#المؤمن عند المصائب
Explore tagged Tumblr posts
Text
المؤمن عند المصائب
لا يخفى على أحدٍ ما يحلّ بهذه الأمة من مصائب، وهذه المصائب ليست خاصّةً بأحدٍ دون أحد، فعندما تأتي المصائب تكون عامّةً، فتشمل المسلمَ والكافر، والمؤمنَ والمنافق، والطائعَ والعاصيَ، والتقيّ والفاجر، والكبيرَ والصغير، والسؤال هو: ما موقف الإنسان العاقل صاحب الإيمان الراسخ في أوقات المصائب؟
والجواب: الإيمان: الإيمان بالقدر خيرِهِ وشرِّهِ، ذلك الإيمان الذي جعله الله جل وعلا ركنًا من أركانِ الإيمان، فالإيمان يُورِث في القلب رضًا وطمأنينة بكلّ ما قدّره الله وقضاه، وإذا ترسّخت هذه العقيدة في قلب المؤمن أدرك العبد أنّه مُلكٌ لله تعالى، فيرضى العبدُ بكلِّ ما قدّره الله وقضاه، والإيمان بالقدر هو الفارقُ بين المؤمن وغيره عند المصائب، وذلك أنّ المؤمن يتلقّى قضاء الله وقدرَهُ بنفسٍ راضيةٍ مطمئنةٍ؛ لأنّهُ يعلم أنّ القضاء هو أمرٌ مبرمٌ ومحكمٌ، وأنّ لله عز وجل فيه حكمة،فأفعالُهُ لا تخلو من الحكمة، وقد قال الله تعالى في حق المؤمنين:
رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ
ومن سخط أقدار الله سبحانه وتعالى فقد باءَ بالسّخطِ من الله تعالى وكفى بذلك عقوبةً، قال تعالى
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٢٨
وقد كان النبي ﷺ يُكثرُ من دعائه:
أسألك الرّضا بالقضاء
وقد ورد عن سيدنا أبي سلاّمٍ خادم النبيّ ﷺ أنّ رسول الله ﷺ قال:
ما من مسلمٍ أو إنسانٍ أو عبدٍ يقول حين يُمْسِي وحين يُصْبِح: رضيتُ باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمّدٍ نبيًّا، إلاّ كان حقًّا على الله أن يُرضِيَه يوم القيامة
فمعنى قولِهِ ﷺ: "رضيت بالله ربًّا" أي: رضيت بما قدّره الله عليّ، ورضيتُ بهِ ربًّا معبودًا متصرِّفًا بخلقه كيفَ يشاء.
تلذّ لي الآلامُ إذْ أنت مُسقِمي***** وإن تمتحِنِّي فهي عندي صنائع
فلا بدّ للإنسان المسلم أن يعلم حِكمةَ الله تعالى في ابتلائه لخلقه، وأن يعلم أنّ الابتلاءات والمصائب هي سنّة الله تعالى في هذا الكون، والله تعالى يبتلي عبادَه ليختبر صبرهم وإيمانهم، ويرفع لهم درجاتِهم، ويكفر عنهم سيئاتهم.
ونعم الله تعالى كثيرةٌ في هذا الكون، وكلّها نِعَمٌ تستحقُّ الشكر، كما أنّ ابتلاءاته سبحانه كثيرةٌ وكلّها تستوجب الصبر، فشكر النعمة من فضل الله، والصبر على المصيبة بالاستعانةِ بالله تعالى، قال تعالى:
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَ��بَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦
وبهذا يكون المؤمن شاكرًا لله حتى في المصيبة، فالمصائب والابتلاءات من السنن الكونية الّتي خلقها الله عز وجل ليختبر بها عباده.
* الحكمة من الابتلاء:
1: تكفير الذنوب: قال ﷺ:
كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون
فعندما ينزلُ البلاء بالمؤمن يذكره بعظمة الله سبحانه وتعالى، ويذكره بضعف إنسانيته وبشريته، فيستغفرُ اللهَ ويُقبل عليه، وقد قال النبي ﷺ في الحديث الذي رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:
ما يزال البلاءُ بالمؤمنِ في دينِهِ ونفسِهِ ومالِهِ حتّى يلقى اللهَ وما عليه خطيئةٌ
فالابتلاء يُطهِّر الإنسان ويذهب عنه خطاياه وذنوبَه.
2: حصول الأجر ورفعة الدرجات: روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبيِّ ﷺ أنّه قال:
ما يُصيب المؤمنَ من شَوْكَةٍ فما فوقها إلاّ رفعه الله بها درجة، أو حطّ عنه بها خطيئة
فالابتلاءات والمصائب تزيد الأجر وتذهب المعاصي والذنوب فتُرجعُ الإنسانَ طاهرًا، وينتقل من الدنيا بصحيفةٍ بيضاء.
3: التذكير بنعم الله تعالى: وذلك أنّ الابتلاء قد يكون بمثابة التذكير بالنعم المحيطة بالإنسان، وذلك إذا ألف الإنسان نعم الله تعالى عليه، وصارت لديه أمرًا طبيعيًا، فالذي ولد مبصرًا لا يستشعر نعمة البصر كفاقدِها، وأوضح مثالٍ على ذلك، ما عاينّاهُ مؤخَّرًا من اضطرابِ الأرض، فمن منّا كان يستشعر نعمة استقرار الأرض العظيمة؟ لذلك ابتلانا الله بالزلزال لنستشعر هذه النعمة البسيطة التي ما كانت لتخطرَ في البال.
4: مراجعة الإنسان نفسه ليصلح عيوبَه: إن الابتلاءات والمصائب والمحن الّتي تصيب العبدَ المؤمن هي فرصةٌ ليصلحَ العبد ما بينه وبين الله ويتوب إليه ويقبل عليه، فالله يحبّ التوّابين المقبلين عليه.
5: تذكير العباد بضعفهم: إذا نزلت الابتلاءات والمحن بالعبد ووقف عاجزًا أمامَها، تذكّر أنّه ضعيفٌ محتاجٌ إلى الله، لا يملك لنفسه الضعيفة ضرًّا ولا نفعًا، وعندها يسقط العُجْب والغرور من نفسه، ويقبل على الله بضعفه وعجزه.
6: ظهور حقائق الناس ومعادنهم: "الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاءٌ صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه" فعند الابتلاء يظهر الإيمان على حقيقته عند العباد.
7: التذكير بفناء الدنيا: عندما ينزل الابتلاء ويخسر الناس أرواحَهم وأموالَهم وممتلكاتِهم، يتصبّر العبد بفناء هذه الدنيا، وأنها صائرةٌ إلى الزوال لا محالة، فيبغضها في قلبه ويعمل مخلصًا لبناءِ آخرته.
* تحذيرٌ من إطلاق الأحكام اعتباطًا ودونَ نظر!
إذا نزل بالأمة مُصابٌ أو ابتلاءٌ نرى بعض الناس يطلقون الأحكامَ الاعتباطية، ويفسرون المصيبة والابتلاء دون علم، فمنهم من يفسره انتقامًا من الله وعذابًا، ومنهم من يرجعُ سببَ الابتلاء إلى فجور الناس وفسقهم، وما إلى ذلك، ونحن لا نخطِّئُ هذا الكلام، لكنَّنا أيضًا لا نجعله صحيحًا مطلقًا، فهو يتنافى مع منهج جبر الخواطر الّذي حثّنا عليه ديننا الحنيف، فالمسلم يجب عليه أن يجبر خاطرَ أخيه المنكسرَ الذي ابتلاه الله، وأن يخفف عليه مصابه بالكلام الطيب، إذ كيف يجتمع عقاب الله مع شهادة التوحيد؟ وكيف نتهم مصيبة العبد المؤمن بالعقوبة؟ فالعباد المؤمنون لا تكون مصائبهم إلا ابتلاءً من الله ورحمةً وثوابًا، أما العقوبة فإنها تكون في حقِّ الكافرينَ انتقامًا منهم وعذابًا لهم، فالمصائبُ والنوازل هي عقوبةٌ للعاصين، وابتلاءٌ للصالحين، وعِبرةٌ للناجين.
* ما يجب على المسلم عمله في المصائب والنوازل:
يجب على العبد المسلم إذا ما رأى المصائب والابتلاءات والنوازل كالزلازل والخسف والكسوف والخسوف وغيرها؛
أن يُسرعَ إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والاستقامة على دينه، والابتعاد عما حذّر الله تعالى منه ونهى عنه، وأن يسأل الله السّلامة في الدنيا والآخرة، وأن يسأل الله العافية مما ابتلى به غيره من العباد، وأن يكثر من الصدقات على الفقراء والمساكين والمصابين، لعلّ الله يعافيه ويغفرُ لهُ بحُسنِ صنيعِهِ مع عبادِهِ، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد للهِ ربِّ العالمين.
0 notes
Text
مثلُ هذه الكلمات والصور التي ينشرها بعض المسلمين!
هذا كلام يقوله الإنسان (اليؤوس الكفور)
الذي لا يرجو لقاء ربّه ورضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وهو غافلٌ عن آيات الله.
الذي لا يؤمن بقدر الله ولا يعيشُ مهتديا بنور الله، وهو جاحدٌ نِعَم الله عليه ولا يشكرها
وهلوعٌ.. جزِعٌ عند كل مصيبة، ولا يصبر على بلاء ولا يحتسِب
ولا يؤمن بالآخرة
#أما المؤمن فلا يقول ذلك
لأن أمره كله له خير؛ لأن قلبه مطمئن بالله.. مُستبشرٌ به
وبتقديره نعمةَ الله عليه، و أعظمها الإسلام الذي يتصاغر أمامه كل بلاء، وبشكره لنِعم الله
وفيما يُصيبه: يعلم أن المصائب تحُط من خطاياه، ويؤجر عليها بصبره واحتسابه
وبيقينه بالآخرة التي يُوفى فيها الصابرون أجرهم بغير حساب
وقد أعلمنا اللهُ أننا مُبتلَون وعلّمنا ماذا يقول المؤمن فيما يُصيبه:
((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ))
***ونشرُ مثل هذه الكلمات هو من بعث اليأس والقنوط في النفوس وإنسائها نعم الله عليها
وهي تُعظم المصائب وتُغفِل عن النِّعَم
وبمثلها يصل كثير منهم إلى الانتحار.
فأبصِر ما يُنشر
وأبصر ما تَنشُر
وفي كتاب الله وهدى رسوله الحق والكفاية
21 notes
·
View notes
Text
إقرأ ولاتحرم غيرك
القابضون على الجمر:
٣٥ نصيحة تعيش بها سعيداً مرتاح البال
• ابدأ يومك بصلاة الفجر وأذكار الصباح وتوكل ليحصل لك الانشراح
واليسر والفلاح ..
1 • واصل الاستغفار فإنه يمحو الذنوب ويجلب الرزق
2 • لا تقطع الدعاء فإنه حبل النجاة..
3 • تذكر أن كلماتك تكتبها الملائكة..
4 • تفاءل ولو كنت في عين العاصفة..
5 • جمال الأصابع في عقدها بالتسبيح ..
6 • إذا أقبلت الهموم وتكاثرت الغموم فقل: "لا إله إلا الله"..
7 • اشتر بالمال دعاء الفقراء وحب المساكين ..
8 • سجدة مطمئنة خاشعة أفضل من ذهب الأرض ..
9 • فكر قبل إخراج الكلمة ؛فرُبَّ كلمة قاتلة..
10 • احذر دعوة ال��ظلوم ودمعة المحروم ..
11 • قبل قراءة الكتب والجرائد والمجلات والمنشورات وفتح الواتس والفيس بوك ووسائل التواصل افتح و، اقرأ القرآن.. وأبدأ به واختم به
12 • كن سبباً لاستقامة أهلك..
13 • جاهد نفسك على الطاعة ، فإن النفس أمارة بالسوء ..
14 • قبِّلْ كفوف والديك ، تنل الرضوان ..
15 • ملابسك القديمة، جديدةعند الفقراء ..
16 • لا تغضب ، ولا تُباغِض ولا تقطع ما أمر الله به أن يوصل؛ فالحياة أقصر مما تتصور ..
17 • معك أقوى الأقوياءوأغنى الأغنياء، إنه (الله)جل جلاله ؛ فثق وأبشر
18 • لا تغلق باب الإجابةبالمعصية ..
19 • الصبر والصلاة خير ما يعينك على المصائب والمتاعب والواجبات ..
20 • تجنب الظنون السيئة،تُريح وتستريح ..
21 • سبب كل هم، الإعراض عن الله، فأقبل عليه ..
22 • صَلِّ صلاةً تدخل معك قبرك..
23 • إذا سمعت من يغتاب فقل له: اتق الله..
24 • داوم على تلاوة سورة تبارك فهي منجية..
25 • المحروم، من حرم صلاة خاشعة وعينا دامعة..
26 • لا تلاحق المؤمنين الغافلين بالأذى ..
27 • اجعل الحب كله لله ولرسوله وخالق الناس بخلق حسن ..
28 • سامح من اغتابك، فإنه أهدى إليك حسناته..
29 • الصلاة والتلاوة والذكر نور في وجهك وانشراح في صدرك وتوفيق في عملك .
30 • من تذكر حر النار صبر عن دواعي المعصية..
31 • مادام الليل ينجلي، فإن الهم سيزول، ويُبدل الضيق فرجا والعسر يسرا..
32 • اهجر "قيل وقال" فعندك من الأعمال كالجبال ..
33 • صل بخشوع فكل ما ينتظرك أقل شأنا من الصلاة..
34 • اجعل المصحف عند رأسك، فقراءة آية خير من الدنيا وما فيها..
35 • الحياة جميلة وأجمل منها أنت بإيمانك...
لماذا يختار الميت "الصدقة" لو رُجع للدنيا كما قال تعالى :
(رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق)..
ولم يقل: فأعتمر.. أو فأصلي .. أو فأصوم ..
قال أهل العلم : ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته ..
فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته..
وأفضل صدقة تفعلها الآن هي : نشر هذه الرسالة بنية الصدقة لأن كل من يعمل بما فيها وينصح به الناس فلك أجره بإذن الله..🌹
20 notes
·
View notes
Text
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
[ سورة البقرة ]
رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا أى: ربنا يا واسع العفو والمغفرة لا تؤاخذنا أى لا تعاقبنا إِنْ نَسِينا أمرك ونهيك أَوْ أَخْطَأْنا ففعلنا خلاف الصواب جهلا منا بوجهه الشرعي. فهؤلاء الذين اتقوا ربهم، فصفت نفوسهم، وطهرت قلوبهم، وخشعت جوارحهم، يتضرعون إلى الله أن يغفر لهم ما فرط منهم نسيانا أو خطأ، وذلك لأن المؤمن عند ما يصل إلى هذه الدرجة من التقوى والصفاء يشعر بأن الله- تعالى- يحاسبه على مالا حساب عليه، ويشعر بأن حسناته- مهما كثرت- فهي قليلة بجانب هفواته وسيئاته، فهو لشدة خشيته من الله يرجح جانب المؤاخذة على جانب العفو فيكثر من الضراعة والدعاء.
رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا.
الإصر: في اللغة الثقل والشدة. مأخوذ من أصر بمعنى حبس، فكأنه يحبس صاحبه في مكانه فيمنعه من الحركة.
المعنى: أن أولئك يضرعون إلى الله- تعالى- ألا يلقى تكاليف وأعباء شديدة، يثقل عليهم حملها ويعجزون عن أدائها، كما كان الحال بالنسبة للذين سبقوهم فقد كلف الله- تعالى- بنى إسرائيل بتكاليف شاقة ثقيلة بسبب تعنتهم وفسوقهم عن أمره، ومن ذلك تكليفهم بقتل أنفسهم إذا أرادوا أن يتوبوا توبة صادقة، وتحريم بعض الطيبات عليهم بسبب ظلمهم قال- تعالى-: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ
الطاقة: اسم لمقدار ما يمكن للإنسان أن يفعله بمشقة، وذلك تشبيه بالطوق المحيط. لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ أى ما يصعب علينا مزاولته، وليس معناه لا تحملنا ما لا قدرة لنا به. فالطاقة على هذا تكون فيما فعله بأقصى القدرة والقوة.
أى: ونسألك يا ربنا ألا تحملنا ما هو فوق طاقتنا وقدرتنا من المصائب والعقوبات وغير ذلك من الأمور التي لا نستطيعها. وهذا الدعاء هو تدرج مترتب على الدعاء السابق، فهم هنا يلتمسون منه- سبحانه- ألا ينزل بهم ما هو فوق قدرتهم وطاقتهم من بلايا ومحن، بعد أن التمسوا منه ألا يكلفهم بتكاليف شاقة ثقيلة كما كلف الذين من قبلهم.
وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنا، وَارْحَمْنا أى نسألك يا ربنا أن تعفو عنا بأن تمحو عنا ما ألممنا به من ذنوب وتتجاوز عنها، وأن تغفر لنا سيئاتنا بأن تسترها ولا تفضحنا بإظهارها فأنت وحدك الغفار الستار. وأن ترحمنا برحمتك السابقة التي شملت كل شيء، فإننا مع تقصيرنا في طاعتك نأمل ألا تحرمنا من رحمتك
دعوات تدل على رقة إحساسهم، ونقاء نفوسهم، وشدة خشيتهم من ربهم، وشعورهم نحوه بالتقصير مهما قدموا من أعمال صالحة.
أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ أى: أنت مولانا وناصرنا وحافظنا ومعيننا وممدنا بالخير والهدى فانصرنا يا ربنا على القوم الكافرين لكي تكون كلمتك هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى. وقولهم: أَنْتَ مَوْلانا يدل على نهاية خضوعهم وتذللهم وطاعتهم لله رب العالمين، لأنهم قد اعترفوا بأنه- سبحانه- هو المتولى لكل نعمة يصلون إليها.
والله نسأل أن ينفعنا بها وبكتابه الكريم، وأن يجعل أقوالنا وأعمالنا خالصة لوجهه، ونافعة لعباده. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا وبصائرنا، وجلاء همنا وحزننا، وأعنا على إتمام ما قصدناه بفضلك ورعايتك يا أكرم الأكرمين. وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على طريقته إلى يوم الدين.
..29nov23/328
8 notes
·
View notes
Text
{ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
[ سورة آل عمران : 186 ]
بين الله تعالى للمؤمنين أنهم سيتعرضون فى المستقبل للمحن والآلام كما تعرضوا لذلك فى أيامهم الماضية ، وأن ��ن الواجب عليهم أن يتقبلوا ذلك بعزيمة صادقة ، وصبر جميل فقال - تعالى
لَتُبْلَوُنَّ في أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذين أشركوا أَذًى كَثِيراً لَتُبْلَوُنَّ: جواب قسم محذوف أى : والله لتبلون أى لتختبرن .
يعني لتعاملن معاملة المختبر والممتحن ليظهر ما عندكم من الثبات على الحق، ومن التمسك بمكارم الأخلاق ، فإن المصائب محك الرجال. وإنما أخبرهم - سبحانه - بما سيقع لهم من بلاء ، ليوطنوا أنفسهم على احتماله عند وقوعه ، وليستعدوا لتلقيه من غير فزع أو جزع ، فإن الشدة المتوقعة يسهل احتمالها ، أما الشدة التى تقع من غير توقع فإنها يصعب احتمالها.
والمعنى : لتبلون - أيها المؤمنون - ولتختبرن في أَمْوَالِكُمْ بما يصيبها من الآفات ، وبما تطالبون به من إنفاق فى سبيل إعلاء كلمة الله، ولتختبرن أيضاً فى أنْفُسِكُمْ بسبب ما يصيبكم من جراح وآلام من قبل أعدائكم ، وبسبب ما تتعرضون له من حروب ومتاعب وشدائد ، وفضلا عن ذلك فإنكم وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وهم اليهود والنصارى وَمِنَ الذين أشركوا وهم كفار العرب ، لتسمعن من هؤلاء جميعا أَذًى كَثِيراً كالطعن فى دينكم ، والاستهزاء بعقيدتكم ، والسخرية من شريعتكم والاستخفاف بالتعاليم التى أتاكم بها نبيكم ، والتفنن فيما يضركم . وقد رتب - سبحانه - ما يصيب المؤمنين ترتيبا تدريجيا ، فابتدأ بأدتى ألوان البلاء وهو الإصابة فى المال ، فإنها مع شدتها وقسوتها على الإنسان إلا أنها أهون من الإصابة فى النفس لأنها أغلى من المال ، ثم ختم ألوان الابتلاء ببيان الدرجة العليا منه وهى التى تختص بالإصابة فى الدين ، وقد عبر عنها بقوله : وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذين أشركوا أَذًى كَثِيراً. وإنما كانت الإصابة فى الدين أعلى أنواع البلاء ، لأن المؤمن الصادق يهون عليه ماله ، وتهون عليه نفسه، ولكنه لا يهون عليه دينه ، ويسهل عليه أن يتحمل الأذى فى ماله ونفسه ولكن ليس من السهل عليه أن يؤذى فى دينه. ولقد كان أبو بكر الصديق مشهورا بلينه ورفقه. ولكنه مع ذلك - لقوة إيمانه - لم يحتمل من "فنحاص" اليهودى أن يصف الخالق - عز وجل - بأنه فقير ، فما كان من الصديق إلا أن شجَّ وجه فنحاص عندما قال ذلك القول الباطل. وقد جمع - سبحانه - بين أهل الكتاب وبين المشركين فى عداوتهم وإيذائهم للمؤمنين، للإشعار بأن الكفر ملة واحدة، وأن العالم بالكتاب والجاهل به يستويان فى معاداتهم للحق، لأن العناد إذا استولى على القلوب زاد الجاهلين جهلا وحمقا، وزاد العالمين حقداً وحسداً. ثم أرشد - سبحانه - المؤمنين إلى العلاج الذى يعين على التغلب على هذا البلاء فقال :
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور . أى : وإن تصبروا على تلك الشدائد، وتقابلوها بضبط النفس، وقوة الاحتمال، وَتَتَّقُواْ الله فى كل ما أمركم به ونهاكم عنه ، تنالوا رضاه - سبحانه - وتنجوا من كيد أعدائكم . والإشارة فى قوله فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور تعود إلى المذكور ضمنا من الصبر والتقوى ، أى فإن صبركم وتقواكم من الأمور التى يجب أن يسير عليها كل مؤمن، لأنها تؤدى إلى النجاح والظفر. وقوله فَإِنَّ ذلك مِنْ عَزْمِ الأمور دليل على جواب الشرط. والتقدير : وإن تصبروا وتتقوا تنالوا ثواب أهل العزم فإن ذلك من عزم الأمور .
الآية فيها إيقاظ المؤمنين ، وتنبيههم إلى سنة من سنن الحياة، وهى أن أهل الحق لا بد من أن يتعرضوا للابتلاء والامتحان، فعليهم أن يوطنوا أنفسهم على تحمل كل ذلك، لأن ضعفاء العزيمة ليسوا أهلا لبلوغ النصر . ولقد بين النبى صلى الله عليه وسلم أن قوة الإيمان وشدة البلاء متلازمان،
..
12 notes
·
View notes
Text
موعظة وليست شماتة
قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [الشورى]
يرى بعض الناس أن الحديث عن العقوبة وأن المصائب بسبب الذنوب عند حصول حوادث عظيمة مثل الزلازل خطاب غير مناسب وهو أشبه بالشماتة أو التألِّي على الله عز وجل أو تزكية النفس في مقابل المبتلى إذ أصابه البلاء ولم يصبك..
والحق أن المؤمن إذا صحت عقيدته يعلم أن في هذا الخطاب من المواساة أعظم مما في غيره.
فالمسلم يؤمن أن المصائب كفارات لأهلها كما وردت بذلك الأخبار، وهذا يخفف على الإنسان المرشح للبلاء ويجعله أكثر استعدادًا..
ويخفِّف عن الإنسان الذي فقد عزيزًا إذا قيل له إن تلك كفارة وشهادة إذا مات تحت الهدم كما ورد في الحديث المخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله".
وهذا الضرب من العزاء يملكه أهل الإيمان دون غيرهم، لهذا قال النبي ﷺ: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".
قوله: "ليس منا" لأن الكفار الذين لا يؤمنون بالبعث لا يؤمنون بلقاء بعد الموت ولا كفارة لمصيبة، لهذا كان فقد الأحبة عليهم أشد ما يكون، فيخفِّفون عن أنفسهم بهذه السلوكيات التي تُظهِر الجزع ولا تغني عنهم شيئًا ولهذا كان الرافضة من أقل الناس عقلا إذ يظهرون الجزع على مصاب من يعتقدون أنه بالجنة ويخاطبونه خطاب الحاضر في كل مكان وزمان .
ثم إن في هذا الخطاب موعظةً لمَن بقي أن يحسن، فالمصيبة واقعة واقعة فالانتفاع بها لتقويم السلوك أمر حسن.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14/ 11): "وفي هذا الشهر أراق ملك التتر أبو سعيد الخمور وأبطل الحانات، وأظهر العدل والإحسان إلى الرعايا، وذلك أنه أصابهم برد عظيم وجاءهم سيل هائل فلجأوا إلى الله عز وجل، وابتهلوا إليه فسلموا فتابوا وأنابوا وعملوا الخير عقيب ذلك".
وقال الصفدي في أعيان العصر وهو يتكلم عن هذا الملك التتري المسلم: "وأبطل كثيرًا من المكوس وأطلق جماعة من الحبوس، وأراق الخمور، وصمم في من شربها على أمور، وهدم ما في بغداد من الكنائس، وتتبع من له في دين الإسلام دسائس، وخلع على من أسلم من الذمة، وجعل الترغيب في الدخول للإسلام من الأمور المهمة، وأسقط ما في ممالكه من مكوس الثمار�� ولم يدع فيها أحدًا يتعرض لهذا السبب إلى أخذ درهم ولا دينار".
والمكوس هي الضرائب، وقد جرت عادة أهل العلم بتخويف الناس ووعظهم عند مثل هذا كما حصل من عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز.
وقد اعتاد كثير من الناس أن يواجهوا الوعظ بتعاقلات باردة مثل قولهم: (هؤلاء هم الكفار لماذا لا يحصل معهم هذا؟) والكافر له عذاب مدخر في الآخرة، والمؤمن يستعتب، والكافر إن وقع له شيء من ذلك فهذا أول عذابه وما ينتظره في الآخرة أشد.
وبعضهم يقول: (ما ذنب الأطفال والمساكين؟) فيقال له: لأنهم لا ذنب لهم فلهم عند ربهم الجزاء الأوفى وربك أرحم بهم من الناس إذا أخذهم عنده.
فخطاب يسلِّي المصاب ويعينه على الاحتساب ويحثُّ من سلم على طريق الخير والتوبة والأوبة قد يكون أنفع للناس من المساعدات المالية -على أهميتها-، بل ذلك أنفع، ولا بد من جمع الخير كله معنويًّا وماديًّا لمن أصيب من أخوتنا.
..................................................................
3 notes
·
View notes
Text
التصنيف:خواطـر دعوية

قال صلى الله عليه وسلم " ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (مسجد المدينة) شهرا..، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام .
ومن هذا الكلام الجامع يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلي حق من حقوق الأخوة، وواجب من واجباتها التي بها تحفظ الأخوة وتدوم المحبة، وتستمر المودة ألا وهو قضاء حوائج المسلمين!!
وهذا الباب عظيم النفع جليل القدر كثير الأجر، فإن قضاء الحوائج واصطناع المعروف من أعظم أبواب البر التي أمر الله المسلمين بالتعاون عليها في قوله: {وتعاونوا على البر والتقوى}.
والدعوة إلى ذلك واضحة في كلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
إن الله تعالى خلق الخلق وكان من سننه الكونية فيهم أنه فاضل بينهم في الشرف والجاه، والعلم والعبادة، والغنى والسلطان، وسخر بعضهم لبعض ليتحقق الاستخلاف وتعمير الأرض "(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْض�� دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) (الأنعام:165) وقال سبحانه: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(الزخرف:32) ففي شكوى الفقير ابتلاء للغني، وفي انكسار الضعيف امتحان للقوي، وفي حاجة الملهوف اختبار لذوي الجاه والسلطان؛ ولذلك كان من السنن الشرعية ومحبوبات الدين الحث على قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وبذل الشفاعات.
والدين حسن عبادة لله وحسن معاملة مع المخلوقين، وإعانة الخلق والإحسان إليهم من أعظم ما تستجلب به النعم وتستدفع به النقم كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "فما استجلبت نعم الله ولا استدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان إلي خلقه" (الجواب الكافي).
ونفع الناس وكشف كرباتهم من صفات النبيين والمرسلين وأهل المروءات.. وقبل ذلك هي صفة من صفات رب الأرض والسموات، امتدح بها نفسه فقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}(النمل:62)
فهذا موسى عليه السلام حين استغاثه الإسرائيلي سارع بإغاثته، وعندما وصل إلى مدين وورد ماءه وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان، فما منعه ما كان فيه من الخوف والغربة والحاجة أن يقدم المعروف ويبذل الإحسان {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}(القصص:24)
وكان يوسف عليه السلام من المحسنين كما قال ذلك صاحباه في السجن وذكر ذلك سبحانه في قوله تعالى: {إنا نراك من المحسنين}.. قال الضحاك: كان إحسانه إذا مرض رجل في السجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكان وسع له، وإذا احتاج أحد سأل وجمع له.
وسيد الكل محمد صلى الله عليه وسلم جمع المروءة كلها وكان يسعى لي حاجات الخلق حتى صار ذلك وصفه وسمته.. قالت خديجة رضي الله عنها: "والله لا يخزيك الله أبدا..إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق .
وفي حديث جابر: ما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا قط فقال لا. متفق عليه.
وإن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيده فما يزال معها حتى يقضي لها حاجتها.
وعن ابنة لخباب بن الأرت رضي الله عنها وعن أبيها قالت: "خرج أبي من سرية فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدنا حتى يحلب عنزة لنا في جفنة فتمتلئ حتى تفيض".
وكان أبو بكر يحلب لضعفاء الحي أغنامهم فلما جاءته الخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا. فقال: إني لأرجو ألا يخرجني ما دخلت فيه من الخلافة عن شيء كنت أفعله قبلها.
وكان عمر يتعاهد العجائز، ورآه طلحة يخرج يوما من بيت امرأة فدخل فإذا هي عجوز عمياء، فقال: ما يفعل هذا الرجل عندك؟ قالت: هذا منذ كذا وكذا يتعاهدنا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى.
كان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم يشتري لهن الحوائج وما يصلحهن.
وقال مجاهد: صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني.
فأهل المروءة والنجدة لا يمكنهم أن يروا مضطرا إلا أجابوه، ولا محتاجا إلا أعانوه، ولا ملهوفا إلا أغاثوه، فإن هذا من أصول المروءة كما قال ميمون بن مهران رحمه الله: "أول المروءة طلاقة الوجه، والثاني التودد، والثالث قضاء الحوائج" . وقال الثوري: "المروءة: الإنصاف من النفس.. والتفضل.
بل إن من المصائب عند ذوي المروءات ألا يقصدهم الناس لقضاء حوائجهم.. اسمع إلى حكيم بن حزام يقول: "ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب".
إن المعروف ذخيرة الأبد، والسعي في شئون الناس زكاة أهل المروءات، فإن استطعت أن تقضي حاجة أخيك بنفسك فافعل، وإلا فكن كعبد الله بن عثمان شيخ الإمام البخاري حيث يقول: "ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان".
قال تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا )(النساء: من الآية85)"
قال مجاهد : نزلت هذه الآية في شفاعات الناس بعضهم ببعض .
قال ابن كثير: أي من يسع في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب في ذلك.
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء "
والمقصود السعي، ومن شفع ولم تقبل شفاعته فلا بأس وقد أحسن، وقد ردت شفاعة من هو أعظم منك ومن كل الناس"صلى الله عليه وسلم " فقد شفع لمغيث عند بريرة : فقال لو راجعت زوجك فإنه أبو ولدك، فقالت: يارسول الله أتأمرني، قال إنما أنا شافع، قالت: "فلا حاجة لي فيه"
ومجرد السعي مع المسلم خير من اعتكافك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شهرا.
وظاهر الحديث أنه كذلك حتى ولو لم تقض تلك الحاجة.
ولذلك لما أرسل الحسن نفرا من أصحابه في حاجة لرجل وقال مروا على ثابت فخذوه معكم، فأتوا ثابتا فأخبروه فقال: إني معتكف، فرجعوا إلى الحسن. فقال لهم: قولوا له يا أعمش! أما تعلم أن مشيك في قضاء حوائج المسلمين خير لك من حجة بعد حجة. فرجعوا إلى ثابت فترك اعتكافه وخرج معهم.
منافع قضاء الحوائج:
السعي في منافع ��لناس فيه فوائد كثيرة:
من يصنع المعروف لا يعدم جوازيه ..... لا يذهب العرف بين الله والناس
تثبيت القدم في الآخرة
فإذا سعيت في قضاء حوائج الناس فإذا قضيت فإن أول ما يحصله الساعي والشافع ما ذكره صلى الله عليه وسلم بقوله : "ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام". وهذا يوم القيامة على الصراط الذي هو دحض مزلة أدق من الشعرة، وأحد من السيف، وأح�� من الجمر.
ومن هذه المنافع:
- أن ييسر الله عسرك
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
- أن يفرج الله عليك كرب يوم القيامة:
ففي صحيح مسلم: [من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة].
وفي صحيح مسلم أيضا أن أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه. ثم وجده. فقال: إني معسر. فقال: آلله؟ قال: آلله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه).
- أن يعينك الله في قضاء حوائجك:
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ومن كان الله في حاجته قضاها ويسرها ووفقه فيها، فما أجمل هذا من باب نلجه ليقضي الله حوائجنا.
- أن يحفظك الله من مصارع السوء:
روى ابن حبان في صحيحه: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه: "صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكئا".
وما أحسن ما قال الشاعر
اقض الحوائج ما استطعت ********** و كــن لهم أخيك فارج
فلخــير أيـــــام الفــــــــتـى ********** يوم قضى فيه الحوائج
ولم أر كالمعروف أما مذاقه ............ فحلو وأما وجهه فجميل
1 note
·
View note
Text
المؤمن مأمور عند المصائب أن يصبر ويسلم ، وعند الذنوب أن يستغفر ويتوب
- ابن تيمية
0 notes
Photo
وفي رواية " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " .
حديث بن عَبَّاسٍ وَهُوَ حَدِيثٌ جَلِيلٌ يَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهِ وَالْإِكْثَارُ مِنْهُ عِنْدَ الْكُرَبِ وَالْأُمُورِ الْعَظِيمَةِ قَالَ الطَّبَرِيُّ كَانَ السَّلَفُ يَدْعُونَ بِهِ وَيُسَمُّونَهُ دُعَاءَ الْكَرْبِ فَإِنْ قِيلَ هَذَا ذِكْرٌ وَلَيْسَ فِيهِ دُعَاءٌ فَجَوَابُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ مَشْهُورَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّ هَذَا الذِّكْرَ يُسْتَفْتَحُ بِهِ الدُّعَاءِ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ وَالثَّانِي جَوَابُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ أَمَا عَلِمْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى من شغله ذكرى عن مسئلتى أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ وَقَالَ الشَّاعِرُ … إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا … كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّنَاءُ … شرح النووي على مسلم
الفوائد المستنبطة من الحديث: 1- استحباب الدُّعَاء عند الهمِّ أو الغمِّ أو الحُزن بهذا الذِّكْر. 2- مشروعية الدعاء بأسماء الله الحسنى. 3- وجوب الفزع إلى الله بالدُّعَاء عند نزول المصائب والكروب. 4- استحباب البَداءة في الدُّعَاء بالثناء على الله سبحانه وتعالى. 5- كلما أثنى الداعي على الله أكثر، كان أقرب للإجابة. 6- كان كثير من دُعَاء النبي صلى الله عليه وسلم ثناءً على الله بما هو أهله. 7- المؤمن لا بد أن يُبتلى في دنياه، ويكون الابتلاء على قدر الإيمان. 8- إثبات اسمَي «العظيم، والحليم» لله سبحانه وتعالى. 9- حرَص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه رضي الله عنهم: كيف يلجؤون إلى الله عز وجل في الكُرُبات؟ 10- تقرير مبدأ الإيمان بالعرش، وأنه عظيمٌ كريم. دعاء الكرب
()Hadith Translation/ Explanation : English French Spanish Turkish Urdu Indonesian Bosnian Russian Bengali Chinese Persian Tagalog Indian Sinhala Kurdish Portuguese: https://hadeethenc.com/en/browse/hadith/5141
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدعو عِندَ الكَربِ يقولُ : ( لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِوالأرضِ، وربُ العرشِ العظيمِ ) . صحيح البخاري ومسلم
Narrated Ibn `Abbas: The Prophet (ﷺ) used to invoke Allah at the time of distress, saying, “La ilaha illal-lahu Al-`Azim, al- Halim, La ilaha illal-lahu Rabbu-s-samawati wal-ard wa Rabbu-l-arsh il-azim.” Sahih AlBukhary & Muslim
Sahih al-Bukhari 6345 In-book reference : Book 80, Hadith 42 USC-MSA web (English) reference : Vol. 8, Book 75, Hadith 356 Sahih Muslim 2730 a In-book reference : Book 48, Hadith 113 USC-MSA web (English) reference : Book 35, Hadith 6582
#حديث#أحاديث نبوية#ذكر#أذكار#الكرب#الهم#الغم#كرب#رسول الله صلى الله عليه وسلم#صلى الله عليه وسلم#اللهم صل وسلم على نبينا محمد#دعاء#الدعاء#فلسطين#غزة تحت القصف#إدلب#حديث شريف#hadeth#hadith#sunnah#reblog#islam#muslim#distress#prophet#sadness#prophet muhammad#prophet muhammed pbuh#palestine#gaza
2K notes
·
View notes
Text
•
﴿إنّ اللهَ يُدافِعُ عن الّذينَ آمَنوا﴾
كم من الطمأنينة التي تتسلّل إلى قلب المؤمن وهو يتدبّر هذه الآية!
الله-ليس غيره-يدافع عن الذين آمنوا.
عند المصائب يُلهمهم الصبر، ويُعدّ لأعدائهم أشدّ المكر، ويجعل عاقبة أوليائه أعظم النصر.
هذا غير ما ينتظرهم في الآخرة من عظيم الثواب والأجر .
.. د.بندر الشراري..
https://t.me/alfrdosmtlbi
0 notes
Text
*القابضون على الجمر*:
٣٥ نصيحة تعيش بها سعيداً مرتاح البال
• ابدأ يومك بصلاة الفجر
وأذكار الصباح وتوكل
ليحصل لك الانشراح
واليسر والفلاح ..
1 • واصل الأستغفار فإنه
يمحو الذنوب ويجلب الرزق
2 • لا تقطع الدعاء فإنه حبل
النجاة..
3 • تذكر أن كلماتك تكتبها
الملائكة..
4 • تفاءل ولو كنت في عين
العاصفة..
5 • جمال الأصابع في عقدها
بالتسبيح ..
6 • إذا أقبلت الهموم وتكاثرت
الغموم فقل: "لا إله إلا الله"..
7 • اشتر بالمال دعاء الفقراء
وحب المساكين ..
8 • سجدة مطمئنة خاشعة
أفضل من ذهب الأرض ..
9 • فكر قبل إخراج الكلمة ؛
فرُبَّ كلمة قاتلة..
10 • احذر دعوة المظلوم
ودمعة المحروم ..
11 • قبل قراءة الكتب
والجرائد والمجلات ، اقرأ
القرآن..
12 • كن سبباً لاستقامة أهلك..
13 • جاهد نفسك على
الطاعة ، فإن النفس
أمارة بالسوء ..
14 • قبِّلْ كفوف والديك ، تنل
الرضوان ..
15 • ملابسك القديمة، جديدة
عند ال��قراء ..
16 • لا تغضب ، ولا تُباغِض ،
ولا تقطع ما أمر الله به أن
يوصل؛ فالحياة أقصر مما
تتصور ..
17 • معك أقوى الأقوياء
وأغنى الأغنياء، إنه (الله)
جل جلاله ؛ فثق وأبشر
18 • لا تغلق باب الإجابة
بالمعصية ..
19 • الصبر والصلاة خير ما
يعينك على المصائب
والمتاعب والواجبات ..
20 • تجنب الظنون السيئة،
تُريح وتستريح ..
21 • سبب كل هم، الإعراض
عن الله، فأقبل عليه ..
22 • صَلِّ صلاةً تدخل معك
قبرك..
23 • إذا سمعت من يغتاب
فقل له: اتق الله..
24 • داوم على تلاوة سورة
الملك فهي منجية..
25 • المحروم، من حرم صلاة
خاشعة وعينا دامعة..
26 • لا تلاحق المؤمنين
الغافلين بالأذى ..
27 • اجعل الحب كله لله
ولرسوله وخالق الناس
بخلق حسن ..
28 • سامح من اغتابك، فإنه
أهدى إليك حسناته..
29 • الصلاة والتلاوة والذكر
نور في وجهك وانشراح
في صدرك وتوفيق في
عملك .
30 • من تذكر حر النار صبر
عن دواعي المعصية..
31 • مادام الليل ينجلي، فإن
الهم سيزول، ويُبدل
الضيق فرجا والعسر يسرا..
32 • اهجر "قيل وقال" فعندك
من الأعمال كالجبال ..
33 • صل بخشوع فكل ما
ينتظرك أقل شأنا من
الصلاة..
34 • اجعل المصحف عند
رأسك، فقراءة آية خير من
الدنيا وما فيها..
35 • الحياة جميلة وأجمل
منها أنت بإيمانك...
لماذا يختار الميت *"الصدقة"* لو رُجع للدنيا كما قال تعالى :
(رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق).. ولم يقل: فأعتمر.. أو فأصلي .. أو فأصوم ..
قال أهل العلم : ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته ...
فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته ...
وأفضل صدقة تفعلها الآن هي : نشر هذه الرسالة بنية الصدقة لأن كل من يعمل بما فيها وينصح به الناس فلك مثل أجره بإذن الله ...🌹👍
لا تحتفظ بها في جوالك لعلها تَصِلُ قلباً واعياً ...
1 note
·
View note
Text
بيان أسباب الهزيمة وما قد تؤدي إليه من نتائجالحمد لله الواسع العليم العلي العظيم المتصرف في خلقه بما تقتضيه حكمته ورحمته فهو الحكيم الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل العظيم والخير العميم، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله المبعوث بالهدى والرحمة والصبر واليقين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.أما بعد أيها الناس:اتقوا الله وآمنوا بقضائه وقدره، واعلموا أن ما يقضيه الله في خلقه فإنه صادر عن مقتضى حكمته ورحمته لا يخلق شيئاً سدى ولا يقدر شيئاً إلا رحمة بالعباد، فإن رحمته سبقت غضبه، ولا يقضي لعباده المؤمنين إلا ما هو خير لهم، فإن المؤمن إما أن يصاب بسراء ونعمة فيقوم بالشكر لله تعالى فيكون ذلك خيراً له، وإما أن يصاب بضراء ونقمة فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر من الله ويعلم أن لله في ذلك من الحكمة ما لا تدركه العقول ويكون بالصبر على المصائب خير له، وقد يقدر الله الأمر يكرهه الناس فينتج عن ذلك من المصالح ما تتبين به حكمة الله تعالى ورحمته قال الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:216] فالمقاتل مثلاً يحب الانتصار على عدوه والظهور عليه، ولكن قد تأبى ذلك حكمة الله فيغلب ويهزم وينتصر عليه عدوه فيكره ذلك ويمتعض منه، ولكن قد يكون في هذه الهزيمة خير كثير تظهر نتائجه إما عاجلاً وإما آجلاً، وذلك أن الهزيمة تمحيص وابتلاء فقد يكون المهزوم مسرفاً على نفسه مقصرا في حق ربه فتكون الهزيمة تأديباً له وتكفيراً لسيئاته، وقد يكون المهزوم مفتخرا بنفسه معجبا بقوته الداخلية والخارجية فيهزمه الله ليعرف بذلك قدر نفسه وأنه ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بالله الذي بيده أزمة الأمور ونواصي ال��لق، وقد يهزم الجنود بسبب تفرقهم واختلاف كلمتهم فتكون الهزيمة سبباً لمعرفة الداء الذي أصيبوا منه، فيسعون في إزالة هذا الداء ويجمعون كلمتهم ويوحدون صفوفهم. وقد بين الله تعالى في كتابه هذه الأسباب الثلاثة للهزيمة ليحذر الناس منها، ففي غزوة أحد حصل من بعض المسلمين مخالفة فيما أمروا أن يكونوا فيه فحصلت الهزيمة عليهم قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران:166]. وذكر لذلك حكماً عظيمة، وفي حنين أعجب المسلمون بكثرتهم وكانوا اثنى عشر ألفاً فقال بعضهم: لن نغلب اليوم من قلة، فقال تعالى مخبرا عن ذلك: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شيئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[التوبة:25،26]. والحكمة في ذلك أن يعلم العباد أن النصر من عند الله تعالى وأن الأسباب ليست وحدها هي الكافية في الانتصار ودحر الأعداء، خصوصاً إذا افتخر العبد بها ونسي أن الأمور كلها بإذن الله، وإن العبد إذا وكل إلى قوته وكل إلى ضعف وعجز وعورة، أما التنازع والتفرق فهو أيضاًً من أسباب الهزيمة قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال:46]. فإذا كانت هذه الأمور الثلاثة من أسباب الهزيمة فإن الجنود المخلصين لا بد أن يتأملوا الأسباب، ومن أين حصلت هزيمتهم ثم ليسعوا في القضاء على الداء فتكون النتيجة خيراً ويكون المهزوم أوعى وأبعد نظراً مما كان قبل هزيمته، ويكون في الهزيمة من المصالح أضعاف أضعاف النصر يقول الله تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شيئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[البقرة:216]. والإنسان قد يحب أن ينال شيئاً من المال ويطمع في ذلك ثم يصرف عنه ولا يحصل له فيندم على ذلك، ولكن عندما يراجع نفسه يقول لعل الله صرفه عني لخير أراده لي فيزول ندمه ويطمئن قلبه. ففوات المحبوب أيها المسلم قد يكون خيراً لك كما أن حصول المكروه قد تكون عاقبته خيراً، والله تعالى يقدر هذا وهذا، فمن وفق للرضا بقضاء الله وقدره نال الخير والطمأنينة وراحة البدن، ومن فكر وقدر واعترض على القضاء ولم يرض فذلك القلق الهالك.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّ��ُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾ [الطلاق:12].
View On WordPress
0 notes
Text
٣٥ نصيحة تعيش بها ✌
سعيداً مرتاح البال 👍
للقاضي محمدبن اسماعيل العمراني
✌• ابدأ يومك بصلاة الفجر
وأذكار الصباح وتوكل
ليحصل لك الانشراح
واليسر والفلاح ..
1✌• واصل الاستغفار فإنه
يمحو الذنوب ويجلب الرزق
2✌• لا تقطع الدعاء فإنه حبل
النجاة..
3✌• تذكر أن كلماتك تكتبها
الملائكة..
4✌• تفاءل ولو كنت في عين
العاصفة..
5✌• جمال الأصابع في عقدها
بالتسبيح ..
6✌• إذا أقبلت الهموم وتكاثرت
الغموم فقل: "لا إله إلا الله"..
7✌• اشتر بالدراهم دعاء الفقراء
وحب المساكين ..
8✌• ��جدة مطمئنة خاشعة
أفضل من ذهب الأرض ..
9✌• فكر قبل إخراج الكلمة ؛
فرُبَّ كلمة قاتلة..
10✌• احذر دعوة المظلوم
ودمعة المحروم ..
11✌• قبل قراءة الكتب
والجرائد والمجلات ، اقرأ
القرآن..
12✌• كن سبباً لاستقامة أهلك..
13✌• جاهد نفسك على
الطاعة ، فإن النفس
أمارة بالسوء ..
14✌• قبِّلْ كفوف والديك ، تنل
الرضوان ..
15✌• ملابسك القديمة، جديدة
عند الفقراء ..
16✌• لا تغضب ، ولا تُباغِض ،
ولا تقطع ما أمر الله به أن
يوصل؛ فالحياة أقصر مما
تتصور ..
17✌• معك أقوى الأقوياء
وأغنى الأغنياء، إنه (الله)
جل جلاله ؛ فثق وأبشر
18✌• لا تغلق باب الإجابة
بالمعصية ..
19✌• الصبر والصلاة خير ما
يعينك على المصائب
والمتاعب والواجبات ..
20✌• تجنب الظنون السيئة،
تُريح وتستريح ..
21✌• سبب كل هم، الإعراض
عن الله، فأقبل عليه ..
22✌• صَلِّ صلاةً تدخل معك
قبرك..
23✌• إذا سمعت من يغتاب
فقل له: اتق الله..
24✌• داوم على تلاوة سورة
تبارك فهي منجية..
25✌• المحروم، من حرم صلاة
خاشعة وعينا دامعة..
26✌• لا تلاحق المؤمنين
الغافلين بالأذى ..
27✌• اجعل الحب كله لله
ولرسوله وخالق الناس
بخلق حسن ..
28✌• سامح من اغتابك، فإنه
أهدى إليك حسناته..
29✌• الصلاة والتلاوة والذكر
نور في وجهك وانشراح
في صدرك وتوفيق في
عملك .
30✌• من تذكر حر النار صبر
عن دواعي المعصية..
31✌• مادام الليل ينجلي، فإن
الهم سيزول، ويُبدل
الضيق فرجا والعسر يسرا..
32✌• اهجر "قيل وقال" فعندك
من الأعمال كالجبال ..
33✌• صل بخشوع فكل ما
ينتظرك أقل شأنا من
الصلاة..
34✌• اجعل المصحف عند
رأسك، فقراءة آية خير من
الدنيا وما فيها..
35✌• الحياة جميلة وأجمل
منها أنت بإيمانك...
لماذا يختار الميت "الصدقة" لو رُجع للدنيا كما قال تعالى :
(رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق).. ولم يقل: فأعتمر.. أو فأصلي .. أو فأصوم ..
قال أهل العلم : ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته .. فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته..
4 notes
·
View notes
Text
القابضون على الجمر:
٣٥ نصيحة تعيش بها سعيداً مرتاح البال
• ابدأ يومك بصلاة الفجر
وأذكار الصباح وتوكل
ليحصل لك الانشراح
واليسر والفلاح ..
1 • واصل الاستغفار فإنه
يمحو الذنوب ويجلب الرزق
2 • لا تقطع الدعاء فإنه حبل
النجاة..
3 • تذكر أن كلماتك تكتبها
الملائكة..
4 • تفاءل ولو كنت في عين
العاصفة..
5 • جمال الأصابع في عقدها
بالتسبيح ..
6 • إذا أقبلت الهموم وتكاثرت
الغموم فقل: "لا إله إلا الله"..
7 • اشتر بالمال دعاء الفقراء
وحب المساكين ..
8 • سجدة مطمئنة خاشعة
أفضل من ذهب الأرض ..
9 • فكر قبل إخراج الكلمة ؛
فرُبَّ كلمة قاتلة..
10 • احذر دعوة المظلوم
ودمعة المحروم ..
11 • قبل قراءة الكتب
والجرائد والمجلات ، اقرأ
القرآن..
12 • كن سبباً لاستقامة أهلك..
13 • جاهد نفسك على
الطاعة ، فإن النفس
أمارة بالسوء ..
14 • قبِّلْ كفوف والديك ، تنل
الرضوان ..
15 • ملابسك القديمة، جديدة
عند الفقراء ..
16 • لا تغضب ، ولا تُباغِض ،
ولا تقطع ما أمر الله به أن
يوصل؛ فالحياة أقصر مما
تتصور ..
17 • معك أقوى الأقوياء
وأغنى الأغنياء، إنه (الله)
جل جلاله ؛ فثق وأبشر
18 • لا تغلق باب الإجابة
بالمعصية ..
19 • الصبر والصلاة خير ما
يعينك على المصائب
والمتاعب والواجبات ..
20 • تجنب الظنون السيئة،
تُريح وتستريح ..
21 • سبب كل هم، الإعراض
عن الله، فأقبل عليه ..
22 • صَلِّ صلاةً تدخل معك
قبرك..
23 • إذا سمعت من يغتاب
فقل له: اتق الله..
24 • داوم على تلاوة سورة
تبارك فهي منجية..
25 • المحروم، من حرم صلاة
خاشعة وعينا دامعة..
26 • لا تلاحق المؤمنين
الغافلين بالأذى ..
27 • اجعل الحب كله لله
ولرسوله وخالق الناس
بخلق حسن ..
28 • سامح من اغتابك، فإنه
أهدى إليك حسناته..
29 • الصلاة والتلاوة والذكر
نور في وجهك وانشراح
في صدرك وتوفيق في
عملك .
30 • من تذكر حر النار صبر
عن دواعي المعصية..
31 • مادام الليل ينجلي، فإن
الهم سيزول، ويُبدل
الضيق فرجا والعسر يسرا..
32 • اهجر "قيل وقال" فعندك
من الأعمال كالجبال ..
33 • صل بخشوع فكل ما
ينتظرك أقل شأنا من
الصلاة..
34 • اجعل المصحف عند
رأسك، فقراءة آية خير من
الدنيا وما فيها..
35 • الحياة جميلة وأجمل
منها أنت بإيمانك...
لماذا يختار الميت "الصدقة" لو رُجع للدنيا كما قال تعالى :
(رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق).. ولم يقل: فأعتمر.. أو فأصلي .. أو فأصوم ..
قال أهل العلم : ما ذكر الميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته .. فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته..
وأفضل صدقة تفعلها الآن هي : نشر هذه الرسالة بنية الصدقة لأن كل من يعمل بما فيها وينصح به الناس فلك أجره بإذن الله..
لا تحتفظ بها في جوالك لعلها تَصِلُ قلباً واعياً مستقبلا
7 notes
·
View notes
Text
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
[ سورة البقرة ]
لا يُ��َلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها
الوسع: كما يقول الزمخشري-: ما يسع الإنسان، ولا يضيق عليه، ولا يحرج فيه، أى لا يكلفها إلا ما يتسع فيه طوقه، ويتيسر عليه دون مدى الطاقة والمجهود.
وهذا إخبار عن عدله، ورحمته كقوله- تعالى-: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ لأنه كان في إمكان الإنسان وطاقته أن يصلّى أكثر من الخمس، ويصوم أكثر من الشهر، ويجمع أكثر من حجة. فالآية تحكى لنا بعض مظاهر فضل الله علينا ورحمته بنا، حيث كلفنا بما تسعه قدرتنا، وتستطيعه نفوسنا،
لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ أى لها وحدها ثواب ما كسبت من حسنات بسبب أعمالها الصالحة، وعليها وحدها عقاب ما اكتسبت من سيئات بسبب أعمالها القبيحة.
قال الأستاذ الإمام محمد عبده: «لا شك أن الميل إلى الخير مما أودع في نفس الإنسان، والإنسان يفعل الخير بطبعه وتكون فيه لذته، ولا يحتاج إلى تكلف في فعل الخير، لأنه يعلم أن كل أحد يرتاح إليه ويراه بعين الرضا وأما الشر فإنه يعرض للنفس بأسباب ليست من طبيعتها ولا من مقتضى فطرتها ومهما كان الإنسان شريرا فإنه لا يخفى عليه أن الشر ممقوت عند الناس وصاحبه مهين عندهم.. وهكذا شأن الإنسان عند اقتراف كل شر يشعر في نفسه بقبحه، ويجد من أعماق سريرته هاتفا يقول له: لا تفعل، ويحاسبه بعد الفعل ويوبخه إلا في النادر..».
رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا أى: ربنا يا واسع العفو والمغفرة لا تؤاخذنا أى لا تعاقبنا إِنْ نَسِينا أمرك ونهيك أَوْ أَخْطَأْنا ففعلنا خلاف الصواب جهلا منا بوجهه الشرعي. فالذين اتقوا ربهم، فصفت نفوسهم، وطهرت قلوبهم، وخشعت جوارحهم، يتضرعون إلى الله أن يغفر لهم ما فرط منهم نسيانا أو خطأ، وذلك لأن المؤمن عند ما يصل إلى هذه الدرجة من التقوى والصفاء يشعر بأن الله- تعالى- يحاسبه على مالا حساب عليه، ويشعر بأن حسناته- مهما كثرت- فهي قليلة بجانب هفواته وسيئاته، فهو لشدة خشيته من الله يرجح جانب المؤاخذة على جانب العفو فيكثر من الضراعة والدعاء.
رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا
الإصر: في اللغة الثقل والشدة. مأخوذ من أصر بمعنى حبس، فكأنه يحبس صاحبه في مكانه فيمنعه من الحركة.
المعنى: أن أولئك يضرعون إلى الله- تعالى- ألا يلقى تكاليف وأعباء شديدة، يثقل عليهم حملها ويعجزون عن أدائها، كما كان الحال بالنسبة للذين سبقوهم فقد كلف الله- تعالى- بنى إسرائيل بتكاليف شاقة ثقيلة بسبب تعنتهم وفسوقهم عن أمره، ومن ذلك تكليفهم بقتل أنفسهم إذا أرادوا أن يتوبوا توبة صادقة، وتحريم بعض الطيبات عليهم بسبب ظلمهم قال- تعالى-: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
قال الرازي: والمؤمنون إنما طلبوا هذا التخفيف لأن التشديد مظنة التقصير. والتقصير موجب للعقوبة، ولا طاقة لهم بعذاب الله- تعالى- فلا جرم التمسوا السهولة في التكاليف .
رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ
الطاقة: كما يقول الراغب- اسم لمقدار ما يمكن للإنسان أن يفعله بمشقة، وذلك تشبيه بالطوق المحيط، فقوله- تعالى-: لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ أى ما يصعب علينا مزاولته، وليس معناه لا تحملنا ما لا قدرة لنا به». فالطاقة على هذا تكون فيما فعله بأقصى القدرة والقوة. أى: ونسألك يا ربنا ألا تحملنا ما هو فوق طاقتنا وقدرتنا من المصائب والعقوبات وغير ذلك من الأمور التي لا نستطيعها.
وهذا الدعاء هو تدرج مترتب على الدعاء السابق، فهم هنا يلتمسون منه- سبحانه- ألا ينزل بهم ما هو فوق قدرتهم وطاقتهم من بلايا ومحن، بعد أن التمسوا منه ألا يكلفهم بتكاليف شاقة ثقيلة كما كلف الذين من قبلهم.
وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنا، وَارْحَمْنا أى نسألك يا ربنا أن تعفو عنا بأن تمحو عنا ما ألممنا به من ذنوب وتتجاوز عنها، وأن تغفر لنا سيئاتنا بأن تسترها ولا تفضحنا بإظهارها فأنت وحدك الغفار الستار. وأن ترحمنا برحمتك السابقة التي شملت كل شيء، فإننا مع تقصيرنا في طاعتك نأمل ألا تحرمنا من رحمتك
دعوات تدل على رقة إحساس هؤلاء المؤمنين، ونقاء نفوسهم، وشدة خشيتهم من ربهم، وشعورهم نحوه بالتقصير مهما قدموا من أعمال صالحة.
أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ أى: أنت مولانا وناصرنا وحافظنا ومعيننا وممدنا بالخير والهدى فانصرنا يا ربنا على القوم الكافرين لكي تكون كلمتك هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى. أَنْتَ مَوْلانا يدل على نهاية خضوعهم وتذللهم وطاعتهم لله رب العالمين، لأنهم قد اعترفوا بأنه- سبحانه- هو المتولى لكل نعمة يصلون إليها.
..26nov23/321
9 notes
·
View notes
Text
خَلْقُ المَصائِبِ والآلامِ فيه مِن الحِكم ما لا يحيط بعلمه إ��ا الله، ومما اطَّلَعَنا الله عليه مما هو دال على ذلك :
1- أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ. البقرة / 214.
2- أن فيها دليلاً على ضعف الإنسان، وافتقاره الذاتي إلى ربه، ولا فلاح له إلا بافتقاره إلى ربه، وانطراحه بين يديه
3- المصائب سبب لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات قال صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطّت عنه بها خطيئة. رواه مسلم (2572)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ. الترمذي
4- ومن حكم المصائب عدم الركون إلى الدنيا ، فلو خلت الدنيا من المصائب لأحبها الإنسان أكثر ولركن إليها وغفل عن الآخرة ، ولكن المصائب توقظه من غفلته وتجعله يعمل لدار لا مصائب فيها ولا ابتلاءات
5- ومن أعظم حكم المصائب والإبتلاءات : التنبيه والتحذير عن التقصير في بعض الأمور ليتدارك الإنسان ما قصر فيه ، وهذا كالإنذار الذي يصدر إلى الموظف أو الطالب المقصر، والهدف منه تدارك التقصير ، فإن فعل فبها ونعمت، وإلا فإنه يستحق العقاب ، ولعل من الأدلة على ذلك قوله تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
6- قال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، الأنعام-42
قال الإمام السعدي رحمه الله : لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم السالفين والقرون المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا . فأخذناهم بالبأساء والضراء أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم . لعلهم يتضرعون إلينا ويلجأون عند الشدة إلينا .
7- والعبادة في الشدائد والفتن لها طعم وأجر خاص :
عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ، رواه مسلم ( 2948 ) .
قال الإمام النووي : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْعِبَادَة فِي الْهَرْج كَهِجْرَةِ إِلَيَّ، الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس، وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا، وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلا أَفْرَاد .
8- أن حصول النعمة بعد ألم ومشقة ومصيبة أعظم قدراً عند الإنسان .
فيعرف الإنسان قدر نعمة الله عليه في الصحة والعافية ، ويقدرها حق قدرها .
فمن فوائد المصائب : التذكير بنعم الله تعالى على الإنسان ، لأن الإنسان الذي خلق مبصراً – مثلاً – ينسى نعمة البصر ولا يقدرها حق قدرها، فإن ابتلاه الله بعمى مؤقت ثم عاد إليه بصره أحس بكل مشاعره بقيمة هذه النعمة، فدوام النعم قد ينسي الإنسان هذه النعم فلا يشكرها، فيقبضها الله ثم يعيدها إليه تذكيراً له بها ليشكرها.
بل إن في المصائب تذكيراً للإنسان ولغيره بنعم الله ، فإذا رأى الإنسان مجنوناً أحس بنعمة العقل، وإن رأى مريضاً أحس بالصحة، وإن رأى كافراً يعيش كالأنعام أحس بنعمة الإيمان، وإن رأى جاهلاً أحس بنعمة العلم، هكذا يشعر من كان له قلب متفتح يقظ، أما الذين لا قلوب لهم فلا يشكرون نعم الله بل يبطرون، ويتكبرون على خلق الله .
9- فوائد المصيبة أنها تنقذ الإنسان من الغفلة، وتنبه العبد على تقصيره في حق الله تعالى، حتى لا يظن في نفسه الكمال فيكون سبباً لقسوة القلب والغفلة قال تعالى : فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
10- ومن حكم الابتلاءات والشدائد: التمحيص
فالشدائد تكشف حقائق الناس وتميز الطيب من الخبيث، والصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، يقول الله الباري جلا شانه عن غزوة أحد وما نال المسلمين فيها، مبيناً جانباً من الحكمة في هذا الابتلاء: مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ
11- وليقوم المسلمون بإغاثة من تصيبهم المصائب من المسلمين فيؤجرون على ذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى، رواه البخاري (6011) ومسلم (2586) وقال :
لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى ي��حِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، رواه البخاري (13) ومسلم (45) .
منقول
..
14 notes
·
View notes