#الوحدة الكونية مع كل المخلوقات
Explore tagged Tumblr posts
Text
الحيوانات
New Post has been published on https://bostantanweer.com/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d9%88%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa/
الحيوانات
لماذا هناك الكثير من الحيوانات منذ وجودها فى حياه المادة وهى تتعرض للأهانه والقسوة وسوء المعاملة من قبل الأنسان ؟
(من مجموعة أسئلة وجهت للروح المرشد “ سلفر برش” فى جلسات وساطية امتدت لثلاثين عاما – كان هذا الحديث بخصوص ايذاء وقتل الحيوانات)
كما قلت مسبقا ان الأنسان لديه حرية الأرادة ولم يخلقه الله ليكون مثل عرائش الماريونيت بل ليجرب الصواب والخطأ. بدون حرية الأرادة يصبح كل تجسد بشرى بلا أى قيمة ، وهذا الأمر ينطبق على فكرة المسئولية تجاه الحيوانات.
لكن هذا يبدو أمرا غير عادل ، أن يتعلم الأنسان من أذية الحيوانات ، المفترض أن أخطاء الأنسان فى حياه المادة يتحمل توابعها هو نفسه وليس كائنا آخر ؟
هناك قوانين للثواب والعقاب ، تتأثر روح الأنسان بأى فعل خاطىء يفعله وكذلك أى عمل جيد يقوم به . بالمثل فان الحيوانات التى تتعرض لظلم أو قسوه فانها تجازى وتعوض وفق نفس القانون.
اننا لا نرى أن الأنسان يمكن أن ينصلح أمره من حيث عدم العنف و القسوه مع الحيوان ، ماذا ترى
ايذاء الحيوانات بالقتل أو قسوة المعاملة
هذا ليس حقيقيا . سوف يحدث تطور فى شعورالأنسان بمسئوليته تجاه الكائنات الأقل منه درجه ، لا أقول أن هذا سوف يحدث بين يوم وليلة ، لكنكم تتطورون ضمن عالم هو أيضا يتطور .
ستكون هناك ارتفاعات وانزلاقات ، صعود واخفاقات لأن التطور ليس فى مجال المادة وانما تطورذو طبيعة روحية . ان المشهد العام يبشر بأن تحولا كبيرا قادم نحو التطور الروحى للأنسان ، فالمخطط الألهى موضوع بحكمه كاملة لكل البشر وكل الكائنات التى تسكن كوكبكم .
كنا نتمنى الحصول على دليل على عقوبة من يتعامل بقسوه مع الحيوان اذ أن من الواضح أن الكثيرين يمكن أن يفلتوا من العقاب
لا أحد يمكن أن يهرب من تطبيق قانون السبب والنتيجة أو الزرع والحصاد وهذا ما أؤكده هنا مرارا . انه قانون ثابت لا يتغير ولا فرار منه وهو دقيق وصارم ، ومن لا يجد آثار افعاله السيئة فى حياه المادة أؤكد لكم أنه سيلقاها هنا فى حياه الروح .
لو أن روحا واحدة أمكنها أن تفلت من قانون السبب والنتيجة لكان معنى هذا أن الله ليس كاملا فى حكمته وعدالته . انكم دائما ترون الأشياء من منظور قريب وليس من رؤية بعيدة . رؤيتكم محدودة بالعالم المادى الذى تعيشون فيه لكن هناك نتائج محتومه تتلقاها الروح عندما تغادر الجسد الفيزيقى .
ان هناك صراع دائم بين قوى الخير وبين من امتلأت قلوبهم بالطمع والأنانية ، بين من اكتسبوا المعرفة ومن مازالوا يقبعون فى الجهالة الروحية ، مازال هناك الكثيرون فى عالمكم لا يفهمون أن الروح الأعظم قد خلق عالم الحيوانات كى تعلب دورا ما فى نظام الكون وأن لها الحق فى الحياه تماما مثل الأنسان .
هذا التفاوت فى تطور الفهم والوعى بين الناس سوف يقل بالتدريج ، سوف تسود المعرفة مع مزيد من الخطوات والجهود التى تبذل لنشر الوعى الروحى .
مهم أن تعرفوا أن الروح الموجودة فى الأنسان هى نفس الروح الموجودة فى الحيوان من حيث الطبيعة والجوهر ، الروح واحدة ولكن الدرجة مختلفة من حيث الوعى.
هل نقابل الحيوانات التى نربيها فى المنزل عندما ننتقل ؟
الحيوان الذى ربيته فى منزلك ، انت ساعدته على التطور وأعطيته بالمعاملة الشخصية فرصة أعلى للوعى لم يكن ليلقاها فى مكان آخر أو مع قطيع من الحيوانات . هذا الحيوان سوف يكون فى استقبالك ليرحب بك عند الأنتقال لعالم الروح لأنك اعتنيت به وساعدته وسوف يبقى معك فترة من الوقت بالقدر الذى تحتاجه روحك آنذاك .
من أجل توفير القوت الضرورى كان على الانسان أن يستخدم فى طعامه النباتات و البيض وحليب الأبقار وربما بصورة أكثر ضراوه يقوم بذبح الحيوانات من اجل ان يتغذى على لحمها كيف يمكن أن نتصالح فى هذه الأمور مع الله دون أن تلحقنا الخطيئة .. مع الوضع فى الأعتبار نقطة ” الدافع ” الذى تقوله دائما وهو هنا الابقاء على حياه الأنسان .
لا تضع اللوم أبدا على الله كى تبرر قتل الحيوان . ان الخيار دائما لك ، لا يجب ان يقتل الأنسان الحيوان ، ولكن الأجابة على هذا السؤال بسيطة ، فان درجة تطورك هى التى ستقودك لما يجب ان تفعله تحديدا فى هذه المسأله .
اذا كان لديك شك أو حيرة اسأل ضميرك وهو ما سيقودك لعمل الصواب .
الأنسان مسئول عن كل أفعاله وكل فكره أو قول أو فعل صغير او كبير تخط سطرا فى سجله وتكون شخصيته الروحية وتؤثر فى المستوى الروحى الذى يذهب اليه . سوف يحمل الأنسان كل النتائج فوق كتفيه ولا أحد غيره .
اننى أؤكد لكم أنه من الأفضل كثيرا لأرواحكم أن تأكلوا طعاما لا يحمل رائحة ” قابيل “( يشير الى الدم).
ان القتل عمل خاطىء ، أتحدث للذين يرغبون فى أن يقودوا مسيرة أرواحهم نحو الرفعه والمكانه فى عالم الروح ، فانكم ان أردتم عليكم أن تقبلوا التضحيات وتدفعوا الثمن كى تعيش أرواحكم فى انسجام وتوافق مع قوانين الله والكون ، فهذه القوانين روحية ولا تتغير وتقوم على الحب والرحمه والعطف والتسامح .
اذا تتبعتم هذه الخصال وتحليتم بها سوف تعرفون ما يصلح لأرواحكم من شراب وطعام ، سوف تعرفون كيف تعيشون الحياه الصحيحة .
فى النهاية الخيار لكم لأن الروح الأعظم أعطاكم نعمه ” حرية الأرادة “.
ما رأيك بالمواد الدوائية التى تعطى للحيوانات مثل المضادات الحيوية والهرمونات و المواد المخدرة احيانا ما يؤثر على صحة الأنسان الذى يأكلها؟
ان من يُقدم على أفعال تضر بالآخرين سوف يدفع الثمن .
لا يمكن لمن يفعل الضرر أن يفلت من العقاب ، اذا كان اعطاء هذه المواد للحيوانات دافعه تحقيق المزيد من الأرباح وليس بدافع آخر علاجى مثلا ، فهذا خطأ ومن يفعله سوف يدفع الثمن .
كذلك فان حبس الحيوان وحرمانه من حقوقه التى منحتها اياه الطبيعه هو أيضا خطأ ، عليكم أن تتعاملوا بالحب والرحمه مع كل المخلوقات التى تشارككم كوكبكم.
تعتقد ماذا برأيك السبب فى عدم شعور الأنسان بصفة عامة بالحنو والمسئولية تجاه الحيوانات ؟
السبب هو تراجع التطور الروحى . ملايين البشر لا يعرفون أن الروح التى تسكن أبدانهم هى نفس الروح التى تسكن الحيوان . هم لا يرون الحيوانات كأرواح نزلت فى أبدان حيوانية .
لا يدركون أن عليهم مسئولية تجاه الحيوانات لكونهم يرون أنهم كائنات أعلى ، وبالرغم من أن هذه هى الحقيقة من حيث الوعى الا أنها تعنى فى المقابل أن يعتنى الأعلى بالأدنى والأقوى فى العقل والوعى والحكمة والأرادة بالأضعف الذى لا يستطيع الكلام أورفع أعمال القسوه عن نفسه.
تشريح الحيوانات ، هل يمكن للبشرية الأستفادة منه ؟
الانسان يقوم بعمل من أعمال الوحشية عندما يعتدى على حيوان برىء عاجز بناء على اعتقاده الزائف بأنه بهذا العمل القاسى يمكن أن تتحسن صحته . أقول لكم أنكم مخطئون ، وهذا الفهم والأعتقاد غير حقيقى.
أنا ضد التجريب على أرواح الحيوانات تماما ، لقد خلق الله الحيوانات لتكون فى رعاية الأنسان وبرحمته وعنايته .
ان وسائل العلاج موجودة فى صوركثيرة تنتظرمن يجدها ويبحث عنها . لقد منح الله كل ما يلزم الأنسان من ذكاء وأدوات ليعرف كيف يعالج الأمراض دون التدخل فى الخلق الحيوانى الذى لم يفعل شيئا يستحق عليه هذا الجزاء . ان جميع الأرواح المتقدمة فى العالم العلوى ، جميع الأطباء الروحيون الذين يساعدون أهل الأرض فى علاج الأمراض المستعصية التى يقول فيها الطب البشرى لا أمل لا يؤيدون بحال مسأله تشريح الحيوانات الحية .
هؤلاء الأطباء يستخدمون الأعشاب الطبيعية والأشعاعات الروحية ، وكما هم لهم تجاربهم العلمية وكشوفاتهم فى عالم الروح الا أنهم لا يستخدمون ولا يلجأون أبدا لتجريب نتائج أدواتهم وأبحاثهم الطبية على الحيوانات ولا يمارسون أى نوع من أعمال القسوه عليهم .
ان الكون مفعم بالأهداف الأخلاقية الرفيعه ، الأهداف اللاأخلاقية انما تعمل ضد قانون السماء .
لا تبرروا الفعل الوحشى بأن حياة الأنسان أهم وأغلى من حياه الحيوان فان هذا منتهى الخطأ ، ان ما يعتبر فى حياه الروح خطأ فهو خطأ ولا يمكن تغييره أو المسامحة فيه . عليكم أن تنشروا هذه المعرفة وتبلغوها للجميع قدر ما تستطيعون ان أردتم أن تعيشوا حياتكم فى حب وسلام ووئام .
لأن ” الحب “هو رأس القانون الطبيعى للكون وهو ما يحقق انفاذه ، لا يتحقق الحب مع ممارسة أعمال الوحشية والقسوه تجاه الآخرين انسانا أو حيوانا أو طائرا .
تابع هنا المزيد عن فوائد الطعام النباتى مقارنة بأكل اللحوم
#أكل اللحوم من المنظور الروحى#الحيوانات#الوحدة الكونية مع كل المخلوقات#تشابه الانسان مع الثدييات#تشريح الحيوانات من المنظور الروحى#ذبح الحيوانات#قتل الحيوان
0 notes
Text
بسم الله الرحمن الرحيم
●(فـــلـــســـفـــة الـــعــلاج بالــطــاقــة الــكــونــيــة )●
ஜ۩ نقض أسس تطبيقات الطاقة الكونية ۩ஜ
۩ الجزء الثالث ۩
● خطورة هذه التطبيقات علي عقائد المسلمين ஜ(1)ஜ
-]الترويج لعقيدة وحدة الوجود [-
مر بنا في المبحث الأول من هذا الفصل نبذة سريعة عن عقائد الهندوسية و الطاوية و الشامانية؛ كما عرضنا بقليل من التفصيل كيف أن هذه العقائد أنتجت تصورات فاسدة منحرفة للأسئلة الثلاث الرئيسية ( المبدأ – الغاية – المصير ) و لم يقف الأمر بطبيعة الحال عند الإعتقاد الذهني المجرد من تطبيقات عملية علي أرض الواقع بل كان لزاماً لهذا التصور و الإعتقاد المنحرف أن يثمر تطبيقات عملية لا تقل إنحرافاً عنه، فهي ثمار مرة من فرع أعوج من شجرة فاسدة تغذيها جذور شيطانية .
و لقد أطلنا النفس في الربط بين الأصول الفلسفية و الدينية التي أثمرت مثل هذه التطبيقات قديماً، و آن لنا أن نلقي الضوء علي خطورة التطبيقات التي ترمي إليها هذه العقائد المنحرفة و ما يؤدي إليه إنتشار هذه التطبيقات المعاصرة من إحياء لعقائد فاسدة منحرفة و مدي خطورتها علي عقائد المسلمين.
الترويج لعقيدة وحدة الوجود
الوَحْدَةُ: الانفرادُ. تقول: رأيته وحدَه ؛ الوَحدة مصدر ، أصله : وحَّد ، أي : جعله و��حداً.
أما الوجود : مصدر أصله وَ��َد ؛ فالوجود هو الثبوت والحصول ومعناه مقابل للعدم . [1]
و لفهم المقصود بعقيدة وحدة الوجود المراد ترويجها في زمننا الحالي لابد "أن نستعرض أبرز العقائد التي يُنادي بها في العالم اليوم بصورة موجزة ، وما يعنيننا منها لفهم موضوعنا هذا عقائد ثلاث :
الأولى : العقيدة الصحيحة ، وهي أصل جميع الأديان السماوية، وتظهرها بوضوح نصوص الوحي في الرسالة الخاتمة، ومفادها أن للكون إله حق واحد، له وجود على الحقيقة وهو واجب الوجود، وهو متصف بالكمال والجلال، وأنه تعالى مباين لخلقه، ومازال هذا الأصل باق حتى بعد التحريف في الأديان السماوية برغم الكثير من الخلل الذي يكتنفه، أما في الدين الخاتم المحفوظ بحفظ الله فالعقيدة فيه أشد وضوحاً وبياناً، فللكون إله حق واحد لا إله إلا هو ، له ذات على الحقيقة لا تشبهها الذوات، وله صفات كمال تليق بجلاله وعظمته وهو منزه عن كل صفات النقص والعيب، وهو – سبحانه - مستو على عرشه، بائن عن خلقه، وأنه – عزّ شأنه - كان ولم يكن شيء قبله فهو الأول، وباق ولاشيء بعده فهو الآخر جل وعلا. والكون كله مخلوق بقدرته ومشيئته على تفصيل بينته النصوص، ولم ينتج عنه – جل شأنه - لا فيضاً ولا انبثاقاً ولا انقساماً. ولا تتحد به المخلوقات ولايحلّ بها - سبحانه ماقدروه حق قدره – ]ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيئ وكيل لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير [ الأنعام ( 102 – 103 )
الثانية : ماتسمى بعقيدة "تأليه الطبيعة" ، ومفادها تصور مبني على الاعتقاد بأن الوجود شيئ واحد (كلي واحد ) سواء كان "عقلا كلياً" أو "وعياً كاملا" أو "طاقة كونية" أو"قوة عظمى" ، وأن كل ماهو موجود إنما هو انطباع لذلك الكلي وتجلٍ له . وهي أصل فكر أديان الشرق بتلوناتها الكثيرة وبأسمائها المتنوعة التي من أشهرها ( عقيدة وحدة الوجود)، وهي ذات الفكر الذي تبناه كثير من فلاسفة اليونان والغنوصية .
الثالثة : "عقائد سرية باطنية" نتجت من دمج عقيدة وحدة الوجود (التصور الثاني ) مع (التصور الأول) من قِبَل منتمين للديانات السماوية فأنتج ذلك الدمج "وحدة وجود باطنية" تستخدم الألفاظ والمصطلحات الدينية وأهمها الألوهية ( الله ) على التصورات الإلحادية في معتقدات الشرق والغنوصية . وقد يعتقدون تجزء الوحدة لمخلوق وخالق يتحدان وينفصلان ( عقيدة الحلول والاتحاد )، أو تتعدد صورها بمسميا�� وتصورات متنوعة ( "عقول عشرة" عند الفلاسفة من الإغريق ومن المنتسبين للإسلام، "سفاريت" عند قبالة اليهود، "جوديسات" عند غنوصية النصارى ومعتقدي الهونا ).
وهذه الأخيرة ظهرت جلية بصور شتى تتناسب مع كل دين، لدى قبالة اليهود، وغنوصية المسيحية، وبعض فلاسفة المسلمين وغلاة المتصوفة، وشكّلت وتشكّل الخطر الأكبر على العقائد السماوية لما فيها من التلبيس بباطنيتها ."[2]
و عقيدة وحدة الوجود يختلف معناها بحسب إختلاف حال من يعتقدها و يمكن تقسيمهم إلي قسمين اثنين:
الأول : و هم من يعتقدوا بوجود إله:
و هم في الغالب من ينتسبون إلي أديان سماوية مثل ( اليهودية – النصرانية – الإسلام ) حيث يعتقدون – رغم انتسابهم لإحد هذه الأديان السماوية – بأن الإله و هذا العالم شئ واحد؛ فالله – عندهم – هو الوجود الحق – " أما ما عداه فهي أعراض ومظاهر أو مجرد تجليات وفيوضات مستمدة منه [3] فالإله هو كل شيء وكل شيء هو الإله [4]" [5] ؛ و لقد تأثروا هؤلاء بمعتقدات الشرق و فلسفاتهم التي سبق الإشارة إليها؛ و لكن يبدوا أنه نظراً لرسوخ فكرة إله خالق لديهم في أديانهم السماوية استعاضوا بفكرة هذا ( الأول أو الكلي الأبدي ) كـ (براهمان ) أو (الطاو ) في الأديان الشرقية الوثنية فاستعاضوا عنها بلإله؛ و بالتالي فقد تأثروا بنفس العقائد القديمة المنحرفة و الفلسفات الباطلة فاعتقدوها كما هي إلا أنهم استبدلوا ( الطاو ) أو ( البراهمان ) بالإله في أديانهم السماوية " وفي الوقت ذاته يعتقدون فيه اعتقادات تناقض أبسط مبادئ الربوبية ".[6] بينما بقيت العقائد الأخري و التصورات كما هي دون تعديل يذكر .
إن هذه العقيدة هي الكفر و الإلحاد بعينه، إذ يتعين علي من يعتقد بها أن يكون هذا الذي يراه من حوله و الأصوات التي يسمعها كذلك و تلك الكائنات من حوله المرئي منها و غير المرئي، هي الإله المعبود نفسه، بل يصبح هو ذاته جزء من هذا الإله المعبود؛ و حينئذ لا يكون هناك عابد و معبود و لا خالق و لا مخلوق، بل لا مكان لا زمان أصلاً إلا في ذات الإله . فتأمل اخي الفاضل كيف " تحولت العقيدة في الإله من رب خالق معبود منـزه عن صفات المخلوقين مباين عن خلقه إلى وجود مطلق متجل في تلك المخلوقات ومتجسدٍ فيها.
وقد تفرع عن هذا القول قولان :
أن الموجود الحق هو الإله وأن العالم ليس إلا مظهراً لذلك الوجود .
أن العالم هو الموجود الحق، وأن الإله ليس سوى مجموع الأشياء الموجودة في العالم . [7]
ولا فرق بين هذا القول وبين قول من لا يقر بالإله، إلا أن هذا يستخدم لفظ " الإله " ليعبر عن معتقده الإلحادي . وهي محاولة فاشلة للتوفيق بين الدين الذي يعترف بإله والمذاهب المادية المنكرة له" [8]
و لقد تأثر بعض صوفية المسلمين بهذا المعتقد فتجد عقائدهم قريبة جداً من هذه العقائد المنحرفة " وتصوف وحدة الوجود هو التصوف المبنى على القول بأن ثمة وجودا واحدا فقط هو وجود الله، أما التكثر المشاهد فى العالم فـهو وهم على التحقيق تحكم به العقول القاصرة، فالوجود إذن واحد لا كثرة فيه ." [9] و هذا ما دفع ابن عربي لقوله :" فيحمدنى وأحمده : ويعبدنى وأعبده؛ ففي حال أقربه، وفى الأعيان أجحده، فيعرفنى وأنكره وأعرفه فأشهده " و يقول في الفصوص :" فأنت عبد وأنت رب وأنت عبد لمن له فى الخطاب عهد" .." والحق أيضا عنده هو الهواء والماء والتراب والنار، التى منها تتركب سائر الموجودات، والأمر قسمة بينه وبين هذه العوالم التى هى مجال له يظهر فيها فكما أنها فقيرة ومحتاجة إليه لأنه هو جوهرها ووجودها الأصيل، فكذلك هو مفتقر إليها من أجل تعينه وظهوره فيها، كما تفتقر الروح فى ظهور آثارها للأبدان "[10] تأمل هذه الأأقوال ثم انظر مدي تشابهها مع قول هوانغ دي " لذلك ، فإن الـ (طاو) الأعظم لا يمكن استكشافه أو سبر أغواره . ورغم ظهوره الجلي ، إلا أنه لا يمكن تسميته ( تحديده ). هو في كل مكان، ومع ذلك فهو بلا شكل، كل الأشياء، السماء والأرض، الـ ( ين) والـ( يانغ) الفصول الأربعة ، الشمس والقمر والنجوم والسحاب و (كي) ، كل ما يمشي على رجلين وما يمشي على بطنه، وكل ما له جذر، كل أولئك يشتركون فيه عندما يظهرون إلى الوجود" إنها فلسفة واحدة مع اختلاف قائليها!!
بل تجد كلام لأفلوطين السكندري يخرج من نفس هذا التصور المنحرف، سواء لصوفية المسلمين أو فلاسفة الصين و الهند فيقول " ( وقد حدث مرات عدة أن ارتفعت خارج جسدي بحيث دخلتُ في نفسي، كنت حينئذ أحيا، وأظفر باتحاد مع الإلهي ) و يقول أيضاً ( يجب على أن أدخل في نفسي، ومن هنا أستيقظ. وبهذه اليقظة أتحد بالله ) ... ( يجب عليَّ أن أحجب عن نفسي النور الخارجي لكي أحيا وحدي في النور الباطني ) و هذا الذي يزعمه أفلوطين إنما هو قائم علي "فلسفته التي تعتبر أن المعرفة مدركة بالمشاهدة في حال الغيبة عن النفس وعن العالم المحسوس" [11]
تأمل هذا الكفر البواح و تأمل تلميحات و تصريحات المروجون للعلاج بالطاقه فتجدها متقاربه جداً مع اختلاف بسيط؛ فتجدهم يدندنون دوماً حول الإتصال بالوعي الداخلي؛ و يزعمون أنك أثناء التأمل meditation إنما تتأمل في ذاتك الداخلية؛ و عندما تصل بوعيك الداخلي للمستوي المطلوب؛ حينئذ تتطور قدراتك و تتلقي فيوضات كثيرة جداً من الطاقة الكونية ( التشي أو البرانا ) و التي تطهر مساراتك الطاقية و تزيد من وعيك؛ و أنك بكثرة تأملاتك تستطيع التلقي من الحكماء مباشرة؛ كما أنك تزيد من معارفك ؛– راجع فصل "التأمل Meditation " من هذا البحث
الفريق الثاني: من لا يعتقد بوجود إله:
عقيدة وحدة الوجود في المعتقدات الشرقية ليست لإله معبود؛ له إرادة و علم و قدرة وله قدسيتة؛ بل هي لكلي أبدي أولي، غير متصف بالقدرة و الإرادة و لا بالقدسية؛ بل هو كائن أولي انبثق منه الكون؛ و تجزأ هو إلي أجزاء دخلت و حلت في كل الموجودات؛ و ذلك بغير ��رادة منه و لا قدرة.
إن عقائد الصوفية الحلولية و من علي شاكلتهم من غنوصية النصاري أو كابالا اليهود؛ و ما قاله لاوتزي عن ( الطاو ) أو ما اعتقده الهندوس في (البراهمان) يلتقيان و ينتجان القول بعقيدة وحدة الوجود، بينما يكمن الفارق بينهما أن من تأثر بالعقائد السماوية اعتقدوا بهذه الوحدة لإله خالق – و ذلك لتأثرهم بفكرة الإله في عقيدتهم؛ "إلا أن الإله الذي يعترف به القائلون بوحدة الوجود هذه – في المعتقدات الشرقية - لا يحمل المعنى الذهني المتبادر عند إطلاقه، فمفهومهم للإله مختلف عنه تماما، وعندما يقولون: الإله والكون واحد، فالمراد (بالإله) مبدأ متجاوز لا شخصي، وهو ليس ذاتاً مستقلة قائما بنفسه مباين لخلقة"..." وهؤلاء رغم اشتراكهم مع من ذكرنا في أساسيات المذهب، إلا أنهم لا يجعلون الموجودات صورا أو تجليات لـ " إله " ، فالإله يحمل من معاني القدسية والعبودية ما لا ينطبق على المطلق الكلي في المذاهب الإلحادية . ومع ذلك ، فإن الإله عند أولئك لا يكاد يختلف عن مطلق هؤلاء إلا في التسمية " [12]
و خلاصة القول أن وحدة الوجود هو تعبير عن " أيِّ نظريةٍ تقول بوجود جوهر واحد فحسب، أو عالم واحد، أو أن الواقع الخارجي واحد بمعنى ما، أي أنه لا يتغير ولا ينقسم ولا يتمايز؛ فهو مذهب يشمل كل من يعتقد أن العالم ليس إلا حال أو جزء أو مظهر للواحد الكلي أو الكائن المطلق الذي ليس له وجود منفصل عنه .[13]
تطبيقات الطاقة المعاصرة تمهيد لعقيدة وحدة الوجود
إن تطبيقات الإستشفاء و العلاج بالطاقة كما مر معنا في الفصول السابقة تعد تمهيداً لعقيدة وحدة الوجود، إذ أن الكون كله ليس إلا طاقه ( تشي – كي – برانا ) و هي التي تولدت من ( الطاو ) أو ( البراهمان ) ؛ لذلك فنظرية العلاج بالطاقة أو فكرة إستمداد الطاقة الكونية من الكون هي صورة من صور الإتحاد مع الكون " ( حيث ) يمكن باكتساب كميات كبيرة من الطاقة الكونية الاتصال بالذات الإلهية [14]، حيث يعتقد بعضهم بأن الطاقة هي الـ ( أنا العليا )، ومن ثم يمكن الارتقاء بالوعي الإنساني حتى تتواصل خلاياه بالطاقة الكونية فتصبح خلايا كونية غير منعزلة وغير محدودة [15]، فيدرك عندها الإنسان أن كل ما في الوجود هي مظاهر لشيء واحد [16] " [17] .
و كما مر بنا في فلسفة الهالة و الأجسام السبعة فإن آخر جسمين من أجسام الطاقه – بزعمهم – هما السبيل للإتحاد مع الكون أو الإله؛ فإنه يدرك في الطبقة السادسة أن هذا الوجود هو وجود للمطلق الأبدي ( الإله أو الأبدي )؛ بينما يتحد به في الطبقة السابعة من جسده الطاقي. " ويمكن التوصل إلى هذا المستوى بعدة طرق، منها التأمل وترديد ( مانترا ) : " اسكن واعلم أنني أنا الإله "[18]. والجسم الطاقي " هو موضع الإحساس بالفرح أو بالألم ، وينحلُّ هذا الجسم فقط عندما يصل الفرد إلى درجة التحرر الكاملة ، أو الوحدة الكاملة ؛ فلا يعود الإنسان يحس بشيء منها بحسب اعتقادهم ." [19]
و كذلك الحال مع فلسفة الشاكرات و التي تعتبر النافذة التي تستجلب الطاقة ( تشي – برانا ) لداخل ال��سد ؛ تعد الـ ( شاكرات ) من الوسائل الموصلة إلى اندماج الذات الفردية مع الذات الكونية أو الروح المطلقة أو " الإله " فعن طريق التأملات و بخاصة علي تشاكرا العين الثالثة و تشاكرا التاج .
بل لا يخجل المدربين و الماستر العرب من نقل نفس هذه الالفاظ عند تدريبهم للمعالجين الجدد؛ فعلي سبيل المثال عند التدريب علي ( التأمل علي القلبين التوأمين – Twin Heart Meditation ) و هو أسلوي تأملي مشهور جداً عند مروجي العلاج بالـ (البرانا) يقول (تشاوي كوك سوي) المعلم الأكبر في مقدمة هذا التأمل :" لنطلب البركة الإلاهية إلي رب العالمين إلي معلمي الروحي إلي جميع المعلمين الروحيين إلي الأنبياء و الصالحين و الملائكة المقدسة ..وإلي المساعدين الروحيين إلي جميع العظماء نطلب بتواضع الإرشاد الإلهي؛ المحبة الالهية الإستنارة ؛ الإتحاد الإلهي ؛ النشوة الإلهية ؛المساعدة الإلهية و الحماية الإلهية .نشكركم بإيمان فائق " بل و أقبح من ذلك قوله " سوف نبارك الأرض بالحنان الواهب ؛ سوف نستعمل صلاة القديس فرانسيس الأسيسي.."
شاهد الفيديو
https://www.facebook.com/photo.php?v=248353055307220&set=vb.170696029645427&type=3&theater
و نحن هنا لا نلومه إذ هذه عقيدته؛ و إنما نلوم هؤلاء المسلمين الذين أدخلوا هذا الكفر البواح إلي ديارنا تحت حجة "الحكمة ضالة المؤمن ".. "و أنهم يأخذون العلم ويتركون العقائد"!! فهل يملك عبد مهما أوتي من سلطان أن يبارك الأرض؟! و هل صلاة القديس "فرانسيس الأسيس" أيضاً من العلم أم من أصل الإعتقاد؟! فهل نحتاج ��كثر من ذلك تصريحاً بأن هذه التطبيقات قد بنيت علي فلسفات و عقائد وثنية؟! و صدق ربي إذ يقول : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (46) الحج
إن التطبيقات المعاصرة لفلسفة الطاقة و العلاج بها تمهد الطريق أمام ممارسيها إلي الإعتقاد بوحدة الوجود، يقول أحد المعالجين : " عندما تدرك بأنك موجود في كل الوجود ... وستدرك بأنك النقطة التي تنساب إلى المحيط وتغوص لتبحر منه وإليه وفيه نحو نواة الجوهر . وسترى نفسك بأنك المحيط لمجرد وصولك إلى مركزية الوجود، وستشعر بأنك جزء لا ينفصل عن الوحدة الكونية ومن الطاقة الكامنة فيك المتجسدة من طاقة الخالق ، وهنا أعود لأذكركم بالحلاج :
روحه روحي وروحي روحه إن يشأ شئت وإن شئت يشأ
وحينها ستصبح الناظر والمنظور ، والقارئ والمقروء ، وستصبح الوجه والمرآة ، وتصبح كأعظم الكلمات في كتب الأناشيد " الحلقة الكاملة " المتعبد مع الله واحد ، الطال�� والمطلوب واحد .. " [20]
و يقول أحد المعالجين بالطاقة علي شبكة الإنترنت :" الذرة هي شئ و لكن لا شئ … فكله فان ... ليس له وجود لذاته ... فالذات ذاته لذاته الصرفة من دون ذاتية … فإن وجدت الذرة عندها تصير الذات ذاتين و لكن لا ذات...لأن كل من عليها فان حتى النقطة ليس لها وجود بذاتها بل كله نوع من الخيال للتقريب ليتم الفهم "
كما أنه من لوازم هذه العقيدة قبول جميع الديانات دون تمايز؛ فلا حق و لا باطل؛ و لا خير و لا شر ؛ لا ثواب و لا عقاب ؛ و لا رسل و لا أنبياء إنما حكماء أدركوا الحقيقة و أرشدوا البشر لهذه الحقيقة المخفية ...و هذا هو ما أدي إلي ظهور الفكر الثيوصوفي...فيما بعد
... يتبع
(●)▬▬▬▬▬▬▬
[1] - انظر الصحاح في اللغة و مقاييس اللغة؛ التطبيقات المعاصرة.
[2] - المذاهب الروحية – د.فوز الكردي
[3] - المعجم الفلسفي : 212 - مجمع اللغة العربية ( مختصرا )
[4] - The Columbia Encyclopedia 6th Edition : 360043
[5] - التطبيقات المعاصرة
[6] - المصدر السابق
[7] - المعجم الفلسفي : 2 / 569 - د. جميل صليبيا ( بتصرف ) ، وانظر : The Columbia Encyclopedia : 36043.
[8] - التطبيقات المعاصرة.
[9] - المعجم الصوفي 63-6
[10] - تعليق على مادة ابن عربى فى دائرة المعارف الإسلامية الترجمة العربية ، للدكتور أبى العلا عفيفى . – نقلاً عن المعجم الصوفي.
[11] - التصوف المنشأ و المصادر
[12] - Pantheism : A Non-Theistic Concept of Deity : 27 -Michael P. Levine – نقلاً عن التطبيقات المعاصرة.
[13] - Dictionary of Philosophy and Psychology : 2 / 256 - edited by : James Mark Baldwin نقلاً عن التطبيقات المعاصرة
[14] - انظر : أسرار الطاقة : 156 - حكم الزمان حمرة
[15] - طاقة الكون بين يديك : 16 - مهى نمور ( بتصرف يسير )
[16] - انظر : الاستشفاء بالطاقة الحيوية : 126 - د. رفاه وجمان السيد
[17] - التطبيقات المعاصرة
[18] - Light Emerging : 26 - Barbara Brennan
[19] - الكامل في اليوغا : 37 - سوامي فشنو ديفانندا . نـقلاً عن التطبيقات المعاصرة
[20] - أسرار الطاقة : حكم الزمان حمرة – التطبيقات المعاصرة
0 notes
Text
بسم الله الرحمن الرحيم
●(فـــلـــســـفـــة الـــعــلاج بالــطــاقــة الــكــونــيــة )●
ஜ۩ نقض أسس تطبيقات الطاقة الكونية ۩ஜ
۩ الجزء الاول ۩
●الأصول العقدية و الفلسفية لهذه التطبيقات ஜ(2/3)ஜ
2_ الطاوية.
{ كان هناك شيء غيرواضح..ولد قبل السماوات والأرض..صامت ، فارغ..وحيد ، لا يتغير دائم الحركة ، لا يُنهك قد يكون أُمّا لما تحت السماء..أنا لا أعرف اسمه، ولكني أسميه الـ (الطاو) } - لاوتزي -
ما هي الطاوية؟
يمكننا القول بأن الطاوية هي فلسفة وديانة صينية شعبية[1]، ولكن من الصعب التوصل إلى مفهوم محدد لها ويمكن إرجاع السبب في ذلك إلى عوامل ثلاثة :
1. أن الطاوية - كما نراها اليوم - قد تشكلت عبر مراح�� مطولة ، وخضعت لعملية إدماج مستمر للعديد من التسلسلات الفكرية القديمة والعناصر الخارجية.
2. أن كثيراً من التعاليم الطاوية محاطة بالغموض . ويحرص أتباعها على السرية التامة حيث لا تُفشى أسرارها إلا لخواص الأتباع. [2]
التأسيس:
المؤسس الأول : لاو تزي Laozi -
رغم وجود جدل واسع حول بداية ظهور الطاوية، وحول شخصية مؤسسها، إلا أن جل الباحثين يرجعونها إلى الفيلسوف الصيني : لاو تزي Laozi - و الذي قام بتأليف كتاب الـ ( طاو طي جنغ ) Dao de jing - و هو الكتاب الذي تعتمد عليه الطاوية بشكل رئيسي و الذي يُعتبر رموزا غامضة لا يمكن أن تُفهم إلا على ضوء الشروح الموضِّحة؛ و لقد اختلفت النظرة إلى لاو تزي بحسب اختلاف أتباعه، حيث تناسبت صورته مع توجهاتهم ومشاربهم .
فصوّره ممارسي التخليد[3] على أنه ساحر عظيم استطاع التوصل إلى الخلود بالحكمة وطرق إطالة العمر .
أما النخبة والبلاط الإمبراطوري فقد جعلوه تجسيدا للـ ( طاو ) و هو إمبراطور خارق للطبيعة يدير الكون ويجلب السلام للإمبراطورية الصينية .
وفي القرن الثاني ، جعله الثوار المثاليون مخلصا للطبقات الدنيا من المجتمع واعتبروه المسيح الملهم ، وزعموا أنه كان يتجلى لقادتهم أثناء حالات النشوة فيوحي لهم ما يشاء.
المؤسس الثاني: المؤسس الثاني : شوانغ تزي ( Zhuangzi )
ولد شوانغ تزي في ولاية سونغ عام 369 ق.م . وتقلد منصبا صغيرا في مدينة " خيان " لفترة قصيرة ، زار فيها القصور الملكية التي كان المفكرون ينتقلون فيما بينها في محاولات لإصلاح الأوضاع، غير أنه سرعان ما نبذ صخب العيش في المدينة ولجأ إلى العزلة والتنسك والتأمل في أسرار الكون والوجود .
فلسفتهما:
قدمت فلسفة المؤسس الأول"لاو تزي" علي أن الخلاص لا يمكن أن يتحقق بمحاولة إصلاح الأوضاع العامة و بالعمل الاجتماعي ، وإنما يكون بالابتعاد عن الحياة الاجتماعية، هذا الخلاص هو خلاص فردي منبعث من داخل النفس الإنسانية المنصاعة لقيادة الـ(طاو ) Dao - الأبدي السرمدي ، ويتم بتوحُّد الـ ( طي ) DEالفردية مع الـ ( طاو ) الكلي المتحكم في الوجود .
أما عن فلسفة "شوانغ تزي" فقد قامت أيضًا على أساس مبدأ وحدة الإنسان مع الـ ( طاو ) حيث يرى فيها تحقيق الحرية الف��دية المؤدية إلى التحرر الكامل من قيود الحياة المادية .
أولاً :ما هو الـ طاو Dao / Tao
ترتكز الفلسفة الطاوية على مبدأ الـ ( طاو ) الأبدي، وإليه تنسب، فجميع المفكرين الصينيين قد أخذوا بفكرتي الـ ( طاو ) و الـ ( يانغ ) و الـ ( ين ) بأشكال مختلفة تتناسب ورؤيتهم الفلسفية للإنسان والمجتمع.
الطاو في اللغة :
يعني الطريق أو الطريقة أو السبيل أو الصراط أو النهج.
الـ طاو في الفلسفة الطاوية :
من الغريب أن يكون العنصر الرئيسي في الفلسفة الطاوية غير قابل للتوضيح أو الفهم ، وهو مما يعزز القول بأن الطاوية فلسفة غامضة لا يمكن الإحاطة بكنهها أو تحديد مفهوم دقيق لها؛ يفتتح لاو تزي كتاب الـ ( طاو طي جنغ ) بالعبارة التالية :
" الـ ( طاو ) الذي يمكن التعبير عنه..ليس هو الـ ( طاو ) الأبدي..الاسم الذي يمكن تسميته..ليس هو الاسم الأبدي..هذا الذي بلا اسم ، كان مبدأ السماوات والأرض ..والمسمى كان أُمّاً لآلاف المخلوقات "[4]
إن وصف الـ ( طاو ) بأنه " شيء " - في نظر الفكر الصيني - يعني تحديد مكان له في الكون . وهذا ليس بممكن مع الـ ( طاو ) فهو يتغلغل في كل شيء و يشمله . ولا يُخفي لاو تزي - وهو الأب الروحي لهذه الفلسفة - حيرته أمام هذا المطلق الغريب ، فيصفه بأنه : " غامض .. محير .. غير واضح .. مخفي .. مظلم "
ويقول في موضع آخر :" الـ ( طاو ) لا سبيل إلى تعريفه قط ! وهو من الصغر في حالة الـ لا تشكل بحيث يتعذر الإمساك به" ولكنه لا يستسلم لهذه الحيرة ، فيعطي الـ ( طاو ) وصفاً عاماً لا يزيد المبدأ الغامض إلا غموضا..
فيقول:" كان هناك شيء غيرواضح..ولد قبل السماوات والأرض..صامت ، فارغ..وحيد ، لا يتغير..دائم الحركة ، لا يُنهك ..قد يكون أُمّا لما تحت السماء..أنا لا أعرف اسمه ، ولكني أسميه الـ ( طاو ) "
أما شوانغ تزي ، معلم الطاوية الثاني ، فقد قرر بأن الـ ( طاو ) في كل مكان ، فلا يخلو منه مكان . وعندما طُلب منه التحديد أكثر ، قال :" إنه هنا في النمل .. في حشائش الأرض .. في الآجر والقرميد .. وفي البول والعذرة أيضا ! "
وعليه ، فالـ ( طاو ) لا يمكن أن يكون مرادفا لله ، بل هو ليس إلها بحال . وهو لا يحمل بعداً روحانيا ولا صفاتا إلهية ، فالطاوي لا يتعامل مع الإلوهية . ولم يكن المؤسس الأول ولا تلامذته المشهورين يقرون بخالق مُوجِدٍ للمخلوقات بعلم وإرادة ، فالـ ( طاو ) عندهم فاعل بلا إرادة ، بل إن شوانغ تزي يرفض إعطاءه صفة الفعل رغم اضطراره لاستخدام العبارة المشعرة بذلك .
يشبه الـ ( طاو ) - إلى حد كبير - العقل الأول عند فلاسفة اليونان وكذلك الـ ( براهمان ) عند الهندوس ، كما أن فلسفة الطاوية في ابتداء الكون تشبه نظرية التسلسل الفيضي . فالـ ( طاو ) يولِّد واحدا ، ومن الواحد يتولد الاثنان ومن الاثنين الثلاثة ومنها كل الموجودات.
إن الـ ( طاو) في الفلسفة الطاوية " داخل الوجود لا خارجه ، أي : لا مفارق ميتافيزيقي[5] مطلق في الطاوية "، وقد أنكرت بصراحة أن يكون للعالم صانع من خارجه . فهي - باختصار - صورة جلية من صور وحدة الوجود ، حيث الـ ( طاو ) حاضر في الكائنات لا يفصله عنها مسافة في الزمان أو المكان .
ويأتي الـ ( طاو ) في كتاب الـ ( طاو طي جنغ ) على ثلاثة معان إجمالية :
1- الـ ( طاو ) بمعنى : طريق الحقيقة المطلقة ، وهو بهذا المعنى لا يمكن تعريفه أو رؤيته أو حتى تصوره بشكل واضح ، فهو غير محدود ، وبلا حدود أو شكل . هو مبدأ كل شيء . والـ ( طاو ) بهذا المعنى هو ما تحدثنا عنه سابقا ، وهو المعنى الأساسي له الذي يفهم منه عند الإطلاق
2- الـ ( طاو ) بمعنى : طريق الكون ، فهو المعيار والإيقاع وهو القوة وراء الطبيعة كلها والذي يسري بداخلها. هو روح وليس مادة . وهو طاقة لا تنفد ، يزداد تدفقا كلما استُمد منه . إنه خيّر ويهب الحياة للكل ، إنه " أم العالم " .
3- الـ ( طاو ) هو طريق الحياة البشرية حال انسجامها بـ ( طاو ) الكون.[6]
إن المفاهيم التي اكتسبتها هذه اللفظة تجعلها قابلة لتفسيرات شتى ، لكن الأساس يبقى أن الـ ( طاو ) هو مطلق الطاويين و هو مبدأ كل شيء ومآله ، لكنه لا يخرج عن مقتضى الكون والطبيعة الكونية
ثانيا : الـ طي ( De / Te -)
مفهوم الـ ( طي) أقرب إلى كونه " القوة التركيبية الفاعلة في الأشياء " إن الـ (طي) في الفلسفة الطاوية هي النهج التطبيقي العملي الإنساني للـ ( طاو) ،فإن لاو تزي عندما دعا الإنسان إلى اتباع الـ (طاو) وصف الطريق الموصل إلى هذا الاتباع بـ ( طي) . وقد فسرها بعضهم بأنها : الإرادة القوية الواعية الكامنة في نفس الحكيم، كما تدله على العودة إلى أصالة الحياة الطبيعية الأولى التي يعيش فيها الإنسان في حالة توحد مع الطبيعة في كل موجوداتها وظواهرها المتحركة بفعل الـ ( طاو ) وقوانينه. فالـ ( طي) المنبثقة من الـ ( طاو) تدعو الإنسان للعودة إلى البساطة الطبيعية الموصلة إلى الكمال ، وإلى تمام العلم بالـ ( طاو) الأبدي السرمدي ، ومن ثم الانصهار به في وحدة كونية . [7]
يقول لاو تزي : " ..هذا يُدعى( طي ) اللا جهد..يُدعى قدرة التعاطي مع الناس..ولقد كان هذا معروفا منذ القدم بأنه ..الاتحاد التام مع السماء "
و حتى يكون الإنسان في حالة تناغم مع الـ"طاو "، وجب عليه أن يمارس الـ"لافعل"، أو على الأقل اجتناب كل الأفعال الناتجة عن الغصب (الإجبار)، عن طريق التناغم التلقائي مع نزوات طبيعته الذاتية الأساسية، وترك كل المعارف العلمية المكتسبة، و بذلك يتحد الإنسان مع "الطاو" ويستخلص منه قوة غامضة (طي). بفضل هذه القوة يستطيع الإنسان تجاوز كل المستحيلات على ذوي البشر العاديين، على غرار الموت والحياة.
و قد اعتبرت المدرسة الطاوية المبكرة هذه القوى بأنها سحرية، فيما اعتبرها كل من " لاو تزي " (老子) و"تشوانغ تسو" (莊子) قوى ناتجة عن أهلية الشخص (اِسْتِحْقاق)، وعوامل الطبيعية والتلقائية.
فلسفة الـ ( ين يانغ ) ( Yin-Yang):
لم تُشكِّل النشأة الكونية أية إشكال بالنسبة لفلاسفة الصين، فقبل هذا الوجود كان العدم ، ومع مرور الأزمنة تكتل العدم [8] في وحدة هي عبارة عن قوة مبدئية وجدت قبل وجود العالم المحسوس، وكل موجود في العالم المحسوس ليس إلا مظهرا من مظاهر تلك القوة الغامضة، ومع مرور أزمنة إضافية بدأت التحولات الأولية للقوة البدائية عن طريق انقسامها الأول، فانفصلت الوحدة إلى ثنائية نتج عنها قوتان تحمل كل منهما صفات مغايرة للأخرى. فأما القسم الأنقى والأخف فتصاعد نحو العلو فتكونت منه السماء ، وأما القسم الثاني وقد كان الأثقل والأكثر كثافة فهبط نحو السُفل لتتكون منه الأرض . لقد كان تولد السماء والأرض هو التجسد الأول للـ ( ين يانغ ).
ولما برزت مع الطاوية فكرة الـ ( طاو ) الأول اعتُبرت الـ ( ين ) والـ ( يانغ ) متولدة عنه خاصة في تعاليم شوانغ تزي، المؤسس الثاني للطاوية، وتبعه على هذا القول جميع المفكرين الصينيين التقليديين من بعده، حيث يعتبرون هذه القوة الغامضة هي مبدأ العالم والكون، وأن الكون قد جاء إلى الوجود كنتيجة للتفاعلات بين قوتي الـ ( ين ) والـ ( يانغ ).
و لهذا مزج لاوتزي مبدأ الـ ( ين يانغ ) ذو الأصول القديمة في الثقافة الشرقية مع فلسفته للـ ( طاو )، خرج من خلاله بتفسير كلي للوجود. فاعتبر أن الـ ( طاو ) هو الواحد الأزلي الذي تولدت منه الثنائية المتمثلة بالـ ( ين يانغ )، ومن هذه الثنائية تولد كل ما في الوجود .
يقول لاوتزي:" الـ ( طاو ) تنسل الواحد..الواحد ينسل الاثنين.. الاثنان تنسل الثلاثة..الثلاثة تنسل العشرة آلاف شيء...و العشرة آلاف شيء تحمل الـ ( ين ) وتحتضن الـ ( يانغ ) وتحقق انسجامها بالدمج بين هاتين القوتين .
ولقد كانت بدايات مدرسة الـ ( ين يانغ ) على يد جماعة الـ (فانغ شي) السحرة المهتمين بالعرافة والتنجيم . ومع مرور الوقت ، بدأت تتلاشى الأفكار الخرافية والاعتقاد بخوارق العادات وظهر الاهتمام بالطبيعة و تفسير الظواهر الكونية من خلال فلسفة الـ ( ين يانغ )[9]
الاتحاد والتنوير ( الإشراق )
يعد التوحد مع الـ ( طاو ) هو الهدف الرئيس في الفلسفة الطاوية ، حيث لا يمكن للإنسان أن يحقق السعادة والاستقرار النفسي إلا عن طريق هذه الوحدة . " وقوام الموقف الطاوي هو أن حيل البشر وأفاعيلهم تُفضي إلى الشر والتعاسة، ويتعين عليهم للعثور على السلام والرضا أن يتبعوا طريق الكون، أو ( طاو ) الكون، وأن يحققوا التوحد مع هذا الـ ( طاو ) ".
يقول لاوتزي : " من يتبع الـ ( طاو)، يكن واحدا مع الـ ( طاو ) ... متى ما تكون واحدا مع الـ ( طاو ) يرحب بك الطاو "
ومن أجل التوصل إلى هذا الهدف ، يمر السالك بعدة مراحل :
- " تبدأ بمرحلة يخلو فيها الفرد إلى نفسه ويقطع كل صلة بينه وبين عالم الأشياء المحسوسة .
- وتتلو تلك مرحلة ثانية تقوم على الامتناع عن كل ما من شأنه تدنيس الروح والحيلولة بينها وبين الوصول إلى الحقائق المجردة. وفي هذه المرحلة يتجرد الإنسان من الماديات حتى يصير روحا خالصة .
- وبعد ذلك تأتي مرحلة الرؤيا أو الإشراق[10]، حيث يدرك الفرد - بزعمهم - الحقائق المجردة إدراكا مباشرا لا وساطة فيه .
- وأخيرا، تأتي المرحلة النهائية؛ وهي الاتصال التام أو الوحدة التامة بين الفرد والقانون الأعظم [11]، وهي المرحلة التي يحصل فيها اندماج تام بين المتصوف الطاوي والذات العليا، بحيث تفنى الشخصيتان بعضهما في بعض، وتصيران شخصية واحدة "[12].
و الجدير بالذكر أن الطاوية كديانة قد تأثرت ببعض معتقدات وممارسات الشامان[13] و خاصة في مجال العلاج حيث كانت اهتماماتهم تتركز على التنجيم والسحر والطب والعرافة ، بالإضافة إلى البحث في سبل إطالة العمر . وكانت الأيديولوجية العامة لهم مقاربة لمدرسة الـ ( ين يانغ ) والعناصر الخمسة ، أما " الحكمة " أو التعاليم الس��ية فقد كانت نتنقل من المعلم إلى التلميذ إما مشافهة أو عن طريق النصوص السرية. [14]
بعد هذا السرد الموجز للفلسفة الطاوية، نستطيع أن نسقط هذه الفلسفة علي الثلاث أسئلة المحورية في هذا المبحث و هي
"المبدأ، الغاية و المصير" من وجهة نظر الفلسفة الطاوية:
أولاً المبدأ:
إن نقطة البداية التي بدأ منها الكون في الفلسفة الطاوية ترجع إلي الطاو؛ ذلك الأول الأبدي الذي كان أصل كل شئ كما قال لاوتزي" كان مبدأ السماوات والأرض .. كان أُمّاً لآلاف المخلوقات "؛ إلا أن الطاو هذا لم يخلق بقية الموجودات بل هو شئ انفصل و تجزأ و دخل في كل الموجودات فالـ ( طاو ) يتغلغل في كل شيء و يشمله؛ فالـ ( طاو ) في كل مكان ، فلا يخلو منه مكان ؛ أما عن وقت وجوده فيزعمون أنه قد ولد قبل السماوات والأرض.
أما عن صفاته فهو" صامت، فارغ، وحيد، لا يتغير،دائم الحركة، لا يُنهك،قد يكون أُمّا لما تحت السماء..أنا لا أعرف اسمه ، ولكني أسميه الـ ( طاو )" هكذا قال لاوتزي.
إذن فالـ (طاو) هو المطلق الكائن، وهو مراد الكون، إنه ليس منفصلاً عن الكون بل هو داخل فيه دخولاً جوهريًّا، انبثقت عنه جميع الموجودات.
ثانياً الغاية :
يعتبر المبتغي في الفلسفة الطاوية هو الإندماج مع الطاو، بينما يعد الإندماج الكلي مع الطاو هو الغاية المنشوده؛ و ذلك لأنه لا يمكن للإنسان مهما سعي في هذه الحياة أن يحقق السعادة المنشودة إلا بالإتحاد مع طريق الكون و ذلك بالإتحاد التام مع الطاو الكوني.
ثالثاً المصير:
لا يوجد تصور واضح لفكرة المصير في الفلسفة الطاوية حيث أهتمت الفلسفة بالتركيز علي الإندماج مع الـ(الطاو ) فإذا ارتقى الإنسان إلى المعرفة الحقة، عندها يستطيع أن يصل إلى الحالة الأثيرية حيث لا موت ولا حياة؛ والذي يظهر أن لهم أكثر من نظرة لمصير الأرواح رغم أن هذا الموضوع لم يحظ باهتمام كبير في كتاباتهم حيث كان تركيزهم على الحياة وكيفية عيشها بالطريقة المثلى؛ إلا إن مما ذكر في هذا الموضوع أن الإنسان إذا توصل إلى مرحلة عليا من الترقي في الوعي فإنه يتحول إلى كائن روحاني تختلف طبيعته عن البشر ، وهذا يوضحه رأي بعضهم في لاوتزي . وهناك قول متأخر بتناسخ الأرواح . لذلك - ليس لديهم بعث ولا حساب، إنما يكافأ المحسن بالصحة وبطول العمر بينما يجازى المسيىء بالمرض وبالموت المبكر.
الديانة الطاوية
و يجدر بنا هنا التفريق بين الفلسفة الطاوية و الديانة الطاوية؛ فما سبق بيانه هو الفلسفة الطاوية بينما الديانة الطاوية تختلف في بعض الأمور عن الفلسفة الطاوية و إن كانت تأثرت بها إجمالاً؛ فقد بدأت الطاوية كفلسفة بحتة ولم تتخذ الطابع الديني إلا في القرن الثاني للميلاد تقريباً، عندما حُوِّلت بعض الأفكار والفلسفات القديمة إلى ما يشبه المعتقدات الدينية .
ويُذكر أنه لما يأس بعض تلاميذ لاو تزي من إدراك العقل البشري لكنه الـ (طاو) لم يجدوا بداً من أن يعلنوا أن ما لم يدرك بالعقل يدرك بواسطة السحر، ومن هنا نشأ مذهب الطاوية الديني، وهو مزيج من قواعد سحرية وتعاليم تصوفية.
وكان أول من ساهم في تحويل الطاوية من فلسفة إلي ديانة هو كان شانغ داو لنغ (Zhang Dao Ling) حيث اعتبر المؤسس التار��خي للطاوية الدينية، ولد ما بين��(147 - 167 م)، حيث جذب كثير من الأتباع عن طريق كتاباته الطاوية وعن طريق المعالجة بالسحر.
كان شانغ يسمى ( المعلم المقدس )، والديانة التي نظمها كانت تسمى (طريق المعلمين المقدسين)، استمرت الحركة تحت قيادة ابن شانغ لنغ ومن ثم حفيده.
ويعد شانغ المؤسس الحقيقي للديانة الطاوية. ففي عام 142 م ادعى شانغ داو لنغ أن لاو تزي ظهر له وأطلق عليه اسم المعلم المقدس وأمره بتأسيس فرقة : المعلمين القدسيين ( Tianshi Dao - 天師道 ) ، وهي أول حركة دينية طاوية.
و قد قام هذا الرجل بممارسة الطب الروحي، كما لجأ إلى السحر والشعوذة لجذب الأتباع، بل إن ثمة من ترجم ( Daojiao ) إلى الطاوية السحرية. وأصبح ذلك طابعا عاما للديانة الطاوية من بعده .
و قد ظهر بعد شانغ لنغ بعض المفكرين الذين أدخلوا عناصر جديدة على الفلسفة الأصلية ، كمبدأ (الثواب والعقاب) وأثر الأعمال في تقصير أو إطالة العمر. كما قالوا بإمكانية إطالة العمر وتحقيق الخلود عن طريق السحر و التوصل إلى إكسير الحياة، واستدلوا بتقرير لاو تزي لإمكانية ذلك، شريطة الانتصار على الذات وتحقيق الوحدة الكاملة مع الـ ( طاو ).
... يتبع
(●)▬▬▬▬▬▬▬
[1] - الديانة الصينية الشعبية : هي الديانة الصينية الشاملة للممارسات الدينية المنتشرة في كثير من أنحاء الصين منذ آلاف السنين . ومن السمات البارزة لهذه الديانة ما يلي : 1- تعدد الآلهة وعبادة الأرواح 2- تقديس و عبادة الأسلاف 3 - العناية بالسحر والكهانة 4- تعظيم بعض الأخلاقيات إلى حد أنه نصبت لها آلهة تعبد (كالإخلاص ، العدل ، الشجاعة .. الخ )
[2] - كما هو الحال عند أصحاب العقائد الباطنية .
[3] - وهم الذين يسعون إلى تحقيق الخلود البشري من خلال العقاقير أو الرياضات البدنية والروحية
[4] - The Tao Te Ching : A New Translation with Commentary : 51 - Ellen M. Chen Tao Te Ching : 3 - translated by : David Hinton
[5] - ميتافيزيقي : من الميتافيزيقيا ، ويراد بها ما وراء الطبيعة ( انظر : المعجم الفلسفي : 179 - مجمع اللغة العربية )
[6] هذا ما يقوله أهل الطاقه عن طاقتهم الكونية المزعزمة فتأمل كيف نقلوا لنا تطبيقات نابعة من معتقدات و تصورات الطاويين؛ دع عنك كلمة الطاقة و ضع مكانها الطاو ستحل محلها.
[7] و هذا قريب جداً من المقدمة التي قدمها أحمد منصور في لقائه مع الأستاذة مها نمور علي قناة الجزيرة و السابق الإشارة إليها في مقدمة هذا الباب.
[8] - إن " العدم " هو من الأسماء التي أطلقها فلاسفة الشرق على المبدأ الأول ، وهو ما لا يمكن تصوره إذ لا بد للعدم الحقيقي من صانع خارج عنه يحيله إلى وجود وهو ما لا يعترفون به . والذي يظهر أنهم إنما عبروا بالعدم لوصف ما يرون عدم إمكانية وصفه ، فهو المادة الأولية للكون ، بدليل أنه تكتل فأصبح " القوة " و " الوجود المحسوس " وغيرها من التعبيرات التي تدل على أنه الصورة المبدئية للوجود .
[9] - انظر : Dictionary of Asian Philosophies : ( 71 - 72 ) - St. Elmo Nauman Jr.
[10] - وهو ما يعبر عنه أحيانا بـ ( التنوير ) أو ( التنور )
[11] - الـ ( طاو )
[12] - ذيل الملل والنحل : ( 27 - 28 ) - محمد الكيلاني ( بتصرف يسير )
[13] - يأتي تعريفهم في الفصل القادم
[14] - Taoism : the growth of a religion : ( 37 - 39 ) - Isabelle Robinete
An Encyclopedia of Religion : 150 - edited by : Vergilius Ferm
1 note
·
View note