ماتسمحش لحد يجبرك على وضع أو تصرف أو خطوة وأنت مش مستعد لها!.. محدش أدرى بظروفك منك، وفي النهاية مش هيشيل شيلتك غيرك.. ممكن تجامل في خدمة أو رأى لكن حياتك مش حقل تجارب!..
وأنت على البر فيه مليون إيد هتزقك تنزلك البحر لكن وقت الجد ولو بدأت تغرق قليلين جداً اللي هيلحقوك لإن مش كل النصايح كانت خالصة لله، ولا كل الأيادي متينة، ولا كل القلوب أصحابها وفية.
من وقت للتاني بتكون محتاج لشوية حسم، وقسوة مع نفسك عشان تنفذ "قرارات" كتير متعلقة بدون أسباب رغم إنك عارف إنها هتشقلب حياتك للأفضل ومفيش مبرر لتأخرها!..
بمرور الأيام ولو طال بيك العمر وبصيت وراك هتكتشف إنك قلقت أكتر من اللازم لما خُفت من بكره اللي لسه في علم الغِيب، ولما بالغت في غلاوة ناس عندك كانوا أقل من توقعاتك، ولما بالغت في مكانتك أنت نفسك عند ناس شافوك أقل ما أنت شايفهم..
محتاجين نبطل تأجيل لأجل غير مسمى لكل خطوة فيها راحتنا.. محتاجين نقول: "لأ "، "كفاية"، و "مش هعمل".. اللكلكة، والمماطلة، والمرقعة بيسحبوا العُمر سحب..
ربنا يلهمنا القدرة ناخد القرار الصح في الوقت الصح ويشوفّنا الصح في كل الأمور بدون لا إفراط في محبة، ولا أذية للنفس، ولا تفريط في كرامة، ولا رعشة خوف تأجل شيء فيه الخير.
كنت براجع حاجة على التليفون وبالصدفة جت عيني على قائمة الأسماء والأرقام وشوفت أسماء ناس كانوا في يوم من الأيام أقرب ليا من غيرهم.. شريط من الحنين مر بسرعة قصاد عيني ورجعني سنين ورا..
افتكرت تفاصيل كتيرة حركت المشاعر واللي مستحيل وقتها كنت اعتقد إننا بعد فترة هيبقى كل حد فينا في مكان.. والنهاردة؟.. مشيوا، واختفوا، ومعرفش عنهم حاجة، ومش مهتم
ولإن الإنسان مننا في الغالب بيحب ييجي على نفسه ويحملها هي ذنب نهاية العلاقات من باب تأنيب الذات وجلدها؛ قررت ماقعش في الفخ وسألت نفسي أسئلة جاوبت عليها بمنتهى الحياد.. العِشرة؟.. كنت مراعيها لآخر لحظة.. الذكريات اللطيفة؟.. أنا اللي كنت السبب الرئيسي في كونها ذكريات حلوة مش هما.. قصرت في أى لحظة؟.. لا والله..
والدرس؟.. طبع معظم الناس إنهم متقلبين.. ردود أفعالهم غير متوقعة.. ضربات الغدر منهم طبيعية.. خذلانهم ليك شيء عادي يحصل.. خيرك ليهم وارد يتنسي.. جدعنتك معاهم ممكن تتقابل بندالة.. البشر ملوك الخذلان واللي يتعلق بقشتهم غرقان.. جنان وتقلبات الناس أمور لا تستحق شغل البال بيها..
والخلاصة؟.. الحياة قصيرة، والمعركة الحقيقية اللي تستحق وقتك وتفكيرك هي إزاى إنك تبقى النهاردة أحسن من نفسك امبارح، وبكره أحسن من نفسك النهاردة.. اللي يشتري قربك بالمواقف اشتريله الدنيا وما فيها، واللي يشوف في البُعد راحته ساعده وزود بُعدين تلاتة على بُعده 🦅
● الخير دايرة، والشر دايرة والاتنين بيلفوا ويرجعوا لصاحبهم.. عشان كده تستغرب من اللي بيتمادى في تصرفات مؤذية بيضر بيها غيره بدون ما يحط في حساباته إنه كده مش بيعمل غير إنه بيرسم شكل اللي هيحصل معاه هو برضه!.. ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.. كل كلامك وأفعالك فيه نسخة منهم متشالالك على جنب.. زي ما عملوا معاك هيشوفوا.. زي ما عايز تشوف اعمل.
في الزمن الصعب ده اللي يقدر يحافظ على سلامة قلبه، و رقة روحه، وحُسن خُلقه هو إنسان سوي بجدارة، وكرم ربنا ولطفه ورحمته ومحبته بيبقوا محاوطين كل خطاويه.. "ضرير الروح لا يرى وإن أبصر، وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر".