#ازياء نسائية | Explore Tumblr posts and blogs

tadkiraimania · 4 years ago

Text

يا لؤلؤاً قد صان عفتها الخمار

بين السفور و بينكِ ��ُجب الفخَار

يرمون بالقول القبيح حياءك

و يرون في إيمانك جهــلاً وعار

ظنوا الحياة ثقافة ًغربية

و بأنّ في تقليدها عز الديار

ردي أباطيل الطغاة وأبحري

بالدين لا تخشين أمواج البحار

و لتشمخي بالدين حتى تسعدي

و امضي به في دربكِ أسمى شعار

وهم الحرية

يحاول دعاة تحرير المرأة أن يوصلوا المرأة إلى حال أقرب من أحوال الجاهلية، إن لم يكن أسوأ منها، تحت مسمىً لطيف يستميل به قلوب ضعفاء النفوس، ممن لم تتأصل فيهم عقيدتهم الدينية، هذا المسمى هو حرية المرأة (الحرية المزعومة هنا هي نزع الحجاب و الدعوة إلى لباس الموضة و محتواه يعني: التعري).

ولا أدري عن أي حرية يتكلم هؤلاء، وما حالة المرأة اليوم في الغرب، وفي بلدان العالم الإسلامي التي تحب التقليد لكل ما يأتي من الغرب أخف من حالة المرأة قبل الإسلام، والواقع خير شاهد: فهي -وإن كان يزعم الزاعمون أنها تحررت من القيود- قد وقعت في القيد الأشد من سابقه، فقد عادت لتصبح سلعة وليست صاحبة وجود إنساني له دروه في المجتمع، حتى ضاعت المرأة، وغابت القيم والأخلاق، وحرفت نصوص الإسلام المقدسة عندهم لتكون مطية لأهوائهم.

لماذا هذه الكراهية للحجاب، بل حرب خبيثة ماكرة؟

هل يقيد الحجاب حرية المرأة؟

هل حقيقة تصبح المرأة حرة بنزع الحجاب؟

المرأة الغربية تجد حريتها في الحجاب

نماذج من الحياة الغربية

تقول إحدى الغربيات اللاتي أسلمن بعد إسلامها: "أنا شخصياً لا أعتقد أن المرأة المسماة (محررة) بأنها سعيدة، فالشيء الذي حصلت عليه هو الغرور بأن تعتبر مساوية للرجل فقط؛ إذ ليس لها وقت أو إحساس لتحيا حقيقة أنها زوجة أو أم، وهذا مما يُحزِن؛ لأن الله سبحانه وتعالى خل�� المرأة زوجة للرجل وأمّاً لأولاده لتراعي بيت الأسرة والأطفال وحاجات زوجها، ولمَّا لم يتحقق ذلك للمرأة المتحررة فقد ضاع عليها أهم شيء في الحياة، ويوماً مَّا سوف تشعر بهذا، ولكن بعد فوات الأوان! كيف يوجد للمرأة ذرة من الكرامة وهي تريد أن تكون كالرجل؟" (فاطمة بنت خليل محمد محسن- كتاب دور المرأة المسلمة بين الأصالة والمعاصرة).

و هذه سارة (سارا بوكر) امرأة أمريكية هداها الله إلى الإسلام، وتحوَّلت من عارضة أزياء ترتدي أقصر وأكثر الملابس الفاضحة إثارة إلى مسلمة طاهرة ترتدي النقاب. وهى الآن داعية من أنشط الداعيات إلى الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية. تحكي سارة كيف وصلت إلى الإسلام: "كانت كل معرفتي بالإسلام – كما يروج الإعلام - أنه دين يقمع المرأة ويدعو إلى ضرب الزوجات وأنه يدعو للإرهاب!! و حين قرأت القرآن وجدته ثاقب الرؤية ينفذ مباشرة وبسهولة تامة إلى الأعماق لمعالجة القلب والروح بدون حاجة إلى مترجم أو قس.

في نهاية المطاف وصلت إلى لحظة الحقيقة. والأمر لم يكن أكثر من اعتناق عقيدة الإسلام بالنطق بالشهادتين ، و حينها يشعر المرء بسعادة لا يعرف مذاقها إلا من خاض تلك اللحظة الخالدة.

فارتديت الحجاب، ورغم أن الناس، وجميع المتاجر هي ذاتها ، إلا أن شيئًا واحدًا هو الذي تغير – كوني امرأة مسلمة تلبس الحجاب – فلأول مرة شعرت كما لو أن السلاسل كُسرت و أنني أخيرًا أصبحت حرّة!

أصبحت أشعر بالأمن وأنني لم أعد صيداً تسعى النظرات لإصطيادي، لقد شعرت وكأن حملاً ثقيلاً أزيل عن قلبي.. لم يعد ثمة شيء يسرني غير حالة الطمأنينة والإرتياح التي أشعر بها وأنا أتوجه إلى خالقي، واللذة والسعادة التي أشعر بها وأنا أعيش بين الناس كإنسان محترم وليس كسلعة أو صيد.

بعد الحجاب أصبحت أكثر شغفًا بالسؤال عن النقاب، لرؤية عدد متزايد من النساء المسلمات يلبسنه. بعد سنة ونصف قلت لزوجي أريد ارتداء النقاب، السبب هو أنه سيكون أكثر إرضاءً لله الخالق، ويتزايد شعوري بالسلام الداخلي، كما أنه أكثر إظهارًا للطهارة، وأعرب عن تأييده لقراري.

إنني ما زلت نسائية (تقصد أنها مناضلة ضمن جمعية نسوية) ولكن مسلمة، وأدعو المرأة المسلمة لتتحمل مسئوليتها في توفير كل الدعم لزوجها ليكونا مثالا جيدا في تربية أطفالهما المسلمين حتى يكونوا منارات للبشرية جمعاء مرة أخرى.

وعلينا أن نناضل من أجل حقنا في ارتداء النقاب أو الحجاب، ونختار بكل حرية الطريقة التي نُعبِّر بها للخالق عن عبوديتنا له. وبنفس القدر من الأهمية لننقل تجربتنا مع النقاب أو الحجاب إلى النساء اللاتي لا يعرفنه أبدًا" (موقع حب الإسلام).

ومن هنا فالمرأة المسلمة في الغرب تؤدي بحجابها دور الداعية الصامتة ، إنها ترفع شعار "الكيان المستقل" وتمثل أمام المرأة الغربية دور "العالَم المتميز" فهي كيان مستقل عن عالم الرجال وعالم أنثوي متميز عن عالم الذكورة.

إن الغرب لا يرى في الحجاب الإسلامي مجرد قطعة قماش تستر شعر المرأة أو رأسها أو وجهها وإنما يرى في الحجاب اختزالاً للحضارة الإسلامية تغزوه، إن الحجاب يعني في المنظور الغربي: أن الإسلام كله بقرآنه ومحمده وكعبته يتجسد في قطعة القماش هذه ، وفي هذه المرأة المحجبة التي تمشي في شوارع باريس أو لندن أو نيويورك.

إن الغرب لا يرى في المرأة المحجبة امرأة بل يرى الإسلام يتحداه في عقر داره، لذلك فالإعلام - كما قالت سارة الامريكية- يشن حربه المسعورة على الحجاب و يصفه في صورة قمع للمرأة و عنف ذكوري و إرهاب.

ولكن الحجاب رغم كل ذلك، و بإذن الله سبحانه و تعالى يطرق قلب المرأة الغربية و يدعوها إلى الحرية الحقيقية، قال الله تعالى:{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [التوبة-32].

و لم تكن المراة الغربية قبل أن تعانق بقلبها الحجاب و الإسلام إمرأة عادية او عارضة ازياء أو مغنية أو ممثلة أو مربية أطفال أو تاجرة، بل إمرأة باحثة و كاتبة مثل: الكاتبة والباحثة الأمريكية بربارا براون بقيت 37 سنة على النصرانية، وكانت تراودها أسئلة ولا تعرف جوابها، حتى قرأت كتيـباً عن الإسلام، فإذا بها تجد فيه الأجوبة التي أقلقتها، فأسلمت (موقع طريق القرآن)، و مهندسة مثل: مهندسة الإعلاميات الفرنسية ليلى ريفي: قرأت في الإنترنت موضوعاً يقارن مكانة المرأة في كل من الإسلام والنصرانية واليهودية، قالت: ففوجئت كثيرا ًبما منحه الإسلام للمرأة من حقوق. ولم تدرك الحكمة من بعض المسائل، كنصيب المرأة في الميراث، فاتجهت إلى إمام مسجد، ففهَّمها، فاقتنعت، وأسلمت (منتديات سياحة الجزائر)، و شاعرة مثل: الشاعرة والكاتبة الهندية الشهيرة كملا داس، التي تسمَّت بالثريا بعد إسلامها: درستُ الإسلام وأعجبت به، وخاصة أنه يوفر حماية عظيمة للنساء. و اعتنقت الاسلام في سن 65 و كانت أكبر مدافع عن أسلوب الحياة الإسلامية ونظام الحجاب،و قالت عبارتها الرائعة: آلهة الهندوس تعاقب أتباعها، بينما الله سبحانه يعفو ويغفر، وأحب أن يكون ربي غفوراً رحيما (الصفحة الشخصية لعبد الشهيد الأزهري). و الأمثلة كثيرة يطول سردها.

لماذا تسلم المرأة الغربية و ترتدي الحجاب

قد تكون اللحظة الفارقة بين الحق و الباطل في حياة المرأة الغربية التي أسلمت و التزمت بالحجاب، سبب أو أسباب تولدت من حالة الخواء الروحي أو إحساس بتدني القيمة الانسانية او الظلم الذي يتفشى في غياب الأخلاق و احترام الآخر، و لكن هناك أسباب كثيرة تدعو لذلك، وفي مقدمة هذه الأسباب:

1- أن للحق دائماً قوَّته، والعقائد الأساسية في الإسلام كلها تتفق مع العقل وطبيعة البشر، ولها من الجلال والإغراء ما لا يملك معه الباحث الأمين عن الحقيقة إلا أن يستجيب لها.

2- خذ مثلاً عقيدة التوحيد وانظر كيف ترتفع بكرامة الإنسان، وكيف تحرر عقولنا من الخضوع للخرافات، وكيف أنها تلقائياً تنتهي إلى المساواة بين الناس، لأن خالقهم واحد، وهم جميعاً عباد لهذا الإله الخالق.

3- والإيمان بيوم الحساب يدعو الإنسان إلى الإقلاع عن السيئات و الفواحش (ظلم النفس و ظلم العباد).

4 - والإيمان بأن كل امرئ مجزيٌّ لا محالة بعمله، محاسب أمام مالك المُلك، العادل، العليم بكل شيء، الذي لا يضيع عنده مثقال ذرة من الخير أو الشر، هذا الإيمان يدعونا إلى التفكير مرات ومرات قبل اقتراف الآثام، ومما لا شك فيه أن هذا الوازع من ضمير الإنسان أقوى أثراً من كل قوة بوليسية في العالم.

5 - شيء آخر يجذب غير المسلمين إلى الإسلام، ذلك هو تأكيده مبدأ التسامح، والصلوات اليومية تعلم الناس المواظبة، كما أن شهر الصوم رياضة تعوِّد الإنسان على ضبط النفس والسيطرة عليها، ومما لا شك فيه أن المواظبة وضبط النفس صفتان من أبرز صفات الرجل الصالح والمرأة الصالحة.

6 - وهنا يأتي الدور العظيم الذي حققه الإسلام، فهو الدين الوحيد الذي استطاع أن يغرس في نفوس من اتبعوه الشعور بمراعاة حدود الآداب والأخلاق، دونما حاجة إلى سلطان قاهر سوى ضمائرهم، لأن المسلم و المسلمة يؤمنان أنه حيثما كانا فهما في دائرة رقابة ربهما، وفي هذا ما يردهما عن ارتكاب المعاصي.

7- وبما أن الإنسان بطبيعته مفطور على حب الخير، فإن الإسلام يقدم للناس -فوق ما يقدم- سكينة الضمير وهدوء البال، وهذا ما لا وجود له البتة في حياة المجتمع الغربي في وقتنا الحاضر.

الحجاب المظلوم في المجتمع الإسلامي

تحكي سيدة باحثة شرعية و عاملة في مؤسسة إعلامية دعوية، أن أحد الإخوان معهم حدثها عن زميلة معهم فاضلة و ذات أخلاق و تصوم و تصلي و تقوم الليل لكنها متبرجة، فطلب منها أن تكلمها في قضية الحجاب. تقول الباحثة الشرعية: "فجلست معها وقلت لها: أعرف أنك على دين وخلق، لكن ما الذي يمنعكِ من ارتداء الحجاب؟ قالت: أخشى أن لا أكون صورة جيدة للمحجبة، لأنني أرى كثيرا من المحجبات لسن قدوة للحجاب. فقلت لها: هذه وسوسة من الشيطان، إن الحجاب أمر الله تعالى وليس أمرنا، والفتاة المسلمة التي تحب الله تعالى عليها أن تطيعه ولو كان في شيء تكرهه، وعليك أن تخاطبي الله تعالى قائلة: يارب أفعله لأجلك وإن كنت أكرهه، فالله تعالى يقول: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) {الأحزاب-36}، وإني والله موقنة أن الله لن يتركك هكذا دون حجاب مع أخلاقك وتدينك، ولكن "أوقفي نزيف السيئات"، والأمر بينك وبين ربك… فما مرت خمسة عشر يوما حتى أنعم الله عليها بارتداء الحجاب". (موقع إسلام أون لاين).

فالذين يفلسفون قضية الحجاب و يحاولون تحليلها خارج نصوص القرآن و السنة، هؤلاء لم يذوقوا لذة الإيمان بالله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم، فكيف يمكن لهم أن يعرفوه لغيرهم. فالحجاب كان فريضة في اليهودية والمسيحية قبل مجيء الإسلام، الفارق أن نساءنا التزمن أوامر الله، ونساؤهم عصين الرب في أمر الحجاب.

نساء مسلمات نبذن التبرج و ارتدين الحجاب

شهد عالم النساء المسلمات اللاتي عملن في الفن كممثلات في الأفلام السنيمائية و التلفزيونة و المسرحيات ظاهرة اعتزال الفن و التوبة و ارتداء الحجاب، وأشهرهن: شادية، شمس البارودي و مديحة كامل، حسن إسلامهن و ثبتن على الإيمان الصادق، إيمان لم يتزعزع في قلوبهن رغم كل إغراءات الدنيا و زينتها، و تركن حياة أغوتهن و أبصرن بفضل الله سبحانه و تعالى حقيقتها: نار ستحرقهن في قاع جهنم! و رغبن فيما عند الله، و ما عند الله خير و أبقى لمن اتقى.

1- شادية

اسم الولادة فاطمة و اسمها الفني شادية،ممثلة و مغنية، ولدت سنة 1931 بمحافظة الشرقية، ، اعتزلت التمثيل في عام 1981، توفيت سنة 2017 بالقاهرة، وكان عمرها 86 عاما.

كانت شاديا أقدم الممثلات المصريات، لقبت بمعبودة الجماهير و جمعت في موهبتها بين الجمال والغناء والتمثيل، و حتى بعد اعتزالها تضاعف حبها ومكانتها فى النفوس، فقد كانت في قمة التدين و الإخلاص لله تعالى و فاض قلبها بحب الخير ��لفقراء.

شعرت شادية بالرغبة فى زيارة بيت الله الحرام، فذهبت للعمرة، وهناك قابلت الشيخ الشعراوى صدفة على باب المصعد وفرحت لرؤيته وطلبت منه أن يدعو لها، وبعدها ذهبت لإجراء جراحة بأمريكا، وقضت معظم وقتها خلال هذه الرحلة فى قراءة القرآن والصلاة، فشعرت بالراحة التى تنشدها.

عادت شادية من رحلتها وقد قررت ألا تغنى إلا الأغانى الدينية، وبالفعل اتفقت مع الشاعرة علية الجعار على عدد من الأغنيات، وكان من بينها أغن��ة «خد بإيدى» التى غنتها فى آخر ظهور لها، فى الليلة المحمدية عام 1986، وارتعشت وبكت وهى ترددها بكل جوارحها.

وبعد هذه الأغنية فشلت كل محاولات شادية لحفظ أى أغان، حتى الأغانى الدينية التى اتفقت عليها، فذهبت لاستشارة الشيخ الشعراوى، وأخبرته بأنها لم تعد لديها رغبة فى الغناء وفقدت قدرتها على الحفظ، وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية، ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها إمام الدعاة بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس، فخرجت النجمة وقد قررت الاعتزال وعدم الظهور نهائيا، ورغم ذلك لم تحرم شادية الفن ولم تتبرأ من أعمالها.

أكد محمد عبدالرحيم الشعراوى حفيد الشيخ الشعراوى فى تصريح لـ "اليوم السابع" أن الفنانة شادية بعد اعتزالها أفتاها بعض الشيوخ بأن الأموال التى جمعتها من الفن حرام وأن عليها أن تتخلص منها، فتوجهت لتسال الشيخ الشعراوى فأفتاها بأن تحتفظ بما يضمن لها حياة كريمة ومستوى لائق، وتحتفظ بمن يعملون لديها ويخدمونها وأن تتبرع بما يزيد عن ذلك.

اختارت شادية معية الله، وحافظت على ألا يشغلها عنه شىء حتى وفاتها، تضاعفت أعمالها الخيرية التى لم تعلن أو تتحدث عنها، أصبحت نهرا لأعمال الخير والعطاء الإنسانى: عشرات البيوت تعيش على رواتب شهرية خصصتها للفقراء.

هدمت فيلتها بالهرم وأقامت مكانها مجمعا خيريا يضم مسجدا ودار أيتام ودار تحفيظ قرآن، ومستوصفا خيريا، كما تبرعت بشقة بشارع جامعة الدول العربية لجمعية مصطفى محمود لإنشاء مركز لعلاج الأورام. رحم الله شادية حبيبة الفقراء.

2- شمس البارودي:

إسم الولادة شمس الملوك جميل البارودي،الإسم الفني شمس البارودي، ممثلة مصرية ولدت سنة 1945 بالوراق، تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية، و اعتزلت التمثيل سنة 1984،و عمرها الآن 74 عاما،

قررت الاعتزال في عام 1984، بعد عودتها من أداء العمرة، قائلة إنها رأت الرسول صلى الله عليه و سلم فاعتزلت التمثيل وارتدت الحجاب، و أعلنت توبتها عن الفن، وقالت: أيقنت أن الجمال و المال و الصحة كل هذا سوف يزول و لن يكون معي في قبري سوى عملي الصالح و توبتي، و الحمدلله و إلى الآن أدعو الله سبحانه و تعالى أن يقوي إيماني، وصرحت بأن العمل في الفن حرام، و قد عرضت عليها أكثر من مرة العودة للتمثيل وهي محجبة، إلا أنها رفضت تماماً، مؤكدة على التزامها بقرارها حتى النهاية، و مازالت تعيش مع زوجها حسن يوسف و قد بلغ سنها الآن 71 عاماً.

3- مديحة كامل

اسم الولادة مديحة كامل أحمد صالح، الإسم الفني مديحة كامل، ممثلة مصرية، ولدت سنة 1948 بالاسكندرية، تخرجت من جامعة عين شمس، اعتزلت التمثيل سنة 1992، و توفيت سنة 1997 بالقاهرة، و كان عمرها 49 عاما.

كانت مديحة كامل مرتبطة بأمها ارتباطاً شديداً و كانت أمها جميلة جداً، وفجأة أثناء انشغالها أصيبت أمها بنزيف في المخ وغيبوبة، بسبب ارتفاع الضغط دون سابق إنذار أو مرض، وتم احتجازها في المركز الطبي.

تركت مديحة كل شيء وقعدت بجوار والدتها، وأصيبت بصدمة شديدة وهي تلاحظ التغيرات التي طرأت على أمها بشكل سريع، فبعد أن كانت جميلة تشع حيوية ونشاطاً تحوَّلت وانكمشت، وتغيَّر شكلُها وابيضّ شعرها خلال يومين. و تحرك في قلب مديحة الخوف من الله تعالى، وشعرت بأن الدنيا زائلة، وفي لحظة قرَّرت أن تعتزل وتعيش في معية الله في هدوء، دون أن تعلن عن ذلك أو تظهر في أي برامج، وعادت من المستشفى وارتدت الحجاب، وكان ذلك عام 1991. و توفيت في سن 49 بعد أصابتها بمرض القلب.

و قد صرحت ابنتها التي كانت محجبة أيضا أن أمها كانت توصيهم بألا يتركوا صلاة الفجر أبداً في آخر أيامها.

كما أوصت بألّا يلمس جثمانها أي شخص من غير محارمها، وهو ما تم تنفيذه من أقربائها.

توفيت رحمها الله في منزلها في 13 يناير 1997 المصادف الرابع من شهر رمضان بعد أن صلت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة في ظهر اليوم التالي.

نساء مسلمات خلعن الحجاب و رجعن إلى حياة التبرج

اتخذت بعض الفنانات قرار ارتداء الحجاب ومنهن من اخترن البعد عن الأضواء بعد ارتدائه، وأخريات استكملن أعمالهن الفنية سواء فى الغناء أو التمثيل دون أن يقف الحجاب عائق لهن.

وبعض هؤلاء الفنانات لم يلتزمن بقرار الحجاب طويلاً ليعدن من جديد بعد خلعه في جرأة شديدة منهن، حيث ترى بعضهن أنه كان عائقا أمام تواجدهن على شاشات التلفزيون و تحت الأضواء. و يتراوح عددهن بين 10 و 16 و قد يزيد العدد. و سنركز في هذه الظاهرة على اثنتين منهن: سهير رمزي الممثلة المصرية و جنيفر غراوت المغنية الأمريكية (على اعتبار أنها تعلمت العربية و عاشت فترة غير يسيرة في المغرب).

1- سهير رمزي:

اسم الولادة سهير محمد عبد السلام نوح،الاسم الفني سهير رمزي، ولدت سنة 1946 ببورسعيد، مضيفة طيران و ممثلة مصرية، وعمرها الآن 74 عاما.

كشفت الممثلة المصرية سهير رمزي عن سبب خلعها الحجاب نهائياً بعد 25 سنة من ارتدائه. وقالت سهير إنها اكتشفت بعد فترة أن حجابها ليس حجاباً، بل هو احتشام، وذلك خلال لقائها مع برنامج "تحت السيطرة" المذاع على فضائية "النهار".

وأشارت إلى أن العمل بالحجاب يفرض قيوداً، وهذا ما فعلته في أول عمل لها بمسلسل "حبيب الروح"، لكنها لفتت إلى إدراكها أن الفرص بعد خلع الحجاب لن تكون كثيرة.

وأضافت أنه كان "مرحلة وانتهت"، و الآن بدأت مرحلة ثانية، وكل واحد له قوة احتمال وطاقة، وسن معينة، لقد كبرت فلا بأس من التخفيف. و قالت أيضا إن قرارها بخلع الحجاب لا يعني الابتعاد عن الله، ذلك أن التقرب من الله يكون من خلال السلوك والتصرفات أيضا، وليس فقط من خلال غطاء الرأس.

لنلاحظ المفارقة العجيبة بين الشاعرة والكاتبة الهندية الشهيرة كملا داس، التي أصبح إسمها الثريا بعد إسلامها و التزمت بالحجاب في سن يناهز 65، وبين الممثلة المصرية التي، بعد التزامها بالحجاب 25 سنة، خلعته في سن 69. سبحان الله! الاولى خرجت بعد -بحث طويل عن الحقيقة- من عبودية الهندوس إلى سماحة و كرامة الإسلام وأصبحت من أكبر المدافعين عن الحجاب، و الثانية تبنت فكرا منحرفا للحجاب بكونه احتشام و ليس حجاب و هي المرأة المسنة، فتعود إلى عفن التمثيل و حياة التبرج، بعد أن خلعت الحجاب و طعنت في فرضيته.

فرق كبير بين من وصلت إلى الإيمان بالعلم و بين من عبدت الله سنوات على جهل بين!

2- جنيفر غراوت

الإسم جنيفر غراوت، ولدت سنة 1990 ببوسطن، مغنية أمريكية، تخرجت من جامعة مكغيل، تعلمت الغناء و الموسيقى منذ أن كانت طفلة عمرها 5 سنوات، عمرها الآن 30 سنة.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى، فيديو لجينيفر غراوت وهى ترتدي الحجاب و ترتل آية الكرسى بصوت عذب، أبهر كل المستمعين و تم تداوله بنطاق كبير، حتى أن البعض وصفها بأنها صوت من السماء. فقد تزوجت برجل مغربي و أسلمت و ارتدت الحجاب. و لم تسم نفسها بإسم عربي و احتفظت باسمها اللاتيني.

وقد حكت جنيفر غراوت للصحيفة الإلكترونية "اليوم السابع" مسار قصتها قائلة:"ولدت فى مدينة بوسطن في أميركا ونشأت وسط عائلة فنية، فوالدى و والدتى مغنيان، وبدأت دراسة الموسيقى وأنا عمرى 5 سنين، وأصبح عندى شغف بالموسيقى العربية وعمرى 20 سنة فى عام 2010، ودرست العديد من اللغات الأخرى قبل أن أبدأ فى الغناء باللغة العربية، والكلام العربى ليس صعبا، وتعمقت فى الموسيقى العربية أكثر و أكثر إلى أن شاركت فى برنامج المواهب arab got talent، فى موسمه الثالث 2013، و حصلت على المركز الثانى فى البرنامج وكانت مرحلة مهمة جدا فى حياتى".

وتابعت جينيفر عن قصة صعودها:" بعد البرنامج أحييت عددا من الحفلات الفنية فى دول عربية وأوروبية، وعشت فترة فى المغرب وأحييت المهرجانات وتعمقت بشكل كبير فى الإسلام، وأسلمت وتزوجت وأنجبت ابنتى، وبعد الولادة ابتعدت عن السوشيال ميديا و توقفت عن الغناء لمدة 3 سنوات لأننى كنت مقتنعة أن الموسيقى حرام، ولكن بدأت وجهة نظرى تتغير ورجعت للموسيقى والغناء مجددا فى مارس 2019، لأن دائما هناك آراء مختلفة حول الموسيقى ولا أحد يعرف الطريق الصحيح، لكن الله يهدينا ويسامحنا جميعاً فى النهاية".

وعن قصة حبها لزوجها وكيف بدأت وهل أثر عليها لدخولها الإسلام، قالت:" انفصلت عن زوجى ولم أعد معه ولا أرغب فى الحديث عنه، أما عما إذا كان زوجى السابق سببا فى دخولى الإسلام، فالله يهدى من يشاء ويرشد من يريد أن يهديه لطريقه، والأشخاص حولنا من الممكن أن يساعدونا فى عبور طريقنا لتعلم المزيد من الدين، واذا كان هناك من ساعدنى فهى أختي فى الإيمان، وليس زوجى".

وعن أكثر شيخ تحب أن تستمع له فى تلاوة القرآن الكريم، وأقرب سورة لقلبها، ردت جينيفر قائلة:" أستمع إلى الشيخ محمد صديق المنشاوى فهو المفضل لدي، وأحب سورة يوسف وسورة التكوير، وكل سورة لها أهمية في أوقات مختلفة فى الحياة، وأجمل لحظاتى عندما زرت الحرم فى السعودية".

وأكملت جينيفر حديثها:" الفترة الحالية أعيش مع ابنتى فى أمريكا، وأعلمها الموسيقى، ولكنها لها حياتها الخاصة بها وتقرر ما تريد بشأن مستقبلها، مطربة أم دكتورة أو حتى راقصة ، سأساعدها فى قرارها".

وفي هذا العام (2020) في منشور جديد لها على الفيس بوك فاجأت جنيفر غراوت جمهو��ها العربي و الإسلامي بنشر صورة لها بدون حجاب و كتبت قائلة: أنها اتخذت قرار خلع الحجاب بعد تفكير عميق، و أنها كانت تحاول الظهور بالشكل الذي أراده الآخرون و هي إنما استجابت تحت الضغط، و لذلك فخلعها للحجاب خيار شخصي خاص بها، و ليس دعوة للمسلمات المحجبات بان يخعلن الحجاب، و أكدت على بقائها مسلمة، وأنها تؤمن بفرضية الحجاب، و قد يراها جمهورها في المستقبل يوما بالحجاب و يوما بلا حجاب، فهي في نهاية المطاف فنانة و تحب ممارسة مواهب عديدة من بينها الغناء و الرقص و كتابة الشعر.

إن جنيفر غراوت تعتبر حالة نشاز في منظومة النساء الغربيات اللاتي اعتنقن الإسلام و وجدن فيه الطمأنينة الروحية و الكرامة الإنسانية و الحرية الحقيقية، و أنقذهن من عذاب و ذل الحياة المادية التي تدعو إلى الإلحاد و الإباحية.

إن جنيفر غراوت (و هي التي تعشق أن تقلد الشيخ محمد صديق المنشاوي في تجويد القرآن و هو السبب الذي جعل جمهورها في مواقع التواصل الاجتماعي يحبونها بل يجدون فيها قدوة تحفزهم على تعليم أطفالهم تجويد القرآن) لو كان إيمانها قويا لسلمت قلبها لله و هي تنصت لتلاوة الشيخ المنشاوي الذي أبكى الملايين في العالم، و أعادهم إلى رحاب الإيمان، قال الله تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد-24] و لو سلمت قلبها لله لكرهت الفن و أصل الفن و طلقته طلاقا بائنا.

نحن كمسلمين نحب الخير لبعضنا البعض، نحس بحرقة وألم على كل مسلمة (و خصوصا النساء اللاتي اشتهرن كفنانات و اعتزلن الفن ثم ارتدين الحجاب ثم تبرجن) خلعت حجابها و ارتدت إلى عالم التبرج، بعد ان كانت مثلا للمرأة الطاهرة العفيفة المطيعة لربها. و لكن لله سبحانه و تعالى حكمة في خلقه، يقول تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [القصص-56].

و مع ذلك ندعو الله عز و جل أن يمن عليها و على سهير رمزي و على كل مسلمة نهجت نهجهن بالتوبة و الهداية التامة.

الحجاب و حرية المرأة في الإسلام

كل النساء (فنانات أوغير فنانات، مسلمات أو غربيات) اللاتي خلعن الحجاب، و ظلمن الحجاب بدعوى أنه يعيق حريتهن الشخصية، و صرخن بصوت عال: لا يحق لأي أحد أن يتدخل في حريتهن. فهن لا يدرين أنهن يضربن مثالا للمرأة الجاهلة بدينها مهما كان باعها في تحصيل علوم الدنيا، قال الله تعالى{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [الروم-7] تفسير الآية: لا يعلمون الإيمان وأحكام الشرع، وإنما يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا يتعلق بكسب المعاش وبناء الحضارة المادية، وهم عن الآخرة التي هي دار الحياة الحقيقية معرضون، لا يلتفتون إليها (التفسير الميسر).

لم تفهم النساء الخالعات للحجاب الحرية في معناها الحقيقي، فالإسلام يحرّر الإنسان من عبودية الأرض ولذائذها الخاطفة بربطه بالسماء وجنانها و رضوان من اللَّه، و يعلمه ألا يغرق في الشهوات المباحة و لا يتعلق بها تعلق الغريق بطوق النجاة، فالشهوات مهما كثرت و تنوعت ستزول يوما ما، و يجد الإنسان نفسه واقفا أمام ربه يحاسبه على كل صغيرة و كبيرة. فالتوحيد (عبادة الله تعالى وحده) هو سند الإنسان في تحرّره الداخلي من كل العبوديات الأخرى، و هذه هي الحرية الحقيقية للمرأة وبدونها تصبح كل حرّية زيفاً وخداعاً وبالتالي أسراً وقيداً. قال الله تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } [آل عمران: 14-15].

فالمرأة المسلمة لها الحرية المطلقة في المباحات، و لكن هذه الحرية مقيدة في الشرع بطاعة الله و رسوله و اجتناب ما نهى عنه الله و رسوله، و لا مجال لعصيان أوامر الله و أوامر رسوله، فالحجاب فرضه الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم، قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الأحزاب-59] و تفسير هذه الآية: يا أيها النبي قل لأزواجك، وقل لبناتك، وقل لنساء المؤمنين: يُرْخِين عليهنّ من الجلابيب التي يلبسنها حتى لا تنكشف منهن عورة أمام الأجانب من الرجال؛ ذلك أقرب أن يُعرف أنّهنّ عفيفات فلا يَتعرض لهنّ أحد بالإيذاء، وكان الله غفورًا لذنوب من تاب من عباده، رحيمًا به.

فأي امرأة مسلمة كيفما كانت، خلعت الحجاب و قالت لا بأس، أنا ما زلت مسلمة، نقول لها إقرئي قول الله تعالى: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الحجرات-14] و تفسير هذه الآية: قل لهم -أيها النبي-: لا تدَّعوا لأنفسكم الإيمان الكامل، ولكن قولوا: أسلمنا، ولم يدخل بعدُ الإيمان في قلوبكم، وإن تطيعوا الله ورسوله لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئًا. إن الله غفور لمن تاب مِن ذنوبه، رحيم به. وفي الآية زجر لمن يُظهر الإيمان، ومتابعة السنة، وأعماله تشهد بخلاف ذلك (التفسير الميسر).

فأي امرأة مسلمة كيفما كانت، خلعت الحجاب و قالت هذا قراري، و أنا حرة في قراري، نقول لها إقرئي قول الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الاحزاب-37] و تفسير هذه الآية: ولا يصحّ لمؤمن ولا مؤمنة إذا حكم الله ورسوله فيهم بأمر، أن يكون لهم الاختيار في قَبوله أو رفضه، ومن يعص الله ورسوله فقد ضلَّ عن الصراط المستقيم ضلالًا واضحًا (التفسير الميسر).

الجمال الحقيقي للمرأة في حجابها

لقد مر علينا في قصة سارة كيف كانت متبرجة و ترتدي لباسا فاضحا و العيون الجائعة للشهوة المحرمة تتربص بها في كل مكان، إلى درجة إحساسها أنها تعيش في سجن قضبانه رجال في غاية التوحش و الحيوانية، ولكنها حين أسلمت و آمنت و ارتدت الحجاب شعرت كأن القيد انكسر و عادت إليها حريتها.

فالحجاب في معناه الحقيقي، امرأة مسلمة راقية السلوك مطمئنة النفس تعرف هدفها وطريقها وتسعى جاهدة في الحياة لكل ما فيه خير ونفع لنفسها وبيتها ومجتمعها وهي تزين ذلك كله بحجابها وسترها لأنوثتها التي تحتفظ بها لزوجها فقط، إنها منظومة من العفاف والعطاء والتقوى ولوحة متكاملة لأفضل صورة ممكنة للمرأة، والحجاب هو إطار الصورة التي يبرزها ويحافظ عليها.

إن أهم المعاني التي ينطوي عليها الحجاب بالنسبة للمرأة شرقية كانت أو غربية، هو إبراز خصوصيتها الإنسانية، و تكريم شخصيتها الأنثوية لتكون قادرة على مشاركة الرجل في الفعل الحضاري دون أن تخضع لابتزازه أو انتهازيته، ذلك لأن الجانب العملي والعقلي والإنساني والحياتي في كلا الطرفين متساوٍ، ويبقى الرجل متفوقاً برجولته الظاهرة البارزة، لأن الرجولة يناسبها الظهور والبروز، فكيف تقابل المرأة الرجولة لتكون نداً للرجل؟ ظنت المرأة أو قيل لها إن عليها أن تقابل رجولته البارزة بأنوثتها المكشوفة ومفاتنها المعروضة فصدقت ذلك، وأخطأت لأن الأنوثة سلاح لا يناسبه الظهور والانكشاف بل ذلك يكسره ويفقده قوته وأهميته، وكان من الواجب مواجهة الرجولة المكشوفة بالأنثوية المخفية والمفاتن المحجوبة، فذلك لون من الدلال والتمنع يزيد المرأة قوة وحيوية وتأثيراً في الرجل.

إن سلاحها ليس كسلاح الرجل فسلاح الرجل لا يضيره الظهور والانكشاف بل يكون أمضى كلما كان كذلك ، بينما سلاح المرأة يكون أمضى كلما كان أخف، ألا ترى إلى الرجل يرى المرأة المحجبة التي تغطي وجهها فيتوق إلى رؤية عينيها ، وإذا رأى امرأة تظهر عينيها يتوق إلى رؤية وجنتيها ، وإذا رأى وجنتيها يتوق إلى رؤية فمها وشفتيها ، وهكذا ...(هذا يقع في النظر الحلال إن كان ينظر إليها بنية الزواج)، بينما المرأة المتبرجة لا يتوق الرجل منها إلا إلى اللذة والمتعة لأنها سلعة معروضة مملة ومبتذلة، فهي في نظره رخيصة .

ألا ترى النفس تتوق إلى الفاكهة المغلفة النظيفة بينما تعاف الفاكهة المكشوفة للذباب والحشرات ، وهكذا فالمرأة طبقاً للمنظور الإسلامي أشبه بالجوهرة النفيسة التي تصان عن الأعين الزائغة والأيدي العابثة لتبقى ثمينة ناضرة جميلة.

إن في الحجاب جانباً من الإغراء أيضاً ولكنه الإغراء الإيجابي النافع الذي يحفظ للكيان الإنساني وجوده ونوعه وعفته ، فالمرأة المحجبة حين تحجب نفسها عن زوجها أثناء الخروج من المنزل وتستر مفاتنها عنه تغريه وتشوقه إليها ، ويشعر بتجدد في علاقته العاطفية معها حين تدخل معه المنزل مرة أخرة بحجابها ثم تخلعه أمامه وله فقط، بينما تلك السافرة المتبرجة فلا يوجد لديها ما تخفيه عن زوجها بل عن الناس إلا القليل ، فجسدها مكشوف ، ومفاتنها معروضة للغادين والرائحين ، ولذلك فبضاعتها كاسدة ، ألا ترى أن احتكار السلع يزيد في ثمنها ، ويعز�� من قيمتها ، فكذلكم المرأة التي تحتكر جمالها وأنوثتها ومفاتنها و تغلف كل ذلك بالحجاب تزداد قيمتها كإنسانة موصولة بالله تعالى، تفرض الاحترام على كل من يراها، و تشع الحرية من اعماق نفسها المؤمنة، لأن حريتها تنبثق من عبوديتها لله تعالى، وجمالها يستمد سحره من الجمال المطلق و هو الله سبحانه و تعالى، فينعكس جمال نفسها وسك��نة روحها على صفحة وجهها فلا تحتاج مساحيق الزينة ولا وسائل التجميل الخارجي.

أشارت نتائج دراسة جديدة نُشرتْ في المجلة العلمية British Journal of Psychology إلى أنّ النساء البريطانيّات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب أظهرن صورة ذاتية أكثر إيجابية، وكنَّ أقل قلقًا بخصوص وزنهنّ وأقلّ تأثّرًا من الجمال المثالي المعروض في وسائل الإعلام الغربية (الذي تكرسه مسابقات ملكة جمال العالم) ( موقع الوعي الشبابي).

إن فهمنا لحجاب المرأة يزيد من تركيزنا على إنسانية المرأة ؛ المرأة ذات الفكر والعاطفة والحس المرهف والروعة التي تفوق الخيال . إن الحجاب يدفعنا نحن الرجال أن نفكر بالمرأة على أنها إنسان يملك كل مقومات الجمال ، يرقى بفكرنا وفكرهن ، وبعواطفنا وعواطفهن ، وبمشاعرنا ومشاعرهن ، فلا نعود كالذباب نتعلق بالرائحة الظاهرة ونتخلى عن الجوهر .

الحجاب يضعف التركيز على الجمال الظاهري خارج البيت ، لأن الجمال الظاهري ليس له حاجة خارج البيت ، وبالتالي يركز على المرأة الإنسان ، لأن هذا النوع من النساء هو القادر على بناء المجتمعات والأمم المبدعة بفكره وأخلاقه لا بنوع غناءه و تمثيله و رقصاته .

أما جمال التبرج الذي يركز على جمال الجسد الظاهري، حَوَّل المرأة في بعض المجتمعات إلى تمثال شمعي جعلها سلعة رخيصة الثمن ، وهذا دفع شرذمة من الذباب إلى العبث بها واستغلالها إلى أقصى درجات الاستغلال ، فهي وسيلة لترويج السلع ، وسلعة تجارية في السوق السوداء للبضائع المحرمة ، مثلها مثل المخدرات والسلاح والرقيق ، والبارع في ذلك المجتمع من يخدع المزيد من النساء بمعسول الكلام ويستدرجهن إلى سوق التنافس المحموم في إبراز الجسد.

الحجاب عبادة و ليس عادة

لقد مر معنا كيف عللت الممثلة سهير رمزي خلع حجابها أنه لم يكن حجابا و لكن كان احتشاما و أن علاقتها بربها باقية و أن الحجاب في القلب و ليس في قطعة قماش، و المغنية الأمريكية جنيفر غراوت التي خلعت الحجاب وقالت أنها لا تنكر بأن الحجاب فرض و ستظهر لجمهورها يوما بالحجاب ويوما آخر تظهر بلاحجاب، و ذلك بعد تفكير عميق. فسهير ألغت الاحتشام و تبرجت، أما جنيفر ألغت نصف الاحتشام و أبقت على النصف الآخر. (المقصود بإلغاء الاحتشام هنا هو خمار المرأة المحجبة، أماالحجاب في رأيهما فهو في القلب و ليس في قطعة قماش).

يبدو أنّ الذي يتحدّث عن الحجاب أنّه مجرّد قشرة, وأنّ الحجاب الممثّل ل��عفّة هو في القلب فقط, يؤمن أنّ طهر الباطن لا يلزم أن يلتقي مع طهر الظاهر .. أمّا العلماء فيؤكدون أنّ طهر الظاهر لا بدّ أن يقترن بطهر الباطن؛ فهما متلازمان لا يفترقان, متّصلان لا ينفصمان.. فإذا غطت المرأة رأسها, ولم تصلح باطنها؛ فإنّها ليست في الإسلام بذات دين, وإنما هي منافقة تخادع الناس وتخدع نفسها قبل ذلك!

إنّ العفّة, ليست في القلب فقط, بل هي في القلب والجسد.. ولا يمكن أن تكون في القلب مع فساد الجوارج!

أيستطيع المخالف أن يزعم أنّ الرجل قد يكون طاهر القلب, لكنّه لصّ يسرق وينهب, أو زان يعتدي على أعراض الناس, أو كذّاب يخون من أمّنوه؟!

إن قال لا يلتقي طهر القلب مع فساد العمل؛ فكذلك نقول: لا تكون عفّة القلب مع كشف المرأة لما أمر الربّ سبحانه بتغطيته!

إنّ العفّة, نبتة عظيمة؛ أصلها وجذرها في القلب, وثمرتها بادية على الجوارح!

و ذهب الشيخ مصطفى محمد راشد في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه أن الحجاب ليس فريضة و أنه لم يذكر بلفظه في القرآن.

و قد منحه الأزهر شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بـ "الحجاب" (غطاء الرأس الاسلامي) من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه ليس فريضة اسلامية. وأشار الشيخ في رسالته إلى أن "تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها" أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول "حجاب" المرأة في الإسلام "المقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق" (موقع دنيا الوطن - 2013)

و هذه الأطروحة كانت هي الشرارة التي أشعلت نيران الجدل: هل الحجاب عبادة أم عادة؟ مما أحدث إرباكا لدى عامة المسلمين و حتى علية القوم من المثقفين في مجال الفن و الإعلام و الفكر، و استغلها المتفيهقون من دعاة التنوير و حرية المرأة ليشعلوها حربا على الدين طعنا و ليا بألسنتهم،

إلا أن العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، فند تلك الترهات، وأكد فرضية ارتداء المرأة الحجاب، استنادًا إلى ما يؤكد ذلك من القرآن.

وقال الشعراوي في تفسيره لقول الله تعالى: { وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ } [النور-31] إن معنى كلمة الزينة، هي الأمر الزائد عن الخلقة وأنها أمر مكتسب مثل وضع المرأة للكحل، وأن الشرع لم يمنع المرأة من إظهار الزينة الطارئة، مثل كحل العين أو القلادة أو السوار أو الخاتم، على ألا تبالغ.

وأضاف إمام الدعاة: إذا كان الشارع أمر المرأة ألا تبالغ في إظهار الزينة فكيف يكون لها أن تظهر العضو الذى تغطيه هذه الزينة، وأن تغطية أعضاء الجسم أولى.

وأشار إلى معنى الخمار هو غطاء الرأس وأن على النساء أن يغطين رؤوسهن ويضربن بالخمار على جيوبهن ليغطى منطقة الصدر، مفسرًا كلمة يضربن بأنها تعني الوضع بشدة وبإحكام حتى تغطى منطقة الجيب وهى الصدر، ولا تسمح بأن تنكشف.

ولفت إلى أن السيدة عائشة قالت: "رحم الله المهاجرين"، لأنه عندما نزلت هذه الأية لم يكن لديهن خمار طويل فشققن المروق ( و هو نوع من الثياب) حتى يغطين الجيوب.

وأوضح أن معنى كلمة يدنين وتأتي من كلمة إدناء وهو تقريب شيء من شيء، وقالوا يدنيها من الأرض، أي يقربن الجلاليب من الأرض، مدللاً على ذلك بقوله تعالى "قطوفها دانية" أى قريبة من الأرض.

وأضاف أن كلمة عليهن تشمل الكل أي على كل جسد المرأة، وفسر كلمة جلباب بأن الجلباب هو ما يلبس فوق الملبس الداخلي، وأن الخمار هو ما يغطي الرأس، ويضربنه على جيوبهن.

وأضاف إمام الدعاة: هذا قد يكون غير كاف، فالمرأة لها ثلاث أشياء، وأنه يشترط للحجاب ألا يكون كاشفًا أو واصفًا وألا يكون ملفتًا.

فالحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي صلى الله عليه و سلم في سنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه لم يشذّ عن ذلك منهم أحد.

ولو لم يكن الحجاب مأموراً به في الكتاب والسنة، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي، لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها، فكيف وقد ثبتتْ فرضيَّتُه بالكتاب والسنة والإجماع؟!.

هذه حضارة الإسلام في تشريع الحجاب ؛ تشريع واحد يحافظ على المرأة ، ويبعد عنها أذى ذباب التعري، ويوطد علاقات الأسرة ، وينشر الفضيلة في المجتمع ، ويؤسس جيلاً جديداً متزناً في كل شيء ، ويحولنا من مجتمعات ذات قيم إلى أمة ذات حضارة.

51 notes · View notes