Text
ماذا لو لم يكن الألم يتسرب إلي ركبتيَّ ومفاصل قداميَّ؟
يستغرقني عقلي كثيرًا فيتسرب هذا الاستغراق إلي قداميّ ،فطردية العلاقة بين ازدحام أفكار رأسي وتكاثر عدد خطواتي موجودة منذ نعومة أظافري ،تخطر ببالي الآن ذكري ،عندما كنتُ فتاة في التاسعة عشر من عمري ، انتقلتُ إلي مدينة جديدة للدراسة ،كنت مشوشة مرهقة وبالي مزدحم تتصارع عليه أفكار الغربة الموحشة وفراق أصدقاء المدرسة ،تجولتُ في المدينة ثلاث مراتٍ متكاملة لمدة تزيد عن ثلاث ساعات ،حتي أنذرتْ ركبتاي وقدامي بجرس التوقف ؛لشدة الألم المتسرب.
أمس عندما انتهيت من العمل بمنطقة مصر الجديدة تمشيتُ حتي اقتربتُ من العباسية لمدة تقارب الساعتين ،كانت الشوارع كلها متشابهة والناس عائدون من العمل والباصات مشحونة بالأطفال العائدون من مدارسهم ،والزحمة تملئ الميادين ،كنتُ أخطو بعقلٍ مرهق وقلبٍ مثقل وقدمين متعبتين،تساءلتُ ماذا لو لم يكن الألم يتسرب إلي مفاصل القدم؟ إلي أين كانت لتأخذني قدامي ؟ هل كانت لتأخذني إلي ما بعد العباسية ؟هل كانت لتجعلني أكرر المشي في المدينة ربما علي الأقل مرة واحدة آيضًا؟
هل كانت ستتيح لي الفرصة للمشي فترة أطول مع الأصدقاء ؟فتطول الأحاديث والذكريات والجدلات اللامتناهية ،والتحليلات الناتجة من تجارب شخصية بحتة ،والتي تنتهي كل مرة بوعدٍ منا بأننا لن نعود إلي مثل هذه المناقشات الهزلية لتجنب احتمالية الخسارة ولكن للسخرية نعود في المرة التي تليها بجدالات ونقاشاتٍ آخري أكثر سخونة تنتهي بنفس الوعد السابق .
أتساءل هل كانت ستسمح لي قدمايّ بالتنزه لفترة أطول مع من أحببت يومًا فلا أطلب العودة إلي البيت بسبب تعبها المفاجئ ! فتحملني وتحمله لفترة أطول من الحب ؟
أعتقد أن فعل الصمت لا يمكن أبدًا أن يكون موجودًا بين شخصين يتمشيان سويًا حتي وإن لم تتفوه عضلات الفمِ بالكلمات أو تحمل المخارج أي حروفِ،فالمشي دائمًا ما يكون مصحوبًا بالونس فيقحم أحدنا الآخر في وجدانه ومن ثم يضعك في حالة مشاركة درامية كاملة للمشهد الإنساني .
أعترف بأن إنهاك جسدي في المشي وسيلة مدهشة للتخلص من متاعب الرأس ،فأعود إلي بيتي أرتمي علي سريري وأنام فقط بقدمين متألمتين وعقلٍ فارغ متطاير الأفكار ،فكل خطوة من خطواتي ترمي عني جمرة من جمرات هذه الحياة القاسية وهذا الرأس البشع المحمل بأفكارٍ تكاد تقتلني من ازدحامها المفرط شديد الهشاشة.
1 note
·
View note
Text
تصاحب الندوب كتفي بلونها البني و معصمي بلونها الفضي الهادئ :)
أعلي ذراعي الأيسر شامة بنية لم أُخلق بها كباقي الفتيات ،بل اختارت الشامة ملاصقة جلدي عندما كنتُ في الثانية عشر ربما الحادية عشر لا أتذكر بالتحديد ،كل ما أتذكره أن هذة الشامة كانت بمثابة تهديد كبير ليّ وسط بنات أسرتي ،لطالما ظنت أمي أنها طفح جلدي أو تينيا أو غضب من الله ،نعم كانت أمي تعتقد بأن هذا التشوه الذي أصابني علي كبر هو بمثابة غضب من الله جراء أفعالي الطائشة المتمردة،كانت تقول لي بأن من يتزوجكِ سيأخذ من شامتك هذه ��ائمًا سببًا لكره جسدك
في بادئ الأمر كرهت تلك الشامة التي باغتتني فجأة في حياتي الطفولية المليئة بالمرح،فكم من طبيب ذهبت اليه ولم يُجدي علاجه منفعة ،حتي جاءت النبوءة الحقيقة لأمي في مرة كانت ذاهبة لدكتور جلدية مشهور جدًا قبل ذهابنا إلي الخارج كي تطمأن علي نفسها وعلي علامة جرح ولادتها الأخيرة ،قال لها الطبيب بكل بساطة إنها شامة مميزة ونادرة جدًا تصاحب الفتيات الكئيبات في بداية بلوغهن،وللحقيقة يا مدام أن ابنتكِ هي أولي حالة أراها منذ ممارستي لتخصص الجلدية من عشرين سنة،وقال لها باللفظ الصريح"لو مش عجباكي يا ست الكل اعمليلها جراحة ورقعي كتف بنتك وشوهيه بقي بحق وحقيقي ،ما تسيبي الطفلة في حالها "
ونظر إلي الطبيب بوداعة ثم أوصاني بشامتي خيرًا وحبًا ،أخذت الشامة تكبر يومًا بعد يوم معلنة عن استوطانها لكتفي بشجاعة وعندما استكانت لجلدي الناعم الدافئ أخذت في الاستقرار واتخذت لنفسها شكل يشبه إحدي القارات بأطراف مترامية وكأنها لوحة من صنع فنان ،أحببتُ شامتي وأحبتني،ولكن في اللحظة نفسها كانت بمثابة ندبة شديدة في قلبي لم أستطع نسيانها ولم أستطع يومًا نسيان ما قالته أمي عني وقتها بأن هذه الشامة هي غضب من الله كلما نظرتي إليها اعلمي بأن الله لا يحبك..
مرت السنون وصار معصمي الأيسر يحمل ندوبًا من نوعًا آخر في هيئة ساعة جميلة أهداها أبي لي يليها مباشرةً أسوارة جميلة من الفضة أهداها حبيبي لي ،الساعة هي ندبة شديدة لأبي الذي انقطعت عني أخباره ولم يعد مهتم بالتواجد في حياة بناته،فزهد في الحضور والحب وإغداق الأبوة ، و الأسوارة هي ندبة أخري شديدة الخصوصية من نوعها/ جسيمة الألم في شعورها، للفتي الذي انقطعت أخباره عني وزهد في حضوره وتواجده أيضًا في حياة تلك الفتاة الكئيبة ذات الشامة البنية ،فالساعة و الأسوارة ندوب لا تقل عن الشامة في فداحتها ،
هكذا أنا أصبحت أحمل ندوبًا في قلبي /تلتصق الندوب في جلدي /تصاحب الندوب معصمي في لونها الفضي الهادئ
5 notes
·
View notes
Text
459 notes
·
View notes
Text
علي هاتفي يظهر ذكري لوحة أحبها ،أفتح الهاتف أطيل النظر إليها أبتسم،أتذكر يوم اقتنيت هذه اللوحة كان في يومِ مزدحمٍ جدًا،انتهيت من المشفي وانتقلت للعمل ثم انتهيت من كل ذلك قرابة الساعة التاسعة مساءًا ،أتمشى في محيط عملي في وسط البلد،أتذكر أن هناك عرضًا فنيًا أذهب إليه ،أستمتع بالعرض ،كان تجلس بجانبي ممثلة مشهورة جدًا كانت لطيفة جدًا ظللتُ أنا وهي نضحك ؛لقصر قامتنا -فلا نستطيع المشاهدة بدون الوثب والوقوف علي أصابع القدم- لم أُشعرها قط باندهاشي نحوها أو الرغبة في التقاط صورة معها وهذا ربما ما دفعها نحو الحديث معي طوال العرض ،بعد الانتهاء تجولتُ في المعرض ما بين زخارف وكتب وتراث ،أنظر إلي اللوحة بإعجابٍ شديد ،أقرر أن أشتريها للفتي الذي أحببته ولم أدرك حينها أنني بالفعل قد تورطت بهذا الحب ،وفي أثناء السؤال عن سعرها ،رأيتُ العم مينا وفي إصبعه مثبت للحركة أسأله ما سبب الإصابة وأقنعه بأنه عليه تحريكها في الحال وجلست أحاول تحريك المفصل إنقاذًا للموقف فيومي جزءًا كبيرًا منه إن لم يكن كله هي المفاصل ،طلب لي عم مينا الشاي وجلسنا نتحاور عن الحياة في القاهرة بعدما عرف طبيعة عملي واغترابي،كان يشبه عم مينا أبي ببساطة شديدة طيب وكريم ،أثناء دفع الحساب رفض بشدة ورفض أن يأخذ ثمن اللوحة بل عرض عليّ لوحة آخري مغدقًا علي يومي المزدحم رقيق الوصف، وأجمل كلمات الامتنان ،عندما استطاع بعد تلت ساعة فقط تحريك إصبع الإبهام بدون ألم يُذْكر ،عندما هممت لاختيار اللوحة الثانية بعد إصرار شديدِ منه كانت لابد وأن تكون لي هذه المرة ،وجدتُ نفس أتوجه نحو نفس اللوحة بحنين شديد وكأن هذه اللوحة تخصني أنا أيضًا لشئٍ ما لا أعرفه ،رجعتُ إلي السكن بغبطة فتاة صغيرة أهداها القدر شيئًا جميلًا وضممتُ هذه اللوحة جوار آخريات مختبأت -في دواوين شعر قديمة أحبها- ينتظرن اليوم الذي يخرجن فيه أعلي حوائط بيتي معلناتٍ عن ذكراهم الحميمية جدًا :)
2 notes
·
View notes
Text
120 notes
·
View notes
Text
Birinin insanlarda ki iyiye inanma nedeni ol.
569 notes
·
View notes
Text
القراءة قبل النوم هي بمثابة هدهدة للنفس ،تشبه تلك التي كانت تحكيها لي جدتي عندما كانت تخرج أمي من البيت للتبضع ،كانت جدتي تحكي لي الشاطر حسن ،وعلي بابا والأربعين حرامي ،وكان لها حدوتة أمّنا الغولة والفتاة سِلِسلة ،كبرت وعرفت أن الأخيرة كانت من اختراع جدتي أو ربما ورثتها عن أمها وقريتها وجاءت بها إلينا ،ولكنني كنتُ أحب دائمًا الفتاة سلِسة وأحلم بها وأنسب اسمها إلي دميتي الوردية،فيما بعد عرفت أن سِلِسْلة هي سندريلا العالم الغربي ،عندما شاهدت الفيلم لأول مرة صرخت بشدة وقولت والله هذه حكاية سلِسلة والله إنها لحكاية جدتي ،اليوم أضحك علي هذه الذكري أفتكر شهريار عندما تلت عليه شهرزاد قصته في الليلة الأولي بعد تمام الألف ليلة فخرج من مخدعه وصرخ والله إن هذه الحكاية لحكايتي .
في الماضي كنتُ ألجأ لقصار القصص فكنت أحب ألف ليلة وليلة حتي وقت غير بعيد خصوصًا وقت الاغتراب والدراسة ،انتقالًا إلي قصص أسامة علام الخفيفة الذكية ،ثم كتب محفوظ من أمثال دنيا الله /حب فوق هضبة الهرم /حكاية بلا بداية ونهاية/خمارة القط الأسود وغيرها ،ولكن عادتي قد تغيرت فانتقلت من القصص إلي قراءة الشعر ،أضع بجانبي دواوين لشعراء أحببتهم وأحببت قصائدهم ،أفتح الكتاب وأتلو علي نفسي ما يصادفني لا أختار أتفاجئ بالقصيدة بحماس تلك الطفلة التي كانت تفتح فمها مبتسمة فرحة تستقبل ما سوف تقوله لها جدتها بعد جملة "كان يا مكان يا سعد يا إكرام كان في .."ثم تفتح جدتي ستائرها معلنًة عن روح شهرزاد الحبيسة بداخلها ،تلعب بقلوبنا وتقامر بأعصابنا حتي النوم ،هكذا فعل الشعر يقامرني وأقامره ،يغلبني مرة وأغلبه مرة حتي نلتقي أنا وهو في نهاية القصيدة متحالفين كصديقين مرة ،متنازعين كعدوين مرة ولكنه في كل الأحوال يظل يشاركني العالم وأشاركه الشعور ،يربت علي كتفي بتدفق كلماته ،أربتُ علي كتفيه بتقاسمه التجربة ،لأننا ببساطة نحن الشعر،والشعرُ نحنُ، ونحنُ الكلمات والقصائد.
2 notes
·
View notes
Text
")
رأيتُ في منامي اسم رجاء عليش يتردد عليّ ،استيقظ من نومي أشرب ماءًا وأعود لنومي ،يعاودني اسمه مرة أخري ،بل إني رأيته رأي العين يمتلك شعرًا مجعدًايختلط بالرمادي والأبيض، ذو بشرة قمحية رقيقة تعتليه مسحة من الحزن ،أستيقظ من النوم أبحث عن صورة له لا أجد ،عرفتُ أن لديه كتابين ،لا تولد قبيحًا ،وكلهم أعدائي،أري كليهما عناوين جيدة جدًا للتعرف علي رجاء عليش ،لا أتذكر أن حدثني بعض الأصدقاء عنه أو بالصدفة قرأت شيئًا عنه ،ربما صادفت كتاب أن تولد قبيحًا مرة في إحدي المكتبات ولكني وقتها كنت متحمسة تجاه كتب آخري لشرائها فلم ألتفت إليه ،لا أعلم الحقيقة لماذا تردد هذا الكاتب في منامي أكثر من مرة لأكثر من ليلة ،في وقت حساس جدًا يراودني فيه الموت في كل فكرة وكل مناسبة ،قرأت أنه انتحر وفضل الموت علي الحياة ،سأحاول فصل النزاع الدائر في رأسي وعقلي اللاوعي فأجمع شجاعتي وذهني الشارد لأبدأ ما كتبه رجاء عليش ،أتمني ألا يكون ما يقوله بمثابة وخز لنفسي الحزينة المتألمة ،أن أجد في كلماته الطبطبة وفي صحبته الأنسة …
1 note
·
View note
Text
رأيتُ في منامي اسم رجاء عليش يتردد عليّ ،استيقظ من نومي أشرب ماءًا وأعود لنومي ،يعاودني اسمه مرة أخري ،بل إني رأيته رأي العين يمتلك شعرًا مجعدًايختلط بالرمادي والأبيض، ذو بشرة قمحية رقيقة تعتليه مسحة من الحزن ،أستيقظ من النوم أبحث عن صورة له لا أجد ،عرفتُ أن لديه كتابين ،لا تولد قبيحًا ،وكلهم أعدائي،أري كليهما عناوين جيدة جدًا للتعرف علي رجاء عليش ،لا أتذكر أن حدثني بعض الأصدقاء عنه أو بالصدفة قرأت شيئًا عنه ،ربما صادفت كتاب أن تولد قبيحًا مرة في إحدي المكتبات ولكني وقتها كنت متحمسة تجاه كتب آخري لشرائها فلم ألتفت إليه ،لا أعلم الحقيقة لماذا تردد هذا الكاتب في منامي أكثر من مرة لأكثر من ليلة ،في وقت حساس جدًا يراودني فيه الموت في كل فكرة وكل مناسبة ،قرأت أنه انتحر وفضل الموت علي الحياة ،سأحاول فصل النزاع الدائر في رأسي وعقلي اللاوعي فأجمع شجاعتي وذهني الشارد لأبدأ ما كتبه رجاء عليش ،أتمني ألا يكون ما يقوله بمثابة وخز لنفسي الحزينة المتألمة ،أن أجد في كلماته الطبطبة وفي صحبته الأنسة …
1 note
·
View note
Text
تُحدثني غرفتي:)
أنظر في نفسي
في غرفتي
أطالعُ السماءَ والنجومَ
تُحدثني غرفتي
بأني جامدةُ ومتهالكةُ
أحبُ الأشياء َدومًا في مكانها
أكره التغييرَ والروائح الجديدة
أبغض شمسَ النهارِ عندما لا يتعلق اليوم برؤية الأصدقاء
وأبغضُ ليلَ السماءِ عندما ينبشُ الحنينَ عظامي الهشة
تحدثني غرفتي
أنكِ دومًا ما تحبين سقف الغرفة ، دونما أي شيئًا آخر فيها
تطلعين فيه لساعاتِ تفوقُ ساعاتِ نومكِ
تخبرني غرفتي
أنه طالما أحببتِ الإضاءات الخافتة
وأصوات الراديو الآتية من بعيد
وأنه علي الناحية اليمني من السريرِ دائمًا ما يكونُ هناك ديوانُ شعرِ
عادةً ما تكوني قد قرأتيه أكثرُ من مرة
تترنمين بالقصائد ذاتها
تلك التي وضعتِ تحتها خطًا بالقلم الأزرق
لجمالها مرة
لشجنها مرة
لصداها مرة
ولكآباتها مراتِ ومرات
فنعم يا صديقتي
أنتِ من هواةِ الكآبة والعاطفة الجياشة
هكذا تخبرني غرفتي
عندما لاحظت أنني دائمًا ما أختارُ اللون البني الغامق كرداءُ لها
ترددتُ علي سبع بيوت ربما ثمانية
أتذكر أن في كلاهم كنتُ أختار الغرفة البنية
ذات السريرِ المطل علي الشباكِ
حتي أنه في مرة من المرات لم أشترك مع صديقاتي في اختيار البيت الذي نسكنه لعام دراسي جديد
تخبرني صديقاتي بأننا قد تقاسمنا بالفعل الغرف
وعرفنا جيدًا الغرفة اللائقة لكِ
تعجبتُ
لم أحدثهن من قبل عن ذوقي في ال��ثاثِ أو تفضيلاتي البيتية
تفاجئتُ وقتها بأني صاحبة الغرفة البنية الوحيدة
يعلو سقفها إضاءة خافتة دافية كما أحبها تمامًا
السرير بجانب ِالشباك
كعادتي منذ أن كنتُ طفلة
فكان دائمًا ما يقع اختياري علي السريرِ الملاصق للشباك
علي جانبه الأيمن ديوان شعر يصادقني وأصادقه
هكذا كانت غرفتي لأربعة وعشرين عامًا
حتي أنه عندما انتقلنا إلي بيتنا الآخير
اختارت أمي أن تصنع لي غرفة جديدة تليق بفتاة
اختارت اللون الأبيض مع الروز محاوِلةً إبعاد الوحشة عني
في بادئ الأمرِ
حاولتُ أن أحبها
أنصهر فيها
أنغمس معها
لم أشعر فيها إلا بالضجر
وقتها لملمتُ نفسي وداووين شعري وانتقلتُ إلي غرفتي القديمة
المتهالكة بشخابيطِ طفولية
يعلو المرآة شعار للنادي الأهلي كنتُ قد كتبته في عام ٢٠١٢
علي الدولاب ِأسماء صديقتين لي
كانتا مقربتين جدًا
علي نفس الدولاب اسمين آخرين
لصديقتين آخرتين
لأختي التي تليني
هكذا تحمل الغرف أيضًا تاريخ الأصدقاء
هذا ما تُذَكرني به دومًا تلك الندوبات علي الآثاث
من شعارات وأسماء وجمل لكُتاب أحببناهم
وقصائد طالما تغنينا بها مع أصدقائنا في الفصلِ والدرسِ والشارع
هكذا تخبرني غرفتي بأنني
متهالكة وغامقة ورتيبة جدًا
أبحثُ عن الأشياء ذاتها
مهما اختلفت البيوت والأماكن والأعوام
واضعةُ إياها في أماكنها الثابتة أولهم قلبي يليه رأسي
هكذا تخبرني غرفتي
بأني سأظلُ حبيسةُ اللون البني الغامق
ودوواين الشعر الموضوعة علي رف السريرِ الأيمن الملاصق للحائط
والشعارات الحميمية جدًا
القديمة جدًا
اليائسة جدًا
2 notes
·
View notes
Text
Czeslaw Milosz, New and Collected Poems: 1931-2001
1K notes
·
View notes
Text
232 notes
·
View notes
Text
��ستند برأسي علي شباك الباص -عليه بعض من قطرات المطر الخفيف _أفكر في إكمال نصٍ ما فتُخيبني الكلمات ،أفكر في ارتجال قصيدة فتتساقط الألفاظ ويهرب الشعور ،أحاول أن أنغمس مع المارين بالشوارع كحيلة دفاعية عادةً ما ألجأ إليها في صمتي ، فأشيحُ بوجهي عن الجميع ،أري قطرة آخري خفيفة /رقيقة لكن هذه المرة تتساقط علي وجهي لا الشباك أتفاجئ بها ،ألحقها ،أمسك بها بقبضة يدي اليسري قبل أن تفتح الطريق للمزيد من صاحباتها فتنشر الحنين في جسدي المرهق وعقلي المشتت ،أضع چاكيتي الأسود الخفيف علي كتفي فينسدل علي فستاني الأحمر المزركش بالأسود،أحتضنُ حقيبتي ،أحاورها ،أشكرها؛ لأنها كانت دومًا بجانبي،دائمًا ما كانت تسندني فتحوي بداخلها كتاب /تفاحة /أنينة ماء أو قطعة حلوي ،أحيانًا كانت تحوي أجزاء من أحبتي ،فأجد فيها مصادفًة بيت شعر كتبه أحدهم لي /تذكرة سينما /وردة ذابلة أهداني إياها بائ�� الزهور تارًة ،صديق تارًة / عطري المفضل /مرطب يدي /مسكن للألم /مضادات الاكتئاب/مناديل رقيقة أمسح بها عرق الصيف مرةً وزكام الشتاء مرة أخري .
تتعاقب الفصول والمشاعر وتظل حقيبتي كما هي ،تُهديني الأشياء،لا تبخل بها عليّ ،بل تجود بحضورها المُطمْئن، و كأنها تقول لي دومًا: إني بجانبك تستطيعين أن تحتضينني وقتما شئتِ أينما شئتِ فأنا ملكك وأنتِ ملكي ، فتستطعين أن تغمسي وجهك فيّ عندما لا تريدين النظر للحياة فتصبي كل غضبك علي العالم فيّ،أنهي حواري مع حقيبتي تنبعثُ إلي أنفي رائحة أليفة أعرفها جيدًا ،فيفاجئني چاكيتي الأسود بعطر الشتاء الفائت يفوح منه معلنًا عن نفسه بجسارة ،فيسقط عقلي غارقًا في بحر الذكريات .
أبتسم ،أقول لنفسي كم هي وفية الأشياء !
2 notes
·
View notes
Text
لا نصيحة في الحب إنها التجربة
لا نصيحة في الشعر إنها الموهبة
محمود درويش
1 note
·
View note