#النصر بمن حضر
Explore tagged Tumblr posts
Text
مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ؟
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
[ سورة البقرة ]
القرطبي: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والش��ة والحر والبرد وسوء العيش وأنواع الشدائد، وكانوا كما قال- تعالى-:
إِذْ جاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ.
الآية تدعو المؤمنين في كل زمان ومكان إلى التذرع بالصبر والثبات تأسيا بمن سبقهم من المتقين حتى يفوزوا برضوان الله- تعالى- ونصره.
الْبَأْساءُ: ما يصيب الناس في الأموال كالفقر.
الضراء: ما يصيبهم في الأنفس كالمرض مشتقان من البؤس والضر.
وزُلْزِلُوا: من الزلزلة وهي شدة التحريك وتكون في الأشخاص وفي الأحوال. فيقال: زلزلت الأرض، أى تحركت واضطربت، ومعنى زلزلوا: خوفوا وأزعجوا واضطربوا.
والمعنى على أن أَمْ للاستفهام الإنكارى: أظننتم أيها المؤمنون أنكم تدخلون الجنة بمجرد الإيمان دون أن يصيبكم ما أصاب الذين سبقوكم من شدائد في الأنفس والأموال، ومن مخاوف أزعجتهم وأفزعتهم حتى بلغ الأمر برسولهم وبالمؤمنين معه أن يقولوا وهم في أقصى ما تحتمله النفوس البشرية من آلام: متى نصر الله؟!! لا- أيها المؤمنون- إنى أنهاكم أن تظنوا هذا الظن، وآمركم أن تتيقنوا من أن الظفر بدخول الجنة يستلزم منكم التأسى بمن سبقكم من المتقين في الصبر والثبات.
والمعنى: قد خلت من قبلكم أمم أوتوا الكتاب واهتدوا إلى الحق فآذاهم الناس أذى شديدا فصبروا على ذلك أفتصبرون مثلهم على المكاره وتثبتون ثباتهم على الشدائد؟ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة دون أن يصيبكم ما أصابهم؟
مستهم أى: حلت بهم. وعبر بمستهم للإشعار بأن تلك الشدائد قد أصابتهم بالآلام التي اتصلت بحواسهم وأجسادهم ولكنها لم تضعف إيمانهم إذ حقيقة المس اتصال الجسم بجسم آخر.
صاحب الكشاف: وَزُلْزِلُوا أى: أزعجوا إزعاجا شديدا شبيها بالزلزلة بما أصابهم من الأهوال والافزاع «حتى يقول الرسول» أى: إلى الغاية التي قال الرسول ومن معه فيها مَتى نَصْرُ اللَّهِ أى بلغ بهم الضجر ولم يبق لهم صبر حتى قالوا ذلك. ومعناه طلب النصر وتمنيه، واستطالة زمان الشدة. وفي هذه الغاية دليل على تناهى الأمر في الشدة وتماديه في العظم لأن الرسل لا يقادر قدر ثباتهم واصطبارهم وضبطهم لأنفسهم، فإذا لم يبق لهم صبر حتى ضجوا كان ذلك الغاية في الشدة التي لا مطمع وراءها .
والمراد بالرسول- كما يقول الآلوسى- الجنس لا واحد بعينه.
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ، أى فقيل لهم حينما التمسوا من الله النصر بعد تلك الشدائد والأهوال التي نزلت بهم: ألا إن نصر الله قريب. تطييبا لأنفسهم، وبعثا للآمال في قلوبهم. وفي هذه الجملة الكريمة ألوان من المؤكدات والمبشرات بالنصر القريب، ويشهد لذلك التعبير بالجملة الاسمية بدل الفعلية فلم يقل- مثلا- ستنصرون والتعبير بالجملة الاسمية يدل على التوكيد. ويشهد لذلك أيضا تصدير الجملة بأداة الاستفتاح الدالة على تحقيق مضمونها وتقريره، ووقوع إن المؤكدة بعد أداة الاستفتاح، وإضافة النصر إلى الله القادر على كل شيء والذي وعد عباده المؤمنين بالنصر فقال، إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
المتأمل في الآية الكريمة يراها قد بينت للمؤمنين أن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» . وأنهم لكي يصلوا إلى الجنة عليهم أن يتأسوا بالسابقين في جهادهم وصبرهم على الأذى، فقد اقتضت سنة الله أن يجعل هذه الحياة نزالا موصولا بين الأخيار والأشرار، ونزاعا مستمرا بين الأطهار والفجار، وكثيرا ما يضيق البغاة على المؤمنين، وينزلون بهم ما ينزلون من صفوف الاضطهاد إلا أن الله- تعالى- قد تكفل بأن يجعل العاقبة للمتقين. ولقد حكى لنا التاريخ أن المؤمنين السابقين قد صبروا أجمل الصبر وأسماه في سبيل إعلاء كلمة الله. روى البخاري عن خباب بن الأرت- رضى الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون .
وبذلك نرى أن السورة الكريمة من قوله- تعالى- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا إلى هنا، قد بينت لنا أقسام الناس في هذه الحياة، ودعت المؤمنين إلى أن يتمسكوا بجميع تعاليم الإسلام، وأن يزهدوا في زينة الحياة التي شغلت المشركين عن كل شيء سواها، وأن يشكروا الله على هدايته إياهم إلى الحق الذي اختلف غيرهم فيه، وأن يوطنوا أنفسهم على تحمل الآلام لكي يحقق الله لهم الآمال. ثم أرشد الله- تعالى- المؤمنين بعد ذلك إلى أن مما يعينهم على دفع الأذى وعلى دحر أعدائهم أن يبذلوا أموالهم في طاعة الله، وأن يعدوا أنفسهم للقتال في سبيله فقال- تعالى-:
..
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }
..
10 notes
·
View notes
Text
استغرب عضو لجنة تسيير إدارة شؤون شركة نادي العين لكرة القدم مشرف قطاع الفريق الأول والرديف، محمد عبيد حماد، قرار هيئة الاعتراض على قرارات الحكام باتحاد كرة القدم، برفضها إلغاء البطاقة الحمراء التي كان قد حصل عليها لاعب الفريق جوناتاس سانتوس في مواجهة اتحاد كلباء في الجولة العاشرة من دوري أدنوك للمحترفين السبت الماضي، وقبول طلب رفع البطاقة الحمراء عن لاعب اتحاد كلباء مهدي قائدي، متسائلاً عن المعايير التي استندت إليها اللجنة رغم أن الحالتين متشابهتان، وفي المباراة نفسها. وقال حماد لـ«الإمارات اليوم» إن المخالفة التي حصل على أثرها اللاعب جوناتاس على البطاقة الحمراء أخف حدة من مخالفة لاعب اتحاد كلباء مهدي قائدي، وإن الكل أجمع على أن الحالتين متشابهتان، وإنه كان من الأجدر قبول طلب نادي العين ورفع الإيقاف عن اللاعب على غرار ما حدث مع حالة مهدي قائدي. وأشار مشرف الفريق الأول إلى أنه كان من الأجدر بهيئة الاعتراض قبول طلب نادي العين أيضاً، وأضاف: «الهيئة نظرت إلى حالة لاعب اتحاد كلباء أولاً، وكان من المفروض النظر إلى اعتراضنا أولاً والبناء عليه في الحالة الثانية. نحن لا نعرف المعايير التي تم الاستناد إليها، ونستغرب رفض طلبنا لأن الحالة واضحة. عموماً هي ليست حجة لتبرير التعادل في تلك المباراة، فنحن لم نقدم أداءً جيداً». وكان الحكم البرتغالي أرتور دياس قد أشهر على مدار شوطي المباراة بطاقتين حمراوين كانتا من نصيب جوناتاس سانتوس ومهدي قائدي إلى جانب خمس بطاقات صفراء من بينها ثلاث بطاقات للاعبي العين أليخاندرو كاكو وإيريك جوجينيس وبندر الأحبابي، وسيغيب على إثرها الأخيران عن «كلاسيكو أبوظبي» أمام الوحدة في الجولة المقبلة بداعي تراكم البطاقات. وقال حماد: «حكم المباراة كان مستفزاً للاعبينا، خصوصاً في الشوط الأول، فقد تفوه ببعض الكلمات التي لا ينبغي أن تبدر من حكم دولي تمت الاستعانة به من ��جل الارتقاء بمستوى المباراة وتقليل الأخطاء». وحول مواجهة الوحدة يوم السبت المقبل، أكد عضو لجنة تسيير إدارة شؤون شركة نادي العين لكرة القدم، أن فريقه سيتسلح خلال المواجهة باللاعبين المتوافرين، مشدداً على ضرورة أن يقدم كل لاعب أفضل ما لديه في تلك المباراة من أجل تعويض خسارة نقطتين بعد التعادل في لقاء اتحاد كلباء في الجولة الماضية. ويفتقد العين في «كلاسيكو أبوظبي» أمام الوحدة خدمات قائده بندر الأحبابي وإيريك جوجينيس بداعي تراكم البطاقات الصفراء، إلى جانب غياب اللاعب جوناتاس سانتوس بسبب البطاقة الحمراء التي حصل عليها في لقاء اتحاد كلباء ورفض هيئة الاعتراض على قرارات لجنة الحكام باتحاد الكرة إلغاءها. وقال حماد: «هذه الغيابات الرسمية، لكن هناك بعض الإصابات التي حدثت في لقاء النصر أول من أمس في كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، علينا أن ننتظر تقرير الفريق للوقوف عليها، ولكن في الأخير العين بمن حضر، ونحن على ثقة بأن الفريق سيقدم مباراة جيدة». وشدد مشرف الفريق الأول على أن الخصوصية التاريخية لمباريات العين أمام الوحدة كافية لأن تشهد المباراة حضوراً جماهيرياً حاشداً، ولا تحتاج لتقديم الدعوة. وقال: «المباراة ذات طابع جماهيري، والفريق لم يخض منذ فترة مباراة بهذا الطابع، لذلك هناك حالة من الترقب لدى جماهيرنا، ونحن نتمنى أن يكون الحضور متفاعلاً، لأننا نعول عليهم لدعم اللاعبين في أرضية الملعب». واعتبر محمد عبيد حماد أن من حق جماهير الوصل أن تكون سعيدة بالمستوى الجيد لفريقها. وقال: «نحن نتابع أداءهم، ولكن في الوقت ذاته المهم بالنسبة لنا ما يقدمه فريقنا. بالتأكيد من صالح البطولة أن يكون هناك أكثر من فريق منافس، فإلى جانب الوصل هناك شباب الأهلي، والشارقة أيضاً لديه حظوظ. عموماً لا تعرف ماذا قد يحدث في الأسابيع المقبلة لأن الدوري لايزال طويلاً، وحتى الآن لم ينتهِ الدور الأول». تحسين المردود أوضح عضو لجنة تسيير إدارة شؤون شركة نادي العين لكرة القدم محمد عبيد حماد، أن الفريق في الآونة الأخيرة يقدم أداءً متذبذباً، ويجب أن يتحسن المستوى. وقال: «على سبيل المثال نحصل على فرص أمام المرمى لكن لا نستثمرها كما يجب، كما أن هناك أخطاء تكلفنا نتائج المباريات». وأضاف: «نحن في جميع المنافسات وحتى الآن لا توجد بطولة قريبة بحكم أن الموسم لايزال في بدايته. وضعيتنا ممتازة، ولدينا حالياً مباراة منتظرة في مواجهة الوحدة يجب التركيز عليها في الوقت الحالي، وهي مباراة مهمة وفي الوقت نفسه ليست أكثر من ثلاث نقاط». المصدر: الإمارات اليوم
0 notes
Text
النصر سبورت
#a_inssr#inssr#alnassr fc#alnassrfc#alnassrstore#alnassr.fc#alnassr#النصر_السعودي#النصر#النصر العالمي#النصر بمن حضر#صوت جماهير النصر
0 notes
Text
غزوة أحد
تاريخها
وقعت في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة
.
مكان حدوثها
جبل احد وهو جبل يقع بين مكة والمدينة
.
هدفها
كانت مكة تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في معركة بدر من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في بدر، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأساري حتى لا يتفطن المسلمون مدي مأساتهم وحزنهم.
وعلى أثر غزوة بدر اتفقت قريش على أن تقوم بحرب شام��ة ضد المسلمين تشفي غيظها وتروي غلة حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة.
.
احداثها
استعداد قريش للمعركة
كانت مكة تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في معركة بدر من مأساة الهزيمة وقتلالصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في بدر، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأساري حتى لا يتفطن المسلمون مدي مأساتهم وحزنهم.
وعلى أثر غزوة بدر اتفقت قريش على أن تقوم بحرب شاملة ضد المسلمين تشفي غيظها وتروي غلة حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة.
كان عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وأبو سفيان بن حرب، وعبد الله بن أبي ربيعة أكثر زعماء قريش نشاطاً وتحمساً لخوض المعركة.
.
وأول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها أبو سفيان، والتي كانت سبباً لمعركة بدر، وقالوا للذين كانت فيها أموالهم: يا معشر قريش، إن محمداً قد وَتَرَكُم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه ؛ لعلنا أن ندرك منه ثأراً، فأجابوا لذلك، فباعوها، وكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار، وفي ذلك أنزل الله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36] 36]
.
ثم فتحوا باب التطوع لكل من أحب المساهمة في غزو المسلمين من الأحابيش وكنانة وأهل تهامة، وأخذوا لذلك أنواعا من طرق التحريض، حتى إن صفوان بن أمية أغري أبا عزة الشاعر ـ الذي كان قد أسر في بدر، فَمَنَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطلق سراحه بغير فدية وأخذ منه العهد بألا يقوم ضده ـ أغراه على أن يقوم بتحريض القبائل ضد المسلمين، وعاهده أنه إن رجع عن الغزوة حياً يغنيه، وإلا يكفل بناته، فقام أبو عزة بتحريض القبائل بأشعاره التي كانت تذكي حفائظهم، كما اختاروا شاعراً آخر ـ مُسَافع بن عبد مناف الجمحي ـ لنفس المهمة.
.
وكان أبو سفيان أشد تأليباً على المسلمين بعدما رجع من غزوة السَّوِيق خائباً لم ينل ما في نفسه بل أضاع مقدارًا كبيراً من تمويناته في هذه الغزوة.
وزاد الطينة بلة ـ أو زاد النار إذكاء، إن صح هذا التعبير ـ ما أصاب قريشاً أخيراً في سرية زيد بن حارثة من الخسارة الفادحة التي قصمت فقار اقتصادها، وزودها من الحزن والهم ما لا يقادر قدره، وحينئذ زادت سرعة قريش في استعدادها للخوض في معركة تفصل بينهم وبين المسلمين.
.
قوام جيش قريش وقيادته
ولما استدارت السنة كانت مكة قد استكملت عدتها، واجتمع إليها من المشركين ثلاثة آلاف مقاتل من قريش والحلفاء والأحابيش، ورأي قادة قريش أن يستصحبوا معهم النساء حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب حرماتهم وأعراضهم، وكان عدد هذه النسوة خمس عشرة امرأة.
وكان سلاح النقليات في هذا الجيش ثلاثة آلاف بعير، ومن سلاح الفرسان مائتا فرس ، جنبوها طول الطريق، وكان من سلاح الوقاية سبعمائة درع. وكانت القيادة العامة إلى أبي سفيان بن حرب، وقيادة الفرسان إلى خالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل. أما اللواء فكان إلى بني عبد الدار.
.
جيش مكة يتحرك
تحرك الجيش المكي بعد هذا الإعداد التام نحو المدينة، وكانت التارات القديمة والغيظ الكامن يشعل البغضاء في القلوب، ويشف عما سوف يقع من قتال مرير.
.
حركة العدو
وكان العباس بن عبد المطلب يرقب حركات قريش واستعداداتها العسكرية، فلما تحرك هذا الجيش بعث العباس رسالة مستعجلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضمنها جميع تفاصيل الجيش.
وأسرع رسول العباس بإبلاغ الرسالة، وجد في السير حتى إنه قطع الطريق بين مكة والمدينة ـ التي تبلغ مسافتها إلى نحو خمسمائة كيلو متر ـ في ثلاثة أيام، وسلم الرسالة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد قباء.
قرأ الرسالة على النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب، فأمره بالكتمان، وعاد مسرعاً إلى المدينة، وتبادل الرأي مع قادة المهاجرين والأنصار.
.
استعداد المسلمين للطوارئ
وظلت المدينة في حالة استنفار عام لا يفارق رجالها السلاح حتى وهم في الصلاة، استعداداً للطوارئ.
وقامت مفرزة من الأنصار ـ فيهم سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وسعد بن عبادة ـ بحراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يبيتون على بابه وعليهم السلاح. وقامت على مداخل المدينة وأنقابها مفرزات تحرسها ؛ خوفا من أن يؤخذوا على غرة. وقامت دوريات من المسلمين ـ لاكتشاف تحركات العدو ـ تتجول حول الطرق التي يحتمل أن يسلكها المشركون للإغارة على المسلمين.
.
الجيش المكي إلى أسوار المدينة
وتاع جيش مكة سيره على الطريق الغربية الرئيسية المعتادة، ولما وصل إلى الأبْوَاء اقترحت هند بنت عتبة ـ زوج أبي سفيان ـ بنبش قبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بَيدَ أن قادة الجيش رفضوا هذا الطلب،وحذروا من العواقب الوخيمة التي تلحقهم لو فتحو هذا الباب.
ثم واصل جيش مكة سيره حتى اقترب من المدينة، فسلك وادي العَقيق، ثم انحرف منه إلى ذات اليمين حتى نزل قريباً بجبل أحد، في مكان يقال له: عَينَيْن، في بطن السَّبْخَة من قناة على شفير الوادي ـ الذي يقع شمإلى المدينة بجنب أحـد، فعسكر هناك يوم الجمعة السادس من شهر شوال سنة ثلاث من الهجرة.
.
المجلس الاستشاري لأخذ خطة الدفاع
ونقلت استخبارات المدينة أخبار جيش مكة خبراً بعد خبر حتى الخبر الأخير عن معسكره وحينئذ عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً استشارياً عسكرياً أعلى ، تبادل فيه الرأي لاختيار الموقف، وأخبرهم عن رؤيا رآها، قال: (إني قد رأيت والله خيراً، رأيت بقراً يذبح ورأيت في ذُبَاب سيفي ثُلْماً، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة)، وتأوّل البقر بنفر من أصحابه يقتلون، وتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته، وتأول الدرع بالمدينة.
.
ثم قدم رأيه إلى صحابته ألا يخرجوا من المدينة وأن يتحصنوا بها،فإن أقام المشركون بمعسكرهم أقاموا بِشَرِّ مُقَام وبغير جدوي، وإن دخلوا المدينة قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة، والنساء من فوق البيوت، وكان هذا هو الرأي. ووافقه على هذا الرأي عبد الله بن أبي بن سلول ـ رأس المنافقين ـ وكان قد حضر المجلس بصفته أحد زعماء الخزرج. ويبدو أن موافقته لهذا الرأي لم تكن لأجل أن هذا هو الموقف الصحيح من حيث الوجهة العسكرية، بل ليتمكن من التباعد عن القتال دون أن يعلم بذلك أحد، وشاء الله أن يفتضح هو وأصحابه ـ لأول مرة ـ أمام المسلمين وينكشف عنهم الغطاء الذي كان كفرهم ونفاقهم يكمن وراءه، ويتعرف المسلمون في أحرج
ساعاتهم على تلك الأفاعي التي كانت تتحرك تحت ملابسهم وأكمامهم.
.
فقد بادر جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر ومن غيرهم، فأشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج، وألحوا عليه في ذلك حتى قال قائلهم: يا رسول الله،كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله، فقد ساقه إلينا وقرب المسير، اخرج إلى أعدائنا، لا يرون أنا جَبُنَّا عنهم.
.
وكان في مقدمة هؤلاء المتحمسين حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان قد أبلي أحسن بلاء في معركة بدر ـ فقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم طعاماً حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة . وتنازل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأيه مراعاة لهؤلاء المتحمسين، واستقر الرأي على الخروج من المدينة، واللقاء في الميدان السافر.
.
جيش المسلمين وخروجه إلى ساحة القتال
ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس يوم الجمعة، فوعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد، وأخبر أن لهم النصر بما صبروا، وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم، ففرح الناس بذلك. ثم صلى بالناس العصر وقد حشدوا وحضر أهل العَوَإلى ، ثم دخل بيته، ومعه صاحباه أبو بكر وعمر، فعمماه وألبساه فتدجج بسلاحه وظاهر بين درعين [أي لبس درعا فوق درع] وتقلد السيف، ثم خرج على الناس.
.
وكان الناس ينتظرون خروجه، وقد قال لهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير: استكرهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج فردوا الأمر إليه،فندموا جميعاً على ما صنعوا، فلما خرج قالوا له: يا رسول الله،ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت، إن أحببت أن تمكث بالمدينة فافعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ينبغي لنبي إذا لبس لأْمَتَه ـ وهي الدرع ـ أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه) .
.
وقسم النبي صلى الله عليه وسلم جيشه إلى ثلاث كتائب:
كتيبة المهاجرين، وأعطي لواءها مصعب بن عمير العبدري
كتيبة الأوس من الأنصار، وأعطي لواءها أسيد بن حضير
كتيبة الخزرج من الأنصار، وأعطي لواءها الحُبَاب بن المنذر
وكان الجيش متألفاً من ألف مقاتل فيهم مائة دارع، ولم يكن فيهم من الفرسان أحد ،واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم على الصلاة بمن بقي في المدينة،وآذن بالرحيل، فتحرك الجيش نحو الشمال وخرج السعدان أمام النبي صلى الله عليه وسلم يعدوان دارعين. ولما جاوز ثنية الوداع رأي كتيبة حسنة التسليح منفردة عن سواد الجيش، فسأل عنها، فأخبر أنهم اليهود من حلفاء الخزرج يرغبون المساهمة في القتال ضد المشركين، فسأل: (هل أسلموا ؟)
فقالوا:لا، فأبى أن يستعين بأهل الكفر على أهل الشرك.
.
استعراض الجيش
وعندما وصل إلى مقام يقال له: [الشيخان] استعرض جيشه، فرد من استصغره ولم يره مطيقاً للقتال، وكان منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب وأسامة بن زيد، وأسيد
بن ظُهَير، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعَرَابَة بن أوْس، وعمرو بن حزم، وأبو سعيد الخدري، وزيد بن حارثة الأنصاري، وسعد بن حَبَّة، ويذكر في هؤلاء البراء بن عازب، لكن حديثه في البخاري يدل على شهوده القتال ذلك اليوم.
.
المبيت بين أحد والمدينة
وفي هذا المكان أدركهم المساء، فصلى المغرب، ثم صلى العشاء، وبات هنالك، واختار خمسين رجلاً لحراسة المعسكر يتجولون حوله، وكان قائدهم محمد بن مسلمة الأنصاري، بطل سرية كعب بن لأشرف، وتولي ذَكْوَان بن عبد قيس حراسة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
.
تمرد عبد الله بن أبي وأصحابه
وقبل طلوع الفجر بقليل أدلج، حتى إذا كان بالشَّوْط صلى الفجر، وكان بمقربة جداً من العدو، فقد كان يراهم ويرونه، وهناك تمرد عبد الله بن أبي المنافق، فانسحب بنحو ثلث العسكر ـ ثلاثمائة مقاتل ـ قائلاً: ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟ ومتظاهراً بالاحتجاج بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك رأيه وأطاع غيره. ولا شك أن سبب هذا الانعزال لم يكن هو ما أبداه
.
هذا المنافق من رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وإلا لم يكن لسيره مع الجيش النبوي إلى هذا المكان معني. ولو كان هذاهو السبب لا نعزل عن الجيش منذ بداية سيره، بل كان هدفه الرئيسي من هذا التمرد ـ في ذلك الظرف الدقيق ـ أن يحدث البلبلة والاضطراب في جيش المسلمين على مرأي ومسمع من عدوهم،حتى ينحاز عامة الجيش عن النبي صلى الله عليه وسلم،وتنهار معنويات من يبقي معه، بينما يتشجع العدو، وتعلو همته لرؤية هذا المنظر، فيكون ذلك أسرع إلى القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المخلصين، ويصحو بعد ذلك الجو لعودة الرياسة إلى هذا المنافق وأصحابه. وكاد المنافق ينجح في تحقيق بعض ما كان يهدف إليه، فقد همت طائفتان ـ بنو حارثة من الأوس، وبنو سلمة من الخزرج ـ أن تفشلا، ولكن الله تولاهما، فثبتتا بعدما سري فيهما الاضطراب، وهمتا بالرجوع والانسحاب، وعنهما يقول الله تعالي:(إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 122].
.
وحاول عبد الله بن حَرَام ـ والد جابر بن عبد الله ـ تذكير هؤلاء المنافقين بواجبهم في هذا الظرف الدقيق، فتبعهم وهو يوبخهم ويحضهم على الرجوع، ويقول: تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم عبد الله بن حرام قائلاً: أبعدكم الله أعداء الله، فسيغني الله عنكم نبيه. وفي هؤلاء المنافقين يقول الله تعالى :
(وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً
لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ)[آل عمران: 167].
.
بقية الجيش الإسلامي إلى أحد
وبعد هذا التمرد والانسحاب قام النبي صلى الله عليه وسلم ببقية الجيش ـ وهم سبعمائة مقاتل ـ ليواصل سيره نحو العدو، وكان معسكر المشركين يحول بينه وبين أحد في مناطق كثيرة، فقال: (من رجل يخرج بنا على القوم من كَثَبٍ ـ أي من قريب ـ من طريق لا يمر بنا عليهم ؟).
فقال أبو خَيثَمةَ: أنا يارسول الله، ثم اختار طريقاً قصيراً إلى أحد يمر بحَرَّةِ بني حارثة
وبمزارعهم، تاركاً جيش المشركين إلى الغرب. ومر الجيش في هذا الطريق بحائط مِرْبَع بن قَيظِي ـ وكان منافقاً ضرير البصر ـ فلما أحس بالجيش قام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول: لا أحل لك أن تدخل حائطي إن كنت رسول الله.
فابتدره القوم ليقتلوه، فقال صلى الله عليه وسلم : (لا تقتلوه، فهذا الأعْمَى أعمى القلب أعمى البصر).
ونفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشعب من جبل أحد في عدوة الوادي، فعسكر بجيشه مستقبلاً المدينة، وجاعلا ظهره إلى هضاب جبل أحد، وعلى هذا صار جيش العدو فاصلاً بين المسلمين وبين المدينة.
.
خطة الدفاع
وهناك عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، وهيأهم صفوفاً للقتال، فاختار منهم فصيلة من الرماة الماهرين، قوامها خمسون مقاتلاً، وأعطي قيادتها لعبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري الأوسي البدري، وأمرهم بالتمركز على جبل يقع على الضفة الشمالية من وادي قناة ـ وعرف فيما بعد بجبل الرماة ـ جنوب شرق معسكر المسلمين، على بعد حوالى مائة وخمسين متراً من مقر الجيش الإسلامي.
.
والهدف من ذلك هو ما أبداه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلماته التي ألقاها إلى هؤلاء الرماة، فقد قال لقائدهم: (انضح الخيل عنا بالنبل، لا يأتونا من خلفنا، إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك) وقال للرماة: (احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا)
.
وفي رواية البخاري أنه قال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم).
.
بتعين هذه الفصيلة في الجبل مع هذه الأوامر العسكرية الشديدة سد رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلمة الوحيدة التي كان يمكن لفرسان المشركين أن يتسللوا من ورائها إلى صفوف المسلمين ويقوموا بحركات الالتفاف وعملية التطويق.
أما بقية الجيش فجعل على الميمنة المنذر بن عمرو، وجعل على الميسرة الزبير بن العوام، يسانده المقداد بن الأسود، وكان إلى الزبير مهمة الصمود في وجه فرسان خالد بن الوليد،وجعل في مقدمة الصفوف نخبة ممتازة من شجعان المسلمين ورجالاتهم المشهورين بالنجدة والبسالة والذين يوزنون بالآلاف .
.
ولقد كانت خطة حكيمة ودقيقة جداً، تتجلي فيها عبقرية قيادة النبي صلى الله عليه وسلم لعسكرية وأنه لا يمكن لأي قائد مهما تقدمت كفاءته أن يضع خطة أدق وأحكم من هذا؛ فقد احتل أفضل موضع من ميدان المعركة، مع أنه نزل فيه بعد العدو، فإنه حمي ظهره ويمينه بارتفاعات الجبل وحمي ميسرته وظهره ـ حين يحتدم القتال ـ بسد الثلمة الوحيدة التي كانت توجد في جانب الجيش الإسلامي، واختار لمعسكره موضعاً مرتفعاً يحتمي به ـ إذا نزلت الهزيمة بالمسلمين ـ ولا يلتجئ إلى الفرار، حتى يتعرض للوقوع في قبضة الأعداء المطاردين وأسرهم، ويلحق مع ذلك خسائر فادحة بأعدائه إن أرادوا احتلال معسكره وتقدموا إليه،وألجأ أعداءه إلى قبول موضع منخفض يصعب عليهم جداً أن يحصلوا على شيء من فوائد الفتح إن كانت الغلبة لهم، ويصعب عليهم الإفلات من المسلمين المطاردين إن كانت الغلبة للمسلمين، كما أنه عوض النقص العددي في رجاله باختيار نخبة ممتازة من أصحابه الشجعان البارزين.
.
بعض صور تضحيات الصحابة يوم أحد
تضحية أنس بن النضر
أنس بن النضر سمع في غزوة أحد أن الرسول قد مات، وأنه قتل، فمر على قوم من المسلمين قد ألقوا السلاح من أيديهم، فقال لهم: "ما بالكم قد ألقيتم السلاح؟" فقالوا: "قتل رسول الله "، فقال أنس : "فما تصنعون بالحياة بعد رسول الله؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله واندفع أنس بن النضر في صفوف القتال، فلقي سعد بن معاذ، فقال أنس : "يا سعد والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد"، وانطلق في صفوف القتال فقاتل حتى قتل، وما عرفته إلا أخته ببنانه، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم. وقد كان انس لم يشارك غزوة بدر فعزم النية لله على انه في الغزوة القادمة سوف يفعل ما لا يفعله أحد وصدقت نيته إذا كانت غزوة أحد بعد بدر بسنة واحدة
.
تضحية سعد بن الربيع
سعد بن الربيع الأنصاري سأل عنه النبي زيداً بن ثابت قائلاً ((يا زيد ! ابحث عن سعد بن الربيع بين القتلى في أحد فإن أدركته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله : كيف تجدك؟) أي: كيف حالك؟. وانطلق زيد بن ثابت ليبحث عن سعد بن الربيع الأنصاري فوجده في آخر رمق من الحياة، فقال له: (يا سعد ! رسول الله يقرئك السلام، ويقول لك: كيف تجدك؟) فقال سعد بن الربيع لـزيد بن ثابت(: وعلى رسول الله وعليك السلام، وقل له: إني والله لأجد ريح الجنة)، ثم التفت سعد وهو يحتضر إلى زيد بن ثابت، وقال: (يا زيد بلغ قومي من الأنصار السلام، وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله مكروه وفيكم عين تطرف)
.
تضحية عمرو بن الجموح
ذُكر ان عمرو بن الجموح رجل أعرج لا جهاد عليه، فقد أسقط الله عنه الجهاد، لكنه سمع نداء يا خيل الله اركبي، حي على الجهاد، واراد أن ينطلق للجهاد في المعركة فقال أبناؤه الأربعة (يا أبانا لقد أسقط الله عنك الجهاد، ونحن نكفيك). فبكي عمرو بن الجموح وانطلق إلى النبي ليشتكي قائلاً: (يا رسول الله! إن أبنائي يمنعوني من الخروج للجهاد في سبيل الله، ووالله إني لأريد أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة)، فقال النبي: ((يا عمرو فقد أسقط الله عنك الجهاد، فقد عذرك الله جل وعلا)). ومع ذلك رأى النبي رغبة عارمة في قلب عمرو بن الجموح لخوض المعركة، فالتفت النبي إلى أبنائه الأربعة قائلاً لهم: ((لا تمنعوه! لعل الله أن يرزقه الشهادة في سبيله)). وانطلق عمرو بن الجموح يبحث عن الشهادة في سبيل الله، وقتل في المعركة.
.
ومرعليه النبي بعدما قتل فقال: ((والله لكأني أنظر إليك تمشي برجلك في الجنة وهي صحيحة
تضحية أم عمارة
لم يشترك من نساء المسلمين في تلك المعركة إلا امرأة واحدة هي نسيبة بنت كعب أم عمارة فلما رأت النبي في أرض المعركة قد تكالب عليه أعداؤه من يمنة ويسرة رمت القراب التي كانت تسقي بها جرحى المسلمين، وأخذت تدافع عنه. فقال الرسول عنها: ((ما رأيت مثل ما رأيت من أم عمارة في ذلك اليوم، ألتفتُ يمنة وأم عمارة تذود عني، والتفت يسرة وأم عمارة تذود عني))، وقال لها النبي في أرض المعركة: ((من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟! سليني يا أم عمارة)) قالت: (أسألك
( رفقتك في الجنة يا رسول الله) قال: (أنتم رفقائي في الجنة)
.
تضحيات شباب الأنصار
لما رأى النبي هجوم الكفار قال لنفر ممن حوله من شباب الأنصار: ((من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة)) فتطايرت الكلمات إلى مسامع شباب الأنصار، فتسابقوا حتى قتلوا جميعاً واحداً تلو الآخر وهم ستة من الرجال.
.
مقتل مخيريق
قال ابن إسحاق : "وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق، وكان أحد بني ثعلبة بن الفطيون، قال : لما كان يوم أحد، قال :(يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق)، قالوا : إن اليوم يوم السبت، قال : (لا سبت لكم) . فأخذ سيفه وعدته، وقال : (إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما يشاء)، ثم غدا إلى الرسول، فقاتل معه حتى قتل ؛ فقال رسول الله - فيما بلغنا
((مخيريق خير يهود ))
2 notes
·
View notes
Text
اخبار نادى النصر السعودى الان وفي كل لحظة ..النصر يرد على العين: نادينا بمن حضر
اخبار نادى النصر السعودى الان وفي كل لحظة ..النصر يرد على العين: نادينا بمن حضر
اخبار الن��وم: ;
اشعل المدرب الكرواتى زوران ماميتش الأجواء بين ناديه الاسبق النصر والعين الاماراتي الدى صرح التعاقد معه رسمياً اليوم الاربعاء وبدا التراشق الإعلامي يأخذ منحنى التأزيم، ما جعل ادارة الاول تصدر بياناً ذكرت فيه: “تابعنا على مدى أسبوع كامل الاتهامات التى طالتها في قضية الكرواتى زوران ماميتش مدرب النادي الاسبق بعد تلقيه عرضاً من فريق ونادي العين وهو على رأس عمله.
وتابعنا أيضاً بكل…
View On WordPress
#اخبار النصر الان#اخبار النصر السعودي#اخر اخبار نادي النصر السعودي اليوم#العين#النصر#النصر السعودى#النصر اليوم#بمن#حضر#على#نادي النصر السعودي#نادينا#يرد
0 notes
Photo
فيديو: سيف الإسلام يروي قصة علاج أخيه عبدالرحمن بن سعود لصحفي هلالي من مرض “السل” في منزله كشف الأمير سيف الإسلام بن سعود عن بعض الجوانب المخفية لدى الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود، ومنها أنه كان يحب الوقوف إلى جانب صاحب الحاجة، وأنه كان لا يمل ولا يكل من مساعدة الآخرين.وأضاف في لقاء ببرنامج “الراحل” على “روتانا خليجية”، أن عبدالرحمن بن سعود كان دائما حاملا بشته للذهاب والتدخل في الوساطات الحميدة، من إدخال مريض لمستشفى أو إدخال طالب إلى جامعة أو إطلاق سراح سجين أو موقوف بدفع الدية عنه، وأن الأمير الراحل كان بمثابة جمعية خيرية، وأن هذا هو الجانب الذي لا يعلم عنه أحد شيئًا؛ فالجميع يعلم عنه في مجال الرياضة، وخاصة الدفاع عن نادي النصر.وأشار إلى أنه كان هناك صحفي هلالي، لا ينقطع عن مهاجمة الأمير عبدالرحمن بن سعود، مهاجمةً خارجة عن العادة، وحدث أن مرض هذا الصحفي بمرض “السل” المعدي، إلا أن الأمير استدعاه في بيته القديم في الشميسي، وتكفل بعلاجه هناك في البيت، بعد اتخاذ إجراءات العزل الطبي اللازم.وبين أن الأمير لم يرضَ أن يخرج الصحفي الهلالي من بيته حتى شفاه الله شفاء تاما، وأن هذا الصحفي موجود الآن حي يرزق، وأن هذا الأمير كان استثنائيا في خلقه وفي محبته للناس، في مجال الرياضة وفي مساعدته للناس.يُذكر أن الأمير عبدالرحمن بن سعود اشتهر بصرامته في إدارة نادي النصر، وكلفة ذلك الدخول في معارك مع جماهيرية بعض اللاعبين، وأصدر عقوبات بالإيقاف على اللاعبين مهما كانت العاقبة، وكان يرد على منتقديه بعبارته الشهيرة “النصر بمن حضر”، ورغم ذلك عُرف عنه رحابة الصدر في تعامله مع الجميع. #برنامج_الراحلالأمير سيف الإسلام يروي قصة علاج #الراحل_عبدالرحمن_بن_سعود لصحفي مصاب بالسل في قلب بيته رغم أنه لم يكن يكلّ عن مهاجمته بالصحف pic.twitter.com/05lHzzKPx7 — خليجية (@Khalejiatv) June 19, 2017
0 notes
Photo
#الاتحاد بمن حضر .. وثقتنا ببقية اللاعبين كبيره .. 💛💛 #كأس_ولي_العهد_السعودي #الاتحاد #النصر #الاتحاد_النصر #الهمه_الهمه_يا_نمور_والموعد_القمه_هي_عادتك_لاتخليها_يهمك_الفوز_وتهمه #همتكم_يانموور #صناع_القرار#اتحاد_العب_واحنا_لك_سند #اتحادنا_حشي_ما_يغلبونا #حضوركم_مطلب_يا_نمور_في_لقاء_النصر #قال_الاتي_لا_تحداني #alhoot5001
#صناع_القرار#قال_الاتي_لا_تحداني#حضوركم_مطلب_يا_نمور_في_لقاء_النصر#اتحاد_العب_واحنا_لك_سند#الاتحاد_النصر#اتحادنا_حشي_ما_يغلبونا#النصر#كأس_ولي_العهد_السعودي#الهمه_الهمه_يا_نمور_والموعد_القمه_هي_عادتك_لاتخليها_يهمك_الفوز_وتهمه#الاتحاد#alhoot5001#همتكم_يانموور
0 notes