ياليتَ القلب يهدأ عند كل اختيار، وفي مفترقات الطرق، وعند نزول البلاء، ياليتَه يُوقنُ أن اللطيف الخبير ثابتٌ أزليٌ في لطفه ومعيته، لا يعجل بعجلتك، ولا يكلك إلى نفسك، وأنه يُحقق المُنى بالصبر، حتى يرى حسن الظنّ به، وصدق الرجاء فيه، وأنه يُؤخِر الجميلَ في الدنيا، كي لا تركن لها، وتعلق بها، حتى تنظر إلى الأفق، وتتطلع للسماء، تطمح للملأ الأعلى، ترجو رحمة الآخرة..
من سنة الله في الأرض هلاك الطغاة وكل من تطاول على ذات الله وكل من أستعبد الناس لعبادته دون الله أما بهلاكه لنفسه أو بأية من آيات الله وكل حشد من الناس كان عون للطغاه بإذن الله يشملهم عذاب الله وكل من عاون وأيد وكان كاهن ووزير لفراعين الأرض نسأل الله أن ينزل عليهم عذابه في الدنيا قبل الآخرة ونسأل الله السلامة والعافية من موالاة الطغاة وأتباع سبلهم ونسأله أتباع الحق وإلا تميل قلوبنا للباطل وأهله..
تعبت قلوبنا من مشاهد الموت والقهر وتعبنا من وهن الأمة وشتات جمعها وعجز أمرها وضياعها بين الضلال والشهوات، وقد قل الناصح ومنع صوته وحجز فعله في سجون من يوالي عدونا ويقتل أخواننا..