#غصن | Explore Tumblr posts and blogs

muslimaltag · 2 years ago

Text

” ⁃ تفكرُ الشجرة عن الإزهار حين يُخيَّل لها رائحة عطرك بالجوار، يفكرُ قلبي عن الندى حين يقول لاشيء على الغصن سِّواك، لاشيء في الشجرة يهتز سوى روحي حين يغادر طائرًا ما غصنه، “لا أحد على الرصيف يرى قلبي يرتجف كلما مرا مايشبه شعرك الطويل”.

1⃣

لماذا انتِّ جميلة هكذا ؟

⁃ كانت أمي مقدمة أخبار الطقس.

إنه الصباح الأول من حزيران حيث يبدأ النسيم العليل وبدايات الخريف تهب على الوجوه السخنة والتوتر السطحي للمياه، إنه الصباح السائل بين أعشاب النيل وسفوح العذارى الذين يهمسون للبحر والزمن ويحتسون في حين لطفٍ وهيام تذاكر المسافرين في دواخلهم، الذين يتسكعون بين ورد الأماني وشوك الرحيل المستمر .

كان ذلك الصباح الذي أطفأ نار السؤال حتى غدا قلبي يقيناً ، وسار معي حين -برهة اطمئنان-أُنّسْ الحكايا والأحلام ..سار معي علي الطريق يقطف ورد الحديث حينما كان الوقت كافيًا والأحلام في ��ذوة نبوئتها، " أنا الذي بلقياكَّ اتعطر ".

كان المساء مساءً فقط لأجل وجهك وحده حين رأيتُ حمرة خدك الحميم - لأول مرة غير كافية - "وجهك الذي عند حسن ظن الضوء به، كهرمان مغسولٌ بماء الورد، حٌسنْ حالة نفسية، محاولة الجمال لقول " أنظروا " وجهك بما بسم وحسنك علي الدوام بما حضر.

أسير الآن على وادي طويل النظر له صوت شاغريهِ، رائحته مثل زجاجة شاردونية -(نبيذ فرنسي) كان كوكتيل الطيران في عشرينات القرن الماضي - طعمه مثل أفكار تدور حول شخص يشتهي الربيع، شخص كان يسير علي غناء يتصبب شوقًا وعشقًا ويرمم وجهه في إغترابات الزمن، يسيرُ بنظرة وقلب إحتمالي، يسير بكِّ، يسيرٌ ولا يعود.

يسيرُ حتى يفتش التفاصيل في جيوب ثيابه، فيتعثرُ بتنهيدة قديمة كانت تمرين حزن عابث في ممر مهمل قال فيه :

"أعَاَرك القلب نبضة دفينة، أخافُ عليك من الرمل السخين".

على ملء ابتسامتنا ذهبنا على الرمل، لم نؤذي نمل الطريق ولم نخن العطر ولم نخذل الحياة فينا، وحين جلسنا على الضفة كان النهر ثالثنا.

حين تضيف وردةً للمكان يتحول لون شفاهِهِ الي اللون الزهري، تلمع عيناها بالحكايات ويصير لحركة الأماني بداخله صوت آلة الطباعة، تشرق الوردة حين يتبلل فمها بالندي الخفيف وهي تُفصُح عن مفاتنها لصباحٍ حبيب، لا ترتدي الوردة شيئًا سوى الماء، ولا يرتدى الماء شيئًا سوى حقيقته. حين تضحك الوردة يُصاب الجو برزاز العطر، ينام ورق الشجر في الظهيرة فجأةً حين يُمارسه الضوء، وحين ينام تثور لآلأهُ الخفيه.

وحين تحب مكاناً ما فأنت تحب عطر شاغريهِ، ملمس المقاعد، هيئة الهواء الراكد، صوت تحريك الأشياء فيه، درجة الإضاءة، أُنس جالسيه وكيف يصيِّر الشيء آمنًا وهو يتحدث، وحين تغادرك الأماكن تنزوي أنت بين الخلايا ويبهت الضوء في مرأة عينيك.

كان يفرح لجميل مشيتك اللوغريثمية، يبسم أسمك الطاعن في إزقة قلبه الحرفي، يسمع عطرك الميمون في جلالي الذاكرة، يشْتَمُ أتَّر ضحكتك البريئة، تنتابهُ مشاعر متناقضة، مثل "لماذا لم تخبرني !! "

، " لماذا تركت الباب مفتوحًا علي مصراعي قلبي ولم تذهب للمكوث؟"، لماذا حين أهديتك ماتبقي من حريق أحرفي ولماذا حين أعرتُّك أهدابي لتقرأ قصاص قلبي؛ تركت النار علي عتبا�� قلبي ولماذا حين رأت الجموع إشارات الطريق لماذا لم تعود؟؟

⁃ تقول لماذا ؟ ويقول لها : لماذا هي الجواب. ويقول لاتثق بمن تثق إلا حين يتركك النعاس وأنت تفتش في دفتر الملاحظات، فالحُّب يشمل السفر والسهر ومدونة الملاحظات بالهاتف أيضًا.

⁃ يقول أيضًا: رسائل الحبيب وسادة من قلب، عطر مابعد الحلاقة، محاولة الحرف في عناقِ نفسه وعمل يدخلُ الجنة. ويقول : المشي حبًا ليس على الأقدام، بل الصِّلات، والصوت ليس في الشفاه، بل العيون . السُّكنْ هو المشي على حافة الخيَّال والقلوب آفتها السكون. أخرج على العالم بحلمي وأدخل إليَّا مضاءً بحبيب 💌، أخرجُ عاريٍّا بقلبي لأدخل على باب الحبيب بالصلاة والتسليم.

حَكَتْ عنه ذات غمامة ضاحكة:

⁃ "أنت تقتني ردودك بعنايةً وتودُّد فائقين"

⁃ كما تختارين ثيابك بعناية وحُبْ ويقول: أجاري فتنة العالم حيث الرجال النبلاء يغازلون رفاهية أزياء النساء الجميلات دومًا.

⁃ ولكن "لأجل ماذا"؟

⁃ أسدي صنيعًا لقلبيِّ.

⁃ وقُلِبيِّ؟

⁃ معزوم على قهوة وماتبقى من عمري.

⁃ ولكن ياعمري ؛ متى تكون؟

⁃ يقول لها : لماذا تشابهين أمي البيضاء في السريرة حدًا تتشابه بعده الأسئلة وتختلف قبله الأسئلة المسكونة بالشهوة.

⁃ تقول سأرتب الأشياء من بعدك، واضع نفسي في المقدمة، سترتبك الغيمة القادمة ياقُليِّبي.

⁃ يقول وإن لم تهطُّل؟

⁃ تقول "ويبقى العِطر"، وتقول "العاشق سبيِّل نفسه، ويسقي ورده من ذاكرة العِنَّاق ؛ ولذلك يحتضن العاشق المهزوم كتفه الثابت ".

⁃ قال وإن طاَّل به الحَنيِّن؟

⁃ تقول: لا تترك بستانك وحيدًا في موسم القطاف، يلزم الإنسان كل يوم غمر وردة كي يبقى على قيد العِطر.

⁃ يقول لها: أن الحَنيِّن ليس هو الرائحة، إن الحَنيِّن "أنيِّن الأحياء الميتيِّن"، اذهبيِّ ياقُليبيِّ لا لطفٌ يدوم في هذه الحياة سوى "ضوء القمر و موسيقاك المفضلة".

وبعد ذلك غفر له الربْ ذهابها وحدها في عراء الربيع تتأبط زراعها غيمة شاهقة، نظر الى الخواء الكثيف حوله وقال: لن تهطَّل الغيمة و لن تعود للصحاري، ستجف الثمار ويصاب القلب برعَّاف الذاكرة، ستعود جلسات النِّدامى ويشعل غيابك خوابي النبيذ، قال في تمارين الشفاء الحزين:

⁃ "عندما أموت سوف تكونين أجمل بللّْ لم يحدث ليِّ".

⁃ وماذا ستفعل؟

⁃ لست أدري.

⁃ ربّما تفعل؟

⁃ ربّما لا!. وقال في آخر الهذيان:

"سيعلمنا الغياب الطويل سُنَّة العناق، لولا الذي قد كان لما عرفنا أن الحُّب يشمل البلكونات والواتساب كما يشمل الفراق أيضًا. ذهب كل ��لب لصاحبه، لم نقل وداعًا ولم نحسب فتنة الأيام، لم نقطف وردة بعدها ولم نشعر بالبلَّل في أسمائنا، ذهب كل قلبٍ في ضريحٍ أسمراً، لم نفهم حينها تعويذة الغصن الأخضر فيه ولم نغفر" لمايس" الأغاني. لم نقف لنمسح عن وردة قوس كربون شاحب ولم نربت على أكتافنا ولم نعطي الفراق نصيبه من مايسبقه ولم نقل وداعًا أبدًا، و أبدًا لن نقول وداعًا. أكتفى كلنا بحدود الصدر ونسيِّنا أن خطيئة الكتمان هي انفلات الأعصاب المفاجئ. ذهب الجأش و إبتلت الخدود وأصاب القلب الصدأ، سبحان الفؤاد وماجرى، إننا لحزننا ص��نعون".

⁃ بعد برهة نسيَّان يسحب هاتفه ويفتح دفتر الملاحظات ويصُبُّ لنفسه من نفسه القديمة نصف تَذَكُّر هادئاً بهدوء الحًَواف التي ترى الأشياء أكثر من مركزها، يَّرى الشيء والمعنى وذاكرة الاحتمال، يَّرى الحدث " كان" :

" الفاعل - كاف المشيئة.

المفعول به - غصن مستور غطاه الندى الأول.

الحال: شهوة الكربون.

الممنوع من الصرف: الأثر الصامت في الصوت."

يَّرى احتمال الشيء في التربة :

"ماء مالح ودهن خفيف الفطر"

يَّرى في ذاكرة البذرة :

"سهلٌ خصٌوب و شمس ساطعة"

يَّرى في احتفال الفاكهة :

"ممارسة الضوء والوردة"

يَّرى في صفحة الورقة :

"عشب أخضر وأمعاء غليظة"

يَّرى في ظهور الحرف :

"شبهة إختفاء وتلصص العتمة"

◦ يُحاول تلمُّس الفراغ بين الحرف ورسمه، بين لونه في العيون وطعّْمه في التذكر، بينه والهاوية، بين نطقه وخيانته للمعنى.

للحروف غرائز طبيعية للضم والسكون:

"يسكن النص في أقبية الحروف المتناثرة، تتجول الحروف عاريةً بين النقاط، تخدعها أحضان الكلمات المثيرة، للكلمات عواطفٌ مستتره بالهمز والخفوت.

للحروف فرائس طبيعية للنصب والكسر :

وجهة نظر النقاط هي رفع الحرج عن الظنون، للظنون صيَّاد ماهر؛ هي شهوة الحروف الضَّالة، وتكشف عن ساقيها لحوَّاس اللُّغة.

للغة طرائد بشريِّة للسهو والجموع:

تغريَّها غابات الحبر وبراري السطور الفارغة، وذلك سِّر الكتابة."

يضم هاتفه بيده ويشعر بحرارة الحرف وهو يودع لوحة المفاتيح محاولًا الولوج الي ثقب عينه عبر السُّكن في شاشة هاتفه وعلى هامش الظنون يرى بأم عينيه خدعة الرِّقة "نقطة تلو النقطة خفيفًا يكتب حكايته التي تخترق زجاج النفس كالبرق، لا أحد يعاتب الضوء وهو يسهو عن اللون الأسود بينما لا شيء يلمع أكثر من الضوء في اللون الأسود، لا أحد يعاقب الصوت عن فضيلة الصمت، لا أحد لا يوقظ النسيم من على جفنه، لا أحد ي��بر الخيط عن حانات الندى قبل غزله، لا أحد يستأ��ن الإبرة عن فمها ؛ لا أحد يخيط جرحها حين تخيط جرحه المفتوح طويلاً، لا أحد يلوم نفسه على قطف وردة، "لا أحد يوبخ النبتة التي إخترقت ببطء صدر الحجر كرصاصة حيِّة"، لا أحد يرى جرح الحجر أبدًا.

⁃ تفكرُ الشجرة عن الإزهار حين يُخيَّل لها رائحة عطرك بالجوار، يفكرُ قلبي عن الندى حين يقول لاشيء على الغصن سِّواك، لاشيء في الشجرة يهتز سوى روحي حين يغادر طائرًا ما غصنه، “لا أحد على الرصيف يرى قلبي يرتجف كلما مرا مايشبه شعرك الطويل”.

⁃ قُليبيِّ أريد أن أخبرك أنني اليوم أشتريت عِطر جديد، أحرزِ ماذا وجدت بداخله! خصلة شعر منك. هل تسكنين في بعيدك هذا "قارورة عطر"!. آه ..إذا لم يكن قلبي علي مايرام ،فهو على حبٍّ والحب على ذمة الغافل حيٌّ لا يموت، يا إله الأعضاء أعنِّي على الشتاء القادم، يا غافر النساء "بيت جميل ، و سنيورة . بيت من نباتٍّ وإمرأةً رؤوم "

❀ ✿ ❀

"الأشياء التي تعوي في الريح"

#عابر_رياح

"مسلم التاج"

14/08/2022

#عابر رياح #مسلم التاج #غصن #رياح #حب #رحيل #انفصال #مغادرة #بعثرة حروف #الأشياء التي تعوي في الريح

7 notes · View notes