#نظام الكون
Explore tagged Tumblr posts
manthooraat · 2 years ago
Text
ماذا سيحدث خلال نهاية العالم الوشيكة؟
هناك نظريات مختلفة حول نهاية العالم وفي كل واحدة تقع مسؤولية نهاية العالم على حدث مختلف سينهي البشرية جمعاء، وبعض هذه النظريات ليس بعيداً عن الواقع. لكنها على كل حال من الأحوال مجرد تخمينات وافتراضات.
نهاية العالم تقترب بشدة، وحان الوقت كي نستعد لها. وإذا لم نستعد لها سنهلك مع الهالكين. ألا ترى الأوبئة والأحداث الغامضة والعلامات التي تشير إلى أن النهاية وشيكة. سينتهي العالم في وقت أقرب بكثير مما تعتقد! بكل تأكيد سمعت مثل هذه العبارات من قبل. فكما أن لكل شيء بداية لابد له من نهاية، وينطبق الوضع على العالم الذي نعيش فيه. ومن هنا ظهرت نظريات نهاية العالم. في السطور التالية نستعرض هذه النظريات…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
artemisthehuntress95 · 10 months ago
Text
أمل تمنحه عربة بليلة ومستعمرة نمل
أخترق شارعًا جانبيًا مريبًا في طريق العودة من الوحدة الصحية. لا توجد به إلا لمبة واحدة للإضاءة، وأتلمس فيه مسيري تحت ضوء واجهات البقالات المتجاورة، والبيوت المفتوحة أبوابها، والمصابيح الأمامية للتوكتوك المتأرجح رائحًا وغاديًا، وحتى شرارات مسدس اللحام في ورشة السيارات على أول الشارع. يخلق فيّ عبور ذلك الشارع إحساسًا بخوف شفيف. لكن في أحد الأيام الماضية، شعرت في ذات الرحلة عبر الشارع النحيل المظلم بسعادة مفاجئة.
دهمتني رائحة حلوة ودفء، شرعت أتبين أنها مكونة من حليب وسكر وفانيليا وقرفة، وهي ساخنة تمامًا. الشارع كله له تلك الرائحة غير المتوقعة. عشر دقائق أمشيها مغمورة بها وبمشهدية الإضاءة الصفراء الشحيحة أشعرتني بأني بطلة على شاشة سينما. لما وصلت لرأس الشارع تبينت أن مصدر الرائحة عربة بليلة اختارت تلك النقطة مقرًا جديدًا لها. عربة بليلة شقلبت إدراكي لهذا الشارع النكد؛ وهو أمر فجر عقلي بعنف.
ربما دفعني بطء هذه الأيام الكئيبة للهوس بنشوء ذلك الشعور الجميل من أصل بسيط، هل هذه تجربة يمكن تكرارها إذا توافرت الظروف المواتية؟ هل هي ظاهرة فريدة ونادرة؟ وأيًا ما يكون من أمر، فأنا أسعى لمعرفة سرها؛ كيف تحدث الأشياء المعقدة الجميلة من مصادفات بسيطة؟
في مصادفة أخرى، وفي أحد النوبتجيات المثلجة القذرة شرعت في قراءة كتاب يتأمل في "نظرية التعقيد"، وفي روعة الأنظمة المعقدة، وهي الأنظمة التي تكون محصلتها أعظم من محصلة مجموع الوحدات المكونة لها. مثل الجسد البشري، ومستعمرات النمل، والنظام الطبيعي في الأرض، وحتى مادة الكون. مؤلف الكتاب طبيب متخصص في الباثولوچيا الإكلينيكة، منكب على المجهر يتأمل خلايا متراصة في أنسجة صغيرة، يعترف أنه من السهل نسيان أن تلك الأنسجة مأخوذة من كيان قاهر هو الجسد البشري. في المسافة من عدسة مجهره التي لا تظهر إلا خلايا هادئة ورصينة لحقيقة أنها الوحدات المؤلفة لكائن يأكل الطعام ويكتب الشعر ويحب أبناءه، في هذه المسافة تفسر نظرية التعقيد كيف تنشأ الأشياء المعقدة الباهرة من الأشياء البسيطة حسنة النية.
دفعني وصفه لمستعمرة النمل للبكاء قليلًا. ينبهك لتأمل النملة المنزلية المتعجلة دائمًا، تقطع المسافات بعشواقية وبلا هدف، إلى أن تصادف قطعة سكر أو جثة صرصور، تترك أثرًا كيميائيًا بينما تعود بالطعام للمستعمرة، تقع عليه نملة أخرى في مسارها العشواقي الموازي، تتبعه لتجد نفس الكومة من الطعام، وتترك أثرًا كيميائيًا بدورها، وهكذا. يتجمع النمل الهائم على الطعام حتى ينتهون من نقله تمامًا ويخفت الأثر الكيميائي. من العشوائية ينشأ التعقيد. من الأشياء التائهة البسيطة ينشأ النظام والجمال.
والكلمات المستخدمة في تلك النظرية بالغة الشاعرية. النظام المعقد هو الذي "تكون محصلة كله أعظم من أجزائه"، يتميز ب"الخواص الناشئة"/ emergents properties، وتتوسع تخومه لتخلق ال"الممكنات التالية مباشرةً"/ adjacent possible. في هذه الأيام القلقة والمرة في حلوق الجميع، أقع على فقرة في هذا الكتاب تصف حاكمًا متخيلًا توهم السيطرة المطلقة على مجموعة بشرية، متجاهلًا حقيقة أن الجماعات البشرية، مثل واحدها من البشر: نظام معقد. لا يمكن إحكام حدوده النشطة، لا يمكن التنبؤ بخواصه الناشئة، لا يمكن إتمام مراقبته بأي قدر من العيون المنتبهة.
أقضي سحابات أيامي الماضية في حزن على الأحلام التي تسفك على مدار الساعة، في استيعاب الانهيار التام للأشياء، في الشعور بأنها نهاية العالم كما نعرفه. نهاية المستقبل كذلك. لا يوجد موضع لنسمة من هواء نظيف. وأجدني فجأة أتشبث بفكرة فا��قة التجريد من مثل: "لكننا في نظام معقد لا يمكن التنبؤ بخواصه الناشئة".
أتلمس الأمل لدى الأصدقاء، ولدى الأكثر خبرة وحنكة، فلا أجد أي شئ لعين ذي قيمة. الجميع خائرو القوى مفرغون من المعنى مثل خرق بالية. أنتهي إلى ما انتهوا إليه، ثم أجد العزاء في هذه الفكرة إلى حد أني أطمأن لأول مرة من فترة طويلة. أي شئ ممكن يحصل، كل شئ ممكن، أتفه الأشياء يفرز أعظم الأشياء، مهما بلغ الإمعان في الحصار، وفي الخراب، وفي الرداءة، لا يثلم ذلك من حدة تعقيد العالم والنفس الإنسانية، ستنشأ المفاجآت المذهلة: أليست المقاومة خاصية ناشئة من أصل حزين وخرب؟ والثورة؟ والأغنية؟ وتخليق النيتروجين كيميائيًا لأغراض التسليح في الحرب العالمية الثانية ليستخدم بدلًا من ذلك في التسميد الزراعي وينقذ الملايين من الجوع؟ ومسيرة الطب من تجريب وملاحظة ومصادفة؟ وحتى الحب الذي يسفر عن أسرة صغيرة؟
إذا كانت شيف البليلة قد سلك مسارًا أدي به للحلول على ناصية الشارع المؤدي الوحدة الصحية مغيرًا بذلك حالتي النفسية دون قصد من أي منا، إذا كانت هذه الصدفة الصغيرة القوية ممكنة لأن العالم نظام معقد دائم الحركة ونشط الحدود، ومن هذا العدد المهول من الأشخاص والطرق والتفاعلات الإنسانية والحيوانية؛ تخيل/ي كم مصادفة تحدث في ساعة واحدة؟ ألا يمكننا الأمل قليلًا في أن بعض الجمال والسكينة قد ينشآ في وضع منذر بحتمية الخراب، وفي أن من يتوهم السيطرة الكاملة على نظام معقد مثل جماعة بشرية -أو مستعمرة للنمل- سيحبط مسعاه حتمًا؟
34 notes · View notes
khaledalansary · 4 months ago
Text
—-مفاهيم مبسطة....
*الغيبة* : إحراق تعب سنين من الحسنات بدقيقة .
*النميمة* : أن تسمع لرجل ، ستكون أنت موضوعه التالي .
*الكبر* : أول جريمة خطت في اللوح المحفوظ .
*الصلاة* : كالماء كل شيئ حي ينبت منها .
*بر الوالدين* : هما قطعة من الجنة تمشي على قدمين .
*الصيام* : ساعات بلا طعام هنا .. تقربك سنوات للجنة هناك .
*الإخلاص*: المادة السرية الضرورية لقبول العمل.
*الصدقة الجارية* : تظل تجري بلا توقف حتى تمسك بيدك و تفتح لك باب الجنة .
*صلة الرحم* : طريقة مختلفة لزيادة الرزق .
*الأخ في الله* : هو نصفك الروحي الأخر .
*الزكاة* : عملية جراحية دقيقة لتطهيرك و زيادة قوتك .
*الزواج*: اكبر مسؤولية في الكون ، كل تفاصيله تثاب أو تعاقب عليها ..
*السنن*: أسلوب في العيش و نظام متقن لأفضل حياة.
*دقيقة* : تستطيع فيها بالذكر والتسبيح أن تزرع 60 شجرة بالجنة . بل أكثر
*المساجد* : بيوت الله على الأرض لإستقبال أحبابه.
*مجالس العلم* : هي أمتار أنزلت من الجنة للأرض لنرتع فيها وننعم بها .
*لا إله إلا الله* ، *محمد رسول الله* : أكسجين حياتك و مفتاح الجنة .
17 notes · View notes
nono-90-m · 2 months ago
Text
يسألنى إبني:
هل الإله واجب الوجود؟
نجد أن كل إجابات غير المؤمنين بإله
سواء من قال الصدفة أو الطبيعة أو التطور
قد إتفقت جميع إجابتهم على
🔺 أنه لابد من وجود
👈نظام خلف ذلك الكون
🔺فالعشوائية لا يمكن أن تحقق أبداً ما نراة من
👈نظام 👉 مهول و مركب
وغاية في التوافق و الإنسجام و الدقة بين قوانينة
🔺 كما أنة لابد أيضاً و بالتأكيد من وجود 👈نظام
خلف تلك المخلوقات الراقية
ذات الفكر و الوعي المتطور
و هنا نقف يا بني و نطرح عدة أسئلة
لهؤلاء الذين لا يؤمنون بوجود إله للكون ..
و تلك الأسئلة هي :
1- ماذا يعني لهم وجود هذا 👈 النظام 👉…؟!
الذي و لا شك يتفق علي وجودة المؤمن و الكافر .
2- و ماهي الجهة المسؤولة عن هذا النظام..؟!!
خاصة و هي بمسئوليتها تلك تكون
هي المتحكمة في الكون ..
و بذلك تصبح بالتأكيد ..
جهة لها قرارتها و أهدافها !!!
3- و ماذا تعني لهم هذة الجهة …؟!!!!
قد تختلف المسميات التي سيقولها هؤلاء ..
ولكن الذي لا شك فية هو :
⛔️ وجود هذة الجهة المحددة
و التي تعطي إنطباعاً بتفرد و ذاتية الحكم
- فكيف يبلور هؤلاء هذة الجهة .
- و خاصة أنة من المستحيل علي العقل البشري
أن يتوصل لأبعادها ..؟!!!!
⛔️ فمنطقياً
من يضع ذلك النظام الحاكم
و يهيمن علي قوانين و أبعادة
يستحيل أن يكون من ضمن ذلك النظام.
⛔️ بل لابد و أن يكون ذو فوقية علي هذة القوانين
و متعالي علي تلك الأبعاد ..
🔺 إذاً فماذا تعني لهم تلك الجهة المسئولة عن
1- وجود هذا 👈 النظام و الضبط الدقيق جداً
الموجود في الكون
2 - و المسئولة عن وضع القوانين و تشغيلها و ثباته
3- و كذلك قدرة تلك الجهة علي
الإحاطة الكاملة لكل شيء من مادة و طاقة
في كل مكان و علي مدار الأزمنة لتبقي حالات الكون
في تطور إنسيابي و متواصل و مطرد
بهذا الضبط الكونى الدقيق
و التصميم المعقد جدا
و متناهي الدقة لكل شيء في هذا الكون..
من الذرة و مكوناتها الدقيقة و المتعددة
مرورا بالشيفرة الوراثية (DNA)
لأبسط الكائنات العضوية
و صولا لمجرات تدور حول
ثقوب سوداء هائلة القوة و الحجم.
و كل تلك الثوابت الفيزيائية
و المعدّة لحياة ذكية...؟!!!
- ماذا تعني لهم تلك الجهة المسئولة عن كل ذلك..؟!
قد تختلف المسميات
و لن يكون هناك إسم يقيني
لدي هؤلاء الغير مؤمنين بوجود إله ..
👈فالإلحاد و بشكل متعمد
تكبراً و جحوداً وغروراً
يحاول التستر خلف العلم
ليخفي فشلة في الإجابة عن هذا السؤال المحوري .
و إن كان العلم الحقيقي منهم برئ .
قال تعالى :
{ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }
🔴 فتلك الجهة بالنسبة للإنسان تمثل غيب مطلق
و العقل البشري يشعر بالعجز أمامها .
و أقصي ما يستطيع إستيعابة ذلك العقل هو حقيقة أن
- الكون لة أبعاد تُدار من خلال
مجموعة قوانين ثابتة و جبارة و مذهلة و محكمة
- تسيطر علية جهة مبدعة و خلاقة و عظيمة
تلك الجهة ليس لها تعريف لفظي يعبر عنها سوي لفظة
🔸 الإله 🔸
فلفظة الإله تعني
- ذات فوق طبيعية
- غير مادية
- حاكم و ذو قوة قاهرة
- خالق و مسيطر علي كل شيء
⛔️ و بالتالي فالإله واجب الوجود
فذلك النظام و التوافق المعجز لابد لة من إله
يتعدى أبعاد المادة
و يتعدي الأبعاد الساحقة للمكان و ��لزمان
حتي يتمكن من السيطرة و الهيمنة
علي هذا الكون و فرض ذلك النظام علية .
---------------------------
تابع سلسلة المقالات الدعوية
يسألنى إبنى
#amal_farouk
منقول
8 notes · View notes
yooo-gehn · 1 year ago
Text
دايمًا بفكر في شكل الحوارات اللي كانت بتدور بين العبيد، أيام ما كانت العبودية نظام راسخ بالظبط زي أي نظام راسخ وفاسد بيحكم حياتنا دلوقتي، الموضوع تطلب آلاف السنين عشان ينتهي تمامًا، لكن كام واحد فيهم، سواء سادة أو عبيد كانوا حاسين إن العبودية "طبيعة بشرية" و"سنة الكون" اللي عمرها ما هاتتغير؟ كام واحد فيهم كان بيقول "إيه البديل؟"، كام واحد فيهم قال "هو نظام فيه عيوب كتير بس هو أحسن نظام وصلناله"؟ السيد لازم يقتنع بكده عشان مايحسش بذنب، والعبد لازم يقتنع بكده عشان مايموتش من القهر، وهما الاتنين ماتوا وشبعوا موت خلاص، من غير ما يعرفوا بالدليل القاطع إن هما الاتنين كانوا غلطانين تمامًا، وإن الكلام اللي بنقوله لنفسنا عشان نموّت ضمايرنا أو نصبّر نفسنا على الظلم، مختلف عن الطريقة الفعلية لتغيير أي نظام راسخ اخترعه البشر. لأن الموضوع كله ببساطة إن عدد كافي من الناس يقرر إن ده نظام فاسد ويسعوا لتغييره، مع كل الصعوبات والتعقيدات اللي بيمروا بيها عشان ده يحصل، لكن حجر الأساس هو إن الناس ترفض الوضع الظالم وتفكر خارج الحدود اللي أرساها هذا الوضع.
45 notes · View notes
princess-lolita · 1 year ago
Text
ايه اخبارنفسيتوا عشان اقله واكلم حضرته
حد يقلي نظام موده اصل انا بتلخبط في وجوده
ياويلي منه يابروده الكون ماشي على هواه.
Tumblr media
39 notes · View notes
naanomar · 8 months ago
Text
لما ضرب الله مثلا في البعوضة تعجب الكافرون وقالوا كيف يليق بخالق الكون أن يضرب مثلاً بحشرة صغيرة قال تعالى
" وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا "
وبعد مرور 1400 سنة تظهر المفاجأة الكبرى والآية العظيمة..
البعوضة أنثى لها مائة عين في رأسها ...
لها 48 سن في فمها ...
لها ثلاثة قلوب كاملة في جوفها ...
لها ستــة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة منها وظيفتها...
لها ثلاثة أجنحة في كل طرف من أطرافها ...
مزودة بجهاز حرارة يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء ويعكس لها لون الجلد البشري فى الظلمة الى لون بنفسجى مثل أنظمة الرؤيا الليلية التي يستعملها الجنود ...
مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها علـــى غرز إبرها في جسم الإنسان دون أن يشعر أو يحس بقرصة حتى تمص الدم ...
مزودة بجهاز تحليل للدم فهي لا تستسيغ أية دماء ...
مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جداً أثناء عملية المص ...
مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة (60)م .
وأغرب من كل هذا فإن العلم الحديث اكتشف أن هناك حشرة صغيرة جداً تعيش فوق ظهر البعوضة لا تُرى إلا بالمجهر ..
قال الله تعالى : ( إن الله لا يستحيِّ أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها )
" سبحــــان ذى الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة "
اذا أتممت القراءة صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 💖
7 notes · View notes
quran--kareem · 11 months ago
Text
‏لا يَغرنك تَقَلُبُ الذين كفروا في البلاد
*
لو سَألتني :
_ متى هلكَ فرعون ؟
سأقول لك: حين وُلد موسى!!
_ ومتى هلك النمرود؟!
_ حين وُلد إبراهيم!!
_ ومتى فُتحت القدس؟!
حين وُلد صلاحُ الدين!!
ومتى حدثت مذبحة القلعة؟!
_ حين وُلد محمد علي!!
*
بُني الكون على نظام.. وذلك جَمالُه
وأُجرِيَ على قوانين وسُنن.. وذلك جلالُه
ولأن ربي لطيفٌ لما يشاء.. فإنه يُسبب الأسباب ثم يجريها لإمضاء إرادته الجميلة الجليلة.
لقد أراد إهلاكَ فرعون.. فخلق موسى!!
وبين ولادة موسى وإهلاك فرعون سنواتٌ من العذاب والألم والتمحيص لموسى ومن معه، وسنواتٌ من الطغيان والظلم والتجبر من فرعون ومن معه!!
قد تتجلى أسبابُ سُننِ الله في عينيَ هُدهدٍ يُخبر عن امرأةٍ تملكهم، أو أسنان دابةٍ تأكل منسأة، أو لحم بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، أو بطن حوتٍ تؤوي نبياً ينادي في الظلمات، أو ولادة مولود يُذل اللهُ به من استذل قومَه!!
مُلكُه، وخَلقُهُ، وقوانينه، وسُنَنُه، ونظامُه..
كُلٌ شئ عنده بمقدار.. ولا راد لمشيئته !!
وهو- جل وعلا- لا يَعْجَل بِعَجَلَةِ أحدنا!!
قد يلوحُ لكَ النصرُ حتى لا يكون بينك وبينه إلا أن تمد يدك فتقطفه، ثم يصرفه الله عنكَ بكَ ليبتليك:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ".
وقد تتخبط في أمواج اليأس حتى لا تجدَ قشةً تتعلق بها.. ثم يُخرج لك اللهُ من معينِ الغرقِ قاربَ نجاة.." فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ".
أسبابٌ لِسُنن.. وسُننٌ تُهيَّؤ لها الأسباب.. لا عَبث هنا.. "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين، لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين".
*
ليس مطلوباً منك إلا الفعل.. إن فَعَلْتَ فقد انتصرت!!
لم ينهزم أصحابُ الأخدود رغم فنائهم، ولم ينتصر صاحبُ الأخدود رغم بقائه!!
أنت لا تعرف أين يكمن النصر، ولا أين تكمن الهزيمة.. "ربما أعطاكَ فمنعك، وربما منعكَ فأعطاك، ومتى فُتح لك بابُ الفهمِ في المنعِ عادَ المنعُ عينَ العطاء"، " لا يغرنك تقلبُ الذين كفروا في البلاد"، ولا يهولنك بطش الظالمين؛ فما هي إلا طرفة عين حتى ترى الظالمَ يُردي ذاتَه بذاتِه!!
يسعى الظالمُ بعقله إلى حتفه.. "والله لا نرجعَ حتى نردَ بدرًا فنقيم بها ثلاثًا؛ ننحر الجزور، ونُطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً".
هكذا تَمَطَّع أبو جهل!!
أراد (يومَ زينة) فأعطاه اللهُ إياه؛ فانتهى جيفة عفنة في بئر بدر بعد أن نهشته سيوف معاذ ومعوذ ورويعي الغنم رضوان الله عليهم أجمعين!!
أفضلُ ما في النفسِ يغتالُها
فنستعيذُ اللهَ من جُندِه
ورُبَّ ظمآنٍ إلى موردٍ
والموتُ لو يعلمُ في وِرْدِه
لا تعرف القنبلةُ أن مقتلَها في انفجارها!!
ولا تعرف الرصاصةُ أن فناءَها في انطلاقها!!
هي قاتلة مقتولة.. وليست اليد التي تنزع الفتيل أو تضغط الزناد سوى سببٍ من أسباب السنن الكونية لتنفيذ إرادة الله!!
*
لن تنهزم إلا إذا أردتَ، ولن تنتصر إلا إذا أردتَ.. وَدَعْكَ مِن المقاييس البشرية للنصر والهزيمة!!
ليس مطلوباً منك أن ترى النصر.. مطلوبٌ منك أن تحاول صنَاعَتَه؛ فإن رأيته فشفاءٌ للصدور، وإن عُوجِلت دونه فقد أعذرتَ أمام ربك!!
لا تؤجل معركتك ولو لم يكن في يديك سوى يديك.. إن خَلَت يداك مما تظنه قوة لم يخل عقلك من القوة.. والقوة أنواع؛ فبأيها عاركتَ فأنت في معركة!!
قَدَرُكَ ما لم تَبلُغْه؛ فإذا بلغتَه فاعتقد غيره.. واعلم أن وهم النجاح كوهم الفشل؛ كِلاهما فشل!!
مَا تزالُ الأرضُ عامرةً
بالرفاقِ الثُقَّبِ الكُرما
ولماذا لا أشاهِدُهُم ؟!
أعظمُ الأخطارِ ما انكتَمَا
***
كتاب: الفرائد (ص ٢٣ )
7 notes · View notes
t-ablog · 1 year ago
Text
‏كيف ننتصر؟ ما التمكين؟ ما القوّة؟ ما النهوض؟
ما هي مفاتيح النصر والتمكين والنهوض؟
==
أما قبل:
عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال:
اجتمع في الحِجْر مصعب، وعبد الله، وعروة بنو الزبير، وابن عمر، فقالوا: تمنوا.
فقال عبد الله: أما أنا، فأتمنى الخلافة.
وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم.
وقال مصعب: أما أنا، فأتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين.
وأما ابن عمر، فقال: أتمنى المغفرة.
فنالوا ما تمنَّوْا، ولعل ابن عمر قد غفر له.
أبدأ بهذه القصة التي أوردها الذهبي في سير أعلام النبلاء، لئلا نستهين بأحلام المجالس، فكل الإنجازات كانت فكرة، يتداولها بعضهم ربما بين أربعة جدران، فتغدو مطلبا يصنع التغيير في مجرى الأحداث.
وحلمنا هنا يتعلق بالأحداث الجارية، أحداث طوفان الأقصى، والحرب العالمية على غزة، وأقول الحرب العالمية، لأن غزة لا تواجه الصهاينة وحدهم، ولكنها تواجه الغرب الأمريكي والأوربي الذي كشفت غزة عن وجهه القبيح وازدواجية معاييره، وزيف شعاراته التي طالما ترنّم بها، فهاهي حقيقة تمثال الحرية ونداءات ( الله محبة، على ال��رض السلام) والحلم الأمريكي المثالي تتكشّف حقيقته أمام العالم كله.
أما بعد:
لن أُسلط الضوء على الأوضاع الكارثية في غزة ولن أُشير إلى صمود أهلها، فجميعكم يتابع الأحداث بإحاطة وينشر بتفاعل بالغ، ولا أشك في أنكم تعرفون جميعًا كيف تنصرون إخوتنا في غزة.
لكنني أتحدث عن نصرة غزة وفلسطين من طريق آخر، طريقٍ طويل، لا يتعلق بمعركة طوفان الأقصى فحسب، ولا يتعلق بفلسطين وحدها إنما يتعلق بمعركة الأمة كلها، أكتبُ لأبيّن حاجتنا إلى أدوات نصرٍ شاملة، لا تنصر غزة وحدها، ولا سوريا وحدها، ولا العراق وحده ولا اليمن وحدها ولا تونس ولا السودان وحدهما ولا المُعتقلين في سجون الظلمة والمجرمين وحدهم، وإنما تنصر كل قضايا الأمة وكُل مُسلم على الكوكب.
نحن هنا من أجل صناعة أنفسنا، قبل صناعة النصر، ومن أجل ذلك كانت هذه المفاتيح الثلاثة للنصر والتمكين، عسى الله أن يكتب لنا ولكم المثوبة والسداد، ويكون كل فرد منكم مُساهمًا في إحداث تغيير بأحوال هذه الأمة.
أولا: العقيدة أساس النصر والتمكين:
إذا أردت أن تعرف قيمة العقيدة، فارجع إلى أحوال العرب، ماذا كانت أحوال العرب أهل الأوثان قبل أن يستنيروا بنور العقيدة الصافية؟ كانوا همَلًا متناحرين، متفرقين بين التب��ية للروم والتبعية للفرس، لا حضارة لهم، ولا نظام يجمعهم.
جاء الإسلام ليقيم ظهور البشر التي طالما انحنت ركوعا لغير خالقها، وأرهقتْها رِبْقة تأْلِيه الملوك والطواغيت، جاءت ليستقيم أمر الإنسان مع فطرته الشاهدة على وحدانية الله، وتُوحِّد وِجْهَته إلى إلهٍ واحد لا يُعبد بحقٍ سواه، وهي على ذلك الطريق تُحرّك الوجدان للوصول الإنسيابي إلى إفراده تعالى بالعبودية {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 29]، أو هي كصيحة يوسف في غيابت السجن {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [يوسف: 39].
جاء الإسلام ليضع تصورات واضحة عن الكون والحياة وعلاقة الخالق بالمخلوق وعالم الغيب، فيعلم الإنسان في ظل هذه العقيدة المنشأ والمصير، وبينهما الوجهة والمسار، فكانت مصدر سعادته كما قال الشاعر:
إنَّ السعادةَ أن تعيشَ لفكرةِ الحقِّ التليد
لعقيدةٍ كبرى، تحلُّ قضيةَ الكونِ العتيد
وتجيبُ عمَّا يسألُ الحيرانُ في وعيٍ رشيد
فتشيعُ في النفسِ اليقينِ وتطردُ الشكَ العنيد
��تردُّ للنهجِ المسددِ كلَّ ذي عقلٍ شريد
هذي العقيدة للسعيدِ هي الأساسُ هي العمود
-عمر بن الخطاب بالعقيدة تحول من راعٍ للغنم على تمرات، يأكل صنمه من العجوة حين جوعه، إلى خليفة للمسلمين ترتعد له فرائص الفرس والروم.
-بلال بن رباح، ذلك العبد الحبشي الذي يضنيه العمل بالنهار والسوط بالليل، لا ذِكر له بين الأنام، كان هملًا بين الناس، فتحول بعقيدة "أحدٌ أحدٌ" التي كان يرددها من سويداء فؤاده على الرمضاء وقت القيظ وتحت وطأة التعذيب، إلى سيد في قومه، تحول إلى بلال مؤذن الرسول، الذي يعرفه كل طفل صغير، فما أن يذكر الأذان في العهد النبوي حتى يتبادر إلى الأذهان اسم بلال.
-تلك العقيدة التي اعتمد عليها قائد المسلمين خالد بن الوليد وهو يهدد أعداءه: "جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة"، لماذا؟ لأن عقيدتهم تكليف ومثوبة ثم موت وبعث ونشور، ثم إلى جنة أعدت للمتقين، إيمانهم بالغيب هو من جعلهم يحبون لقاء الله والموت في سبيله، أكثر من حب أعدائهم للحياة وحرصهم عليها.
قد حسم القرآن قضية التمكين، إذ بيّن أن توحيد الله وعبادته سبحانه وحده - وهو لبُّ العقيدة- هو سبيل التمكين في الأرض، فقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55].
إذا أردت أن تعرف أثر العقيدة فانظر إلى الأحداث الجارية، فالصهاينة أصحاب العقيدة الخرِبة الفاسدة، يفرون ويصرخون في القتال، لماذا؟ لأنهم أحرص الناس على حياة، أي حياة ولو كانت مهينة، لماذا؟
لأنهم لا يحملون عقيدة تكون بوصلة لقلوبهم وجوارحهم، في مقابل أصحاب عقيدة صافية، يقاتل من مسافة صفر، غير عابئ بترسانة الأسلحة التي هي الأقوى في الشرق الأوسط، لا يبالي بالطائرات التي تلقي صواريخها، لأنه يعلم معنى الله أعلى وأكبر.
وكم عانت الأمة وقت الأزمات بسبب فساد العقيدة، ففي الوقت الذي كانت جيوش الأعداء تعيث في الأرض فسادًا، كان البعض يترك الجهاد بحجة أن مدافعتهم اعتراض على قدر الله، فبمثل هذا الفساد العقدي أُتِيَتْ الأمة.
ربما يتبادر إلى الذهن لدى الحديث عن قوادح العقيدة أنها الصورة النمطية القديمة كالسجود للأصنام، أو دعاء غير الله والاستغاثة بالأموات والذبح لهم، كلا، هناك صور عصرية كثيرة تقدح في العقيدة:
-اعتقاد عدم صلاحية الإسلام لهذا الزمان قدح في العقيدة..
-القول بالاقتصار على القرآن دون السنة قدح في العقيدة..
-اتخاذ تشريعات وأعراف وتقاليد مخالفة لما أنزله الله قدح في العقيدة..
-مودة أهل الباطل وإعانتهم على أهل الحق قدح في العقيدة..
-اتهام المنهج الإسلامي بالتحيّز ضد المرأة وانتقاص حقوقها ومكانتها قدح في العقيدة.. فندعو النسويات المُتطرّفات إلى مراجعة عقيدتهنّ أيضا.
==
ثانيًا: وضوح الراية
تحت أي راية نتّجه إلى رفعة الأمة وتحرير المقدسات؟
تحت راية العروبة والقومية، التي رفعناها حينًا من الدهر؟ لقد أصبحت فكرة خاوية على عروشها، آلت بأصحابها إلى التناحر والتباغض والتَّحارب، وذهب كل منهم باتجاه التحالف مع أعداء الأمس.
تحت راية القُطرية والوطنية وحدود الجغرافيا؟ هذا بالضبط عين ما أراده سايكس وبيكو، قسموا الأمة إلى أقطار وبلدان تفصل بينها الحدود، وتشتت كلمتنا، وصار كل حزب بما لديهم فرحون، وفرقّنَا عدونا فتسيّد علينا، ولم تتفق كلمتنا على شيء من مصالح الأمة.
هل نرفع راية الإنسانية والتعايش الإنساني الذي يعني الذوبان وتمييع الدين؟ وها نحن نكتوي بنيران نسبية القيم الغربية التي لا تعرف قيم الإنسانية والعدل والرحمة إلا في إطار مصالحها.
فلا بديل لنا عن أسلمة الراية، إعلاننا هويتنا الإسلامية في شجاعة هو نقطة البداية، ليحيا من حيّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، نجهر بذلك غير متوجسين من صياح الآخرين، فهم يعرفون كما نعرف تماما أن الإسلام في صورته الصحيحة التي جاء بها لا يحمل سوى السماحة والرحمة والعدل للناس جميعا مؤمنهم وكافرهم.
يحكي العلامة عطية سالم أنه خلال رحلة داخلية في نيجيريا مع الزعيم النيجيري الراحل أحمد بلو، سمع بأنه في أثناء حرب فلسطين جهزت سفينة حربية لإنقاذ القدس، فسمع المسؤولون التنادي بالقومية العربية وأن على العرب حماية القدس، وعليهم مسؤوليتها، فقال المسؤولون هناك: إذا كانت القضية الفلسطينية قضية عربية وليست إسلامية فلسنا بعرب، وأمروا السفينة بالعودة.
كم كانت الجناية على القدس كبيرة، جراء حصر قضيتها في دائرة ضيقة سواء كانت وطنية أو عربية، وعدم الاستفادة من الدائرة الإسلامية التي تعد هي الأكثر اتساعا واستيعابا للطاقات التي تستفيد منها القضية الفلسطينية.
وتعالوا نتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يختبئ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ من شجر الْيَهُود ).
ركزوا هنا على خطاب الشجر والحجر، ماذا يقول؟ على من ينادي؟ هل يقول: يا عربي؟ يا كردي؟ يا سوري؟ يا خليجي؟ يا مصري؟ يا مغربي؟......
إنه يقول: "يا مسلم، يا عبد الله"، إنه وضوح الراية والانتماء، يشير النداء "يا مسلم" إلى أسلمة الراية اللازمة للنصر والتمكين، ويشير "يا عبد الله"، إلى صلاح هذه الأمة والتزامها إطار أدب العبودية لله تبارك وتعالى، وهذان الوصفان هما ما يلزم لجيل النصر والتمكين والتحرير.
بيد أن أَسْلَمَة الراية لا يعني إسقاط غير المسلمين من الحسابات، فالحضارة الإسلامية عاش في ظلها المسلم والمسيحي بل واليهودي، وكانت هذه الملل جزءا من الحضارة الإسلامية.
أَسْلمة الراية لدى كل مؤمن عقيدة، ولدى غير المؤمن حتمية مصلحية، فما شهد العالم حضارة كحضارتنا الإسلامية، التي نزعت عنها عصبيات الجاهلية، وصهرت في بوتقتها الناس على اختلاف الأجناس والعرقيات واللغات، فهي تجربة تاريخية ناجحة تعود متى اكتملت أركانها.
==
ثالثا: خرِّبوا صوامعكم
استلهمت هذا العنوان من صيحات جدّي الشيخ عبد القادر الجيلاني طيب الله ذكره ومقامه، حين نادى في أهل العراق، بقوله:
يا من اعتزل بزهده مع جهله: تقدم واسمع ما أقول:
يا زهاد الأرض تقدموا.
خربوا صوامعكم واقربوا مني، قد قعدتم في خلواتكم من غير أصل.
ما وقعتم بشيء. تقدموا"..
يُعقّب صاحب كتاب المنطلق (محمد أحمد الراشد) على صيحة الجيلاني بقوله: "خرب صومعتك أيها الهارب الذي ترزح تحت نير الأفكار الأرضية، وآراء طواغيت القرن العشرين، خذ مكانك في صفوف دعوة الإسلام".
قلت: إنها دعوة إلى العمل وطرح الأمنيات المجردة، التحرك وعدم انتظار تحقيق نبوءات النصر، نحن نؤمن بكل ما جاء منها في آية أو حديث صحيح، لكن للنصر سنن، النصر لا يُنتظر إلا من باب الرجاء واليقين، لكنه يُزحف إليه، ويُركض إليه.
لا ينبغي أن يكون بضاعة أحدنا في نصرة الإسلام أمنية أو دمعة تسيل على الخدين، إنما هو العمل الجاد الدؤوب من أجل نصرة الأمة وقضاياها.
الصهاينة يعلمون جيدًا أن نهايتهم وشيكة، وتلاحقهم ما يعرف بلعنة العقد الثامن وهو مصطلح يشير إلى زوال دولة الاحتلال في عقدها الثامن الذي لم يتبق على تمامه سوى خمس سنوات، على أساس أن الممالك اليهودية القديمة زالت أو بدأت في التفكك في عقدها الثامن.
رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، عبّر في مقال له على صحيفة يديعوت أحرونوت العام الماضي، عن مخاوفه من زوال دولة إسرائيل في غضون ست سنوات.
وعام 2017م، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاستعداد لمواجهة أخطار وجودية مقبلة، معربًا عن مخاوفه من عدم وصول دولته إلى المئوية، وأطلق وعودا بأنه سيعمل جاهدا ليتجاوز بدولته هذه العقدة.
الحديث عن نهاية دولة الاحتلال في عقدها الثامن، مشاعٌ في الأوساط السياسية والدينية، والشعبية خاصة في اليهود الشرقيين، وعلى الرغم من ذلك، يعملون لدولتهم كأنها ستعيش خالدة أبد الدهر، فهل يسوغ لأمة وعدها الله النصر والتمكين أن تقعد في انتظار تنزّل النصر أو ظهور المهدي المنتظر؟
تأكّدوا لن تهبط عليكم الحلول بالمناطيد؟
ماذا نفعل؟!
👇👇👇👇
ابحث لك عن دور، حتما ستجد فقط إذا قررت ذلك، هدهد سليمان تحرك بإيجابية من أجل الدين وتوحيد الله، لم ينتظر تكليفا، وجاء من سبأ بنبأ يقين، قصه على سليمان عليه السلام {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 23، 24].
فدله على جريمة الشرك التي ترتكب في هذه البلاد، فكانت سببا لتحرك نبي الله سليمان من أجل جناب التوحيد.
ونملة سليمان، كانت نملة واحدة ضعيفة، لم تكترث لضآلة حجمها حينما حذرت أمتها من جيش سليمان {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 17، 18].
واعلم أن فردا قد يحيي أمة، وأن الجهد الفردي يراكم بعضه فوق بعض، حتى يصير إنجازا كبيرًا.
" أينقص الدين وأنا حي" كلمات قالها سيدنا أبو بكر في أحلك ظروف المسلمين، ذلك الوقت الذي قال عنه عروة بن الزبير رضي الله عنه: كَالْغَنَمِ الْمَطِيرَةِ فِي اللَّيْلَةِ الشَّاتِيَةِ، لِفَقْدِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِلَّتِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ.
قالها الصديق وقت امتناع بعض القبائل عن الزكاة بعد وفاة رسول الله، ولكن الصديق لم يتحمل عقله كيف ينقص الدين وهو حي،
قالها وهو موقن أن كل فرد منا مسؤول عن نصرة الدين، وأن الشخص الفعال المنشغل بنصرة دينه يمكنه أن يغير المعادلة.
وقف رضي الله عنه وقال “إنه قد انقطع الوحي وتم الدين، أينقص وأنا حي؟!��، وأصر على قتال المرتدين ولم يقل أن الظروف صعبة والصحابة في حالة حزن والجيوش غير مؤهلة، لكنه كان يرى أن كمال الدين والمحافظة على شريعة الرحمن كما أنزلت على الرسول هي الأساس، فكانت حروب الردة التي حفظ بها الدين وكسر شوكة القبائل الباغية. ولكن هذه الكلمات لم تكن وقود الانطلاق في حروب الردة فقط، فهي أسلوب حياة الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فكانت من قبلُ شعارًا للإمام أحمد بن حنبل يوم محنة خلق القرآن، وقد وقف وحيدا كما وقف أبو بكر، حتى قال الحافظ علي بن المديني: إِن الله عز وجل أعزَّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث؛ أَبو بكر الصديق يوم الردة، وأَحمد بن حنبل يوم المحنة. والسؤال الآن: أينقص الدين وأنت حي؟!
===
تلك هي مفاتيح النصر والتمكين، ها هي جعبتي قد نفد منها الكلام، سوف تموت هذه الكلمات إلا إذا وجدت صدى لها يتحول إلى طاقة عمل.
ربما لم تقدم كلماتي جديدا على أسماعكم، إلا أنه جهد المقل، وتذكرة أُمرَ بها المؤمنون، وقد ينعم الله عليّ بأن يكون لهذه الكلمات اتصال بالحق والخير، ولها من قوانين الله في خلقه سند، ومن إلهامه لعباده مدد كما يقول الأديب عبد الوهاب عزام في "الشوارد"، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
====
إحسان الفقيه
‎#طوفان_الأقصى طوفان العودة إلى الجذور
Tumblr media
T
13 notes · View notes
dhaihaam · 6 months ago
Text
Tumblr media
‏سبحان الله ... ✋
♦️لما ضرب الله مثلا في البعوضة
تعجب الكافرون
وقالوا :
كيف يليق بخالق الكون أن يضرب مثلاً بحشرة صغيرة
♦️قال تعالى
" وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا  "
♦️وبعد مرور 1400 سنة تظهر المفاجئة الكبرى والآية العظيمة..
🔹البعوضة أنثى لها مائة عين في رأسها
🔹لها 48 سن في فمها
🔹لها ثلاثة قلوب كاملة في جوفها
🔹لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة
      منها وظيفتها
🔹لها ثلاثة أجنحة في كل طرف من أطرافها
🔹مزودة بجهاز حرارة يعمل مثل نظام الأشعة  تحت الحمراء
ويعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة
الى لون بنفسجي
مثل أنظمة الرؤيا الليلية التي يستعملها الجنود
🔹مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها علي غرز إبرها في جسم الإنسان
دون أن يشعر أو يحس بقرصة حتى تمص الدم
🔹مزودة بجهاز تحليل للدم فهي لا تستسيغ أية دماء
🔹مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جداً أثناء عملية المص
🔹مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة (60)م
♦️وأغرب من كل هذا
فإن العلم الحديث اكتشف أن هناك حشرة صغيرة جداً
تعيش فوق ظهر البعوضة لا تُرى إلا بالمجهر
♦️قال الله تعالى :
(( إن الله لا يستحيِّ أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ))
فسبحان ذى الملكوت
��الجبروت والكبرياء والعظمة .. 🍀🌸
.
.
‎#تدبر_آية
4 notes · View notes
amuslimahblog · 6 months ago
Text
كان المطبخ في حالة فوضى ، لكن هذا ليس أمرا عظيما بالقياس إلى نظام الكون .
آلان دوبوتون .
2 notes · View notes
tadkiraimania · 2 years ago
Text
Tumblr media
في هذا المقال نحاول استكشاف طبيعة أخطر الفتن التي تعاني منها الأمة الإسلامية في القرن الحالي، فقد أصبحنا نعيش على إيقاع صراع مرير بين الغيب و الطبيعة، بين الإيمان و المادة، بين الجسد و الروح، بين الحق و الباطل، بين نداء الفطرة و عبادة الشيطان، و نفوسنا ثملة بدجل الحضارة الغربية التي غزت عقولنا و سكنت قلوبنا، ففقدنا بفعل ذلك بوصلة طريق الحق، تائهين في غيبوبة الحياة كالذي يتخبطه الشيطان من المس!
Tumblr media
الحضارة الغربية هي حقا حضارة بنيت على التقدم التكنولوجي و العلمي، و لكنها حضارة يَنْقُصُها جانب مُهِمٌّ: و هو الجانب الرباني أو الرُّوحي في حياة الإنسان.
إنها عُنِيَت بالجانب المادي، و أغفلت جانب الروح، و بهذا عَمَّرت الأرض، و خَرَّبت الإنسان، هَيَّأَتْ له وسائل الرفاهية و المُتْعَة، و لم تُهَيِّئ له أسباب السكينة و الطمأنينة؛ لأن مصدر هذه هو الإيمان. و لهذا كانت حضارة مبتورة ناقصة، بحُكْم نَشْأَتِها و ظروفها التاريخية.
و مِنْ هنا كانت هذه الحضارة جديرة أن تُوصَف بأنها قامت على الدجل و مسخ الحياة، فهي ليست حضارة المسيح ابن مريم، و إنما هي حضارة المسيح الدجَّال. فهو أعورُ، و هي حضارة عوراء.
و ذلك على معنى أنها تَنْظُر إلى الحياة و الإنسان و الكون من ناحية واحدة، و هي الناحية المادية، و تَنْسَى أن للكون إلهًا، و أن للإنسان رُوحًا و أن للحياة غاية هي الإعداد لحياة أخرى هي خير و أبقى، و ليس معنى مثل هذا الكلام أن هذا هو التفسير المُراد من”المسيح الدجال” الذي ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة و حَذَّر منه النبي صلى الله عليه و سلم. 
فمِن المعلوم الذي لا يَخْفَى على دارس للحديث أن “الدجَّال” الذي وردت به النصوص، إنما هو شخص من البشر، يَخْرُج مُدَّعِيًا الألوهية و يَمْلِك من أساليب التأثير ما يُمَكِّنه من إضلال بعض الناس، و فِتْنَتِهم عن دينهم، و لكن المؤمنين قد عرفوه قبل أن يُوجَد، فلا تَزِيدُهم خَوارِقُه و ألاعيبه إلا إيمانًا مع إيمانهم، و يقينًا بحقهم، و لو نالوا في سبيل ذلك الشهادة. 
يقول ليوبولد فايس النمسوي، الذي أسلم بعد طول معاناة، في كتابه «الإسلام في مفترق الطرق»: «إن المدنية الغربية لا تجحد الله البتة، و لكنها لا ترى مجالاً و لا فائدة لله في نظام فكرها الحالي». و يرى «ان الأوروبي الحديث سواء عليه أكان ديموقراطياً أم فاشياً، رأسمالياً أم بلشيفياً، صانعاً أم مفكراً يعرف ديناً إيجابياً واحداً، هو التعبد المادي و الشهوات».
Tumblr media
سورة الكهف و شخصية الدجال
إن سورة الكهف هي السورة الفريدة التي حوت أكبر مادة و أغزرها فيما يتصل بفتن العهد الأخير التي يتزعمها الدجال، كما تحمل التوجيهات و الإرشادات، و الأمثال و الحكايات ما يبين شخصية الدجال و يشخصه في كل زمان و مكان، و ما يوضح أيضا الأساس الذي تقوم عليه فتنته و دعوته، و تهيء العقول و النفوس لمحاربة هذه الفتنة و مواجهتها و مقاومتها، كما تحمل روحا تعارض التدجيل و زعماءه، و منهج تفكيرهم، و خطة حياتهم في و ضوح و قوة.
فالقصص الاربعة في سورة الكهف (أصحاب الكهف «فتنة الدين»، و صاحب الجنتين «فتنة المال»، و موسى و الخضر «فتنة العلم»، و ذو القرنين «فتنة السلطان») [ لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع الى مقال: الابتلاء و اللجوء في سورة الكهف ] رغم تنوع أساليبها و موضوعاتها، ترتبط برابط وثيق حول محور أساسي ينصب في منهجين مختلفين في النظر و الفكر: الأول المنهج المادي و الثاني المنهج الإيماني.
1- المنهج المادي
و هو المنهج التي اقتصر نظره على العالم المادي المحسوس، و خضع لكل الأسباب و مسبباتها، و رأى أن المسببات و النتائج تابعة دائمة لأسبابها، مرافقة لها و لازمة.
و قد جر هذا المنهج الإنسان إلى إنكار عالم الغيب و القوة الإلهية الفاعلة في السنن المسؤولة عن وجود التلازم بين الأسباب و مسبباتها، و عن إمكانية تغير قانون السنن الكونية وفقا للإرادة المطلقة و الحكمة الإلهية البالغة.
كان من نتائج هذا المنهج المادي المحض للكون و ما فيه، أن أصبح الإنسان عبدا للأسباب كافرا بالقوة الإل فيهية المطلقة، مسخرا وجوده و مواهبه في تذليل الطبيعة، حتى بات المنهج المادي إلها للأرض يُعْبَدُ من دون إله السماء و الأرض، و بعد أن قام أصحاب هذا المنهج بتسخير أسباب المادة لإرادتهم و ما تمليه حاجانهم، اعتقدوا بألوهيتهم أو أعلنوا ربوبيتهم، و تجلى ذلك في استعباد الناس، فعاثوا فسادا في دمائهم و أموالهم و أعراضهم، و استباحوها تلبية لمصالحهم و شهؤاتهم، فبنوا بذلك الطغيان و الظلم حضارة عمياء ظاهرها الجمال و السعادة و باطنها القبح و الشقاء.
إن الحضارة الغربية هي حضارة الغلو و التطرف إنطلاقا من قوله تعالى: { وَ لَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَ كَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا } [الكهف:28]، شعارها الإسراف في الإنتاج و اللهو و التسلية و الملذات و الشهوات، و إسراف في النظريات السياسية و الاقتصادية، و الغلو في الحريات، و الدكتاتورية و الليبرالية و الشيوعية أو تقديس النظم البشرية، و كل من يرفض كل هذا يعتبر عدوا للمدنية و ينعت بالوحشية و الرجعية.
لقد اتسمت الحضارة الغربية بالجمع بين القوى و تسخير الأسباب، و الاستيلاء على الكون، و تمجيد الكفر و المادية، و محاربة الأديان و الأخلاق، و الثورة على فاطر الكون و شرائعه.
2- المنهج الإيماني
و هو المنهج الذي يؤمن بالقوة الغيبية التي تملك زمام الأسباب الكونية و خواص الأشياء، فالإرادة الإلهية القاهرة هي علة العلل، الموجدة للإسباب و المسيرة لها، و خالق الكون لم تتحرر أسبابه من قهره و حكمه، فهو الذي يربط و يفك و يثبت و يمحو، و هو موجد الأشياء من عدم { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [يس:82].
كما يؤمن هذا المنهج كذلك بأن هناك أسباب أخرى مؤثرة في هذا الكون، و في مصير الأفراد و الجماعات مثل الأسباب الطبيعية أو أشد، و تتبعها نتائج أعظم و أضخم من النتائج الطبيعية المادية، و هي أسباب من قبيل المعنويات في جوهرها، كالإيمان و العمل الصالح، و الأخلاق الفاضلة، و طاعة الله تعالى، و العدل، و العبادة، و الرحمة، و المحبة و غيرها. كما توجد أسباب معاكسة لها كالكفر و البغي، و الفساد في الأرض، و الظلم و الشهوات، و الآثام و غيرها كذلك.
فمتى تمسك الإنسان بالأولى، دون تعطيل للأسباب الطبيعية، و دون فناء فيها، صَالَحَهُ الگون و طابت له الحياة، و من تمسك بعكسها و اعتقد النفع و الضر الكاملين في الأسباب الطبيعية المحضة و أسس حياته على ذلك، حاربه الكون و خانته القوى التي أخضعها و ثارت عليه الطببيعة.
صلة الدجال بالحضارة الغربية
بعد التأكيد على موضوع السورة العام، لابد من ربط الصلة الموجودة بين الدجال و الحضارة الغربية، إذ أُدْرِجَتْ شخصية الدجال ضمن المعنى اللغوي لمادة "د ج ل" و الذي ينحصر في التغطية و التمويه و الكذب، و قد حملت كلمة الدجال جملة معاني الفساد و الكفر و الإلحاد، و هي القطب الرئيسي الذي تدور عليه شخصية الدجال و دعواته و أعماله و تصرفاته.
أما الصلة المشتركة بين شخصية الدجال و الحضارة الغربية المادية فهي التدجيل في كل شيء عن طريق المسميات و الشعارات و تمويه الحقائق، و ادعاء الحريات و الحقوق..، و قد كان من أكبر أسباب هذه الروح الدجلية تغييب الجانب الروحي و تكذيب الحياة الآخرة، و هيمنة المادة و الشغف بكل ما يعود على الإنسان باللذة البدنية و المنفعة العاجلة، و الغلبة الظاهرة، و هي النقاط الرئسية التي دندنت حولها سورة الكهف في قصصها و عبرها.
و عن ورود ذكر المسيحية و اليهودية، فسورة الكهف لها اتصال وثيق بهما؛ إذ تعرضت لذكر عقيدة المسيحية في مطلعها في قوله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَ لَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ، قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا، مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا، وَ يُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَ لَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ ��َلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا } [الكهف:1-5].
غير أن العقيدتين اليهودبة و المسيحية اجتمعتا تحت لواء الحضارة الغربية في هذا العصر، و اتفقتا على اتخاذ الإسلام العدو الوحيد لهما، لذا فالحضارة الغربية الآن مركبة من ثلاثة عناصر : مسيحية محرفة، و يهودية ثائرة، و عقلية يونانية مادية.
و قد حملت هذه العناصر الكثير من الصفات التي تشكل تهديدا لمصير الإنسانية، و أبرزها غياب الآخرة في الشعور الإنساني، و غياب تأثيرها في النفس و السلوك، ، حب الاستعلاء و إنكار حق المساواة بين بني البشر، السعي إلى امتلاك أسباب القوة، و الثورة و التمرد على القيم و الأخلاق.
لقد أصبح اليهود العنصر الفعال في قيادة الحضارة الغربية، بحكم نفوذ اليهودية العالمية في المجتمع الغربي. إن هذه الحضارة و ما تحوي من علم و فن، ستبلغ نهايتها، و تصل إلى ذروتها في قوة التدمير، و الهدم و الإفساد، و التلبيس و التدجيل، على أيدي اليهود، و هم بذلك يشكلون أكبر محنة للإنسانية و أكبر خطر على العالم، فضلا على المسلمين بصفة خاصة (المفكر الإسلامي و الداعية أبو الحسن الندوي، كتاپ: الصراع بين الإيمان و المادية - تأملات في سورة الكهف).
Tumblr media
سيكولوجية الاحتشام و الستر
إن من حكمة الله في الأمر بالستر، خصوصا بالنسبة للمرأة، تكريمها و تعظيمها، و جعلها تُعَامَلُ في المجتمع إنسانا مكرما، لا مجرد تضاريس و جغرافيا و كتل لحمية متناسقة و مثيرة للشهوات و الغرائز، فالمرأة يجب أن لا تكون أنثى إلا لزوجها، و هي للآخرين إنسان، عكس أنثى الحيوان التي هي أنثى لكل الذكور؛ أنثى لوالدها و أخيها و ابنها، يتقاتل عليها الذكور جميعا، و يظفر منهم بها الحاضر الأقوى .
قال الله تعالى: { : ( فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ } [الأعراف:22] حدث هذا في الجنة التي في السماء، لما أكل آدم و حواء من الشجرة بدت لهما عوراتهما، و لما ظهرت عوراتهما خجلا، و جعلا يغطيان عوراتهما بأوراق شجر الجنة.
و فى هذا دليل قاطع على أن الستر هو من أصول الفطرة البشرية سواء عند الرجل أو المرأة.
فالاحتشام يمثل عنوانا بارزا يميز الحضارة الإسلامية بشكل واضح، و لذا فإن انتفاض الغربيين ضد الحجاب و اعتباره رمزا دينيا واضحا لا يأتي من فراغ، بل لأنهم يفطنون لحقيقة قد تغيب عن بعض المسلمين و هي أن الحجاب فعلا يمثل رمزا من رموز الثقافة الإسلامية، لأنه ليس مجرد ملبس و لكنه بناء نفسي متكامل يبثه الإسلام في نفوس أتباعه، بحيث يصبح الاحتشام جزء من سيكولوجية المسلم تظهر في تصرفاته و تصبغ حياته. غكيف بنى الإسلام هذه السيكولوجية الفريدة و التي يكاد يتميز بها الإسلام بين الثقافات؟
{ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ  }
إنه الأمر الإلهي في الآية 59 من سورة الأحزاب الذي يعلن بشكل واضح و صريح أن الحجاب هو فعلا شعار ترفعه المرأة المسلمة فيميزها فيعرف الجميع أن من تلبس الحجاب هي مسلمة فلا تتعرض للأذى أو الإيذاء من أي نوع.. و كأن صدر الآية يرد على كل من يدعي أن الحجاب أمر يخص أمهات المؤمنين فقط من زوجات الرسول فتبدأ الآية بهذا النداء للرسول الكريم { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } فأمر الاحتشام يشمل جميع النساء و هو يمثل الخصوصية و الرعاية و الحماية و التكريم.
و الألفاظ التي تحمل على معنى -مما يروج له البعض- أن إهانة المرأة هي اعتبارها جسد يجب أن يغطى أو عورة تستر، و لكن لفظ أدنى كأفعل تفضيل يدل على أن هناك طيف واسع من الأهداف و التأثيرات و التفاعلات لهذا الاحتشام لأن التفضيل لابد له من مفضلات أخرى، و هذه حقيقة فالاحتشام يمنع الإيذاء الظاهري من الخارج و أيضا يحمي نفس الفتاة من الإيذاء الداخلي بالانجرار نحو شهوة الاستعراض الجسدي حيث يتحول الجسد إلى أداة للفخر و التباهي، و يصبح إظهار المفاتن مطلوبا لذاته و كأن لصاحبته ��ضل في جمالها فتتباهى به مثل من يتباهى بمهارة أتقنها، و هو ما يظهر بوضوح في الثقافة الغربية المادية حيث التجارة بجسد المرأة و اعتباره سلعة للكسب و الاسترزاق، و هو أمر يستهجنه العقلاء ذوي الفطرة السليمة السوية.
برزت في السنوات الأخيرة مناهضة شديدة لمسابقات ملكات الجمال حتى أنها لا تجد مقرا لإقامتها، لأن الناس تتظاهر ضد استغلال جسد المرأة و اعتباره مجال تنافس بين البنات لتكون ظاهرة فتيات الإعلانات و الاستغلال المباشر لجسد المرأة في الترويج لسلعة تجارية هو التجلي الواضح لما يمكن تسميته ثقافة العري، و لتصبح صناعة البورنو (الإباحية) أكثر الصناعات نموا و رواجا، لتبقى قدرة الفتاة المسلمة على حجب جمالها و عدم استعراضه أو الافتخار العلني به تحديا فعليا للثقافة الغربية التي تسعى لفرض نموذجها الحضاري تحت مسمى العولمة، و لا تكترث للاختلافات الثقافية خاصة و إن ثقافة الاحتشام تكاد تكون إسلامية بامتياز حيث تتمايز باقي الثقافات الشرقية عن الثقافة الغربية، و لكن لا يكاد يكون الاحتشام أحد نقاط الخلاف الجوهرية كما هو حادث مع الثقافة الإسلامية..
فالبنت المسلمة تقدم نموذجا مغايرا تماما لكل طريقة في الملبس، فكل خطوط الموضة و كل ما تنتجه صناعة الأزياء بآلتها الجبارة تقف عاجزة أمام سيكولوجية الاحتشام التي تنبني في المجتمع المسلم عامة و في نفوس البنات المسلمات خاصة ليحدث العكس.
{ وَ لَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ  }
هذا الأمر الإلهي في الآية 31 من سورة النور مهم جدا و في منتهى الخطورة في فهم طبيعة الاحتشام، لأن البعض يروج أن الحجاب يحرم البنت من أنوثتها و يحولها إلى كائن ممسوخ على غير طبيعتها، فلا هي أنثى تستمتع بجمالها و زينتها و لا هي تحولت إلى رجل، كما يتصور البعض أن المقصود في الاحتشام تحويل طبيعة المرأة الأنثوية. فتأتي الآية و هي تتحدث عن غض البصر و حفظ الفرج كجزء أصيل من حالة أخلاقية عامة تقوم على العفاف و الاستعفاف و كبح الشهوات إلا في إطارها الشرعي، تأتي لتتحدث على أن زينة المرأة جزء فطري من طبيعتها لا يمكن الجور عليه أو منعه، بل بالعكس أن ما ظهر من زينة المرأة مستثنى من الحجب ليكون المعنى الأوضح و الأعم هو أن المرأة تتزين و تتجمل، لأن هذا من طبيعتها التي لا فكاك منها كونها أنثى خلقها الله بطبيعة خاصة، يمثل فيها الجمال والزينة جزء من إنسانيتها و بنائها النفسي.
لذا فإن ما بدا من هذه الزينة (الكحل في العين و الخاتم في اليد و اللباس) لا يدخل في نطاق الحجب للحفاظ على كينونتها الأنثوية و استقرارها النفسي، و لتحدد الآية بشكل واضح و صريح في الأمر الإلهي التالي شكل الحجاب و امتداده { وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ } فالزينة الظاهرة ليس منها مكان الج��وب و هو فتحة الصدر حيث هو أكثر موضع تتباهى به البنات في استعراض جمالهن، و نظرة إلى نجمات هوليود و كيف أن الفستان مكشوف الصدر هو مناط المنافسة كجزء من مفاتن المرأة يجب استعراضه و إظهاره كتعبير عن ثقافة عامة سائدة في هذا الصدد، لتنتقل الآية بعد ذلك لتحديد من يجوز له أن يرى المرأة في زينتها في تفصيل معجز بذكر كل محارم المرأة و هو أمر لم يحدث في القرآن إلا و هو يستعرض من يحل له الزواج منهن حتى لا يلتبس الأمر و لا يكون محل نقاش أو خلاف في تعميق و بناء قوي لسيكولوجية الاحتشام في المجتمع ( عمرو أبو خليل - طبيب نفسي و كاتب في الشأن الإسلامي العام).
فالمرأة السوية حقا تميل إلى التخفي و التستر، و ما الخجل الفطري لدى المرأة إلا رغبة حقيقية في الابتعاد عن العيون الفاحصة المتأملة لتلك المظاهر البيولوجية الكاشفة، و من هنا يبدو حجاب المرأة ملبيا لها الاحتياج الفطري النفسي للتستر، أما محاولات التعري لدى النساء (المخدوعات) فإنها تحدث غالبا بإيعاز من الرجل أو رغبة في إرضائه أو جذب انتباهه، أي أن التعري ليس صفة أصلية في المرأة السوية.
و المرأة لا تحتاج فقط إلى ستر تكوينها البيولوجي و التظاهر بخلافه، و إنما تحتاج ذلك أيضا في مواجهة مشاعرها و عواطفها فقد خلقت بطبيعة جياشة لتكون مواكبة لحاجات الأب (الأبوة) و الزوج (السكن) و الأبناء (الأمومة) و هذه الطبيعة تتسم بالسيولة العاطفية و التي تتبدى في التغير السريع في المشاعر و في حرارة هذه المشاعر، و هذه السيولة العاطفية يكمن خلفها تركيبات عصبية و إفرازات هرمونية تجعلها قوة دافقة تخشى المرأة خطرها، و لذلك تحاول جاهدة إخفاء جزء كبير من مشاعرها، و ربما أظهرت مشاعر تبدو في الظاهر عكس مشاعرها الحقيقية؛ فإحساسها بضعفها و إحساسها بأنوثتها يجعلها تفضل موقف الانتظار فلا تسمح لرغباتها بالظهور الفج أو التعبير الصريح كما يفعل الرجل.
لا يفهم المرأة من لا يفهم هذه الصفة الفطرية فيها فهي تجمع بين اللذة و الألم بحيث لا تستطيع التفرقة بينهما في لحظة بعينها، و يتجسد ذلك في حالة الحمل و الولادة و الرضاعة و تربية الأولاد فعلى الرغم من شكوى الأم من ألام الحمل و الولادة و الرضاعة و التربية إلا أنها في ذات الوقت تشعر بلذة عارمة أثناء هذه المراحل، و يمتزج الحب بالكره لدى المرأة فهي تكره شقاوة الأبناء و تحبهم في ذات الوقت و تكره الزوج في حالة غضب و لا تطيق ابتعاده عنها و تضيق من الأب و تدعو له بطول العمر، و هي تجمع بين الضحك و البكاء و يساعدها تكوينها العاطفي و سيوله مشاعرها على ذلك و يساعدها التكوين البيولوجي فتسعفها الغدد الدمعية بما تحتاجه من دموع و بمنتهى السرعة و السهولة.
هذه هي المرأة اللغز! شديدة الغموض شديدة الوضوح، بالغة الضعف بالغة القوة ( دكتور محمد عبدالفتاح المهدي معالج نفسي و استشاري علاج زواجي- كتاب: الصحة النفسية للمرأة).
ثقافة الجسد العاري
إن الحضارة الغربية المادية الوثنية هي أكبر حضارة في التاريخ تخصصت بامتياز في الدجل و صناعة الفتن، و قد أدرك الصهاينة الشياطين إخوة القرود و الخنازير الذين يمسكون مقود القيادة نحو الشر و الإفساد في الأرض، أن تدمير المجتمعات و نظم القيم و الأخلاق لن يتحقق إلا عن طريق استخدام و عولمة جسد المرأة، بإشعال قضية حرية المرأة و المساواة مع الرجل، و هي قضية أغرقت المرأة فيما بعد في مستنقع التعري و الإباحية، ولعل حملة “إنه جسدي، إنها حقوقي” التي أطلقتها منظمة العفو الدولية و التي تدعو لتمكين الشباب و الشابات من اتخاذ قرارتهم الخاصة بأجسادهم من أوضح الأمثلة على فرض النظرة العولمية للجسد العاري على الثقافات الأخرى.
إن الرؤية المادية الدنيوية الغربية التي لا تبتعد عن أجواء الطعام و الشراب و الشهوة و الغضب، أوجدت نظاما اقتصاديا منسجما معها تدفع بواسطته العالم بما فيه من طبيعة و حيوان و إنسان نحو الاستهلاك. و هذه هي الرأسمالية المتوحشة: نظام اقتصادي يقوم على التعددية و التوسع، و هو بمثابة الآلة الوحش الذي ببتلع العالم.
بدأت الكارثة في الرؤية الغربية منذ أن تجاهلت الهوية المعنوية للإنسان و قصرت وجود المرأة على جسدها العاري فقط، ذبحوها في مسلخ المال، و أُقْصِيَ الحب، و حل محله الجنس الذي زُجَّ به في الاقتصاد، بمساعدة الإعلام و فلسفات و نظريات اللذة و المنفعة و الجمعيات النسوية و علم النفس الجنسي و شركات صناعة الأفلام ، كل هؤلاء مجتمعين أقنعوا المرأة أن قيمة و قوة وجودها في جمال وجهها و جسدها، فاقتنعت بأن التعري يرمز للقوة و يدل على الحرية ، فخرجت المرأة الغربية إلى الشارع و الأسواق و الشواطئ عارية إلا من قطعة قماش.
لم يقف الأمر عند حد الصناعات ذات الصلة بالجنس، فهناك قطاعان اقتصاديان عظيمان ينظران إلى المرأة بعين الطامع الجشع، و هما صانعو أداوات التجميل و مصممو الأزياء، و لم يعد يكفي أن ترتدي المرأة الغربية اللباس الذي يكشف عن جسدها و مفاتنها فحسب، بل عليها أن تغير ذلك اللباس بذريعة «الموضة» و ظهور تصاميم أزياء جدبدة، كي يبقى سوق أصحاب التصاميم و متاجر الأقمشة و معامل النسيج و الخياطة مزدهرة حامية بشكل دائم. و الْأَمَرُّ من كل ذلك أن المرأة ليست وسيلة (سلعة) لكي تستهلك نفسها فحسب، و إنما تحولت إلى أسلوب إقتصادي لمزيد من استهلاك أي شيء آخر، فلكي يُبَاعُ المزيد من السلع لابد من وضع صورة إمرأة نصف عارية بجانبها، و لا بد أن يكون باعة الأسواق التجارية الكبرى من النساء الشابات. بل إن الجنس و المرأة تحولا إلى وسيلة للدعاية للمرشحين في انتخابات البرلمانات و المجالس النيابية (الدكتور غلام علي حداد عادل- كتاب: ثقافة العري أو عري الثقافة).
و بهذا تمكنت ثقافة العري، بعد إحكام استغلال جسد المرأة جنسيا، من الوصول إلى تسليع المرأة أو تشييء المرأة و يعرف أحيانا بالتشييء الجنسي للمرأة (بالإنجليزية: The objectification of women)‏ و يعني رؤية و معاملة المرأة كشيء عبر استخدام جسدها في الترويج و التسويق للمنتجات و زيادة الأرباح.
يستعرض الدكتور بوفانش أوستاهي ما يقوله علم الأعصاب حول موضوع اللباس و علاقته بالتحرّش. حيث يجعل الموضوع في سياق معين يبدأ بما تقوم به وسائل الإعلام من عملية تشييء “Objectification” لجسد المرأة و وضع صور نمطية معينة لنوعية اللباس تنتقل هذه الصور النمطية إلى أدمغة الرجال فتصبح نظرتهم للنساء كأشياء “objects”. و مما أشار له المقال أيضاً أن العُري و الصور المثيرة لأجساد النساء تجعل الدماغ يُحول آلياته المعرفية بحيث ينظر للمرأة كشيء و ليس كإنسان ( في مقال انجليزي بعنوان: من الكسوة إلى الاعتداء: اللباس، التشييء ونزع الطابع الإنساني -مقدمةٌ ممكنة للعنف الجنسي).
فليس هناك جريمة أكبر من ربط حرية المرأة الغربية بالإباحية، و لنا أن نتخيل حجم الكارثة و فظاعة الجريمة المرتكبة ضد المرأة الغربية التي أقنعوها أن الحرية هي أن ترتمي بين أحضان الرجال و أن تصبح حقلاً للتجارب و هدفاً لكل باحث عن متعة مؤقتة مع قناعتها التامة أن حضارتها قدمت لها كامل حقوقها. لتفقد نفسها المسكينة بعد مرور السنوات دون أن تنعم بأمن و إستقرار الأسرة، فمستقبل الغالبة العظمى من نساء الغرب مظلم كالسراب، فإما أن تكون أسيرة دور العجزة أو ضحية للأغتصاب والعنف أو المعاناة من أمراض جنسية مزمنة، و ربما ما نشرته منظمة الصحة العالمية من إحصائيات بهذا الخصوص صادم جداً: في أمريكا وحدها يُقْتَلُ بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا! حسب كلام المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض.
الكاسيات العاريات
من الفتن الخطيرة التي خاف منها النبي صلى الله عليه و سلم على امته فتنة النساء، ففي الحديث المتفق عليه عن اسامة بن زيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء ).
فبصلاح المرأة تصلح الأسرة و يبنى المجتمع بالأخلاق، و بفساد المرأة تتفكك الأسرة و يدمر المجتمع بالتخلي عن الأخلاق. و من يتأملِ التاريخ على طول مداه يجد ذلك، فإن من أكبر أسباب انهيار الحضارات و تفكك المجتمعات و تحلل الأخلاق و فساد القيم و فُشو الجريمة فتنة النساء.
و هذا السلاح ( فتنة النساء) أشد فتكا بالمجتمعات من الحروب، و هو ما خطط له اليهود في حربهم على الإسلام لإفساد المجتمع المسلم،
فلقد جاء في البروتوكولات الصهيونية لليهود ما يلي:
"يَجبُ أن نعمل لتنهار الأخلاق في كلِّ مكان؛ لتسهل سيطرتنا، إنَّ فرويد منَّا، و سيظل يعرض العلاقات الجنسيَّة في ضَوء الشمس؛ لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، و يصبح همُّه الأكبر إرواءَ غرائزه الجنسيَّة و إشباعها، و عندها تنهار أخلاقه".
و يقول المبشر الأمريكي صمويل مارينوس زويمر Samuel Marinus Zwemer "ليس الغرض من التبشير التنصير فقط و لكن تفريغ قلب المسلم من الإيمان، و إن أقصر طريق لذلك هو اجتذاب الفتاة المسلمة بكل الوسائل الممكنة، لأنها هي التي تتولى عنا تحويل المجتمع الإسلامي و سلخه عن مقومات دينه".
 كُتِبَ ولا زال يُكتب في الغرب الكثير من المقالات التي من شأنها صناعة صورة سوداوية عن وضع المرأة المسلمة المأساوي في ظل الحضارة الإسلامية، و لا شك في أن هذه الصورة قد شارك في صناعتها عن عمد وسائل إعلام و مؤسسات ثقافية و جمعيات نسوية و منظمات تنصيرية و هيئات و أحزاب سياسية و تم ترويجها على إعتبارها حقائق لا مجال للشك فيها، و كنتيجة لهذا الدجل (و هي بضاعة الغرب ردت إليهم) سارت النساء المسلمات المخدوعات على طريق المرأة الغربية تقلدها في كل شيء، و أصبحنا نرى صورة نمطية للكاسيات العاريات في عقر المجتمع المسلم.
إن من علامات الساعة الصغرى انتشار التبرج و السفور في دار الإسلام، و خروج نساءٍ يظهرن بألبسةٍ غير شرعية و غيرأخلاقية، تصفُ أجسادهن، أو يظهرنّ بألبسةٍ شفافةٍ تظهرُ منها عوراتهنّ في الجلوس و المشي، فهنّ كاسيات من حيث الظاهر، لكنهن عاريات لضيق أو قصر لباسهن الذي يجسد عوراتهن، و يبرز مفاتن أجسادهن. و لذلك أخبرنا الرسول ﷺ عن الكاسيات العاريات اللاتي سيخرجنا في زمننا هذا و توعدهن بكونهن من أهل النار، ففي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه، عن النبي ﷺ أنه قال: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، و نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ) [مائلات أي:عن العفة و الاستقامة، مميلات أي: مميلات لغيرهن بدعوتهن إلى الشر و الفساد، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة أي: يُكَبِّرْنَ رءوسهن بما يضعن عليهن من الخرق و اللفائف حتى تكون مثل أسنمة البخت المائلة، البخت أي: نوع من الإبل لها سنامان بينهما شيء من الا��خفاض فهذا مائل إلى جهة و هذا مائل إلى جهة].
إن هؤلاء النساء المخدوعات لا يعلمن أن كرامتهن الحقيقية لن تكون إلا في حياة الإيمان و التوبة و العفة و أخلاق الإسلام. و لا يعلمن أيضا أن هنالك فرقٌ كبير بين حرية المرأة و تحررها، فالحرية ضمنها الإسلام للمرأة ضمن ضوابط شرعية للحفاظ عليها لا للتضييق عليها و مصادرة حريتها، أما تحرر المرأة فهو أن تخرج المرأة عن كل الضوابط الشرعية و الأخلاقية و عن العرف و العادات و التقاليد بحجة "حرية المرأة" و هذا ما لا ترضاه كل إمرأة حرة و فطرتها السوية السليمة تأبى عليها أن تجعل من نفسها سلعة لكل عابث، أو مادة تباع و تشترَى في سوق النخاسة، و لا يعلمن كذلك أن كثيرا من الذين لا يريدون للمرأة المسلمة خيراً ربطوا بين تخلف المرأة المسلمة و تمسكها بتعاليم دينها! و هذا ما يفنده التاريخ فالقارىء الجيد للتاريخ الإسلامي يكشف زيف هذا الإدعاء و أن هنالك الكثير من النماذج النسائية التي يُحْتَذَى بها على مر التاريخ الإسلامي، فقد نبغت النسوة المسلمات الرائدات و العالمات و المكتشفات و الاديبات و المفكرات و المحتسبات و غيرهن بالإسلام و في ظله، و في دراسة للدكتور محمد أكرم ندوي بعنوان “النساء المحدثات في الإسلام”  أثبت أن هناك حوالي ثمانية آلاف عالمة من المحدثات، لم يثبت على أي واحدة منهن في أي وقت كذب ولا تلفيق.
فمكانة المرأة في الإسلام و إنجازاتها العظيمة لم تكن لترى النور لولا إحترام كامل للمرأة نابع من تشريع إسلامي حضاري متقدم على كل التشريعات، و إعطائها الحرية التي تليق بها و بمكانتها الرفيعة التي تستحقها في المجتمع، يجب على كل إمرأة مسلمة مخدوعة بالحضارة الغربية أن لا تسلم عقلها لحضارة الجسد الخالية من الروح، ليس فيها سوى بريق زائف، و لا تسلم عقلها لكل حاقد على الإسلام من الغرب و من المتغربين من أبناء جلدتنا الذين اشتروا الدنيا بعرض من الدين.
يقول المستشرق الفرنسي إيميل درمنغم في كنابه "حياة محمد": "فمن المزاعم الباطلة أن يقال: إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة و أمًّا، كما تُذم النصرانية؛ لعدها المرأة مصدر الذنوب و الآثام و لعنها إياها، فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين، و أن المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة و الأذرع العارية، و لا تحسد عاملاتنا في المصانع و عجائزنا، و لم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي، و الحب الروحي، و لا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية و المثالية و الحب العذري".
عندما اعتنقت الباحثة النروجية صوفي رولد الإسلام، و تعمقت في أدق تفاصيله و تفريعاته خرجت بنتيجة مهمة جدا، حصيلتها: «أن الإسلام أكرم المرأة، كما لم يكرمها دين آخر، و أعطاها ما لم تحصل عليه في أي دين سماوي أو قانون وضعي»، ألفت صوفي كتابها شديد الأهمية «نساء الإسلام برؤية غربية» أثبتت فيه بالأدلة و البراهين أن الإسلام أنصف المرأة و أكرمها و أعزها.
إن المرأة المسلمة الملتزمة، و هي تمشي شامخة في زمن الدجل و الفتن، قد أوتيت من قوةِ الإيمان ما أقام شخصيتَها، و حفِظ عليها نفسَها دون تشويهٍ، فنظرت فيما حولها من مدنيَّة مادية زائفة باطلة، و مظاهرَ العري و السفور التي تحيط بها، و فتنة الناس عن الدِّين، و تقليد أعمى لِما عليه النساء الكافرات، فرَمَتْ بذلك كلِّه إلى أسفل سافلين، و اختارت أحسنَ التقويم الذي أراده الله لها، و لبِست و اختمرت و حققت الزيَّ الإسلامي في نفسها، و دعت زميلاتِها و قريباتها إليه، فأثبتت بذلك أنها هي التي تقودُ نفسَها بنفسها، و أنها تقودُ و لا تُقادُ، و أنها متوافقة نفسيًّا و عمليًّا مع عقيدتها و إيمانها، فهي إذا قالت: إني مسلمة، نطق مظهرُها بذلك، و تحدث عملُها عن هذا الإيمان و الإسلام، و رأى الناس فيها اكتمالاً للشخصية، و توافقًا للمظهر مع المخبر.
Tumblr media
أسباب هيمنة الفكر المادي على الحياة الإسلامية
ترجع أسباب تغلغل الفكر المادي في الحياة الإسلامية إلى جملة من العوامل نذكر منها:
1- حركة التغريب التي كان لها أكبر إسهام في انتشار النزعة المادية في الحياة الإسلامية، فقد كان موقف أصحابها من الحضارة الغربية موقف الاستسلام و الخضوع الكامل، موقف المقلد الْمُسْتَلَب المتحمس، معتقدين بضرورة ذوبان العالم الإسلامي أو جزء منه في هذه الحضارة الغربية المادية الوثنية، و قبولها بمبادئها الأساسية، و مناهجها الفكرية، و فلسفتها المادية و قوانينها الاقتصادية و السياسية التي نشأت و اختمرت في بيئة بعيدة عن بيئتهم، تحت ضغط و توجيه عوامل و حوادث خاصة.
2- ضعف سلطان الدعوة إلى الله، و الربانية و تزكية النفوس، و ندرة الدعاة إلى الله و تجديد الصلة بالله و إصلاح الباطن.
3- قوة تأثير الحضارة الغربية لنفوذها أو القرب من مركزها و بفعل عوامل أخرى...، فأصبحت الشعوب فريسة المادية و الأمراض الاجتماعية و الخلقية، و أصبحت الطبقة المثقفة فريسة الجاه و المنصب و الأمراض الباطنية من حسد و شح و رياء و كبر و أنانية و حب الظهور، و نفاق و مداهنة و خضوع للمادة و القوة.
4- ضعف سلطان العلماء، مع اهتمامهم الزائد بالمظاهر، و خوفهم الزائد من الفقر و سخط الخاصة و العامة، و اعتيادهم المفرط على الحياة الناعمة.
و قد أدت هذه الأسباب و غيرها إلى الوقوع في أزمة عالمية و إنسانية، أزمة قيم و إيمان و حرية و عدالة، فُقِدَتْ فيها القدوة الصالحة على مستوى الشعوب و الأمم حتى أصبحت قطعانا من الغنم لا راعي لها، و هو الفراغ الموجود و الحلقة المفقودة على مستوى العالم الإسلامي بأكمله.
مظاهر الفكر المادي في الحياة الإسلامية
من مظاهر الفكر المادي في الحياة الإسلامية ما تلبست به النفوس من سريان الشك و سوء الظن في الأوساط الدينية و البيوت العريقة في الدين و العلم بتأثير التعاليم الإفرنجية، و ضعف الثقة بالله و بصفاته و وعوده، كما سبب الخوف من المستقبل الابتعاد عن التدين و الزهد فيه و في تعلم علوم الدين، و الانصراف فقط إلى تعلم العلوم المعاشية و تعلم اللغات الأجنبية دون غيرها.
و من أخطر عواقب طغيان المادة على حساب الروح أن يفقد المسلم الحس الديني، فيصبح جاحدا للغيب مكابرا فيما وارء الطبيعة، و معاندا في المعاني الدينية و قاسيا على المواعظ الدينية التي تهز النفوس و ترقق القلوب و تدمع العيون.
و من مظاهر هذا التحول الذي طرأ على شخصية المسلم، أن غابت عن اهتمامه أسئلة الوجود و مصيره و حقائق الآخرة، تلك الخواطر التي فقدت سلطانها على القلوب و الأفكار، و أصبحت هذه الأسئلة لا تحيك في صدر الإنسان، و لا تشغله كما شغلت أباءه و حاكت في صدورهم.
و من مظاهر هذا التحول أن استبدلت الأسئلة الجوهرية المصيرية بأسئلة مادية هي أهم في أعين أبناء القرن الحالي، و لم يشغلوا بالهم بالحياة الآخرة معتقدين أنهم غير معنيين بها، و لا يزال هذا النوع من الناس في ازدياد في كل أمة و بلاد بتأثير الحضارة الغربية.
لقد أدى هذا الوضع إلى اختلال التوازن بين الروح و المادة مما شكل أكبر معيقات أمام الدعوة إلى الله، و أصبحت النظرة المادية طاغية على كل التصورات و السلوكات، ما أنتج هو الآخر مشاكل اجتماعية و نفسية و خلقية، و أبسط ما خلفه هذا الوضع تراجع فاعلية الإيمان في الحياة، و أصبحت المادة هي محرك العلاقات الاجتماعية التي تبنى عليها جميع التعاملات، فحيثما كانت المصالح قامت التعاملات، و حيثما غابت المصالخ إختفت التعاملات.
حل مشكلة الفكر المادي في الحياة الإسلامية
إن الإيمان بالله عز و جل و حضور الآخرة في الحياة الاجتماعية و هيمنتها من غير رهبانية و من غير ��عطيل للأسباب المادية، هو الحل لأزمة الفكر المادي في الحياة الإسلامية، و ما ينجر عنه من مشاكل دينية أخلاقية و اجتماعية و اقتصادية.
و حتى لا يترك القرآن الإنسان حائرا في معرفة السبيل، فإنه يعرض النماذج الأمثل لتكون مقايسات يُحْتَذَى بها، و عليه قدم القرآن النموذج الوسط و أثنى عليه لجمعه بين الدنيا و الآخرة مع إيثار جانب الآخرة؛ يقول الله تعالى: { وَ اكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ الَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون } [الأعراف:156].
و قد تجلت هذه النظرة القرآنية على لسان النبوة حالا و مقالا فكان الرسول ﷺ يقول: « اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة » (رواه أنس بن مالك و أخرجه مسلم) و يقول ﷺ : « اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا » (رواه أبو هريرة و أخرجه البخاري).
و حتى يستأنس الإنسان بنماذج واقعية مثلت التوجيه القرآني، فيكفي أن حياة الرسول الأعظم و آل بيته و الصفوة من أصحابه كانت نماذج عملية مثالية ناطقة.
فالإيمان بالآخرة و ما يتطلبه من عمل و سلوك في الحياة يبقى المقوم الأساسي الذي تنبني في ظله شبكة علاقات متينة متماسكة و مجتمع متين الروابط، ذلك لما يلعبه الإيمان من دور تضمحل فيه الأنا و تنمو الأخوة، تضمر فيه المصالح الفردية من أجل قيام المصالح العامة للأمة، كما يسهم في تكوين مناخ تثمر في جوه القيم الأخلاقية و السلوكية (المفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي- المرجع السابق).
41 notes · View notes
es-r-aa7 · 8 months ago
Text
Tumblr media
بقالي كتير جداً جداً مش متابعة الاخبار واللي خلاني ابص فيها تاني اما اختي الصغيرة جت سألني ايه حوار إيران دا.
ف بعد ما بقيت مُلمّة بالموضوع ف عايزة اقول كلمتين كدة معلش
سواء مسرحية ف هي أول مرةً إيران تضرب ضربة مباشرة موجهة للكيان الزفر ع رأي أشرف ابراهيم
ولو كانت حقيقية ف بردو دي اول مرة تحصل ، وفي الحالتين ف هي لحفظ ماء الوجه بعد ضرب سفارتهم ف دمشق ، يعني لا عشان طوفان الاقصى ولا بيت المقدس.
اما احنا بقى يا شبب لا عندنا وجه ولا ماء عندنا ما شاء الله قفا بناخد عليه كل شوية في صمت 🙂
ف يا جماعة مهما كان اختلافنا و عداءنا الديني لإيران ستظل الدولة - بقول دولة من حركة مقاومة او حركة شعبية او مليشيات زي الحوثيين - الوحيدة اللي وجهت ضربة لاسرائيل من بعد الهجوم القذر ع غزة ، سواء مسرحية او حقيقة بقى.
باشا انت معندكش الاوبشن اصلاً حتى انك تعمل بروفا 😂😂 .. احنا ف حتة تانية خالص حضرتك
ونيجي للنقطة التحفة بقى ان حتى المسرحية دي عرتك اكتر م انت عريان ، طالع تدافع عن الكيان يابن الهبلة منك له ، اقول ايه بقى عرايس
يعني إيران رغم كل المجازر والجرائم اللي بترتكبها ف السنة و سوريا إلّا انها عندها وجه تدافع عنه يا بيه 🥲😅😅
وبعدين هتقول دي مؤامرة شيعية وبلا بلا .. طب حضرتك الكون لا يسمح بالفراغ ، انت نظام متخاذل وعميل ومتأمر ومش سامح بالنظام السنّي وبتقبض ع كل الشيوخ حرفياً .. مستني إيران تقعد تسيب الفرصة دي يعني ولا ايه !
ربنا عرفوه بالعقل
يلا كفاية كدة
( من يومين كنت بتفرج ع فيديو للمخبر الاقتصادي وبيتكلم عن المكسيك واقسم بالله افتكرته هيتكلم ع صاحبنها لحد ما ادركت فعلاً انه بيتكلم عن المكسيك بجد 😅😂😂)
6 notes · View notes
afr-8 · 10 months ago
Text
صباح الخير وعيونك، كيف يشرق منها النور
عجزت أفهم نظام الكون يوم يشرق بنظراتك
تعالي من ورى هالشمس، تعالي لي فرح وسرور
قليل الصبر ينتظرك لا ترميه يمتاهاتك
Tumblr media
2 notes · View notes
ahmed-1972-tawiski · 1 year ago
Text
فائدة
﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً ﴾
الخسوف.. الزلازل.. الفيضانات كلها من تدابير الملك؛ وفيها ايقاظ للقلوب
قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالى ورعاه :
فالتغيرات التي تكون في الناس، وفي المخلوقات، وفي الكون، هذه كلها من تدابير الملك، لا يخرج شيء منها عن تدبير الملك سبحانه وتعالى.
ومن ذلك ما أشار اليه الشيخ -ابن السعدي- بقوله: "ويغيّر أشياء من الأمور الجارية على نظام واحد ليعرف العباد كمال ملكه»اه‍.
لأنه يأتي أشياء موقظة للعباد، يعني مثلا: الخسوف، اهتزاز الأرض، وقوع الزلازل، الفيضانات، الأشياء التي على غير النظام الذي اعتاده الناس، هذه توقظ القلوب، وفيها تنبيه للعباد، مثل ما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾[الإسراء ٥٩].
ففيها تخويف، فيها إيقاظ، فيها تنبيه، فيها إرشاد للعباد أنّ هذا الكون ملك لله سبحانه وتعالى، وأنه طوع تدبير الله سبحانه وتعالى، وماضي بقضاء الله جل وعلا وقدره وتدبيره.
[📚 التعليق على فتح الرحيم الملك العلام(٢)]
6 notes · View notes
naanomar · 10 months ago
Text
👇ديمقراطية فرعون 👇
قد يستغرب البعض هذا العنوان..
هل فرعون ديمقراطي ؟
أليس فرعون طاغية ؟
نعم، فرعون طاغية من الطغاة، لكنه ديمقراطي بمقياس الديمقراطية الغربية، وكان له مجلس شعب (كونغرس)، ويحتاج لتصديق هذا المجلس على قراراته لينفذها، بل يأتمر بأمره {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} (الشعراء:من35)، قال فرعون عن موسى {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر:26)، فهو يطلب من المجلس إعطاءه الصلاحيات لقتل موسى عليه السلام، وكان المؤمن الذي يخفي إيمانه يدافع عن موسى في هذا المجلس، وبعد صراع ونقاش، قام المجلس بالأغلبية الديمقراطية بإعطاء فرعون الصلاحيات للحرب على الإسلام، {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (الزخرف:54).
قد يسأل البعض: ألم يدعي فرعون الألوهية ؟ {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص:من الآية 38) {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} (النازعات:24)، ونقول نعم، لكن الذي يسأل هذا السؤال لم يفهم معنى ادعاء فرعون للألوهية، فهو يريد أنه المشرع الأعلى، وأنه وحده الذي يطاع، وأن أوامره فوق كل أمر، أي تماماً كما يفعل طغاة اليوم، وليس مقصوده أنه خالق الكون، فهذا لو ادعاه لا يصدقه عليه أحد، بل إن فرعون وقومهم كانوا من الوثنيين المشركين عبدة الأصنام، وكان مجلس الشيوخ يطالب فرعون بحماية دينهم، {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} (الأعراف:127)، ولاحظ كلمة {آلهتك}، فهو يعبد الأصنام مثل قومه.
لقد كان فرعون يتظاهر بالديمقراطية أول الأمر، نعم، كان ديمقراطيا يناقش الحجج ويقول {قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (الأعراف:106)، ويطلب من خصمه المناظرة أمام سائر الناس {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ ولا أَنتَ مَكَانًا سُوًى} (طه:من58) ولكن حين بدأ التغير يطال نظامه تغير منطقه وتبدلت أفعاله، فليس هناك نظام يفرط في هيكله وير��ى الانقلاب عليه فقط لأن الشعب أراد ذلك، هذه حقيقة لا يغفل عنها إلا السذج.
إن فرعون لا يقبل الحوار إلا إذا كان في صالحه، فإذا أحس بالهزيمة استعمل لغة البطش والتنكيل، فالفراعنة لا يعرفون غير هذه اللغة: {قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَها غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ} (الشعراء:29)، ومع ادعاء الديمقراطية والحرية، فهو يسيطر على أجهزة الإعلام، فلا يسمح لها أن تبث شيئا يهدد وجوده {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (غافر:من29)، ومن هنا فقد قام فرعون بدعوة جميع السحرة كي يقارعوا موسى الحجة بالحجة، ولكن على طريقتهم، فهم آلاف في مقابل موسى، ومن خلال هذه النهاية التي انتهت بإيمان السحرة الذين جيء بهم ليكونوا عونًا لفرعون، فجُنَّ جنونه، فاتهمهم بالعمالة والتبعية لموسى، وتوعَّدهم بعقاب شديد {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ؟؟} (الأعراف: من123)، فتحدوه بإيمانهم وقبلوا أن يلقوا ربهم شهداء.
أليست ديمقراطية اليوم تشبه ديمقراطية فرعون ؟ {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (الذاريات:53
2 notes · View notes