#صفاء ذهن
Explore tagged Tumblr posts
Text
شكيت همي للبحر
#mine#عربي#cairoegypt#مصر#ammanjordan#arabic#cairo#cairolife#arabian#me#بور سعيد#اسكندرية#ساحل شمالي#قناة السويس#السويس#هدوء#خرير الماء#امواج#بحر#بحر ابيض متوسط#شرح#مساحات#هواء بارد#انتعاش#صفاء ذهن#راحة بال
2 notes
·
View notes
Text
وصلت لمرحلة الاكتفاء بأمي وعائلتي ومتعتي معهم، ثم شخصين فقط من الأصدقاء.
من شخص جرب كل أنواع العلاقات وكثرتها وكنت محيطه بكل كافة العلاقات لكن كنت في وسطهم غريبة تمامًا، الآن أنا في استقرار كامل وفي صفاء ذهن كبير.
7 notes
·
View notes
Text
بتمنى الحياة تعطينا فرصة ثانية، نبدأ من جديد بكل صفاء ذهن، وبقلب سليم وبروح مفعمة بالتفاؤل..
بتمنى ينتهي القلق والخوف والشك والتفكير الي إستهلك روحنا، ونبدأ نعيش الحياة برضى تام وإيمان ويقين حقيقي..
فرصة ثانية نحس فيها بروح خفيفة..
٢٢/٩/٢٠٢٤
0 notes
Link
قد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال: هل في مفهوم المعصية اختلاف كبير عن مفهوم العفة؟ أم هي صفات يكتسبها الإنسان حَسَبَ ظروفه؟
0 notes
Video
youtube
صفاء ذهني من أعلى قمة جبل في جو باريسي .. فقط من على فراشك .
2 notes
·
View notes
Text
- اليوم وصل لاخره. الحمد لله. اتمنى يكون عدم حفاظي على طاقتي لاخر اليوم سببه بس إن الاسبوع جاي غلط ونومي مش متظبط وشغلي بيتطلب مجهود ذهني وتركيز جبار، مش والعياذ بالله طاقتي قلت عن الاول ولا حاجة.
- أنا محتاجة اتعلم مهلكش طاقتي ومجهودي على أشياء مش مستاهلة زي الغضب وحرقة الدم من الأشخاص السخيفة. هما سخفا؟ اه سخفا ولاد كلب. ف ايه بقى؟ أنا محتاجة مجهودي ف حتت تانية. ده يتطلب مني ابطل ابقى اخطاء اورينتد، أو ابطل ابقى مركزة ايه اتعمل صح واتصيد الغلط واشاور عليه حتى لو مع نفسي عشان دايما ده اللي بشوفه من الصورة. وبالتالي بيخليني حمقانة قوي على مين عمل ايه غلط، وبالتالي دمي بيتحرق ع الفاضي والمليان.
- مكنش المفروض خالص خالص اطلب اكل معاهم النهاردة. ليه؟ عشان انا اصلا كان معايا اكل وهروح الاقي اكل ف البيت ودي طفاسة وضياع فلوس ع الفاضي. انا حتى مكنش عندي متسع الوقت إني اقعد امارس الاجتماعيات وانا باكل، كان الأولى قعدت خلصت شغلي عشان مستعجلة اروح. بجد قرار غير موفق بالمرة. اه، ومحتاجة ابطل مبرر مكافأة نفسي ده اللي بقنع نفسي بيه كل مرة باخد فيها قرار مش صائب.
- بمناسبة بقى القرارات اللي مش صائبة، امبارح بس اكتشفت إن كل القرارات السريعة اللي باخدها بتبقى غلط. اللي هي الاختيارات السريعة اللي مبنية على قرار لازم يتاخد دلوقتي وحالا بأقل مساحة للتفكير. دايما القرار اللي باخده كدة سريعا بيطلع بايظ. قعدت افكر طب اعمل ايه لو انا محتاجة اخد قرار سريع ومعنديش فرصة افكر ومش عايزاه يبوظ مني؟ لقيت حل نص لبة إني اعمل عكس اللي يجي ف بالي ف ساعتها بما إن ثبت ان دماغي غلط. هحاول اجرب الحل ده.
- الشكل الرومانسي للحياة الدائمة مع شريك ورفيق الرحلة حلو وأنا بحبه وبتطلع له وكل حاجة، لكن لما بقعد افكر ف لحظات ��فاء ذهن حقيقية بكتشف إن ليست كل الامور كما تبدو انتوا مبتكدبوش. الموضوع مرعب وفكرة مشاركة الحياة مع شخص ف المطلق اصلا مسؤولية ومجهود كبير على الطرفين قد يصل لدرجة العبء. يعني ع الاقل اهلي بقالهم 30 سنة وازيد معاشرين الخلقة والخُلق ده، ولما بستندل او بستحقر ف تصرفاتي معاهم ف خلاص بقى بقينا عشرة ومعندهمش حل تاني. إنما ازاي شخص مبقالناش كتير مع بعض يضطر يتعامل مع مود او سلوك أنا نفسي زهقانة وقرفانة منه؟ مهما كانت المساحات بينا متداخلة وقابلين وحابين وجودنا مع بعض بس برضو، عيب علينا يعني نبقى شُحطة كدة ونسلك هذا السلوك. يا إلهي! إنها أشياء مخيفة حقا.
- في كمية رغي ف دماغي مركونة ومكركبة بقالها زمن. ولسة في رغي اكتر ومبقتش احس إني عايزة اشاركه. إنما الزحمة النهاردة في دماغي كانت اكتر من العادي ومقدرتش اتحملها، ف خرّجت حبة.
- البطيخ ثم البطيخ ثم البطيخ حتى تحترق النجوم وتفنى العوالم.
9 notes
·
View notes
Text
مساء الخير يا تمبلر.
كنت حابه احكي حاجه سوداوية شويه وصلتلها وانا قاعده بفكر فلحظه صفاء ذهن دلوقتي
انا طول عمري متعودة اداري شخصيتي الحقيقيه عن اللي حواليا وعن اي حد بتعامل معاه عموما، طول عمري لابسه شخصيه قدام الناس متشبهليش بأي شكل واكتشفت اني مش بعمل ده مؤخرا لا ده من زمان من صغري حتى... لازم ابان كويسه هادية مؤدبة الصورة اللي الناس بتحبها او بترضيها معرفش الكونسبت ده اتكون عندي ازاي او بدايته معايا كانت من امتى، اللي اعرفه اني طول عمري بعمل كده ممكن لا اراديا اهلي زرعوا ده فيا، اني لازم اتصرف كده عشان الناس تحبني وتتقبلني، وكأني على طبيعتي مش كفايه او متحبش فلازم امثل وابينلهم اللي يحبوه... والموضوع كبر معايا وانا مش واخده بالي وبتصرف بيه بشكل تلقائي... لحد م جت عليا فتره من كام سنه انه لا ده مش انا، او انا تعبت امثل الدور ده او الشخصية اللي متشبهنيش دي... وبدأت واحده واحده اظهر شخصيتي الحقيقية قدام المقربين ليا مش بشكل كامل لكن على استحياء يعني... وده اتقابل بردود فعل متفاجئه ومصدومه انه اي ده هي دي أية النسمه اللي كنا نعرفها طول عمرنا، هي دي اللي كانت ينضرب بيها المثل فمثاليتها... انتي اي اللي جرالك يابنتي اتحسدتي ولا اي... وغيرها من ردود الفعل المشابهه... ناس كتير بدأت تتچادچ وتهاجمني وتنتقدني... ماعلينا من ده كله مفرقش يعني المهم اني قولت ابقى انا شخصيتي الحقيقه مش مهم الباقي... وبدأت اتعامل بده مع اي حد يجي يتقدم مثلا لما اجي اكلمه عن نفسي اللي بحبه واللي بكرهه، اللي بفكر فيه، واللي يهمني، لكن اللي حصل اني لقيتهم هما كمان ب يت judgement وينصدمو بالاختلاف بين مظهري اللي يغلب عليه الالتزام والتدين وشخصيتي الحقيقيه اللي ممكن فيها حاجات عكس اللي متخيلينه فبالهم... فيبدأو يتراجعو والموضوع مش بيتهم... وده كان بيقابله هجوم من اهلي انه اكيد كلامك اللي طفشهم اكيد كلامك خلاهم ياخدو ��كره غلط عنك.. اكيد كلامك وصلهم انك متحرره... انتي مينفعش تقولي الكلام ده بعد كده، وكأنهم بيوصلولي ان شخصيتك الحقيقيه عمرها م تتقبل ولا تتحب، ارجعي مثلي الدور اللي كنتي بتعمليه وباني قدام الناس بالشكل اللي يحبوه وقولي الكلام مش اللي بيمثلك لا اللي بيعجب الناس، لحد م رسخو فعقلي اني انا ك أية زي م انا كده مش كفاية عشان تتحب وتتقبل وان الحل الوحيد عشان ده يحصل تبقي مدعيه، ولما جه شخص مناسب وتمام والموضوع نوعا ما ماشي بقى عندي خوف اني اظهرله على طبيعتي واتكلم معاه باريحيه عشان الفكره اللي اترسخت فبالي دي، فحقيقي انا حزينه اني عشت من طفولتي لدلوقتي شايله حمل وخوف زي ده وان لسه معنديش الشجاعه اني اتخلص منه بغض النظر عن اللي هيحصل.
6 notes
·
View notes
Text
يُروى أن برتراند راسل أحد أعظم فلاسفة القرن لم يكن يُجيد إستعمال الموقد لإعداد كوب شاي واحد ناهيك عن ضبط السكر و الشاي ، كان يتعثر في الأمر حتى يصنعه أحدهم له ، يكره أبي الفلسفة ولا يطيق صبرًا للتعاطي مع فكرة واحدة منها لكنه يُجيد العمل اليدوي بمهارة ، تنصاع له الأشياء بحُب ، كان ذلك عظيمًا لخيال طفل صغير عندما كنت أناوله الأدوات في سن العاشرة ، يعود المصباح العاطب للحياة ، يخرس الصنبور أخيرًا عن خريره ، و تكتسب قوائم الطاولة صلابة الوقوف مرة أخرى تحت ضربات مطرقته . كل سحر يفتقده في المحاورة يحل في صلته المُباشرة مع الأشياء. في الجيش كُنت أتكيء لقراءة نيتشة على سرير عاطب، ما أقرأه عميق و عاصف لكن المفاصل الصدئة تُفسد صفاء أفكار قضت مضاجع فلاسفة الحداثة جميعهم، أتطلع لصديقي الصعيدي الذي ببراعة حول ملاءاته لما يشبه سور برلين ، لن تنجح ناموسة واحدة في إفساد قيلولته ، بقليل من الحبال شد أوصال فراشه و بقشرة بُرتقالة يُلمع أدواته و برقة يُعلق بما تبقى من الحبال صورة محبوبته و مصحف الجيب كجمال يعلو دراما الفراش ، يعلو البيادة المتهالكة و عرق الجسد و بق الفراش ، عمل يدوي يحوي فلسفة أخاذة جعلت نيتشة يتراجع مُنحسرًا في الكتاب بين يدي. لا تجد نبيًا لا يُجيد العمل اليدوي ، في "إنجيل الابن" لنورمان ميللر يصف تعلم يسوع الصغير للنجارة كإعداد روحي للمُخلص، كيف يختار أخشابه؟ يختبر متانتها؟ و كيف بمزيج من الرقة والعُنف تلتحم عروق الخشب صانعة كمال ما ، مثلما ستصير مواعظ المسيح مزيج من الرقة و الشدة بديع لصنع الكمال الخاص به، بينما في إنقسامات التاريخ لحجري و برونزي يعتمد الأمر في تقدم البشرية على براعة المرء في تسخير معدن لصنع أشياؤه. مؤخرًا بدأت تعلم الطبخ وإصلاح الأشياء البسيطة، الإنهماك في شيء بيديك يجعل العالم يتوارى قليلًا، بينما يتباطيء إيقاع العقل و ينتقل الخاطر من الرأس لليدين، يُستدعى الجسد للتجربة ، وبعد عمل يدوي قصير أو طويل تشعر بصفاء ذهن كف لوهلة عن ضوضاء أفكاره، تمتن لكونك لا تُقارب حدة ذهن راسل لكنك تجيد بعد ساعة من العمل اليدوي إعداد كوب شاي بنعناع والإست��قاء على مقعد قويت أوصاله، لا تشعر أنك إبتعدت عن الفلسفة إنما الفلسفة حلت كإمتداد في الأشياء حولك، وتمتن لإنك في مُستقبل بعيد ستُعلم طفلك جوار أفكار الوجدان كيف يصلح صنبور عاطب؟ و مقعد مكسور؟ وكيف سيرى في يديك سحرًا رأيته في طفولتي، وسيحبك لذلك
6 notes
·
View notes
Text
أحياناً أحقد على هؤلاء، كيف يعد النبيذ لديهم نجاة؟ صفاء ذهن متعب، أنيس وحدة لم تعد به مؤلمة، ورفيق درب تفكير معتم، رحيقه كعبق ذكريات وتاريخ، تشعرين به دفء يحويكِ دون لمسه، فما بالك ..
تهوين ذاك صفاء أنيس رحيقه دفء وأنا فقط أهواه وأهواك.
0 notes
Text
كيف اتخطى حالة الاحباط الابداعي و استعيد طاقتي الفنية
كيف استعيد طاقتي الفنية الفن هو مغامرة ابداعية تحدث داخل العقل… و في روح و قلب الفنان… الحالة الابداعية للفنان يصعب تفسيرها و ما تزال لغزاً… حيث انها تختلف من فنان لاخر و تختلف عند الفنان نفسه بين عمل واخر.و قد يعاني الفنان احياناً من عدم القدرة على الخلق او الابداع… فلا الهام و لا صفاء ذهن يساعده على استخراج فكرة… و هذه الحالة شائعة بين الفنانين… ماذا نفعل في هذه الحالة؟؟؟ هل من حل؟؟ربما ليس…
View On WordPress
#art#tips#فن#فنون#فنون ورقية#فرش الرسم#كيف#نصائح#إعادة تدوير#الوان#الوان فرعية#الوان اساسية#تلوين#رسم#رسم على الجدران
0 notes
Photo
... الرساله الثالثه 👀 ... يمكننا أن نضحك و يمكننا أن نكون بصفاء ذهن الأطفال و لكن ليس كل شئ يكون ع وتيره واحده ف الدنيا تتقلب و الأحداث و الاجواء تتحول ف لله سبحانه و تعالي قدره ع تغير الأحوال ما بين لحظه و الثانيه هكذا نحن تلك الأيام جميعا ف نفس الطريق و تحولت الايام لأكثر فزع و ذهب كل الضحك و صفاء و براءه الاطفال يمكننا أن نبدأ بتلك الصوره و ننتهي بالرساله الأولي تكون هنا النهايه سعيده ❤✋ و يمكننا ايضا ان نبدأ بالرساله الأولي و ننتهي بالرساله الثالثه تكون هنا النهايه لعنه و خوف 💔🙏 (في Alexandria, Egypt) https://www.instagram.com/p/B-HgIpmnT1Q/?igshid=1lwju6hpw0mps
0 notes
Photo
اللهم اكتُب لَنا مع أنفاس هذَا الصباح .. خَيراً نعمَلُه .. ورِزقاً نَكتَسِبه .. وعِلماً ننَتفعُ بِه ..يارب صفاء ذهن و راحة بال و طمأنينة ..
2 notes
·
View notes
Text
مع نفسك !
مع نفسك عندما تكون وحيدا ..
تجد أن الحياة تحتاج الى صفاء ذهن ..
لتتحدث مع نفسك .. لترى صفائك من الداخل ..
أو حقيقتك !
بعيدا عن زحمة البشر ..
تحتاج أحيانا الى وقت وحدة مع نفسك مع ذاتك
مع صفاتك مع ايجابياتك وسلبياتك ..
لترى بوضوح عالمك الذي يزهو بك .. وقد لا تنتبه أنت لذلك ..
وقت الصفاء ذلك يكون ما قبل الفجر .. وقت السحر ..
وقت الخلوات .. وهي ما تتجسد في صلاة ليل ..
لتشكو له همك وثقلك …
View On WordPress
0 notes
Text
خدمات حجز فنادق في تايلاند باقل اسعار
للسفر الكثير من المميزات فالرحلات تبعث فى النفس الراحه و الشعور بالنشاط و تجديد الحماس من اجل العودة الى العمل بنشاط و حماس جديد و صفاء ذهن بالاضافة الى ان الرحلات تعمل على تقارب الاسر و الاصدقاء و لذلك نحن ننصح الجميع بالذهاب الى الرحلات السياحية و التمتع مع الاهل و الاصدقاء بالمناظر الطبيعية الجميلة الساحرة و هناك الكثير من الشركات المميزة التى تعمل على توفي�� خدمات مميزة من اجل توفير افضل الرحلات و افضل البرامج السياحية للسفر خارج البلاد الى افضل البلاد السياحية و توفر تلك الشركات اقامة فى افضل الفنادق المصممه على اعلى مستوى مثل افضل فندق في المالديف الذى يتميز بالجودة و الكفاءة فى الخدمات التى يوفرها لكل عملائه كما يتميز الفندق بموقعه المميز فيطل على اجمل المناظر الطبيعية الساحرة بالاضافة الى الكثير من الفنادق الاخرى المميزة التى توفر الشركة اقامة بها مثل افضل فنادق ماليزيا المميزة بالرقى و التواجد فى افضل الاماكن السياحية الرائعه التى يقصدها الجميع تماما
خدمات شركات السياحة
ان شركات السياحة المختلفة و المتعددة توفر الكثير من الخدمات المميزة التى لا مثيل لها و من اهم تلك الخدمات توفير حجز للرحلات فى افضل البلاد السياحية بالاضافة الى حجز تذاكر الطيران و حجز افضل الفنادق مثل الخدمات الخاصة ب حجز فنادق في تايلاند حيث الفنادق الرائعه و المميزة التى تمتاز بالموقع الممتاز و الطقس الرائع و الخدمات الفندقيه عاليه المستوى التى لا مثيل لها على وجه الاطلاق بالاضافة الى الاطلالات الرائعه على البحر و على افضل المناظر الطبيعية الجذابة و الساحرة التى تنال اعجاب الجميع بالاضافة الى التكاليف التى تناسب الجميع تماما
0 notes
Text
البحث عن دين مفقود - سعد الله ونوس
لا تستطيع الثقافة البرجوازية مهما بلغت قوتها الاحتجاجية، أن تمضي إلى الأمام، وأعني بذلك بالمضي إلى الأمام، أن تكون “تاريخية”. تتميز قوانين وعلاقات الوضع الاجتماعي - السياسي، وتستشرف المستقبل عبر حركة التاريخ. بهذا المعنى، المضيّ إلى الأمام يعني أنها تنفي نفسها، وتتجاوز مكوناتها، وبالتالي تنقلب على ايديولوجية النظام الذي أفرزها، وهذا ما لا يتفق مع هويتها.
وثقافة غير قادرة على أن تكون “تاريخية” محكومة دائماً بأن تقوم على تناقص عسير. فهي لا تستطيع أن تتجاهل الوضع المزري الذي يتلازم مع نظام يجتاح في “الرأسمال” لا مبالياً بخير أو شر كل الوجود الإنساني، ويختزله إلى مجموعة علاقات بين سلع تنظمها الأسعار والأرباح، لكنها في الوقت نفسه تحجم، أو تعجز عن إدراك أن تقويض هذا النظام بالذات أمر لا مفر منه لتغيير الوضع المزري .. لهذا عندما تعكس ثم تحتج على مظاهر الوضع المأزوم في مجتمعها، لا يصل احتجاجها إلى وعي أيديولوجي بضرورة تجاوز نظام المجتمع وتبديله. وإنما تظل حبيسة هذا النظام، تبحث من خلاله وفي إطاره عن منافذ للخلاص ومن هنا ينبع التناقض ويصبح حتمياً أن يقضي البحث إلى حلول هروبية، أو تكريس لقيم اليأس .. وفي حالات قليلة، عندما يبلغ النتاج أقصى إيجابيته يتحول شهادة على فساد الايديولوجية السائدة.
وعندما تتفاقم الأزمة في المجتمع البرجوازي - الرأسمالي، يبرز التناقض في ثقافته بشكل أحدّ. كما تتقلُص آفاق الحلول إلى تخبطات تنبع كلها من “الفكر الفردي”، وتتراوح بين الاستسلام الرواقي للعبث، وبين الاحتماء بملجأ متهدّم لدين ضائع.
ونظرة سريعة إلى الاتجاهات الأدبية والفنية التي سادت الحياة الثقافية في أوروبا الغربية منذ بداية القرن العشرين حتى الحرب العالمية الثانية، أي في فترة أزمة الرأسمالية الطاحنة الدامية، تؤكد هذه الفكرة وتوضحها. فمنذ كيريجارد ووجوديته، مروراً بالدادائية والسريالية ورعب كافكا وغثيان وعبث كامو .. الخ. يمكننا وبما تسمح به هذه العجالة أن نتميز ثلاث ميزات رئيسية، الأولى هي أن كل هذه الاتجاهات انبثقت تحت وطأة إحساس حاد بأزمة المجتمع. الثانية أنها تحاشت عجزاً أو عمداً تحليل هذه الأزمة، وكشفها من خلال مكوناتها السياسية، أي من خلال مقولات حركة التاريخ. الثالثة، أنها وبسبب ذلك لم تتبين إلا خلاصاً فردياً بمعزل عن الجماعة، وربما بنفيها، أو بالتعالي عليها. إلا أن الأحداث الدامية والمتلاحقة سرعات ما فضحت هشاشة هذا الخلاص وعمقه، ولهذا كانت هذه التيارات تجد نفسها دائماً في طرق مسدودة، وكانت تضمحل تحت ضغط الحركة التاريخية، كما كانت تدفع الثمن العادل لتجاهلها.
هذه المقدمة ضرورية لتحليل الملامح الرئيسية للحياة الثقافية في أوروبا الغربية وفهمها، وقد أشرت إليها في الفقرة السابقة. أعني الارتداد إلى الوراء والهامشية، وانكماش الثقافة في نشاط مأزوم يكاد يكون دورانا في حلقة مفرغة.
ونبدأ بالملمح أو الاتجاه الأول، وهو الارتداد إلى الوراء. ففي الفترة الأخيرة طغى هذا الاتجاه مثل موجة عارمة شملت الأدب والفن، وكل ما يعكس صورة الإنسان على حد تعبير مارتن إيفين، وكما لو أن الزمن قد انسد فجأة، أخذت العيون تنظر إلى الوراء، ولكن دون غضب، بل بكثير من الحنين والأمل. انبعث الماضي، وراح يتظاهر في أخيلة الفنانين، ومجلات الأزياء، وفي حناجر المغنين، وعلى خشبات المسرح. وتحول كل شيء ارتداداً.
طبعاً لم تقتصر الموجة على أوروبا الغربية فحس��، بل امتدت إلينا نحنن الذين تمزقنا آلاف المشاكل المختلفة. رجعنا معهم إذ رجعوا، وتألقت على أجسادنا أزياؤهم، وواكبت أذواقنا ما يتذوقون، وإلا كيف نثبت أننا "أبناء العصر وأننا متحضرون"؟ على كل، ما هذه سوى ملاحظة جانبية لظاهرة تستحق فيما بعد أن نتوقف عندها بشكل أوسع.
وجوهرياً يمكن أن تميز في هذه الموجة خطين بارزين. الأول هو الارتداد إلى "دينية" مفقودة، والثاني هو الارتداد الزمني إلى فترة تاريخية سابقة، وبالتحديد إلى ثلاثينيات وأربعينيات هذا القرن. وعلى صعيد الأدب والفن يمكن أن نجد ما يمثل الخط الأول في آخر أعمال فرقة "المسرح الحي "اللفينغ تياتر" وأعمال جماعة "الرعب" التي يبرز فيها أرابال، وجودوروفسكي، وتوبور، ويمثل ثاني الخطين عدد من الأفلام والمسرحيات التي فجرت الظاهرة وأبرزتها بحدة. ونحاول الآن أن نلقي بعض الأضواء على بنية هذين الخطين.
محاولة البحث عن دين مفقود ليست جديدة في الثقافة البرجوازية. بلل كانت كإيقاع منتظم لا يفتأ يتكرر بين حين وآخر متلازماً بشكل مباشر أو غير مباشر مع تفاقم الأزمة الاجتماعية. كيركجارد وهيدجر وبرجسون وكارل يسبرز وغابرييل مارسيل، إذا لم نذكر إلا الفلاسفة، كلهم حالوا، وببناءات فكرية مختلفة، هذا البحث. جربّوا أن يجدوا توازناً داخلياً من خلال روحانية فردية تتجاهل الواقع الموضوعي - صراع الطبقات. والحركة الاقتصادية. على الرغم من أن هذا الواقع هو منشأ عدم التوازن. لهذا يمكن القول، مع الإشارة إلى تفرد كل واحدة من هذه التجارب، بأن هذا البحث في محصلته لم يصل إلى أي تأثير فعّال على حياة المجتمع، اللهم إلا "دعم النظام القائم – النظام الرجعي" على حدّ تعبير لوكاتش.
ولكن ذلك لم يمنع تكرار المحاولة في صياغات أدبية وفنية متنوعة. مع فارق أنه لم يعد بالإمكان إغفال الجانب السياسي لأزمة الإنسان الغربي. فبعد اللوحة السوداء التي رسمها "بيكيت" لعالم بلا دين، حيث الإنسان محكوم بالإحباط، والحياة الخالية من المعنى، جاء مسرح "الليفنغ تياتير" ليكدّس في سلة واحدة: السرياليين وفرويد وبوذا والمسيح، ثم أضاف إليهم تحت ضغط الحرب الفيتنامية وأحداث أيار في فرنسا، ماركس. ومن هذه الأكداس جرب أن يصوغ ديناً جديدًا، قد يسترد به شخوص "بيكيت" الرازحون تحت بأسهم الأزلي بعض الأمل. وإن سألت كيف فالجواب جاهز وبسيط .. باليوغا التي تتيح للإنسان هدوء السريرة، وبالمحبة المطلقة التي يمور فيها الشبق الجسدي، وبالتعريّ الكامل وإطلاق كل الرغبات الحبيسة بلا قيد، ثم بإحراق النقود، والانغما�� بعدئذ في عيد ديونيسي لا يتوقف إلا بالموت. والمحور الرئيسي في هذه التعاليم هو "اللاعنف" الذي يبلغ أقصى أبعاده في المحبة الشبقة. كما أن هناك آلية معينة تتم في ممارسة الدين الجديد الذي يتطابق في ذهن (جوليان بيك) مدير الفرقة، مع الثورة الحقيقية. فالبداية هي تدريب طويل على "اليوغا" وتأمل باطني عميق ينتقلان بالإنسان من السؤال إلى الرؤيا والكشف، ثم إلى الثورة الجنسية الكاملة التي تنظفه من شوائب العنف، وبعدها إلى ثورة العمل وإحراق النقود .. وهكذا حتى يصل إلى المرحلة البيضاء إذ يتحقق الفردوس الجديد ويلتقي الإنسان مع الله.
توليفة مشوشة، تبدأ من طقس ديني – مسرحي، وتنتهي نداءً بلا صدى لبناء فردوس فوري. ولا ينسى هؤلاء المبشرون إثارة كل المشاكل السياسية التي يكتوي بها عالم اليوم. من القنابل الأمريكية التي تحرق أطفال فيتنام، إلى التمييز العنصري، إلى حرب العصابات في أمريكا اللاتينية، ثم إلى الصراع العربي - الإسرائيلي. ولكن في إطار هذه "التوليفة الدينية" الجديدة لا يجدون لهذه المشكلات جواباً أفضل من "أحبوا بعضكم بعضاً". وهم يعتقدون جادّين أن الحب الشبق يمكن أن يضع نهاية لكل الصراعات. وأن هذا الحب إذا ما اقترن بالهدوء الباطني، سيقود إلى مرحلة السلام العليا، حيث كل شيء ممكن ومسموح به، وحيث الإنسان في وفاق مطلق مع الآخر والطبيعة والله.
وفي نقاش مع "جوليان بيك" دار بعد أن حضرت عدداً من التدريبات وعرض مسرحية "الفردوس الفوري" وضح وجهة نظره على النحو التالي:
"العيش في عالم اليوم مستحيل، ولا بد من تغيير شامل وجذري، ولكي يتم ذلك، يجب أن تصفو سريرة الإنسان. فكل الفساد بنشأ من الكراهية والعنف والتغيير يجب أن يبدأ بالتخلص من هذه الشحنة المتفجرة التي تختبئ في حناياه. ولكن ممّ تأتي الكراهية، وممّ يأتي العنف؟ من الكبت الجنسي. فعندما تتعرض الحياة الجنسية للقهر تتحوّل إلى كمية ديناميتيه من الحقد والعنف يصبح الإنسان معها جاهزاً للتيبس في أفكار متحزّبة أو جامدة. وحينئذ تتساقط كل المشكلات العالمية كقشور يابسة لأنها تفقد الأسباب أو الشحنات التي تفجرها. إن الصراع العربي – الإسرائيلي مثلاً لا يمكن أن يحل إلا عن هذا الطريق. ومن المؤسف أن ضحايا الأمس وهم اليهود يصبحون جلاّدي اليوم. لكني متأكد أن المشكل لا يحلها إلا أن تزول من النفوس كل امكانيات "العنف". محاربة العنف هي البداية. والتأمل الهادئ الذي توفره العبادات البوذية هو الذي يقود إلى هذا الإدراك. بذلك فقط يجد الإنسان صفاء السريرة، ويسمو فوق الفروق. يقبلها، ويعايشها، بل ويهتف: العالم يخص الجميع وعاشت الفروق. عندئذ لن يبالي أحد بتكديس المال، ولا بالامتلاك، ولا بإ��لال الآخر، وإنما بالإبداع المتواصل الذي يستمر ويستمر حتى نقطة الصفاء العليا".
ولن أناقش هنا الآراء السياسة التي يتضمنها هذا العرض. ولكن أشير فقط إلى التفكك والسذاجة في هذه الدينية الجديدة، بالإضافة إلى أنها لا تعدو محاولة لنزع السلاح من أيدي كل المضطهدين، وتكريس الأمر الواقع في العالم الراهن. لاحظ عبارة "عاشت الفروق". فإن نقاء السريرة سيقود إلى الزهد، وبعدها إلى احترام الفروق. وفي الظاهر تبدو الفروق عرقية، لكنها في جوهرها كما نعرف اقتصادية. وإذن على الفقراء أن يهتفوا للفروق بينهم وبين الأغنياء، وعلى الدول الفقيرة أن تحترم المسافات بينها وبين الدول الغنية. "وهذه أدهى حيل الرأسمالية لبقاء تقسيم خريطة الفقر والغنى في العالم عل ما هي عليه الآن". كما أضيف بأن هذه الدينية لا تعدو محاولة خلاص فردية. وفي أحسن الأحوال هامشية، أي عن طريق جماعات صغيرة مثل فرقة "الليفنغ تياتر" نفسها، إذ حاولت أن تعيش دينيتها، ثم لم تلبث أن تفككت. وهي لا تؤدي إلا إلى التسكين، وتهدئة خواطر الطبقات المستغلة أو صرف اهتمامها عن القضايا الأساسية. ويتم ذلك، ولا يهم هنا حسن النية، باسم الدفاع عنها وعن الشعوب المضطهدة أيضاً.
* * *
هذه الملامح نجدها مكثفة لدى جماعة "الرعب". وأفضل نموذج لتوضيحها هو الفيلم الذي أدهش نقاد باريس، وأخشى أن يدهش نقادنا أيضًا. فيلم "الجبل المقدس" سناريو وإخراج وديكور وملابس وموسيقى ألكسندر جودوروفسكي. ومن المفيد قبل تحليل الفيلم أن نعرض بإيجاز بعض ملامح اتجاه "الرعب" الذي يضم الآن مجموعة من الكتّاب والفنانين أبرزهم أرابال، وجودوروفسكي، وتوبور، فالكلمة مشتقة من "بان" الإله الإغريقي الذي احترف الضحك صغيراً، ثم أصبح يرعب البشر بالهيئة التي اتخذها وجهه. وبالنسبة للكاتب المسرحي "أرابال" الذي التصق باسمه هذا الاتجاه، فإن "الرعب" ليس مدرسة، ولا حركة فنية أو أدبية، بل هو شكل من أشكال الوجود والخلق الفني. "فاهتمامات إنسان الرعب هي الفن، واللعب، والاحتفالات". "الفنان هو الساحر أو النبي"، ومصادر خلقه هي الذاكرة والصدفة والالتباس. أم اشكل العمل الفني الذي ينبغي أن تتوفر فيه هذه الشروط: "أن يكون ضد التشويه، وغامضاً، وضد السخرية، ومليئاً بالتناقضات، وأن يحتوي على الرياضيات والمنطق، ثم أن يكثف الأشكال التقليدية لصبّها في الأشكال الجديدة والعكس". أما جودوروفسكي فيصف ذكاء فنانالرعب أو موهبته "بأنه القادر على تأكيد فكرتين متناقضتين في الوقت نفسه، أو تأكيد عدد لا متناهٍ من الأفكار، أو عدم تأكيد أية فكرة. وإنسان الرعب ليس لديه أسلوب، ولكن لديه كل الأساليب".
ولا أعرف إذا كانت هذه السطور ال��ليلة تقدم أي إيضاح عما يجب هؤلاء الفنانون أن يسموه "إنسان الرعب". والكتاب الذي أصدروه صيف عام 1973 لا يقدم إلا تنويعات أسلوبية لهذه التعريفات العامة والمتناقضة. ففي الحياة مثلاً عند انسان الرعب يتمثل في "حب الحياة والجبن والسعادة والانفراد في إطار الجماعة والتلذذ بالحرية. وقبول أفكار وأساليب في الحياة مختلفة عن أفكاره وأساليبه، والهروب من المعركة". وهو يريد في الوقت نفسه أن يكون إنسانياً وعالميًا وتقدميًا وضد العنف وضد التفرقة العنصرية وضد الانتماء إلى وطن بالذات وضد التدين بمعناه الكنسي، فكيف يمكن أن تتوازن مثل هذه الرغبات وهذه المطامح! ربما يريد جودوروفسكي الاجابة على مثل هذا السؤال عندما يتحدث بحماسة عن الصوفية. تعلمك الصوفية أن تجد الجوهر خلف القناع، أن تجد الفراغ الكبير، إنها تعلم بطيء للموت. ينبغي أن تتعلم كيف تتخلى عن كل شيء. وإني أهيئ نفسي لذلك يومياً، فهذه هي الوسيلة الوحيدة للعيش".
وفي فيلمه "الجبل المقدس" يجسدها هذا المعنى بكثير من الإلحاح والوضوح. ونجد أنفسنا مرة أخرى أمام مبشر جديد يقدم لنا أخلاطًا من البوذية والمسيحية والإسلام. "إن النماذج الاولى لإنسان الرعب هي بوذا ومحمد والمسيح".
يبدأ الفيلم بمسيح مسمّر على صليب مشروع فوق التلال. يأتي مسخ مشوه ومعه جمع من الصغار فيرجمون المسيح بالحجارة. يصحو من إغمائه مذعوراً، وينزل عن صليبه، فيبتعد الصغار هاربين. لكنه يتصالح مع المسخ المشوه، وهو كما نتبين فيما بعد عفريته أو وسواس الخطيئة لديه، ثم ي��بطان التلال باتجاه المدينة. هي روما المعاصرة، والحضارة الرأسمالية، وبالذات الأمريكية بكل سطحيتها وشراستها. مدينة غريبة كل ما فيها للبيع والاستهلاك. ويسيل الدم في شوارعها كسواقي المطر. جثث. عنف. تجارة. قمع. يمر عرض عسكري، الأعلام المرفوعة فيه شرائح دامية من اللحم البشري. ويمسك رجل امرأة، فيسندها على الحائط، ويواقعها وهي تضحك، بينما يلتقط زوجها صورة سياحية لهما. أما الفن فإنه لعبة مضرجة بالوحشية. جيش من الضفادع المسلحة يهاجم قلعة تحميها جيوش أخرى، وتتم المذبحة، ثم تغرق كل الضفادع في سيل داهم من الدم اللزج. إذا كان لكل حضارة الفن الذي يعبر عنها، ففي أمريكا هذا هو التعبير الفني الذي يتوافق مع نمط الحياة وقيمها فيها. والمصلوب يتابع تجواله. كل ما حوله سلع للإتجار، وفي المقدمة المسيح ذاته. وفي الكنيسة ينكره القسيس الذي يضاجع تمثالاً له، فيطرده. ووراءه تمشي المجدلية صامتة مدلهّة. كذلك يتبعه وسواسه.
بعد هذا تبدأ رحلة المسيح مع الساحر "الله". يصعد برج السماء ويلتقي به. يطلب ذهباً فيحول ال��احر فضلاته ممتزجة بالعرق الانساني إلى كتلة من الذهب. ولكن ما قيمة الذهب؟ حول الساحر يتحلق عدد من الأشخاص الذين ملكوا كل شيء على الإطلاق. الثروة والنفوذ ومختلف أشكال اللذة. لكنهم اكتشفوا بعدئذ أن هذا كله بلا قيمة ما داموا فانين. لهذا جاؤوا إلى الساحر لكي يقودهم إلى الجبل المقدس. إلى الخلود. تاجر النساء، وكل العاملات محظيات له، وعروق تنزف ذهباً في خزائنه. تاجرة السلاح التي تزرق في دماء الأطفال العنف وبذور الحروب. تاجر الفنون الذي يصهر كل شيء ويحوله سلعة. وزيرة الخزانة الذي يقترح قتل آلاف المواطنين لسد عجز مالي. المهند س الذي بلغ قمة المجد لتصميمه مساكن لها أشكال التوابيت وأحجامها ولا يتسع البيت منها إلا لجسد ممدد. مدير البوليس الذي يقود جيشاً من الخصيان، ويمزق صدور الطلبة المتظاهرين بإشارة صغيرة.
هؤلاء هم الرفاق الذي ينضم المسيح إليهم، ليذهبوا مع الساحر بحثاً عن الجبل المقدس. وتبدأ الرحلة. يجب أن يتخلصوا من كل ما يضيعهم، او يجعلهم يتيهون عن الدرب. هي عملية ترويض للتخلص من دوافع الجسد، والشهوات الدنيوية. وتدريجياً يصبحون أقرب من الطبيعة، ويجدون البساطة، ويقهرون أنفسهم. إنجيلهم يتلخص في هذه الكلمات: "المعرفة، الجرأة، الإرادة، الصمت" بعد ذلك يضيف الساحر قائلاً للمسيح الذي خلّصته الرحلة من شوائبه وبالتالي من المسخ الذي يرافقه: "إن الحب أيضاً هو أهم الحقائق"، ثم يشير إلى المجدلية التي تتبعه صابرة راضية، ويأمره باصطحابها والعودة، كي يتجه إلينا، نحن المتفرجين، فيكشف اللعبة، ويخبرنا أن ما رأيناه ليس إلا فيلماً سينمائيًا، والمهم أن نكون قد استوعبنا الموعظة. ويشكل الفيلم باللوحات التي يقدمها في بدايته عن المدينة، وبالصور التي يرسم بها قصة كل واحد من مجموعة الرحلة، بانوراما قوية التعبير، وشديدة الحساسية عن تفسخ المجتمع الرأسمالي، وتحلل الوضع الانساني فيه. ولا يجهل جودوروفسكي، كما لا يتجاهل الدور السياسي والاقتصادي في ولادة هذه الحالة المتفسخة. والدليل إلحاحه على صور بالذات مثل: الارهاب البوليسي، والسحق الجماعي، والاستغلال الاقتصادي، والحروب، وعجلة الرأسمال التي تطحن الفرد... الخ. لكنه بدلاً من أن يضع ذلك في إطاره الايديولوجي الصحيح، نراه يلجأ إلى تحليل ديني أخلاقي يتلازم فيه انحطاط المجتمع الرأسمالي مع تقهقر الجانب الروحي في الغرب. ثم انسجامًا مع هذا التحليل يتوضح الخلاص في موعظة تضم نتفاً من البوذية والمسيحية والاسلام. التخلي عن الشهوات والطمع، الزهد في أعراض الدنيا الزائلة، العودة إلى الطبيعة ونبذ العنف، إلى أن تشف السرائر، ونصل إلى نيرفانا معاصرة يتوفر فيها الانسجام والحب والسلام.
* * *
ها نحن مرة أخرى أمام الفردوس. ولكن من يطأ العتبة أولاً: أصحاب مصانع السلاح أم قتلاهم؟ أرباب العمل أم عبيدهم؟ الدول المستغِلة أم الدول المستغَلّة؟
هنا يصبح للتقليد الشائع عندنا، إذ نرتبك أمام الباب ويدفع كل منّا الآخر كي يتقدمه في الدخول، قيمة مصيرية. فالفردوس إلا أمنية خائبة في ذهب فنان خانته بصيرته.
إن هذه العودة لاسترداد روحانية ضائعة لا تتيح خلاصاً إن لم نجعله أبعد. فهي تخفي في جوهر الأزمة عندما تردّها إلى مجرد انهيارات خلقية، متجاهلة بذلك الوضع الطبقي، والبنية الأيديولوجية للنظام. وبما أن من الخصائص الأساسية للرأسمالية لا مبالاتها بالمعايير الخلقية أو الدينية فإنها تظل الرابح الرئيسي من مثل هذه الدعوات، إذ تمّوه لها أطراف الصراع الاجتماعي من جهة، وتساعد على تشويش وعي الطبقات المسحوقة من جهة ثانية، ثم تعطي الوهم بملاذ يعين على مزيد من التكيّف والفردية. لهذا لا عجب أن يتبناها النظام. ويعطيها مساحات إعلامية واسعة. ولو استطاع لعبأها في برشامات، ووزعها في عقاقير مجانية، لا داخل مجتمعه فحسب، وإنما في الخارج أيضاً. وهنا تكمن الخطورة الأدهى. فهذه الدعوات تشجيع ذكي للمجتمعات التي ترزح تحت عبء التخلف والفكر الغيبي كي تبقى على حالتها الراهنة. فهي لا تزال تملك ما يفتقده العالم المتقدم صناعياً، أي البداءة والروحانية. وبما أن الصناعة والرفاه المادي لم يحققا للغرب السعادة، بل على العكس قاداه إلى متاهة من الانحلال والعنف والبؤس الانساني، فعلامَ إذن تحاول هذه الشعوب إحراز أسباب التقدم؟! ولماذا تتبع طريقاً أثبت الذين مشوا فيه أنه مسدود، ولا يفضي إلا إلى التعاسة! من الخير لها أن تحتفظ ببساطة حياتها، وتهجع إلى دفء روحانيتها راثيةً للغرب الذي يتخبط في تيه التكنولوجيا والمادية.
ولا شك أن هذه الدعوات الرامية إلى إبقاء خريطة التقدم والتخلّف على ما هي عليه، أثرت ولا تزال تؤثر على كثير من مثقفي العالم الثالث. وفي البلاد العربية يكفي أن نتذكر عدد المؤلفات التي وزنت ميراث المادة والروح. فأنعمت على الشرق بالروح، ورمت المادة للغرب .. ولا يزال عصفور توفيق الحكيم يزقزق مزهواً بعدالته.
* مقالة كتبها في كتابه "هوامش ثقافية" الصادر عن دار الآداب.
http://sayaf.net/?p=1357
10 notes
·
View notes