Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
فيها يُفرق كلّ أمرٍ حكيم
فيها يُفرق كلّ أمرٍ حكيم
.كانت ليلة رائقة، ليلة من ليالي العمر. أكملت عشائي، حضّرت زادي وانطلقت إلى المسجد لصلاة العشاء ثمّ التّراويح، روّحتْ عن أنفسنا همومًا ومشاغلا ظلّت أيّاما وأشهرا تركد وتئنّ فوق أكتافنا وكأنّها بدورها تنتظر رمضان لتخفّ الحمل وتترجّل عن ظهورنا. فرغ الإمام من الرّكعات، أخذ النّاس في الانصراف، بدأت أنوار الجامع في الانطفاء واحدة تتلو أخرى، استأذنت مؤذّننا صلاح أن يبقي لي مصباحًا منيرا في إحدى زوايا…
View On WordPress
1 note
·
View note
Text
"If you have big ideas, You've to use big words to express them, haven't you !?"
youtube
2 notes
·
View notes
Text
أن تَغْدُوَ قرآنا – سيْرٌ في منازل الفاتحة
هذا القرآن هو الكتاب. هو كلام الله حقّا. صوتا و حرفا، معنى و دلالة. و من استشعر هذا في نفسه لا يُمكن أن يحرم نفسه شرف التّلقّي لآيات الحكيم العليم و انفتاح الأبصار برسالاته. فلم يبق شيء سواه يُحقّق الصّلة بين السّماء و الأرض، تعرّفا و تعبّدا. فلمّا أراد الله أن يُيسّر كلامه لخلقه جعله على نظام الكتاب، بما له من معنى و بناء و ترتيب. فكان له فاتحة و تقدمة هي السّبع المثاني و هي باب القرآن الأوّل الذي ينطلق بك في سياحة روحيّة كبرى في عالم الملك و الملكوت، فأقبل لترى و تُشاهد. مقامات التلقّي الجليل لأنوار الكتاب لا بدّلها من باعث لللإنطلاق السّليم، تخليصا للوجهة و تنقية من سطوات الشّيطان. فأتت التّلاوة مُصدّرة بالإستعاذة بما فيها من تحقيقٍ لإخلاصِ الحول و القوّة لله و بالله وحده على الطّاعة و من الشّرور و الصّوارف. الإستعاذة ليست ترانيم تُتلى فحسب – حاشا لله – بل هي عقيدة قرآنية عُظمى تُذكّرنا بالعداوة القائمة أبدا بين الشّيطان و الإنسان، سيّما إذا ما تهيّئ لإستقبال آيات الله فإنّه يَقعُدُ له بكلّ مرصد مُحاولا صرفه عنه أو إفساد فهمه أو نيّته من عمله. و لا بُدّ للإنسان في هذه المُخاصمة من قويّ عزيز يحتمي به و يلتجئ إليه لاستدرار حمايتة و أمنه و رحمته، حتّى لا يقع في الزّيغ و الضّلال. و بعد مقام الإفتقار لله يدلُج العبد مقام الإيتئذان منمولاه و استمداد التوفيق من عظيم رحمته، تالِيا للبسملة على أعتاب سيّده، فما للعبد من تصرّف طاعةً و انقيادًا في عبوديّته إلّا و هو مُستنِدٌ إلى سيّده مُؤتمِرٌ بأمره مُعترفٌ بمنّه و رحمته عامّة و خاصّة. فما كان لله وحده صِدقا كان لله وحده مقصدا. و عندئذ تنفح أبوا ب الرّحمة الإلهيّة الكُبرى ليرقاها العبد، مُتعبِّدا بخطاب الكمال المُنزّل من ذي الجلال، يقرأ فيه حمد المليك لنفسه. و من يُحصي الثّناؤ على الله إلّأ هو سُبحناه و تعالى. فله الثّناء الأتمّ على نَعْمائِه التي لا تُحصى – خلقا و رعاية و تقد��را و تدبيرا – فهو ربّ العالمين. السّيّد الذي لا شبيه له، المُصلح أمر خلقه و المُدبٍّ أمر مملكته. الرحمن: الذي شملت رحمته جميع خلقه، الرّحيم رحمة خاصّة بالمؤمنين: رحمة هُدى و توفيق مُستثناة من عموم رحمانيّة الرّعاية و التّدبير للعالمين. و الخليقة كلّها صائرة إلى يوم الدّين لا ريب فيه و لا شكّ. خاضعون لسُلطان الملك، مُسلّمون لِحُكم المالك، الحقّ العدل الواحد. و إيراد هذه الحقيقة الكبرى هنا للتأكيد على حتميّتها و مركزيّتها في الوجود. و إنّما الدّنيا سيرٌ إلى المحشر و حرثٌ ليوم الحصادِ. فكان تذكير النّفس بها خمسًا فرضَا في كلّ يوم إيقاظا و تنبيها لإقامة النّفس على عتبة الإستعداد للرّحيل و أطْرِها على معاني العبوديّة و رحمانيّة الله و رحمته في الشّدّة و الرّخاء و بذل الرّضا بذلك و الثّناء له جلّ جلاله بمجماع الحمد و تمامه. حتّى إذا انتصف قارئ الفاتحة آيها، انتهى إلى جامعة مانعة تُلخّص قصّة الخليقة الإنسانيّة وجودا و وظيفة و غاية: المُناجاة بشهادة البراءة التّامة من كل قصد لغير وجه الله سبحانه، بتخصيص و إفراد العبادة له وحده و تفريع الإستعانة عنها لعِظمِ قدرها، و لأنّ عطاء التّعبُّدو منعه بيد الله وحده. من أخفى بواطن الشّعور إلى أجلى مظاهر الجوارح، يعيش العبد مع ربّه توحيدا و رغبا و رهبا، له و به، مُهلصا العهد و الميثاق الأوّل: أن لا يُكدّر صفو عبوديّته له بِشركٍ ولا نقض، و يطلب العون و المدد منه على ذلك. فإذا تجلّت هذه الحقيقة الإيمانيّة في نفسه، انتظم في مسالك التّخلّق بها، قولا و عملا، فعلا و تركا، إقبالا و إدبارا. و قد هيمنت عبوديّته لربّه الخالصة على فكره و سلوكه و قوله و قلبه، و ذلك عينُ أن تَغْدُوَ قرآنًا يمش، فكيف لا و ” القرآن حُجّة لك أو عليك”. فيُكابد العبد تلك المنازل سعيًا و تحرّقًا، حتّى إذا أوشك أن يُبصر نعمة الهّدى خَشِيَ فوْتَها و ذهابها، انبرى يسألى الإستقامة على هذا النّهج القويم، لِما يلعم من تذبذب حاله و كثرة الجواذب و العوالق الحائلة دونها. و الصّراط المُستقيم هو طريق أهل اليقين و كمال الإيمان و أعظم منّة تتجلّى عن اسميه الكريمين الرّحمن الرّحيم، و لأنّ به يتحدّد مصيره الأخرويّ يوم الدّين. فالله وحده مصدر التّوفيق و الّثبيت على صراط الهدى المستقيم الموصل إلى الله تعالى. فكان الدّعاء و اللهّهج بذلك – لما في حكمة الدّعاء من صدق الإتفار و صفاء الإخلاص – في كلّ راتبة و نافل�� عمودًا للصّلاة التي هي عمود الدّين. فجاهد نفسك بالقرآن طورًا بعد طورٍ مُستنيرا بأنواره، و احرص على الإختلاء بنفسك – من حين لآخر -، ناظرا في سيرك و وازنا أعمالك و مُحاسبا منزلك من الصّراط بمقاييس الإنتظام في الصّلاة و الأوراد القرآنيّة و الإنقطاع عن كبائر المحرّمات. تلك بعض معالم الهدى المُتلقّى من سورة الفاتحة، و تلك بعض رسالاتها. و إنّما تتحقّق حكمتها لمن كابدها تلاوة و تدبّرا و تخلّقا. و الله الموفّق.
from WordPress https://ift.tt/2KsgGhq via IFTTT
1 note
·
View note
Photo
أن تَغْدُوَ قرآنا – سيْرٌ في منازل الفاتحة هذا القرآن هو الكتاب. هو كلام الله حقّا. صوتا و حرفا، معنى و دلالة. و من استشعر هذا في نفسه لا يُمكن أن يحرم نفسه شرف التّلقّي لآيات الحكيم العليم و انفتاح الأبصار برسالاته.
0 notes
Text
ارتياض العلوم
كثيرا ما تتيه السبل بمرتاضي العلم بين شعابه و أوديته الكثيرة، و لأجل ذلك سال حبر كثير من المرشدين توجيها و نُصحا، تشابهت في ذلك ما بذلوه من النصيحة لهم على حاجة كلّ عصر و ضرورات كل زمان. ماسكين بتلابيب أصول لا تتغير هي بزمان ولا مكان. و معلوم أنه إذا كثر التصنيف في شيء كان منه ما هو عُمدة فيه و ما هي عيالٌ عليه، و منه من بلغ النجابة بإبداعه و منه ما هو إعادة تدوير و تكرير. و حال مُؤلَّفنا هذا هي الأولى، فقد أبدع فيها الكاتب و نهج نهجا غير معتاد في مصنفات أدب الطلب في هذا الزمان.
فنحن نشهد كثرة سؤالات الطلبة اليوم عن وسائل العلم تخطيطا و تنظيما، حتى لقد صرف ذلك بعضهم – أو أكثرهم- عن جوهر التعلّم، و هو ما رام الشثري تنبيه الطالب إليه من خلال هذا الكتاب، الذي صدّره بالحُبّ و ختمه بالدّمع، مُريدا بذلك تبصيره بما يحتاجه من الملكات و الصناعات و توجيهه لحسن التصرف فيها ليُجمّله بما سمّاه الوعي التحصيلي.
و من فريد صنعة الكاتب أن كان في آن واحدٍ راصدا لظاهرةٍ، مُوجّها لمسير، مُجيبا عن تساؤل، دالّاً على منشودٍ، كلها مجتمعة في وريقات معدودات، قد حفّها و أثراها – جزاه الله خيرا- بـالتقسيمات الفنية في أبواب متى احتاج لذلك، و بـالمسلكيات الطَلَبٍيّة ، و بـالإرشادات التزكويّة، و هو بين كل ذلك يُراوح بين مخاطبته للعقول و ملامسته للوجدان. ثم أكمل عِقد هذا التحرير المنظم المسبوك بسيره على ثنائية القواعد التنظيرية و الأمثلة التطبيقية، لتَعظُمَ بذلك الفائدة للطالب.
إذا أرشد الكاتب إلى تقنية أو وسيلة أو غيرها، شفع إرشاده ببيان حقيقتها و ما يُراد بالأخذ و العمل بها، حتى لا يُصار إلى الوسيلة دون صبّ النظر إلى الغاية. كما صنع مع أصل التحقيق، فلا يكتفي الطالب بالنّظر العابر لها و لا يعتبرها مجرد خزانةٍ لاستخلاص النتائج ، بل هي معامل تدريب و تمرين له، يُديم النظر فيها و يُكثر مدارستها، فإنّ إدامة النظر لَتُفضي إلى الضبط. و هو بعملية المدارسة و التأمل هذه يصيب جوهر المجاهدة في طلب العلم، فـالمعاني الغائرة و المشكلات المرهقة هي درجات الترقي في تحصيل العلوم و المعارف. و لا يكون هذا الترقي بمجرد التأمّل و الإطّلاع، فإنهما آلة تحصيل المعلومة، و التمايز إنما يكون في توليد الأفكار بما استقر في الذهن، فالمعلومات – كألفاظ – هي وسيلة يُتَبَلَّغُ بها للمعاني – الأفكار-. و ممّا عجبت له من المهارات المذكورة في هذا المُؤلَّف: مهارة استشكال المادّة. و هو ما يعرض للقارئ من المحارات أثناء القراءة بناء على ما يكون له من حصاد معرفيّ متنامي، فلا بُدّ له من تجاوز هذه العتبة نحو البحث و التأمّل الذي يحقق له كشف المُخبّآت و الفوائد في المصادر و المراجع و لو في غير مظانّها بواسع التأمّل و حُسن التصرّف. يقوده هذا لتثوير مُكوّنات المادّة المُشكلة و تنمية الحواسّ و الصناعة المعرفيّة. وقد أفرد بابًا للصناعات المعرفية – البحثيّة منها بالذّات – و ذكر منها التمييزات المعرفية الذّهنية التي تصحب الباحث نظرا و ملاحظة و تمييزا للمعارف و أجناسها فهي تُمكنه من استثمار المعلومات و ضبط مسارها. أيضا احتفال العقل بالسُّؤالات، فهي تجمع أجزاء المعرفة لتصهرها في قوالب الإجابات. أيضا صناعة توسيل المعلومة، أي جعل المعلومة وسيلة و مفتاحًا و سائقا لغيرها من العلوم في مناحٍ شتّى لا غايةً في ذاتها.
و السبيل لهذا التحصيل لا بُدّ أن يكون على جسر من تخليص الهمّ للعلم وحده و تنقية النفس من صوارف تحقيق العلم دينا و دُنيا من تقسيم الخاطر و اضطراب الفكر و الانفكاك عن الجد و التشمير و غيرها، و كُلّما كان الطّالب أملَكَ لهمّه كان أحظى بالنبوغ في علمه. و أورد الشثري بعض التقنيات المُعينة على جمع الهمّ كالتركيز على الإنجاز اليوميّ بقطع النّظر عن نهايات المشاريع، و الإنقطاع المرحليّ إلى مشروع علميّ متكامل يُحقق به طالب العلم قفزةً معرفيّة
و من الفصول المتأخرة في الكتاب، شجّع الكاتب الطالب على الحرص على مجالس مذاكرة العلم و تعليمه لما في التعليم من تنمية لحُبّ العلم و أهله، و التفاعل العلميّ بين المُدرّس و المُتلقّي ما يجعل الحلقة معمل تجويد للمادّة العلميّة. و لما في مجالس المذاكرة من مظنّة المُشاكلة و تذاكر المعلومات و استثارتها و إيرادها و المحاجّة دونها، دون الغفلة عن الحذق في اختيار قرين المذاكرة.
و كانت خاتمة الفصول عينَها و نضارتها، و لو كان من الكتاب ما كان منها فقط لحُقّ لنا تدبّرها مليّا. عن العمل بالعلم و الحرص على أن لا يكون علمُ الطلب علمًا لا ينفع. فطالب العلم إن صحّ قلبُه لكان حِرصُه على العمل أعظم في عينيه من حرصه على العلم. فالبدء بفرض القلب و واجب الرّوح فرضُ قلب طالب العلم و واجبُه، و تعرّف سلوك الطريق و قطعُ عقبات القلب من أجلّ أولوياته، ثمّ لينظر بعد ذلك فيما فيه صلاح العباد. و يكفي في هذا قولهم عن التسابق في طلب العلم دون العمل:
مهما سُبقت به، فلا تُسبقنَّ بتقوى الله عزّ و جلّ.
from WordPress https://ift.tt/3bmAxu7 via IFTTT
0 notes
Photo
ارتياض العلوم كثيرا ما تتيه السبل بمرتاضي العلم بين شعابه و أوديته الكثيرة، و لأجل ذلك سال حبر كثير من المرشدين توجيها و نُصحا، تشابهت في ذلك ما بذلوه من النصيحة لهم على حاجة كلّ عصر و ضرورات كل زمان.
0 notes
Text
كتاب الإعتبار
باسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله قد حفزني لقراءة هذا الكتاب متابعة قديمة لسلسلة وثائقية عن الحروب الصليبية، و قد تنبّهت فيها لأهمية تلك المرحلة في تاريخنا ثم لشبه كبير يشوب حاضرنا بها من جوانب عدة في الواقع المعيشي من تفرّق وُلاة الأمر و ضعف أمر المسلمين و ضياع قبلتهم الأولى بيد الصليبيين و غير ذلك. ثم بيّنوا أن من أهم المراجع التي دوّنت و أرّخت لتلك الفترة هو كتاب الإعتبار لأسامة بن منقذ و كان فيه من خبر تلك الأيام الشيء الكثير الجليل. فأوّل ما وقع بصري – لاحقا بعد سنين – على هذا العنوان في المكتبة حتى اقتنيته و ما رجعت الفكرة مرتين، ثم ما لبثت أن شرعت في قرائته.
كتاب الإعتبار كتاب قد تملّه لبضع لحظات تزورك أحيانا حال قرائته لغرابة تركيبه، إلا أنّك لا تستطيع دفعه عنك لعظيم وَنَسِهِ و جمّ فائدته، و قليلا ما تقع على كُتب هي على شاكلته. من الجليّ فيه أنّه على غير معهود كتب التاريخ أو السّير الذاتية، فإن كلام أسامة فيه لم يكن منضبطا بنسق زماني منتظم بل كان سردًا كاسترجاع ما يحضره من مشاهد حياته فتراه يُداخل بينها رواحًا و جيئةً بعفوية و بساطةٍ في الطرح و اللغة، حتى أنه كثيرا ما يأتي باللفظ على دارج كلام أهل الشام حينها. و تداخُل ذكريات أسامة هنا هو ما أكسى الكتاب طابعًا أشبه ما يكون بحديث السُّمّار البعيد عن التجويد المتكلَّف القريب من الروح، و لم يحفل أسامة فيه بغير الإعتبار بما كان – كما عنون لذلك – و تنبيه القارئ لما خَلُصَ إليه من عِبَر الدهر فكان يوردها حينًا بعض أعقاب فِقَرِ كلامه.
و هذا المُؤَلَّفُ النّفيس هو مرجع مهمّ لدارسي التّاريخ الإسلامي عموما و المولعين بتاريخ التّبادل الثّقافي و النّمو الإجتماعي خصوصا، و للرّاغبين في معرفة خصائص تلك المنطقة الجيوسياسية. و قد نقل فيه أسامة صُورًا شتى لمختلف صروف الحياة: طِبّها و اقتصادها و ثقافتها و سياستها و غيرها بين عالَمين متباينين إذّاك، شرقيّ و غربيّ – متمثّل في فرنجة أوروبة الغزاة -. و من المؤنس أيضا أثناء سباحتك في بحر هذه الأحداث أنك تقرأ حينًا عن مُدلَهِمّات الحرب، وتارة عن رحلات الصيد و القنص مع الوحوش و الجوارح و طورا عن مجالس الأمراء و كواليس الحكم و تدابيره. ثم بمرور الأزمان ترى تمازج شِيَمٍ متباينة في الشخوص فما تلبث أن تُقرّ على صنيعٍ حتى تُنكر من صاحبه ما يُستغرب إتيانه من مثله، و قس على ذلك، و الله وحده مثبت القلوب. لكن الفارق البيّن بين ذلك الزمان و زماننا أنهم و إن أتوا من المنكر ما أتوا فليسوا بتاركين من المعروف إلا ما لم يقدروا عليه أو ما غُلبوا عليه بسبق طبع أو نزعة شيطان، و إلا فهم على الملّة ظاهرا و باطنا ما استطاعوا ذلك أبدا. و يقدّ ذهنك لمشاهد البسالة و الجأش التي كانوا يتحلّون بها غيرة و طبيعة و هم أباة ضيم و هي لا تكون لكلّ الناس – و قد ذكر أسامة في معرض وصفه للأسد مرّةً، أن منها الشجاع و منها الجبان فكيف بالنّاس، فتأمّل- ، كشجاعة أسامة و إقدامه في الحرب و الصيد و هو ما يعود لتربيته البيتية من عمّه السّلطان و والده الفارس و الحافظ لكتاب الله و جدّته القوّامة الصوّامة.
و قد أسهب أسامة في وصف الفرنجة كما ذكرنا، و أورد من عجيب صنيعهم مما يُنبئ عن فساد الأخلاق و ذهاب الحميّة على الأعراض و الشرف، و من جفاء معاملتهم و أنّ عشرة المسلمين و ملازمتهم لهم قد تنفعهم في تليين طبعهم. و ممّا علق بذهني و لا أستطيع تجاوزه هو تأسّف أسامة الشّديد لضياع كتبه – و كانت تنوء عن أربعة آلاف مجلّد – حال فرار أهله من مصر للشّام و كان قد ذهب مع ذلك ماله و هو شيء عظيم القدر و قال في كتبه: فإن ذهابها حزازة في نفسي ما بقيت. و من العجيب أنها وقعت عند مؤرّخ لهم يحسن العربية فاستفاد منها في كتابة تأريخ لعصور الحروب الصليبية. و مما يحزّ في النفس أكثر من ذلك، بعض الصُّور التي نقلها أسامة لبعض أمراء المسلمين ممن كان لا يتورّعون في إمرتهم، فبين مقبل على شرب الخمور و مقارع لها و بين ظالم سفّاك للدّماء و بين حريص على مُلكه حتى أنه ظاهر الصّليبيّين على إخوانه و غير ذلك من الصّور التي تُنبئك عن بعض المداخل التي أُتي المسلمون من قِبلها، و الله يُقيّض لأمره من يشاء، و هو ما كان و لله الحمد من أمراء و قادة حملوا همّ الدين و العِرض و الأرض و قد أورد أسامة كذلك أخبارا لبعضهم.
إن الإطالة في الحديث عن هذا الكتاب ليست بالمُستبعدة لما يحويه من الدرر و لآلئ الأثر، و لعلّي أختم بفائدة قد تكون هي المهيمنة على موضوع الكتاب برُمّته : أنّ الموت لا يكون إلا لفراغ الأجل فليس يُقدِمه إقدام و لا يدفعه إحجام، و أن النصر من عند الله وحده لا بالترتيب و لا التدبير و لا كثرة النّصير، فهي فقط آلة للحرب، و الحرب كما قال والد أسامة تُدبّر نفسها و الله يتولى نصر جنده متى نصروه و اتّقوه. نسأل الله أن يرزقنا الإعتبار بهاته الأخبار و الإنتفاع بما قرأناه من النّوادر و الأخبار و مصائر الأمم و الأمصار إنّه هو العليّ الواحد القهّار. و الحمد لله وحده.
from WordPress https://ift.tt/3ae3oQU via IFTTT
0 notes
Photo
كتاب الإعتبار باسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله قد حفزني لقراءة هذا الكتاب متابعة قديمة لسلسلة وثائقية عن الحروب الصليبية، و قد تنبّهت فيها لأهمية تلك المرحلة في تاريخنا ثم لشبه كبير يشوب حاضرنا بها من جوانب عدة في الواقع المعيشي من تفرّق وُلاة الأمر و ضعف أمر المسلمين و ضياع قبلتهم الأولى بيد الصليبيين و غير ذلك.
0 notes
Text
غارب – مسير القائد الأسود
كلّ كتاب جديد تبدأ فيه هو مغامرة لا تدري كيف ستخوضها و لا أين ستنتهي بك أطوارها ؟
و لكن هناك كتاب من كتاب: كتاب تعرف موضوعه و فصوله، فكريّا أم علميّا أم غيره، فخَراجُكَ منه معلومٌ، أما قيمته فهي ما تجهله. و قد يختلف الحال قليلا مع القصص و الروايات، من حيث هي تجربة روحية و فكرية بالأساس تخوصها بوجدانك و عقلك و لكل منها نصيب فيما تُصيب منها و تُصيب منه، على حسب ميولات الشخص.
لم أكن اعرف الكاتب محمد عبد القهار من قبل أن أمسك غاربًا بيديّ للقراءة. و لم أكن أعرف عن غاربٍ سوى أنها ” رواية أندلسيّة ” فقط ! عن ماذا تحديدا و في أي فترة و هل هي تراجيدية أم تشويقية أم ماذا ؟ لم أكن أعلم بالضبط. و تعجبت أني إلى حدود كتابة هذه الأسطر حتى بعد الإنتهاء منها لم أسعى في إيجاد توصيف أو تصنيف لها بين التصنيفات المختلفة، ذاك أنّي انشغلت ربما بعيش تفاصيلها حدثا حدثا و فصلا فصلا.
و بعد إنتهاء الرحلة و وضع زيّ السفر و الحرب، ابتهجت لأجد مراجعة للدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله عنها، قد أمتع فيها و أبلغ عنها الوصف و الذكر، فماذا عساي أضمن مراجعتي بعد ما أسبغه الدكتور، غير تعزية مصافحة سيرة موسى ابن أبي غسان بحروفي أنا هذه المرة.
موسى ابن أبي غسان، بطل حكايتنا، أو الأمير ابن السلطان ابن سعد، عقب بني الأحمر ، فتى العطار، تلميذ السجلماسي، و ملازم الظاهري المصريّ، الفارس الأسود، الطبيب و الخطاط و المزارع .. و غيره. لا لم تخطئ، هي كلّها اجتمعت في شخص واحد في رحلة طويلة ابتدأت في ينير، أولى فصول الحكاية، و أول شهور السنة الأندلسيّة، كأنّ عبد القهار أخذك من أول وهلة لذاك الزمان حتى أصبحت تأريخك لأحداث الرواية كما يؤرخون أيامهم. هذه الرحلة التي صبغتها آلام الكروب و مدلهمّات الزمان المتتالية فيما كسبته يداك أو لم تكسبه، و تحقيق أماني الوصل البعيدة، و إدراك جبال الغايات و ما دونها من أودية النفس و شوائبها و الناس و أذاهم صُحبة و عُزلة.
بتسلسل رصين بدايةً ليتسارع مع طي الأيام، استطاع راوي القصة أن يركّز في نفوس قارئيه بسردٍ مشوّقٍ و وصف ماتع محاكاة لربوع الأندلس كأنما ارتحلت إليها حقا تُشاهد و تعاين. و فعله في ذاك كلاعب القيثارة يذهب بأسماع من ينصت له و خيالاتهم إلى غير مجلس هم شاهدوه و هو ليس إلاّ يمرّر أصابعه على أوتار قد شُدـ بعضها حِذو بعض. و ذاك صِنو ما صنع عبد القهار: إتقان في توظيف التاريخ و الادب لإيقاظ النفوس من سُباتها، للإعتبار و التفكر، كما كان يدعو موسى ابنه لذلك غير مرة مرّة في كتابه إليه.
و ليس يخفى على أحدٍ عظيمُ ما قدّمه كاتبنا من جهود و بحوث بين يديّ هذا العمل ليخرج علينا مطرّزة بهذه الحُلّة البهيّة. و تشهد عليه بذلك حبكة الأحداث المنتظمة، و دقة التفاصيل، و الجو العام للرواية و هيكلتها من ما قد تنتبه له جليّا أو تغفل عنه خفيّا: كترتيب الفصول الإثنا العشر على الشهور الأندلسية كما ذكرنا، و تبويب الاحداث المرحليّة مُعَنْوَنَةً على طريقة التآليف زمنها. و الزخم المعرفي حول الأندلس حتى لكأنك أحد سُكانها و لك دراية بربوعها مُعايشة لا خبرا فقط، من خلال توظيف اللهجة الدارجة بين أهلها و حتى اختلافاتها البسيطة بين المدن و ما في أوصاف الجزيرة من مفردات تُنبي عن حال العيش و نمطهو ذكر التقاسيم الجغرافية للبلاد ..
الرواية غنيّة حقا من عدة جوانب، لا تكفيها مراجعة وحيدة لذكرها، هو عملٌ أدبي رفيع عن شظف الحرب و دعة القعود، عن الأمل و المقاومة و عن المهادنة و المخادعة، عن مرارة الهزيمة و إبتهاج الفرج، هو عن الحياة و عن دولة الأيّام و أيّام الدّول. و غرناطة التي كانت مبتدأ و منتهى، فتحا و محبِسًا، و كانت انبلاجة فجر الحياة و أوّل النور الساري إلى العين، كما اكنت غسق الليل القاسي و دنوّ الأجل المحتوم. و لكني لا يمكن أن اختم مراجعة أكتبها عن هذه الرواية الماتعة دون تسجيل انبهاري و إعجابي الشديد بعبقريّة الكاتب في الصيغة الثلاثية لمنظور الأحداث ( أنا – هو – أنت ) لتتقمّص في كل مرة قميصا يغيّر من نظرتك عن الوقائع حتى تُنكر نفسك، فمرة تتعاطف لتعود سريعا فتُنكر ثم تستغرب لتفهم أخيرا ما حدث .. ! ذكرني هذا بما أعجبني من صنيع كاتبة ” حكايا زمن المحنة ” من إعادة سرد الاحداث بعد انتهائها من منظور شخصيات أخرى من خلال طرح مذكراتها الشخصي��. و إضافة إلى ذلك فإن محمد عبد القهار قد بزّ آلاء غنيم بفصول ” أنت ” الجزء الذي يُخاطب فيه البطل و ينقل ما يدور في خَلَجِه و ما يعتلجه إبّان نهاية كل فصل بطريقة إبداعيّة ذكيّة، و صراحة هو ما كنت أنتظره و أتشوّفه كل يوم لأصل إليه، خاصة عندما تكون قرائتك للكتاب في ظرف زماني و نفسي خاص، تبحث فيه عن أدواء تُطبّب بها ندوب روحك التي أعملتَ فيها معاول الذنوب و أسرفت في حقها و تغافلت عن معالجتها حتى استفخلت فيك الأسقام. لتستحيل معك وقائع موسى مع مملكة نفسه كما صوّرها عبد القهار : بمليكه و وزيره و قاضي الجماعة و جواسيسه، كتاب زُهد و رقائق يُذكرك و يَعظُك و يُصلح من حالك. فاكتملت بذلك عندي مقاصد قراءة هذه الرواية، من إيناس و ترويح و فهم لتاريخ و تزكية لنفس، لِأصرِفَ عني حتى بعض ما قد ظننته عيوبا قد تلحق المُؤَلَّفَ، فليس يعنيني بعدُ ذكرها. فقد كفانيها أني ما عُدت الآن بعدها على ذات حال الإرتحال معها.
ثم نقول: عظّم الله أجرنا في مصابنا في أندلس المسلمين و أنار بصائرنا للإعتبار و العمل لما فيه خير ديننا و دنيانا.. و لا غالب إلا الله !
from WordPress https://ift.tt/2JJOQ0h via IFTTT
0 notes
Photo
و عملٌ أدبي رفيع عن شظف الحرب و دعة القعود، عن الأمل و المقاومة و عن المهادنة و المخادعة، عن مرارة الهزيمة و إبتهاج الفرج، هو عن الحياة و عن دولة الأيّام و أيّام الدّول. و غرناطة التي كانت مبتدأ و منتهى، فتحا و محبِسًا، و كانت انبلاجة فجر الحياة و أوّل النور الساري إلى العين، كما اكنت غسق الليل القاسي و دنوّ الأجل المحتوم. كلّ كتاب جديد تبدأ فيه هو مغامرة لا تدري كيف ستخوضها و لا أين ستنتهي بك أطوارها ؟
1 note
·
View note
Text
أن تغدو قرآنًا – كلمات الله في معركة السلام
بسم الله ..
استعدادًا لرمضان، شهر خُصّ بالقرآن، تنزيلا و مراجعةً للنبي صلى الله عليه و سلم، و للمسلمين من بعده بتلاوته في تراويحهم، و ختمه في لياليه و القيام بآياته في دجى الليالي، و مضاعفة ثواب تاليه، و تقدير أعظم ليلة في العام، و هي أعظم ليلة في التاريخ، مفصليّة بين النور و الظلمة، قُدّرت في هذا الشهر العظيم، و كانت مُباركة لتنزول هذا القرآن الكريم فيه.
فلِما قلّ ذكره منذ حين، و لعظيم ما لم أذكر دونه من فضل و عظم القرآن في هذا الشهر، ارتأيت أن أهم استعداد لن يكون بغير تهيئة الروح لمعرفة قدر هذا الكلام الذي أتلوه، و أتبيّن الطريق إلى منابع نوره الذي أفاض على الوجود. و قد كان لي من النعم اني اقتنيت كتابا من ثلاثة أجزاء منذ السنة الفارطة، هو للشيخ المغربي فريد الأنصاري رحمه الله عليه، و هو قابعٌ في مكتبتي الصغيرة مُذ ذاك أؤجل قرائته إلى أجل غير معلوم و ها قد جاء هذا اليوم بفضل الله و منته.
بدأت القراءة بحماس و سعادة و كانت كل صفحة تمرّ عليّ تزيد من هذا الحماس و الإستنارة التي تعتريني مع كلّ فتح يفتحه الله عليّ من كلمات هذا العبقريّ الفذّ رحمه الله. رغم أنّ هذه قرائتي الثانية – مجلسي الثاني- و لم أزل بعدُ في الجُزء الأوّل من الكتاب، و أنا في هذا كلّه لم أتجاوز الخمسين صفحة الاولى حتى، إلا أنني وجدتني مشدوها باستنباطات الشيخ الفريدة و توجيهاته الرشيدة ة استراتيجيته الحكيمة في سبك فصول و أبواب مواضيعه.
الكاتب يتدرج معك من أوّل السّلم فيخطو في خطوته الأولى درجة الحاجة إلى القرآن فيستثير فيك مكامن الإفتقار إلى الهدى الرباني في حياتك و يبرز تقصيرنا في حقه مع جليل قدره و مكانته في إرشاد و توجيه حياتنا و أمتنا. فإذا ما اشرأبّت عنقك للغوص في مكنون هذا النور، أماط لثامًا عن مفهوم القرآن بداءةً بتفسير عجيب أشار فيه إلى حقيقة الكلمة و الكلام من اللغة و الوجود من حيثُ البُعد الفاعل لها في مقادير الله ليُخرجها من حيّز اللغة المرسوم و من جمود الإنشاء و القول بلا إفادة إلى معاني الإنجاز و الصنع و الإنتاج حتى جعلها مصنعا للحياة بأشكالها و صورها الفعليّة المتجسّدة في واقع الناس، لا فقط في رسوم الحروف و أو صور متخفية الدلائل. و أثبت قاعدة جليلة، و هي مردّ الخلق و التكوين إلى الكلمة و مردّ مناط التكليف و المحاسبة في الشرع إلى الكلمة، بل و قوّة كلّ مُستقوٍ و جبروته بالكلمة لا بالسلاح و العتاد: فهي سحره الذي يُذهب به عقول الناس و يستعبدهم ليرضخوا لقهره و تغلبه. و هي أداة الإعلام في كل عصر بما اختلفت صُوره، سحر الكلام و دجل الإعلام الذي يُلبس الباطل زيّ الحق، و يحشد الأحلاف من كل صوب لمحاصرته بعد تنميق البراهين المزيفة. و ليس من دافع لذلك كله إلا من نفس جنسه: أي الكلام، و لكن لا أيّ كلام، بل كلام محمّل بقوى غيبية أقوى مما يتصوره أي إنسان، مُنزّل من عالم أسرار كل البيان، فيحول دفّة سير الإنسان بملامسة عميق وجدانه، بسلطان نفسي بلاغي مُعجز لم يُدانيه في عُشره و لا مِعشاره أيّ عمل بشري آخر. فكأنّك في أحد قصص الفانتازيا الخياليّة، غير أنّه – تعالى سبحانه عن هذا التمثيل و التشبيه – لا وجه للمقاربة بين الخيال و الواقع. تجد أن روح القرآن تجسدت في المتحلي بها و المتخلق بآياتها و معانيها حتى صار قرآنا يمشي على الأرض، و تحققت منه غاية القرآن الكبرى: أن يكون حركة و عملا على الأرض لا طاقة لأحد بسلطانه و لا ثبات لباطل أمامه، فيتحقق فيه موعود الله تعالى لأوليائه ليصبح اداة بين يدي الله تعالى يسير بقدر الله، عاملا فاعلا به و له.
و أعجب مثال في ذلك قصة موسى و بني إسرائيل مع فرعون، لله درّ الشيخ كيف استنبط هذه الدلالة العظيمة منها. فإن الله تعالى عندما خَلَصَ أتباع موسى له من كل علائق الدنيا و معبوداتها دونه و تجرّدوا لكلمة الحق، جاءت الدنيا عليهم مجتمعة متكاتفة متآلفة، و هم لا قوة و لا سلطان ظاهري لهم بها، فَرَقَ الله بهم البحر، بهم لا فقط لهم، و إن كانت متضمنة المعنى، و لكن عزائم الإيمان فيهم كانت عامل التغيير فكانوا جزء من خارقة كونية بما تمثلوا من آيات الله من صبر و ثبات على الحق و تصديق لموعود الله و يقين فيه. و هذه سنن الله في الكون التي لا تبلى: أنّ التغيير ليس فقط بالقرآن، بل القرآن في حد ذاته هو التغيير، فالتدبر لآياته و العمل بحِكمه يسحق ظلمات كل عصر و يبني مجد كل أمة إذا ثُوّرت مفاهيمه و بُنيت حقائقه و عُمِل بها.
فسبحان الله: في هذه البضع وُريقات تجد الشيخ رحمه الله عليه يروح بك و يجئء بين التأصيلات العليمة التنظيرية و الحوالك الواقعية للفرد و الأمة ليُمددك بسلاح القرآن الذي تُجابه به ظلام اليوم و كل يوم بما جابه به كل من تسلح بنور الوحي من عبق التواريخ و الأحداث: فهو يجعل لكتابه هذا صفة من صفات كتاب الله العزيز: الفاعلية و الحركة في الأرض لا مجرّد التنظير فقط، فتدرج مع القصص القرآني – مثلا – لتتشبع بالسنن الكونية للإصلاح و التغيير.
و الحمد لله في الأولى و الآخرة.
from WordPress http://bit.ly/2vJsUdZ via IFTTT
6 notes
·
View notes
Photo
أن تغدو قرآنًا – كلمات الله في معركة السلام بسم الله .. استعدادًا لرمصان، شهر خُصّ بالقرآن، تنزيلا و مراجعة للنبي صلى الله عليه و سلم، و للمسلمين من بعده بتلاوته في تراويحهم، و ختمه في لياليه و القيام بآياته في دجى الليالي، و مضاعفة ثواب تاليه، و تقدير أعظم ليلة في العام، و هي أعظم ليلة في التاريخ، مفصليّة بين النور و الظلمة، قُدّرت في هذا الشهر العظيم، و كانت مُباركة لتنزول هذا القرآن الكريم فيه.
3 notes
·
View notes
Audio
(فراس الصغيّر)
2 notes
·
View notes
Text
القراءةُ اِحتِسَاءً
فعلك للأشياء التي تفعلها لا بد أن يمرّ بسؤالِ جوهريّ، بسيط و بديهي: لمَ أنا أقوم بما أقوم به؟
نضرب مثالا قريبا، و بكل بساطة، خروجك للتخييم في الغابات أو ممارسات رياضة جبلة أو غيره لا يسمن و لا يغني من جوع إن لم يكن لإستفادتك من خلو وصفاء الذهن، و التأمل في الطبيعة و خلق الله، و تكوين اللحمة بين الرفقة و تقوية الشخصية بخوض بعض المغامرات و التحديات في الخلاء. التخييم و نار المخيم و السفر لا يمكن أن يكون مقصودا لذاته، أن تخيّم فقط لتخيّم، لأنّ أهميّة الشيء في ثمرته التي تُنال منه. نضرب أيضا مثال الرياضة، فمن يتمرّن مثلا على كمال الأجسام فقط بغرض وينة الجسم و نفخ العضلات و الصور المبهرجة، دون أن ينشغل بإكتساب نمط أكل و حياة صحيّة، و يتحلّى بالجدّيّة و الإنضباط في شخصيّته و حياته، فلا معنى و لا فائدة من وقته الذي يذهب سدى في أروقة القاعات …
و قِس ما ذكرنا من أمثلة على قراءة الكتب، فإنّ قرائتك هذه إن لم تحصّل لك رصيدا معرفيّا أو ترقّيك في أي جانب من جوانب حياتك و شخصيّتك قليلا أو كثيرا، و تغيّر منك، و تجعلك بعد القراءة غير الذي كان قبلها، فليست الصور التي تسعى لجمعها أو نشرها ولا القهوة التي تحتسيها أثناء القراءة و لا ترددك على المكتبات بنافع لك و لا شفيع لتحصيل الخير و النفع المرجوّ من تزكية العقل و الروح بنور القراءة و التعلّم.
على أنّه يجب التنبيه على أن كل ما قُرن في الأمثلة من الهوامش الفرعية على الأصول الجامعة للخير، لا تضرّ صاحبها إذا ما انصرف جلّ إهتمامه إلى تحصيل المنفعة و الثمرة الرئيسية من الشيء بالأساس و في المقام الأول، بل إن كان في بعض الحالات مساعدا على ذلك فلا بأس به، فالمهم أن لا ينشغل المرء بالبهرج و الزينة و الهوامش على الأصل و تحصيل لبّ النفع ممّا هو بصدد الإنفقاق من أيّام عمره و وقته المحدود فيه.
و الحمد لله
from WordPress https://ift.tt/2DRrnYK via IFTTT
3 notes
·
View notes
Text
القراءةُ احتساءً
فعلك للأشياء التي تفعلها لا بد أن يمرّ بسؤالِ جوهريّ، بسيط و بديهي: لمَ أنا أقوم بما أقوم به؟ نضرب مثالا قريبا، و بكل بساطة، خروجك للتخييم في الغابات أو ممارسات رياضة جبلة أو غيره لا يسمن و لا يغني من جوع إن لم يكن لإستفادتك من خلو وصفاء الذهن، و التأمل في الطبيعة و خلق الله، و تكوين اللحمة بين الرفقة و تقوية الشخصية بخوض بعض المغامرات و التحديات في الخلاء. التخييم و نار المخيم و السفر لا يمكن…
View On WordPress
1 note
·
View note
Text
إذا تاقت النّفس، فكيف؟
إذا ما حدّثك أحدهم فالأصل أنّك تصدّقه في مقاله، فإذا ما أقسم تأكّد صدقه لديك. و السّرّ وراء ذلك أنّ الإنسان – عادة – لا يقسم إلاّ بما هو عزيز و ذو شأن فلا يكون الحديث المُقسم عليه بعد ذلك أمر مهينا و لا كذبا.
اللّه عزّ و جلّ في غير ما موضع في كتابه العزيز أقسم بالزّمن، و “الضّحى” “و الفجر” “و العصر” و ذلك لشرف و عظم مكانة المُقسم به ألا و هو الوقت= أثمن الأشياء
و لأنّ لكلّ شيءمن اسمه نصيب، فمن معاني العصر هو ضغط الشّيء لإخراج أحسن ما فيه. فعصر العُمر هو استثماره و حسن استغلاله حتّى لا يضيع. و مُحرّكات عمليّة العصر هذه هي ما ذُكرت في ذات السّورة من الإيمان الصّادق و العمل الصّالح و التّواصي بالحقّ و التّواصي بالصّبر. و قُدّم الإيمان على العمل لأنّه الدّافع إليه و الباعث له، و لأنّ العمل الصّالح ثمرةٌ للإيمان الصّادق.
و في رحلة المرء في استغلال عمره، لا بدّ له من أساس متين يرتكز إليه حتّى يسلم في طريقه و لا يضلّ، ذلك أنّ من صحّت بدايته، صحّت نهايته. و جِماع صحّة البداية في إخلاص النّيّة للّه وحده و التّوجه بعمله و كلّيّة أمره إلى مولاه و وكيل نفسه. و هو في ذلك يترقّى بين مدارج الخَلوص من الشّوائب و العلائق، فالإخلاص في عين عمله، فإستخلاصٌ من اللّه له و اصطفاء و توفيق، و هي سنّة اللّه ��ع عباده الصّالحين.
على الرّاغب في تحصيل العلم أن يعزّ عليه ما يبذله في سبيل تحصيله و لايهون عليه جهده فيُضيعه لأتفه الأشياء
أأشقى به غرسا و أجنيه ذلّة؟ إذا فاتّباع الجهل قد كان أحزما
ثمّ لا بدّ من التّحلّي بخصلتين تحملاه على الثّبات في طريقه، و و تؤزرانه على ما يلقى فيه من شدائد أو ملهيات، الصّدق و الجّدّيّة، و كفى بهما لمن علم قدرهما و اكتسى بهما في حليته و طبعه.
فكما تقرّر و هو معلوم، فالواجبات أكثر من الأوقات، فانكبّ على المهمّات و عوالي الأمور و اهجر الصّوارف و توافه الأمور، و لا تكن في ذلك أبدا منعزلا أو عبوسا فليس ذلك من الدّين في شيء غير خلط بعض من التبس عليه مقادير الأشياء، فالشّخصيّة التّواقة متكاملة متّزّنة دون ميل و لا رجحان.
ثمّ احرص – و ارع هذه النّصيحة أيما رعاية- أن تكون شخصيّتك ترجمة عمليّة لمعلوماتك العلميّة النظريّة، فلا خير فيما حصّلت إن لم يُلامس واقعا يغيّره.
—————————————————
هذه فوائد و نقاط مُجمّعة من كتاب الخطّة البرّاقة لذي النّفس التّوّاقة للدّكتور صلاح الخالدي
Advertisements
__ATA.cmd.push(function() { __ATA.initSlot('atatags-26942-5af48f9532bd5', { collapseEmpty: 'before', sectionId: '26942', width: 300, height: 250 }); });
__ATA.cmd.push(function() { __ATA.initSlot('atatags-114160-5af48f9532bd8', { collapseEmpty: 'before', sectionId: '114160', width: 300, height: 250 }); });
from WordPress https://ift.tt/2jMmg0D via IFTTT
1 note
·
View note
Text
إذا تاقت النّفس، فكيف؟
إذا تاقت النّفس، فكيف؟
إذا ما حدّثك أحدهم فالأصل أنّك تصدّقه في مقاله، فإذا ما أقسم تأكّد صدقه لديك. و السّرّ وراء ذلك أنّ الإنسان – عادة – لا يقسم إلاّ بما هو عزيز و ذا شأن فلا يكون الحديث المُقسم عليه بعد ذلك أمر مهينا و لا كذبا.
اللّه عزّ و جلّ في غير ما موضع في كتبه العزيز أقسم بالزّمن، و الضّحى و الفجر و العصرو ذلك لشرف و عظم مكانة المُقسم به ألا و هو الوقت= أثمن الأشياء
و لأنّ لكلّ شيءمن اسمه نصيب، فمن معاني…
View On WordPress
2 notes
·
View notes