#تناسخ الأرواح
Explore tagged Tumblr posts
Text
ال unwanted child اللي زيي، بيعيش حياته بيتلكك إن محدش عايزه.. أوقات بقفش نفسي بلوم نفسي على وجودي، وبحس طول الوقت إني مدينة باعتذار للعالم عن قدومي إليه.. طول الوقت بعتذر ، طول الوقت بحسس في كلامي، علطول حاسة إني ضيف تقيل غير مرغوب فيه.. عندي إحساس إني عايزة أروّح بس كإني معنديش بيت.. مش مرتاحة، في أي وضع، في أي سياق، في أي حياة مش مرتاحة.. الناس كلها عايزة تخلد ذكراها، وأنا نفسي العالم ينسى إني جيت هنا أصلًا.. أنا نفسي الأرض تتشق وتبلعني، وبعدين أرجع أقول طب ما أنا كدا هبقى ظاهرة ممكن تقلق علماء الجيولوجيا.. طب اختفي؟ طب ما كدا هحيّر علماء الفيزياء.. طب أتحول لقطة؟ طب ما كدا بتوع تناسخ الأرواح هيقفشوا!.. أعمل إيه والله.. أعمل إيه يارب..
65 notes
·
View notes
Text
عزيزي .....
- تعلم أن حديثًا بيننا لا ينقطع... لطالما شغلتني مسألة تناسخ الأرواح، ربما كنتُ فراشة في زمن ما، أو جارية في أحد القصور تجيد الغناء تمامًا مثلما تجيد تدبير المكائد في آخر. الآن أتمنى لو أني ربة منزل في بداية القرن العشرين أعد لك الفاصوليا الخضراء والأرز على الغداء، ننام عند التاسعة، ونطلق على الثانية عشرة مساءً "نص الليل".
- "ولا كان جرى كل اللي كان، لكن دي قسمة اتقدرت"
كن بخير…
ضي رحمي
9 notes
·
View notes
Text
تاني مقطع للغربان
الغراب المعلم الأول للبشرية لمداراة السوءات
بيعلمنا لتاني مرة.
الحدث الاعظم فى الطريق !!!
الغربان تظهر في الأساطير القديمة فى الامثلة الات��ة:
•الغربان هي الوسيط بين الحياة والموت.
•كطيور الجيفة ، يأكلون الموتى ، مما يجعلهم يجسدون الموت والأرواح المفقودة.
•هم تناسخ الأرواح الملعونة.
•كان يُنظر إلى الغربان على أنها حامل للأخبار المأساوية ، وعادة ما تعلن عن وفاة أحد الأبطال.
•لقد تم التعامل معهم على أنهم مخلوقات خارقة للطبيعة يمكنها التواصل مع البشر. تمثل الغربان فى الاساطير القديمة وعلوم الحضارات القديمة الروحية النهاية وفصل حالة واحدة من الوجود تؤدي إلى بداية وجود روحي أعلى. في كثير من الأحيان يمكن أن تكون هذه فترة صعبة ومليئة بالحزن والخسارة والاضطراب. هذا هو السبب في أن الغربان عادة ما ترتبط بالطاقة السلبية أو الفأل السيئ.
24 notes
·
View notes
Text
"قرأت عن التقمص، ثم قررت أن أحلق ذقني. أنظر إلى لحيتي الشيباء، فأدرك أن تناسخ الأرواح يحدث باستمرار، وأن أرواحنا، ببساطة، تتناسخ في ذواتنا. يكون المرء طفلا ثم يصبح عجوزا، الروح تنتقل من جسد إلى جسد مرارا لا حصر لها -في كل صباح. الجسد يتغير في الليل دون أن يكون ذلك ملحوظا".
كتاب الرسائل/ ميخائيل شيشكين
4 notes
·
View notes
Text
أوزوريس وإيزيس وست حسن وعزيزة وعدوي حسن وحورس القصة واحدة في كل زمان ومكان مهما اتغيرت الظروف والأحوال الشر والخير مبيتغيروش جوة البشر وبيفضل نفس الصراع قايم ع مر آلاف السنين مكنتش ناوية أنزل بوستات عن عروض المهرجان وأسيبها للآخر لو لاقيت إن في حاجة مستاهل يتكتب عنها، وده تالت عرض أشوفه بس مقدرتش أمسك نفسي الصراحة أكتر من كدة 😁 على الرغم إني كنت متأخرة (ع ميعاد مرواحي البيت يعني) بس مقدرتش أقوم من مكاني قبل العرض ما يخلص بحب أوي استخدام فكرة تناسخ الأرواح بالطريقة دي وربط الماضي بالحاضر والتراث بالواقع وكل التفاصيل دي، وخصوصاً استخدام الحضارة المصرية القديمة والأساطير المصرية فيها <3 الديكور كان حلو أوي وحركته وتغييره سلس ع المسرح الاستعراضات كانت رائعة توظيف الحضارة المصرية وان اللهجة تفضل عامية طول العرض كان اختيار موفق، العامية أقرب أصلاً للغة المصرية القديمة من الفصحى، ومش عارفة ليه اللي بيعملوا أي حاجة تخص مصر القديمة بيعملوها بالفصحى وكإنهم كانوا بيتكلموا عربي مثلاً! الإله ست ده كان حلو أوي أنا حبيت الشر عشانه 😆 استخدام الكوميديا في العرض ع الرغم من كونه دراما مأساوية المفروض خلى العرض لذيذ وجميل ودمه خفيف، ومش عارفة ليه الأشرار هم اللي دمهم خفيف يعني 😎 كون ان العرض ده يكون من العروض الإقليمية لقصور الثقافة اللي بتتعمل بميزانيات ضئيلة جداً يعتبر وإمكانياتها المادية قليلة إلا إن العرض رائع الصراحة ولا يقل فخامة وإبداع عن عروض المهرجان القومي أو حتى العروض الأجنبية الدولية اللي بتيجي في المهرجان التجريبي
عرض مسرحي #يا_عزيز_عيني لفرقة #طنطا بلد أمي 😇 #مهرجان_فرق_الأقاليم_المسرحية #عروض_مسرحية #سارة_الليثي
0 notes
Text
صعب تلاقي أي مظاهرات أو أي ثورة ف العصر الحديث مافيهاش ريحة من ٢٥ يناير وكادرات كوبي بيست من اللي حصل فيها. سواء ف الـ ١٨ يوم مع الشرطة، أو ف الشهور اللي بعد يناير مع المجلس العسكري والرصاص الحي والضرب ف العين والمدرعات اللي بتخش تدهس الناس.. وبين الفترتين واحنا بنطهر الميدان وبنكنس الشوارع وبنزرع شجر وورد. احنا هنا شوفنا كل حاجة عصيبة وعمل��ا كل حاجة ملحمية ممكن لأي ثائر انه يعملها.. ده كلام حقيقي مش مبالغة.
ومن ١٣ سنة احنا كنا معجزة العالم. برضو كلام حقيقي مش مبالغة. أي جالية مصرية كان بيتعملها ممر شرفي ف الشارع.. أي مصري ف أي مطار أجنبي الناس كانت بتقف تسقفله وتحتفي بيه لمجرد انه جاي من البلد اللي حصل فيها يناير.... احنا كنا معجزة. وفنانين كتير اتأثروا ب مشاهد الثورة لدرجة انهم رسموا جراڤيتي على جدران شوارعهم.
ولحد النهاردة احنا موجودين ف ريفرنس وقواميس أي ثائر ف أي دولة ف العالم... بص على أي مظاهرات، ف أي دولة: أمريكا، تشيلي، الجزائر، الصين الخ.... واراهنك انك هتلاقي فيها مصريين، بس بلهجة وجنسية مختلفة مش أكتر. أراهنك متلاقيش نفسك عند كل لقطة والتانية بتقول بنبرة دهشة ممزوجة بحزن وشجن: "ايه ده! ده زي يناير بالظبط!"
هو ده سر الثورات العظيمة، مهما اتدبحت ع الأرض، بتفضل دايما حية. ودايما ليها عٙبير طاهر ونقي هتحسه وتلمسه ف كل مرة يترفع فيها ظلم عن مظلوم وكل مرة يتقال فيها كلمة حق بشجاعة.... يناير عمرها ما كانت ولا هتكون مجرد ذكرى وأطلال.. هي زي ما تقول كدة عاملة زي تناسخ الأرواح ف الأساطير القديمة، لو روحها دلوقتي خرجت من عندنا فهي عايشة ف أجساد ناس تانية.... أي انسان مقهور بيهتف من قلبه للحرية والعدالة والكرامة هتشوف فيه ريحة يناير.
0 notes
Text
تحليل فيلم Cloud Atlas: رحلة الروح الأبدية
قد يبدو فيلم Atlas Cloud للوهلة الأولى وكأنه فيلم ممل ومعقد، يحاول تصوير جمال هذا العالم والقرارات الصحيحة والخاطئة للبشر في مواجهة تغيرات هذا الكون بلغة صوفية، ولكن دون أدنى شك، إذا كنت فناناً وتحب الجمال يمكنك أن تحب هذا الفيلم وتستمتع بقصته الرتيبة والجميلة.
فيلم Cloud Atlas هو ملحمة خيال علمي وفانتازيا تستند على رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب البريطاني ديفيد ميتشل. يروي الفيلم ست قصص تحدث بشكل مستقل عن بعضها البعض في أماكن وفترات زمنية مختلفة. وعلى الرغم من ذلك فإن أبطال القصص الست مرتبطين ببعضهما البعض. حيث يتناول الفيلم فكرة تناسخ الأرواح والكارما. لكن قد يشعر البعض بالحيرة والارتباك خلال هذه التسلسلات الدرامية. لذا في هذا المقال نحاول تحليل فيلم…
View On WordPress
3 notes
·
View notes
Text
لو تناسخ الأرواح طلع حقيقي، بحظي ده، في حياتي القادمة هاكون أنا برضه.
29 notes
·
View notes
Text
لا توجد كائنات خارقة للطبيعة
الكون المادي هو الشيء الوحيد الموجود
يوفر العلم المصدر الوحيد الموثوق به للمعرفة حول هذا الكون
نحن نعيش هذه الحياة فقط - لا توجد حياة أخرى ولا شيء اسمه تناسخ الأرواح.
يمكن للبشر أن يعيشوا حياة أخلاقية ومرضية بدون معتقدات دينية
يستمد البشر قواعدهم الأخلاقية من دروس التاريخ والخبرة الشخصية والفكر
3 notes
·
View notes
Text
تمهيد
البرمجة اللغوية العصبية تعني علم هندسة النفس الإنسانية، أو علم هندسة النجاح. فقد كان إبراهيم الفقي هو مَن أدخل البرمجة اللغوية العصبية إلى بلاد الاسلام، و لكن البداية الحقيقية لهذا المجال كانت في السبعينيات من القرن الماضي حينما قرّر كلٌّ من الأميركيين ريتشارد باندلر وجون جريندر أن يربطا بين البرمجة واللسانيات وعلم النفس والأعصاب في سياق تم اختصاره في جملة "علم دراسة التفوُّق البشري".
تهدف البرمجة اللغوية العصبية إلى تحرير الإنسان - بزعمهم - فهو وحده يملك صحته ومرضه وسعادته وشقاءه ونجاحه وفشله... الخ ويتركون الله تعالى جانباً - حاشا لله - ويقولون إن هذا التحرير يمكن أن يستمده الإنسان من الطاقة التي يمنحها له المدرب أو المبرمج؟
من أخطر مبادئ البرمجة اللغوية العصبية
1- العقل الباطن أو اللاوعي
يقولون: إنَّ العقل الباطن له قوةٌ خارقةٌ تُدبِّر كُلَّ شيءٍ، ففكرة العقل الباطن أوجدتها الفلسفة الإغريقية وثبَّتها سيجموند فرويد الذي كان يسعى إلى نشر أفكاره الإلحادية لتحطيم العقائد والدِّيانات.
و البرمجة اللغوية العصبية وجدت في العقل الباطن ربٌّا يخلق ويشفي ويرزق، ويشكِّل الأحداث ويدبِّر الأمر ويتحكَّم في القدر. و لها في ذلك دورات تدريبية خاصة لمخاطبة العقل الباطن المرتبط بالعقل الكلي الذي هو البديل عن الله - حاشا لله - فهم يخاطبونه وينادونه ويتوكلون عليه، ويثقون به ويدعونه ويسألونه ويسترشدونه، فهو الذي يمنحهم التفوق و النجاح و الثروة و الصحة و السعادة. أي أن الشخص الذي يتم (برمجته) يتم تغيير برامجه العقلية باستحثاث العقل الباطن الذي لديه قدرات غير محدودة، وسوف يحقق له كل ما يريد!!
و لكن العقل الباطن (خرافة الفلسفة و علم النفس الغربي) في الحقيقة إن هو إلا سحر و دجل في البرمجة اللغوية العصبية: تقول الاستشارية ماريسا بروجتون (ممارسة متقدمة معتمدة في البرمجة اللغوية العصبية و التنويم المغناطيسي): "بعض اساليب البرمجة اللغوية العصبية لها نفس فعالية وإنجاز الطقوس السحرية. أيضاً، لها علاقة بتوجيه إرادتك و الحصول على النتيجة. و تستطيع دخول مستوى عميق من الروحانية مع البرمجة اللغوية العصبية خاصة في تقنية التنويم المغناطيسي. و ببساطة فإن الطقوس السحرية تنتج حالة النشوة أو الغيبوبة التي تضع الشخص في إطار عقلي الأكثر باعثاً على التأثير المرغوب (بتوجّيه الإرادة)، أطلق على البرمجة اللغوية و العصبية بأنه التقنية الجديدة للسحر. إنّ نوع السحر الذي درسته مستند على الحكم القبلانية اليهودية السحرية الثلمية" ( مقال في ملحق الرسالة-صحيفة المدينة للدكتور أبو معاذ عوض بن عودة - باحث مهتم بالدراسات الشرعية والاجتماعية والإدارية).
فليس ثمة عقيدة تحترم العقل الإنساني و تؤكد على قيمته وكرامته وتعتمد عليه في ترسيخها كالعقيدة الإسلامية، واشتملت آيات القرآن الكريم على عبارات ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة- 73] ﴿ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس- 24] ﴿ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام- 98] تتكرر عشـرات المرات، مؤكدة المنهج القرآني الفريد في الاقتناع العقلي للإيمان. فمن أعظم نعم الله على العبد نعمة العقل الذي هو محل النظر والتفكر والتدبر والتأمل و البصيرة ، وقد أناط الله تبارك وتعالى التكليف جملةً وتفصيلاً على وجود هذا العقل، و أمر العباد بالمحافظة عليه ضمن الكليات الخمس (حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل -العرض- وحفظ المال.) التي بحفظها يجمع الخير لحياة الإنسان.
فالعقل جوهرة مكنونة في قلب النفس، يتميز بها الإنسان عن الحيوان، وهو مناط الإدراك فيه، فهو الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها: فبها يفرق بين الخير والشر، ويميز به الخبيث من الطيب، ومن ثم حرص الإسلام أعظم الحرص على المحافظة عليه، وجعله محل التكاليف الشرعية، إذ قد أسقطها عمن فقده،الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب قال أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ، عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَعْتُوهِ، - أَوْ قَالَ: الْمَجْنُونِ - حَتَّى يَعْقِلَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَشِبَّ ) [مسند الامام أحمد].
2- قانون الجذب
قانون الجذب من أخطر المبادئ الوثنية التي تروج لها البرمجة اللغوية العصبية و قدمته في صورة منهج علمي معاصر، و هو مبدا ليس بالحديث كما قد يُتوهم، بل هو حاضر في كتابات الباطنيين الغربيين منذ مائة عام، و الذي استوحته من العقائد الشرقية الوثنية (الكارما الهندوسية - إعادة التجسد أو تناسخ الأرواح).
تقول روندا بيرن ( كاتبة ومنتجة للتلفزيون أسترالية الجنسية) في كتابها (السِّر) الذي هو قانون الجذب: "من خلال هذا القانون الأشد فاعلية تتحول أفكارك إلى وقائع ملموسة! قل هذا لنفسك ودعه يتسرب ويتغلغل في وعيك وإدراكك. أفكارك تتحول إلى وقائع ملموسة" . بل إنها تنقل عن أحد الباطنيين قوله: "كل الأشياء التي تحيط بك الآن في حياتك، بما في ذلك الأمور التي تشتكي منها؛ أنت المسؤول عن اجتذابها، وأنا أعلم أنه للوهلة الأولى سيبدو لك هذا شيئاً تكره سماعه، وسوف تقول على الفور: "إنني لم أجذب حادث السيارة. لم أجتذب هذا العميل الذي قضيت معه وقتاً عصيباً، وبالطبع لم أجتذب الديون" ، وأنا هنا لأقول لك بكل وضوح وثقة: بلى، لقد جذبت كل هذه الأشياء إليك (السِّر، ص 27 - 28)، و تقول ايضا:"أي شيءٍ نركز عليه فإننا نخلقه" (السر، ص 141).
أما صلاح الراشد -وهو من أكبر المروجين لهذه الممارسة في العالم العربي- فيقول في كتابه "قانون الجذب": "كن رقيقاً لطيفاً في مداعبة القدر، تودد له، إن القدر يتفاعل مع العقل على المستوى العالي" (صلاح الراشد، قانون الجذب، شركة فرانشايز الراشد، 2009م، ص 97).
إن قانون الجذب (هذا الصنم الجديد) يغالي في تعظيم الانسان وقدراته و طاقاته، فالإنسان يتحكم في الكون و في قدره، و هو قادر على خلق أفعاله.
نحن المسلمون نعلم أنَّ من أركان الإيمان الستة الإيمان بالقضاء والقدر، وأنَّ الله كتب مقادير الخلق وقدَّرها سبحانه وتعالى:
قال الله تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [القمر- 49].
و قال الله تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا، إنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:22] يعني أن الله تعالى كتب مقادير الخلق في اللوح المحفوظ من قبل أن يخلقها ويوجدها في الواقع.
أهل قانون الجذب يعتقدون أنَّ الفعل يخلق ويُوجِد بقدرةِ الجاذب لا بقدرة الله، وليس لله في هذا إرادة ولا مشيئة -حاشا لله-، و نحن المسلمون نعلم ان الله سبحانه و تعالى هو الذي خلق أعمال العباد ويعلمها قبل وقوعها وهي مكتوبةٌ عنده، و نحن نؤمن أنَّ الله جعل للعبد اختيارًا و قدرةً { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير- 29].
3- وراء كل سلوك نية إيجابية
من المبادئ التي تروج لها البرمجة اللغوية العصبية: أن وراء كل سلوك نية إيجابية، بمعنى ان السلوك الذي يصدر عن الإنسان مهما كان سيئا إلا أن وراءه بالضرورة مقصد حسن ونية ايجابية يجب علينا ان نبحث عنها ونتعامل مع هذا الإنسان بناء على هذا المقصد وهذه النية.
ان تركيز البرمجة اللغوية العصبية على الفصل بين النوايا والتصرفات والسلوك يتناقض مع الاسلام، لان الشرع لم يبح للمسلم البحث عن السرائر بل جعل ذلك من شأن الله اما الانسان فلا يحكم الا على الظواهر، فماذا نفعل بالنصوص الشرعية التي تبدأ بكلمة "لا":
قال الله تعالى مخاطباً النبي الكريم داود عليه الصلاة والسلام: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } [ص- 26]، فهذه الآية تشير إلى حقيقة الهوى، وتأثيره الهائل على السلوك الإنساني، لدرجة تحذير الأنبياء المعصومين من الوقوع في حبائله.
4- الطاقة
تبنت البرمجة اللغوية العصبية مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواءً الكامنة منها أو الحركية أو الموجية.
إن الطاقة المرادة هي الطاقة الكونية حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية الوثنية، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق.
وتُسمَّى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة، وتمرين الاستمداد، فهي طاقة الماكروبيوتك والريكي والتشي كونغ، وهي تطبيقات تدريبية تُقدِّم لتطوير النَّفس والقدرات ولإكساب المتدرِّبين قوةَ الشِّفاء الذَّاتية وقوة العلاج للآخرين بمجرَّد اللَّمس.
و يزعم مُروِّجوها من المسلمين -جهلاً أو تلبيساً-: "أنها المقصودة بمصطلح البركة عند المسلمين! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته" وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة ليست خاصة بدين معين، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم، بل إن حظ المستنيرين من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم، لغفلة المسلمين عن جهاز الطاقة في الجسم الأثيري، وعدم اهتمامهم بشكراته ومساراته".
و لهذا يطالب معتنقوها بمن فيهم من المسلمين بملء النفوس و العالم بطاقة إيجابية وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها، و التخلص من الطاقات السلبية الموجودة في الكره والخوف من قلوب العالمين، والقضاء على مسبباتها من النقد والجدال والحروب!
فالطَّاقة الكونية عندهم هي طاقةُ الإبراء الكلي وأنَّها تُشفي، ونحن نعلم أنَّ من أولويات توحيد الرُّبوبية: أنَّ الله هو الشَّافي، وقد قال الرسول ﷺ: (أنت الشَّافي لا شفاء إلَّا شفاؤك ) [رواه البخاري: 5351، ومسلم: 2191]. و عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه، أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله - ثلاثاً - وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) [أخرجه النسائي وأحمد وابن خزيمة و الطبراني - قال الترمذي و الحاكم: هذا حديث حسن صحيح].
و قال الله تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ��لْأَرْضِ } [النحل- 73].
و قال صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» (رواه أحمد، والطبراني، والحاكم، والبزَّار، وهو حسن). فكيف تقوم العقيدة بلا ولاء و براء، وكيف ترفع راية "لا إله إلا الله" بلا جهاد! وكيف تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر؟!
الوثنية الجديدة في بلاد الاسلام
لقد دخلت الوثنية الجديدة إلى بلاد الإسلام تحت عنوان براق: دورات التنمية البشرية، و تفشت في أمة المسلمين بسرعة مذهلة تحت شعار "العلم" واغتر بها الكثيرون غير متنبهين لأصولها الوثنية. فدورات التنمية البشرية ظاهرها نافع مفيد و باطنها خطير فاسد المنهج. فكلمة "التنمية البشرية" تعني تنمية المهارات الشخصية (التفوق البشري) و المهارات الإدارية (التخطيط و إدارة الوقت) و المهارات الاجتماعية ( فن تربية الابناء و فن التعامل الأسري).
و ما لبثت هذه الدورات إلا قليلا حتى اختلطت بدورات تحمل في أحشائها فلسفة و طقوس وثنية من خلال البرمجة اللغوية العصبية بأسماء متلونة كالهندسة النفسية و هندسة التفوق البشري و دورات الطاقة و غيرها...
موقف علماء و مفكري الاسلام
لقد انقسم العلماء و المفكرون الإسلاميون في نظرتهم للبرمجة اللغوية العصبية إلى فريقين: الفريق الاول حرمها جملة و تفصيلا لكونها مظلة كبيرة متشابكة من المعتقدات والنظريات والفلسفات الفاسدة المبنثقة من أصول إلحادية ووثنية، و الفريق الثاني قال إنها علم فيه حق نافع و باطل ضار، نأخذ الحق النافع و نترك الباطل الضار، و هؤلاء هم الذين يقولون بأسلمة العلوم الغربية.
إن الذين ينادون بأسلمة البرمجة العصبية أي تحويلها إلى علم إسلامي، كيف سيؤسلمون مصطلح الجذب الذي يحمل معاني إنكار القدر و إلغاء وجود الله -حاشا لله- ؟
وكيف سيؤسلمون العقل الباطن الذي يبرمج الإنسان بصفة حتمية في نعومة طفولته إلى كائن يلهث خلف اللذة المحرمة وإلغاء الدين و الأخلاق من حياته؟ و هلم جرا؟!
إن هذه الأسلمة لهي أشد خطراً من الفكر المستورد في صورته الأصلية، لأن محاولة الأسلمة هذه تكسب الأفكار المنحرفة قوة وحصانة ، وهذه الحصانة هي الخدعة الكبرى التي عن طريقها ينجذب الكثيرون ويضلون عن الطريق ويزدادون تعلقاً بالأفكار الدخيلة لاعتقادهم أنها من صلب الإسلام. ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله، وصدق ابن عباس - رضي الله عنهما - حين قال: "من أخذ رأيا ليس في كتاب الله ولن تمض به سنة رسول الله لم يدر على هو منته إذا لقي الله" (الباحثة فوز بنت عبد اللطيف كردي أستاذ العقيدة و الأديان و المذاهب المعاصرة بكلية التربية جدة).
و لننظر إلى حال المبرمجين المسلمين! (المدربين)، فمنهم من حسنت نيته ولكنه انبهر بالبرمجة اللغوية العصبية و سقط في فخاخها ظانا في نفسه أنها تنفع و لا تضر و حاول مجتهدا للتوفيق بينها و بين الإسلام، و منهم من أخفى نيته السيئة و خداعه و كذبه و ظهر للناس بصورة الخبير المتنور وتطاول على آيات القرآن الكريم يؤولها بالتحريف حتى تتطابق مع مفاهيم البرمجة اللغوية العصبية، و هؤلاء منهم من قال إن كتاب البخاري و كتاب مسلم هما اللذان أفسدا الشباب المسلم و دفعهما إلى الإلحاد، و هؤلاء لا يهمهم إلا الشهرة و المال، و كيف لا وقد اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، ولذلك قيل لهم: مكانكم! فالحقيقة قوية و لكن المال أقوى.
و شاهد شاهد من أهلها
لقد تبين من الواقع و من شهادات ذوي الاختصاص أن البرمجة اللغوية العصبية هي "تجارة" عالمية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، مساقات وكتب ومحاضرات و دورات ودرجات علمية تصل إلى دكتوراه كاملة في عدة أشهر وجامعات غير معروفة.
و كما خرجت البرمجة اللغوية العصبية من موطنها الأمريكي علما جديدا يحمل أسرار النجاح و التفوق البشري، فقد ذبلت و انطفأت شمعتها في عقر دارها.
لقد أكدت نتائج دراسة بولندية أن أكثر من 75% من الأعمال البحثية في هذا النطاق تُشير إلى عدم فاعلية -أو على الأقل عدم القدرة على التعرُّف على فاعلية- البرمجة اللغوية العصبية (مقال لشادي عبد الحفيظ- الجزيرة نت).
و قال الدكتور"روبرت كارول (أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا): " القاعدة التي بنيت عليها البرمجة اللغوية العصبية، وقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس لها. كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تُظهر أن ادعاءات البرمجة اللغوية العصبية غير صحيحة." (مقالة منشورة في مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986).
و في مقابلة لرئيس المبرمجين العالميين مع أحد الدعاة إلى الله تعالى، سأله هذا الأخير هل قدمت لك البرمجة حلاً لمشاكلك الدينية؟؟ فأطرق رأسه ملياً وحرك يديه وقال: قدمت لي حلولاً لمشاكل الدنيا إلا مسألة الدين؟؟
فهل يعي هذا هؤلاء المهرولون إلى ترهات الغرب وزبالة أفكارهم؟ هل يعون عظيم النعمة بالهداية للصراط المستقيم (الدكتور عبدالرحمن جبران ، أستاذ العقيدة بجامعة الكويت).
39 notes
·
View notes
Text
ومع أني أؤمن بالحياة الواحدة، والموت الواحد، إلا أن فكرة تعدد الأرواح تروق لي أحيانا، كنوع من الفضول.
عندما يذكر أن القطة بسبعة أرواح، يمكنك ارتجال فكرة أن لي سبعة أرواح على اعتبار أنه يمكن أحيانا تصنيفي مع فصيلة القطط كما قالت أمي يوما، وأنا أنجو من حادث سير، كنت آنذاك في السادسة عشرة من العمر، بذلك الحساب لدي الآن ستة أرواح متبقية أرتكب بها العشق، ولكي أكون على الحياد هي ثلاثة لك، وثلاثة أخرى للكتابة.
ألا تعلمين أن الكتابة وحدها تحتاج إلى منتصف الرصيد من الروح، وربما لأن الكثيرين من أهل الكتابة ونساكها لا يمتلكون إلا روحا واحدة، فقد ماتوا مبكرا، وانتحر أكثر من مئة كاتب، أو شاعر أو فيلسوف، وهناك مثلهم ممن قتلهم شعرهم، لقد فتنت بك وقتلت فيك قتلا جميلا، وصار بقائي مدهشا، ولا أجد تفسيرا لذلك، إلا نظرية أمي في الأرواح السبعة.
كلما ذكرت تلك النظرية، ذكرت معها ذلك المساء في عمان، عند صديقنا غريب الأطوار "عبد اللطيف جلاجل" العائد من الهند، والذي يمارس التنويم المغناطيسي، ويدعي، ما لا أؤمن به من تناسخ الأرواح، أما ما أؤمن به، فهو أن الأرواح جند مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف، ولولا التآلف والتعارف ما بين روحي وروحك، ما تغلغلت في طبقاتي العاطفية، وفي حمضي النووي.
#اياد_شماسنة
من رواية #امرأة_اسمها_العاصمة
6 notes
·
View notes
Text
عزيزي .....
- تعلم أن حديثًا بيننا لا ينقطع... لطالما شغلتني مسألة تناسخ الأرواح، ربما كنتُ فراشة في زمن ما، أو جارية في أحد القصور تجيد الغناء تمامًا مثلما تجيد تدبير المكائد في آخر. الآن أتمنى لو أني ربة منزل في بداية القرن العشرين أعد لك الفاصوليا الخضراء والأرز على الغداء، ننام عند التاسعة، ونطلق على الثانية عشرة مساءً "نص الليل".
- "ولا كان جرى كل اللي كان، لكن دي قسمة اتقدرت"
كن بخير…
ضي رحمي
12 notes
·
View notes
Text
"لا تعتب علي أخرني القمر" فيروز. مهلا لكننا بأواخر شهر قمري ولم يولد حتى هلالا بعد! حسنا سيدتي.. انا لا اكذب عليك فقمري أنت وانت تظلين بدرا كاملا كل الليالي والأيام وطوال العام سواء كنت بالجوار ا�� بعيدة. يقولون بتناسخ الأرواح ويتمثل لي بك تناسخ الأقمار فطيفك يا سيدتي سلسلة أقمار تتناوب علي بالليل والنهار تدور بمدار رأسي وتفعل جاذبيتها في كل بحور فكري.. فعذرا ولا عتب علي لتخلفي عن صباحك.
1 note
·
View note
Text
أتمنى تناسخ الأرواح يكون حقيقة فعلاً لأني نفسي أعيش حياة بسيطة زي حياة العصافير كده من غير تعب او الاصح من غير وعي ..
40 notes
·
View notes
Text
دول مش ببغاوات.. دول أنا في فى مرحلة من مراحل تناسخ الأرواح.
1 note
·
View note
Text
أخوية قطط الشوارع العالمية
فراء قطة، مسلوخة ربما، أو فرغ الذباب من التهام لحمها، تاركا الفراء بحالة جيدة معتليا كومة قمامة، ومنتظرني بعد عبور الشارع، ليلوح لي على مايبدو أو شيء. عيني لم تخطيء المشهد، رغم الثانية الوحيدة قبل أن أشيح برأسي عنه وأنتفض. هو بحجم قطة بالضبط. أنا متأكدة، ليس مستقطعا مثلا من جلد عجل مرقط أبيض في أسود. لا أرغب في الإفصاح عن براهيني كيلا أثير الغثيان، أين الثقة؟!
لست رهيفة أبدا. عضلة قلبي شديدة، لطالما اعتصرها الألم وخرجت من العصرات المتتالية أشد وأصلب. أخشى أحيانا أن تكسر. أن تحتال فتات كرغيف بائت، لكن الله يستر غالبا. كان هذا المسار ممنهجا ومختارا لي من البداية. في أعياد الأضحى، كان أبي يصمم أن يذبح الخراف بنفسه، يقول الثواب! ويصر أن نشهد. لا أدري ماذا كان يريد أن يخبرنا عن نفسه بهذه اللقطة الحقيقة، ولكني كنت أشد قلبي كما يشد مراهق متباه عضلات ساعده، وأكتم نفسي، وألقي نظرة وانسحب. لا أعرف بالتحديد ماكان عقلي يفعله ليخفف عني هذا الإدراك، لكنني لم أكن أنفعل كفاية لدرجة تهشم قلبي. لا أذكر أنني أحتفظ في رأسي بصورة احتكاك النصل بالحلق. كل ما أذكره شلال الدم الفاير، أهون بالتأكيد. انسحب أبي من الأعياد، وتوقفت مراسم الذبح، لكن بقي مشهد ذبح الخروف هينا. أما مشهد ذبح قطة، لا أستطيع أن أتصوره، ربما هو جسمها الصغير الذي يصعب التصور. ناهينا عن بقر بطنها، أكل الذباب للحشو، وإلقاء أحدهم الغلاف فوق كومة قمامة. من بالكون بوسعه القيام بهكذا مهمة! وكيف يمضي أيامه من بعدها ولياليه، بغير أن يفارق هذا المشهد رأسه؟!
لا أخفيكم سرا، أنا من زمان وأنا مهمومة بالقطط المدهوسة في الشوارع. طفلة صغيرة تحمل العالم فوق رأسها وتقلق بشأن إمكانية طلاق والديها، ونسيانهم إياها في المدرسة وموت جدتها، ورسوبها في الدراسة، وكل القطط المدهوسة في كل الشوارع الرئيسية والجانبية بالبلد. يبدو أن تغذية جدي في رأسي لفكرة تناسخ الأرواح هو من فعل بي ذلك، دون باقي المخلوقات، دائما ما أتخيل روحي تفارقني وتهرول بحمق شديد لتسكن جسد قطة وليدة، ما إن يشتد عودها حتى تتبختر عابرة للشارع في خيلاء بغير أن تحسب سرعة السيارة القادمة، فتدهسها من فورها، لتموت فطيس، وتطحن جمجمتها، وتخرج مصارينها في صورة مقبضة، بغير أن تترك أثر يذكر في مجتمع القطط، سوى سيرتها كقطة حمقاء سيئة الحظ.
لايتوقف الأمر لدى هذا الحد، فغالبا ما كنت أتمثل في أحلامي المشاهد التالية على الدهس، الإلقاء على جانب الطريق في بقعة قذرة بغير أن يكلف أحدهم خاطرا ويواري سوءة قطة في حفرة من عمق ١٠ سنتيمترات أو أقل. سرب الذباب المنهال على اللحم والأعضاء الداخلية يمزمزها محدثا فوضة عارمة بأجنحته المرفرفة فيما يأكل. كل هذه المشاهد تمثلتها، ولم ينكسر قلبي. لكن آخر ما كنت أتوقع أن أراه، ويفعل بي ما فعل، فروة قطة مسلوخة في القمامة، مأكولة ربما.
مر موسم الأضاحي بمراراته وروائحه. وجاء موسم القطة. أتعثر في فروتها، وأتناساها، وأمر بجوارها مرة أخرى، وألحظها فتعصف بي كما عصفت المرة الأولى تماما وربما أشد. على مدار ثلاثة أيام، وكأنه ندر، يتكرر الأمر. وكل يوم يساورني فزع المتفاجيء.
في المرة الثالثة، حاولت رأسي أن ترأف بي ببعض الاحتمالات الأقل وحشية، بديلا عن سيناريوهات الذبح، والدهس والفعص، والاحتيال لوليمة ذباب. لكن ماجادت به لم يكن رؤوفا أبدا، كان بالأحرى ماكرا يتصنع الرأفة. نسجت رأسي شبكة شديدة الأحكام من مخاوفي ومواطن ذعري ووثقتها جيدا من حولي. فراء القطة الذبيحة المدلى منها رأس القطة المخوخ الذي يطاردني منذ ثلاثة أيام، يود أن يخبرني شيئا، عنها ربما، عن نفسي على الأرجح، فهل يضر القطة سلخها بعد ذبحها مثلا وتود أن تخبرني بذلك؟!
منذ هذه اللحظة، اختفت تماما من رأسي السيناريوهات الدموية عن ماذا حل بالقطة، ليحل محلها احتمالات ما قد تود أن تدلني عليه قطة راحلة مسلوخة، لم تعد موجودة أصلا. أعرف جيدا أن هذا يبدو محض هوس، أو فصل من كتابات موركامي الزاخرة بأجساد القطط، وأرواح القطط، ولكن بالنظر لقناعاتي فيما يخص القطط وتاريخي معها، كان الأمر معقولا جدا بالنسبة لي وشديد الجدية، حتى حدث ماحدث.
حدث ماحدث في فترة مبكرة من الصبح، لم أعتد أن أكون فيها في الشارع، فدوامي يبدأ في العاشرة، مايستلزم خروجي في الثامنة والنصف على أحسن تقدير. كانت أجازة العيد انتهت بالفعل، لكن أمي تشكو بحرقة من عدم عودة غالبية الباعة من أجازاتهم واضطرارها للارتحال بعيدا لشراء الخضر والفاكهة الأسبوعية. ولأننا في موسم الأجازة الصيفية، فحتى الزحام الدراسي الذي كان ليضفي على مشهد السادسة والنصف صباحا بعض الونس لم يكن موجودا. أما عما استدرجني للشارع في هذا الساعة التي لست معتادة البتة على انعكاس ضوء شمسها الفاتر على الأسفلت، كان البحث عن عربة فول، أو محل فول لشراء مقدار من الفول المدمس وعجينة الطعمية، لأجل إفطار عائلي اشتهاه الأخوة يذكرهم بأيام زمان، لا أدري أكان من حسن حظي أو سوء حظي أنهم اشتهوه في هذا اليوم.
كنت أسير بتؤدة أحاول الاستمتاع بما تبقى من نسيم وضباب الفجر في شارعنا، عندما تعثرت في زبال المنطقة المراهق الذي مافتيء الشارب يخط في وجهه، ويتقمص بجدارة أمام الناس دور المراهق الشهم، الفاتن، وهو الرداء الذي كان متخليا عنه في هذه اللحظة بالذات، ليحتال محض طفل بريء مسلوب الطفولة. يلعب مبارة كرة قدم وحيدا يقوم فيها بكل الأدوار، يهاجم ويدافع، ويسدد ويصد في ذات الوقت علبة صفيح مكعبرة، محدثا فوضى عارمة في هذه الساعة الهادئة. عندما غافلته من خلف كوم القمامة قطة صغيرة، حية، في المرحلة من عمرها التي يتحول فيها زغب القطة الخفيف إلى فراء واضح الملامح، ككتكوت غير ريشه، لكنه مازال كتكوت.
كانت القطة، لها ابتسامة خاصة، ابتسامة طفلة مستبشرة. أعرف أن ما أقوله يبدو هراء خالصا، وأن القطط لا تبتسم مثلها مثلنا حتى إذا كانت سعيدة، لكن هذا مارأيته، حينما تبدت القطيطة من خلف بوكس الكهرباء شديد الخطورة، الذي يكاد يخفيه كوم القمامة. فزع الفتى، لكنه واصل مباراته، حينما تصدت القطة لمهمة من نوع خاص.
كان الفراء المسلوخ قد اختفى في هذه اللحظة، ربما كسحته شركة النظافة برأسه الجوفاء في وسط ماتكسح يوميا، أو ران عليه راقات عديدة من القمامة. لا أقول أن القطيطة كان يبدو عليها أنها تعرف طريقها إليه، لكني أستطيع أن أجزم أنها كانت مصممة ومؤمنة أنها ستفعل، من خطواتها الخفيفة والواثقة، حتى جذبته بعد دقائق بفمها، بغير اشمئزاز يذكر، وأبعدته خطوات، أما أنا، فلم أستطع أن أتبين خطوتها التالية أبدا. نفس الفراء المرقط الذي لم يغادر خيالي لحظة، ربما ليس بنصاعة ولا جدة النظرة الأولى بعد سبعة أيام، ولكنه هو، كنت متأكدة.
في ظرف دقائق، كانت القطيطة قد أدت مايلزم بدقة متناهية تحسد عليها، في البقعة التي لم يصيبها أسفلت الحي، الملاصقة للرصيف، أحدثت لحدا لما تبقى من جثمان القطة الأخرى، لايسعني تخ��ين أية صلة جمعت الثنائي: ال��ية، ومبقورة الداخل، ربما الأخوة، أو البنوة، أو مجرد الزما��ة في أخوية قطط الشوارع العالمية، أو حتى أرسلتها مركبة فضائية قادمة من كوكب نائي تسيطر عليه القطط، ويمد يد العون من حين لآخر لقطط الأرض المستضعفين، كقطة مدربة تعرف مايلزم أن يفعل، وتفعله، ثم تنسحب بهدوء.
كان أداء القطيطة مبهرا بالنسبة لي، فيما كانت تواري سوءة أختها بثبات وتمرس، وتكرمها كما يفعل البشر، ثم تسوي اللحد، بأقدامها الدقيقة تارة، وفمها تارة، أعتقد أنني لو جمعتني صحراء جرداء بجثة لأخ في الإنسانية حيث لايوجد سوانا، سأعجز أن أكون مثل هذه القطة، ياويلتى!
لم يستغرق المشهد الذي بدى دهرا سوى عشر دقائق مثلا. لم تقلق أمي حتى، أو تبدي استغرابا، حينما عدت بكيسي الفول والطعمية، بعدما شهدت المشهد لآخره، وشيعت القطيطة بعيني إلى حيث لم أكن أستطع أن أتبعها بعد ذلك. في طريق عودتي، تعثرت في قطة صريعة أخرى، كانت رأسي معلقة في السماء تقتفي أثر مركبة فضائية قد تكون معلقة هنا أو هناك، لكن قدمي اصطدمت بجثة هامدة، ودافئة.
قبل أن أنظر، كنت شبه متأكدة أنها جثة قطة هي الأخرى، صفها أحدهم بعد دهسها بجوار الرصيف. كانت هذه المرة الوحيدة التي لم يشملني فيها غم مرأي قطة صريعة، مكسورة العنق، وربما الضلوع وجسدها ملفوف وملوي. لم أصب بكآبة، كان شعوري أقرب للفخر في الواقع بجنس القطط. فحتى لو بقر بطنها الذباب لاحقا، ولم يكلف إنسان خاطره ويواريها التراب، سيرسل إليها مدد فضائي من قطة مدربة أو اثنين في ظرف أسبوع على الأكثر، وتكرم أشلاءها، بعد عيشة مرهقة في هذا الكوكب البائس، أفضل مايكون التكريم.
(تمرينات كتابة مسائية، مسودة أولى، تمت في: ٢٣ أغسطس ٢٠١٩)
12 notes
·
View notes