Tumgik
#أناس بن الشيخ
mylife427 · 1 year
Text
حمد بن سعيد بن مبارك التوبي
محافظة مسقط / ولاية السيب
مدينة الخوض
٧ / من ذي الحجة / ١٤٤٤هجري
الموافق ٢٥ / ٦ / ٢٠٢٣ميلادي
🇸🇩💚❤️🇸🇩
صبر وسلوان للنيل والسودان
ياعيد مهلا ففي السودان أتراح
خرطومه فيه أغراب واشباح
ياعيد في تلكم الأحياء إخوتنا
الجود فيهم بعطر الود فواح
فيها نفوس بحب المصطفى شغفت
وكلهم بجميل الذكر صداح
فيها أناس كشعراني الهدى مثلا
فالقلب مفتوح لاقفل ومفتاح
قد سارواعنها وأجسادا بها دفنوا
وغادرتها إلى الجنات أرواح
كانت مآذنها التكبير ديدنها
وغمرة الشوق للإنشاد تجتاح
في كل بيت ترى الحلوى منوعة
وذلك الفرن في التشيبه مصباح
فأين أطفالهم بل أين فرحتهم
هم الحياة وللأهلين أفراح
شمبات بحري غدت كالليل مظلمة
أربابها كلهم عن دورها راحوا
فمسجد الشيخ زين العابدين بكى
كم فيه جمع لأتباع وإصلاح
والنيل من جزع سالت مدامعه
وماؤه العذب أضحت فيه أملاح
ياعيد عذرا فسودان الندى رزئت
بكل همِ وعمت فيه أتراح
صلاة ربي على المبعوث من مضر
إن الصلاة بها الأرواح ترتاح🤍
٢٧ يونيو ٢٠٢٣م
6 notes · View notes
ahmed-1972-tawiski · 9 months
Text
*مُحالٌ أن يُظَنَّ هذا بالنبيِّﷺ...*
🏷️. قال الامام مالك رحمه الله:
«مُحالٌ أن يُظَنَّ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه علَّم أمَّتَه الاستنجاءَ ولم يعلِّمْهم التوحيدَ».
📚__«أحاديث في ذمُّ الكلام» للرازي (٢٥٠).
*سبب هلاك الأمم الغابرة...*
🏷️. قال الشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله:-
‏«ماهلكت الأمم الغابرة وأُعدّت لهم النيران في الآخرة إلا بالشرك والإباء عن التوحيد»
‏📚__«معارج القبول» (٦٠٥/٢).
*أعظم أسباب شرح الصدر.*
🏷️. قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:
«أعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد؛ وعلى حسب كماله وقوّته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه»
📚__الزاد (٢٢/٢).
__.
*يقعون في كذب يخجل منه اليهود والنصارى* ..
🏷️. قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:
"ونحن نعيش من سنوات مع أناس يلبسون لباس السلفية وهم أكذب وأفجر من اهل البدع والعياذ بالله ! ويقعون في كذب يخجل منه اليهود والنصارى.
📚__ نفحات الهدى والايمان ص ٧٨.
*لا تسكن الريف فيضيع علمك* .
🏷️. وصى الإمام مالك الإمام الشافعي قائلا له:
[ لا تسكن الريف فيضيع علمك]
من أراد العلا هجر القرى فإن الحسد في الأرياف ميراث.
📚__المدونة الكبرى - الإمام مالك - ج ٦ - الصفحة ٤٦٤
*فكانَ ذَلِك مَهْرُها !...*
🏷️. خَطبَ أبو طلحة ( أم سليم ) فقالت:
« والله ما مِثلُك يا أبا طلحة يُردُّ ولَكِنّك رجلٌ كافر وأنا امرأة مُسلمة، ولا يَحِلُّ لي أن أتزوجك فإن تُسْلِم فذاك مَهْرِي وما أسألك غَيره».
فأَسْلَم فكانَ ذَلِك مَهْرُها !.
📚__رواه النسائي وصححه الألباني ٣٣٤١).
__
*أحب الكلام إلى الله أربع...*
🏷️. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال  ‏قال رسول الله ﷺ :
‏أحب الكلام إلى الله أربع : "  سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت " . ‏
‏📚__« رواه مسلم ٢١٣٧ ».
*أكثر الناس يركن بقلبه إلى الأسباب وينسى المُسبب لها...*
🏷️. قـال الإمام ابن رجب - رحمه الله :-
‏" وأكثر الناس يركن بقلبه إلى الأسباب وينسى المُسبب لها، وقلَّ مَن فعل ذلك إلا وُكل إليها وخُذل، فإن جميع النِّعم من الله وفضله " .
‏📚__ لطائف المعارف ١٤١.
💥 *أعظم مُصيــبة أصابت المُسلمين...*
🏷️. الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى :
أعظم مُصيــبة أصابت المُسلمين هي :
‏ جــفاؤهم للقُرآن وحــرمانهم من هديه وآدابه ‏.
‏📚__ | الآثار ٣/ ١٧٠.
__
0 notes
mohamedkadryfayad · 4 years
Text
📌 قال الإمام ربيع المدخلي - حفظه الله- :
[ذكر الشيخ تقي الدين الهلالي -رحمه الله- عن إثنين من كبار الصوفية الأشعرية أنهم يعتقدون أن السلفيين هم أهل السنة ، يقولون عن السلفيين: أنهم على حق ونحن على الباطل !ولما قيل لهم :فلماذا لا تأخذون بهذا المنهج ؟! قالوا: وكيف نترك الناس ؟!، يعني : وراءهم أناس يقبلون أيديهم و أرجلهم ويقدمون لهم الأموال الطائلة ،فكيف يتركونهم ؟!يعني هم مثل اليهود (إشتروا بآيات الله ثمنا قليلا).
فالذي أعتقده أن كثيرا منهم في البلدان الإسلامية يعرفون أن الحق مع أهل السنة والحديث والسلفيين، ولكن من أجل المصالح والمآرب و المناصب والأغراض الدنيوية يعاندون ويستكبرون مع الأسف ، وكثير من الناس من أهل الأهواء ويعرف الحق ولكن يحاربه لأغراض وأسباب دنيوية ].
📖 شرح الشيخ لكتاب " عقيدة السلف أصحاب الحديث " للإمام الصابوني .
ضمن مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي م 2 ص 19 .
6 notes · View notes
ouakka · 4 years
Text
الشيخ أحمد ابن تيمية ولد سنة 661 ه، وكأن اللَّه سبحانه وتعالى يرسل إشارات للبشرية بأن أمة الإسلام لن تموت أبدًا، فما الذي يجعل ابن تيمية يُولد بعد سنة واحدة فقط من موت الشيخ ابن عبد السلام؟
#إعرف_علماءك #رمضان_كريم #covid-19
بل إن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، ألا وهو: لماذا لم تنتهِ هذه الأمة إلى اليوم رغم كل المصائب والحروب التي مرَّت بها؟ فأين الفراعنة؟ لماذا لم تبقَ إلا قبورهم؟ أين لغة الفراعنة؟ أين ذهب التتار الذين حكموا الأرض؟ أين هم الآن؟ أين الإغريق القدماء؟ لماذا لم تبق إلا معابدهم المدمرة في أثينا؟ أين الهكسوس؟ أين اختفى الفينيقيون؟ لماذا اختفت هذه الأمم كلها ولم تبقَ إلا أمة الإسلام؟ لماذا استمرت هذه الأمة في البقاء رغم حملات الصليبيين، ومجازر التتار، وويلات الاستخراب الأوروبي؟ بل لماذا تصنف الأمم المتحدة الإسلام كأسرع ديانة تنتشر على وجه الكرة الأرضية رغم الفقر والأمراض التي تفتك بشعوب هذه الأمة؟! ما الذي يدفع آلاف الأوروبيين والأمريكان إلى دخول الإسلام رغم كل حملات التشويه الإعلامي التي تهاجم الإسلام كدين؟
الإجابة بسيطة. . . . . إن هذه الأمة أمة محميَّة من اللَّه سبحانه وتعالى، فلا سبيل لإزالتها أبدًا! وربما كان ذلك هو السبب الذي دعى أعداء الأمة إلى نشر البدع والخرافات بين المسلمين عن طريق أناس يدعون العلم الشرعي، والحقيقة أن كشف هؤلاء العلماء المزيفين سهلٌ للغاية، فلا يحتاج المرء إلا أن يذكر اسم (ابن تيمية) على مسامعهم، فإذا رأيت الشخص لم يهتز البتة، فاعلم أنه على خير إن شاء اللَّه، أما إذا رأيته ترتعش أوصاله ويسودّ وجهه من ذكر اسم الشيخ (أحمد ابن تيمية) فاعلم أنك أمام رجلٍ مبتدع! والشيء الذي يدعو حقًا للسخرية أن الشيعة يعتبرون ابن تيمية هو المؤسسَ للوهابية، وهذا ضرب من ضروب المستحيل لسببين اثنين: أولهما أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه اللَّه وُلد بعد وفاة ابن تيمية بمئات السنين، وثانيهما وهو الأهم أنه ليس هناك في الدنيا شيءٌ اسمه (الوهابية)! ولكنهم كباقي أصحاب البدع، لا يطيقون سماع اسم هذا الشيخ المجاهد الذي حارب عبَّاد القبور بكتاباته العظيمة التي أصبحت تلقى رواجًا بين جيل الصحوة الإسلامية، والحقيقة أن اسم ابن تيمية بات يتردد كثيرًا في الآونة الأخيرة عبر وسائل الإعلام التي تشن عليه حملة شرسة لا تستهدفه كشخصية تاريخية فحسب، بل تستهدف فكره المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة، فأصحاب البدع لا تروق لهم فتاوى ابن تيمية التي تحارب عبادة القبور والتبرك فيها، فكثير من هؤلاء يتكسبون من الحمقى الذين يأتون بالأموال ليضعوها عند قبر الميت لكي تحل عليهم البركة المزعومة،
والحقيقة أن البركة تحل فقط على أولئك الشيوخ المنافقين الذين يأخذون الأموال في عتمة الليل من عند القبور لكي ينفقوها على ملذاتهم الدنيئة. أما الشيعة فقد اعتدنا منهم أن يحاربوا رموزنا التاريخية بشكل عام، والحقيقة أنني أشفق على الشيعة أحيانا، فتاريخهم لا يزخر بأبطالٍ على الإطلاق، فرموز الشيعة ليسوا إلا خونة كالطوسي وابن سبأ وابن العلقمي، فهم يعلمون قبل غيرهم أنه ليس هناك بطل شيعي على الإطلاق في كل تاريخهم الأسود، فهم يلعنون صلاح الدين الأيوبي، ويلعنون خالدًا، وسعدًا، وعكرمة، وابن الخطاب، وأبا حنيفة والشافعي وابن حنبل ومالك وابن عبد الوهاب، ويلعنون الأمويين والعباسيين والعثمانيين وأهل السنة بالمجمل! فلا عجب أنهم لا يحبون الشيخ ابن تيمية، فأبطالنا أعداءٌ لهم، وأبطالهم -أو لِنقل خونتهم- أعداءٌ لنا! فابن تيمية كتب مؤلفاتٍ عظيمة يفضح فيها حقيقة الرافضة وخياتاهم، فلقد جاهد ابن تيمية ضد التتار وضد أصحاب البدع على حد سواء.
والشيء الطريف في سيرة شيخ الإسلام أحمد ابن تيميّة، أن أعظم مصنفاته كتبها وهو نزيلٌ في المعتقلات المتنوعة في كل من مصر والشام، فلقد أثنى أكابر العلماء على كتب الشيخ أحمد بن تيمية ومصنّفاته، حتى أطلق عليه علماء المسلمين من بعده لقب "شيخ الإسلام"! وأذكر هنا ما وصفه به العلامة (كمال الدين بن الزملكاني) بقوله: "كان إذا سُئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله! "
ومن الطرائف أيضًا أن (تيميَّة) وهي جدة الشيخ أحمد من أبيه، كانت واعظة عظيمة، فنسبه الناس إليها، أما اسم الشيخ أحمد بن تيمية الكامل فهو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللَّه، تقي الدين أبو العباس النميري العامري الحرّاني، وحرّان هي المدينة التي وُلد فيها الشيخ أحمد بن تيمية.
#إعرف_علماءك #رمضان_مبارك #الحجر_الصحي
Tumblr media
3 notes · View notes
mabrouk12300 · 7 years
Text
كتاب المسارات الأنثروبولوجية لبيير بونت
كتاب المسارات الأنثروبولوجية لبيير بونت بونت في مجتمعات غرب الصحراء
حفر في التاريخ القبلي للصحراء وسفر مع تاريخ الأعراق
صدر عن مركز الدراسات الصحراوية الكتاب الجماعي “المسارات الأنثروبولوجية لبيير بونت في مجتمعات غرب الصحراء” (باللغة الفرنسية)، وضم في ثناياه مجموعة من الدراسات والقراءات في (more…)
View On WordPress
0 notes
bander1424-blog · 6 years
Text
الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. أما بعد: أيها الإخوان الفضلاء، أيها الأبناء الأعزاء، هذه المحاضرة الموجزة أتقدم بها بين أيديكم تنويرا للأفكار، وإيضاحا للحقائق، ونصحا لله ولعباده، وأداء لبعض ما يجب علي من الحق نحو المحاضر عنه، وهذه المحاضرة عنوانها: الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، دعوته وسيرته. لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين، والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة، وأعمالهم المجيدة، وشرح سيرتهم التي دلت على إخلاصهم، وعلى صدقهم في دعوتهم وإصلاحهم، لما كان الحديث عن هؤلاء المصلحين المشار إليهم، وعن أخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم، مما تشتاق إليه النفوس، وترتاح له القلوب، ويود سماعه كل غيور على الدين، وكل راغب في الإصلاح، والدعوة إلى سبيل الحق، رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح كبير، وداعية غيور، ألا وهو الشيخ المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي. لقد عرف الناس هذا الإمام ولاسيما علماؤهم ورؤساؤهم، وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات، حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين، وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وإن تعدادهم يشق كثيراً. ومن جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الإحسائي. فقد كتب عن هذا الشيخ فأجاد وأفاد، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله، واستنباطاته من كتاب الله عز وجل، ومنهم أيضا الشيخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن هذا الشيخ أيضا، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن تأريخ حياته، وعن غزواته وجهاده، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح، فقد كتب عنه وأنصف، ومنهم الشيخ الكبير مسعود الندوي، فقد كتب عنه وسماه: المصلح المظلوم، وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك، وكتب عنه أيضا آخرون، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته. فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها. وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني، صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء وبمناسبة كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الرجل وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حال هذا الرجل، وما كان عليه من سيرة حسنة، ودعوة صالحة، وجهاد صادق، وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس، أو شيء من شك في حال هذا الرجل، ودعوته، وما كان عليه، ولد هذا الإمام في عام (1115) هجرية، هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه، وقيل في عام (1111) هجرية، والمعروف الأول: أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية. وتعلم على أبيه في بلدة العيينة، وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد، شمال غرب مدينة الرياض، بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متر، ولد فيها رحمة الله عليه، ونشأ نشأة صالحة، وقرأ القرآن مبكرا واجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيها كبيرا، وكان عالما قديرا، وكان قاضيا في بلدة العيينة. ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام، وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف. ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فاجتمع بعلمائها، وأقام فيها مدة، وأخذ عن عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت. وهما الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، أصله من المجمعة، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة. هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة، ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف. ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق، فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله، ودعا الناس إلى السنة، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله، وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وناقش وذاكر في ذلك، وناظر من هنالك من العلماء واشتهر من مشايخه هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة، وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى، فخرج من أجل ذلك، وكان من نيته أن يقصد ال��ام، فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية، فخرج من البصرة إلى الزبير، وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم توجه إلى بلدة حريملاء وذلك (والله أعلم) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر، لأن أباه كان قاضيا في العيينة، وصار بينه وبين أميرها نزاع، فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية، فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هجرية أو ما بعدها، واستقر هناك، ولم يزل مشتغلاً بالعلم والتعليم، والدعوة في حريملاء حتى مات والده عام 1153 هجرية، فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه، وهمَّ بعض السفلة بها أن يفتك به، وقيل إن بعضهم تسور عليه الجدار، فعلم بهم بعض الناس فهربوا، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه. وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين، الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء، هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم، وأنه لا ��رضى بأفعالهم، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم، والحد من شرهم، غضبوا عليه وهموا أن يفتكوا به، فصانه الله وحماه، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن ناصر بن معمر، فنزل عليه ورحب به الأمير، وقال: قم بالدعوة إلى الله، ونحن معك وناصروك، وأظهر له الخير، والمحبة والموافقة على ما هو عليه. فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل، وتوجيه الناس إلى الخير، والمحبة في الله رجالهم ونسائهم، واشتهر أمره في العيينة، وعظم صيته، وجاء إليه الناس من القرى المجاورة، وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان: دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى، وإن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد، وحصل بها الشرك فيجب هدمها، فقال الأمير: لا مانع من ذلك، فقال الشيخ: إني أخشى أن يثور أهل الجبيلة، والجبيلة قرية هنالك قريبة من القبر، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة. ومعهم الشيخ رحمة الله عليه، فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها. فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك. فباشر الشيخ هدمها وإزالتها، فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه. ولنذكر نبذة عن حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه، وعن أسباب قيامه، ودعوته. كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن، كان الشرك الأكبر قد نشأ وانتشر، حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار، والأحجار، وعبدت الغيران، وعبد من يدعي بالولاية. وهو من المعتوهين، وعبد من دون الله أناس يدعون بالولاية، وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم، واشتهر في نجد السحرة والكهنة، وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها، وقل القائم لله والناصر لدين الله، وهكذا في الحرمين الشريفين، وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك، وبناء القباب على القبور، ودعاء الأولياء والاستغاثة بهم، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى، ما بين قبر وما بين غار، وبين شجرة وبين مجذوب ومجنون يدعى من دون الله ويستغاث به مع الله، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم، وذبح الذبائح لهم، وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم، وخوف شرهم، فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس، وعدم وجود منكر لذلك، وقائم بالدعوة إلى الله في ذلك، شمر عن ساعد الجد، وصبر على الدعوة، وعرف أنه لا بد من جهاد، وصبر وتحمل للأذى، فجد في التعليم والتوجيه والإرشاد وهو في العيينة، وفي مكاتبة العلماء في ذلك، والمذاكرة معهم رجاء أن يقوموا معه في نصر دين الله، والمجاهدة في هذا الشرك وهذه الخرافات، فأجاب دعوته كثيرون من علماء نجد وعلماء الحرمين، وعلماء اليمن، وغيرهم وكتبوا إليه بالموافقة، وخالف آخرون وعابوا ما دعا إليه وذموه، ونفروا عنه وهم بين أمرين، ما بين جاهل خرافي لا يعرف دين الله ولا يعرف توحيد الله، وإنما يعرف ما هو عليه آباؤه وأجداده من الجهل والضلال والشرك، والبدع، والخرافات، كما قال الله عز وجل عن أمثال أولئك: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ[1]، وطائفة أخرى ممن ينسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا، لئلا يقول العامة: ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟ لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق، وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟!. فحسدوه وخجلوا من العامة، وأظهروا العناد للحق، إيثارا للعاجل على الآجل، واقتداء باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة، نسأل الله العافية والسلامة. أما الشيخ فقد صبر وجد في الدعوة، وشجعه من شجعه من العلماء والأعيان في داخل الجزيرة، وفي خارجها، فعزم على ذلك واستعان بربه عز وجل، وعكف قبل ذلك على كتاب الله، وكانت له اليد الطولى في تفسير كتاب الله، والاستنباط منه، وعكف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، وجد في ذلك وتبصر فيه، حتى أدرك من ذلك ما أعانه وثبته على الحق، فشمر عن ساعد الجد، وصمم على الدعوة وعلى أن ينشرها بين الناس، ويكاتب الأمراء والعلماء في ذلك، وليكن في ذلك ما يكون. فحقق الله له الآمال الطيبة، ونشر به الدعوة، وأيد به الحق، وهيأ الله له أنصارا ومساعدين وأعوانا، حتى ظهر دين الله، وعلت كلمة الله فاستمر الشيخ في الدعوة في العيينة بالتعليم والإرشاد، ثم شمر عن ساعد الجد إلى العمل وإزالة آثار الشرك بالفعل، لما رأى الدعوة لم تؤثر، باشر الدعوة عمليا ليزيل بيده ما تيسر، وما أمكن من آثار الشرك، قال الشيخ للأمير عثمان بن معمر: لا بد من هدم هذه القبة التي على قبر زيد. وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع. وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية، فكان ممن قتل هناك، وبني على قبره قبة فيما يذكرون، وقد يكون قبر غيره، لكنه فيما يذكرون أنه قبره، فوافقه عثمان كما تقدم، وهدمت القبة بحمد الله، وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة، وقصد مستقيم ونصر للحق، وهناك قبور أخرى منها قبر يقال إنه قبر ضرار بن الأزور، كانت عليه قبة هدمت أيضا، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل، وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا، فأزيلت وقضي عليها وحذر الناس عنها. والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة، قولاً وعملاً كما تقدم، ثم إن الشيخ أتته امرأة، واعترفت عنده بالزنا عدة مرات، وسأل عن عقلها فقيل إنها عاقلة ولا بأس بها، فلما صممت على الاعتراف، ولم ترجع عن اعترافها، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة، أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره، حالة كونه قاضيا بالعيينة، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة، وبرجم المرأة، وبالدعوة العظيمة إلى الله، وهجرة المهاجرين إلى العيينة. وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان ابن عريعر الخالدي أمر الشيخ، وأنه يدعو إلى الله، وأنه يهدم القباب، وأنه يقيم الحدود، فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ، لأن من عادة البادية -إلا من هدى الله- الإقدام على الظلم، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وانتهاك الحرمات، فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره، ويزيل سلطان الأمير البدوي، فكتب إلى عثمان يتوعده، ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا، وكذا!! فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا.!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه، فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت، فقال الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دين الله، وتحقيق كلمة لا إله إلا الله وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله، فمن تمسك بهذا الدين، ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرت واستقمت، وقبلت هذا الخير فأبشر، فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته. فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته، ولا صبر لنا على مخالفته. فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشياً فيما ذكروا، حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار مشيا على الأقدام، لم يرحله عثمان، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له: أبشر بخير وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله. فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد، ويقال إن الذي أخبره زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها: أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته، وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، يدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أم يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه، وأكرم مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد: أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا؛ أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم، والهدم بالهدم، لا أخرج عن بلادك أبداً، فبايعه على النصرة، وعلى البقاء في البلد، وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله، حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك. وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا، فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا، ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة. وتوافد الناس عليه من كل مكان، وتعلم عليه في الدرعية الشباب وغيرهم، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة والخاصة، ونشر العلم في الدرعية، واستمر على الدعوة، ثم بدأ بالجهاد وكاتب الناس إلى الدخول في هذا الميدان، وإزالة الشرك الذي في بلادهم، وبدأ بأهل نجد، وكاتب أمراءها وعلماءها، كاتب علماء الرياض، وأميرها دهام بن دواس، وكاتب علماء الخرج وأمراءها، وعلماء بلاد الجنوب والقصيم، وحائل، والوشم، وسدير، وغير ذلك. ولم يزل يكاتبهم ويكاتب علماءهم وأمراءهم، وهكذا علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وهكذا علماء الخارج في مصر، والشام والعراق، والهند، واليمن، وغير ذلك، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم الحجج، ويذكر الناس ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع، وليس معنى هذا أنه ليس هناك أنصار للدين، بل هناك أنصار، والله جل وعلا ضمن لهذا الدين أن لا بد له من ناصر، ولا تزال طائفة في هذه الأمة على الحق منصورة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فهناك أنصار للحق في أقطار كثيرة، ولكن الحديث الآن عن نجد، فكان فيها من الشر والفساد والشرك والخرافات ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، مع أن فيها علماء فيهم خير، ولكن لم يقدر لهم أن ينشطوا في الدعوة وأن يقوموا بها كما ينبغي. وهناك أيضا في اليمن وغير اليمن دعاة إلى الحق، وأنصار قد عرفوا هذا الشرك وهذه الخرافات، ولكن لم يقدر الله لدعوتهم من النجاح ما قدر لدعوة الشيخ محمد لأسباب كثيرة، منها: عدم تيسر الناصر المساعد لهم، ومنها: عدم الصبر لكثير من الدعاة، وتحمل الأذى في سبيل الله. ومنها: قلة علوم بعض الدعاة التي يستطيع بها أن يوجه الناس بالأساليب المناسبة، والعبارات اللائقة، والحكمة والموعظة الحسنة. ومنها: أسباب أخرى غير هذه الأسباب، وبسبب هذا المكاتبات الكثيرة والرسائل والجهاد، اشتهر أمر الشيخ، وظهر أمر الدعوة، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة وفي خارجها، وتأثر بدعوته جم غفير من الناس، في الهند وفي أندونيسيا وفي أفغانستان وفي أفريقيا وفي المغرب وهكذا في مصر، والشام والعراق، وكان هناك دعاة كثيرون، عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم وزادت قوتهم، واشتهروا بالدعوة، ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه، ورسائله، وكتب أبنائه وأحفاده، وأنصاره، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها، وكذلك طبعت الكتب المؤلفة في دعوته، وترجمته، وأحوال أنصاره، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار، ومن المعلوم أن لكل نعمة حاسدا، وأن لكل داع أعداء كثيرين كما قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[2]، فلما اشتهر الشيخ بالدعوة، وكتب الكتابات الكثيرة، وألف المؤلفات القيمة، ونشرها في الناس، وكاتبه العلماء، ظهر جماعة كثيرون من حساده ومن مخالفيه، وظهر أيضا أعداء آخرون. وصار أعداؤه وخصومه قسمين: قسم عادوه باسم العلم والدين، وقسم: عادوه باسم السياسة لكن تستروا بالعلم، وتستروا باسم الدين، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء، الذين أظهروا عداوته وقالوا إنه على غير الحق، وإنه كيت وكيت، والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه، ويوضح الدليل، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وطورا يقولون: إنه من الخوارج، وتارة يقولون: يخرق الإجماع ويدعي الاجتهاد المطلق، ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى، وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منهم، وطائفة أخرى قلدت غيرها، واعتمدت على غيرها، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة، وتسترت باسم الإسلام والدين، واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين. والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام: علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دينٌ وهدى، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده. وقسم آخر: من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه، بل قلدوا غيرهم، وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم وإنكار كراماتهم. فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه. وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب، فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم، فتزيلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم، واستمرت الحرب الكلامية والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه، يكاتبهم ويكاتبونه، ويجادلهم ويرد عليهم ويردون عليه، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره، وبين خصوم الدعوة، حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة، وردود جمة، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات، وقد طبع أكثرها والحمد لله، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد، وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، وجد الأسرة السعودية على ذلك؛ ورفعت راية الجهاد، وبدأ الجهاد من عام 1158هـ، بدأ الجهاد بالسيف وبالكلام، وبالحجة والبرهان، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق، وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفئ شهرته، ثم يقل أنصاره، ومعلوم ما للسلاح من الأثر العظيم في نشر الدعوة، وقمع المعارضين، ونصر الحق وقمع الباطل، ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل، وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[3] فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة، التي يوضح الله بها الحق، ويدفع بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى، ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة، وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة، وتؤثر فيه البينة، فهو القامع. ولقد أحسن من قال في مثل هذا:
وما هو إلا الوحي أو حد مرهف *** تزيل ظباه أخدعي كل مائل فهذا دواء الداء من كل جاهل *** وهذا دواء الداء من كل عادل
فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد، وساعده أنصاره من آل سعود طيب الله ثراهم على ذلك، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158 هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206 هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريباً من خمسين عاماً، جهاد، ودعوة ونضال، وجدال في الحق، وإيضاح لما قال الله ورسوله، ودعوة إلى دين الله، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله، وهدموا ما عندهم من القباب، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور، وحكموا الشريعة، ودانوا بها وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد، وقوانينهم ورجعوا إلى الحق وعمرت المساجد بالصلوات، وحلقات العلم وأديت الزكوات، وصام الناس رمضان كما شرع الله عز وجل، وأُمِر بالمعروف، ونُهي عن المنكر، وساد الأمن في الأمصار والقرى والطرق والبوادي، ووقف البادية عند حدهم، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق، ونشر الشيخ فيهم الدعوة، وأرسل الشيخ إليهم المرشدين، والدعاة في الصحراء والبوادي، كما أرسل المعلمين، والمرشدين، والقضاة إلى البلدان والقرى، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها، وانتشر فيها الحق، وظهر فيها دين الله عز وجل. ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه، استمر أبناؤه وأحفاده، وتلاميذه، وأنصاره، في الدعوة والجهاد، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد، والشيخ حسين بن محمد، والشيخ علي بن محمد، والشيخ إبراهيم بن محمد، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ علي بن حسين والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، وجماعة آخرون، ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، وجمع غفير من علماء الدرعية، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشروا دين الله تعالى، وكتابة الرسائل وتأليف المؤلفات، وجهاد أعداء الدين، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء، إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل، والاستقامة على ذلك، وهدم المساجد، والقباب التي على القبور، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها، ودعوا إلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود الشرعية، هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس. والخلاصة: أنهم أرشدوا إلى توحيد الله، وأمروهم بذلك، وحذروا الناس من الشرك بالله، ومن وسائله وذرائعه، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان، والإيضاح والحجة، جاهدوه في الله عز وجل، وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق، وينيب إليه، أو يلزموه به بالقوة والسيف حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك، وكذلك حذروا الناس من البدع والخرافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كالبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت، وسؤال السحرة والكهنة، وتصديقهم وغير ذلك، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعاً. وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة، والتأريخ الإسلامي، والعلوم العربية النافعة، وصار الناس في مذاكرة، وعلم، وهدى، ودعوة، وإرشاد، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك، علم، وعمل، ودعوة، وإرشاد، ودنيا ودين، فهو يتعلم ويذاكر، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك، فتارة لدينه، وتارة لدنياه، دعاة إلى الله وموجهون إلى سبيله، ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم. وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين، وجنوب الجزيرة، وكاتبوا علماء الحرمين سابقا ولاحقا، فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب، واتخاذها على القبور، ووجود الشرك عندها، والسؤال لأربابها، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة متوجها إلى جهة الحجاز، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة، وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، ونازلهم بقوة أرسلها إليه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم، وساعدوه حتى استولى على الطائف، وأخرج منها أمراء الشريف، وأظهر فيه الدعوة إلى الله وأرشد إلى الحق، ونهى فيها عن الشرك وعبادة ابن عباس وغيره مما كان يعبده هناك الجهال، والسفهاء من أهل الطائف. ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز، وجمعت الجيوش حول مكة. فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة، ودخل ��عود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال، واستولوا على مكة في فجر يوم السبت ثامن محرم من عام 1218 هـ وأظهروا الدعوة إلى دين الله وهدموا ما فيها من القباب التي بنيت على قبر خديجة وغيره، فأزالوا القباب كلها، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، وعينوا فيها العلماء المدرسين، والموجهين، والمرشدين، والقضاة الحاكمين بالشريعة، ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220 هـ بعد مكة بنحو سنتين، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقراؤهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال، وواسوهم وعلموهم كتاب الله، وأرشدوهم إلى الخير، وعظموا العلماء وشجعوهم على التعليم والإرشاد، ولم يزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226 هـ، ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز، لجهاد آل سعود وإخراجهم من الحرمين، لأسباب كثيرة تقدم بعضها، وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم، وحسادهم، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم، وأن تقضي على أطماعهم، كذبوا على الشيخ وأتباعه وأنصاره، وقالوا: إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنهم يبغضون الأولياء، وينكرون كراماتهم وقالوا إنهم أيضا يقولون كيت وكيت، مما يزعمون أنهم يتنقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وصدق هذا بعض الجهال، وبعض المغرضين، وجعلوه سلما للنيل منهم والجهاد لهم، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم، فجرى ما جرى من الفتن والقتال، وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم، وبين آل سعود في نجد، والحجاز، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل. والخلاصة أن هذا هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، إنما قام لإظهار دين الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق، وزجرهم عن الباطل، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر. هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه وصفاته، ويؤمن بملائكته، ورسله، وكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله، وإخلاص العبادة له جل وعلا، وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه، لا يعطل صفات الله، ولا يشبه الله بخلقه، وفي الإيمان بالبعث والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وغير ذلك ويقول في الإيمان ما قاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته رحمة الله عليه، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم، قولا وعملا، لم يخرج عن طريقتهم تلك البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص، ولا طريقة خاصة، بل هو على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان. رضي الله عن الجميع. وإنما أظهر ذلك في نجد وما حولها، ودعا إلى ذلك، ثم جاهد عليه من أباه، وعانده، وقاتلهم، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه، وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته، فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة والنزاع بينه وبين الناس وهي: أولا: إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص. ثانيا: إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة. ثالثا: إنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه، وينهى الناس عن المنكرات، ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها، ويلزم الناس بالحق، ويزجرهم عن الباطل وبذلك ظهر الحق وانتشر، وكبت الباطل وانقمع، وصار الناس في سيرة حسنة، ومنهج قويم في أسواقهم، وفي مساجدهم، وفي سائر أحوالهم. لا تعرف البدع بينهم، ولا يوجد في بلادهم الشرك، ولا تظهر المنكرات بينهم. بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وزمن أصحابه، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم. فالقوم ساروا سيرتهم. ونهجوا منهجهم، وصبروا على ذلك، وجدوا فيه، وجاهدوا عليه، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة، ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية، والدولة المصرية، مصداق قوله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[4] نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب، ورفعة وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم. ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد، وقتلت من قتلت، وخربت ما خربت، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها، وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك، والمصريين، أخرجهم من نجد وقراها، وبلدانها، وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240 هـ. وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233 هـ. فمكث الناس في نجد في فوضى، وقتال، وفتن نحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239 هـ ثم في عام أربعين بعد المائتين وألف اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل، إلى القرى والبلدان، وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانطفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين وأعوانهم، وهكذا انطفأت الحروب والفتن التي وقعت بينهم على إثر تلك الحروب وخمدت نارها، وظهر دين الله، واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم والإرشاد، والدعوة، والتوجيه، حتى عادت المياه إلى مجاريها، وعاد الناس إلى أحوالهم، وما كانوا عليه في عهد الشيخ، وعهد تلامذته، وأبنائه، وأنصاره، رضي الله عن الجميع ورحمهم، واستمرت الدعوة من عام 1240 هـ إلى يومنا هذا بحمد الله، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا، فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله. وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه، والتوجيه إلى الحق. إلا أن الحرمين الشريفين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهراً طويلاً ثم عادا إليهم في عام 1343 هـ واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد ابن سعود رحمة الله عليه، ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا. فلله الحمد، ونسأل الله عز وجل أن يصلح البقية الباقية من آل سعود، ومن آل الشيخ، ومن علماء المسلمين جميعا في هذه البلاد وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه، أن يصلح علماء المسلمين أينما كانوا، وأن ينصر بالجميع الحق، ويخذل بهم الباطل، وأن يوفق دعاة الهدى أينما كانوا للقيام بما أوجب الله عليهم، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يعمر الحرمين الشريفين، وملحقاتهما، وسائر بلاد المسلمين بالهدى، ودين الحق، وبتعظيم كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يمن على الجميع بالفقه فيهما، والتمسك بهما، والصبر على ذلك، والثبات عليه، والتحاكم إليهما، حتى يلقوا ربهم عز وجل، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وهذا آخر ما تيسر بيانه، والتعريف به، من حال الشيخ، ودعوته وأنصاره، وخصومه، والله المستعان، وعليه الاتكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه والحمد لله رب العالمين.
1 note · View note
mostafaelziat · 2 years
Text
جلب سفلي قوي جدا الشيخ الروحانى مصطفى الزيات 00201124436244
جلب سفلي قوي جدا الشيخ الروحانى مصطفى الزيات 00201124436244
جيم زنقطا ميطاء هيطاء دعوس زنيد أناس اباسعيد ابي فروه حد فرهقش اجب يا جيم انت ومن معك من السفليه واجلب وهيج واحرق قلب ف بن فلان الى محبة ف بنت فلانه بحق جرمهطيش هطيش وللع��ل تكتب ج كبيره وبداخلها الدعوه وخارجها التوكيل وتتلي الدعوه 53 مره وتلفها ع شمعه وتشعلها
View On WordPress
0 notes
abdalrhmanatrhuoni · 2 years
Text
#حديث_اليوم.. 03| #شهر_رمضان #عام_1443هـ ...
- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ،
• قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ، وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي،
• لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ،
• وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
[#البخاري : ( 1904) |#مسلم : (1151) واللفظ له]
#وقفات مع #شرح_الحديث:
- قَالَ الشَّيخ #عَبدُ_الرزَّاق_البَدْر - حـَفِظَهُ الله:
• ومن فضائل الصوم: أن ثوابه لا يتقيد بعدد معيَّن بل يعطى الصائم أجره بغير حساب، أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ»، وفي رواية لمسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
- وهذا الحديث #الجليل يدل على فضيلة الصوم من وجوه عديدة فصَّلها العلامة الشيخ #محمد_بن_صالح_العثيمين - رحمه الله:
#الأول: أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال وذلك لشرفه عنده ومحبته له وظهور الإخلاص له سبحانه فيه؛ لأنه سِرٌّ بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلاَّ الله، فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكِّناً من تناول ما حرَّم الله عليه بالصيام فلا يتناوله لأنه يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته، وقد حرَّم عليه ذلك فيتركه لله خوفاً من عقابه ورغبة في ثوابه؛ فمن أجل ذلك شَكَرَ الله له هذا الإخلاص واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله، ولهذا قال: «يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»، وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُحَاسِبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدَهُ وَيُؤَدِّي مَا عَلِيهِ مِنَ الْمَظَالِمِ مِنْ سَائِرِ عَمَلِهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى إِلاَّ الصَّوْم، فَيَتَحَمَّلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَظَالِمِ وَيُدْخِلُهُ بِالصَّوْمِ الْجَنَّةَ».
#الثاني: أن الله قال في الصوم: «وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»؛ فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة لأن #الأعمال_الصالحة يضاعف أجرها بالعدد، #الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، أما #الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد، وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، والعطية بقدر معطيها فيكون أجر الصائم عظيماً كثيراً بلا حساب،
- وفي الصيام اجتمع #الصبر بأنواعه كلها:
❶ فهو صبر على طاعة الله،
❷ وصبر عن #محارم الله،
❸ وصبر على أقدار الله المؤلمة من #الجوع والعطش وضعف البدن والنفس،
- فاجتمعت فيه أنواع الصبر #الثلاثة وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. [الزمر:10]
#الثالث: أن #الصوم جُنَّة ؛ أي وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث، ولذلك قال: وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، ويقيه أيضاً من النار، أخرج الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنْ النَّارِ».
#الرابع: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لأنها من آثار الصيام، فكانت طيِّبة عند الله سبحانه ومحبوبة له، وهذا #دليل على عظيم شأن #الصيام عند الله حتى إن الشيء المكروه المستخبث عند الناس يكون محبوباً عند الله وطيِّباً لكونه نشأ عن طاعته بالصيام.
#الخامس: أن للصائم فرحتين: «فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ»؛
- أما فرحه عند فطره: فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل #الأعمال الصالحة ،
- وكم من أناس حرموه فلم يصوموا، ويفرح بما أباح الله له من #الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرماً عليه حال الصوم .
- وأما فرحه عند لقاء ربه: فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفوراً كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال: أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب #الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم .
Tumblr media
1 note · View note
yourmufakerhurorg · 3 years
Text
بعد ان حذرت السلطات #السعودية من #الإخوان و #السرورية, تنصف جماعة #الأحباب بالمشركة
بعد ان حذرت السلطات #السعودية من #الإخوان و #السرورية, تنصف جماعة #الأحباب بالمشركة
مفتي السعودية طلبت السلطات السعودية من خطباء المساجد تحذير المواطنين من جماعة “الأحباب”، فقد قال المفتي العام للسعودية، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، في بيان نشرته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء على موقع “تويتر”، إن جماعة التبليغ والدعوة “هم أناس سلكوا مسلك التصوف في كثير من أحوالهم، ويهتمون بالأذكار…. توشك أن تكون مرجعيتها وثنية تحرم المشاركة معهم حتى يلتزموا بالكتاب والسنة… أن أفراد…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
amirkazuma · 3 years
Text
الكتابة العشرون للممارسة العربية : الفوائد النفسية من أحمد بن الصديق الغماري في الاجتهاد والمجتهد
هاهنا ما أنقل بيان أحمد بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى الذي وجدته نفيسا في قضية الاجتهاد والمجتهد عما نقل عنه أحد كبار تلميذه، عبد الله بن عبد القادر التليدي في كتابه در الغمام الرقيد برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق وعن غيره. ولي أسباب نقلي كلامه.
الأول، هو أهل الحديث الصوفي من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأهل البيت رحمهم الله عند الصوفية العامة لهم قيمة عظيمة في شأنهم الديني وآرائهم في المسائل يحوي تأثيرا لا يوجد فيه غيره أنفس منه. جاز أن تقول أني أورد كلامه وبيانه للصوفية خاصة لأن بيني وبينه تنازع يسير في هذا الباب. وأرجو كلامه شفاء الغليل في صدورهم وتأكيد موقفي في هذه المسألة.
الثاني، اشتهر في عصره حتى اليوم بالمجتهد وقد شهد من لازمه وجالسه وتتلمذ عليه وعرفه معرفة دقيقة على بحر علمه ووسع حفظه وشدة إتقانه ورسوخ تضلعه في العلوم وبخاصة علم الحديث والفقه حتي يليق به رتبة المجتهد بدون نزاع. وهو أيضا ممن اشتد في نبذ التقليد وتشنيع التعصب على رأي من الآراء ومذهب من المذاهب وبذل جهده في الدعوة إلى التمسك بكتاب الله وس��ة جده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وال��لتزام بالدليل ولم يخف من خالفه وعارضه. فلهذا أحب أن أذكر الرأي عن الاجتهاد والمجتهد من المجتهد نفسه لكي يتصخ لنا حقيقتهما وينقص التباسنا في هذه القضية.
الثالث، وعلى رغم أنه من من غلاظ الصوفية ففي أصل المنهج لا يختلف اختلافا كبيرا مع السلفية. بل، من نظر إلى موقفه في باب الأسماء والصفات والجهود في نبذ التقليد، وجد بينه وبينهم قربا تطمئن به قلوب السلفية. فلذلك، على كلامه في هذه المسألة موافقة السلفية إلا في التطبيق والاختيارات في المسائل في العلوم الإسلامية والمسلك الذي خطاه كل أناس من أهل السنة وكل فرقة من فرق ناجية وهو منسجم مع أخي القارئ من السلفية.
الرابع، رأيت أناسا من العوام والعلماء ودائما حتى اليوم أراه كان عندهم سوء تفاهم في هذه القضية يتصورون هم الاجتهاد والمجتهد بخلاف ما يكون فيهما واقع وحقيقة حتى يضل ضلالا بعيدا عما تقرر في أصول الفقه وما اشترطهما الأصوليون ويبالغ في وضع رتبتهما ووصفه ويأبي أن يقبل نظرة جديدة وتنقيح تصوره ويلج في التقاليد العتيقة وجمود الظاهرية فيما كتبت فيه التآليف التي يعتمده كأنه لا يكون في هذه القضية تجديد وتعقيب وتنقيح وانتقاء. وها هذا أحمد الغماري. كان مجتهدا ومجددا خاصة للصوفية لا ينافيهما أحد إلا أحمق وأعمى. تعال إلى النظر إلى ما قاله من هو أهله وصاحبه. هاهنا بيّن الحافظ ما هو حقيقتهما ودفع سوء التفاهم في هذه القضية من الأناس خصوصا من المقلدة التي غضب عليها غضبا شديدا. إني في الأول لم أحتج إلى ذكره والبحث ولم أرغب فيهما، لكن إذا عرم هذا الشر من غلاة المقلدة والمتعصبة انتشارا في بلدنا، بل بلاد المسلمين عامة، قد اضطررت إليهما ورأيت أن بيانه حاجة للناس. ونسأل الله منه علما نافعا ببيانه.
قال عبد الله بن عبد القادر التليدي رحمه الله في باب أكابر علماء المذاهب الأربعة والتقليد والعمل بالدليل :
وسئل رحمه الله تعالى بما صورته : إننا بعد الاقتناع بالرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخذ الأحكام، يشكل علينا حال الفقهاء السابقين رحمهم الله تعالى. فأمثال ابن أبي زيد والنووي والبيهقي وعياض وأبي بكر ابن العربي وأبي الوليد الباجي وجماعة أخرى وافرة، تعلمون عنهم الشيء الكثير وتعلمون بأنهم ممن يقتدى بهم في الدين ويوصفون بالزهد والدين المتين والاستقامة التي ما بعدها غاية ومع ذلك نجد لهم مؤلفات ليست من التمشي على مذهب أهل الحديث في قبيل ولا دبير. إننا نستشكل أن يكون أهل هداية وهم على هذه الخطة فأحد الأمرين واقع لا محالة: إما أن تكون خطتهم تلك في التفريع والقياس والاستغناء عن الدليل والتمذهب الصرف هداية، وإما الأخرى لذا نرجع إليكم في الجواب عن هذا الاستشكال بما يطمئن النفس ويهديء المضطرب ويهدي الحيران.
فأجاب رحمه الله تعالى ورضي الله عنه بما نصه: والجواب يحتاج إلى مقدمة. وهي أولا إن الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال. وثانيا: ليس الحال في كل العلماء السابقين ولا فيمن ذكرت كما وصفت من بلوغ الاستقامة إلى الغاية التي ما بعدها غاية. بل فيهم من هو كذلك كالنووي والبيهقي وابن أبي زيد وعياض ومنهم من ليس هو هناك كالباجي وابن العربي وإن كان هذا الثاني من جهة اتباع الدليل واحترامه والوقوف معه خيرا من ملء الأرض من الباجي. وثالثا: إن هناك استشكالا أعظم من إشكالك، بل هو الإشكال الصحيح وغيره ليس بإشكال. وذلك أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ذما التقليد وحكما على المقلد بالضلال. فإما أن يكون كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حقا والمقلد ضالا كائنا من كان، وإما أن يكون المقلد على هدى وكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باطلا. وبالضرورة، ندري بطلان الثاني فوجب أن يكون الواقع هو الأول.
فالله تعالى يقول: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} [القصص : ٥٠]. والمقلدة متبعون أهواءهم في التقليد من غير هدى من الله ولا دليل من كتابه ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فهم ضلال، بل ولا أضل منهم بنص القرآن. والله تعالى جعل اتباع الهوى ضلالا وكفرا أيضا. فقال: {وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ} [ص : ٢٦] ونسيان يوم الحساب كفر. والله تعالى يقول: {إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ} [الأنعام : ١٥٩]. والمقلدة فرقوا دينهم وجعلوه مالكيا وشافعيا وحنفيا وحنبليا وزيديا وإماميا وأشعريا وماتريديا وغير ذلك من المذاهب. فإما أن يكونوا على الحق وكلام الله تعالى باطلا. وإما أن يكون العكس وهو أن كلام الله حق والمقلدة ليسوا على شيء. وهو الواقع قطعا.
والله تعالى يقول: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]. فهذا قسم من الله تعالى أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه ولا يجدوا مع تحكيمه حرجا في نفوسهم. والمقلدة لا يحكمونه أصلا لا بحرج في نفوسهم ولا بغيره. فإما أن يكونوا مؤمنين مع ذلك خلافا لحكم الله تعالى وقوله. وإما أن يكون الحكم لله وهم غير مؤمنين. والله تعالى يقول: {فَإِن تَنَٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍۢ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ} [سورة النساء : ٥٩]. أي، فإن لم تردوا ما تنازعتم فيه إلى الله ورسوله فلستم بمؤمنين، والرد إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم هو الرد إلى كتاب الله والسنة بالإجماع. والمقلدة إن تنازعوا لا يردون تنازعهم والفصل فيه إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍۢ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب : ٣٩]. والله تعالى يقول: {قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْكَٰفِرِينَ} [آل عمران : ٣٢]. أي التولي عن طاعته. والله تعالى يقول: {ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ} [الأعراف : ٣]. لا مالكا ولا غيره. والله تعالى يقول: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ ٱللَّ} [النساء : ٦٤]. والمقلدة يقولن: "لا نقول بتقليدهم إلا لنترك طاعته ونبذ سنته ونقدم عليها رأي غيره". ويقولون: "نتبع الأولياء الذين هم الأئمة ولا نتبع ما أنزل إلينا كما أمر الله تعالى لأن اتباعه مباشرة يوقع في الضلال" مع أن الله تعالى يكذبهم إذ يقول في محكم كتابه: {إِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ} [النور : ٥٤] ويقول تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَ} [طه : ١٢٣].
فمن يصدق المؤمن؟ وعلى قول من يعتمد؟ أعلى قول الله وخبره أن من اتبع كتابه وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم لا يضل ولا يشقى؟ أم على قول هؤلاء المناطيح أن العمل بالقرآن والسنة ضلال وينقلون عن أئمتهم كذبا وزورا أنهم قالوا: "الحديث مضلة إلا للفقهاء، بل يزيد خليل اللقاني....". فيقول -عناد لله ورسوله صلى الله عليه وسلم تقديما للضلال على الهدى- : "نحن خليلون. إن ضل ضللنا وإن اهتدى اهتدينا". ومن اختار الضلال فهو ضال في الحال سواء كان خليل ضالا أو مهتديا. ولو تتبعنا القرآن الكريم لذكرنا ثلاثة أرباعه تقريبا في الموضع. وقد أشبعنا القول في ذلك في كتابنا الإقليد بتنزيل كتاب الله على أهل التقليد.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لقد تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها سواء لا يزيغ عنها إلا هالك". والمقلدة يقولون بملء أفواههم: "كلا! لقد تركنا في ليل بهيم وظلمة حالكة ولا يتبعها إلا ضال فيجب تركها والعمل برأي الفقهاء". فمن الصادق في خبره ومع من الحق في حكمه؟ أمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق والمصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أو مع هؤلاء الجهله؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواحذ. وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلاله". والتقليد بدعة بإجماع الفقهاء، فضلا عن العلماء إذ ما حدث إلا في القرن الثالث ولم يكن عليه الصحابة والتابعون والسلف الصالح. فإم أن يكون خبر الرسول صلى الله عليه وسلم حقا والتقليد ضلالا وأهله مبتدعة ضالين وإما أن يكون العكس وهو محال. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك". والطائفة تشمل الواحد والاثنين كما ذكره أهل اللغة. فلم يقل صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي" كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، بل أخبر أن أمته ستنقلب على عقبها وتغيردينه وسنته وأن منتهى ظهورها والتمسك بدينها إلى سنة مائة خمسين، وهو وقت ظهور فقه أبي حنيفة رحمه الله تعالى لأن بعد وفاته قام أصحابه بشر مذهبه وتمكن أبو يوسف رحمه الله تعالى من الدولة والرياسة مع الرشيد. فكان لا يولي القضاء إلا من يلتزم الحكم برأي إمامه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، بل لا بد أن تبقي فيها الطائفة الظاهرة على الحق؛ والله تعالى يقول: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} [ص : ٢٤]. ويقول: {وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ : ٣٦]. فهذا إخبار من الله تعالى بأن الصالح في الناس قليل. فمن ظن خلاف هذا فهو كافر مكذب لله تعالى. وهذا القليل هو الطائفة العاملة بالدليل، الظاهرة على الحق التلي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها. والكثير هم المقلدة الجاهلون بأمر الله ودينه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ. فطوبى للغرباء الذين يحبون من سنتي ما أفسد الناس". وكيف يكون الدين غريبا وقد عم مشارق الأرض ومغاربها والمسلمون أكثر من خمسمائة مليونا؟ ولكن غثاء كغثاء السيل، مساجدهم عامرة وليس فيها مسلم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما الغريب بينهم من نبذ التقليد وعمل بالدليل واتبع ما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالجملة فالمقال في هذا طويل.
فصل: إذا عرفت هذا فالجواب عن الإشكال الذي أوردته إجمالي وتفصلي. أما الإجمالي فهو أن المقلدة على ثلاثة أقسام: عوام وعلماء بحسب العرف وإن كانو جهلة في الحقيقة وأئمة علماء. فالعوام لا يوصفون بالتقليد ولا اجتهاد لأن العامي لا مذهب له وإنما مذهبه قبول قول من يفتيه. والقسم الثاني العلماء على الحقيقة وهم المجتهدون الاجتهاد المذهبي. وهؤلاء هم الذي يطلق عليهم مقلدة مالكية أو شافعية أو حنفية على الحقيقة لأنهم ينظروا في أصول الأئمة التي بنوا عليها مذاهبهم فاختار كل واحد منهم مذهب إمام بعينه لأنه رأى بحسب نظره واجتهاده أن هذه الأصول هو الحق الذي يجب التمسك به. فالمالكي نظر قواعد مذهب مالك وفي قواعد غيره وأصولهم التي بنوا عليها مذاهبهم، فرأى أن أصول مالك أرجح من أصول غيره فتمسك بها لاعتقاده أنها الحق وغيرها بضد ذلك. فهو مجتهد في اختيار المذهب. وهل هو مصيب أو مخطي؟ في الواقع، هذا ليس إليه، بل هوو خارج عن مقدوره. إنما هو قد عمل الذي عليه واجتهد. فإن أصاب فله أجران. وإن أخطأ فله أجر. فلو قلت لواحد منهم: "لم اخترت مذهب مالك على مذهب الشافعي؟" أو العكس مثلا. لقال لك: "إن المذهب الذي اخترته مبني على كذا وكذا وهو الحق والدليل على كونه هو الحق كذا وكذا وهكذ إلى آخر أصول المذهب". ثم يتعرض لأصول المذاهب الأخرى فينقضها أصلا أصلا بالدلائل الظاهرة له. فهو مقلد مجتهد في آن واحد. ثم منهم يستعمل هذا القدر في أول الأمر حتى يحصل له الاعتقاد الراجح بأن مذهب إمامه هو الحق ويترك بعد ذلك النظر في أدلة فروعه لأنه قد اعتقد أن المذهب كله حق وغالب هؤلاء فقهاء ليس لهم معرفة بالحديث. فلذلك اعتمدوا على النظر في أصل المذهب وتركوا النظر في أدلة فروعه. ولكنهم إذا وجدوا دليلا مخالفا لقول إمامهم أو وجدوه قد ضعف مدركه ورأيه في مسألة خالفوه فيها وقالوا قولا نسب إليهم في المذهب أو رجحوا قولا لمن سبقهم نسب إليهم ترجيحه. فهؤلاء وإن كان مقدلة، فهم على هدى وحق. ومن هؤلاء عياض والنووي وابن العربي والأئمة المقلدون غالبا، لا كُلًّا. وهم أهل القرن الثالث إلى السابع ما عدا أهل الجمود منهم.
ومنهم من يكون من أهل الحديث فيعرض جميع فروع مذهبه على الدليل. فما وافقه، أخذ به وما خالفه، تركه وعمل بالدليل. وهو مع ذلك متمسك بالانتساب إلى المذهب لاعتقاده أن إمامه لو علم بهذا الدليل لقال به كما نص عليه الأئمة الأربة يقول كل منهم: "إذا صح الحديث فهو مذهبي". ومن هؤلاء النووي وابن العربي أيضا. فهؤلاء أئمة هداة وعلماء مجتهدون طائعون لله ورسوله صلى الله عليه وسلم تابعون للدليل، لا لمجرد رأي الإمام. ولذلك وجدت لهم أقوال كثيرة مخالفة لأقوال أئمتهم إلا أنهم وإن كانوا هداة وعلى حق، فهم في نفس الوقت غير الجادة لأنهم على غير طريق الصحابة والتابعين والسلف الصالح الذين منهم أئمتهم رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم. فإن مالكا مثلا ما كان يقلد الزهري ولا نافعا ولا ربيعة ولا الحسن البصري ولا سعيد بن المسيب ولا غيرهم من شيوخه وشيوخ شيوخه، بل ولا كان يقلد الصحابة حتى الخلفاء والراشدين الوارد فيه الحديث وفروعه المخالفة لهم لا تكاد تنحصر. وإنما كان يأخذ بالدليل وربما ظهر له أنه الحق. وهو الواجب على كل مسلم. وكذلك الشافعي ما كان يقلد شيخه مالكا ولا ابن عيينة ولا غيرهما، بل لما بلغه أن أهل الأندلس أخذوا قلنسوة مالك يستشفعون بها قال: "أو بلغ أمر مالك إلى هذا الحد؟". ثم شرع في نقض مذهبه والرد عليه فيما خالف فيه الدليل وضعف فيه مدركه. ومن هنا كان له مذهبان القديم والجديد. فهذه هي طريقة الصحابة والتابعين والسلف الصالح خير القرون.
فإن قلت: ولم تركوا طريقة السلف وخالفوهم بالتزام التقليد. فالجواب: إن الحامل لهم على ذلك أمران. أحدهما أنهم لم يكن لجميعهم معرفة الحديث ولا قدرة على الاستدلال لكل جزئية. وإنما كان لهم كبير فكر وقوة نظر أدركوا بها حقيقة مذهب إمامهم فاعتمدوا على ذلك. ويدلك على هذا أن كبار الأئمة المقلدين نصوا في كتبهم في الفروع والأصول على حرمة التقليد وذموه غاية الذم مع أنهم منسوبون إلى مذهب من المذاهب لأنهم يعتبرون أنفسهم غير مقلدة وأنهم مجتهدون وافق اجتهادهم اجتهاد إمامهم كما قال القاضي عبد الوهاب وعياض والقرافي وغيرهم. ثانيهما الدنيا. فإن الله تعالى جعل المخلوق مبتلى في هذه الدار يأمر المعاش وجعل أهل العلم ضعفاء عاجزين عن اكتساب قوتهم من الأسباب المتعارفة، بل ولا يمكنهم تحرير المسائل والتوسع في الاطلاع مع الاشتغال بالتكسب كما قال الشافعي رضي الله عنه: "لو كلفت شراء بصلة، ما فهمت مسألة". وإن كان أهل الحديث في الصدر الأول يفنون أعمارهم في طلب الحديث وجمعه من عند الشيوخ حتى كان الواحد منهم يبقي في الرحلة أربعين سنة، فلم يكن عندهم الوقت ليشركوا غيره من الفنون التي لم يكن دُوِّنَ منها شيء، بل كانت تدرك أيضا بالرحلة إلى الشيوخ وتقييدها عنهم. فكان النحوي واللغوي لا يستطيع أن يضم الى فنونه غيرها. وكذلك الفقيه لا يستطيع أن يكون محدثا لغويا نحويا ولا يحرز من ذلك إلا القدر الواجب الذي لا بد منه.
وكانت الملوك في حاجة إلى الفقهاء لا إلى غيرهم لأن علم الفقهاء هو الذي ينفعهم في فصل القضاء والحكم بين الناس وإقامة أمور الدولة السياسة على ميزان الشرية فقربوا الفقهاء وولوهم القضاء والفتيا ورفعوا مناصبهم وأجلوا أقدارهم وأغدقوا عليهم النعم لشدة انتفاعهم بهم فصار الفقه هو الموصل إلى الدنيا ورياستها وعظم الجاه فيها بين الملوك والعامة. وكان قد اشتهر مذهب أبي حنيفة بالعراق وخرسان وما وراء النهر. واشتهر مذهب الشافعي بالحجاز واليمن والمصر حتى قال أشهب: "اللهم أمت الشافعي وإلا ذهب علم مالك بن أنس". واشتهر مذهب مالك بمصر أيضا والمغرب والأندلس. وألزم أهل كل قطر القضاء والفتوى على مذهب الإمام الشائع مذهبه فيه تقريبا للراحة لأن نصوصهم موجودة مدونة فتوطدت المذاهب بذلك ورسخ قدم التقليد وصار العالم المتطلع الى الدنيا والتوسع فيها لا يمكنه الوصول إليه إلا من طريق التقليد. ولهذا كان العالم يصل إلى درجة الاجتهاد ولا يستطيع أن يفارق مذهب بلده لأنه لو فعل، لنبذ وطرد من أبواب الملوك وحرم من سائر الوظائف. وقد سئل الحافظ ولي الدين أبو زرعة العراقي فقيل له: "لم بقي التقى السبكي شافعيًا مع أنه حاز من علوم الاجتهاد ما لم يحزه إمامه الشافعي؟". فقال: "كان التقي قاضي القضاة وابنه تاج الدين قاضيًا بالشام وبيده مع ذلك وظائف جلها موقوف على الشافعية. فلو ادعى الاجتهاد لسلب منه جميع ذلك". فهذا هو السبب في عدم إعلانهم باجتهادهم المطلق ونبذهم للمذاهب. وانظر الحافظ السيوطى لما ادعى الاجتهاد. كيف نبذه أهل عصره وحاربوه وبقي منعزلا في بيته. وهكذا شأن كل من ادعى الاجتهاد.
والقسم الثالت من المقلدة هم الجهلة المعروفون في عرف الناس بالفقهاء والعلماء كأهل عصرنا ومن قبلهم إلى القرن الثامن. فهم المقلدة الضالون المضلون. فلو قلت لواحد منهم لم صرت شافعيا ولم تكن مالكيا أو حنفيا وبالعكس، فإن الترجيح دون مرجح باطل، فقال: {إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٍۢ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف : ٢٣]. وقد أفتينا مرة في مسألة واستدللنا لها بالحديث. فأخذ السائل تلك الفتوى إلى الفرطاخ، وكان من علماء تطوان. فلما قرأها غضب واحتد وقطعها. ثم رمى بها وقال للرجل: "إذا جئتني مرة أخرى بفتوى فيها حديث، بعثتك إلى السجن". وناظرت مرة رجلا من تطوان، فصار يصيح ويقول: "يا عباد الله! أيأمرنا هذا الرجل بالكفر؟ أيأمرنا أن ن��رك خليلا ونعمل بالحديث؟". فهذا الصنف هو الذي تنطبق عليه الآيات والأحاديث وأقوال الأئمة. وهم الذين اتخذوا أحبارهم ورهبابهم أربابا من دون الله. وفيهم ألفنا كتابنا الإقليد ونزلنا جميع الآيات القرآينة عليهم. وأما الأئمة الذين أوردت الإشكال بهم فخارجون عن هذا، وهم الحاكمون على أمثال هؤلاء بالضلال.
فصل: وأما التفصيل فهو بالنسبة لخصوص الأشخاص الذين ذكرتهم. فالبيهقي ليس من هذا القبيل. فهو حافظ عامل بالدليل وهو ناصر مذهب الشافعي الذي ذكر لكل فرع من فروعه دليلا من الحديث والأثر حتى قيل: "للشافعي منة في رقبة كل عالم وللبيهقي منة عليه". وقد ألف البيهقي رسالة بعث بها إلى أبي محمد الجويني، والد إمام الحرمين يرشده إلى العمل بالحديث الصحيه ويلومه على الاستدلال بالحديث الضعيف إذ رأى ذلك منه في كتابه في الفقه. فكيف يذكر في صنف المقلدة؟ وابن أبي زيد كان فقيها لا يعرف بالحديث. ولكنه مع ذلك من أئمة السلف العاملين بالدليل على مبلغ علمهم وحسب طاقتهم ووسعهم ولم يكن كهولاء الحربي المعاندين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذين يقف أحدهم على ضعف مدرك إمامه، فيقول: "أنا خليلي إن ضل ضللت وإن اهتدى اهتديت". بل معاذ الله من ذلك. وفي نوادره ومصنفاته الأخرى الكثيرة من تضعيف أقوال من سبقه وترجيح الراجح في نظره حسب موافقة الدليل. وكذلك عياض والنووي ابن العربي كسابقيهم.
وعقب هذا الجواب جاءت رسالة أخرى يقول فيها : وساعة وصلني منكم كتاب بوصول الجواب إليكم ففرحت كثيرا لأني أعلم أن تلك الشبهة التي أجبت عنها هي الشبهة التي تقف سدا بين جميع الناس وبين العمل بالدليل. فأجبت أن تعرفها حتى لا يبقى عندكم ما يمنعكم من نبذ التقليد والعمل بما يجب عليكم العمل به من الدليل. وأرجوا أن تكونوا قد اقتنعتم بذلل إن شاء الله تعالى وأعيذكم بالله أن تبقوا في حيرة من أمركم وغلظ دينكم وجرأة على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما هي حالة المقلدة نعوذ بالله. وقد استفتاني رجل فأتيته بالحق المؤيد بالدليل لأن نفسنا وديننا لا يطاوعنا على الفتوى بقول فلان ورأي فلان. فلما دفعها الرجل للفرطاخ، غضب واحتد، وأخذته حمية الجاهلية وقطع الورقة ورمى بها. وقال للرجل: "إن عدت تأتي بفتوى فيها حديث، أدخلتك السجن". كأن حديث رسول الله صلى الله عليه كلام فرعون وقارون أو بقراط وأرسطو، لا كلام الله المنزل: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ} [النجم : ٣=٤]. وجادلت مرة محمد بن عبد الصمد أمحيح -معروف عندهم بالتجكاني- في مسألة، فصار بعد أن ألزمناه الحجة، يصيح ويقول: "ما هذا يا عباد الله! أتأمرنا بالكفر؟ أتأمركم بترك خليل والعمل بالحديث؟". وبلغني عن الدرب ولا أعرف من هو الدرب أو الدردابي أنه قال يوما في درسه: "إن هذه الأحاديث التي يدعو إليها فلان كلها خرجت من مناخير مالك في أشباه هذا" من الازدراء بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم". ولما مات الفرطاخ، رأيته ذات ليلة في حالة سيئة. قد خرج في قبره وأتي إلي يستعطفني ويقبل لحيتي وصدري وإن لم يكلمني إلا أني فهمت أن استعطافني لأسامحه فيما كان يعارضنا به حتى أنه جاء مرة إلى حومتنا ليقابل الشريف الكتاني -وكان نازلا عنده- فوقف بباب الحومة وأرسل يطلب الكتاني. فلما نزل إليه دعاه بقدم معه إلى المنزل، فقال له: "لا أذهب إلى منزل من يعمل بالحديث ويطعن في التقليد". ثم إنه بعد أن قبل لحيتي، رجع إلى قبره فتبعته فسمعت في قبره جلبة عظيمة وصياحا منكرا وهو يعذب وبجنبه قبر اسم صاحبه أبو عبيدة فصرت أنادي صاحب ذلك القبر لأسأله: "فيم يعذب الفرطاخ؟". ومن صياحي استيقظت وأنا أصيح. وذلك قبل الفجر. والمقصود أن الأمر ليس بهين. فأرجو الله تعالى أن ينفعكم بدينكم ويوفقكم لطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والإعراض عما سواها كائنا من كان. انتهى كلامه.
أحب أن ألحق به التعقيب على هذا. فالأول أخطأ الغماري في حكايته عن أبي زرعة العراقي في سؤاله عن حال التقي والسبكي. والصواب ليس بذاك. وهو ما قاله في كتابه الغيث الهامع شرح جمع الجوامع : وقُلْتُ مَرَّةً لِشَيْخِنَا الإِمَامُ البَلْقِينِيُّ رَحِمُهُ اللَّهُ تعَالَى: مَا يَقْصُرُ بِالشَّيْخِ تَقِيِّ الدّينِ السُّبْكِيِّ عَنِ الاجْتِهَاد وَقَدْ اسْتَكْمَلَ آلاَتِهِ؟ وكَيْفَ يُقَلِّدُ؟ ولَمْ أَذْكُرَهُ هو استحيَاءً مِنْهُ لِمَا أُرِيدُ أَنْ أُرَتِّبَ علَى ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنْهُ. فَقُلْتُ: مَا عندي أَنَّ الامتنَاعَ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ لِلوظَائفِ التي قَرَّرَتْ لِلفقهَاءِ علَى المَذَاهِبِ الأَربعةِ، وأَنَّ مَنْ خَرَجَ عَنْ ذَلِكَ وَاجْتَهَدَ لَمْ يَنَلْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وحُرِمَ وِلاَيةُ القضَاءِ، وَامْتَنَعَ النَّاسُ مِنْ استفتَائِه ونُسِبَ لِلبِدْعَةِ. فَتَبَسَّمَ ووَافَقَنِي علَى ذلكَ. انتهى.
والثاني، في القسم الثالث من المقلدة، قد أورد محمود سعيد ممدوح في كتابه مسامرة الصديق ببعض أحوال أحمد بن الصديق كلام الغماري الذي لم يذكره في إيراد التليدي هذا. قال: والقسم الثالث من المقلدة وهم ءفي نظر المرتجم لهء العلماء الجامدون على المذاهب تقليدا لا تنقيدا واتباعا ويزيدون على ذلك عداوتهم لمن يعلن طلب الدليل والبحث عنه والدعوة لاتباعه كما جاء عن يوسف النبهاني أنه يتقذر من رؤية الداعين إلى العمل بالدليل كما يقذر من رؤية النجاسة! وكما قال جعفر الكتاني في الرد على عبد الله السنوسي: "وبعد، فقد نبغت نابغة من المجوس رأسهم ابن حزم يقولون: "لا يجوز العمل إلا بكتاب الله وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم"! فسماهم مجوسا وجعل علة تمجسهم قولهم: "لا يجوز العمل إلا بكتاب الله والحديث"! ثم قال في آخر كتابه الخرافي: "الفصل العاشر في تحريم العمل بكتاب الله وحديث رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم... إلى آخر"! هكذا يصرح بتحريم بكل جرأة ووقاحة! وسمى الخضر الشنقيطي كتابه في نصرة التقليد: "قمع أهل الزيغ والإلحاد عن الطعن في أئمة الاجتهاد". فسماهم ملاحدة وجعل قولهم: "لا يجوز تقليد الأئمة" طعنا فيهم! وقال القادري في رسالته في العمل بالضعيف من أقوال المذهب: "فإن قلت هل يجوز العمل بالحديث؟ فالجواب: لا"!. ولو أملينا عليك ما سمعناه منهم ووقع لنا معهم، لسمعت العجب العجاب. انتهى.
قال عبد الله بن عبد القادر التليدي رحمه الله في باب العمل بالدليل لا يسمى تقليدا : وسئل رحمه الله تعالى عما يقوله بعضهم من أن العامل بالحديث يعتبر هو الآخر مقلدا لأهل الحديث. فأجاب: والذي زعم أننا مقلدون لأهل الحديث جاهل كاذب. ولو كان ذلك ينافي الاجتهاد لكان مالكا مقلدا لأنه يأخذ بأقوال المحدثين قبله كالزهري ونافع وأبي بكر بن محمد بن حزم وأمثالهم ولكان الشافعي مقلدا لأنه يأخذ بأقوال مالك وابن عيينة وأمثالهم وهكذا أبو حنيفة مع عطاء وإبراهيم النخعي وحماد بن أبي سليمان وغيرهم. والجاهل لا يفهم ما يقول ولا يعرف معنى ما ينطق به. فدع الجهلة، فجوابهم الإعراض عنهم. انتهى.
قال عبد الله بن عبد القادر التليدي رحمه الله في باب العمل الدليل والاجتهاد :
والعمل بالحديث لا يسمى اجتهادا بإجماع العلماء، بل والعقلاء معهم. فإن الاجتهاد هو بذل الجهد واستفراغ الوسع والطاقة وإعمال النظر والفكر في استخراج حكم مجهول من أدلة معلومة. كما إذا وقعت حادثة ولم يوجد فيها آية ولا حديث نصا، فإن المجتهد يفكر بعمله ونظره فيها ثم يلحقها بأصل آخر على حسب ما أداه إليه نظره فيكون رأيه وقوله مخالفا لقول المجتهد الآخر ورأيه. أما العمل بالحديث فلا اجتهاد فيه أصلا. وإنما هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولو كان العمل بالحديث يسمى اجتهادا، لكان كل مسلم في الدنيا مجتهدا، ولا سيما الخطباء وأمثالهم الذين يذكرون المحرمات والمناهي ويستدلون عليها بالآيات والأحاديث ويذكرون الواجبات والمندوبات من فضائل الأعمال والأخلاق ويستدلون عليها بالحديث أيضا.
فكما يقول الخطيب مستدلا على تحريم الكذب والخمر مثلا، قال رسول صلى الله عليه وسلم: "الكذب مجانب للإيمان". وقال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِى ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ} [النحل ١٠٥]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن". كذلك مثله لو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". وقال صلى الله عليه وسلم: "الصائم المتطوع أمير نفسه. إن شاء صام وإن شاء أفطر". وقال صلى الله عليه وسلم: "من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم فلا قضاء عليه. فإنما أطعمه الله وسقاه". وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث يحبها الله؛ تعجيل الفطور وتأخير السحور ووضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة". فكما يقول الخطيب والواعظ: قال عليه الصلاة ��السلام: "من صلى قبل الظهر أربعا وبعدها أربعا، حرمه الله على النار". كذلك يقول: قال عليه الصلاة والسلام: "من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر". مع أنهم يقبلون من الخطيب والواعظ حديث صلاة قبل الظهر وبعده، ولا يسمونه اجتهادا ولا يقبلون منه صيام ستة من شوال لأن إمامهم قال إنه مكروه حيث لم يبلغه الحديث. والحديثان كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وكلاهما ترغيب في العمل، لكنهم جعلوا العمل ببعضها اجتهادا واعوا كذبا وزورا أن الاجتهاد انقطع وجعلوا بعضها عملا لا اجتهادا.
أما شروط الاجتهاد فهي معرفة الدليل قليل من العربية والأصول وأقوال السلف الصالح مع الذكاء وفقاهة النفس. ومن كان عنده سنن أبي داود والبيهقي ونيل الأوطار للشوكاني والمحلى لابن حزم والمغني لابن قدامة وشرح المهذب للنووي، فإنه تكفيه في الاجتهاد. فإذا ضم إلى ذلك المدونة وشرح الحطاب على المختصر وشرح الهداية في الفقه الحنفي والبحر الزخار والروض النضير، فقد بلغ المطلوب. انتهى.
قال عبد الله بن عبد القادر التليدي رحمه الله في باب الرد على المقلدة القائلين بأن أئمتهم أحاطوا بالسنة :
وسئل رحمه الله تعالى عن قول غلاة المقلدة بأن الإمام لا يمكن أن يخفى عليه نص من نصوص الشريعة لأنه مجتهد. ومن شرط المجتهد أن يحيط بعلمه بكل شيء. ولذلك نرى أن الاجتهاد بعد الأئمة الأربعة انقطع لأنه لا يوجد من أحاط علمه بكل شيء.
فقال رحمه الله تعالى إجابة عن هذا الهراء: إن أحفظ الأمة أحمد بن حنبل رضي الله عنه بلا نزاع بين أهل العلم. فقد قيل: إنه كان يحفظ ألف ألف حديث ومع ذلك فقد خفي عليه أحاديث كثيرة ما رواها ولا سمع بها. وقد رواها أصحابه ومقلدته. بل رواها ابنه عبد الله في زوائد على كتب أبيه، وتلميذه أبو داود في سننه. فكيف بمالك الذي لم يبلغ حديثه عشر حديث أحمد جزما مقطوعا به. فإن أكثر ما نقل عن مالك أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث. فهو أقل من عشر ما كان يحفظه أحمد، بل أقل من نصف عشرة، إذ نصف عشر ألف ألف خمسون ألفا. وسبب ذلك أن أحمد رحل في طلب الحديت وطاف الأقطار ودخل مدن العراق والحجاز والشام واليمن وغيرها وأكثر الشيوخ والمتون والطرق والموقوفات والمقطوعات. ومالك لم يرحل من المدينة إلا إلى مكة. ولم يكن عنده أحاديث أهل الحجاز على عدم إكثاره من شيوخ الحجاز أيضا لأنه كان ينتقي الشيوخ ويختار من يروي عنه. وكان الحديث في وقته غير مدون ولا مجموع في مصنفات. إنما كان مفرقا عند الرجال. فكان أكثر الناس شيوخا وأبعدهم رحلة أكثرهم حديثا. ودع عنك هذا فقد يكون كل ما نقل عن مالك وأحمد مبالغا فيه. وإن كانت رحلة أحمد وكثرة شيوخه، وعدم رحلة مالك وقلة شيوخه أمرا مقطوعا به كانقطاع بوجودهما. ولكن هذا مسند أحمد بين أظهرنا فيه نحو أربعين ألف حديث من المرفوع خاصة. وموطأ مالك بين أيدينا أيضا فيه ستمائة حديث ونيف وعشرون حديثا مرفوعا. وإن استغربت في هذا، فمسند أحمد في ستة مجلدات ضخام. كل مجلد منها قدر الموطأ ثمان مرات.
وقد جمع الدارقطني والخطيب وابن عساكر بقية أحاديث مالك الغريبة التي أكثرها كذب موضوع على مالك، ما سمعه ولا رواه ولا حدث به. وجمع غيرهم مسند حديث مالك الصحيح مما ليس في الموطأ فلم يبلغ هو الموطأ وباقي الغرائب مجلدا واحدا من مجلدات أحمد الستة وقد كان عبد الله بن وهب، تلميذ مالك أحفظ منه بكثير وحديثه أكثر من حديث مالك بمرات عديدة. وقد كان مالك يذكر له الحكم في المسألة فيقول له ابن وهب قد ورد في هذا حديث بخلاف ما ذكرته. ثم يحدثه به فرجع مالك إليه في الحال. من ذلك، قول المصلي في الركوع: "سبحان ربي العظيم" ثلاثا وفي السجود "سبحان ربي الأعلى" ثلاثا. فإن مالكا أنكر ذلك حتى حدثه ابن وهب بالحديث الوارد فيه فيرجع إلى مالك. ومن ذلك وقائع أخرى ضلت عنا الآن. وليس معنا مرجع نرجع إليه لوجودنا في الاعتقال. وأقرب طريق توقفك على الكثير من هذا قراءة مدونة سحنون. فإنه ينقل عن ابن القاسم عن مالك أقوالا ثم يعقبها بأحاديث مخالفة لذلك يرويها عن ابن وهب غالبا. وغرضه بذلك التنبيه على أنها خفيت على مالك. وذلك ممد يدل على كذب ما نقلوه عنه من أنه قال: "لولا مالك لضللنا". بل أعجب من هذا كله أن مالكا رحمه الله تعالى أنكر وجود أويس القرني الذي هو أشهر من وجود الحجاج بن يوسف الثقفي. وليس العجب من مجرن إنكاره وجد رجل لم يسمع به ولا فيه مسيس مما نحن فيه. وإنما العجب من كون أويس ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة مشهورة مخرج بعضها في صحيح مسلم. فإذا خفيت عليه أحاديث متضمنة لذكر رجل يكاد يعرفه عوام الناس معرفة ضرورية، فما بالك بغيرها! فكيف يدعى جهلة المقلدة مع هذا أن لا نخفي عليه خافية.
ثم إن الإمام الشافعي رضي الله عنه أقل حديثا من مالك وإن كان أفقه وأعلم منه بكثير. وأبو حنيفة أقول الجميع وأبعدهم عن معرفة السنة. ولولا حماد وإبراهم وعلقمة، لما ذهب في هذا الباب ولا جاء. وإنما هو الرأي والقياس. فاعجب بعد هذا لظنهم الفاسد في أئمتهم. وأيضا فإنا نجد مالكا يرد على أبي حنيفة وبخطئه. ووجدنا محمد بن الحسن، صاحب أبي حنيفة وهو أيضا إمام مجتهد يرد على مالك وبخطئه. ووجدنا الشافعي يرد عليهم وبخطئهم. ويذكر لهم من الأدلة ما لم يبلغهم أو لم يفهموه من القرآن. فكيف خفي عليهم ما عرفه مجتهد مثلهم. كما أنا وجدنا من أصحابه وأصحاب أبي حنيفة من يرد عليه وبخطئه ويذكر له ما لم يبلغه من الحديث والسنة. ومن شك، فليقرأ كتب الإمام الشافعي وكت أصحاب أبي حنيفة وأصحاب مالك وأصحاب الشافعي من الأئمة الكبار أهل القر الثالث والرابع حتى يتحقق بجهله وفساد اعتقاده وظنه. انتهى.
قال عبد الله بن عبد القادر التليدي رحمه الله في باب مع المقلدة والاجتهاد :
وسئل رحمه الله تعالى عما يقوله بعض المقلدة مع أن العمل بالقرآن والسنة يحتاج إلى علم واسع وفهم ثاقب وتضلع من علوم التفسير والحديث ومعرفة الناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد والعام والخاص ومعرفة أسباب النزول ومعاني القرآن وبعض القراءات ومعرفة تفاسير الصحابة ومعرفة الصحيح والحسن والضعيف والموضوع والمرفوع والموقوف والمقطوع والشاذ والمعلل والمنكر ومعرفة الجرح والتعديل والثقات والضعفاء والصحابة والتابعين والوفيات والأوطان والمنفردات والوحدان والسابق واللاحق ومعرفة مذهب الصحابة والتابعين والمجمع عليه والمختلف فيه ومعرفة علم الأصول والنحو واللغة. وأغلب العلماء جهال بهذا وأبعدهم عن سماعه، فضلا عن معرفته وإتقانه ولذلك جاز لهم التقليد وكانوا بذلك معذورين فلم يؤمروا بالعمل بالدليل.
فأجاب عن ذلك بقوله: ما ذكروه تمويه وتهويل وتهويش وتضليل، لا صحة لشيء منه ولا حقيقة له كما يتضح من وجوه. الوجه الأول أن الاجتهاد لا يحتاج إلى هذا كله ولا إلى ربعه، بل لا يشترط في المجتهد أن يكون حافظا للقرآن، فضلا عن سواه. وإنما يشترط فيه أن يحفظ آيات الأحكام فقط كما أنه لا يشترط فيه الإحاطة بالسنة، بل ولا حفظ شيء منها. وإنما يشترط أن يكون عند كتاب جامع لأحاديث الأحكام. قد مثل علماء الأصول له بسنن أبي داود، وبعضهم زاد معه سنن البيهقي، وبعضهم قال إن المنتقى لعبد السلام بن تيمية الذي شرحه الشوكاني بنيل الأوطار يكفي وإن كان الحق عندنا غير ذلك كما سنذكر. وكذلك لا يشترط فيه التضلع من علم النحو، بل يكفي منه ما يفهم به اللسان ويفهم به القرآن والحديث كما هو مقرر في كتب الأصول. فسقط كل ما يهولون به في المسألة ويموهون به في هذا الباب يؤيد الذي قاله علماء الأصول ويحققه.
الوجه الثاني وهو أن الأئمة المجتهدين المجمع على اجتهادهم لم يكون بهذه الصفة ولا كانوا يعرفون كل هذه العلوم، بل منهم من كان لا يعرف العربية كأبي حنيفة معرفة أبنائها العرب. بل كان يلحن فضلا عن أن يكون عارفا بالنحو الذي كان وقتئذ لم ينضج ولم يشتهر. بل كان لا يزال في طور نشأته الأولى وعهد تنميته. وكذلك مالك وإن كان عربي اللسان. أما الأصول، فما سمع بها أبو حنيفة ولا مالك. وأول من وضعه الإمام الشافعي رضي الله عنه. وكذلك الحديث، لم يكونوا محيطين به، بل كان أفقههم وأكثرهم فروعا أقلهم حديثا كأبي حنيفة والشافعي. وأكثرهم حديثا وأحفظهم له أقلهم فقها وفروعا كأحمد بن حنبل وابن جرجر والثوري وابن راهوية كما بينته في غير هذا الموضع. ولو كان الاجتهاد يستلزم كثرة الحديث، لكان الحال بالعكس في هؤلاء، بل لكان أبو حنيفة بعيدا عن وصف الاجتهاد مع أنه أمكن المجتهدين فيه وأغوضهم على معانيه. كذالك علم الاصطلاح، لم يكن ظهر ولا دون ولا اشتهر، وكثير من فنونه وعلومه إنما ظهر بعد الأئمة المجتهدين.
الوجه الثالث: ولو سلمنا احتياج الاجتهاد إلى كل ذلك، فإنه مسير سهل على كل من طلبه وأراد التوسع فيه فإن مواده بعد الأئمة أكثر منها بآلاف الأقسام في عصرهم علوما وكتبا وشرحا وإيضاحا بحيث لم يبق فن من تلك الفنون التي اشترطموها في الاجتهاد جهلا وتعنتا إلا وقد وجدت فيه المئات من المؤلفات، بل الآلاف المؤلفة كعلم الحديت والتفسير مما لم يكن شيء منه في عهد الأئمة إلا القدر القليل والنزر اليسير في بعضه دون باقية. فلدينا اليوم كتب التفسير والقراء ات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ولغة القرآن والمصاحف واختلافها وشواذ القراء ات وأحكام القرآن وكل ما يتعلق به أصلا وفرعا كما لدينا الصحاح والسنن والمصنفات والمسانيد والأجزاء والفوائد والمشيخات وكتب الجرح والتعديل والتڨات والضعفاء والمدلسين والمخضرمين والمختلطين والوفيات والموضوعات والمنفردات والحدان والصحابة والتابعين والفقهاء والمجتهدين والحفاظ والمحدثين، والرواة وكتب المصطلح وعلومه مما هو فوق الكفاية وأكثر م��ا ذكرتم بعشرات الأقسام. كما لدينا كتب أحكام الحديث وشرحه وكتب الخلاف العالي وكتب فقه الأئمة كالأربعة والزيدية والإمامية والظاهرية والإباضية وغيرهم. ولدينا كتب اللغة والنحو والأصول على سائر المذاهب ما هو كفيل بالإحاطة بجميع المسائل والفروع والأقوال والمذاهب فيه.
فإن قيل سلمنا هذا وكن ما ذكرته هو ما نعي العجز عن معرفته في وقتنا هذا. فالجواب عنه هو الوجه الرابع. وهو أن معرفة هذا ممكن في أقل من الوقت الذي تعرفون فيه تلك العلوم التي تفنون فيها في تحقيقها والإحاطة بها جانبا كبيرا من أعماركم إبان الطلب وبعده. بل معرفة هذا كله دون معرفة مختصر خليل بمنطوقه ومفهومه ومعرفة المطول بحواشيه وتقريراته، فضلا عن غيرهما من كتب النحو والصرف والبلاغة والكلام والأصول والمنطق وغيرها من العلوم. فإن من الناس من يقرأ مختصر خليل في عشرين سنة وأقل ما يقرؤه فيه من يختصر ولا يكثر الأبحاث والإيرادات والأجوبة ونقل كلام الشروح والحواشي أربعة أعوام. وهو تكفي لمعرفة ما يلزم من علوم الاجتهاد ومواده فضلا عن أكثر منها.
الوجه الخامس إنه يكفي للاجتهاد أن يكون عند طالبه تفسيران أو ثلاثة كابن جرير وابن كثير والفخر الرازي. ومن كتب أحكام القرآن أحكامه لابن العربي والرازي والجصاص، بل هذا يغني عن أحكام ابن العربي. ومن كتب الفقه الأم للإمام الشافعي ومدونة سحنون وشرح التهذيب للنووي والمغني لابن قدامة وفتح القدير لابن الهمام. ومن كتب الخلاف وشروح الحديث المحلى لابن حزم وفتح الباري وشرح النووي على مسلم ونيل الأوطار للشوكاني. ومن كتب الأصول الأحاكم لابن حزم والمستصفى للغزالي وإرشاد الفحول للشوكاني. ومن كتب القواعد الفقهية الفروق للقرافي والأشباه والنظائر لابن نجيم وللحافظ السيوطي. ومن كتب الاصطلاح تدريب الراوي وشرح الألفية للمؤلف وللحافظ السخاوي. ومن كتب الرجال الميزان للذهبي ولسانه وتهذيب التهذيب كلاهما للحافظ. ومن كتب الصحابة الإصابة وأسد الغاية. ومن كتب التخاريج تخريج أحاديث الرافعي للحافظ وتخريج أحاديث الهداية للزيلعي. ومن كتب الحديث الموطأ والصحيحان والسنن الأربعة وسنن الدارقطني وسنن البيهقي ومستدرك الحاكم. ومن المختصرات الجامعة منتقى ابن تيمية وبلوغ المرام مع شرحه سبل السلام. كل هذا مطبوع متداول. وما زاد على هذا فهو على سبيل التوسع وإلا ففيما ذكرناه كفاية.
الوجه السادس أن المطلوب هو العمل بالدليل وعدم الإعراض عنه إذا استبان، لا الاجتهاد بمعنى استنباط الأحكام الدقيقة والنوازل الغريبة النادرة قبل وقوعها كما كان شأن المجتهدين. فإن ذلك لا داعي إليه ولا أمر الله تعالى به، بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وكرهه الصحابة والتابعون. بل لا مانع من الأخذ بأقوال أئمة السلف الصالح كالأربعة ومن قبلهم فيما لم يعرف المرء دليله. فإن التمسك بأقوالهم خير من عمله برأية إذا لم يبلغ رتبتهم. وإنما المطلوب العمل بالدليل فيما استبان فيه خطؤهم لا التعصب والعناد وادعاء أن العمل بالقرآن والحديث حرام بل ضلال وإلحاد مع التزام لأخذ بقول واحد من الأئمة دون غيره أخطأ أم أصاب! فبان من هذه الوجوه أنه لا دليل للمقلدة في تقليدهم ولا حجة تنجيهم بين يدي الله تعالى من إعراضهم عن المعل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن كل ما يموهون به في انقطاع الاجتهاد وتعذره باطل لا أصل من الصحة. انتهى.
قال أحمد الغماري في مقدمة كتابه تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال :
فمن يعلم أن أفعال المكلفين لا تخلو من أحكام الله ويعلم أن نصوص الشرع الدالة على الأحكام محصورة متناهية والأفعال والحوادث غير محصورة ولا متناهية وما لا ينحصر ولا يتناهي لا يضبطه ما ينحصر وتيناهي، يعلم قطعا أن الاجتهاد واجب الاعتبار وأن الزمان لا يجوز عقلا خلوه من مجتهد قائم لله بالحجة على خلقه. وذلك باستنباط حكم أفعالهم المحدثة ووقائعهم المتجددة حتى يكون لكل حادتة اجتهاد يبين حكم الله فيها بطريق النظر والاستدلال. وإلا لزم تعطيل الأحكام في كثير من الحوادث والأفعال وترك الخلق سدى يعمهون في بحار الهوى والضلال واجتماع الأمة على الخطأ والباطل وذلك محال! ولهذا حكم الأئمة وفقهاء الإسلام من سائر المذاهب بأن الاجتهاد فرض كفائي وأنه يجب أن يكون في كل قطر من تقوم به الكفاية وأن الفرض لا يتأدى بالمجتهد المقيد، بل لا بد من المجتهد المطلق. وحكوا الاتفاق على هذا، بل حكى الإمام الشافعي وغيره الاجماع عليه.
والاجتهاد هو استعمال النظر في النصوص واستفراغ الوسع والطاقة في استخراج الأحكام منها بقياس ما لم يذكر فيها على ما ذكر بعلة جامعة مع مراعاة الأصول والمقاصد. بهذا كانت شريعتنا مستقرة إلى قيام الساعة وعامة لكافة الناس. فكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافتة وختم به النبييون فلا نبي بعده لأن شريعته صالحة لكل جيل في كل مكان وزمان متكلفة بعبادة الخلق وبمصالحهم الدينية والدنيوية في كل عصر وأوان. فما من حادث يحدث في قطر على اختلاف عوائده وطبيعته ولا في زمان على تبدل أطواره وتغير حالته إلا وفي نصوص الشريعة وأصولها ما يبين حكم الله تعالى في تلك العوائد المختلفة والحوادث المتجددة والوقائع النادرة المتباينة: {مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلْكِتَٰبِ مِن شَىْءٍۢ} [الأنعام : ٢٨]. ولولا ذلك لكانت الأمة مضطرة إلى وضع القوانين وتغييرها بتغير الأزمان وتبدل الأطوار كما هو شأن الأمم الأخرى على اختلاف الملل والنحل والأديان. فما من أمة، بل ولا دولة إلا وتغير قوانينها الشرعية والسياسة وتدخل عليها من الزيادات والتعديلات ما يناسب الظروف والأحوال. كلما تغيرت الحوادث وتبدلت الأطوار، وربما وقع لهم ذلك في السنة الواحدة مرات.
أما الشريعة الإسلامية، فمنذ جاء بها نبيها الأكرم، ورسولها الأشرف الأعظم صلى الله عليه وسلم وهي مستقرة خالدة عامة شاملة لكل الواقائع والحوادث والقضايا والنوازل في كل العصور والأزمان، لا تتغير ولا تتبدل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} [الحجر : ٩]. فمن رجع إلى كتب الفقه والنوازل الشرعية، يجد أحكام القضايا المحدثة والنوازل المستجدة لا تخرج عن قواعد الشريعة وأصولها مهما كثرت النوازل وتباينت أنواعها وتعددت الوقائع واختلف أجناسها. لا فرق فيها بين ما صدر في القرن الأول والثاني أو السابع والثامن أو الثالث عشر والرابع عشر على اختلاف هذه الأزمان وتباينها وتغير حوادثها وأطوارها. وهذا أيضا من أعظم الحجج وأوضح البراهين على عدم انقطاع الاجتهاد وخلو الزمان من المجتهدين. فإن كتب النوازل والفتاوى على المذاهب الأربعة وغيرها بالغة آلاف المجلدات وجل ما اشتملت عليه صار من غير الأئمة الأربعة، بل عن غير أصحابهم وأصحاب أصحابهم. إنما هو استنباط من جاء بعدهم الفقهاء والمفتين في كل عصر إلى وقتنا هذا الذي هو مع ضغف همم أهله وقلة عنايتهم بالعلم ورغبتهم فيه. فلما يخلو في بلد أو قبيلة من مفت أو مفتين، يستنبطون لكل حادثة حكمها من النصوص الفقهية والقواعد المذهبية أو كما تقدم لها من الأشياء والنظائر التي حكم فيها أمثالهم من المفتين السابقين. فهذا عين الاجتهاد الذي ينكره جهلة العصور المتأخرة ويدعون استحالته وعدم قدرة أهل الزمان عليه مع أنهم مجتهدون حتى في إنكارهم الإجتهاد الذي لم ينكره أئمتهم، بل عدوه من فروض الكفاية والواجبات التي لا يجوز خلو الزمان منها وهم بهذا الاجتهاد لا يشعرون!
ومن أمثلة ذلك الحوادث العامة التي حدثت في هذه الأزمان مما لم يسبق له مثير في عصور الشارع والقرون السابقة حتى المتأخر منه، بل منه لم لم يتحدث إلا في هذا القرن الرابع عشر مما نشأ عن الاختراعات الحديثية والخوارق المدهشة التي كانت من زمن قريب تعد من المستحيل فأصبحت اليوم من المألوفات العادية كالتصور الفوتغرافي والصوت الفونغرافي وحبس القرآن في اسطوانته وقراءة في الراديوم وسماعه عنه وقبول أخبار التلغراف والتليفون بثبوت هلال رمضان والعيد وحصول الميراث بخبر الوفاة منها وركوب الطيارة والغواصة وحكم الصلاة فيهما وطبع الكتب والمصاحف بالمطابع والتعامل بالأوراق المالية والبنكية وضمان السلع المعروفة بالسكورتاه والتداوي بالإبر للصائم وغير ذلك من الحوادث المستجدات التي بين حكمها علماء العصر القائلون بانقطاع الاجتهاد واستحالة وجوده والحاكمون بضلال من يدعيه مع أنهم مجتهدون!
النقل عن : https://www.wattpad.com/1158607974-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-20-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AF
Tumblr media
0 notes
salafiaatharia · 6 years
Text
‏- فائدة: قد يبهم الأئمة الحافظ أحياناً اسم الراوي إما لأنه مبتدع ضال أو لأنه ضعيف. ��مثاله: أبان بن أبي عياش فيروز قال ابن حجر في التهذيب(١/٨٩): كان وكيع إذا أتى على حديثه-يعني حديث أبان-يقول:(رجل)ولا يسميه استضعافاً. ‏مثال آخر: قال البخاري(٧٠٨٣)حدثنا ابن عبدالوهاب حدثنا حماد عن رجل لم يُسمه. قال ابن حجر في الفتح(١٣/٣٨):هو عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة. ‏-الإبهام نوعان: ١- إبهام السند وهو نوعان: أ- إبهام الصحابي. كقولهم:حدثني رجل من الصحابة. وهذا لا يضر بلا خلاف لعدالة الصحابة رضي الله عنهم. ‏ب-إبهام غير الصحابي. كقولهم:حدثني رجل عن الحسن. وهذا يضر في صحة الحديث ولا يقبل حتى يعرف هذا المبهم، فإن عرف وكان ثقة قبل حديثه وإلا رد. ‏٢- إبهام المتن: كقول الراوي:قال رجل لأنس متى ارمي الجمرة. وهذا الابهام لا يضر بصحة الحديث سواء كان في طبقة الصحابة أو دونهم عند عامة العلماء. ‏-فائدة(١) الإبهام بصيغة التوثيق كقولهم:حدثني ثقة. فيه نزاع بين العلماء ، والصحيح عدم قبوله لأنه قد يكون ثقة عنده ضعيف عند غيره. ‏فائدة(٢): الإبهام بصيغة الجمع كقولهم:حدثني أناس. هذا فيه نزاع ظاهر مذهب البخاري وغيره أنه لا يضر، وذهب آخرون إلى عدم قبوله منهم البيهقي. ‏فائدة(٣): فرق بين المبهم والمجهول. المبهم:لم يذكر اسمه ولا نسبه في السند. المجهول ذكر اسمه ونسبه في السند لكنه لم يوثقه إمام معتبر. . . . تغريدات من حساب الشيخ بدر العنزي.
6 notes · View notes
tawheed · 3 years
Link
Via Youtube: Tawheed on 7th Nov, 2020 فتاوى الدروس: هل يجوز نظر الرجال للنساء بدون ريبة؟ - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله) حكم نظر الرجال للنساء بدون ريبة؟ يجب غض البصر، لكن إذا دعت الضرورة إلى هذا مثل: يدوّر ضالة؛ بنت له ضالة، في أناس مكشوفين، جارية له ضالة، إذا دعت الحاجة إلى هذا لا بأس، أو إذا دعت الحاجة، بنت له ضائعة، زوجة له ضائعة، جارية له ضائعة، في بلاد لا يستترون؛ له النظر.. لعلها بنته أو زوجته أو جاريته. الطالب: الشارح يقول إن المصنف ظاهر الترجمة أنه يذهب إلى جواز نظر المرأة إلى الأجنبي بخلاف عكسه. الشيخ: بغير ريبة يكفي، من غير ريبة، مثل النظر العام أو النظر للتعرف هو أخوها أو أبوها أو زوجها، أما إذا كان لريبة فهذا الذي يمنع. https://binbaz.org.sa/fatwas/23919/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%AC%D9%88%D8%B2-%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9 #Islam #Quran #Hadith #Sunnah #Fatwa
0 notes
huraayrah · 3 years
Photo
Tumblr media
#3 القَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ: The Third Principle of Shirk: أن النبي ﷺ ظهر على أناس متفرقين في عبادتهم، The Prophet ﷺ was sent to people that differed from one another in their worship, منهم من يعبد الشمس والقمر، among them were those who worshipped the sun and the moon, ومنهم من يعبد الملائكة، and among them were those who worshipped the angels, ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، and among them were those who worshipped the prophets and righteous people, ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، and among them were those who worshipped trees and stones. وقاتلهم رسول الله ﷺ، However, the Messenger of Allah ﷺ fought against all of them, ولم يفرق بينهم؛ and did not differentiate between any of them; والدليل قوله تعالى: The proof for this is Allah’s saying: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} “And fight them until there is no more Fitnah (disbelief and polytheism, i.e. worshipping others besides Allah) and the religion (worship) will all be for Allah Alone [in the whole of the world].”  [الأنفال 8:39] — ‎لإمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي من القواعد الأربع (at Makkah Al-Mukarramah) https://www.instagram.com/p/CObySD7DXda/?igshid=1olgf5cms2lt5
#3
0 notes
day60g · 4 years
Photo
Tumblr media
تحميل اقوى خطب الشيخ عبد الحميد كشك مجانا mp3 حجم صغير بدون نت كامله 2020 https://www.plustb.com/2020/04/alshaykh-eabd-alhamid-kishk.html
تحميل اقوى خطب الشيخ عبد الحميد كشك مجانا mp3 حجم صغير بدون نت كامله 2020
تحميل, برنامج, تطبيق, تنزيل, اقوى, خطب, الشيخ, عبد الحميد, كشك, مجانا, mp3, حجم, صغير, بدون, نت, كامله, mp4, عن, عذاب, القبر, محاضرات, ابو اليزيد,
alshaykh-eabd-alhamid-kishk
khatib-eabd-alhamid-kishk
نبذه مختصرة عن الشيخ عبد الحميد كشك:
يأخذ الشيخ عبد الحميد بعين الاعتبار تلميذ الوداع ويعرف باسم فارس المنابر. نعم ، إنه فارس من المنبر ، وتحوّل إلى محام يشار إليه أيضًا بمحامي الحركة الإسلامية ، وألقى العديد من الخطب في القرن العشرين في دول متنوعة من الدول العربية والإسلامية الدولية.
وسجل جناح الشيخ الشيخ أكثر من ألفي خطبة ، ودار الخطاب لمدة أربعين سنة دون انقطاع أو أي خطأ في اللغة العربية. ولد الشيخ كشك في محافظة البحيرة عام 1933 م ، وتحول القرآن الكريم إلى عشرة أعوام.
التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية ، وحصل على درجة مفرطة ، خطبة عن الظلم عبر الشيخ كشك mp3
حصل على شهادة جامعية عالية وانضم إلى جامعة أساسيات الإيمان في كلية الأزهر ، وحصل على النظام الأساسي من خلال إلقاء نظرة مطولة ، حيث شرح العديد من المواد والمحاضرات للطلاب حيث تم تكليفه من خلال المعلمين وقدم العديد من الدوافع ، خاصة في القواعد والتجارة ، وتم تعيين الشيخ مدرسًا في الأزهر ، لكنه لم يلقي محاضرات وخطبًا مكتوبة عن الفساد والظلم.
حصل على ترخيص لتعليم الأزهر ومثله في العديد من المواقع وعمل كإمام وخطيب وانتقل إلى عدة مواقع دولية أخرى تشمل السودان. وظل 
يخطب في مساجد مصر طوال عشرين عاماً، وتم اعتقاله عدة مرات.
ويتباهى الشيخ الشيخ بالعديد من الكتب في المناهج والتربية الإسلامية ولديه العديد من الكتب والمجلدات مثل رحاب التفسير ، وقد فسر القرآن الكريم بالكامل وعرض عدة جوانب من الدعوة في القرآن الكريم. فقد عينه وهو في الثالثة عشرة من عمره ، وفقد العين الأخرى ، وهو في السابعة عشرة من عمره ، توفي يوم الجمعة في عام 1996 ، عندما كان يصلي لله سبحانه وتعالى في كل الألوان التي ماتها الله وهو كان يسجد لذا أراد الله ما أراد.
أهم الموضوعات التي يتحدث عنها الشيخ عبد الحميد كشك:
يتحدث الشيخ جليل عبد الحميد كشك عن مجموعة كبيرة من الخطب ، والتدريب الديني ، والكثير من القواعد الفريدة التي تحتوي على أشياء كثيرة في حياتنا تم تضمينها فيها عن طريق الشؤون العالمية والآخرة ، ويحمل الكثير من التدريب الذي يمكن معالجته في هذه الخطب ، إلى جانب الخطب في عذاب القبر ، يوم الموت يوم القيامة ، خطبة نهاية العالم ، كما تحدث تقريبًا عن أناس مثل أبو اليزيد ، وكذلك عن الفنانين والسياسيين مثل القذافي ، ولديه خطابات معروفة إلى حد كبير مع خطبة حزينة ، تتطابق مع خطابات النقاش ، وخطابات حول الإيقاعات العربية ، وخطبة في نهاية العالم. خطبة عن MB3 وخطبة عن مقتل حسين ، وكذلك العديد من الخطب المختلفة ، تم ذكر كبار الشيوخ بأشكال ضخمة من الأشكال في تنسيق MP3 ، بالإضافة إلى talkme حول إطار الشخص المصاب والزوج الصالح ، الحجاب والحلال والممنوع والخطايا السبع والأدوية النبوية والطلاق والعظام والمعجزات الثلاثة وفقدان الأرواح واليهود وتحديد النسل وتفسير الرغبات وثلاث نساء متميزات وعظة تموت تقريبًا والحياة وسرور السيدات ونداء المظلومين ، قرنان وأصحاب الكهف ، رسالة للمرضى ، شياطين الجنس والجن ، عالم القبور ، وعذاب القبر. عقوبة من لا يصلي ، وداخل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه ، حكاية المهمة عليه السلام ، قصص الأنبياء والأشخاص الذين يحبون السجود ، قاعة الشيطان وملك الموت ، ومن وصايا الرسول الكريم ، مواقف السماء ، معتدل الوعد وحرائق العيد ، وصية ليلة الزفاف ، ولا تقترب الآن من الزنا ، يوم التشنج ، والصوم التطوعي ، ومشاهد يوم القيامة ، والليل الليلي للمصير والسحر ، والكثير من المحاضرات الفريدة الأخرى.
ما سبب شهرة خطب الشيخ عبد الحميد كشك:
يتألف الكتاب من العديد من المواضيع الهامة ، وهناك العديد من المستخدمين في مرحلة ما من العالم العربي حيث يريدون تقديم نطاق يتيح لهم تنزيل الخطب بشكل مطلق ، ويتضمن خطبًا إضافية فريدة من نوعها تتحدث عن يتم توفير العقيدة الإسلامية من خلال عدة روابط ، والعديد منها روابط مشخصة من الدرجة الأولى عالية للغاية وتنسيق mp3 ، حيث تحتاج إلى تدوين الموقع على الإنترنت وتنزيله دون تكلفة حيث أن جميع الطلبات موفر بالكامل ، سواء كان بعيدًا عن الخطب الإسلامية أو غيرها من الخطب وبعض الفصول للشيخ كشك ، يمكن أيضًا أن يرحمه الله ، ويتكون الكتاب الإلكتروني من العديد من الكتب والمواعظ حول فقدان حياة الرسول الاستثنائي ، وهناك أيضا العديد من الخطب التي يجب أن تكون على وشك البقاء في السلطة والخطب المختلفة تقريبًا Zulkarnain وبعض الحكام العرب. حيث نتحدث تقريبًا عن صدام حسين وعدد من الأمور التي يجب الالتزام بها ، حيث نتحدث عن الدفع الصاعد للساعة وحكايات تقريبًا الصلاة والموت والصوم وعن التوبة والمعيشة وحوالي الأيتام ومجموعة ضخمة من محاضرات سيفا للعديد من الممثلين من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم الكثير ، ويتحدثون عن بطولات الشركاء المكونة من عمر بن الخطاب ، وأبو بكر الصديق ، وخالد بن الوليد ، والعديد من المشاهير أنشطة المسلمين مع غزو مصر وحول عظماء الكفار مثل فرعون وهامان وقارون وغيرهم.
ما يميز خطب الشيخ عبد الحميد كشك عن باقي الخطب الأخرى
خطب الشيخ كشك بارزة من الخطب المختلفة التي يذهب إليها الشيخ عبد الحميد كشك دون تعريف ، وخطبه تحب الجميع أن يستمع إليها بسبب الفوائد المتميزة التي تتم في حياتنا ، والكثير من الحب للتركيز على الشيخ كشك للعديد دوافع مثل أنه أصبح يداعب البالغين والأطفال ، ومن وقت لآخر نتحدث تقريبًا عن العديد من الظروف غير العادية الأخرى في أسلوب حياته ، خطبة عن الظلم وعواقبه يفتخر الشيخ بالعربية بطلاقة ، يجيد اللغة العربية ، ولديه العديد من الخطب التي تم تقديمها للناس من خلال الهياكل ، ويتواصل مع كبار السن تقريبًا ولا يتم تقليد أي شخص آخر بغض النظر عن سمعته ، ويتمسك صوته. مع مواقفه وخطبه وما يتم تنظيمه لهم لإقناع البشر بهم ، يتم تعليم البشر كل ما يهمهم في الدين والساحة ، ويتم جمع كل خطبه مع رابط واحد حيث يتم يتم تنزيلها مجانًا تمامًا ، ويتم تنزيلها بروابط مباشرة وغير مقيدة باللغة العربية ، ويمكنك تنزيل هذه الخطب والاستماع إليها بمجرد أن تتضمن العديد من الخطب من خلال الشيخ كشك ، الذي يرحم الله والضوء ، ولديه عدد كبير من المواقع من خلال شبكة الإنترنت ، ويتم العمل حاليًا لتقديم بدائل في برامج ترميز متعددة إلى جانب MP3 و YouTube ، حيث تعد خطب الشيخ كشك من أكبر الخطب الشهيرة في عصرنا ولا سيما في الوقت الحاضر وتحميلها بسرعة سهولة رائعة E وبدون أي مشاكل. وظائف تحميل مواعظ الشيخ عبد الحميد كاملة كشك mp3 للأندرويد برابط تشعبي واحد: تميزت خطب الشيخ كشك بمساعدة العديد من القدرات العالية ومنها ما يلي: يجب أن تكون الخطب مجانية وتحتوي على العديد من المواضيع السياسية والكثير من المواضيع التي يمكن توفيرها للمسلمين لتحقيقها بشكل مطلق. يجب أن تكون جميع الحزم على الهواتف دون إنفاق سنت واحد ويمكن تنزيلها بروابط تشعبية مباشرة وسلسة. يمكنك التركيز على جميع خطابات وفصول الشيخ عبد الحميد كشك على جميع أنواع الأجهزة ، والأكثر أهمية من أجهزة Android. هناك بدائل للمقامرة والتنزيل في شكل ملفات مضغوطة حيث يتم تنفيذ الرسومات لتنزيلها بسرعة وفك ضغط المستندات دون عناء ، وبأسعار مفرطة للغاية ولديها أفضل برامج ترميز MP3. هذا النوع من المقاطع خالية من التشريح والتشويق وسلسة للتركيز عليها. تتناول الخطب والتعليمات العديد من الموضوعات التي تتحدث ، وفي جزء كبير منها ، كل الأمور في أنماط حياتنا. يوجد العديد من الوعاظ المشهورين داخل جمهورية مصر العربية ، بمن فيهم الخطيب الشيخ كشك ، الذي لا يُعرف اسمه لأنه معروف ، وهو واعظ إسلامي ولديه العديد من الإصدارات من خطبه ، ويمكنك الآن الحصول على المواعظ النهائية للشيخ كشك الآن من خلال محتوى هذا الموضوع وكل مواعظه يمكن تقديرها لك لأنه موضة الكشك المحدد في مشايخ وداع اليوم ، الشيخ عبد الحميد كشك من كبار السن الذين يقدمون عددًا من المحاضرات في العديد من الموضوعات الفريدة ، ونحن الآن قادرون على توفير ارتباطات تشعبية فريدة للتنزيل لخطب الشيخ كشك بدون تكلفة مع رابط فوري لأنظمة الكمبيوتر والهواتف الخلوية ، حيث يمكنك تحميل خطب الشيخ كشك بدون تكلفة. الشبكة بصيغة mp3 عن طريق تنزيلها فضفاضة وتشغيلها على جهاز الكمبيوتر المحمول ، حيث تحول إلى رفع جميع خطابات الشيخ المحظورة أو عرض السماح إرسال رابط واحد مسموع في الشبكة للخلية والكمبيوتر ، وهي خطبة وعظاء لوحة المناقشة الظلم تقريبًا والآن يمكنك تنزيله مجانًا تمامًا من الإنترنت بطول صوت صغير
تحميل البرنامج للكمبيوتر من هنا
تحميل خطب الشيخ كشك مجانا mp3, تنزيل اقوى , عبد الحميد كشك فيديو, اقوى , بحجم صغير, محاضرات كامله, اجمل , بدون نت, طريق الاسلام, نهاية العالم , ابو اليزيد, طرائف archive, اروع , ع والقذافي , سمعنا, الممنوعة, الخروج من القبور, the world of the angels, صوتيات, اولاد ,
 mp3 He obtained a high school diploma and joined b He received the first order during the period of study, where he explained many materials and lectures to the students where he was assigned by teachers and presented several explanations, especially in grammar and morphology, Sheikh was appointed as a lecturer in Al-Azhar but did not give lectures, speeches Written on corruption and injustice, he received a license to teach and represented Al-Azhar in several places and worked as an imam and preacher and moved to several other countries such as Sudan and has been preaching in the mosques of Egypt  for twenty years, and was arrested several times. Sheikh has a booth several books in many curricula and Islamic education, and has many books and volumes such as in Rehab interpretation and has interpreted the Koran in full and introduced several aspects of the call in the Koran, and lost his eye 
0 notes
felmohdar · 7 years
Photo
Tumblr media
كل ما يصيب #المؤمن من #بلاء فهو #رحمة  📝قال فضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - " … كل ما أصاب #الإنسان من شيء من بلاء وهو مؤمن فإنَّه رحمة ، لأنَّه إذا صبر أثيب ثواب الصابرين ، وإذا احتسب أثيب #ثواب #الشاكرين ، فهو #خير له ، وكم من أناس لو أنَّهم رزقوا صحةً ومالًا وأولادًا لبطروا ، وأفسدهم الغنى وكم من أناس بالعكس ، فكل شيء يصيب المؤمن - و #الحمد_لله - فهو رحمة وكفَّارة ، حتَّى لو أنَّ الإنسان فزع من شيء قابله كتب له بذلك أجر ، فاللهم لك الحمد ، حتَّى جاء في الحديث لو أن الإنسان فقد شيئًا في جيبه ، ثمَّ فزع وخاف أن يكون قد ضاع منه فله أجر ، انظر إلى هذا الحد من الرحمة ، ولله الحمد والشكر “ اﻫـ  📔 (تفسير القرآن / الأنعام : ٦٤) . 📝 ‏قال سفيان الثوري رحمه #الله - ‏” ليس بفقيهٍ من لم يَعُدَّ البلاء نعمةً ، والرّخاءَ مصيبة “ اﻫـ . 📔(‏سير أعلام النبلاء) (٢٦٦/٧) . ‏ 📝وقال شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله  ” ‏وما قدّرَ الله سبحانه وتعالى من المصائب ‏يجب الاستسلام لهُ ، ‏فإنهُ من تمام #الرّضا بالله #ربًّا “ اﻫـ . ‏📔 (العبودية) (٥٧/١) .
4 notes · View notes
khalidworld · 5 years
Text
الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس ...................................... Pre Columbian Muslims in the Americas ....................................... بقلم الدكتور: يوسف مروة ترجمه للعربية: الشريف محمد حمزة الكتاني ......................................... بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ........................................ المقدمة ........... الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس ...................................... تشير براهين عدة إلى أن المسلمين قدموا من إسبانيا وغرب إفريقيا إلى الأمريكتين خمسة قرون على الأقل قبل كريستوف كولومبوس، وقد سجل التاريخ – مثلا- أن في منتصف القرن العشرين – الميلادي – في زمن الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث ( 929 – 961م) أبحر مسلمون من أصول إفريقية من الميناء الإسباني ديلبا (بالوس) إلى (بحر الظلمات والضباب)(1). ثم رجعوا بعد غيبة طويلة بغنائم كثيرة من أرض غريبة وبعيدة. ................................... وكذلك سجل التاريخ أن مجموعة من الناس ذوي الأصول الإسلامية صاحبوا كولومبوس ومجموعة من المستكشفين الإسبان إلى العالم الجديد، وقد كان آخر معقل للمسلمين في إسبانيا (غرناطة) التي سقطت عام (1492م) قبل فترة قليلة من صدور الاستكشافية الإسبانية، حيث مجموعة من غير النصارى هربوا من الضيق الملقى عليهم، ومنهم من أظهر الاعتناق بالنصرانية من أجل ذلك. ......................................... توجد وثيقتان اثنتان على الأقل تثبتان الوجود الإسلامي في أمريكا الإسبانية قبل عام (1550م) لأجل القرار الذي كان عام (1539م) من قبل كارلوس الخامس ملك إسبانيا، الذي أرغم أبناء المسلمين الذين أعدموا حرقا على الذهاب إلى أراضي إنديز الغربية (West Indies)،هذا القرار صودق عليه عام (1543م) وبذلك تم ترحيل جميع المسلمين من السواحل الإسبانية. .............................................. كما أن عدة مراجع تثبت الدخول الإسلامي إلى أمريكا قبل ذلك، ويمكن اختصارها في ما يلي: .............................................. أ - الوثائق التاريخية: .............................................. 1- المؤرخ والجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (871 – 957م) كتب في كتابه "مروج الذهب ومعدن الجواهر" أن في حكم الخليفة المسلم لإسبانيا عبد الله بن محمد ( 888 – 912م) أبحر ملاح مسلم قرطبي اسمه الخشخاش بن الأسود من دلبا (بالوس) في عام (889م) واجتاز المحيط الأطلسي الى أن بلغ أرضا مجهولة وعاد بكنوز غالية ثمينة. وفي خريطة المسعودي هناك أرض كبيرة في بحر الظلمات و الضباب أشار لها بأنها: الأرض المجهولة.(1) ........................................... 2- المؤرخ المسلم أبو بكر بن عمر القوطية، ذكر أنه أثناء مملكة الخليفة المسلم لإسبانيا هشام الثاني (976 – 1009م) أبحر رحالة مسلم آخر هو أبو فروخ الغرناطي، من قادس في فبراير عام 999م إلى المحيط الأطلسي حتى نزل بـ: غاندو Gando (من جزر كناري الكبرى) ثم أتم إبحاره غربا إلى أن رأى وسمى جزيرتين هما كابراريا ((Capraria وبلويتانا (Pluitana) ثم عاد إلى إسبانيا في مايو من عام (999م)..(2) ..................................... 3- كولومبس أبحر من بالوس Palos (بديلبا)، بإسبانيا ووصل إلى غميرة (Gomera) من الجزر الكناري، وغميرة هي بالعربية تصغير للغمر وجمعها: الأغمار، وهم القوم الذين يهوون المشاكل والفتن. هناك وقع كلومبوس في غرام مع بترز بوباديللا. Petriz Bobadella بنت القائد العام للجزيرة. الإسم العائلي بوباديلاه جاء من الإسم العربي الإسلامي: أبو عبد الله. آخر من رجالات بيت بوباديلاه هو (فرنسيسكو) وهو مندوب الملك، ربط كولومبوس في الأغلال وأرسله من سانتو دومينكو رجوعا إلى إسبانيا في نوفمبر عام (1500م). وقد كانت لعائلة بوباديللا علاقة بالأسرة الحاكمة (العبادية) التي كانت في إشبيلية (1031- 1091م). وفي الثاني عشر من أكتوبر عام (1492م) نزل كلومبوس في جزيرة صغيرة في الباهماس، كان اسمها غوان هاني (Guana Hani)، بمساعدة السكان الأصليين لتلك المنطقة، ثم غير اسمها إلى سان سالفادور (San Salvador). لفظة (غوانا هاني) أتت من الماندينكا (Mandinka)، وهي مكونة من الألفاظ العربية (غوانا) إخوانا، أي: إخوان. وهاني: اسم عربي، فاسم البلدة كان ( إخوان هانيء).(11) وقد كتب فيرديناندو كولومبوس - ابن كريستوف كولومبوس - عن السود الذين رآهم والده في الهندوراس قائلا: "الناس الذي يعيشون أقصى شرق نقطة كافيناس (Pointe Cavinas)، كما أهل كاب غراسيوس أديوس (Cape Gracios adios) سود كليا. وفي نفس الوقت في هذه المنطقة تعيش قبيلة مسلمة من السكان الأصليين تسمى المامي (Al Mamy)". وفي لغة الماندينكا واللغة العربية ( Al Mamay) فيها استقاء من لفظة الإمام أو الإمامُ (Al IMAMU) قائد المصلين، أو أحيانا زعيم الطائفة أو الأمة،.(12). ........................................ 4- ذكر المؤرخ واللغوي الأمريكي المشهور ليو وينر (Leo Weiner) من جامعة هارفارد، في كتابه "إفريقيا واكتشاف أمريكا" الذي طبع عام 1920 (Africa and the Discover of America) أن كلومبوس كان على علم بوجود أقوام الماندينكا في العالم الجديد، وأن مسلمي غرب إفريقيا كانوا منتشرين في منطقة الكارايبي، في وسط وجنوب وشمال الأراضي الأمريكية، بما في ذلك كندا، حيث كانوا يتاجرون بل ويتزاوجون مع أقوام الإيروكويس (Iroquois) والألكونكوين (Algonquin) الهنديين.(13). ........................................... ب - الاستكشافات الجغرافية: .......................................... ذكر الجغرافي و الخرائطي المسلم المشهور الشريف الإدريسي ( 1099- 1166 م) في كتاب المشهور: "نزهة المشتاق في اختراق الأفاق" أن مجموعة من الملاحين من شمال إفريقيا أبحروا نحو بحر الظلمات والضباب من لشبونة (البرتغال) ليستكشفوا ماذا يحتوي وما هي حدوده، حيث وصلوا إلى جزيرة في عمق البحر بها أناس وحضارة، وفي اليوم الرابع جاءهم مترجم خاطبهم باللغة العربية (3). 1- ........................................... أشارت المراجع الإسلامية بوثائق ومعلومات تفصيلية عن الرحلة التي قام بها الشيخ زين الدين علي بن فضل المزندراني، عبر بحر الظلمات والضباب، تلك الرحلة التي ابتدأت من طرفاية (جنوب المغرب) أثناء مملكة السلطان أبي يعقوب يوسف (1286 – 1307م ) سادس الأسر المرينية الحاكمة، إلى جزيرة خضراء في البحر الكارايبي أثناء عام 1291 (690 هجرية) وتفاصيل رحلته مذكورة في المراجع الإسلامية، وكثير من العلماء المسلمين على علم بهذه الأحداث التاريخية المدونة عن هذه الرحلة. (4). 2- ......................................... المؤرخ المسلم شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل العمري (1300-1384 م / 700-786هجرية) تقصى بالتفصيل في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأ��صار" الرحلات الاستكشافية الجغرافية في بحر الظلمات والضباب التي قام بها ملوك مالي.(5). 3- ......................................... السلطان مانسوكا نكان موسى (1312-1337م) كان أشهر ملوك الماندينكا المعروف عالميا، التابع لإمبراطورية مالي الإسلامية، عندما سافر إلى مكة في حجه الشهير عام 1324م، أخبر علماء حوزة سلطان المماليك البحرية الناصر، ناصر الذين محمد الثالث (1309 –1940م) في القاهرة، أن أخاه السلطان أبا البكاري الأور (1285 –1312م) أرسل حملتين إلى المحيط الأطلسي. وعندما لم يرجع السلطان الى تمبكتو في رحلته الثانية عام (1311م)، أصبح أخوه مانسو موسى سلطان الإمبراطورية بعده.(6). 4- ........................................ كولوبوس والاستكشافيون الاسبانيون والبرتغاليون الأوائل لم يستطيعوا عبور المحيط الأطلسي إلى عمق (2400 كلم) إلا بمساعدة والاعتماد على معلومات الجغرافيين والملاحين المسلمين، وعن طريق عدة خرائط لهم، من ضمنها خريطة المسعودي (875 –957م) المضمنة في كتابه "أخبار الزمان"، الذي جمعت مادته من آسيا وإفريقيا.(9) 5- وكذلك فإن كولومبوس كان له قبطانان ذوا أصل مسلم في رحتله الأولى عبر المحيط الأطلسي: - مارتن ألونسو بنزون Martin Alonso Pinzon كان قائد البحرية بينتا (PINTA). - وأخوه فايسينتي يانز بنزون Vicente Yanez Pinzon الذي كان قائد البحرية نينا (NINA). وقد كانا غنيين خبيرين أتيا بمجهزي السفن الذين ساعدوا على تنظيم استكشافية كولومبوس، وجهزا بارجته المسماة القديسة ماريا ( SANTA MARIA)، وقد ساعداه على نفقتهما الخاصة لأسبابهما التجارية والسياسية. و عائلة البنزون (Pinzon) كانت لها علاقة بأبي زيان محمد الثالث ( 1362 – 1366م) ملك الدولة المرينية في المغرب ( 1196-1465). (10). ............................................. ج – النقوش والزخارف العربية (الإسلامية): ............................................. 1- الإنتروبولوجيون وجدوا أن الماندينكيين طبقا لتعليمات مانسا موسا (Mansa Musa) اكتشفوا عدة مناطق في شمال أمريكا على طريق المسيسيبي وأنهار أخرى، وعلى الزوايا الأربع من (أريزونا) كتابات تدل كذلك على أنهم أحضرو فيلة من إفريقيا إلى تلك الناحية.(7). ............................................ 2- ذكر كلومبوس في أوراقه أن في الإثنين 21 من أكتوبر لعام (1492م) عندما كانت سفينة مبحرة قريبا من جيبارا (Gibara) الساحل الشمالي الشرقي لكوبا، رأى مسجدا على قمة جبل جميل. وأطلال المساجد والمآذن مع كتابات من القرآن الكريم وجدت في كوبا والمكسيك والتكساس ونيفادا (8). ......................................... أثناء رحلة كولومبوس الثانية الثانية أخبره هنود إسبانولا (هايتي) ESPANOLA، أن أناسا "سودا" جاؤوا الى الجزيرة، قبل وصوله، ولإثبات ذلك أحضروا له رماحا لهؤلاء المسلمين السود. 3- تلك الرماح كانت رؤوسها مغطاة بمعدن أصفر كان يسميه الهنود الحمر (غواني) Guanin، وهي كلمة أتت من غرب إفريقيا تعني: الذهب المخلوط بمعادن أخرى، بل الأغرب أن لها علاقة بالكلمة العربية (غناء) الذي يعني كثرة المال و غزارته. بعد ذلك أحضر كولومبوس عينة من "الغوانين" إلى إسبانيا، ففحصت ووجد أنها احتوت على 18 جزءا من الذهب (56,25%) وستة أجزاء من الفضة (18,75%) وثمانية أجزاء من النحاس (%15)، وهي نفس النسبة التي توجد في المعادن الإفريقية في غينيا(14). .............................................. 4- في عام (1498م) أثناء رحلة كلومبوس الثالثة إلى العالم الجديد، نزل في ترينيداد (Trinidad)، ثم حل بقارة أمريكا الشمالية، حيث ذهبت ثلة من جماعته المسلحة عبر الساحل، ورأت نساء بلديات يلبسن أغطية للرأس ملونة ومنسوجة بالقطن المتناسق. وقد أشار كلوبوس الى أن تلك الأغطية تشبه في ألوانها أغطية الرأس والمأزر التي يرتديها الغينيون. بل كذلك في طريقة لباسها وأغراضها. وقد أسماها المايزرات(AMAYZARS)، والميزار المأزر كلمة عربية تشير إلى التنانير والأغطية والفساتين التي كان يلبسها المورو(Moros) (وهم مسلوا إسبانيا وشمال إفريقيا).. وقد جاءت من غرب إفريقيا (غينيا) إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال. أثناء هذه الرحلة اندهش كولومبوس عندما رآى البلديات المتزوجات يلبسن (سراويل قطنية قصيرة) البراكاس (Bragas) واستغرب من أين تعلمن ذلك اللباس. الفاتح الإسباني هرنان كورتس (Hernan Cortes)، وصف لباس المرأة الهندية بأنه (مثل الحجاب الطويل، ولباس الرجل الهندي تشبه المئزر، مصبوغة على هيئة الألبسة المورية (المغربية) ( الفضفاضة). وقد وصف فردينادز كولومبوس الكساءات البلدية القطنية بقول: "بنطلونات واسعة على نفس هيئة ولباس الشالات الذي ترتديه النساء في غرناطة". حتى الشبه كان خارقا بين أرجوحات الأطفال الشبكية هناك بتلكم في شمال إفريقيا.(15). ............................................. 5- ساق الدكتور باري فيل (Barry Fell) في جامعة هارفرد في كتابه "القصة الأمريكية" 1980(Saga America) ، براهين علمية تدعم الوصول الإسلامي إلى أمريكا قرونا قبل كريستوف كولومبوس في شمال وغرب إفريقيا. حيث اكتشف الدكتور فيل وجود مدارس إسلامية في فالي أف فاير (Valley of Fire)، وألان سبرينغز (Allan Springs)، ولوغومارسينو(Logomarsino)، وكيهول (Keyhole)، وكانيون (Canyon)، وواشو (Washoe) وهيكيسون سوميت باس (Hickison Summit Pass) في نيفادا (Nevada) ، وميسا فردي (Mesa verde)، في كولورادو (Colorado)، وميمبرز فالي (Mimbers Vallez)في المكسيك الجديدة (NewMexico)، وتيبير كانو(Tipper Canoe) في ولاية إنديانا (Indiana) ترجع الى تاريخ (700 –800) للميلاد وجد منقوشا في الصخور في الغرب الحار الجاف لأمريكا نصوصا ورسومات بيانية وخرائط تمثل أطلالا من مجموعة مدارس ابتدائية ودراسات عليا، ولغة النقوش كانت اللغة العربية لشمال إفريقيا منقوشة بالخط الكوفي القديم. وقد تضمنت العلوم المنقوشة: الكتابة والقراءة والحساب، والدين والتاريخ والجغرافيا، والرياضيات والفلك وعلم الملاحة. وأصول الزوار المسلمين في شمال أمريكا كانت: الإيروكويس Iroquois، والألغونكين Algonquin والأناسازيون Anasazi، والهو هوكام Hohokam ، وكذلك ذوو الأصول الأولميكية .(16) ( .............................................. 6- هناك 565 إسم لمناطق (قرى ومدن وجبال وأنهار وبحار). في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد (484)، وفي كندا (81)، وكلها ذوات أصول إسلامية وعربية. lmec) هذه الأسماء كانت سميت أصلا من لدى البلدين قبل وصول كولومبوس، وبعض هذه الأسماء لها معان مقدسة، مثل : مكة(Macca) (وبها 720 من السكان في ولاية إنديانا، وقبيلة مكة الهندية Makka Indian tribe) في ولاية واشنطن. والمدينة (Medina) بها 2100 من السكان في ولاية إداهو، والمدينة كذلك بها 8500 من السكان في ولاية نيويورك. ............................................ والمدينة بها 1100 من السكان، وحازن (Hazen) بها 500 آلاف من السكان في نورث داكوتا (North Dakota). والمدينة أيضا وبها 17000 من السكان، والمدينة أخرى بها 120000 من السكان في آهيو(Ohèo). والمدينة أيضا بها 1100 من السكان في تينيسي (Tonnesse) ، والمدينة بها 26000 من السكان في ولاية تكساس (Texas)، والمدينة بها 1200 من السكان في أونتاريو (Ontario)، وماحومت (Mahomet) بها 3200 من السكان في إلينوتس (ILLINOTS) ومنى (Mona) بها ألف من السكان في أوتاه ( UTAH). وأرفا بها 700 من السكان في أونتاريو (Ontario) ... إلخ. ............................................ وهناك دراسات متخصصة في أسماء القرى الهندية –الأمريكية- العتيقة أظهرت أسماء عديدة لها جذور وأصول عربية وإسلامية. .......................................... مثلا أناسازي (Anasazi)، أباتشي (Apache)، أراواك (Arawak)، حوحوكام (Hohokam)، حوبا (Hopa)، حبي (Hopi)، مكة (Makkah)، محيقان (Mohigan)، محوق (Mhouk)، نازكا (Nazca)، زولو (Zulu)، زوني (Zuni)، أريكانا (Arikana)، شافين (Chavin)، شيلوركي (Chelorkee)، كري (Cree)...إلخ. ......................................... واعتمادا على ما ذكرته في المعلومات التاريخية والجغرافية واللغوية، فإني أدعو إلى الاحتفال بالذكرى الألفية الأولى لدخول المسلمين إلى الأمريكيتين، خمسة قرون قبل كولومبوس، أدعو جميع الدول وكذلك الأقليات الإسلامية حول العالم، ونتمنى أن يجد هذا النداء فهما تاما وإدراكا كافيا، ويجذب دعما كاف منهم....
Tumblr media
1 note · View note