فيه علاقات بيبقى الطرفين فيها نفسهم يرجعوا، عرفوا إن حياتهم مع بعض أيا كانت مشكلاتها أهون بكتير من الفراق وإن كل واحد يحارب على جبهة لوحده. وأدركوا إن براح الفرص التانية سلم خلفي للفرار من مصير ينز وحدة ووجع وتأنيب ضمير!
لكن في اللحظة النورانية دي، فيه عفاريت كتير بتقف في سكتهم: كبرياء زائفة على خوف من تكرار الفشل على الناس هيقولوا إيه على هو اللي غلطان، وصولا لـ "قدّر الله وما شاء فعل"!
لكن الله لا يفرض علينا شيئا، سبق علمه بنتيجة تصرفاتنا لا يعني موافقته أو دعمه للخطأ، ومحاولة التمسح بيه في كل قرار غير موفَّق بناخده، مش هتعفينا من مواجهة نتيجة تصرفاتنا الغلط في النهاية، ولوحدنا تمامًا!
مرَّة صديق كان بيفضفض لي، ويحط إيدي على وجيعته: "أنا مرّة عيّطت وأنا ماسك إيدها، مش لأي حاجة، غير لأني حسيت إني بحبّها قوي، ومش عارف أعبّر عن ده غير بالدموع!"
الصديق ده ساب البنت اللي حبّها عمر كامل، لأسباب يطول شرحها، ولما خد قرار الرجوع بعد ما بقاش قادر فعلا ولا هي قادرة، كان كل شيء فات، وخسارته كانت أبدية.
ولحد النهارده بيتفرَّج على الحياة مش بيعيشها. وساعات يكلّمني في التليفون ويسيب الخط مفتوح ما بينا من غير ما ينطق بكلمة، لمجرد إنه كان بيحكي لي عنها، فبقيت -بشكل أو بآخر- من ريحة الحبايب اللي ما عادش طايلهم!
فيه خسارات مهما كابرنا ونجحنا وخطِّينا.. ما بتتعوَّضش، ومشاعر مهما اختبرنا وتحايلنا واجترأنا.. ما بتتكررش، وقصص مهما جرّبنا وغامرنا وطوّحنا إيدينا ورجلينا.. مش موجود منها غير نسخة واحدة بس، لكن لمّا عشناها كّنا أغبى من إننا نعرف ده، ونعض عليها بالنواجذ.
حاجة من ريحة الحبايب، التحول الرهيب اللي شوفته من ستايلز في سيزون ٣ خلاني مش قادر اوصف جمال التمثيل الجاحد اللي قدمه شخصية هادئة عيون مهترئة مرهقة ولكن قاتل رهيب أفضل شخصية في المسلسل .. مش حابب اقارنه بكلاوس عشان شخصيات مختلفة بس بينهم حاجات مشتركة..
مات الأب و أجتمعت كل الأسرة ، تلقوا العزاء ، تقاسموا الثروة ، إلا منزل العائلة قالوا : عبير الماضى ، أريج الذكريات ، بيت العز ، رائحة الغائبين الغاليين ، و لا يمكن التفريط فيه أبدا مهما كان الثمن و يبدو أن رائحة الأحباب العطرة يسرى عليها قوانين الفيزياء و هى كمثل باقى العطور تتبخر و تتطاير متناثرة فى الجو حتى تنفذ من القنينة ، تبددها الرياح ليحل محلها رائحة الإحتياج و العوز ، رائحة بالإضافة لكراهيتها فهى نفأذة و خانقة ، و أصبح أشد المعارضين للبيع هم الأكثر حماسا لتلك الفكرة ، فأضطروا مجبرين للتخلص منه و باعوه بثمن بخس غير باكيين !