الانسان بحاجة الى خالقه ،الذي خلقه ، ولأن هناك ضعف يعتريه في جسده، وروحه، ونفسه ،كلما ضعف إيمانه، لأن الشيطان، ونفسه الأمارة، بالسوء يقفان له بالمرصاد.... اختص الله لنفسه اياما.....وأماكن مباركات، يجدد بها المسلم ايمانه ، ويتخلص بها من همومه، ويتحرر بها من نفسه ، اختصها الله تعالى بفضله، وكرمه، وعطائه، ومنحه.. لا يدركها إلا سعيد ...ولا يحرم منها الا شقي...
فكانت العشر من ذي الحجة التي سبقت بفضلها باقي الايام ،
اختصها الله سبحانه وتعالى، بالتهليل، والتكبير، والتحميد، والقربات، فالعمل الصالح في هذه الايام، مضاعف فيه الأجر، والثواب ،فسارعوا الى مغفرة من ربكم ،وجنة عرضها السموات والارض ، وجاهدوا أنفسكم في الطاعة ،واستغلوا كل ساعة .... فالعمر يمضي ،وكل شيء يفوت ،فلا يبقى إلا ما قدم الانسان، لنفسه من خير ،او شر ، وما أحوجنا في زمن الفتن ، وفي هذا الزمن السريع الذي هو في سرعته أسرع من السرعة ، ان نستغل الوقت المقطوع، لكي نستثمره، و نصلح ما بيننا ،وبين خالقنا ، وما أحوج انفسنا الضعيفة التي يعتريها النقص ، والضعف، والإنهزام ....ما أحوجها إلى من يعيد تثبيتها بالطاعات ، وينير دربها بالقربات ،وما أحوجنا لنعيد ترتيب علاقتنا بالله رب العالمين، وما أحوجنا إلى تلك النفحات الربانية، التي لعلها تصيب قلوبنا، فلا نشقى بعدها ابدا
فالروح تبحث عن خالقها، وسط الزمان، والمكان، ووسط الايام ،والليالي، المباركات ، ووسط الطاعات، فأعينوها ، ولا تكونوا حملا عليها ، لكي تستقر عند رضا باريها...
(إنَّ لربِّكم في أيامِ دهرِكم نَفَحاتٍ ، فتَعَرَّضواله ، لعله أن يصيبَكم نَفْحَةٌ منها فلا تَشْقَوْنَ بعدها أبدًا)رواه الطبراني
وقد فتح الله بهذه الايام المباركات للمسلمين... أبواب المنافسة الحرة ، لكي يتنافس المتنافسون في الطاعات ، ويتسابق الفائزون بالقربات....
ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ
رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ، وفي حديث ابن عمر : (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد .
فاملئوا قلوبكم ،وبيوتكم بالتهليل ،والتكبير ، والتحميد ، فالقلوب تبدأ كما يصدأ الحديد اذا أصابه الماء ...كما جاء في الحديث ..... والبيوت تسكنها الشياطين ان تركت من غير ذكر الله
فقد كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.....
انها ايام تعدل بفضلها الجهاد، في المعركة ، لأن الاجر فيها مضاعف
وبها يصيب بها المسلم أركان الاسلام ، مجتمعة ،من توحيد بكثرة الذكر ،والتهليل، والتحميد ، ومن صلاة، وصيام ، وإصابة فضل زمان الحج، ان لم يحصله في المكان
و أما يوم عرفة فهذا خير الايام، وخير يوم طلعت عليه الشمس... يجتمع فيه الحجيج، والصائمون من غير الحجاج ، على طاعة الله ،يتبارزون في نداء الله، وفي توسل العفو، والغفران، واصلاح الاحوال ..... وتوعد الله تعالى لمن صائمه محتسبا تائبا ، مغفرة عامين... عام سابق، وعام لاحق ..
قال عليه افضل الصلاة والسلام : «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم
فالعرض كبير ....سلعة فاخرة ..بعرض غير مكلف
فهذا يوم البركات ،والعتق من النار....
ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو ، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم
اما عن دعاء يوم عرفة فقد ورد عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام انه قال (خيرُ الدُّعاءِ يومُ عرفةَ ، و خيرُ ما قلتُ أنا و النَّبيون من قبلي : لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، له الملكُ ، وله الحمدُ ، و هو على كلِّ شيءٍ قدير
و اليوم العاشر من هذه الايام ..وهو يوم العيد الاكبر تختم الاعمال بالقرابين ، والاضاحي يتقرب بها المسلم قربانا لله ،على ما انعم عليه من بهيمة الانعام .... يحي بها سنة الفداء ، فداء الله لاسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام ...بقربان عظيم.. فكانت الأضحية فرجا له من الكرب، وتخليصا له من الهم ، ونجاة له من الشر ....
إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)الصافات
فاستشعروا هذا المعاني عند اتيان الاضاحي، ليدفع الله بها عنكم شرور شياطين الانس، والجن ،لعام قادم بإذنه وحوله، وتذكروا عند ذبحها طلب النجاة من كورونا.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما عمل ابن آدم يوم النحر من عمل أحبّ إلى الله تعالى من إراقة الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفساً) رواه الترمذي ...وهي سنة مؤكدة لمن استطاعها
فالله غني عن لحمها ودمها .. ولكن يناله التقوى من المسلم بتعظيه شعائر الله ..
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) الحج
وللأضحية شروط معينة يجب أن تتحقق فيها.. أولها أن تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل والبقر والغنم، ولها سن معين ..وان تكون سليمة معافية وغير ذلك ...
وبما أنه يستحب أن يشهد المسلم ذبح أضحيته ،ومن نوى عنه، فإنه يستحب ذبحها داخل حدود المنازل، لتحل البركة وينهزم الشيطان مدحورا.. من مقته لتعظيم شعائر الله التي تزيده غيظا وقهرا...
ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32 ) الحج
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
17 notes
·
View notes
ماذا قال الرسول في يوم الترويه؟
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وأحد الأيام العشرة الفاضلة التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إذ قال: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها، كما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه" (يعني عشر
فضل يوم التروية لغير الحاج
«لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ». «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك
ماذا نقول في يوم التروية يوم 8 ذي الحجة؟
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك
ا يقال في يوم التروية لغير الحاج؟
1-في يوم التروية نسألك يا رب أن تروي قلوبنا فرحًا.. وأن تروي أرواحنا بالسكينة والطمأنينة. 3-اللهم في يوم التروية اروي ظمأنا يوم العطش الأكبر وارزقنا شربة من حوض نبيك لا نظمأ بعدها أبدا، وارزقنا رؤية وجهك الكريم. 4-اللهم أروي قبور كل من مات من آبائنا وامهاتنا وكل من له حق علينا يا أكرم من سئل وأجود من أعطى
اللهم في يوم التروية أسألك بكلّ اسمٍ هو لك، أسميت به نفسك، أو أخفيته في علم الغيب، اللهم وأسألك باسمك الأعظم الذي أخفيت، أن تروي قبور من فقدناهم في يوم التروية، وأن تتنزّل بالنّور عليهم آنس وحشتهم ويمّن كتابنا وكتابهم
السؤال:
لماذا سُمي أول أيام الحج ـ وهو الثامن من ذي الحجة ـ بيوم التروية؟
الجواب:
سُمي بهذا الاسم؛ لأن الحجاج كانوا يرتوون ويتزودون فيه بالماء لمنى؛ لأنها لم يكن فيها ماء، وإنما يُنقل إليها الماء، فكان الناس يرتوون الماء لمقامهم في منى، في ذلك اليوم وفي أيام التشريق التي تلي يوم في عرفة، فكانوا يأتون بالماء إلى هذه البقعة في هذا اليوم، لأنفسهم وبهائمهم، ولذلك سمي هذا اليوم بيوم التروية، هذا أشهر الأسباب وأوضحها.
وقيل: سُمي يوم التروية لأن آدم رأى حواء فيه.
وقيل: لأن الله تعالى أرى إبراهيم ذبح ولده فيه.
وقيل: لأن جبريل أرى إبراهيم -عليه السلام- مناسك الحج فيه.
فسمي هذا اليوم بهذا الاسم؛ لعدة أسباب ذكرها بعض أهل العلم، لكن أبرز وأشهر هذه الأسباب الأول.
واليوم ـ ولله الحمد ـ الأمور تسهَلت، والماء متوفر، ولا يحتاج الحجاج معه إلى نقل ماء إلى منى، ولا إلى غيرها من أماكن الحج، ومناسك الحج ومواقعه، فقد تيسرت الأمور بما يسَّر الله تعالى من خدمات، فنحمد الله تعالى، ونسأله أن يجزي القائمين على هذه البقاع، ورُعاتها وخُدامها، خيرًا على ما يقومون به، وعلى ما يقدمونه لحجاج بيته
ونوضح لكم دعاء يوم التروية لغير الحاج كالتالي:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني
وتتعدد الأسباب وراء تسمية يوم التروية بهذا الاسم، ووفقا لما أوضحت دار الإفتاء سمي الثامن من ذي الحجة بيوم التروية لأن الحجاج كانوا يتزودون بالماء قبل يوم التروية قديما، وذلك لأن تلك الأماكن لم تكن بها ماء فكانوا يتروون من الماء إليها
من أسماء يوم التروية؟
قديمًا، عندما يأتي الحجاج إلى مكة المكرمة، كانوا يتوجهون إلى صعيد عرفات في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة. وكان هناك تجمع يسمى “التروية” بسبب الزحام الشديد في هذا المكان والوقت. ومن هنا جاءت التسمية “يوم التروية” أو “يوم عرفة” لليوم الثامن من ذي الحجة
التروية؟
معنى "التروية" في اللغة تأتي من كلمة "روى" وهي إذهاب العطش، والشرب حتى الارتواء، ويُقال أن التروي: أن تحدث النفس بمسائل عظيمة، فما علاقة هذه المعاني بيوم التروية؟ كان الناس في يوم التروية يرتوون من الماء ويتزودون به من مكه ويحملونه إلى منى ليتجهزوا لمشاعر ومناسك الحج التالية
كم مدة يوم التروية؟
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وكذلك الثامن من عشر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم
اعمال ما بعد يوم التروية؟
وبعد الوقوف بعرفة تأتي مناسك الحج بالترتيب كالتالي:
المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة.
الهدي والتحلل.
طواف الإفاضة.
رمي الجمرات في أيام التشريق.
طواف الوداع وإتمام الحج. ...
الاغتسال ولبس ملابس الإحرام.
ينوى أداء المناسك، ويهل بالحج قائلا: «لبيك حجا
ما يقال في منى؟
اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي. اللهم إني أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى أن تفرج عنا ما نحن فيه وأن تقدر لنا الخير فيما نريده
4 notes
·
View notes