و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و اتم التسليم
أيها الحضور الكريم
ما أود ان أحدثكم عنه ليس بالأمر الهيّن ، الأمر أعظم من ما تتخيلون ، و أعظم من ما تتصورون ، انه يصنع أجيالاً و يبني أمماً ، انه يحمل أمانة عظيمة بين يديه ، و يعمل ليل نهار لا يكل ولا يمل كل ذلك في سبيل إيصالنا الى طريق الحق و محو الضلال من أعيننا
إشراقته كبزوغ الفجر كل صباح ، و حديثه كـ أنيس الوحدة في كل مساء ، يجعلك تفكر بمخلوقات الله العجيبة ، بما بين السماء السبع و الأرض المهيبة ، بدبيب النملة السوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء ، يجعلك ترفع رأسك للسماء فخراَ بالمجد و رافعاَ يدك لله شاكراَ له بالنعمة
ربما و للوهلة الأولى تظنه كغيره ، في غمضة عين يختفي من دون تأثير يذكر ، ولا اسم ينحت ، ولا ذكرى قابعة في القلب
لكن ما ان تدرك ذلك تجده معك في كل حين ، في كل وقت و زمان
ربما هي مجرد كلمة ، او تأنيب ، او مدح ، لكنها تفعل الكثير ، أكثر بكثير من ما تراه
الم يضرب به المثل ؟ الم يكتب فيه الشعر ؟ الم تكتب فيه الخطب ؟ الم يجب كل لسان سؤول ؟ و قلب عقول ؟ الم يكن العدل حليفه ؟ و الصدق صاحبه ؟ و الخلق الحسن رفيقه ؟ ارأيته يكذب مرة ؟ او يظلمك بحقك ؟ او يسيء معاملتك ؟ ألم يريد لك الخير ؟ و يبعد عنك الشر ؟ إذا لم لا توفيه حقه ؟
انه كالنجم يضيء في الليل ، انه كالقمر يكتمل كبدر ، و كالشمس يسطع بالنور
انه المعلم ، اجل انه المعلم الذي لولا الله ثم هو لما علمنا وظيفة الصفر و الواحد ، و اختلاف طريقة الكتابة في الألف ، و وجود الحركات على كل حرف ، و تركيب الجمل بالطريقة الصحيحة ، و قراءة القرآن الكريم على النهج الذي سرنا عليه من نزوله على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من جبريل -عليه السلام- من الله -عز وجل-
ألا يجعلكم هذا تتفكرون بمقدار صبره ، و تحمله ، و شدة تعبه و إرهاقه ، لكن و مع ذلك يبذل أقصى جهده لأجلنا ؟
اليس أقل ما يمكننا فعله تقدير مجهوداته ، و الاستماع له بإنصات حين يتحدث و ضبط النفس حين الجد و الهزل ؟
فلنحمد الله لوجود هذا المعلم العظيم ، الذي جعلنا على ما نحن عليه بفضل من الله ، و الذي يصحح لنا اخطائنا بكل ود ، بل يبتسم و يخبرك انك ستفعل أفضل المرة القادمة ، و يرتفع مقامك في عينه ، لتراه يمتدحك مرة ، و يرفع آماله عليك إيماناً و ثقة بك .
فلندعو الله بأن يحفظ معلمينا و معلماتنا و أن يجعل عملهم خالصاً لوجهه الكريم و أن لا يحرمهم الأجر .العظيم
كاد المعلم أن يكون قتيلا !علي أحمد الزبيديرحم الله الشاعر الكبير أحمد شوقي فقد قال رائعته :قف للمعلم وفّه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولافي زمن كان فيه المعلم ذَا شأن عظيم وكان يحظى بكل التقدير والاحترام فما عساه أن يقول لو قدر له أن يعيش في وقتنا ؟لعله سيستبدل الشطر الثاني بعنوان مقالي هذا !
لو أردت أن أستعرض معكم أحبتي مكانة المعلم بين الأمم منذ المعلم الأول سيدنا وحبيبنا محمد – صلى الله…