#حاجبين
Explore tagged Tumblr posts
Text
حاولت أن أحرّك الهواء المتيبّس
من حولي..
مددت يدي إلى اللاّشيء
حاصرت كذبا يتبعني
لسانا ثرثارا يقبع معي..
لا يتكلّم معي.
معها يربط خصلات
من خشية للوحدة..
ما هذا الصّمت الضّاحك؟
ذاك الذي ينبت بين حاجبين من تنبُّئٍ متناثر..
يهتم بنعومة بيضاء.
ثمّ أزور المكان مرّة أخرى
عالمًا بقدَميّ !..
محمد بن جماعة
27 notes
·
View notes
Text
أمراءة من النور
بعينيها تُربك أمم
سُبحان من رسمها
حاجبين شامخين
عينين إي جنتين
شفتين إي تفاحتين
بنهدين يُحرر كل أسير ويُغرم كل مسكين
بِـخصرها يُختصر الجمال
فخذين إي تين ورمان
ومابين الفخذين حقل من فاكهة إلهية ورحيق من أنهار الجنة
١٢/٨/٢٠٢٤
7 notes
·
View notes
Text
أمازونيك سيروم الحواجب
يُعدّ أمازونيك سيروم الحواجب من المنتجات الشائعة لنمو الحواجب وتكثيفها. يدّعي المُصنّع أنّه يحتوي على مكونات طبيعية فعّالة تُحفّز نموّ الشعر وتُحسّن مظهر الحواجب بشكل عام. في هذه المقالة، سنقوم بمراجعة أمازونيك سيروم الحواجب بشكلٍ شامل، من حيث مكوناته، وطريقة استخدامه، وفعاليته، والآثار الجانبية المحتملة، والسعر، وأين يمكن شراؤه.
مكونات أمازونيك سيروم الحواجب:
يتكون أمازونيك سيروم الحواجب من العديد من المكونات الطبيعية، تشمل:
الببتيدات: تُحفّز نموّ الشعر وتُحسّن كثافته.
البَيوتين: يُعزّز صحةّ الشعر ويمنع تساقطه.
الكافيين: يُحفّز الدورة الدموية في فروة الرأس، ممّا يُساعد على نموّ الشعر.
زيت الخروع: يُرطّب الشعر ويُغذّيه.
زيت الأرغان: يُغذي الشعر ويُحسّن مظهره.
فيتامين E: يُضادّ الأكسدة ويُحمي الشعر من التلف.
طريقة استخدام أمازونيك سيروم الحواجب:
يُستخدم أمازونيك سيروم الحواجب مرّة واحدة يوميًا، على حاجبين نظيفين وجافين. يتمّ تطبيق كمية صغيرة من السيروم على الحاجبين باستخدام فرشاة خاصة، مع تدليكها بلطف لتحفيز الدورة الدموية.
فعالية أمازونيك سيروم الحواجب:
تشير بعض الدراسات إلى أنّ أمازونيك سيروم الحواجب قد يكون فعّالًا في تحفيز نموّ الشعر وتكثيف الحواجب.
الآثار الجانبية المحتملة:
قد يُسبب أمازونيك سيروم الحواجب بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل:
احمرار الجلد: قد يحدث احمرار خفيف في منطقة تطبيق السيروم، لكنّه عادةً ما يزول من تلقاء نفسه بعد بضع دقائق.
الحكة: قد يشعر بعض الأشخاص بالحكة في منطقة تطبيق السيروم.
التهاب الجلد: في حالات نادرة، قد يُسبب السيروم التهابًا في الجلد.
السعر وأين يمكن شراؤه:
يتراوح سعر أمازونيك سيروم الحواجب بين 50 و 100 دولار أمريكي، حسب المتجر. يمكن شراؤه من متاجر مستحضرات التجميل الإلكترونية أو الفسيقية، أو من خلال موقع الشركة الرسمي
0 notes
Text
أمازونيك سيروم الحواجب
يُعدّ أمازونيك سيروم الحواجب من المنتجات الشائعة لنمو الحواجب وتكثيفها. يدّعي المُصنّع أنّه يحتوي على مكونات طبيعية فعّالة تُحفّز نموّ الشعر وتُحسّن مظهر الحواجب بشكل عام. في هذه المقالة، سنقوم بمراجعة أمازونيك سيروم الحواجب بشكلٍ شامل، من حيث مكوناته، وطريقة استخدامه، وفعاليته، والآثار الجانبية المحتملة، والسعر، وأين يمكن شراؤه.
مكونات أمازونيك سيروم الحواجب:
يتكون أمازونيك سيروم الحواجب من العديد من المكونات الطبيعية، تشمل:
الببتيدات: تُحفّز نموّ الشعر وتُحسّن كثافته.
البَيوتين: يُعزّز صحةّ الشعر ويمنع تساقطه.
الكافيين: يُحفّز الدورة الدموية في فروة الرأس، ممّا يُساعد على نموّ الشعر.
زيت الخروع: يُرطّب الشعر ويُغذّيه.
زيت الأرغان: يُغذي الشعر ويُحسّن مظهره.
فيتامين E: يُضادّ الأكسدة ويُحمي الشعر من التلف.
طريقة استخدام أمازونيك سيروم الحواجب:
يُستخدم أمازونيك سيروم الحواجب مرّة واحدة يوميًا، على حاجبين نظيفين وجافين. يتمّ تطبيق كمية صغيرة من السيروم على الحاجبين باستخدام فرشاة خاصة، مع تدليكها بلطف لتحفيز الدورة الدموية.
فعالية أمازونيك سيروم الحواجب:
تشير بعض الدراسات إلى أنّ أمازونيك سيروم الحواجب قد يكون فعّالًا في تحفيز نموّ الشعر وتكثيف الحواجب.
الآثار الجانبية المحتملة:
قد يُسبب أمازونيك سيروم الحواجب بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل:
احمرار الجلد: قد يحدث احمرار خفيف في منطقة تطبيق السيروم، لكنّه عادةً ما يزول من تلقاء نفسه بعد بضع دقائق.
الحكة: قد يشعر بعض الأشخاص بالحكة في منطقة تطبيق السيروم.
التهاب الجلد: في حالات نادرة، قد يُسبب السيروم التهابًا في الجلد.
السعر وأين يمكن شراؤه:
يتراوح سعر أمازونيك سيروم الحواجب بين 50 و 100 دولار أمريكي، حسب المتجر. يمكن شراؤه من متاجر مستحضرات التجميل الإلكترونية أو الفسيقية، أو من خلال موقع الشركة الرسمي.
0 notes
Text
بولحية
#حانة_الشعراء قصة مشتركة للكاتبين #عبد_الرحمان_الكياكي و #عبد_الجليل_لعميري
عبد الرحمان الكياكي وعبد الجليل لعميري اللوحة: الفنان الفنلندي هوجو سيمبيرج الوقت عصر، والجو خريفي في بلاد لا يعرف أهلها صلواتنا. نعش محمول على عربة يجرها بغل هرم وحودي طويل القامة نحيف البنيان له حاجبين معقوفين ولحية خفيفة أظن أنه تجاوز الخمسين، يقود البغل الذي يجر العربة أمام النعش (صندوق خشبي غير متقن الصناعة)، وبضعة رجال منهوكي الحركة، تسبقهم لحيهم، وملابسهم الرثة تظهر تواضعهم، يسيرون خلف…
View On WordPress
0 notes
Text
كل ما اجيب التفسير الإلكتروني بجاَمعة الملك سعود .. افاجى بأن الشاذات جنسيا حاجبين محتوى صفحاته
ليه كده ؟؟
0 notes
Text
أذكر في البداية, قديمًا عندما كان جشعي الذكوري يجعلني ابادر دائمًا في الكلام, لا يوجد هناك كائنًا في الحياة يمتلك من الأصرار واللطف أكثر من رجل يحاول استمالة امرأة, سيبدأ هو دائمًا بالحديث, وسيختار من المواضيع تلك التي تلفت انتباهها, وعندما تتكلم سيستمع دون أن يقاطعها لحظة واحدة.. هكذا كنت أنا.. في البداية لم أعرف شيئًا عنها ذات اهمية, أخبرتني إنها خجولة, وتمتلك ثلاثة اصدقاء, وتبكي سريعًا لأي سبب او حتى لدون سبب, تحب الطبخ لكنها تكره غسيل الأطباق فلذلك لا تطبخ من الأساس, حجرتها دائمًا في فوضى لكنها لا تحب ابدًا ان يقوم بتنظيفها احدًا غيرها, تعشق الموسيقى الأجنبية, كانت في السابق رياضية لكنها اعتزلت ممارسة الرياضة منذ سنة أو اقل من سنة (رغم أن جسدها لا يزل يحتفظ برشاقته) , هذا وبالإضافة إلى شيء ليست بحاجه إلى أن تقوله : أنها جميلة, فشعرها كثيف كتيار أسود, وعنقها رشيق كتمثال نفرتيتي,و خدّيها كحقول ورد, وعينيها واسعتين تعلوهما حاجبين مقوسين تشبه أسهم المغول وجسدها رشيق يبرز اشياءًا أخجل وصفها.. إنجذبت إل��ها منذ المرة الأولى التي تحدثنا بها معًا, حاولت أن اخبرها عن مشاعري, لكنني لا أعرف كيف يمكنني أن اقول لأحد شيئًا هكذا, "مرحبًا, أنتي جميلة وأنا معجب بك" تمنيت لو أن الأمر كان بهذه السهولة, لكن هذا لن ينتج سوى إنها ستسخر مني وسأكون بطل قصة مثالية للوقاحة ترويها عند اصدقائها كل أسبوع.. ناهيك عن أنه ليس لدي شيئًا واحدًا من مقومات الجذب لأي فتاة, فوجهي ليس جميل, وجسدي نحيل, ورصيدي في البنك لا يكفي لتذكرتي سينما وعشاء ادعوها به في ليلة خميس.. لكن رغم هذا لم ايأس, تحدثنا كثيرًا وغالبًا انا من يبدًا الكلام, ونتشارك جميع الأشياء التي تخطر على بالك : كتب وأفلام وانواع مختلفة من البن وغيرها, إلا الأغاني فكنا مختلفين في الأذواق كأختلاف الأبيض مع الأسود.. تلك الأشياء الروتينية العادية التي تحدث كل يوم, وبشكل مستمر, جعلتني أدرك أنني أحب هذه المرأة, أنا لم أعد منجذبًا فحسب, أنا عاشق, هذه العلاقة ستقودني إلى مكان ما, كتيار قوي جدًا ولا أستطيع مقاومته,و لا خيار لي في ذلك, قد يقودني إلى مكان لم اره من قبل, او قد ينتهي بي إلى جرح قاتل سأظل انزفه طيلة حياتي, او قد أخسر كل شيء في النهاية, لكن الوقت اصبح متأخرًا لأن اتراجع, لا يسعني إلى أن اسير مع التيار حتى وإن كان ذلك يعني أنني سأنتهي إلى الأبد! .. بعد سنوات هذا التيار قادني إلى عكس ما توقعت, قادني إلى علاقة أرغب ان احتفظ بها كل العمر, علاقة تجعلني لا أمانع أن اعمل في ثلاثة وظائف وأدخر كل اموالي ولا أكل سوى ما يجعل اعضاء جسمي تستطيع أن تستمر في عملها, لنتشارك الحياة سويًا, ونقيم حفلة زفاف,و أكوّن معها منزل, وننجب أطفال يرثون عينيها على الأقل. ثم نشيخ معًا.
1 note
·
View note
Text
عيّناك الخرزُ البنيّ كأنهما لؤلؤاً مطليّ
خدّيك رمانٌ شاميّ، وشاماتٌ تجمّلهما
عيّناك، والرمشُ المعانق لهما، عِناقُ بحرٍ برمال الشاطئ
ضحكتك، وخطوط الضحكة لا خطوط في الأرضِ أجمل منهما
عيّناك من جديد! ، فوقهما حاجبين لا قوس مثلهُما ذا شعرٍ كثيف
15 notes
·
View notes
Text
4 April 2022 - Mon
بدأت أشم ريحة الصيف في الجو. في أول الشتا اللي بيخلص ده جنّة عادل كتبت انها بتحب تسلم على اول نسمة شتا تهب عليها من شباكها، تفصيلة جميلة لسه عالقة في ذاكرتي. امبارح خدت بالي اني اول مرة من أسابيع وشهور أبقى قاعد ع المكتب ورجلي مش متلجة. رجعت من سفر يومين لقيت امي مروقة الأوضة ومطلعة بطاطيني في الشمس. أول نومة في بطاطين متحمصة ودافية بتبقى جميلة ومُشبعة للغاية. قلت لأمي مش عايز أفرش الأوضة. وحشني ملمس البلاط البارد تحت رجلي. وشعور الخفة الملازم لعدد قليل من الفرش ومساحات اكبر للحركة. أمي فرشت الأوضة برضو. لكن المشهد قصاد عيني والهدوم على كتافي أخف كثيرا مما كان طول الشتا.
بحب الوقت ده من السنة. وشعور بداية الصيف ده ملازم عندي لمشوار المدرسة وأوقات شم النسيم. فترة رايقة بين بداية التيرم التاني وقبل خازوق الامتحانات ثم بهجة الاجازة الصيفية الطويلة. ليه حاسس ان الوقت دلوقت أسرع من زمان؟ كنت بمشي سكة زراعية من البيت القديم للمدرسة. كلها بقت بيوت دلوقت. زمان كانت أرض تبدو مجهولة والسالك في قفارها كان سالكا على مسئوليته الشخصية. عن شمالي كانت القرية اللي رايح مدرستها. بيني وبينها أرض زراعيةم ش كبيرة أوي. عن يميني أراضي زراعية ملهاش نهاية على مد البصر. قريت مرة معلومة بتقول انك لو واقف على أرض سهلة منبسطة. زي البحر أو الصحرا. فآخر نقطة توصلها بعينك بتبقى بعيدة عنك مسافة تلاتين كيلو. كان الرقم مدهش وقتها. معنديش ما يدحض المعلومة دي غير خبرة شخصية في مسح الأرض بالعين كواحد بيحب يمشي ويتسكع. كمان كليتي كانت في مدينة تانية بيني وبينها حوالي 35 كيلو وكان مستحيل عيني توصلها. أظن الرقم السليم هو 3 كيلو بس. هل المعلومة كانت بتقول تلاتة وانا قريتها تلاتين؟ هل ممكن ان رغبتي كطفل في الدراما الأوڤر تخليني أتخيل الرقم أكبر؟
بين البيت القديم في القرية والمدينة حوالي سبعة أو عشرة كيلو. باخد نص ساعة انهاردة عشان اوصل بميكروباص كل حبة يقف ويحمّل خلق بتسعى. كان فيه مبنى جمب البيت القديم كنت بطلع عليه وأشوف المآذن الأربعة للمسجد الاسلامي الشهير في المدينة واقفة جمب بعضها. من بلكونة البيت كنت بشوف مآذنتين بس وكانوا بيبقوا حاجبين الاتنين التانيينو وراهم. من سطح المبنى اياه كنت بشوف الأربعة. عزيزي فيثاغورث. نقاطك الثلاثة اللي كانوا على استقامة واحدة عندي منهم أربعة. تحياتي ليك وللصحبة الكريمة.
البيت القديم ده كان شقة في الدور الرابع في مساكن قطاع عام وفرتها الشركة لموظفيها اللي كان منهم ابويا وامي. كانت مساكن جمب ادارات الشركة ومنشآتها وكانت مسوّرة وواقعة خارج القرية بمسافة. هي هي المسافة اللي كنت بمشيها كل يوم ع السكة الزراعية عشان أوصل المدرسة. الخروج بالليل برا الأسوار كان شيء مش وارد. مخيلتي الواسعة كطفل خلتني أخاف من العالم برا قد ما غرست فيا فضول ناحيته. الأسوار دي براها غيطان وترع ومصارف ومَكَن ريّ شغال باستمرار. في نفس المكان والوقت هبدأ أسمع مخزون ضخم من قصص الرعب منها اللي محكي بصدق واللي عبارة عن اشتغالة صريحة. الأجواء كانت بتعزز الخوف وتبنيه. أو يمكن كانوا بيقولولنا احنا كده عشان كنا اطفال وخايفين علينا الفضول يغلبنا ونخرج. الشتا في الغيطان رعب حقيقي. الصيف أقل رعبا وفيه فرصة للعب والجري والاستكشاف هنا وهناك. تخيل تفتح شباكك بالليل تلاقي قصادك مصرف صغير وترعة وغيطان على مد البصر وكل ده غارق في الظلمات. وصوت مكن الري شغال وبيتصاعد وبيتداخل مع بعضه من اماكن متفرقة مش قادر تحددها. وأشباح معتمة بتتحرك يمين وشمال وانت مش قادر تحدد هل دول بني آدمين بيشوفوا أشغالهم على اضاءة كشافات قديمة ولا حرامية ولا عفاريت؟ ولا انت اللي بيتهيألك ومفيش حاجة بتتحرك من الأساس. وصوت صرصور الحقل ملازم لخلفية المشهد. قصص الرعب دي كان محتواها عبارة عن ديابة وكلاب سعرانة وسلعوة ونداهة، وفلاحين راحوا غيطانهم الفجر او ات��خروا فيها لبعد المغرب وحصلت لهم أشياء غريبة. كأنهم في بلاد العجائب أو الواق واق. يا ترى العيال بتوع المدن كانوا بيخوفوهم بايه؟ ديابة وسلعوة برضو؟ وهل دي طفولة متشردة ولا ثرية؟ عزيزي فرويد. منك لله.
اللون الأخضر كان في خلفية مشاهد طفولتي معظم الوقت. سواء في الغيطان اللي على جوانب الطريق للمدرسة. أو في حتة الأرض الصغيرة اللي كان ابويا بيتسلى بزراعتها بعد الشغل وكنت بلعب جمبه. لسه امي حزينة على ضياع حتة الأرض دي لانها كان بتكفينا مخزون السنة. لويبا وبامية وملوخية للتخزين في الشتا. ودرة وقصب لسهرات الصيف. وبطاطس وبطاطا وتوم وبصل. ولما اتطورنا شوية زرعنا سوداني. شكل زرعة السوداني جميل! نفس رسمة ورقة البرسيم لكن على أعرض وأسمك شوية. وخضارها أغمق. كانت بتفتح بالنهار وبتقفل بالليل. ابويا كان بيقولي السوداني نايم! كان بيتزرع في شهر اربعة ويتجمع في اكتوبر. يتغسل ويتنشر في الشمس يوم ويتخزن. كنا نفرفطه ونقليه في الفرن وتاني يوم كنت باخد كيسة يمكن اكتر من نص كيلو اوزعها على صحابي في الفصل. كانوا فلاحين أكتر مني بس زراعاتهم تقيلة. غلة وقطن ورز. ابويا كان موظف ومجرد بيسلي نفسه بزراعة حجات للبيت. مرّات كتيرة خدت اصحابي معايا عشان ياكلوا فول أخضر كنت زارعه بنفسي. وكانوا مبهورين بالمكان. ولاد القرية لقوا نفسهم في مكان كله جناين ومباني نضيفة وشوارع متسفلتة. كانوا بيحسدوني على روقان المكان. وانا كنت بحسدهم انهم بيعرفوا يخرجوا بالليل ومعندهومش أسوار براها عالم بيخوفهم ويغويهم!
في سنة من سنوات ابتدائي كان عندنا درس عن السياحة. أهرامات وأبو هول وحجات غريبة كده. كانت اول مرة اسمع بهذا المكان البعيد اللي اسمه القاهرة. أظن الدرس كان عن حلوان باين. كانت اول مرة اقابل الجملة الكليشيهية بتاعة حار جاف صيفا معتدل ممطر شتاءا. الدرس كان عن سواق تاكسي بياخد سائح أجنبي في المدينة. فضلت لسنوات طويلة متخيل هذه المدينة دافية وجميلة زي ما شفتها على صفحات الكتاب المدرسي. في ٢٠١١ اكتشفت وجودها الحقيقي برا الكتب. ومن وقتها وكل النداهات اللي طلعتلي من الترع والمصارف اختفت. وظهرت لي نداهة جديدة اسمها القاهرة. لسه بتندهلي لحد دلوقت مع اني عارف اني مش سائح أجنبي ولا هي جوها معتدل ممطر ولا فيها لون اخضر! لما روحتها لاول مرة كان مدهش وغريب بالنسبالي قد ايه كل شيء قريب من عيني! مفيش مساحات واسعة. الاسكندرانية عندهم البحر. بكل مشاكله ومحاولات تأميمه وبيعه للقطاع الخاص لكن لسه عندهم فرصة يرموا المدينة بالكامل ورا ضهرهم ويرموا بصرهم الناحية التانية ويريّحوا عنيهم. في القاهرة كل شيء قريب. قادر أفهم قد ايه ممكن ده يسبب شعور بالاختناق. ياترى عالم هذه تفاصيله ممكن يطلع منه قصص رعب عاملة ازاي؟ عفاريت طفولتي كانت بتطلعي من الترع والغيطان. عفاريت طفولة أصحابي في القاهرة كانت بتطلعلهم منين؟
جوايا طول الوقت ديب وسلعوة بيتخانقوا. السلعوة هي خوفي من العالم. الديب هو فضولي تجاه العالم. يا ترى الاسوار القديمة لسه حابساني جواها لحد دلوقت؟ رغم اني سيبتها من حوالي ستاشر سنة؟ مين اللي هيغلب ياترى؟ الديب ولا السلعوة؟ ولا الطفل الصغير لالي عايز يفضل واقف على مكان عالي وشايف قصاده مساحة واسعة وكبيرة. ومشهد غير مألوف لأربع مآذن منتصبين بشموخ زي أعواد الدُرة. بحب الوقوف. وبحب أشيل السجادة في الصيف وأروح وآجي ع البلاط. زي ما كنت بحب أول ملمس للبحر في المصيف وهو بيلاعب صوابع رجلي الصغيرة. كبرت ياد يا أبو حميد وبقيت سباح ماهر لكن لسه بتسبح في المجارير على رأي المُعلم سبلنتر. أتمنالك يا واد تسبح في أحضان اللي بتحبهم يوما ما. وتتبع نداء ندّاهتك حتى وأنت عارف انك هتغمقّ هناك ومش هتلاقي لون أخضر ولا سوداني بينام بالليل. بس يمكن دي الطريقة الوحيدة عشان تزود مخزونك من الحواديت. وميبقاش كل اللي باقيلك من اللي فات شوية حواديت مليانة تعالب وديابة. أتمنى لك حواديت أجمل وأخف. حتى لو كنت هتتعب شوية وانت بتعيشهم وبتجمعهم. بس خليك فاكر انك مش هتتعب وانت بتحكيهم. هو الانسان ايه غير قصة؟
23 notes
·
View notes
Text
أثناء قيادته للسيارة، وبدون سابق إنذار ولا مناسبة، مرّت بخاطره بقوة!
وبرغم طول الغياب، شعر أنه قمر يدور في مدارها الآن، فشرد عن تركيزه على الطريق، وعن خطته عند الوصول لوجهته وعن وعن...
يعلم كيف استعاد يعقوب بصره برائحة قميص يوسف، وأيضا منذ يومين شمّ عطر زميله في العمل فتذكر مَدرسته الابتدائية في الحال، فهناك مدرّس ما كان يضعه، فأحسّ بالرهبة. يدرك قوة ما تبعثه الرائحة من ماض.
يُعمِل عقله بقوة كي يستعيد قُبلة أخذها منها خلسة، قمره يدور في مدارها، من غير شذاها فيغتاظ ويتألم، وإن اقترب سيحترق حتما فلاسبيل إلا الدوران من بعيد، على أمل أن يمر شذاها صدفة فتُبعث اللحظة بعنفواها..
فكر ثانية. الأجرام السماوية لا تشعر بالألم. ففكر أن ذِكراها في الغياب، طيفها، الذي يمر، فيطغى، وللتشبيه بشكل أفضل، هو كقرصة بطن عليلة، تقلّص في المعدة يعرف المرء أنه مؤقت، ولكنه طاغ على ما حوله من أفكار، مؤلم، وكاف تماما كي يتجلى على هيئة شفاه مزمومة و حاجبين مضمومين على وجه رجل يقود سيارته في أمان الله فجأة، وكأن الذكرى تمر على حرف شفرة حلاقة فتحتاج الى ثبات وتركيز، أو كأن الذكرى قافلة تمر على جوعى يتمعنون فيها متوسلين أي شئ يقع منها بالخطأ، كطريقة تربيتها المميزة على كتفه، أو صوت ضحكتها بشكل أدق�� والقافلة بخيلة..
فكر ثانية، ووجد أن قرصة بطن تشبيه قاس، فهناك جزء منه، وبرغم الألم، يمتن لمرورها على أرضه، وأنه آنس نارها يوما، ولا أحد يمتن لمرور ألم في جوفه!
ومضى يبحث ويبحث، أثناء إشعال سيجارة، بهدوء،، تليها أخرى، أثناء القيادة، عن تشبيه آخر، كعادته في حب المجازات، عن المجاز الأمثل، والأكمل، كإسم الله الأعظم الذي تستجاب به الدعوات ولا يعلمه إلا الخواص، عن مجاز فريد، مكتمل، مجاز عن الألم والمتعة الممتزجين في استرجاع لحظة ثمينة مضت، مرّت، كومضة برق، نادرة، كسقوط قطرة ندى، تشكلت ف ظروف خاصة جدا، تسقط من ورقة شجر، متلاشية في النهر بالأسفل، في غير اعتبار لندرة أو تكلفة، مرت كركلة طفل لكرة في شارع، بطريقة لن تتكرر، أثناء مباراة، وفي وقت، لا يعرفهم أحد....
7 notes
·
View notes
Text
ذات صبيحة عمل إعتيادية أفقدها دخولها المكان عاديتها.. قوام ممشوق بعباءة سوداء وغطاء رأس من ذات اللون منقوش بنمنمات زاهية.. بياض يدين وقدمين إضافة لإشراق وجه يعززه نظارة شمسية يعلوها حاجبين بهندسة دقيقة وأحمر شفاه يتحدث ذاتيا نيابة عن صاحبتها.. الجمال في أي مكان يفتح له ابواب خاصة حتى تلك العصية على الفتح.. جمالها المفرط في شرقيته يتفوق على مثيله الغربي الذي يعتمد كليا أو بصورة كبيرة على شئ من العري.. من ذا الذي يقول أن المرأة الشرقية مهضوم حقها في مجتمعها وهي المتحكمة والمسيطرة في أدق الشؤون حتي لو كان من وراء حجاب أو ستار؟.. فقط هناك من لا يدركن إمكانياتهن أو لا يجيدن توظيفها.. توجهت لمكتب المدير وبالطيع وكالعادة سيستعرض نفوذه وسلطاته أمامها ويخدمها بشتى الطرق ولو كان فيها استثناءات او كسر للقوانين.. وبالفعل زعق بأعلى صوته يستدعيني ولكن صوت ذلك البدين الأصلع المزعج أسعدني تلك المرة إذ سيتيح لي إلقاء نظرة عن قرب على تلك المرأة الجميلة.
كان جالسا على كرسيه الذي يملؤه ويفيض به من جوانبه منتفخا بطبيعته وبكل صلف وغرور وآظهار مركزه أمام المرأة ألقى بملف على مكتيه آمرا إياي بأن انهيه بأقصى سرعة.. أنزلق الملف على الزجاج الأملس لسطح المكتب ليسقط أمام قدميها.. نظرت له بحدة فرأيت بعينيه نظر تأسف وبأنه لا يقصد وأن الأمر عفوي.. هو يقر بداخله دون اعلان بكفائتي بالعمل ويعلم أني عصبي ومن الممكن أن أحرجه بأي رد فعل دون إعتبار لأي شئ ولكني لم أشأ أن أفسد اللحظة!.. انحنيت لآخذ الملف من على الأرض ولكن بعض ورقات تبعثرت منه فجثوت على ركبتي لألملمها وأقترب وجهي من ظاهر قدمها وكانت تضع ساقا على اخرى وتهزها هزا خفيفا فتوقفت ربما أحست بحرارة انفاسي التي لامست قدمها او كانت منتبهة بالنظر إلي من اعلى.. استشعرت ان ثمة قشعريرة خفيفة اصابتها فضمت ساقيها لبعضهما أكثر.. تلك القدم الناصعة والتي تتلألأ ملاستها وتتوجها اصابع خمس كأنها أكليل طلي حوافه بالأحمر لتزيد من إثارتي وإلتهابي أكثر بعدما تشممت عطر مسحة الدهان المرطب فوقها.. قدم تستحق النقبيل واللعق ومص أصابعها وتمسح الوجه بباطنها!
تلك المساحة من جسدها بدءا من قدمها حتى الأقل من ثلث ساقها رغم صغرها ومحدوديتها إلا أنها روضة من رياض الجنة تحفل بجيوش من المشاعر والأفكار ترتع فيها ولا تراها سوى عيناي اللتان لم تكنا لتحلما بأن تكون بذات القرب شبه اللصيق منها.. هذا المشهد من الإنحناء الشبيه بالركوع ثم الوقوف مجددا والذي لم يستغرق سوي ثوان وعلى اكثر تقدير لم يبلغ الدقيقة الواحدة جرت فيه كل تلك الأفكار والإستيهامات.. وذلك ليس بجديد او غريب فللعقل والروح آلية تعمل متجاوزة عنصر الزمن وقد تلغيه.. اوليس ذات الآلية تصاحب الأحلام؟ فالإنسان قد يرى في منامه ما قد يستغرق وقتا طويلا لسرده في حين انه لم يدم سوى زمنا ضئيلا قد يقاس بالفيمتوثانية.. وكذلك الفكرة مهما طال بها الوقت للبروز فإنها قد تحتاج عقودا لتحققها.
ثم أنه بعدما انتهى ذلك الموقف أستنتج شيئا بالغ الأهمية له: أننا جميعا كبشر نساءا ورجالا ناقصي عقل ودين بنا مس من جنون بنسب متفاوتة فلا عقلانية كاملة وقد يظل هذا المس كامنا حتى نهاية العمر او تأتي لحظة تتهيأ فيه الظروف وربما صار جنونا كاملا.. نظرت لي من أعلى لأسفل نظرة سريعة ولكنها متفحصة.. لقد رأت الكثير في وجهي وبمنتصف جسدي ولكنها أخفت عن وجهها أي تعبير.. امرأة تثير غريزة الآفتراس لأكثر الرجال ورعا وتتركه فريسة للتخييل.. تحدثني نفسي بأن ألتزم واقعيتي وأعود جسدا وروحا لمزاولة عملي فمثل تلك المرأة لا يمكن أن تنال سوى بالأحلام.. ولأكتفي بتلك الهنيهة عند قدميها ولي في الخيال عزاء على سرير المساء!
10 notes
·
View notes
Text
لم اكن اعلم ان النجاة يوما في مُتعرج السير بين ما تم ثقبه ؛ وبين اطنان من المعدات المتناثرة تنبئك بما أُدخر لك ويعملون على حفره ونقبه؛
تعددت ألوان المعدات و أشكالها والقائمين عليها ؛ ومصير الساقط حتما في احدى (ثقوبها) ؛ واحد.
علمت حينها اني أسلك دروب (تيه) لا أملك اربعينا قادمة على مثيلتها المنقضية اعبره لارض ميعادي؛
ﻷطبق ساعتها ما قد يشاهده اي ضائع في المقطع المصور ( تعلم كيف تكون تائهاً محترفاً في سبع خطوات)
* كن سفينة في نفسك
* إرم بوصلتك
* اكسر مجدافك
* ارفع مرساتك
* حرر دفتك
* إرخ اشرعتك
* ثم أتل صلاتك ؛ وانتظر كيف تكون اجابة سؤالك؛
ولم أستأخر الرد؛ اذ دفعتني رياح ليل ال(30 من فبراير) الباردة يمينا ويسارا ثم (جنوباً) ؛
مُلقية بي على ناصية زقاق جانبي ؛ إتخذت فيه سبيلي صوب (مقهى) يحتل اسفل بناية ؛ ويشغل بما حسبت وانا في طريقي انه دخان لحريق اشتعل بأخشابها هواءه ،
كما يشغل بمقاعده الممتلئة عن اخرها اغلب الرصيفين المتقابلين الممتدّين امامي على مدى البصر ؛ الى حيث يخيل للناظر انهما يتقابلان في أُفق (كهوّةٍ معتمة) لا يميز السائر فيها موضع قدم��؛
أعياني البحث عن مقعد شاغر حتى ميزت واحداً يتشاطر طاولة - إنزوت على مبعدة من مثيلاتها - مع مقعد اخر يشغله رجلا مسنا لم أتبين ملامحه ولا ما كان منشغل فيه - كما ظننت- من حوار (عجائبي) مع (هرة) ميزت بعض ابجدياته في (موائها) و(هزات راسه) يتبعها انهماكه في تدوين اسطر جهلت فحواها في (مجلد ضخم) بغلاف جلدي يشي ما يعج به من شقوق زاحمت تجاعيده بالذي مر عليه من حوادث (الزمن) فحمله و رواه.
دنوت منه مستئنسا ان كان هناك رفيق متوقع سيقدم عليه وقد حجز له المقعد الذي - ما ان اشار براسه رفقه يده ان لا حتى - اتخذت عليه مجلسي لأضع ما احمله عادة من حاجياتي لتقتسم (المنضدة ذات الراس الرخامي العتيق) مع (مجلده الضخم) ولفافة من ورق صحف لم اكن اعلم انها لازالت تطبع إلا لإمداد (عربات الشطائر) بأغلفة رخيصة تتناسب و (ماهية) ما يحشى به خبزها وتقدم لروادها؛
كما (عربة الكبدة والسجق) المنتصبة امامي والتي تدير (الهرة) نحوها رأسها فتعيدها لتنظر بأسى شديد الى ما يلقيه جليسي من شطائر إمتلأت بها اللفافة الورقية نحوها بهدف اطعمها؛
لتقلبه بقوائمها مرات ؛
تعود فتنظر للعربة؛؛
تغمض عينيها ؛؛؛
تلتهمه ؛؛؛؛
(عليا الحرام من ديني أنت مخبول)
كانت العبارة التي انتزعتني من تأمل لسان القط اللاعق لمخالبة ؛ ودفعتني للبحث عن قائلها بين رواد المقهى الذي انقلب بغته لساحة تخيم عليها ظلال معركة جهلت فتقصيت في وجوههم وألسنتهم : سببها؛
(ليه يا ابني كده)
هنا امسكت بطرف الخيط الذي اتصل بعجوز محني الظهر في جلباب قهرت بُقعه الزيتية لونه الاول من ذيله وحتى الاكمام المُكافحة لستر يد غلبت رعشتها ثباتها كحال الفم الذي نطق بالعبارة المرسلة لشاب لم يبلغ العشرين بحال وردها من فوره
( ابنك ايه يا عرة ؛ مش تحترم سنك )
هنا تدخل من عرفت فيه صاحب المقهى للفصل والسؤال ليجيب العشريني
(جدو يا معلم ؛ جايبلي الريموت وبيقولي ما تجيب القمر الاوروبي)
لتندلع القهقهات من الحضور ؛ سواء من كان لايزال على جلوسه ومن قام ليقترب من حلبة العراك المنتظر منصرفا عن هاتفه او طاولات تُرست بألعاب النرد ؛
شاركتهم قهقهة استمرت لثوان انهاها قرار المعلم باستعادة الريموت الضائع منذ صبيحة اليوم ؛ ليتذكر الجميع فجأة ان هناك عدة (تلفازات) مختلفة الاحجام تتناثر في المكان صامتة؛ فيما عدا اكبرها البآث للقناة الرسمية ؛
لينقسموا ههنا ��شياع متشاكسون ؛ كل فريق يطلب ما يريد مشاهدته وكل فريق على مطلبهم يصرون؛؛
(شغلوا قرآن شغلوا قرآن / يعني نبقى بنشيش وبنلعب طاولة وكلام ربنا شغال جنبنا؟؟ )
(هات الماتش / مفيش ماتش يا عم ؛ ده واحد ابريل مش النهاردة ؛ انتوا بتشربوا ايه)
(في مسلسل تاريخي حلو شغال / لا يا سيدنا حرام ده جايب صحابة ومصورهم)
(طب هات المزيع الي بيرغي ده/ هي ناقصة خوته دماغ وهري وبعدين حيقول ايه ما احنا عارفين كل حجة)
(شغلوا قرآن شغلوا قرآن / ما قولنا مينفعش هنا ؛ هو لازم نعيد ونزيد )
** لوقت لم حسبه لم استطع ان أُسند عبارة واحدة لقائلها في فوضى العبارات؛
ليطرق بابي سؤال جديد ؛ ما كان مني الا الترحيب به في ركن ( الغير مجاب من التساؤلات) في عقلي؛
***(الشاشات كتير بس الريسيفر واحد)
كان جاري من أجاب سذاجتي الحائرة ؛
لأفارق على إثر عبارته عالم المقهي برواده ؛ وألتفت اليه بكلي؛ لتجمدني نظرة عين حافظت على سوادها حين خسره ما علاها من شعر حاجبين كثيين و رأس غزا البياض اغلبه؛ يعلو وجها يحدثك ما يعج به من شقوق زاحمت تجاعيده بالذي مر عليه من حوادث (الزمن) ؛
في البدء أجفلني ما لمحت من بريق حسبته لجنون في الرجل ؛ لأشيح بوجهي عنه باحثا عن السيدة (هرة) لاجدها قد انهت عشائها وولت لنا ظهرها وانصرفت تلوح لنا بنصف ذيل لا اعلم مُلابسات فقد بقيته؛
(معاك ولاعة؟)
كان جاري الثمانيني يستعيدني بسؤاله ،
وإجابتي كانت قداحتي في يده المُشعلة للفافة خمنت انها تعود لعُدة تبغي المبعثرة كحالها دوما بعد اعدادي احداها.
ليعيد الي تبغي المحروق رفقة عطن انفاسه في سحابة اثارت دهشة رافقت رأسي المتتبع لها في صعود وتمدد لم يتوقف حتى أظلت الجالسين المتناثرين العائذين باصنامهم المعدنية المسبحين بشاشاتها في خشوع من قام بين الركن والمقام؛
لينتشلني من الاستغراق في تأملها مرور محني الظهر ذو البقع الزيتية مبدداً لها مستنداً على يد آثرت جبر شيخوخته فما فارقته حتى قايضت يده المرتعشة في حرارة وتجارة عن تراض بدى في الكف المتشبث ب(شئ) جهلته وهزات الرأس الاشيب المحمول على جسد شقت قدماه طريقها صوب (الهوة المعتمة) منصاعا لنصيحة (يد الخير) الاخيرة
(خد بالك من الحفر يا جدو ومتبقاش تفاصل تاني)
ضربت أكفّي في عجب وانا انقل بصري بين العائد الى مقهىً يخبو فيه أوار شجار هو مُشعله؛
وبين العجوز وحمله الثمين الذائبين في غياهب الظلام.
(ليس بالخبز وحده يحيى الانسان)
كان من ايقنت انه قارئ محنك للافكار من استفذني بسخريته الفجة من مشهد العبث، لاعود اليه بلسان ساخط ؛
(وهو ده لسه فيه حيل يعيش ويدور على حاجة غير....)
قاطعني في عدم لياقة خمن ان فارق السن فيما بيننا سيحول عن رده بالمثل
(ده الوحيد في كل الي انت شايفهم دول الي عايش فعلا)
مازجني خليط من الدهشة والسخرية ارتسما على وجهي ليتم هو غير عابئ بي ولا بهما؛
(هو عارف عايز ايه وعمله ؛ ولا اهتم برايك ولا بحكم الناس عليه)
لأرد بما حسبت انها القاضية
(وهو الواحد عشان يعيش يعيث في الارض بقا لا يراعي سن ولا اصول ولا ناس)
ارخى ظهره ووضع ساقا على ساق ؛ ليتخذ وضعا لولا اني اشاطرة طاولة في عرض الطريق لظننت انه فيلسوفا نرجسيا يستعد ليصب الحكمة الخالصة في اذان مريديه؛
(وانت رايك اتغير فيه كام مرة من وقت ما شوفته ؟)
انتابني شعور باني اسحب لفخا ما تجاهلته واجبت
(مرتين ، بس مهما اتغير يفضل الي بيعمله....)
قاطعني كعادته واستسلمت على غير عادتي-في المطلق- لنبرته المزدادة عمقا كلما استطرد ؛
(وحتتغير لو عرفت انه مريض ومعهوش يكشف ويجيب روشتة فبيشتري
اقراص مخدرة متجدولة بتسكن الالم؟)
فتحت فما لم يُطبق لينطق ، وهو يكمل
(ده كله على افتراض انك واثق العيل ده بيبيع ايه اصلا ؟)
تسرب الى شعور ببلاهة منطقية وانا اعيد تفحص وجه الفتى المستكين على مقعده في قلب المقهى الصامت كقبر خلا صوت القناة الرئيسية التالي لشريط متلفز عن اهم احداث اليوم يعرض على كل الشاشات ، والكثير من قرقرة الاراجيل ،
لاسحب بصري من على الوجوه الواجمة والاعين المحدقة في رؤوس يعلوها طير خفي لأبدان أناس لو دُثّر احدهم بكفنه لما حرك ساكنا ولا رد يداً ؛ واعيده الى من صدقني بحديثه عن الحياة والموات.
رأيت فيه بعد نظر حمسني لأكاشفه بما يؤرقني عن ميزان الافلاك المختل وحساب السنين المعتل؛
(هو ينفع فبراير يبقى 30 يوم؟)
لمعت عيناه وشق شبح ابتسامة الطريق الى فاه ؛ ما لبثت حتى حالت قهقة تردد صداها عاليا ؛ لأتلفت حولي في حرج ظاهر لاكتشف ان لا احد انتبه ؛
(سماعات الأذان) بورك مسعاها سبغت علينا سترها بما شغلت اسماع المحيطين بنا؛
ليلتقط خيط انفاس بلغت حد الخوف ان يخرج اخرها فلا يعود الى صدر اسمع ضجيج رئتيه من مكاني؛
(اه طبعا ينفع ؛ مينفعش ليه؛ هو اقل من اخواته ؟؟)
تبدل شعوري من الشفقة الى الكراهية في ثانية وفي مشقة بالغة تمسكت باخر اهداب الادب ورفضت في اصرار اطاعة لساني في كيل السباب اليه؛ واكتفيت بنظرة بذلت جهدي لجعلها - مما يطلق عليها- نارية؛
(انا بتكلم بجد مش بتريق على فكرة؛ انت مسمعتش عن نسبية الزمن)
قالها بلهجة مغايرة عن سابقتها؛ فلزمت الصمت وأومأت براسي(أن نعم) مفسحا
له المجال للاكمال؛
(كل واحد في الدنيا بيحس بالوقت حسب ظروفه ؛ يعني انت لو تلميذ في لجنة امتحان يا دوبك تستلم الورقة تكتب اسمك ورقم جلوسك وتبص في ايدك تلاقي الساعتين قربوا يخلصوا)
(أينيشتاين يتقلقل في قبره) هو ما جال بخاطري وانا اتابعه منطلقاً في حماس وقور مكملا نسخته الخاصة من النسبية التي اختصني بها غير عابئ بما لاح في وجهي من أمارات التهكم؛
(المسجون بقا عكسه؛ يعني تقعد وتقوم ويجيلك تفتيش وتقف تاخد دورك عشان تعمل زي اناس؛ وتسال احنا امتى بعد كل ده متلاقيش اليوم فرط منه الا ساعتين زمن)
(لعلك وجدت مني اصغاء لم تجده عند السيدة هرة برغم رشوتك الفاضحة لها)
لم اخبره بها مخافة كسر خاطره وارخيت له الحبل كما ارخيت ظهري ليقترب هو مني مضيقاً احداقه؛
(ولما كلنا بقا نروح لربنا يوم القيامة حنلاقي اليوم بقا بخمسين الف سنة؛ شوف انت بقا الساعة في اليوم ده تطلع بكام ساعة من بتوع دلوقتي)
صليت على عقل الرجل اربعا لا ركوع فيها ولا سجد؛ وعلمت ان لا فائدة ترجى من الانخراط وتبادل القرائن على صحة هذا او خطأ ذاك؛
فيما إسترسل هو؛
(بس المؤمنين لا؛ حيحسوهم قيمة تلت ساعات بس؛ يعني اليوم هو اليوم والوقت ثابت وناس تحسه بشكل وناس تحسه بشكل تاني خااااااااااااالص......)
لم يقطع عليه مدّه الا صريخ مكابح (تاكسي) توقف بإزائنا؛ لنتابع سويا بشغف جدالا ما بلغ حد الشجار ؛ بدأ بتوسلات مصحوبة بالدعوات ؛وانتهى بمفارقة المتوسلين لمقاعدهم نزولا على رغبةٍ لسائق اقسم الا يتم الطريق محتجا بثقوبه وظلامه؛
لتستند الملتحفة بسواد لم يُخف (شهور حملها التسع) ولا وجها اختفت قسماته تحت أطنان من المساحيق مختلف ألوانها ، على ساعد برز من بقايا عظم كسيت لحما لا يظهر منها الا شعر كثيف في الراس وشارب اشد كثافة ؛ ليزحفا صوب (الهوة المعتمة) ترافقهم صلواتي بوصول آمن الى المشفى؛
و(ربنا يتوب علينا من دي أشكال) من السائق الخائض عائداً بعربته بركاً في أطوار النشأة و التكوين الاولى استجابة لزخات بدأت هطولها لحظة وصوله وركابه؛
لانظر افواج رواد المقهى العائدين من ضفة الطريق المقابلة لتخلو الا من طفل يناهز العاشرة تبينته على الضوء المتقطع لعم��د إنارة يجاور شجرة استظل بها لتلقي لهما ظلاً متشابكاً يثير الرهبة في النفوس؛
شغلته لعبة؛ كان يتقافز كقرد صغير ويوزع السباب واللعنات وهو يلعبها؛ فيما لا اعلم ما شغل عنه ابيه الذي قدرت انه أحد المقبلين لصفنا اتقاء للماء المنهمر من سماء وليّتها وجهي؛
لتخطف بصري ببرق لم اسمع رعده ؛ ..الا بعد لحظات..
...
يتبع
27 notes
·
View notes
Text
وفيكِ من الجمال دلالُ طفلٍ
وحيدٍ ، بعد عُقم الوالدين ..
وفيكِ من الجلال مشيبُ شيخٍ
توضّأ بالدموعِ لركعتين ..
وفيكِ من السلاحِ سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدّ ، قوسا حاجبين ..
وفيكِ من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفلٍ نام بين الرضعتينً ..
ختمتُ بكِ القصيدة فاقرئيني
كـ "بسمِ اللهِ"بين السورتين ..
52 notes
·
View notes
Text
وفيك من الجمال دلالُ طفلٍ
وحيد بعد عقم الوالدين
وفيك من الجلال مشيبُ شيخٍ
توضّأ بالدموعِ لركعتين
وفيك من السلاح سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدّ قوسا حاجبين
وفيك من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفلٍ نام بين الرضعتين
ختمتُ بك القصيدة فاقرئيني
كبسمِ الله بين السورتين
1 note
·
View note
Text
التفاصيل يا جماعة مهمة بشكل
التفاصيل محفورة فأعماق ذاكرتي ..
٢١/٥/٢٠١٩
رايحين فطار رمضاني في فندق راقي وجميل ، الدعوة جاتنا من شركة صديقة لشركتنا واللي دبر الدعوة "زبيدة" أكثر وحدة بنكرهها فالشركة رغم الكره الا انه اليوم دا هو الحاجة الوحيدة الحلوة اللي عملتها زبيدة من لما عرفنا زبيدة،
كنا أربع موظفين وقررنا نقلل عدد السيارات و كل اتنين يسكنو قريب من بعض يروحو مع بعض، والصدف والأقدار تشاء أن نكون انا وهو جيران كانت شقته تبعد عن شقتي مسافة ال ١٠ دقائق
لبست يوميها وتجهزت و ظليت استناه بكعبي وانا طالعة داخلة عالشقة وباتمشى فالشارع لحد ما وصل بدت السماء تغيم و بدت تمطر ..
كان اليوم اللي عرف فيه ان ما يثقش فيا في الطرقات لان كل الطرق متشابهة بالنسبة لي واذا وثق فيا هنضيع و فعلا ضيعنا الأوتيل..
وصلنا بعد لفات كتير و حبتين انعقاد حاجبين منه و ضحك مني..
وقفنا السيارة بعيد لان المواقف كلها محجوزة وانا بكعبي مش هاعرف امشي بسرعة المسافة دي كلها .. كانت اول مرة اطلع معه واول مرة يكون بيننا مشوار غير الشغل الا اني بكل جرأة
" سألته اذا ممكن يسندني بإيده عشان أعرف امشي.. و بكل استغراب من جرأتي وافق.
وفعلا من يوميها وهو ساندني ليومنا دا ، وكان اليوم اللي عرفت ان هو دا السند اللي بدور عليه و ما خذلنيش."
اليوم دا محفور في ذاكرتي بكل تفاصيله بريحة المطر بلون السما وهي بتغيم، بضحكتي المرتبكة لما ضيعنا الطريق بسببي لانعقاد حاجبيه و تطنيزه عليا طول طريق الروحة والرجعة ولسنة قدام الحوارات اللي صارت ما بيننا كل حاجة تحفرت في ذاكرتي .
1 note
·
View note