Text
القراءة قبل النوم هي بمثابة هدهدة للنفس ،تشبه تلك التي كانت تحكيها لي جدتي عندما كانت تخرج أمي من البيت للتبضع ،كانت جدتي تحكي لي الشاطر حسن ،وعلي بابا والأربعين حرامي ،وكان لها حدوتة أمّنا الغولة والفتاة سِلِسلة ،كبرت وعرفت أن الأخيرة كانت من اختراع جدتي أو ربما ورثتها عن أمها وقريتها وجاءت بها إلينا ،ولكنني كنتُ أحب دائمًا الفتاة سلِسة وأحلم بها وأنسب اسمها إلي دميتي الوردية،فيما بعد عرفت أن سِلِسْلة هي سندريلا العالم الغربي ،عندما شاهدت الفيلم لأول مرة صرخت بشدة وقولت والله هذه حكاية سلِسلة والله إنها لحكاية جدتي ،اليوم أضحك علي هذه الذكري أفتكر شهريار عندما تلت عليه شهرزاد قصته في الليلة الأولي بعد تمام الألف ليلة فخرج من مخدعه وصرخ والله إن هذه الحكاية لحكايتي .
في الماضي كنتُ ألجأ لقصار القصص فكنت أحب ألف ليلة وليلة حتي وقت غير بعيد خصوصًا وقت الاغتراب والدراسة ،انتقالًا إلي قصص أسامة علام الخفيفة الذكية ،ثم كتب محفوظ من أمثال دنيا الله /حب فوق هضبة الهرم /حكاية بلا بداية ونهاية/خمارة القط الأسود وغيرها ،ولكن عادتي قد تغيرت فانتقلت من القصص إلي قراءة الشعر ،أضع بجانبي دواوين لشعراء أحببتهم وأحببت قصائدهم ،أفتح الكتاب وأتلو علي نفسي ما يصادفني لا أختار أتفاجئ بالقصيدة بحماس تلك الطفلة التي كانت تفتح فمها مبتسمة فرحة تستقبل ما سوف تقوله لها جدتها بعد جملة "كان يا مكان يا سعد يا إكرام كان في .."ثم تفتح جدتي ستائرها معلنًة عن روح شهرزاد الحبيسة بداخلها ،تلعب بقلوبنا وتقامر بأعصابنا حتي النوم ،هكذا فعل الشعر يقامرني وأقامره ،يغلبني مرة وأغلبه مرة حتي نلتقي أنا وهو في نهاية القصيدة متحالفين كصديقين مرة ،متنازعين كعدوين مرة ولكنه في كل الأحوال يظل يشاركني العالم وأشاركه الشعور ،يربت علي كتفي بتدفق كلماته ،أربتُ علي كتفيه بتقاسمه التجربة ،لأننا ببساطة نحن الشعر،والشعرُ نحنُ، ونحنُ الكلمات والقصائد.
1 note
·
View note
Text
")
رأيتُ في منامي اسم رجاء عليش يتردد عليّ ،استيقظ من نومي أشرب ماءًا وأعود لنومي ،يعاودني اسمه مرة أخري ،بل إني رأيته رأي العين يمتلك شعرًا مجعدًايختلط بالرمادي والأبيض، ذو بشرة قمحية رقيقة تعتليه مسحة من الحزن ،أستيقظ من النوم أبحث عن صورة له لا أجد ،عرفتُ أن لديه كتابين ،لا تولد قبيحًا ،وكلهم أعدائي،أري كليهما عناوين جيدة جدًا للتعرف علي رجاء عليش ،لا أتذكر أن حدثني بعض الأصدقاء عنه أو بالصدفة قرأت شيئًا عنه ،ربما صادفت كتاب أن تولد قبيحًا مرة في إحدي المكتبات ولكني وقتها كنت متحمسة تجاه كتب آخري لشرائها فلم ألتفت إليه ،لا أعلم الحقيقة لماذا تردد هذا الكاتب في منامي أكثر من مرة لأكثر من ليلة ،في وقت حساس جدًا يراودني فيه الموت في كل فكرة وكل مناسبة ،قرأت أنه انتحر وفضل الموت علي الحياة ،سأحاول فصل النزاع الدائر في رأسي وعقلي اللاوعي فأجمع شجاعتي وذهني الشارد لأبدأ ما كتبه رجاء عليش ،أتمني ألا يكون ما يقوله بمثابة وخز لنفسي الحزينة المتألمة ،أن أجد في كلماته الطبطبة وفي صحبته ال��نسة …
1 note
·
View note
Text
رأيتُ في منامي اسم رجاء عليش يتردد عليّ ،استيقظ من نومي أشرب ماءًا وأعود لنومي ،يعاودني اسمه مرة أخري ،بل إني رأيته رأي العين يمتلك شعرًا مجعدًايختلط بالرمادي والأبيض، ذو بشرة قمحية رقيقة تعتليه مسحة من الحزن ،أستيقظ من النوم أبحث عن صورة له لا أجد ،عرفتُ أن لديه كتابين ،لا تولد قبيحًا ،وكلهم أعدائي،أري كليهما عناوين جيدة جدًا للتعرف علي رجاء عليش ،لا أتذكر أن حدثني بعض الأصدقاء عنه أو بالصدفة قرأت شيئًا عنه ،ربما صادفت كتاب أن تولد قبيحًا مرة في إحدي المكتبات ولكني وقتها كنت متحمسة تجاه كتب آخري لشرائها فلم ألتفت إليه ،لا أعلم الحقيقة لماذا تردد هذا الكاتب في منامي أكثر من مرة لأكثر من ليلة ،في وقت حساس جدًا يراودني فيه الموت في كل فكرة وكل مناسبة ،قرأت أنه انتحر وفضل الموت علي الحياة ،سأحاول فصل النزاع الدائر في رأسي وعقلي اللاوعي فأجمع شجاعتي وذهني الشارد لأبدأ ما كتبه رجاء عليش ،أتمني ألا يكون ما يقوله بمثابة وخز لنفسي الحزينة المتألمة ،أن أجد في كلماته الطبطبة وفي صحبته الأنسة …
1 note
·
View note
Text
تُحدثني غرفتي:)
أنظر في نفسي
في غرفتي
أطالعُ السماءَ والنجومَ
تُحدثني غرفتي
بأني جامدةُ ومتهالكةُ
أحبُ الأشياء َدومًا في مكانها
أكره التغييرَ والروائح الجديدة
أبغض شمسَ النهارِ عندما لا يتعلق اليوم برؤية الأصدقاء
وأبغضُ ليلَ السماءِ عندما ينبشُ الحنينَ عظامي الهشة
تحدثني غرفتي
أنكِ دومًا ما تحبين سقف الغرفة ، دونما أي شيئًا آخر فيها
تطلعين فيه لساعاتِ تفوقُ ساعاتِ نومكِ
تخبرني غرفتي
أنه طالما أحببتِ الإضاءات الخافتة
وأصوات الراديو الآتية من بعيد
وأنه علي الناحية اليمني من السريرِ دائمًا ما يكونُ هناك ديوانُ شعرِ
عادةً ما تكوني قد قرأتيه أكثرُ من مرة
تترنمين بالقصائد ذاتها
تلك التي وضعتِ تحتها خطًا بالقلم الأزرق
لجمالها مرة
لشجنها مرة
لصداها مرة
ولكآباتها مراتِ ومرات
فنعم يا صديقتي
أنتِ من هواةِ الكآبة والعاطفة الجياشة
هكذا تخبرني غرفتي
عندما لاحظت أنني دائمًا ما أختارُ اللون البني الغامق كرداءُ لها
ترددتُ علي سبع بيوت ربما ثمانية
أتذكر أن في كلاهم كنتُ أختار الغرفة البنية
ذات السريرِ المطل علي الشباكِ
حتي أنه في مرة من المرات لم أشترك مع صديقاتي في اختيار البيت الذي نسكنه لعام دراسي جديد
تخبرني صديقاتي بأننا قد تقاسمنا بالفعل الغرف
وعرفنا جيدًا الغرفة اللائقة لكِ
تعجبتُ
لم أحدثهن من قبل عن ذوقي في الأثاثِ أو تفضيلاتي البيتية
تفاجئتُ وقتها بأني صاحبة الغرفة البنية الوحيدة
يعلو سقفها إضاءة خافتة دافية كما أحبها تمامًا
السرير بجانب ��الشباك
كعادتي منذ أن كنتُ طفلة
فكان دائمًا ما يقع اختياري علي السريرِ الملاصق للشباك
علي جانبه الأيمن ديوان شعر يصادقني وأصادقه
هكذا كانت غرفتي لأربعة وعشرين عامًا
حتي أنه عندما انتقلنا إلي بيتنا الآخير
اختارت أمي أن تصنع لي غرفة جديدة تليق بفتاة
اختارت اللون الأبيض مع الروز محاوِلةً إبعاد الوحشة عني
في بادئ الأمرِ
حاولتُ أن أحبها
أنصهر فيها
أنغمس معها
لم أشعر فيها إلا بالضجر
وقتها لملمتُ نفسي وداووين شعري وانتقلتُ إلي غرفتي القديمة
المتهالكة بشخابيطِ طفولية
يعلو المرآة شعار للنادي الأهلي كنتُ قد كتبته في عام ٢٠١٢
علي الدولاب ِأسماء صديقتين لي
كانتا مقربتين جدًا
علي نفس الدولاب اسمين آخرين
لصديقتين آخرتين
لأختي التي تليني
هكذا تحمل الغرف أيضًا تاريخ الأصدقاء
هذا ما تُذَكرني به دومًا تلك الندوبات علي الآثاث
من شعارات وأسماء وجمل لكُتاب أحببناهم
وقصائد طالما تغنينا بها مع أصدقائنا في الفصلِ والدرسِ والشارع
هكذا تخبرني غرفتي بأنني
متهالكة وغامقة ورتيبة جدًا
أبحثُ عن الأشياء ذاتها
مهما اختلفت البيوت والأماكن والأعوام
واضعةُ إياها في أماكنها الثابتة أولهم قلبي يليه رأسي
هكذا تخبرني غرفتي
بأني سأظلُ حبيسةُ اللون البني الغامق
ودوواين الشعر الموضوعة علي رف السريرِ الأيمن الملاصق للحائط
والشعارات الحميمية جدًا
القديمة جدًا
اليائسة جدًا
1 note
·
View note
Text
Czeslaw Milosz, New and Collected Poems: 1931-2001
1K notes
·
View notes
Text
195 notes
·
View notes
Text
أستند برأسي علي شباك الباص -عليه بعض من قطرات المطر الخفيف _أفكر في إكمال نصٍ ما فتُخيبني الكلمات ،أفكر في ارتجال قصيدة فتتساقط الألفاظ ويهرب الشعور ،أحاول أن أنغمس مع المارين بالشوارع كحيلة دفاعية عادةً ما ألجأ إليها في صمتي ، فأشيحُ بوجهي عن الجميع ،أري قطرة آخري خفيفة /رقيقة لكن هذه المرة تتساقط علي وجهي لا الشباك أتفاجئ بها ،ألحقها ،أمسك بها بقبضة يدي اليسري قبل أن تفتح الطريق للمزيد من صاحباتها فتنشر الحنين في جسدي المرهق وعقلي المشتت ،أضع چاكيتي الأسود الخفيف علي كتفي فينسدل علي فستاني الأحمر المزركش بالأسود،أحتضنُ حقيبتي ،أحاورها ،أشكرها؛ لأنها كانت دومًا بجانبي،دائمًا ما كانت تسندني فتحوي بداخلها كتاب /تفاحة /أنينة ماء أو قطعة حلوي ،أحيانًا كانت تحوي أجزاء من أحبتي ،فأجد فيها مصادفًة بيت شعر كتبه أحدهم لي /تذكرة سينما /وردة ذابلة أهداني إياها بائع الزهور تارًة ،صديق تارًة / عطري المفضل /مرطب يدي /مسكن للألم /مضادات الاكتئاب/مناديل رقيقة أمسح بها عرق الصيف مرةً وزكام الشتاء مرة أخري .
تتعاقب الفصول والمشاعر وتظل حقيبتي كما هي ،تُهديني الأشياء،لا تبخل بها عليّ ،بل تجود بحضورها المُطمْئن، و كأنها تقول لي دومًا: إني بجانبك تستطيعين أن تحتضينني وقتما شئتِ أينما شئتِ فأنا ملكك وأنتِ ملكي ، فتستطعين أن تغمسي وجهك فيّ عندما لا تريدين النظر للحياة فتصبي كل غضبك علي العالم فيّ،أنهي حواري مع حقيبتي تنبعثُ إلي أنفي رائحة أليفة أعرفها جيدًا ،فيفاجئني چاكيتي الأسود بعطر الشتاء الفائت يفوح منه معلنًا عن نفسه بجسارة ،فيسقط عقلي غارقًا في بحر الذكريات .
أبتسم ،أقول لنفسي كم هي وفية الأشياء !
2 notes
·
View notes
Text
لا نصيحة في الحب إنها التجربة
لا نصيحة في الشعر إنها الموهبة
محمود درويش
1 note
·
View note
Text
رفقائي الطيبين دا تسجيل صوتي ليا لقصيدة بحبها جدًا؛لنعومتها وشجنها وفلسفتها العميقة،حاولت أضيف عليها لمسة أنثوية بعد إلقاء أستاذ وديع ليها في مرة من المرات ❤️
2 notes
·
View notes
Photo
Ettore Tito, Con la rosa tra le labbra (dettaglio), 1895
13K notes
·
View notes
Text
وابن العاطفة لن يعيش طويلًا:)
"«الحياة حرب وابن العاطفة لن يعِيش طويلاً».
ذكّرتني هذه العِبارة بقول الكندي في أبي تمام :
"إنّ هذا الرّجُل لَن يعيشَ طويلًا؛ لأنّه ينحتُ من قلبِه""
382 notes
·
View notes
Text
أسهر في مصانع الحنين والحداد، أراقب دقة ترميم الذكرى، ورقة تنعيم الحزن. لا مرارة زائدة في الخاطرة، ولا أسى يتصدع في أول استعمال. الفرحة الصناعية المضافة للشوق معيرة فلا تطغى على أصالته، ونكهة الأمل المضافة للانكسار محسوبة فلا تضيع طعمه. ضمانة منتجاتي مدى الحياة، وأبادلها جميعًا، دون شروط، بعقل لا يهوس بالأشياء، وسرور يتشبث بالفرصة.
262 notes
·
View notes
Text
لأني أرفض أن تستهلكني الأشياء/ أدرب نفسي بالإشاحة عنها
154 notes
·
View notes
Text
يقول كامو في رواية الموتِ السعيد "لكي تتحرر من المال يجب أن تمتلكه "حينها كان يتحدث عن البرجوازية وتأثيرها علي المرء ،ولكن الجملة راقتني عشت فيها بعض الوقت ،تساءلت هل تكون تلك نظرية فلسفية أخري لكامو مختبأة تحت عباءته الروائية العبثية! ومن هذا المنطلق ماذا لو قسناها علي حياتنا كلها لا المال فقط،ف بالنظر إلي نفسي وأصدقائي أجد أنه لا شئ مؤلم ولاذع بقدر الأشياء التي حلمنا يومًا بامتلاكها ولم نستطع،فظللنا سجناء لحظة نشوة التحقيق والوصول إلي الهدف ،أحيانًا يضللنا الحنين ويأسرنا في الزنزانة الخاطئة ،يعود بنا إلي لحظات الإخفاق والضياع فيكون مثل لمسة هواء صقيع في ليالي يناير لطفل شريد في الشارع لا يملك من الدنيا شيئًا يسنده أو يستند عليه ،ما الذي علينا فعله للتحرر من الأشياء المؤلمة والجميلة أنمتلكها؟ وكيف يكون الامتلاك في عالم يجابهك حتي في صوتك وصدقك وإنسانيتك .
علي الوجه الآخر من الجملة أري أن الأحلام الخافقة والذكريات الخافتة ،والصداقات التي لم تصمد ،والحب الذي انتهي عند أول محاولة ،كل هذه الأشياء جميعها قد امتلكتنا فأصبحنا رهائنها ،تساوم بنا الحياة تارةً ،وت��اوم بنا أنفسنا تارًة آخري ،فأسألها متي ستفكين قيود هؤلاء الحزاني؟ألم تتملكيهم؟ألن تحرريهم؟رفقًا بهؤلاء المنتمون إليكِ ،الجاعلون منكِ حلمًا جميلًا ،فهم يرون علي الأقل أنه إذ لم تتحققِ لهم فلا ينبغي أن تظلِ ندب أو جرح يدمي كلما عاودهم ذكراكِ .
1 note
·
View note
Text
بتذكرك بالخريف:)
بالأمس حصلتُ علي يوم رائق ،استيقظت ��ن النوم في أشد الاستعداد لمقابلة صديقة قديمة لي ،كانت صديقة جامعية يشاء القدر أن نتشارك السكن عامًا كاملًا ،نصفه الأول كنت بالغرفة المجاورة لها والنصف الثاني كنتُ أشاطرها الغرفة والدولاب والمرآة والشباك الذي يطل علي الشارع ،في الحقيقة كنت متحمسة أكثر لمقابلة ذاتي بعد أربع سنوات ،فنحن يا حبيبي نعيد اكتشاف ذواتنا مع أصدقاءنا خصوصًا القدامي منهم الصادقين والمتألمين ،الشاهدين علي ليالي طوال من انهياراتنا التامة ،وأزماتنا الصحية والنفسية ،فياحبيبي أكبر شاهد علي ذاتك هي صداقاتك التي تعود لك ولو بعد سنين عجاف .
بعد صلاة الجمعة قابلتها ،كانت آتية من محافظة آخري وكانت هذه أول مرة لها بالقاهرة ،اخترت وسط البلد لتكون الوسيط الأول بينها وبين المدينة الواسعة ،اتصل بها في الهاتف انتظري عند طلعت حرب ،في بداية اللقاء تبادلنا السلام والحضن ،ثم تلقائيًا بعد عدة ثوان شاورت لها علي مكتبة ودار نشر وقولت لها بدون سابق إنذار أو حديث عنك :هنا كان أول مرة رأيته فيها ،هنا كانت شرارة الحب الأولي علي الأقل بالنسبة له ،ولكنها بالنسبة لي كانت شرارة التورط في شخص لن يخرج مني بسهولة ،شخص استوطن عقلي ومن ثم امتد هذا الاستيطان إلي قلبي بعد عدة أشهر قليلة جدًا في كميتها جريئة جدًا في حضورها .
انصهرنا أنا وهي في الحديث عنا،أقصد أنا وأنت ؛لأنها كانت تريد أن تعرف كيف أحببت ،ما هو الرجل الذي دفعني للتجربة وأنا كنت أزهدها وأرفضها ،تقول لي أنتِ لائقة جدًا علي الحب ،الحب الشجاع الناعم ،الحب البرئ البطئ غير المندفع ؛لأني من كارهين الاندفاع يا حبيبي تجاه العلاقات ،أحب الشجاعة وأعشقها لكن الاندفاع!،أتذكر وجهك بريئًا خجولًا حتي في أقرب لحظاتنا عندما كان لا يفصل بيننا غير بضعة سنتيمترات،جلسنا علي المقهي أنا وهي وذاتي وذكراك،كان كل شئ رغمًا عني يرجعني إليك حتي أننا أثناء التمشية عندما عرضت عليّ نسيانك وتخطيك بإعطاء الفرصة لآخرين منجذبين نحوي ،ابتسمت لها وقولت لها جملة ضي الأسيرةُ لدي"ذاكرتي تحبه"،فتأبي النسيان ،نضحك بصوت عالِ ساخرين من الألم، وكم من مرات تعالت أصوات الأصدقاء في الشوارع والمزاح النابع من الألم المدوي في قلوبنا وذكرانا !
ينتهي اللقاء وهي مندهشة من قصتنا ،مشفقة عليّ وعلي قلبي،مشفقة عليك أيضًا ،مشفقة علي كلينا ،مشفقة علي نفسها وحالها ،مشفقة علي العالم ،ضاجرة من الحياة ،لكنها تظل تكرر كلمات الامتننان والشكر لوجودي وعلي منحها يوم جميل وخفيف مثل هذا ،أحاول أن أشكرها هي ،أقول لها ما لاتريد سماعه بصوت عالِ ،نضحك نفترق ….
عندما افترقنا استمعت لفيروز مع نسمات الخريف وغروب الأول من تشرين الثاني ،كانت أغنية "بتذكرك بالخريف "،ابتسم ابتسامتي الخفيفة المعتادة وأقول لفيروز :بتتذكريه بالخريف بس ؟،دا أنا احترقت بحبه في ليالي أغسطس الحارة !
فأرجع إلي ضي وهي تقول "ذاكرتي تحبك" فأعلم أن التواطئ أصبح مع الذاكرة يا حبيبي ،فلا كر ولا فر ،أعتقد أنك مسجل في الذاكرة الطويلة والقصيرة فتكون في ماضيً وحاضريّ،فأظل محاصرة بك وبوجهك الأليف وبطيفك الخفيف ،كل الشوارع ظلالها أنتَ ،تشبه الشجر العتيق المتراكم ،تشبه كل غروب أشاهده علي النيل ،تشبه كل الأشياء الجميلة والمؤلمة يا حبيبي ..
بس عاوزة أسألك!
بعدك أليف ؟
بعدك ظريف ؟
بعده بيعنيلك متل الخريف ؟
خبرني إن بعدك بتحن ؟
5 notes
·
View notes