#الرضيعة

[abwelbraelahm]

سيده مغربيه تري آحلام كثيره سيئه عن طفلتها الرضيعة

الراقي الشرعي دكتور/ أبو البراء يوسف الاحمد ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 0032460220322

[artemisthehuntress95]

قد أفلح من تزكى

لدي هوس بالأصالة. لدي هوس بأصالة النفس والأفعال. بعد كل تصرف يصدر عني أتتبع بحرص منشأه ومرده، وأحاول الوقوف على درجة أصالته وصدوره عن نفسي الحقيقية أو صدوره عن تأثير العالم علي ومحاكاتي للآخرين.

ولقد عرفت للتو حقيقة لغوية مذهلة: كلمة شخص/ person أصلها اللاتيني per sonare، وتعني: القناع، وترجمتها الحرفية تشير للكيان الذي يعبر من خلاله الصوت/ sonare. الشخصية هي كيان مصنوع مختلق يعطي الصوت الإنساني الحقيقي وجودًا وهيئة.

واكتشفت أني انشغلت بالبحث عن ذلك الصوت الرهيف الكامن وراء الشخصية، أحاول استخلاصه كما يستخلص الورم من الأنسجة المحيطة بضربات المشرط واحدة تلو الأخرى؛ حتى يتبين سطحه ويمكن انتزاعه من مخبأه. تصورت أن عثوري على هذا الصوت، أقصى صور الوجود الإنساني نقاءً وأولية، سيمكنني من معرفة ذاتي الحقيقية، من معرفة نفسي والبناء على هذه المعرفة. من تجنب الادعاء، وهو ما أخشاه أكثر من خشيتي من الموت والألم. من مصاحبة نفسي، من التحكم بها إذ عرفت كنهها أخيرًا. ستُحل كافة المشاكل: الخوف والقلق والأفكار التي حاصرتني في دائرة مغلقة ما إن أعثر على شكلي الأولي وأنكب على دراسته.

غير أني لم أعثر عليه قط. رغم انشغالي بذلك لحد الهوس الذي أعماني كثيرًا عن العالم والناس. رغم أني تعللت بأن النظر الداخلي هو الوسيلة الصائبة للعيش الصحيح، لاختبار العالم ومعاملة الناس كما ينبغي. أنا أفعل ذلك من أجلكم فاتركوني أنغمس داخل نفسي كي أضبطها، وحينها سأكون الشخصية المثالية التي تحدث نفعًا ولا تحدث أذى.

ما حدث أن هذا الصوت راوغني. أتبين الطريق إليه من أثره؛ أراقب تصرفًا قمت به، أفكر في سبب قيامي به، أفكر في الدافع، أفكر في منشأ الدافع، يحيلني ذلك لسلسلة لا نهائية من الأسباب والمسببات، لا ينتج عن تفكيري فيها إلا شكي في أصالة كل أفعالي. أتوه في تلك الطرقات الداخلية دون العثور على أي معنى أو أي شىء ذي قوام صلب.

ينفجر قلب المريضة حنانًا ناحيتي، أنا ملاكها الذي تعلقت بملابسه وقت الولادة وردد صدى صرخاتها كلماتٍ من تشجيع وإعجاب ووعد بانتهاء الألم سريعًا. في رأس ملاكها شعور مستمر بالجوع وبالجفاف الذي لن يرويه ستون جالونًا من الماء. رغبة في الاستلقاء واللحاق بالصلوات الفائتة. رغبة في طرح الملابس الملوثة بدماء البشر وارتداء ملابس منعشة. رغبة في النوم! ضجر من الأيام المتشابهة وطموح لمكان آخر ورغبة في الصراخ مثلها. تبذل ملاكها المجهود كي تظل هيئتها الطبية متماسكة، تتخذ في كل لحظة قرارًا بالصبر والتعاطف والحنان والاحتمال. لا يأتيها كل ذلك طوعًا ولا تنسكب الأخلاق الحسنة من شخصيتها عفوًا وبتلقائية. كل ذلك قرارات جهيدة متعاقبة.

ولذلك حين تأتي المريضة في الأسبوع اللاحق لتبحث عني وتعرفني على طفلتها وتحتضنني وتمعن في محبتي يحاصرني سؤال الأصالة الشرس. إذا كان ما قدرته تلك المرأة هو قرارات مضنية -بالحلم والحنان والتعاطف- عانيت في اتخاذها، لكن اجتماعها جنبًا إلى جنب أظهر لها أن شخصيتي هكذا، هل يمكن القول أن ما تقدره هو شخصية حقيقية أم سلسلة من تصرفات مفتعلة تعطي للمراقب الخارجي مظهر الشخصية الجميلة المتسقة؟ أتساءل ما لو كنت أستحق الحضن والقبلة والسلام على الرضيعة. أحزن قليلًا.

يدفعني ذلك لمعاودة السعي والمعاناة بحثًا عن الصوت وراء الشخصية، وهي عملية وحيدة وتتطلب العزلة. وأقنع نفسي بأن ذلك للصالح العام. لكن نتيجة ذلك هي المزيد من الشك والإرهاق الذي لا يفضي لأي شىء لعين. حتى الآخرين الذين أعلل لنفسي بأني أفعل ذلك مخافة إيذائهم ورغبة في نفعه��، ينتهي بي الأمر وقد آذتهم الشرنقة الأنانية التي يغزلها الانشغال بالنظر الداخلي حول الواحد/ة.

وقد كان ذلك الأثر الجانبي هو ما دفعني لمحاولة الخلاص من ذلك النمط. أدركت أن الانشغال بالنفس حتى ولو رغبةً في ضبطها هو فعل باطنه الأنانية وظاهره التواضع. المتواضع الحقيقي يوجه بصره للعالم، للأرض والمخلوقات، لأعمال الله، للناس، وليس لبئر نفسه عديم القرار. في تلك المحاولة تعلمت -ما زلت أتعلم بصراحة- أن كون الشخصية مجرد تتابع من قرارات متشذرة هو أمر محرر جدًا. لو كنا تحت رحمة الصوت الداخلي الأصيل لكانت شخصياتنا نهائية، لا مهرب منها، لو كان الخوف والقلق في نسيجها لكتب علينا تحمل ذلك للأبد. أما والحاصل أن الواحد/ة يصنع شخصيته، بعناء ولكن بحرية، في كل لحظة، فهو قادر في كل لحظة على اختيار من يكون.

ومن الذي حكم بخفة وتفاهة الفعل لو لم يصدر عفوًا بدون تكلف؟ ما الذي يجعل شفقتي كاذبة وغير أصيلة لأنني اتخذتها قرارًا ولم تصدر عني بدون مجهود؟ أقول لنفسي بل ربما هي ثمينة لأنها أتت مع معاناة طبيعتي البشرية التي ترغب في تحطيم العالم والجلوس على ركامه. ألم يقل "قد أفلح من تزكى"؟ القيمة الحقيقية - والاختبار الدنيوي- في التزكى، في صعود السلم وانقطاع النفس أثناء ذلك، وليس في أن يولد الواحد نبيًا على ربوة تتساقط من ذيله الأخلاق والأفعال الحسنة بدون مجهود. أما الانشغال بالصوت الحقيقي وما شاكل ذلك من ترف فكري، فهي محاولات جبانة من الهروب من عناء التزكي الساحق، والحقيقة أن ذلك الإدراك جعلني أسامح نفسي وألين لها كثيرًا. الحمد لله.

[cbs-scorpion-coffee-shop]

The baby girl Dalia has died due to the lack of food and dehydration in Gaza.

وفاة الرضيعة داليا بسبب الجوع و الجفاف في غزة

[olakhalaf]

ارقدي_بسلام فارقت الحياة و هي تحاول انقاذ اختها الرضيعة .. اخبريني يا طفلتي الصغيرة كيف تعلمتي كل هذي الامومة ؟ بالله عليكي من اين اتيتي بكل هذا الاثار على نفسك و انتي تصارعين الموت مثلها ؟ كيف قاومتي الاختناق بكل هذا الثبات لتوفري جرعة هواء نقي لعلها تعيش ؟ ما كل هذا الرضا في براءة وجهك الصبوح و بسمة ثغرك ؟ صغيرتي اين والديك و اشقائك؟. ام لم يبقى للرضيعة غيرك فقمتي بادوارهم جميعا ؟ يا طفلتي العجوز التي فاقت في عظمتها و صلابتها كل العظماء...نظرتك توجعني و براءتك تهزمني و حنانك يقهرني ..ارقدي بسلام … ترحمو عليها

[hassanatforusmk]

The baby girl Dalia has died due to the lack of food and dehydration in Gaza.

وفاة الرضيعة داليا بسبب الجوع و الجفاف في غزة

[kldha]

إن الحكمة هي صاحبة الشريعة، و الأخت الرضيعة لها، و هما المصطحبتان بالطبع، المتحابتان بالجوهر و الغريزة.

ابن رشد المصدر: خلِّدها - مقولات عن الفلسفة

[arabicquotescom]

إن الحكمة هي صاحبة الشريعة ، و الأخت الرضيعة لها ، و هما المصطحبتان بالطبع ، المتحابتان بالجوهر و الغريزة .

ابن رشد

[memdifarfalla]

شُد ما أسرتني ديالا:)

أثناء عودتي اليوم من العمل صادف أنا جلست في آخر الميكروباص ،في أول الأمر انتابني الضيق فبعد يوم ملئ بالمرضي والشكاوي أجلس في وسط مجموعة من النساء اللواتي يحملن أطفالهن ويحكين بصوت مرتفع ،أزعجني الأمر أول الشئ خاصًة أنني لا أحب الضجيج ومزاجي غير رائق للاستمتاع اليوم بالحكاوي اليومية للنساء من ارتفاع الأسعار والتضخم الاقتصادي وضرورة التفريق بين لوني البترولي والفيروزي ،رغم تطبيقي البارحة علي ليالي ألف ليلة لمحفوظ وإيقاني بأن أجمل الحكايات هي تلك التي تصادفها فعلاً في طريقك علي لسان أحدهم أو مجموعة من البشر فإنها تُحييني وتقدم لي السلامة كما أحييت حكايات شهرزاد مدينة بأكملها ،استسلمت للنوم المؤقت وأغلقتُ حواسي إلا أن صريخ الطفلة الرضيعة مازال يزعجني فأرفع صوت الموسيقي في أذني لأرحم نفسي من الجنون قبل آخر نصف ساعة في اليوم ،قبل نهاية طريق هؤلاء النساء فتحتُ عينايّ لأري كم الجمال الذي فاتني لا في الأطفال فقط بل في أمهاتهن من أناقة ولباقة وأزياء فتنتي ،أول الأمر ظننتهم من أراضي الأردن أو العراق ،إلا أنني تمايلت علي فتاة أجزم بأني والله ما رأيتُ أجمل منها في حياتي كلها بشعرها القصير المدرج الجميل ولونها الخمري وشريطها الأزرق الحريري الذي ينتصف شعرها وابتسامتها الودودة العذباء ،سألتها في بادئ الأمر ما اسمك ؟

قالت لي ديالا ،أثنيتُ علي جمال الاسم ثم سألتها ماذا تريدين أن تصيري عندما تكبري ؟ترددت .

تراجعت بعض الشئ ثم عودت لها ما هي بلدك؟

قالت لي فلسطين أنا من فلسطين ،وقع الجملة ساحر ومربك تمامًا ،ساد الصمت لثواني فعدت إليها هل تدرسين قالت نعم في الصف الأول .

هل تُعجبكِ المدرسة ويروق لكِ الرفاق هنا يا ديالا أومأت برأسها نعم .

ثم عدت إلي سؤلي من جديد ماذا تريدين أن تصيري عندما تكبرين قالت بكل ثقة هذة المرة وكأننا وثاق الصداقة قد عُهِد بيننا شرطية أريد أن أكون شرطية كي أدافع عن المظلومين وأحمي الناس من السرقة ،أحتضنها خلسة وأضمها بين ذراعي وهي جميلةُ جداً رقيقةً جداً كالحلوي ،أعود من أي مدينة في فلسطين ؟تتعالي صوت الأم هيّا يا ديالا سننزل هنا ،ابتسمت لها فابتسمت لي أشارتُ لها بالوداع فأشارت لي ،عندما هبطت ظلت تتلفت لي وهي تضع تلك الابتسامة الوديعة علي شفتيها ،وعندما كانت تقطع الطريق للجانب الآخر ابتسمت لي مرة أخري وأومأت بيديها المرة تلو الأخري وكأن صداقتنا التي دامت لأقل من ثلاث دقائق قد لمست ديالا وراقت لها ،وأنا استند برأسي علي الشباك ظلت ديالا تشير لي حتي بعدت ُأنا ،تماسكت لدقيقة ثم ما لبثت أن سقطت دموعي في بحر من الحزن والقهر والألم ،ظللت أبكي علي حال ديالا مرة اللي تركت بيتها وأصدقاءها ومدرستها وجاءت هنا ومرة علي حال فلسطين ،ومرة علي حالي وحال من أحب ،يقول محفوظ "شُد ما تأسرني الأشياء " ماذا عن الأشخاص يا محفوظ ماذا عن الوطن ماذا عن الألم والفقد والحرب؟ماذا عن ديالا؟

فأنا شُد ما يأسرني حقًا هي الشجاعة المتمثلة في هؤلاء الصغار المتمسكين في الحياة بعذوبتهم ورقتهم لكِ الله يا ديالا أنتِ وكل أطفال الحرب لكِ الله يا فلسطين

[aem5000]

⭕️ العنوان: أين طفلتنا الرضيعة؟ و ما هو تاريخ الكيان مع خطف الأطفال؟

‏انتشر فيديو خطف الطفلة الرضيعة في غزة من قبل جندي في جيش الكيان و الذي نشر من خلال مقابلة اذاعية مع زميله و نشرها الاعلام العبري.

‏أكد المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان، أن مئات العائلات في قطاع غزة أبلغت عن فقدان أطفالها، وأضاف أنه من الصعب التحقق من مصير الأطفال بسبب استمرار التوغل الإسرائيلي، وصعوبة إزالة الركام وتعذر الاتصالات والإنترنت وتشتت العائلات بسبب النزوح القسري.

‏وأشار المرصد إلى أن هذه حالة الرضيعة ليست منفردة إذ تبين العديد من الشهادات التي تلقاها المرصد قيام قوات الاحتلال بشكل متكرر باحتجاز وخطف أطفال فلسطينيين دون معرفة مصيرهم، إضافة إلى البلاغات المتكررة التي ترد من عائلات فلسطينية فقدت اتصالها بأطفالها، في المناطق التي توغل فيها جيش الاحتلال.

‏و كتب العديد من الناشطين في هذه القصة و نشرت الاعلامية الاء حمدان ⁦‪@AlaHamdann‬⁩ يوضح تاريخ الكيان في خطف الأطفال

[mahmoudabuhasan]

I am the infant Nabeela Noufal, born on 6/10/2023, and I was killed by Israel on 13/10/2023.

أنا الطفلة الرضيعة نبيلة نوفل ولدت بتاريخ 6/10/2023 وقتلتني إسرائيل في 13/10/2023

[marwa-samaha]

لماذا لا تحرك ساكنًا؟

استوقفني منذ أيام حادث فاق مستوى الألم والبشاعة للدرجة التي جعلتني احاول انكاره بشتى المستويات وكدت اتلاعب بعقلي بأن عيني كذبت ولم تر شيء، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..وكعادتي لم اجد متنفسًا من أفكاري وسوداويتي سوى الكتابة .

حادث الطفلة الرضيعة ( جانيت) ذات الستة أشهر، التي هربت مع امها من ويلات الحرب بالسودان والواقع الدامي هناك حيث الدمار والقتل والاغتصاب، ووجدت في مصر طوق النجاة من ذاك كله،

ولكن لم يكن العالم بتلك الرحمة ولم تكن به ذرة من العدل، فلاقت الصغيرة جانيت حدفها بشكل مروع، مقتولة ومغتصبة .. وكأن يتتبعها شبح المأساه مهما اختلف الموقع الجغرافي، شبحًا يريد الانتقام منها، يحاسبها على خطيئة هي مبرأة منها ..

كيف للآمال أن تتحول إلى رماد في مهب الريح، فجاءت أم جانيت إلى مصر ومعها طفلتها، على عاتقها أملًا بمستقبل أفضل؛ حيث تكمن جودة حياة مستقرة، ولكن لم يكن العالم سخيًا بشكل كافي لكي يحقق تلك الأمنية البسيطة ..

بداخلي غضب لا حدود له .. تساؤلات ليس لها إجابة، اتحايل على نفسي مرارًا بأنها مستعصية ولكن الإجابة موجودة داخل صندوق التابوهات ..

اعلم أن مأساة جانيت ونهايتها المريرة ستلازمني طيلة حياتي واتمنى الا انساها أو تغيب عن ذاكرتي..

ستكون محط محادثة كبيرة حين اقابله، كثيرًا كنت اسمع عن كتاب يدعى محاكمة الإله ولكن كمعظم البشر كان يثير استنفاري، ولكن الآن أدركت أن لابد من محاسبة الإله عن كل ما يفعله من شر واذى تحت مظلة التقديس.

[dedi-ashour]

بعد عدة أيام يتم إنتشال هذه الرضيعة من تحت الأنقاض حية 😳👶

سبحانك ربي ما أعظمك ❤️🇵🇸

[nadoshsalem]

" في اليوم الأول لشهر رمضان المبارك استشهاد الطفلة الرضيعة ولاء سمور و الطفلة الرضيعة ولاء زيادة في مستشفى كمال عدوان نتيجة الجفاف وسوء التغذية ونقص الدواء في شمال قطاع غزة " .

#Gaza .

#gaza .

#northgaza .

#WalaaSammour .

#WalaaZiyada .

#KamalAdwanHospital .

#israelterrorism .

#IsraelTerrorism .

#StopGazaGenocideNOW .

[kldha]

إن الحكمة هي صاحبة الشريعة، و الأخت الرضيعة لها، و هما المصطحبتان بالطبع، المتحابتان بالجوهر و الغريزة.

ابن رشد المصدر: خلِّدها - مقولات عن الفلسفة

[tadween56]

يغني جمال سليمان مع أغنية "جواب" لعبد الحليم حافظ، في إحدى مشاهد مسلسل أنتج عام ٢٠٠٣

كتبت عن هذه الأغنية في عام ٢٠١٩ وأنا أبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، مدحت فيها بساطة كلمات الحب المستخدمة مع أنها تصل إلى أعمق ما فيك وتعبر عنه، وأسمعها كثيرًا هذه الفترة، تذكرتها فجأة منذ قرابة الشهرين، وكنت قد سمعتها لوحدي قبل أن أرى المشهد ببضع ساعات، أحب المقطع الذي يغني معه كثيرًا، وأحب عندما يقول أنا عايزك، عايزك على طول ياحبيبي.

الفكرة كلها، لا أعلم، هناك شيء حميمي جدًا في هذا، عندما غنى جمال سليمان معها بكل وجدانه، كان عمري عام، لا أفقه من الدنيا شيء، ولا أستطيع التكلم حتى، لو كان قد رآني في حينها، لن يأتي بباله مطلقًا أن هذه الرضيعة، ستحس بكل المشاعر التي يحسّها هو حول هذه الأغنية، وستقدس صوت عبد الحليم، لا أقول هذا من منطلق أنني أنتمي لعصر قديم، مطلقًا، ف عبد الحليم أنا أعتبره عابر للأزمان والعصور، صالح لكل مكان وزمان، وسيظل يُسمع للأبد، ليس لأن من يسمعه فريد أو يجيد تذوق فنه، بل لأن فنه هو من يجبر الأشخاص أن تسمعه، يعود الفضل له لا لهم، وإنما أقوله لإظهار تجلي عظمته، وجمال الحياة في آن واحد. فكرة أنني تذوقت الفن الذي أَحسه الممثل هنا في هذا المشهد، وفهمت شكل الجمال الذي يتناغم معه، بعد مرور أكثر من عشرين عام على هذا، فكرة تختصر وتقول لي، هذه التفاصيل التي تستحق من أجلها الحياة أن توجد، ولأجل هذا وجدت.

[mohamedyoussef1]

عندما كنت طبيبًا مقيمًا، كان لي صديق أنجب طفلة أصيبت بحالة بسيطة من صفراء حديثي الولادة، واستدعى الأمر نقل بعض الدم لها. كانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندما كنت أزورها في حضّانة المستشفى بعد نقل الدم، وأتبادل المزاح مع أبيها، عندما ظهر طبيب الأطفال وهو صديق مشترك، سألني عن فصيلة دمي. فقلت بلا اكتراث:

ـ"أو موجب .. لماذا تسأل ؟"

لم أدر إلا بطبيب الأطفال يجرني من ساعدي جرًا نحو بنك الدم، ثم يقول للفني الذي أرهقه السهر، ويفتح عينيه بصعوبة:

ـ"صحته طيبة كالثيران .. لا تخش شيئًا.. خذ منه ما تريد من دم "

وتم إجراء توافق الدم مع عينة دم يحتفظ بها الفني في الثلاجة.. كان هذا قبل عصر إجراء أبحاث التهاب الكبد والإيدز طبعًا، لهذا كان المريض يتلقى الدم فور التبرع به.

انغرست إبرة التبرع بالدم الغليظة في وريدي .. آي .. ورأيت الدم الأحمر القاني يتدفق إلى الكيس... فقط لو استطعت أن أفهم !

عدت مع طبيب الأطفال إلى الحضّانة، فرأيت طفلة رضيعة لونها كلون الليمون، وجوارها تذكرة تحمل اسم (شيماء). ورحت أراقب الممرضة وهي تعلق كيس الدم وتبدأ عملية نقله إلى الجسد الصغير.. دمي يسري في هذا الجسد الذي لم يقض على الأرض سوى يوم أو اثنين ..

الآن صار من حقي أن أفهم، فقال لي طبيب الأطفال بطريقة روتينية ملول:

ـ"حالة فقر دم متقدمة . أنيميا تكسيرية .. كدنا نفقدها وكنت أبحث عن أحمق له ذات الفصيلة.. الحمدلله أنني وجدت واحدًَا عند الفجر"

كل هذا جميل ولكن أين أهلها؟

ـ"لا نعرف .. لقد تركوها واختفوا .. فقط أطلقوا عليها اسم شيماء"

كان الشيء الصغير يقرقر وينظر لنا بعينين تائهتين، وأقسم أنني شعرت بأن صفرتها تزول بالتدريج. شعرت بأنني فخور وأن يومي لم يضع هباء.. من يبالي بهذا الدم ؟.. عندي الكثير منه، أما هي فيكفيها ربع لتر على الأكثر وهو ما أخذوه فعلاً..

في اليوم التالي جاء صديقي ليتفقد ابنته الرضيعة، زميلة شيماء في الحضانة .. وجد أنها – شيماء – لوثت ثيابها ولم تجد الممرضات كافولة، فأخذن من الكوافيل التي اشتراها لابنته. مع الوقت صار لشيماء نصيب في كل شيء : الكوافيل .. الرضعات .. الثياب .. المال أيضًا لأنه ترك للعاملات مالاً يشترين به ما تحتاج له، من دواء أو ألبان .. إلخ

لم يظهر أهلها قط، لكنها صارت أختًا لابنة صديقي وصار كل شيء يُقسم على الاثنتين. لا أعرف مصيرها بعد ذلك، لكني شعرت بقشعريرة لا شك فيها.

لماذا دخلت أنا الحضّانة في ذلك اليوم وذلك الموعد؟.. لقد كنت مجرد أداة لتبقي هذه الرضيعة حية. إنها في حجم صفحة هذه المجلة، لكن الله سخرنا لها أنا وصديقي والممرضات وطبيب الأطفال. تريد دمًا فلا تفتش عنه مذعورة في بنوك دم وزارة الصحة، إنما يأتيها وهي مستريحة هانئة .. تريد كوافيل فلا تبتاعها بل تأتيها ببساطة حيث هي .. هناك قوة أعظم وأكبر ترعى هذه الصغيرة، وإلا لكانت ملقاة تلتهمها الكلاب في أقرب كومة قمامة .

عن قوة الضعف

أحمد خالد توفيق