#الصلاة الملتهبة
Explore tagged Tumblr posts
Text
*منقوووووول*
#إنه_الحبيب *« ٥٧ »*🌴🌴
السيرة النبوية العطرة *(( تعذيب آل ياسر ، كاملة )) .*🌴🌴.
_________________________________
بدأت قريش بتنفيذ ما اتفقوا عليه في دار الندوة .. كل قبيلة تعذب من كان تحت يدها ممن أسلم ودخل في دين محمد ..
آل ياسر كانوا ممن سبق ودخلوا الإسلام
{{ الأب }} ... ياسر بن عامر رضي الله عنه ..
{{ الأم }} ... سمية بنت خياط رضي الله عنها ..
{{ الإبن }} .. عمار بن ياسر رضي الله عنه ..
هذه أول أسرة أسلمت بالكامل ، وأول عائلة جهرت بالاسلام ..
وكانوا هم سابع من جهر بالإسلام في الدنيا ..
وهم في المرتبة الثلاتين من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام ..
____________________________________
{{ سمية رضي الله عنها }} ..
أول من قتل في سبيل الله هي وزوجها ياسر ،
كان عمرهم قد تجاوز الستين .. وكانت رضي الله عنها {{ أول امرأة تسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها و أرضاها }} ..
_______________________________
إبنهم عمار بن ياسر كان يذهب لدار الأرقم ، ويتعلم من الرسول أخلاق هذا الدين ..
فكان نصيب آل ياسر التعذيب على يد فرعون هذه الأمة عمرو بن هشام ، الملقب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ((بأبي جهل)) ..
الكثير من المسلمين يعتقدون ان
أبو جهل عم النبي ، وهذا خطأ .. أبو لهب هو عم النبي ..
أما أبو جهل فهو من بني أمية ، والنبي عليه الصلاة والسلام من بني هاشم .. أبوجهل كان يُعرف في قريش بأبي الحكم ، لأنهم كانوا يعتبرونه صاحب الرأي السديد .. ولما تبين جهله ، سماه النبي صلى الله عليه وسلم
(( أبا جهل)) .. أما إسمه الحقيقي فهو {{ عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومى }} .. فكان نصيب آل ياسر [[ أول بيت من شهداء المسلمين ]] من العذاب على يد هذا الطاغية أبو جهل ، أن أذاقهم صنوف وألوان من العذاب للرجل والزوجة والإبن ..
__________________________________
كان أبو جهل ، إذا سمع برجل قد أسلم يجن جنونه .. فإذا كان هذا الرجل له شرف ومنعة ، أنبّهُ وخزاه فقط لأنه لا يقدر عليه بأكثر من ذلك
[[ يعني إذا كان هذا الرجل له مكانة في قريش ، يلومه أبو جهل ويسمعه الكلام الذي يخزيه ، مثل : أنت إنسان ناقص ، تركت دين أبيك الذي هو خير منك ، لا قيمة لك بيننا ]] .. وإذا كان تاجرا يتوعده بمقاطعة مكة لبضاعته .. أما إن كان هذا الرجل ضعيفا لا عشيرة له ، فكان يضربه ويتسلط عليه بأنكى أنواع العذاب ..
____________________________________
آل ياسر كانوا من الفئة الضعيفة ، لا حول لهم من الخلق ولا ناصر .. فتسلط عليهم الفجرة بأنكى أنواع العذاب ، لم يرحموا شيبة الشيخ وضعف المرأة ..
كان أبو جهل يلبسهم الدروع من الحديد ، ثم يأمر عبيده أن يضعوهم تحت أشعة الشمس الملتهبة ، فتجف حلوقهم وتتيبس عروقهم ، وتتشقق جلودهم ، حتى تسيل منها الدماء ..
ثم يأتى في اليوم التالي ، فيعيد معهم الكرة مرة أخرى ..
_________________________________________
يقال {{ لم يشهد التاريخ امرأة عذبت كما عذبت سمية من أبي جهل ، كان يضربها ضربا مبرحا و يأذيها أشد الأذى ، ولا يقيم وزنا لكونها امرأة عجوز ضعيفة }} ..
________________________________________
بعض رواة السيرة ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن يسعى إلى الذين يعذبون ، والسبب حتى لا يواجه بنفسه بأس قريش وبطشها .. لأن الوضع كان أكثر من أن يتخيله أحد ، ولا يحتمل أي مواجهة .. ولأن الرسول كان يعلم جيدا أنه إذا حاول التدخل ، فإن المشركين سيزيد حقدهم وحنقهم ، وسيزيدون في تعذيب هؤلاء الضعفاء ، وأنه لن يستطيع حمايتهم والزود عنهم ..
فكان صلى الله عليه وسلم يدعو الله لهم بالثبات ..
لذلك فقد اختلف رواة السيرة حول واقعة مرور الرسول عليه الصلاة والسلام على آل ياسر أثناء تعذيبهم حتى يشد من أزرهم ويشجعهم على الثبات .. فالبعض ذكر أنه كان يتردد على آل ياسر باستمرار ويقول لهم {{ صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة }} .. والبعض الآخر ذكر أن هذا لم يحدث ، وأن النبى لم يكن يتردد عليهم ، والذى حدث أن الرسول عندما جاء اليوم الذي أوحى الله إليه ، بأن آل ياسر سيكونوا من الشهداء في نفس هذا اليوم وقد اشتد بهم العذاب ..
سعى ��لى الله عليه وسلم على قدميه فى هذا اليوم فقط ، حتى جاء ساحة التعذيب
ووقف أمام ياسر وزوجته وهما يعذبان
وقال : {{صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة }} [[ أى ذهب الكثير ولم يبقى إلا القليل .. إصبروا فإن موعدكم الجنة ]] ..
جاءهم في اليوم الذي سيستشهدوا فيه قبل ساعات ، جاءهم في وقت الظهر ، وسمع خبر وفاة ياسر وزوجته رضي الله عنهما عصر نفس اليوم ..
جاء فقط يبشرهم ، وأعطاهم موعدا للقائه مرة ثانية في الجنة ..
__________________________________
في ذلك اليوم ، حضر إليهم أبو جهل وهو لا يعلم أن النبي قد جاءهم ، جاء وقد يئس ومل من تعذيبهم يريد أن ينتهي .. إما أن يرضوه بكلمة فيطلق سراحهما [[ لأن أبو جهل كان يُعذب غيرهم الكثير ، ويشرف على تعذيبهم ]] .. جاءهم وقد قرر .. إما أن يرضوه ، أو يقتلهم حتى يتفرغ لغيرهم ..
جاء ومعه تمثال من الآلهة يحمله في يده [[ صنم صغير ]] وقال : يا ياسر قل بعزة اللات [[ يعني بعزة آلهته أى الصنم الذي يحمله بيده ]] .. قل بعزة اللات أطلق سراحك .. [[ فقط هذه الكلمة ، لا أطلب منك شيء آخر ]] ..
وكان ياسر مربوطا إلى جذع نخلة ، فأدار وجهه
وقال : لا إله إلا الله ..
ثم جاءه أبو جهل من الجهة الأخرى قائلا : لا تريد أن تقول بعزة اللات ، إذاً قل هُبل [[ فقط إنطق كلمة هُبل ]] ..
فأدار ياسر وجهه إلى الجهة الأخرى مرة ثانية
وقال : لا إله إلا الله ..
فقال له أبو جهل : إذا كنت لا تريد أن تقول هذا ، قل يا ياسر كلمة واحدة تنال بها من شرف محمد [[ يعني سبه وخلاص ]] ..
فأدار ياسر وجهه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ..
فلما يئس أبو جهل من ياسر ، وضع الصنم من يده .. وأخذ حبل من ليف ووضعه على عنق ياسر وأخذ يجدله [[ يعني يلف الحبل عدة لفات حول عنقه ، و يخنقه ]] ..
ويقول : يا ياسر نل من محمد [[ سبه ]] نل من محمد وأطلق سراحك ، وإلا أخرجت روحك
والرجل ما زال يردد {{ لا إله إلا الله محمد رسول الله }} ..
إلى أن شد الحبل على عنقه بقوة ، ففاضت روحه مع قوله محمد رسول الله }}} ..
هل استطاع أبو جهل بالتعذيب أن ينال من إيمان ياسر؟ .. كلا ، لم يستطع أن يحرك شعرة من إيمانه رضي الله عنه وأرضاه .. فهنيئا لك يا ياسر ، موعدك مع الرسول {{ في الجنة }} ..
___________________________________________
إشتد غضب أبو جهل أكثر وأكثر ، لما عجز عن أن يثني عبد مملوك عنده عن دين جديد ولو دفع روحه ثمنا لتمسكه بدينه..
ترك أبو جهل ياسر بعدما قتله وذهب إلى زوجته سمية .. أمرها أن تكفر بدين محمد ، فلم تستجب له ، طلب منها أن تنال من النبي كما فعل مع زوجها ، فلم تستجب {{ إمرأة عجوز ضعيفة ومع كل هذا العذاب ، تظل صابرة محتسبة عند الله ]] ..
فوضع أبو جهل صنمه الصغير في فم أم عمار واخذ يدلك فمها بالصنم الصغير من شدة غيظه ، ويقول : قولي هبل .. سبي محمد أطلق سراحك .. فجمعت ريقها حتى إمتلأ فمها وأرسلته بصقة كأنها قذيفة في وجه أبو جهل ، وصرخت عليه بأعلى صوتها :
يا عدو الله .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. فاشتعل أبو جهل من شدة الغضب ، وأمر عبيده أن يربطوا إحدى ساقيها ببعير ، والساق الأخرى ببعير آخر �� فربطوهما .. ثم جعل البعير يتحرك فى اتجاه ، والآخر فى الاتجاه المعاكس .. [[ عملية فسخ ]] .. ثم أخذ حربته وطعنها في مكان عفتها ، وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. فاضت روحها وموعدها بإذن الله سمية امرأة ياسر ، مع الرسول في الجنة ..
والجدير بالذكر أن بعض الرواة للسيرة ذكروا رواية أخرى ، وهى أن سمية استشهدت أولا على يد أبو جهل طبقا لنفس الرواية التى جاء ذكرها من قبل .. وبعدها بأيام قليلة استشهد زوجها ياسر بعد صبره الكبير على العذاب ، وبعد قتل زوجته أمام عينيه ، وكان استشهاده أيضا على يد أبو جهل طبقا لنفس الرواية التى جاء ذكرها من قبل ...
وبعد إستشهاد ياسر وزوجته سمية ، بقى بعدهما إبنهما عمار بن ياسر .. وكان ألم الفراق شديد عليه لأن أبويه قتلا بطريقة بشعة أمام عينيه ، على يد أبو جهل الذى كان يعذبه أيضا عذابا شديدا .. وظل عمار ثابتا إلى أن خارت قواه ولم يعد يقوى على الإحتمال ، فاضطر لإخفاء إيمانه وإظهار الكفر أمام المشركين حتى يخلوا سبيله .. وركض إلى الرسول وهو يبكى ، فسأله صلى الله عليه وسلم ما وراءك ، فقال شرّ .. ما تُرِكت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير {{ أى رفضوا أن يتركوه حتى سب الرسول ومدح آلهتهم }} .. فقال له النبى : كيف تجد قلبك؟ .. فأجاب : مطمئنا بالإيمان .. فقال النبى : فإن عادوا لك فعد لهم ... ونزل فيه قوله عز وجل من سورة النحل : " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم " صدق الله العظيم .... وفى هذا تبرئة له من الله ومن رسوله أيضا .. وكان الرسول يحب عمار بن ياسر حبا شديدا ، لدرجة أنه دائما كان يقول له : تعال يا عمار واجلس معى .. فيقول عمار : لما يا رسول الله ، فيقول له الرسول : أحب أن أدعو لأبويك ..
وإذا تقدمنا فى السيرة فقط لغرض معرفة مصير أبو جهل بعدما فعله مع المستضعفين من المسلمين ، بأن نكل بهم وأذاقهم أبشع أنواع العذاب ، ومنهم آل ياسر .. نجد أنه بعد أربعة عشرة سنة من هذه الأحداث جاءت غزوة بدر ، وجاء للر��ول صلى الله عليه وسلم خبر يقول أن أبا جهل قد قتل ... فأول ما فعله قال : "الله أكبر ، أين عمار" .. وجاء عمار فقال له الحبيب المصطفى : "أبشر يا عمار ثأر الله لأبيك وأمك" ..
والآن دعونا نذكر المشهد الأخير فى قصة عمار بن ياسر رضى الله عنه : حدث ذلك أثناء ولاية على ابن أبى طالب رابع الخلفاء الراشدين ، حيث إشتد الخلاف بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان ، وقامت الحرب بينهما وقاتل عمار بن ياسر مع جيش على بن أبى طالب ضد جيش معاوية ، فى معركة صفين فى شهر صفر سنة ٣٧ هجرية .. فقُتل عمار بن ياسر فى هذه المعركة .. وهكذا يكون رضى الله عنه الشهيد الذى يكمل عقد هذه العائلة العظيمة التى بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بلقائه فى الجنة ،،،،
يتبع تعذيب بلال ...
______________ الأنوار المحمدية _______________
____________ صلى الله عليه وسلم ________________
تابع ليصلك كل جديد
5 notes
·
View notes
Text
الحلقة 50
تعذ..يب بلال الحبشي و خباب بن ارت
السيرة النبوية العطرة (( تعذيب بلال الحبشي رضي الله عنه ))
صورة ثانية من التعذيب
{{ بلال الحبشي رضي الله عنه وارضاه }}
ممن سبق إلى الإسلام كان عبد من العب..يد عند {{ أمية بن خلف }}
اريد منكم جميعاً ، أن نتصور كيف كان طريقة تعذ..بيه
لنتصور هذا المشهد بعقولنا
بلال صاحب اللون الأسمر
يُجرد من الثياب إلا ما يستر عورته
ثم يُربط بالحبل ، ويلقى عريان على رمال مكة الملتهبة ، تحت أشعة الشمس الحارقة
ويوضع على بطنه صخرة كبيرة ، لكي لا يرفع ظهره
ثم يجلدوه بالسياط
بلال ألهمهُ الله ذكر بقي على لسانه لم يغيره ولم يسكت عن تردديه ، ولم يأمره به النبي صلى الله عليه وسلم
بلال تحت التعذيب البشع هذا ، فلا يتكلم ولا بكلمة إلا
{{ أحدٌ احد }}
وأمية يعذ..به ويقول له :_ويحك يا بلال لا تقل هذه الكلمة وإلا ضاعفت عليك العذ..اب
وبلال يرفع صوته :_ أحدٌ أحد
سؤال [[ هل هناك عاقل يتصور أن بلال كان همه في هذه اللحظة ، أن يغيظ أمية بن خلف ]]
الكل واقف حوله
امية ورجال من قريش يصرخون على بلال
ويقولون له :_ اسكت لا تسمعنا هذه الكلمة فنحن لا نعرف من هذا الأحد ولا نحبه
وبلال يقول :_ أحد أحد
هل كان بلال يريد أن يغيظ قريش ؟؟
وما دام كان يقولها والعذ..اب يزيد عليه
فمن الأفضل إنه يسكت ويقولها بقلبه من اجل يخفف عنه العذ..اب قليلا
أليس هذا من المعقول والواقع ؟؟
مالسبب بلال لا يسكت عن أحدٌ احد ؟؟
فالدين هو روح قبل ان يكون عمل
كان يقول صلى الله عليه وسلم لبلال وهو مؤذن رسول الله
يقول له عن الصلاة أرحنا بها يا بلال
إن الله ألقى على قلب بلال هذا الإسم العظيم من أسماء الله {{ قل هو الله أحد}}انا جليس من ذكرني ، لي ساعة لا يسعني فيها غير ربي
{{حب الله }}
هل جربت في يوم من الأيام ان تخلو مع الله ، تكلم الله
هل تذوقت لذة قربه وحبه ، هل تجلى على قلبك بأسمه الودود اللطيف الجميل الرحيم
فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف
هل جربت يا مؤمن حب الله ، الى ان تصل الى درجة تهون عليك الدنيا ومافيها ، لا ترى في الوجود إلا الله ، فتصل لدرجة تقول فيها {{ وعزتك وجلالك والله والله والله يارب ، لو ألقيتني في نارك لحدثت أهل النار عن حبي لك }}
كما كان لإبراهيم الخليل عليه السلام وهو في قلب النار
نار يجمعوا لها الحطب شهر كامل ليل نهار في وادي بين جبلين
أشعلوا النار فيها فلم يستطيعوا أن يقتربوا منها ويرموا إبراهيم من شدة حرها ولهبها
فصنعوا المنجنيق ووضعوا إبراهيم فيه وألقوه في نارها من على قمة الجبل
وتضج الملائكة في السماء ويناجي جبريل ربه
ويقول جبريل :_ يارب .. يارب .. ما في الأرض من يوحدك إلا إبراهيم .. أيُحرق يارب ؟
وينزل جبريل بأمر من الله
ويقول جبريل له :_ يا إبراهيم ألك مني حاجة [[ أطلب مني أي شي وأنا تحت أمرك فقط اطلب ، يا ابراهيم اطلب ]]
فيقول إبراهيم :_ أما منك يا جبريل .. فلا
فيقول له جبريل :_ اسأل الله يا إبراهيم [[ لا تريد مني إذن ادعي الله ، اطلق لسانك ادعو الله ]]
فيرد إبراهيم :_ عِلمهُ بحالي يغني عن سؤالي+
{{مَن شَغلهُ ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أُعطي السائلين }} ولم يخاطب الله جبريل الواسطة بل خاطب النار مباشرة
يا نااار
فتقول النار :_ لبيك اللهم لبيك
فيأتيها الأمر من العلي القدير {{ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم }}
فإذا بالنار تحرق من حولها والذي في وسطها لم يحترق حتى ثوبه
بل إنقلب كل الأغصان والأخشاب التي جمعوها إنقلبت إلى أشجار مورقة مثمرة وماء يجري حول إبراهيم يأكل ويشرب عشرة أيام حتى هدأت النار واستطاعوا أن يقتربوا إلى إبراهيم
فلما إقتربوا وجدوا إبراهيم عليه السلام يأكل ويشرب ، ،والنار كانت برداً وسلاماً
فبلال مصر على أحد أحد والذين حوله لا يدرون براحته بها
وقد ملوا منه ويئسوا وتعبوا وتعذ..بوا أكثر مما عذ..ب بلال حتى جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
اشتراه من أمية ثم أعتق بلال رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸السيرة النبوية العطرة (( تعذيب الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه))
خباب رضي الله عنه ، من السابقين إلى الإسلام، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام
سبُي صغيرا من قبيلته تميم، وبيع في مكة فاشترته أم أنمار الخزاعية
فكان يعمل عند أم أنمار [[ الشقية الظالمة ]]
أسلم خباب وهو تحت يدها
فكانت تعذبه عذاب لم يخطر على بال بشر ، كانت تأمر غلمانها [[ العبيد عندها ]]
أن يشعلوا لها الجمر ثم تأمرهم أن يحملوا خباب يجردوه من ثيابه
ثم تقول :_ ضعوه على الجمر على ظهره
[[ أنا أتكلم عن خباب بن الأرت الصحابي ، لا احدثكم عن ممثل أمريكي ، كالذي ترونه بالأفلام ، أتكلم عن صحابي من صحابة رسول الله وكلها أحاديث صحيحة ، وهو بني آدم مثلكم مثله دم ولحم ]]
يجردوه من الثياب ويضعوا ظهره على الجمر
ثم تجلس بجانبه هذه الشقية
وتقول :_ واللات والعزى لا أتركك حتى لا أسمع طشيش الجمر في أذني
[[ يعني لحتى لحمك يذوب ويطفي الجمر على جسدك ولا أسمع الطشيش ، وقتها اتركك ]]
ويغيب رضي الله عنه عن الوعي .. والشقية جالسه جنبه حتى لا تسمع طشيش الجمر
ثم تقول :_ إرفعوه [[وهو بشر و صادق الإيمان ، في العهد المكي لم يكن منافق بل كان الواحد منهم يخفي إيمانه خوف من التعذيب][
ولكن النفس مع التعذيب تضعف ، لأن النفس بشرية
فلما صحي من الغيبوبة والجمر على ظهره بعضه قد سقط والبعض لا يزال منه ملتصق بظهره
قال أين رسول الله ؟
ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان جالساً في حِجر الكعبة ، وإلى جانبه أبو بكر الصديق
يقول خباب :_ وجدته متغشياً ببرده على رأسه
فلما اقتربت وسلمت رفع البرد عن رأسه [[ أي الغطاء]]
وسلم علي فوقفت أمامه
وقلت :_ بأبي أنت وأمي يا رسول الله إلى متى نعاني هذا .. وأشار بإصبعه على ظهره
ألا تستنصر لنا
[[يعني تدعي الله أن يخفف العذاب عنا ]]
قال :_ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم واحمرت عيناه ثم هب صارخاً
وقال :_ ماذا لقيتم في سبيل الله يا خباب [[يعني تعتبر هذا عذاب]]
لقد كان فيمن قبلكم يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة ثم يوضع المنشار على رأسه حتى يخرج إلى ما بين فخذيه [[يعني يقصوه بالنص]]
لا يرده ذلك عن دينه ، كان يؤتى بالرجل فيمشط بماشط الحديد لحمه وعصبه دون عظمه وهو حي إلى أن يفارق لا يرده ذلك عن سبيل الله
فماذا لقيتم أنتم ؟!!
والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر [[ دين الإسلام]]
حتى تخرج المرأة {{قيل أكثر من رواية للحديث قيل بصرى وقيل حضرموت}}
أو يخرج أحدكم من حضرموت إلى البيت الحرام لا يخشى إلا ال��ه والذئب على الغنم [[ يعني يمشي في الليل او النهار لوحده من اليمن لمكة لا يعمل حساب لأحد ]]
ولكنكم تستعجلون
فانكمش خباب وعلم أنه لم يؤدي الواجب المطلوب بعد
لأن الصبر أعلى من ذلك
وانصرف خباب من المكان والحزن في عينيه
يقول أبو بكر رضي الله عنه :_ وأنا أقول في نفسي لو دعى له رسول الله واستنصر له [[ يعني لو رسول الله يطيب خاطره بكلمتين قبل ما كان يمشي]]
يقول أبو بكر :_ فلما مضى خباب فما راعني إلا والنبي رفع يديه إلى السماء وهو في حِجر الكعبة حتى بان بياض إبطيه والدموع في عينيه حزناً يبكي على خباب
وقال :_ اللهم أنصر خباب ، اللهم أنصر خباب ، اللهم أنصر خباب
[[ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يربي رجال هم من سيحملون هذا الدين وينقلونه إلى مليارات من المسلمين بعده ، لا يوجد دلال في مرحلة العهد المكي ، لا يوجد فيها قتا..ل ، ولم يأذن الله بالقتا..ل فيها ، ولا أن تدافع عن أخوك المسلم لم يأذن الله بالقتا..ل إلا في المدينة .. أراد الله أن ينشأ الصحابة التربية الجلالية قبل القتا..لية ، جهاد النفس قبل الجهاد في سبيل الله جهاد النفس الذي غاب عن المسلمين وعن الدعاة إلى الله هذه الأيام ، جهاد النفس الذي
قال الله تعالى فيه {{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}}
هذه الآية مكية ولا يقصد بالجهاد القتال هنا ، لان الله شرع جهاد المشركين في المدينة ، الاية هنا تقصد جهاد النفس ]]
مضى ثلاث أيام أصيبت أم أنمار سيدة خباب بمرض الصرع ، فصارت تعوي مثل الكلاب
فأحضروا لها الكاهن ، لما كشف عليها
قال :_ في داخلها جني لا يخرج ��تى تُحمّى جفنة من نحاس وتوضع على رأسها [[يعني بلغتنا طنجرة نحاس كبيرة تتسخن على النار ولما تصير جمر يضعوها على رأسها ]]
من أدخل الجني لرأسها ؟ إنه الله
فاجتمعوا أولادها وإخوتها وقرروا ، تطبيق ما قاله الكاهن
فأحضروا زبدية من نحاس ووضعوها على النار
هنا ترددوا ،، من يضعها على رأسها ؟؟!! خافوا
فقالوا :_ ��لخدم ألا يوجد منكم غلام يفعل ذلك ؟
فقال خباب :_ إن شئتم أنا
قالوا له :_ أجل يا خباب إفعل
فقال لهم :_ ولكن لست مسؤول عن النتائج
قالوا أجل :_فأخذ الزبدية بالملقط ووضعها على رأسها فانفجرت دماغها وسقطت ميته
هل نصر الله خباب أم لم ينصره ؟
وتم وعد رسول الله وخرجت نساء كثير من حضرموت لمكة لا تخشى إلا الله والذئب على الغنم
وهل انتشر دين الاسلام مثل ما أخبر الحبيب المصطفى أم لم ينتشر ؟
ونحن لنا وعد من الله ورسوله ولكنكم تستعجلون
وعد الله لعباده الصالحون
{{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }}
وعد الله لنا نحن الذين نعيش في هذا الزمن على اعتب ابواب علامات الساعة الكبرى على ايديكم او ايدي ابنائكم
ماذا وعدكم الله ؟؟
{{فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا }}
ماذا وعدكم رسول الله
{{لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهو..د ، حتى يختبئ اليهو..دي وراء الحجر والشجر فيقول : الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهو..دي خلفي فتعال فاقت..له}}
وعد الله ورسوله حق ، ولكن نحن اصبح فينا درجة الأيمان {{ صفر }} لقلة علمنا وفهمنا بالدين
إن الإسلام إذا حاربوه اشتد ، وإذا تركوه امتد ، والله بالمرصاد لمن يصد، و هو غني عمن يرتد ، و بأسه عن المجرمين لا يُردّ ، وإن كان العدوّ قد أعدّ فإنّ الله لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدّد، ووحّد الله وحّد، وسدّد الصّفوف سدّد.
وافتخر بأيمانك واسلامك فوالله إنك لا تعلم قدرك في السماء ، وانت تردد ، لا اله الا الله محمد رسول الله
ومما زادني شرفا وتيها … وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي .. وأن صيرت أحمد لي نبيا
أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يتبع......
0 notes
Text
السيرة النبوية
الحمد لله الذي خصّ شهر ربيع الأول بمولد نبراس الجود والوفاء سيّدنا ومولانا محمّد المختار من معدن الأشراف النجباء، فسبحانه من إله رحيم، شرّف الدنيا بمولد هذا النبي الكريم، فجعله للمومنين سروراً، وللمحبّين بهجة وحبوراً.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّدِنا ومولانا محمّد، مَنْ أضاءت لمولده غَياهِبُ الحنادِس وسائرُ الجهات والأقطار، وعلى آله المشَرَّفينَ بالهيْبة والوَقار، وأصحابه سُيوف الفَتح والانتصار، صلاةً تُلْبِسُنا بها بين المادحين خِلْعةَ العِزّ والافتخار، وتُسقِيَنا بِها من مَدَدِه كأسًا صافيةَ الرَحيق والعُقار، وتَمنَحنا بها بَرَكَتَهُ في هذه الدَّار، ومُجاورته في تِلك الدَّار، بفضلك وكرمك يا أَرحم الراحمين.
في هذه الأيام العطرة، تمر بنا ذكرى مولد أشرف الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وحقاً إنها لذكرى يطرب لها الفؤاد وتعجز الألسنة فيها عن التعبير عما في مكنونات النفوس الملتهبة بالمحبة والشوق، فلذا جاءت هذه الكلمات الموجزة خواطر ومواعظ بهذه المناسبة الشريفة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يفرح به صلى الله عليه وسلم دنيا وأخرى، إنه سميع قريب مجيب.
ذكرى خالدة مولد سيدنا محمد ﷺ:
أهلاً وسهلاً ومرحباً بِشَهرٍ وُلِد فيه مَن قال فيهِ سبحانه وتعالى:
لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ [سورة التوبة:١٢٨]
إنها لذكرى خالدة تمر على قلب المحب الصادق الذي إذا ذُكِر اسمه تجده يهتزّ ويعبّر عن مشاعره الفيّاضة نظماً ونثراً، وإذا وُجِد النظم جاءت ألحانه فأطربت السامع، فتحرّكت في القلب المعاني المكنونة، فحصل لها التواجد والتجديد، وهو الغاية والمطلوب، فمَحَبّة الحبيب ﷺ مكنونة في قلوب جميع المؤمنين، وقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إذا مرّ أحَدُهم بِشجرةٍ جلسَ عندَها رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلَّم هاجت أشواقه وتحرك فؤاده؛ وتجددت لديه معاني المحبّة المستمرة، إذِ المحبّة هي وقود الاقتداء وشعلة الاهتداء.
أَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيبِ عُنْصُرِهِ *** يَا طِيبَ مُبْتَدَ��ٍ مِنْهُ وَمُخْتَتَمِ يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيهِ الفُرْسُ أَنَّهُمُ *** قَدْ أُنْذِرُوا بِحُلُولِ البُؤْسِ وَالنِّقَمِ وَبَاتَ إِيوَانُ كِسْرَى وَهُوَ مُنْصَدِعٌ *** كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
معرفة سيرته من أعظم مظاهر الفرح بمولده
لا شكَّ ولا ريب في أن الاحتفال والابتهاج بمولد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات، ولذا جرت عادة المسلمين بنشر مظاهر الفرح والزينة ابتهاجاً بمولده صلى الله عليه وسلم في كل عام، وأيضاً لو دققنا النظر في عادة العلماء والصلحاء لوجدناهم قد كتبوا الموالد التي تروى والقصائد التي تحكى في مولده صلى الله عليه وسلم في كل عام، وما ذاك إلا تذكيرا بشمائله وتعريفاً للمسلمين بسيرته وخصائصه، فالمحبة تزداد بالمعرفة وتنمو بالذكر.
فلذا فإنّ تعلُّم سيرته صلى الله عليه وسلم من أهم المهمات وأعظم القربات.
ولكن ما هو جوابنا إذا ما سُئِلنا عن سيرته وعن أهل بيته الأطهار وعن مكانته العطرة حتى وعن سننه الشريفة؟!
كيفَ يكونُ النبي ﷺ قدوةً لَنَا؟! إن لم نطَّلِعْ على حياتِه، على سيرتِه، على شجاعته، على مواقفِه، على خصائصه، على أحواله في بيته مع أزواجه وبناته،، وعلاقته بإخوانِه، وحتى بِمَنْ ناصبُوه العداءَ، فلن نَستطيعَ أن نحبه حقَّ المحبة، وأن نَسلُكَ طريقه، ونَنهجَ سَبيلَه، إذا لم نعرفْهُ حقَّ المعرفةِ، فماذا نقولُ نحنُ اليوم، والقرآنُ لازالَ غضًا طريًّا يُتلى في مساجدِنا ليلَ نهارٍ، وسنةُ النبي ﷺ تُدرَّسُ على المنابرِ في الخطبِ ودروسِ الوعظِ ونحن أبعدُ ما نكونُ من الاستفادةِ منها أو محاولةِ تطبيقها، أو نشرِها وبثها في أبنائِنا وبناتنِا، فكيف نكون من الذين يقتدون به..!
واقع نعيشه..! أغلبُ الناس في زمانِنا هذا يتتبّعونَ أخبار وسيرَ المغنّيّين والرِّياضيّين والفنّانينَ والكُتّابِ وغيرهم، فالواحد منا يمكنه أن يخبر بخصائص مَن يحبُّ مِن هؤلاءِ، تجدهُ يَعرفُ نَسبَهُ ومراحلَ صبَاهُ، والأطوارَ التي تدرجُ فيها قَبلَ الشّهرةِ وبَعدَها، بل رُبمَا يُحدّثكَ عن برامجِه السابقَةِ والمستقبليةِ، في حين أن أغلبنا يعجز عن ذكرِ نسبِ حبيبِنا ورسولِنا ﷺ، أو تذكُّرِ غزوةٍ غَزاها، أو حديثِ حدّث بِه، وذلك لتقصيرنا بِمعرفَةِ سيدنا محمد ﷺ وبِسيرتِه، فلو عرفنَاه حقَّ المعرفَةِ لأحببناهُ ولأكثرنا من الصلاة والسلام عليه.
اعتَنَى الْعُلَمَاءُ بالسِّيرةِ النَّبويَّةِ العطرة مُنْذُ فَجْرِ الإسْلامِ وبَدَؤوا بتَدْوِينها في الْقَرْنِ الأوَّل، وتَتَابعُوْا على التَّأليفِ فِيها في كتبٍ شاملة لِجميعِ أبوابِ السيرةِ أو بعضِها..
بل حثَّ العلماء أبناءهم على تعلُّمِ السِّيرةِ النَّبويةِ والغزوات، وعلَّمُوهم إيَّاها في الصغَرِ قبل الكِبَرِ، قال سيدنا زين العابدين عليُّ بنُ الحسينِ بن أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنهم:
«كنَّا نُعَلَّمُ مَغازي النَّبِيِّ - ﷺ - وسراياه كما نُعَلَّمُ السُّورةَ مِنَ القرآنِ» (رواه الخطيب البغدادي في الجامع: ٢/١٩٥)
وقال إسماعيلُ بنُ محمدٍ بْنِ سعدِ بْنِ أَبي وَقاصٍ رضي الله تعالى عنهم:
«كانَ أبي يُعلِّمُنَا مَغازيَ رسُولِ الله - ﷺ - ويَعُدُّها عَلينَا، وسَرَاياهُ؛ ويقولُ: يا بنيَّ هَذِهِ مَآثِرُ آبَائِكُمْ فَلَا تُضَيِّعُوا ذِكْرَهَا» (رواه الخطيب البغدادي في الجامع: ٢/١٩٥)
وهذا لإدراكِهم أهمية هذا العلمِ وحاجةَ الناسِ إليهِ، وضرورةَ رسوخهِ في الأذهانِ، ونَحنُ اليومَ أيضًا في أشدِّ الحاجةِ إلى هذا العلمِ لنبيِّنَ للعالَمِ أجمع جمال وصفاء دينِنا الحنيفِ وسيرةِ نبيِّنا الكريمِ ﷺ، فكانَ لزَامًا عَلى الْمُسْلِمِ الْحَرِيصْ أن يُلمَّ بِسيرةِ نبيِّه ﷺ، ويتأمّلها ويَتَعلَّمَ ما يجبُ أن يتعلَّمَّه مِنْها، ليكونَ على بيِّنَةٍ مِن أمرِهِ، ولِيَعَرفَ بذلكَ قدْرَ نبيِّه الذِيْ أوجبَ الله عَليهِ حبَّهُ واتباعَهُ وطاعتَهُ..
همسة في أُذن كل محبّ لله ولرسوله ﷺ:
في مثلِ هذهِ الأيام ولاسيّما في كلِّ وقتٍ وآن، علينا أن ننطلق لندرّسَ ونَتدارس السيرةَ النبويةَ العطرة، لما لها من فوائدَ عظيمةٍ، نعلِّمُ ونُربِّي أطفالَنا علَيها، نُعلِّمُهُم أنهُ ﷺ حبيب الله ورسوله وإمام الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وأنه خير مَن أدَّى الأمانةَ ونَصحَ الأمّة وجاهدَ في سبيلِ الله حتى أتاهُ اليقينُ.
نقضي هذه الأيام في حب الله وحب رسوله ﷺ، نقضيها في تعليم أبنائنا وبناتنا شمائل الحبيب عليه الصلاة والسلام، نحاول قدر الإمكان أن نكوِّن تلك البيئة التي يحبها الله ورسوله ﷺ، البيئةَ المليئة بتعلّم الأخلاق والقيم والآداب الإسلامية.. تلك البيئة التي يحرص عليها مركز الدعوة الإسلامية بتوجيهات وأنظار مولانا فضيلة العارف بالله الشيخ محمد إلياس العطار القادري على إيجادها في كل بلد من بلاد المسلمين.
نُعَلِّمُهُم أنهُ ﷺ أولى بالمؤمنينَ مِنْ أنْفُسِهِمْ وأنهُ النَّبِيُّ الَّذِي أخذَ اللَّهُ لَهُ العهدَ علَى أنبيائِهِ أجمعينَ.
نُعَلِّمُهُم أنهُ ﷺ كان يوحَى إليه وأنَّه الأسو��ُ الحسنةُ لمن كان يرجو اللَّهَ واليومَ الآخر.
نُعَلِّمُهُم أن اللَّهَ أقسم بحياتِهِ ﷺ دونَ أحدٍ منَ الأنبياءِ وأنَّ الله فضَّله علَى سائرِ الأنبياءِ والرُّسلِ عليهم الصلاةُ والسلامُ.
نغرِسُ في قلوبهم محبتَّه ﷺ ومحبة آلِ بيتِه الطيّبين الطاهرين ومحبة سائر أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ونُذكّرُهم بقوله ﷺ:
(لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (أخرجه البخاري: ١٥)
نَقُول لَهم: إنَّ المؤمنَ لا يصدقُ ولا يذوقُ حلاوةَ الإيمان حتى يكونَ اللَّهُ ورسولُهُ أحبَّ إليهِ مما سواهُمَا..
لذلك أحبتي! دراسةُ السيرةِ النبويةِ تُعدُّ غذاء للقلوبِ، وبهجةً للنفوسِ، وسعادةً ولذةً وقرةَ عينٍ، بل إنَّها جزء من دينِ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعالى وعبادة نتقربُ بِها إلى اللهِ تعالى؛ لأن حياةَ نبيّنا الكريم صلواتُ اللَّهِ وسلامُهُ عليهِ كانت حياةَ بذْلٍ وعطاءٍ وصبرٍ ومُصابرة وجِدّ واجتهاد ودأب في تحقيقِ العبوديةِ للَّهِ سبحانه وتعالى والدعوةِ إلى دينِه عزّ وجلّ.
إذا أردنَا أن نربّي أبنائَنا التربيةَ الإسلاميةَ الصحيحةَ وفقَ المنهج الصحيح، علينا أن نعرّفَهم بهذه السيرةِ العطرة، لأن تربيةَ الطفلِ على الاستقامةِ، وتعليمَه طرق الفلاحِ والصلاحِ، وفتحَ بابِ الخيرِ لَه، والاكتشافِ والـمعرفةِ مَهَمَّةٌ أوكَلَها اللَّهُ تعالى إلى الآباءِ فقال تعالى:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم:٦]
رسالتي إلى كل أب حنون!
نحاول من اليوم أن نجعلَ درسَ السننِ ودراسةَ السيرةِ النبوية في البيتِ وبين الأهل من عاداتنا، ونحاول أن نستعرضَ حياة الرسول ﷺ مع أهلنا في البيت، لنوضّح لهم كيفَ كانَ ﷺ يتعاملُ مع الأطفالِ سواء أَكَانُوا من البناتِ أم الأحفادِ أو ربائبَ أو غيرهِم، وهكذا لنرتشفَ من عبيق سيرته ما يُضفي على العملية التربوية الفعالية والنجاح، فنرتّب معهم جدولاً يومياً، ونجلس معهم كل يوم ولو دقائق معدودة يومياً، نأتي لهم بدرس من دروس الحبيب المصطفى ﷺ، نحاول أن نقدّم لهم حديثاً، مثلاً: في تعامله مع الأطفال، حتى نبيّن لهم كيف كان ﷺ يتعامل مع الأطفال ويحبّهم ويلاعبهم ويداعبهم، وبعد أن نذكر لهم قصة في بيت النبي ﷺ، نُعلِمُهم ما الذي تعل��ناه من هذه القصة المباركة أو من السنة الشريفة الطيبة..
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين رضي الله ورسوله عنهم، ويحشرنا مع الذين يُسقَونَ من يد الحبيب شربة هنيئة مريئة لايظمؤون بعدها أبداً..
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
3 notes
·
View notes
Text
حدث بالفعل
لله في خلقه شئون.
انا من جراحي العظام المشهورين بالقصر العيني، أنحدر من أسرة ثرية، وبمجرد حصولي على بكالوريوس الطب أوفدني أبي لجامعة كامبردج ببريطانيا للحصول على الماجستير والدكتوراه بل والزمالة أيضاً.
اخترت تخصص العظام وعشت في بريطانيا أكثر من عشر سنوات اصطبغت فيها حياتي بالمجتمع الانجليزي في عاداته وسلوكياته، والذي ساعد على سرعة تكيفي مع البيئة الانجليزية المحيطة بي، عدت لمصر وتم تعييني مدرساً لجراحة العظام بالقصر العيني، كنت صريحاً لا أقبل المجاملات، وسخياً لأبعد الحدود، وربما كان هذا ما أثار حيرتهم، "فالبخل الشديد هو أول عادات الانجليز"، ولكن ربما كان ذلك بقايا من شرقيتي المطمورة، لا أحب المزاح والهزل،
ولكن رغم كل ذلك كنت محبوباً من طلابي وزملائي، لا أبخل عليهم بعلمي او بمالي، أنقل اليهم خبراتي ولا أكتم عنهم ما أعرفه، مثلما يفعل بعض الزملاء، كنت مسلماً تقليدياً أصوم رمضان وحججت البيت وملازما للقرآن.
تزوجت من ابنة عمي، مر على زواجنا عشرة أعوام لم نرزق فيها بطفل .. ولم أدخر جهداً في عرضها على كبار الأطباء داخلياً أو خارجياً ..
استسلمت لقضاء الله كانت( دنيتي وحياتي )، معها أنسى كل متاعب الدنيا، تعرف متى تحدثني ومتى تتركني.
أعرف كم تتعذب حينما تجد منزلنا خالياً من ضحكات الأطفال ولعبهم ، كنت أعتبرها ابنتي، أدللها مثلما كانت تناديني دائماً (يا بني).
دُعيت مرة لمؤتمر لجراحة العظام بجامعة أسيوط، ركبت القطار المكيف، وأخذت أبحاثي معي، فجأة جلس بجواري رجل يتضح من هيئته أنه فلاح أو صعيدي، أسمر الوجه واسع العينين يرتدي جلابية رمادية اللون، يغطي رأسه بشال أبيض يفوح من ثيابه عطر نفاذ!!
بوجهه ألق محبب تحسه ولكن لا تسطيع وصفه، كان يسير بصعوبة يتوكأ على عصا ويستند على ذراع شخص آخر عرفت أنه ابنه، عندما طلب مني مترجِّياً ان أترك له كرسيِّي وأنتقل لكرسيه ليكون بجوار أبيه، ولكني رفضت بشكل قطعي فهذا حقي ولا أجامل به، وكان حريا به ان يحجز كرسيين متجاورين!!
همَّ ان يرفع صوته ولكنه سكت بإشارة من أبيه، الذي راح يتلو أدعية وصلوات وأوراد بجانبي، حتى أحسست بالضيق، ولم أعد أركز في القراءة، وكنت أختلس اليه النظر غاضباً وكأنما شعر بهذا، فقال لي مبتسما "صوتي أزعجك؟" رددت بمنتهى الصراحة نعم وأرجو أن تخفض صوتك، اعتذر ثم راح يتمتم بصوت غير مسموع فأحسست بالراحة .
فجأة استغرق في نوم عميق وعلا شخيره، فشعرت بتوتر من شخيره ولكني أشفقت عليه أن أوقظه نظراً لما يعانيه ..
ثم فجأة سمعته يتكلم بصوت خفيض :
وعليك السلام يا سيدي يارسول الله
سمعاً وطاعة يا سيدي
بشرك الله بكل خير
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا سيدي..!!
لم يسمعه أحد سواي وكأنه كان لا يريد أن يسمعه أحد ..
قلت: ربما كان ذلك يحدث في لاوعي الرجل، ولكن شخير الرجل علا ثانية ...
يا إلهي إن الرجل كان مستغرقاً في نومه، لم يكن يتصنع ربما كانت رؤيا طيبة .. ثم قلت: فليرَ ما يشاء لا أقحم نفسي فيما يرى لأنه لا يعنيني.
استيقظ الرجل بوجه غير الذي نام به، ازداد ذلك {{ الألق }}، أصبح النور يشع من وجهه، لا تخطئ العين رؤياه.
اقترب منه ولده و راح يمسح وجهه الذي بُلل بالعرق.
فجأة سمعته يقول لإبنه بصوت منخفض: (الدكتور عبد الرحمن كيلاني راكب معانا القطر ده وها يعمل لي العملية بكره !!!!).
صدمتني تلك العبارة بشدة لكني قلت في نفسي ربما هناك من أخبره عن موضوع القطار ربما ممرض عيادتي، ولكن هذا الأمر لم يكن مطروحاً قبل أن ينام الرجل ويرى ما رأى، أتكون رؤيا وشفافية ؟!
قررت أن أخوض معه الأمر لنهايته ولكن انا المبادر هذه المرة، خاصة بعد أن ذكر اسمي وأصبحت بطلاً لرؤياه التي رآها، سألني وحضرتك نازل فين ؟
أجبت أسيوط..
سكت الرجل وأشاح عني بوجهه، أصبح الفضول يقتلني، فرحت أسأله بعض الاسئلة فيجيب باقتضاب، لم تشف ردوده غليلي، فقررت أن أنزل بآخر كارت معي، هو أنت بتعرف الدكتور عبد الرحمن ؟؟ فقال لا ولكني ذاهب إليه..
(قلت له أنا الدكتور عبد الرحمن كيلاني!!!).
نظر للأرض وكأنه لم ي��اجأ، راح ينقر أرضية القطار بعصاه
وأنا أسمعه يتمتم بالصلاة والسلام على الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام ، تركني أتحرق لمعرفة ردة فعله، لكنه صمت !! أحسست أنه يلاعبني، وكأنه يريد أن أرفع راية التسليم أولاً ؟!!
ثم باغته بقولي : لعله رسول الله أخبرك بهذا؟ لقد ذهل الرجل وظهر التأثر واضحا عليه، رفع رأسه واتّسعت عيناه ونظر اليَّ طويلاً باستغراب!!
ثم سألني متعلثماً وممن عرفت ؟ ومن قال لك؟؟
ابتسمت في نفسي وقلت ها أنا ذا قد نلت منك يا صديقي،
راح في لهفة يسأل ويلح، وأنا أتصنع الوقار وأرسم الجد على ملامحي..
أشحت عنه بوجهي مثلما يفعل وقلت هذا أمر خاص بي!!
رد مسرعاً نعم نعم نعم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمَّلني لك رسالة يقول لك استوص بالشيخ راضي خيرا ..
ابتسمت نصف ابتسامة وقلت :"صلى الله عليه وسلم".
أحسست أن الرجل اشبه بالغازي الذي يدك في ثواني حصني،
باغته بالسؤال، ولكن هل أنبأك الرسول الكريم أني سأجري لك العملية غدا ؟!!
نظر اليَّ طويلاً وكأنه أدرك أن الشك يداخلني فيما يقول ..
قال نعم وأرسل معي أمارة (علامة) لك!!
بالأمس كنت تقف مع زوجتك بالبلكونة وترفع يداك بالدعاء أن يرزقك الله بطفل مثلما رزق زكريا بيحيى عليهما السلام، ثم هوَت يدك على كوب الشاي الساخن على حافة الشرفة، فسقط في الشارع بعد أن حرق يدك..
(جحظت عيناي)، تجمدت أناملي، جف ريقي، فالآن لم يعد مجال للشك، صدمتي كانت واضحة بوجهي، انتابتني رعشة، ورحت ألمس يدي الملتهبة .. وجدت كلي يتهاوى أمام ذلك الرجل البسيط..
انا خريج كامبرديج والحاصل على زمالة الجراحين الملكية الذي يقبل أن يفكر بهذا الأسلوب؟!
أحسست أني أقف أمامه مسلِّما، ولا أدري كيف استيقظت شرقيتي المطمورة فجأة، فانحنيت على يده أقبلها والدموع تملآن عيني وسط ذهول من يرانا من الركاب ..
راح يمسح رأسي، ثم قال: ولك عندي بشرى خاصة أخبرني بها الحبيب الكريم عليه الصلاة والسلام..
لقد سمع الله دعاءك وسيمنُّ عليك بيحيى ومحمد معاً، فأمسكت بالموبيل، اتصلت بزميلي رئيس مستشفيات أسيوط لأطلب منه أن يحجز غرفة باسم الشيخ راضي، لأني سأجري له عملية، غداً وأنا من سيتولى كافة تكاليفها ..
نزلنا المحطة كانت تنتظرني سيارة، صممت أن أذهب للمستشفى أولاً للحجز للشيخ راضي لتجهيزه للعملية، أغلقت تلفوني بعد المؤتمر، ودخلت غرفة العمليات ثم أنهيت العملية بنجاح..
كانت عادتي أن أترك متابعة المريض للفريق الطبي المشارك،
ولكني صممت أن أتابعه بنفسي في كل صغيرة وكبيرة تنفيذاً للوصية الكريمة ... حتى ��اءني زميل دراسة وأخبرني أن زوجتي اتصلت بي عشرات المرات وكان هاتفي مغلقاً ..
أسرعت لأكلمها، فوجدتها منهارة وتبكي، كاد القلق أن يقتلها عليَّ، اعتذرت لها، ثم "صاحت في طفولة: يا عبد الرحمن أنا حامل" ، أجريت اختبار حمل بناء على نصيحة طبيب النساء الذي يتابعني، حيث ذهبت إليه بعد أن شعرت بألم يمزق جنبي والحمد لله أنا حامل، ابتسمْت وتراءى لي وجه الشيخ راضي، فقلت لها : عارف ومش كده وبس أنت حامل بتوأم!..
وجدَتني أكلمها بثقة كاملة، وبجدية تعرفها فيَّ، صاحت عبد الرحمن أنت تعبان ؟
أكملت حديثي وكأني لم أسمعها، ستلدين يحيى ومحمد! ضحكت وقالت وتوأم كمان ؟
وهو أحنا كنا طايلين "برص"؟!
وبعدين احنا لسه في أول الحمل ياشيخ عبده ..
وضعَت زوجتي توأماً، ومن يومها وزوجتي تنظر إليَّ بانبهار وإكبار، كنظر المريد لشيخه، وتقول عني :
(سرك باتع ومكشوف عنك الحجاب ياشيخ عبده)!
فأضحك في نفسي لأني لم أخبرها بشيء، بناء على طلب الشيخ راضي، وها هما أولادي محمد ويحيى عمرهما الآن خمس سنوات يتشاكسان حولي لا أستطيع منعهما والا تعرضت لما لا تحمد عقباه من أمهما) ...
أقول: هو مدد الله الساري في الأكوان، والذي لا ينقطع إلى قيام الساعة ..
فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي تنحلُّ به العُقد
وتنفرج به الكُرب
وتُقضى به الحوائج،
وتُنال به الرغائب وحُسن الخواتيم،
ويُستسقى الغمامُ بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس، عدد كلِّ معلوم لك.
د. عبد الرحمن الكيلاني
اذا أتممت القراءه علق صلى الله عليه وسلم
1 note
·
View note
Text
من هم ياجوج و مأجوج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
⬛ من أكثر الأسئلة التي تراودني منذ الصغر هي :
👈 من هم قوم يأجوج و مأجوج ؟
👈 هل هم مخلوقات بشرية أو وحوش أو مخلوقات فضائية ذات أشكال غريبة ومخيفة ؟
◾ هناك الكثير من القصص والروايات التي تناولت هذا الموضوع وكانت القصص أكثرها تتحدث عن أقوام همجية تعيث فساد في الأرض ستخرج في نهاية الزمان وتأكل الأخضر واليابس وتشرب البحار والمحيطات يعني فلم رعب بكل معنى الكلمة..
👈وبعض الروايات تناولت الموضوع بمعنى آخر متحضر وواقعي أكثر وفق السقف المعرفي الحالي بأنهم يمثلون وسائل الإعلام أو القوى المتحكمة في العالم من "اليهود" في زماننا.. بما انهم سبب كل شيء ورأس المؤامرة الكونية علينا فمن المؤكد انهم قوم يأجوج ومأجوج والخ...
لكن..
👈 مَن أصدق من من الله قولا..؟
👈 مَن أصدق من كتاب الله في معرفة الحق وضحض الوهم والخرافات..؟
👈 إن السبيل الوحيد لمعرفة الحق من الباطل هي ارجاعه الى التنزيل الحكيم وتفصيل قصة يأجوج ومأجوج بين آياته..
⬅ قال تعالى :
﴿الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِ رَبِّهِم إِلى صِراطِ العَزيزِ الحَميدِ﴾
👈 بداية لا بد أن استعرض ال��يات التي جاء فيها ذكر "يأجوج و مأجوج" في التنزيل الحكيم و "ترتيلها"
⬅️ قال تعالى :
﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لَولا نُزِّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلناهُ تَرتيلًا﴾
[الفرقان: ٣٢]
- اي نزل القرآن على محمد عليه افضل الصلاة والسلام بشكل ارتال متتالية وليس جملة واحدة ثقيلة
⬅️ قال تعالى :
﴿يا أَيُّهَا المُزَّمِّلُقُمِ اللَّيلَ إِلّا قَليلًانِصفَهُ أَوِ انقُص مِنهُ قَليلًاأَو زِد عَلَيهِ وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتيلًاإِنّا سَنُلقي عَلَيكَ قَولًا ثَقيلًا﴾
[المزمل: ١-٥]
- بما ان القرآن نزل على محمد عليه الصلاة والسلام بشكل ارتال ايضا طلب الله تعالى منه أن يقوم بترتيله اي تصنيف آياته حسب المواضيع حتى يتم فهمه
👈 بينما قراءة القرآن أو تجويده يسمى "تلاوة" وليس ترتيل
⬅️ قال تعالى :
﴿رَسولٌ مِنَ اللَّهِ يَتلو صُحُفًا مُطَهَّرَةًفيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾
[البينة: ٢-٣]
﴿لَيسوا سَواءً مِن أَهلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتلونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدونَ﴾
[آل عمران: ١١٣]
﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾
[البقرة: ١٢٩]
﴿الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤمِنونَ بِهِ وَمَن يَكفُر بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾
[البقرة: ١٢١]
• اما الترتيل الذي بمعنى التجويد فهو تأثير المسيحية علينا وليس مصطلح اسلامي قرآني صحيح
- والترتيل بمعنى "ترتيبها ومقاطعتها مع بعضها البعض" لنتمكن من فهم القصة بشكل صحيح من داخل القرآن نفسه لا من خارجه بدون الإستعانة بأية مصدر خارجي واشراكه مع الله في علم الغيب..
👈 القرآن الكريم كافي لمعرفة حقيقة كل شيء لأن خالق هذا الكون علّام الغيوب لا بد أن يوجد وحدة في الناموس بينه وبين كتابه الذي لم يفرط فيه من شيء سبحانه...
👈 ترتيل آيات قصة يأجوج ومأجوج مع ذي القرنين :
⬅ قال تعالى في سورة الكهف :
🔹 حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾
🔹 قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾
🔹 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَ��ْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾
🔹 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾
🔹 فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾
🔹 قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾
🔹 وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾
🔹 وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾
🔹 الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴿١٠١﴾
🔹 أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾
⬅ قال تعالى في سورة في الأنبياء :
🔹وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾
🔹حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾
🔹وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٩٧﴾
🔹إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴿٩٨﴾
🔹لَوْ كَانَ هَـٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٩٩﴾
👈 بعد قراءة الآيات المرتلة من كلا السورتين لا بد لي من الأسئلة التالية :
🔴 من هو ذي القرنين ؟
🔸 الجواب :
👈 لمعرفة من هو ذي القرنين لا بد من الإجابة عن السؤال ما هو "القِطر" الذي جاء به ذي القرنين والذي لم يكن معروفا لدى هؤلاء القوم
- بالبحث عن كلمة "القِطر" في التنزيل الحكيم نجدها جلية في الآية الكريمة "12" من سورة سبأ :
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ"
- إسالة "عين القِطر" هي إحدى نبوات الله لسيدنا سليمان عليه السلام التي منحها الله له ، حيث أن عين القِطر هي مادة موجودة في الطبيعة بشكل صلب لا يمكن للإنس ولا الجن آنذاك اذابتها بدون تدخل الهي وتحتاج إلى نبوة ، لذلك كانت إسالة عين القطر إحدى نبوات سيدنا سليمان بالإضافة إلى نبواته الأخرى من تسخير الرياح والجن
👈 وبعد مقاطعة الآية "96" من سورة الكهف مع الآية "12" من سورة سبأ يت��ين لنا بأن ذي القرنين هو نفسه سليمان عليه السلام .
﴿وَلَقَد فَتَنّا سُلَيمانَ وَأَلقَينا عَلى كُرسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنابَقالَ رَبِّ اغفِر لي وَهَب لي مُلكًا لا يَنبَغي لِأَحَدٍ مِن بَعدي إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾
[ص: ٣٤-٣٥]
- والسبب يعود ل المعجزة الذي خصها الله تعالى لسليمان النبي والتي لا ينبغي لاحد غيره أن يمتلكها والا لا تكون معجزة ان امتلكها اثنان.
"والله أعلم"
قال تعالى :
"آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا" [الكهف]
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ" [سبأ]
🔴 من هم يأجوج و مأجوج وما هي ماهية وجودهم وحقيقتهم ؟ هل هم بشر يمكن قتالهم أم شيء آخر غير عاقل حتى تعامل معهم ذي القرنين بتلك الطريقة ؟
🔸 الجواب :
👈 لغوياً :
- يأجوج و مأجوج من الكلمات التي بقيت محفوظة في اللسان العربي ولم يتم تحريفها أو استعمالها بشكل محلي أو عامي بحيث تأثرت وتغيرت باللهجات واللكنات ..
- يأجوج مشتقة من كلمة "أَجَّ" أو "أجيج" وتعني :
"لهيب النار . أسرع . يمشي بسرعة . يشتعل . يلتهب . يوقد"
- مأجوج مشتقة من "ماج" أو "يموج"
وتعني : " القى بشيء . رمى . يسيل . لفِظَ . موجه أو منتشر "
- اذن يأجوج ومأجوج في اللغة تعني : لهيب النار الذي يسيل و ينتشر كأمواج..
- ولذلك نجد مفهوم يأجوج و مأجوج في القرآن مذكور صراحة بشكل بسيط في آيتين فقط من سورتين هما "الكهف" و "الانبياء"
-اي ان هذا المفهوم محفوظ لغةً ولايحتاج الى تأصيل في القرآن الكريم وكان معروفا في اللسان العربي ولم يذكره الله تعالى في مواضع قرآنية كثيرة ليبين تأويله الدقيق لأن�� واضح ومعروف لغوياً في اللسان العربي.
👈 وبعد إسقاط هذا المعنى القرآني ل يأجوج و مأجوج على الحياة والواقع نجد أنها تتوافق مع ظاهرة "الحمم البركانية" وتحديداً بشكل دقيق تعبر عن مصطلحي "الماغما" و "اللافا" في ظاهرة البراكين حيث ان :
- الماغما : الحمم الملتهبة المنصهرة تحت القشرة الارضية "يأجوج"
- اللافا : ذات الحمم بعد خروجها وانتشارها بشكل امواج سيالة "مأجوج"
"والله أعلم"
🔴 ما السبب الذي دفع ذي القرنين أن يلبي طلب هؤلاء القوم بأن يبني لهم سداً عوضا عن اتخاذ إجراء آخر أقوى؟
بما ان ذي القرنين كان مدعوما من الله تعالى الذي مكن له في الارض وسبب له الأسباب وأعطاه من كل شيء سببا
بدليل قوله تعالى :
﴿وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًاإِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا﴾
اليس حرياً بذي القرنين أن يهاجم هذه القوم بما مكّنه الله به من قوة ويقضي عليهم بحد السيف ؟ ؟
🔸 الجواب :
- بعد معرفة ماهية يأجوج ومأجوج على أنها حمم بركانية فإن هذا هو تأويل طلب هؤلاء القوم من ذي القرنين أن يبني لهم سدا للحد من أذى الحمم على منطقتهم ولك يطلبو منه محاربتهم حرب أو القضاء عليهم لمعرفتهم بانهم شيء لا يُحارب انما شيء يتم اتقاء شره ويجب الابتعاد عنه أو درء خطره بحاجز ما
وهذا يفسر عدم لجوء ذي القرنين لمحاربة يأجوج ومأجوج بالسلاح وبما مكنه الله تعالى من قوة لانها مجرد ظاهرة طبيعية وليست عدو "أشخاص عاقلة" كما علمونا سابقا..
والله أعلم..
🔴 ما الغاية من طلب القوم بناء سد ؟ لماذا لم يطلبوا بناء سور يحيط بيأجوج و ماجوج عوضا عن السد ؟
🔸 الجواب :
- تظهر الآيات "93" و "94" من سورة الكهف بعض من ملامح هؤلاء القوم ومستواهم المعرفي والادراكي
حيث أن قوله تعالى "لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا" تشير إلى مستواهم اللغوي والمعرفي المنخفض أي أنهم قوم بدائي
أو ربما تشير إلى انهم قوم ينطقون بلغة قريبة عليه وكان التواصل معهم صعبا
- وإن في قوله تعالى "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ" دلالة على طبيعة المنطقة الجغرافية التي يعيشون فيها هؤلاء القوم
أي أن الله تعالى في آياته يعطينا صورة تخيلية لطبيعة حياة هؤلاء القوم وتدل على منطقة ريفية خضراء فيها انهار
- وان طلبهم لبناء سد في قوله تعالى "فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا" مقابل المال "خرجا" ذلك يعبر عن انهم قوم قرويين يبرعون في بناء السدود وعلى دراية تامة بمفهوم السد بحكم طبيعة المنطقة الريفية والأنهار الموجودة فيها وكأن مهنتهم الوحيدة هي بناء السدود ولم يخطر في بالهم فكرة غيرها كبناء سور مثلا أو جعل ردم كما فعل سليمان "ذي القرنين"
- وعلى ما أظن انهم كانوا يقيمون في منطقة سهلية يحدها حاجزين مائيين من طرفيين ولذلك كان لديهما سدان لمنع حدوث فيضان من جهتان.
- ولكن هذه المرة كان الخطر اكبر مما اعتادوا عليه وهو ظهور يأجوج و مأجوج "الحمم البركانية" وافسادها في الأرض اي ليس مجرد ظهورها بشكل موضعي وساكن إنما خروجها وحركتها تجاه هؤلاء القوم وافسادها لارضهم ومساكنهم.
-فالفساد هو اخراج الامور عن حدودها الطبيعية التي قدرها الله تعالى في الارض و هو عكس الاصلاح.
و نحن نعلم حجم الهلاك الذي قد يسببه اي نشاط بركاني من احراق الاخضر واليابس وقتل للانعام والانسان وبالتالي فساد عام عام للأرض .
والله أعلم..
🔴 لماذا استعاض ذي القرنين عن بناء السد بالردم ؟
🔸 الجواب :
- كان لا بد من جعل "ردم" عوضاً عن سد لدرء خطر يأجوج و مأجوج لانها تخرج من شق أرضي طولي له طرفان وهذا ما عبرت عنه الآية : "حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ" أي بين طرفي الشق الأرضي وهي عبارة عن حفرة طولية
ومن المعروف أن الحفرة يتم ردمها ردم وليس من خلال بناء سد .
و كلمة ردم تعني في اللسان العربي : "التغطية بالتراب. سد الخلل وتغطيته"
👈 لذلك قرر سليمان "ذي القرنين" ردم الحفرة لمنع خروج الحمم البركانية عوضا عن بناء سد بينها وبين القوم .
اي ان الحفرة يتم ردمها ردم وليس محاربتها حربا..
والعدو العاقل يتم محاربته حربا لا يتم ردمه ردما..
والله أعلم..
🔴 لماذا لم يكتفِ ذي القرنين ب زُبر الحديد التي طلب من القوم اذابتها داخل الردم؟ ما الحاجة إلى إضافة مادة القِطر على الردم ؟
🔸 الجواب :
- الصفه الاولى لمادة الردم وهي ان تكون سميكة وشديدة الكثافة غير مسامية على الاطلاق
-أما الصفة الثانية فهي ان تكون ذات مقاومة عالية للانصهار وللنفاذ اثر تعرضها لحرارة وضغط الماغما "يأجوج"
- الصفة الأولى موجودة في مادة الحديد التي كانت معروفة حينذاك بدليل أن ذي القرنين طلب زبر الحديد بدون أن يشرح لهم ما هو لمعرفتهم به "آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيد"
- لكن ما يعيب الحديد هو انصهاره عند تعرضه لدرجات حرارة عالية كدرجة حرارة الماغما "يأجوج" والتي تصل الى 1200 درجة مما يجعل الحديد مصهورا سيالاً كسيولة ال لافا "مأجوج" مما يجعله غير فعال لردم الحفرة ومنع الحمم من الخروج .
- و هنا تظهر نبوة سليمان عليه السلام "ذي القرنين" باستعماله مادة "القِطر" التي لم يسبق لؤلائك القوم بمعرفتها ورؤيتها بدليل قوله "آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا" أي تعالوا وانظروا الي كيف اسيل عليها القطر ولم يقل لهم "افرغوا عليه قطرا" لأنهم لم يعرفوه بل كان ذلك من اختصاص ذي القرنين وإحدى نبواته
- وهكذا بمزيج زبر الحديد ومادة القطر تم ردم بين الصدفين بمادة سميكة مصمطة صلبة ملساء لا مسامية ذات مقاومة عالية جدا للانصهار
-أما بالنسبة إلى مادة القِطر وما هو مصطلحها الحالي فلا أعلم واترك هذا إلى المختصين في هذا المجال .
والله أعلم..
🔴 لماذا قال تعالى "اسطاعوا" مع الفعل "يظهروه" بينما قال "استطاعوا" مع كلمة "نقبا" لماذا حذفت ال "تاء" في "اسطاعوا" ؟
🔸 الجواب :
- في اللغة العربية يوجد حرف "تاء" يسمى ب "تاء" الجهد
عند إضافتها إلى الفعل فإنها تضيف إلى المعنى جهدا وصعوبة.
- مثال :
"خَرَجَ أحمد من الجامعة "
هنا الفعل خرج يعبر عن فعل الخروج من مكان إلى مكان آخر بدون جهد وتم بسرعة وسهولة وتلقائية
بينما عند اضافة تاء الجهد تصبح :
"تَخَرَّجَ أحمد من الجامعة"
بوجود التاء تحول الفعل من عملية خروج سهلة إلى عملية تخرج تقد تلزم سنين طويلة أي وجود جهد وصعوبة
منقول للدكتور محمد شحرور ...يتبع
20 notes
·
View notes
Text
كتاب الصلاة الفعالة الملتهبة مايكل كيمولي Effective Fervent Prayer دار النشر الاسقفية
محتويات الكتاب :
الفصل الاول :لماذا نصلي
الفصل الثاني : اسألوا .. المستوى الاول من الصلاة
الفصل الثالث : اطلبوا .. المستوى الثاني من الصلاة
الفصل الرابع : اقرعوا .. المستوى الثالث من الصلاة
الفصل الخامس: معوقات الصلاة الفعالة
الخاتمة
اضغط هنا للتحميل
View On WordPress
0 notes
Text
من اجمل ماقرأت... من أجمل ما رأيت
قصة جميلة جدا
يرويها الدكتور عبد الرحمن الكيلاني
يقول : انا من جراحي العظام المشهورين بالقصر العيني, أنحدر من أسرة ثرية، وبمجرد حصولي على بكالوريوس الطب أوفدني أبي لجامعة كامبردج ببريطانيا للحصول على الماجستير والدكتوراه بل والزمالة أيضاً،.
اخترت تخصص العظام وعشت في بريطانيا أكثر من عشر سنوات اصطبغت فيها حياتي بالمجتمع الانجليزي في عاداته وسلوكياته، والذي ساعد على سرعة تكيفي مع البيئة الانجليزية المحيطة بي, عدت لمصر وتم تعييني مدرساً لجراحة العظام بالقصر العيني, كنت صريحاً لا أقبل المجاملات,.
وسخياً لأبعد الحدود وربما كان هذا ما أثار حيرتهم "فالبخل الشديد هو أول عادات الانجليز"
ولكن ربما كان ذلك بقايا من شرقيتي المطمورة
لا أحب المزاح والهزل
ولكن رغم كل ذلك كنت محبوباً من طلابي وزملائي لا أبخل عليهم بعلمي او بمالي أنقل اليهم خبراتي ولا أكتم عنهم ما أعرفه مثلما يفعل بعض الزملاء ,.
كنت مسلماً تقليدياً أصوم رمضان وحججت البيت وملازما للقرآن ,
تزوجت من ابنة عمي، مر على زواجنا عشرة أعوام لم نرزق فيها بطفل .
لم أدخر جهداً في عرضها على كبار الأطباء داخلياً أو خارجياً .
استسلمت لقضاء الله كانت( دنيتي وحياتي ) معها أنسى كل متاعب الدنيا تعرف متى تحدثني ومتى تتركني,.
أعرف كم تتعذب حينما تجد منزلنا خالياً من ضحكات الأطفال ولعبهم ، كنت أعتبرها ابنتي أدللها مثلما كانت تناديني دائماً (يابني)، دعيت لمؤتمر لجراحة العظام بجامعة أسيوط، , ركبت القطار، وأخذت أبحاثي معي، فجأة جلس بجواري رجل يتضح من هيئته أنه فلاح أوصعيدي أسمر الوجه واسع العينين يرتدي جلابية رمادية اللون يغطي رأسه بشال أبيض يفوح من ثيابه عطر نفاذ!!!
((بوجهه ألق محبب تحسه ولكن لا تسطيع وصفه)) كان يسير بصعوبة يتوكأ على عصا ويستند على ذراع شخص آخر عرفت أنه ابنه،.
والذي طلب مني مترجِّياً ان أترك له كرسيِّيَ وأنتقل لكرسيه ليكون بجوار أبيه , ولكني رفضت بشكل قطعي فهذا حقي ولا أجامل به وكان حريا به ان يحجز كرسيين متجاورين !!!!
همَّ ان يرفع صوته ولكنه سكت بإشارة من أبيه, الذي راح يتلو أدعية وصلوات وأوراد بجانبي أحسست بالضيق، ولم أعد أركز في القراءة ,.
وكنت أختلس اليه النظر غاضباً وكأنما شعر بهذا فقال لي مبتسما "صوتي أزعجك؟" رددت بمنتهى الصراحة نعم وأرجو أن تخفض صوتك،
اعتذر ثم راح يتمتم بصوت غير مسموع فأحسست بالراحة .
فجأة استغرق في نوم عميق وعلا شخيره .
شعرت بتوتر من شخيره ولكني أشفقت عليه أن أوقظه نظراً لما يعانيه،
ثم فجأة سمعته يتكلم بصوت خفيض :
��💫 *وعليك السلام ياسيدي يارسول الله*
*سمعاً وطاعة ياسيدي*
*بشرك الله بكل خير*
*وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ياسيدي*✨💫.
لم يسمعه أحد سواي وكأنه كان لا يريد أن يسمعه أحد,.
ربما كان ذلك يحدث في اللاوعي للرجل .
ولكن شخير الرجل علا ثانية ...
ياإلهي إن الرجل كان مستغرقاً في نومه .
لم يكن يتصنع ربما كانت رؤيا طيبة،
فلير ما يشاء لا أقحم نفسي فيما يرى لانه لا يعنيني،
استيقظ الرجل بوجه غير الذي نام به،
ازداد ذلك {{ الألق }} أصبح النور يشع من وجهه.
لا تخطئ العين رؤياه
اقترب منه ولده و راح يمسح وجهه الذي بُلل بالعرق.
فجأة سمعته يقول لإبنه بصوت منخفض.
(الدكتور عبد الرحمن كيلاني راكب معانا القطر ده وها يعمل لي العملية بكره !!!!)
صدمتني تلك العبارة بشدة لكني قلت في نفسي ربما هناك من أخبره عن موضوع القطار ربما ممرض عيادتي.
ولكن هذا الامر لم يكن مطروحاً قبل أن ينام الرجل ويرى ما رأى، أتكون رؤيا وشفافية ؟!!!
قررت أن أخوض معه الأمر لنهايته ولكن انا المبادر هذه المرة ,
وخاصة بعد أن ذكر اسمي وأصبحت بطلاً لرؤياه التي رآها سألني وحضرتك نازل فين ؟
أجبت أسيوط..
سكت الرجل وأشاح عني بوجهه،
أصبح الفضول يقتلني،
فرحت أسأله بعض الاسئلة فيجيب باقتضاب،
لم تشف ردوده غليلي
قررت أن أنزل بآخر كارت معي, هو انت بتعرف الدكتور عبد الرحمن ؟؟ فقال لا ولكني ذاهب اليه,.
(قلت له أنا الدكتور عبد الرحمن كيلاني!!!)
نظر للأرض وكأنه لم يفاجأ . راح ينقر أرضية القطار بعصاه
وأنا أسمعه يتمتم بالصلاة والسلام على الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام ، تركني أتحرق لمعرفة ردة فعله
لكنه صمت !! أحسست أنه يلاعبني , وكأنه يريد أن أرفع راية التسليم أولاً ؟!!
ثم باغته بقولي : لعله رسول الله أخبرك بهذا؟ّ لقد ذهل الرجل وظهر التأثر واضحا عليه
رفع رأسه واتسعت عيناه ونظر اليَّ طويلاً باستغراب!!
ثم سألني متعلثماً وممن عرفت ؟ ومن قال لك؟؟
ابتسمت في نفسي وقلت ها أنا ذا قد نلت منك ياصديقي،
راح في لهفة يسأل ويلح وأنا أتصنع الوقار وأرسم الجد على ملامحي.
أشحت عنه بوجهي مثلما يفعل وقلت هذا أمر خاص بي!!
رد مسرعاً نعم نعم نعم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمَّلني لك رسالة يقول لك استوص بالشيخ راضي خيرا,.
ابتسمت نصف ابتسامة وقلت :"صلى الله عليه وسلم"
أحسست أن الرجل اشبه بالغازي الذي يدك في ثواني حصني.
باغته بالسؤال ولكن هل أنبأك الرسول الكريم أني سأجري لك العملية غدا ؟!!
نظر اليَّ طويلاً وكأنه أدرك أن الشك يداخلني فيما يقول ..
قال نعم وأرسل معي أمارة لك ,.
بالامس كنت تقف مع زوجتك بالبلكونة وترفع يداك بالدعاء أن يرزقك الله بطفل مثلما رزق زكريا بيحيى عليها السلام ثم هوت يدك على كوب الشاي الساخن على حافة الشرفة فسقط في الشارع بعد أن حرق يدك، (جحظت عيناي) !!!
تجمدت أناملي، جف ريقي،
فالآن لم يعد مجال للشك صدمتي كانت واضحة بوجهي انتابتني رعشة رحت ألمس يدي الملتهبة،.
وجدت كلي يتهاوى أمام ذلك الرجل البسيط.
انا خريج كامبرديج والحاصل على زمالة الجراحين الملكية الذي يقبل ان يفكر بهذا الاسلوب؟!!!!!
أحسست أني أقف أمامه مسلِّما....
ولا أدري كيف استيقظت شرقيتي المطمورة فجأة
فانحنيت على يده أقبلها والدموع تملآن عيني وسط ذهول من يرانا من الركاب،..
راح يمسح رأسي ثم قال ولك عندي بشرى خاصة أخبرني بها الحبيب الكريم عليه الصلاة والسلام
لقد سمع الله دعاءك وسيمنُّ عليك بيحيى ومحمد معاً
فأمسكت بالموبيل اتصلت بزميلي رئيس مستشفيات أسيوط لأطلب منه أن يحجز غرفة باسم الشيخ راضي لأني سأجري له عمليه غداً وأنا من سيتولى كافة تكاليفها، نزلنا المحطة كانت تنتظرني سيارة
صممت أن أذهب للمستشفى أولاً للحجز للشيخ راضي لتجهيزه للعملية، أغلقت تلفوني بعد المؤتمر، ودخلت غرفة العمليات ثم أنهيت العملية بنجاح،.
كانت عادتي أن أترك متابعة المريض للفريق الطبي المشارك.
ولكني صممت أن أتابعه بنفسي في كل صغيرة وكبيرة تنفيذاً للوصية الكريمة ...
حتى جاءني زميل دراسة وأخبرني أن زوجتي اتصلت بي عشرات المرات وكان هاتفي مغلقاً،.
أسرعت لاكلمها وجدتها منهارة وتبكي كاد القلق أن يقتلها عليَّ، اعتذرت لها ثم "صاحت في طفولة ياعبد الرحمن أنا حامل" أجريت اختبار حمل بناء على نصيحة طبيب النساء الذي يتابعني حيث ذهبت اليه بعد أن شعرت بألم يمزق جنبي والحمد لله أنا حامل, ابتسمت وتراءى لي وجه الشيخ راضي فقلت لها : عارف ومش كده وبس أنت حامل بتؤام .
وجدتني أكلمها بثقة كاملة و بجدية تعرفها فيَّ، صاحت عبد الرحمن أنت تعبان ؟
أكملت حديثي وكأني لم أسمعها ستلدين يحيى ومحمد ضحكت وقالت وتؤام كمان ؟
وهو أحنا كنا طايلين "برص"؟!!!!
وبعدين احنا لسه في أول الحمل ياشيخ عبده،
وضعت زوجتي تؤاماً ومن يومها وزوجتي تنظر إليَّ بانبهار وإكبار كنظر المريد لشيخه وتقول عني
(سرك باتع ومكشوف عنك الحجاب ياشيخ عبده)
فأضحك في نفسي حيث لم أخبرها بشيء بناء على طلب الشيخ راضي وها هما أولادي محمد ويحيى عمرهما الآن خمس سنوات يتشاكسان حولي لا أستطيع منعهما والا تعرضت لما لا يحمد عقباه من أمهما ...
"اللهم صل وسلم وبارك على معلم الناس الخير ،البشير النذير الرؤوف بنا والرحيم.....الشفيع الأول
اسعد الله ايامكم
4 notes
·
View notes
Photo
🌸🍃 #رجال_حول_الرسول 🌸🍃 #عمّار_بن_ياسر - #رجل_من_الجنة ..!! 🍃 لو كان هناك أناس يولدون في الجنة، ثم يشيبون في رحابها ويكبرون.. ثم يجئ بهم الى الأرض ليكونوا زينة لها، ونورا، لكان عمّار، وأمه سميّة، وأبوه ياسر من هؤلاء..!! ولكن لماذا نقول: لو.. لماذا مفترض هذا الافتراض، وقد كان آل ياسر فعلا من أهل الجنة..؟؟ وما كان الرسول عليه الصلاة والسلام مواسيا لهم فحسب حين قال: " صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة".. بل كان يقرر حقيقة يعرفها ويؤكد واقعا يبصره ويراه.. خرج ياسر والد عمّار، من بلده في اليمن يطلب أخا له، ويبحث عنه.. وفي مكة طاب له المقام، فاستوطنها محالفا أبا حذ��فة بن المغيرة.. وزوّجه أبو حذيفة احدى امائه سميّة بنت خياط.. ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين عمارا.. وكان اسلامهم مبكرا.. شأن الأبرار الذين هداهم الله.. وشأن الأبرار المبكّرين أيضا، أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها..!! ولقد كانت قريش تتربّص بالمؤمنين الدوائر.. فان كانوا ممن لهم في قومهم شرف ومنعة، تولوهم بالوعيد والتهديد، ويلقى أبو جهل المؤمن منهم فيقول له:" تركت دين آبائك وهم خير منك.. لنسفّهنّ حلمك، ولنضعنّ شرفك، ولنكسدنّ تجارتك، ولنهلكنّ مالك" ثم يشنون عليه حرب عصبية حامية. وان كان المؤمن من ضعفاء مكة وفقرائها، أو عبيدها، أصلتهم سعيرا. ولقد كان آل ياسر من هذا الفريق.. ووكل أمر تعذيبهم الى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا.. ياسر، سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبّون عليهم جحيم العذاب ألوانا وفنونا!! ولقد كان نصيب سمية من ذلك العذاب فادحا رهيبا. ولن نفيض في الحديث عنها الآن.. فلنا ان شاء الله مع جلال تضحيتها، وعظمة ثباتها لقاء نتحدث عنها وعن نظيراتها وأخواتها في تلك الأيام الخالدات.. وليكن حسبنا الآن أن نذكر في غير كبالغة أن سمية الشهيدة وقفت يوم ذاك موقفا يمنح البشرية كلها من أول الى آخرها شرفا لا ينفد، وكرامة لا ينصل بهاؤها..! موقفا جعل منها أمّا عظيمة للمؤمنين في كل العصور.. وللشرفاء في كل الأزمان..!! 🍃 كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبون.. ولم يكن آنذاك يملك من أسباب المقاومة ودفع الأذى شيئا.. وكانت تلك مشيئة الله.. فالدين الجديد، ملة ابراهيم حنيفا، الدين الذي يرفع محمد لواءه ليس حركة اصلاح عارضة عابرة.. وانما هو نهج حياة للبشرية المؤمنة.. ولا بد للبشربة المؤمنة هذه أن ترث مع الدين تاريخه بكل تاريخه بكا بطولاته، وتضحياته ومخاطراته... ان هذه التضحيات النبيلة الهائلة، هي الخرسانة التي تهب الدبن والعقيدة ثباتا لا يزول، وخلودا لا يبلى..!!! انها العبير يملأ أفئدة المؤمنين ولاء، وغبطة وحبورا. وانها المنار الذي يهدي الأجيال الوافدة الى حقيقة الدين، وصدقه وعظمته.. وهكذا لم يكن هناك بد من أن يكون للاسلام تضحياته وضحاياه، ولقد أضاء القرآن الكريم هذا المعنى للمسلمين في أكثر من آية... فهو يقول: (أحسب الناس أن يتركوا، أن يقولوا آمنّا، وهم لا يفتنون)؟! (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم، ويعلم الصابرين)؟ (ولقد فتنّا الذين من قبلهم، فليعلمنّ الله الذين صدقوا، وليعلمنّ الكاذبين). (أم حسبتم أن تتركوا، ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم..) (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز ال��بيث من الطيّب).. (وما أصابكم يوم التقى الجمعان، فباذن الله، وليعلم المؤمنين). أجل هكذا علم القرآن حملته وأبناءه، أن التضحية جوهر الايمان، وأن مقاومة التحديّات الغاشمة الظالمة بالثبات وبالصبر وبالاصرار.. انما تشكّل أبهى فضائل الايمان وأروعها.. ومن ثمّ فان دين الله هذا وهو يضع قواعده، ويرسي دعائمه، ويعطي مثله، لا بد له أن يدعم وجوده بالتضحية، ويزكّي نفسه بالفداء، مختارا لهذه المهمة الجليلة نفرا من أبنائه وأوليائه وأبراره يكنون قدوة سامقة ومثلا عاليا للمؤمنين القادمين. ولقد كانت سميّة.. وكان ياسر.. وكان عمّار من هذه الثلة المباركة العظيمة التي اهتارتها مقادير الاسلام لتصوغ من تضحياتها وثباتها واصراراها وثيقة عظمته وخلوده.. 🍃 قلنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم الى أسرة ياسر، محيّيا صمودها، وبطولتها.. وكان قلبه الكبير يذوبرحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به. وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار: " يا رسول الله.. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ".. فنا داه الرسول: صبرا أبا اليقظان.. صبرا آل ياسر.. فان موعدكم الجنة".. ولقد وصف أصاب عمّار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة. فيقول عمرو بن الحكم: " كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول". ويقول عمرو بن ميمون: " أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به، ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار، كما كنت بردا وسلاما على ابراهيم".. على أن ذلك لهول كله لم يكن ليفدح روح عمار، وان فدح ظهره ودغدغ قواه.. ولم يشعر عمار بالهلاك حقا، الا في ذلك اليوم الذي استنجد فيه جلادوه بكل عبقريتهم في الجريمة والبغي.. فمن الكي بالنار، الى صلبه على الرمضاء المستعرة تحت الحجارة الملتهبة.. الى غطّه في الماء حتى تختنق أنفسه، وتتسلخ قروحه وجروحه.. في ذلك اليوم اذ فقد وعيه تحت وطأة هذا العول فقالوا له: أذكر آلهتنا بخير، وأخذوا يقولون له، وهو يردد وراءهم القول في غير شعور. في لك اليوم، وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه، تذكّر ما قاله فطار صوابه، وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولا كفارة.. وفي لحظات معدودات، أوقع به الشعور بالاثم من العذاب ما أضحى عذاب المشركين تجاهه بلسما ونعيما..!! ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة.. لقد كان يحتمل الهول المنصّب على جسده، لأن روحه هناك شامخة.. أما الآن وهو يظن أن الهزيمة أدركت روحه فقد أشرفت به همومه وجزعه على الموت والهلاك.. لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه.. وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا، وهاتفا به: انهض أيها البطا.. لا تثريب عليك ولا حرج.. ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي، فجعل يمسح دموعه بيده، ويقول له: " أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا.. وكذا..؟؟" أجاب عمّار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله... فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:" ان عادوا، فقل لهم مثل قولك هذا"..!! ثم تلا عليه الآية الكريمة: ( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان).. واستردّ عمّار سكينة نفسه، ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما، ولم يعد يلقي له وبالا.. لقد ربح روحه، وربح ايمانه.. ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة المباركة، فليكن بعدئذ ما يكون..!! وصمد عمّار حتى حل الاعياء بجلاديه، وارتدّوا أمام اصراره صاغرين..!! 🍃 استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة ��سولهم اليها، وأخذ المجتمع الاسلامي هناك يتشكّل سريعا، ويستكمل نفسه.. ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة،أخذ عمار مكانه عليّا..!! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا، ويباهي أصحابه بايمانه وهديه.. يقول عنه صلى الله عليه وسلم/ : ان عمّارا ملئ ايمانا الى مشاشه". وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد، قال رسول الله:" من عادى عمارا، عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله" ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الاسلام الا أن يسارع الى عمار معتذرا اليه، وطامعا في صفحه الجميل..!! وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها، ارتجز الامام علي كرّم الله وجهه أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه، فيقولون: لا يستوي من يعمر المساجدا يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته.. وظن أحد أصحابه أن عمارا يعرض به، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " ما لهم ولعمّار..؟ يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار.. ان عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي"... واذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما الى هذا الحد، فلا بد أن يكون ايمانه، وبلاؤه، وولاؤه، وعظمة نفسه، واستقامة ضميره ونهجه.. قد بلغت المدى، وانتهت الى ذروة الكمال الميسور..!! وكذلكم كان عمار.. لقد كال الله له نعمته وهداه بالمكيال الأوفى، وبلف في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكّي ايمانه، ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول: " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر... واهتدوا بهدي عمّار".. ولقد وصفه الرواة فقالوا: " كان طوّالا، أشهل، رحب ما بين المنكبين.. من أطول الناس سكوتا، وأقلهم كلاما".. فكيف سارت حياة هذا العملاق، الصامت الأشهل، العريض الصدر، الذي يحمل جسده آثار تعذيبه المروّع، كما يحمل في نفس الوقت وثيقة صموده الهائل، والمذهل وعظمته الخارقة..؟! كيف سارت حياة هذا الحواري المخلص، والمؤمن الصادق، والفدائي الباهر..؟؟ لقد شهد مع معلّمه ورسوله جميع المشاهد.. بدرا، وأحدا�� والخندق وتبوك.. ويقيّتها جميعل. ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى، واصل العملاق زحفه.. ففي لقاء المسلمين مع الفرس، ومع الروم، ومن قبل ذلك في لقائهم مع جيوش الردّة الجرّراة كان عمّار هناكفي الصفوف الأولى دوما.. جنديا باسلا أمينا، لا تنبو لسيفه ضربة.. ومؤمنا ورعا جليلا، لا تأخذه عن الله رغبة.. وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يخ\تار مصيره، كانت عيناه تقعان دوما في ثقة أكيدة على عمّار بن ياسر".. وهكذا سارع اليه وولاه الكوفة، وجعل ابن مسعود معه على بيت المال.. وكتب الى أهلها كتابا يبشرهم فيه بواليهم الجديد، فقال: " اني بعثت اليكم عمّار بن ياسر أميرا.. وابن مسعود معلما ووزيرا.. وانهما من النجباء، من أصحاب محمد، ومن أهل بدر".. ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه أو كادوا.. لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا.. يقول ابن أبي الهذيل، وهو من معاصريه في الكوفة: " رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره، ويمضي بها الى داره"..!! ويقول له واحد من العامّة وهو امير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة.. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه: " خير أذنيّ سببت.. لقد أصيبت في سبيل الله"..!! أجل لقد أصيب في سبيل الله في يوم اليمامة، وكان يوما من أيام عمّار المجيدة.. اذا انطلق العملاق في استبسال عاصف يحصد في جيش مسيلمة الكذاب، ويهدي اليه المنايا والدمار.. واذا يرى في المسلمين فتورا يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل، فيندفعون كالسهام المقذوفة. يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: " رايت عمّار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين.. أمن الجنة تفرّون..؟ أنا عمّار بن ياسر، هلموا اليّ.. فنظرت اليه، فاذا أذنه مقطوعة تتأرجح، وهو يقاتل أشد القتال"..!!! ألا من كان في شك من عظمة محمد الرسول الصادق، والمعلم الكامل، فليقف أمام هذه النماذج من أتباعه وأصحابه، وليسأل نفسه: هل يقدر على انجاب هذا الطراز الرفيع سوى رسول كريم، ومعلم عظيم؟؟ اذا خاضوا في سبيل الله قتالا اندفعوا اندفاع من يبحث عن المنيّة، لا عن النصر..!! واذا كانوا خلفاء وحكّاما، ذهب الخليفة يحلب شياه الأيامى، ويعجن خبز اليتامى.. كما فعل أبو بكر وعمر..!! واذا كانوا ولاة حملوا طعامم على ظهورهم مربوطا بحبل.. كما فعل عمّار.. أو تنازلوا عن راتبهم وجلسوا يصنعون من الخوص المجدول أوعية ومكاتل، كما صنع سلمان..!! ألا فلنحن الجباه تحيّة واجلالا للدين الذي أنجبهم، ول��رسول الذي ربّاهم.. وقبل الدين والرسول، الله العليّ الكبير الذي اجتباهم لهذا كله.. وهداهم لهذا كله.. وجعلهم روّادا لخير أمة أخرجت للناس..!! 🍃 كان الحذيفة بن اليمان، الخبير بلغة السرائر والقلوب يتهيأ للقاء الله، ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له" بمن تأمرنا، اذا اختلف الناس"..؟ فأجابهم حذيفة، وهو يلقي بآخر كلماته: " عليكم بابن سميّة.. فانه لن يفارق الحق حتى يمةت".. أجل ان عمارا ليدور مع الحق حيث يدور.. والآن نحن نقفو آثاره المباركة، ونتتبع معالم حياته العظيمة، تعلوْا نقترب من مشهد عظيم.. ولكن قبل أن نواجه هذا المشهد في روعته وجلاله، في صولته وكماله، في تفانيه واصراره، في تفوقه واقتداره، تعالْوا نبصر مشهد مشهدا يسبق هذا المشهد، ويتنبأ به، ويهيئ له... كان ذلك اثر استقرار المسلمين في المدينة، وقد نهض الرسول الأمين وحوله الصحابة الأبرار، شعثا لربهم وغبرا، بنون بيته، ويقيمون مسجده.. قد امتلأت أفئدتهم المؤمنة غبطة، وتألقت بشرا، وابتهلت حمدا لربها وشكرا.. الجميع يعملون في خبور وأمل.. يحملون الحجارة، أو يعجنون الملاط.. أو يقيمون البناء.. فوج هنا وفوج هناك.. والأفق السعيد يردد تغريدهم الذي يرفعون به أصواتهم المحبورة: لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل هكذا يغنون وينشدون.. ثم تتعالى أصواتهم الصادحة بتغريدة أخرى: اللهم ان العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة وتغريدة ثالثة: لا يستوب من يعمّر مسجدا يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى الغبار عنه حائدا انها خلايا لله تعمل.. انهم جنوده، يحملون لواءه، ويرفعون بناءه.. ورسوله الطيّب الأمين معهم، يحمل من الحجارة أعتاها، ويمارس من العمل أشقه.. وأصواتهم المغرّدة تحكي غبطة أنفسهم الراضية المخبتة.. والسماء من فوقهم تغبط الأرض التي تحملهم فوق ظهرها.. والحياة المتهللة تشهد أبهى أعيادها..!! وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها الى مستقرّها... ويبصره الرحمة المهداة محمد رسول الله، فيأخذه اليه حنان عظيم، ويقترب منه وينفض بيده البارّة الغبار الذي كسى رأسه، ويتأمّل وجهه الوديع المؤمن بنظرات ملؤها نور الله، ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعا: " ويح ابن سميّة..!! تقتله الفئة الباغية"... وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته، فيظن بعض اخوانه أنه قد مات، فيذهب ينعاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ.. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة: " ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية".. فمن تكون هذه الفئة يا ترى..؟؟ ومتى..؟ وأي..؟ لقد أصغى عمّار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم.. ولكنه لم يروّع.. فهو منذ أسلم، وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار... ومضت الأيام.. والأعوام.. ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى.. ثم لحق به الى رضوان الله أبو بكر.. ثم لحق بهما الى رضوان الله عمر.. وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه.. وكانت المؤمرات ضدّ الاسلام تعمل عملها االمستميت، وتحاول أن تربح بالغدر واثارة الفتن ما خسرته في الحرب.. وكان مقتل عمر أول نجاح أحرزته هذه المؤامرات التي أخذت تهبّ على المدينة كريح السموم من تلك البلاد التي دمّر الاسلام ملكها وعروشها.. وأغراها استشهاد عمر على مواصلة مساعيها، فألّبت الفتن وأيقظتها في معظم بلاد الاسلام.. ولعل عثمان رضي الله عنه، لم يعط الأمور ما تستحقه من الاهتمام والحذر، فوقعت الواقعة واستشهد عثمان رضي الله عنه، وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة.. وقام معاوية ينازع الخليفة الجديد عليّا كرّم الله وجهه حقه في الأمر، وفي الخلافة... وتعددت اتجاهات الصحابة.. فمنهم من نفض يديه من الخلاف وأوى الى بيتهخ، جاعلا شعاره كلمة ابن عمر: " من قال حيّ على الصلاة أجبته... ومن قال حيّ على الفلاح أجبته.. ومن قال حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلات: لا؟.. ومنهم من انحاز الى معاوية.. ومنهم من وقف الى جوار عليّ صاحب البيعة، وخليفة المسلمين.. ترى أين يقف اليوم عمّار؟؟ أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واهتدوا بهدي عمّار"..؟ أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عادى عمّارا عاداه الله"..؟ والذي كان اذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته يقترب من منزله قال: " مرحبا بالطيّب المقدام، ائذنوا له"..!! لقد وقف الى جوار عليّ ابن أبي طالب، لا متحيّزا ولا متعصبا، بل مذعنا للحق، وحافظا للعهد.. فعليّ خليفة المسلمين، وصاحب البيعة بالامامة.. ولقد أخذ الخلافة وهو لها أهل وبها جدير.. وعليّ قبل هذا وبعد هذا، صاحب المزايا التي جعلت منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة هارون من موسى.. ان عمارا الذي يدور مع الحق حيث دار، ليهتدي بنور بصيرته واخلاصه الى صاحب الحق الأوحد في النزاع.. ولم يكن صاحب الحق يومئذ في يقينه سوى عليّ، فأخذ مكانه الى جواره.. وفرح علي رضي الله عنه بنصرته فرحا لعله لم يفرح يمئذ مثله وازداد ايمانا بأنه على الحق ما دام رجل الحق العظيم عمّار قد أقبل عليه وسار معه.. وجاء يوم صفين الرهيب. وخرج الامام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه. وخرج معه عمار.. كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعين.. ثلاث وتسعون عاما ويخرج للقتال..؟ أجل ما دام يتعقد أن القتال مسؤليته وواجبه.. ولقد قاتل أشدّ وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين...!! كان الرجل الدائم الصمت، القليل الكلام، لا يكاد يحرّك شفتيه حين يحرّكهما الا بهذه الضراعة: " عائذ بالله من فتنة... عائذ بالله من فتنة..". وبعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت هذه الكلمات ابتهاله الدائم.. وكلما كانت الأيام تمر، كان هو يكثر من لهجه وتعوّذه.. كأنما كان قلبه الصافي يحسّ الخطر الداهم كلما اقتربت أيامه.. وحين وقع الخطر ونشبت الفتنة، كان ابن سميّة. يعرف مكانه فوقف يوم صفين حاملا سيفه وهو ابن الثالثة والتسعين كما قلنا ليناصر به حقا من يؤمن بوجوب مناصرته.. ولقد أعلن وجهة نظره في هذا القتال قائلا: " ايها الناس: سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها، وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم.. وما كان لهؤلاء سابقة في الاسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم، ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق... وانهم ليخادعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان.. وما يريدون الا أن يكونوا جبابرة وملوكا؟... ثم أخذ الراية بيده، ورفعها فوق الرؤوس عالية خافقة، وصاح في الناس قائلا: " والذي نفسي بيده.. لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهأنذا أقاتل بها اليوم.. والذي نفسي بيده. لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق، وأنهم على الباطل".. ولقد تبع الناس عمارا، وآمنوا بصدق كلماته.. يقول أبو عبدالرحمن السلمي: " شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفين، فرأيت عمار ابن ياسر رضي اله عنه لا يأخذ في ناحية من نواحيها، ولا واد من أوديتها، الا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم"..!! كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول، يؤمن أنه واحد من شهدائها.. وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبرة: " تقتل عمّار الفئة الباغية".. من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التغريدة: "اليوم القى الأحبة محمدا وصحبه"..!! ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله الأمويين ويرسل صياحا عاليا مدمدما: لقد ضربناكم على تنزيله واليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقليه ويذهل الخليل عن خليله أو يرجع الحق الى سبيله وهو يعني بهذا أن أصحاب الرسول السابقين، وعمارا منهم قاتلوا الأمويين بالأمس وعلى رأسهم أبو سفيان الذي كان يحمل لواء الشرك، ويقود جيوش المشركين.. قاتلوهم بالأمس، وكان القرآن الكريم يأمرهم صراحة بقتالهم لأنهم مشركون.. أما اليوم، وان يكونوا قد أسلموا، وان يكن القرآن الكريم لا يأمرهم صراحة بقتالهم، الا أن اجتهاد عمار رضي الله عنه في بحثه عن الحق، وفهمه لغايات القرآن ومراميه يقنعانه بقتالهم حتى يعود الحق المغتصب الى ذويه، وحتى تنصفئ الى البد نار التمرّد والفتنة.. ويعني كذلك، أنهم بالأمس قاتلوا الأمويين لكفرهم بالدين والقرآن.. واليوم يقاتلون الأمويين لانحرافهم بالدين، وزيغهم عن القرآن الكريم واساءتهم تأويله وتفسيره، ومحاولتهم تطويع آياته ومراميه لأغراضهم وأطماعهم..!! كان ابن الثالثة والتسعين، يخوض آخر معارك حياته المستبسلة الشامخة.. كان يلقن الحياة قبل أن يرحل عنها آخر دروسه في الثبات على الحق، ويترك لها آخر مواقفه العظيمة، الشريفة المعلمة.. ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمّار ما استطاعوا، حتى لا تقتله سيفهم فيتبيّن ل��ناس أنهم الفئة الباغية.. بيد أن شجاعة عمار الذي كان يقتل وكأنه جيش واحد، أفقدتهم صوابهم، فأخذ بعض جنود معاوية يتحيّنون الفرصة لاصابته، حتى اذا تمكّنوا منه أصابوه... 🍃 كان جيش معاوية ينتظم من كثيرين من المسلمين الجدد.. الذين أسلموا على قرع طبول الفتح الاسلامي في البلاد الكثيرة التي حررها الاسلام من سيطرة الروم والفرس.. وكان أكثر هؤلاء وقود الحرب التي سببها تمرّد معاوية ونكوصه على بيعة علي.. الخليفة، والامام، كانوا وقودها وزيتها الذي يزيدها اشتعالا.. وهذا الخلاف على خطورته، كان يمكن أن ينتهي بسلام لو ظلت الأمور بأيدي المسلمين الأوائل.. ولكنه لم يكد يتخذ أشكاله الحادة حتى تناولته أيد كثيرة لا يهمها مصير الاسلام، وذهبت تذكي النار وتزيدها ضراما.. شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذهب المسلمون يتناقل بعضهم عن بعض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سمعها أصحابه جميعا ذات يوم بعيد، وهم يبنون المسجد بالمدينة.. " ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباعغية". وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية.. انها الفئة التي قتلت عمّارا.. وما قتله الا فئة معاوية.. وازداد أصحاب عليّ بهذا ايمانا.. أما فريق معاوية، فقد بدأ الشك يغز قلوبهم، وتهيأ بعضهم للتمرد، والانضمام الى عليّ.. ولم يكد معاوية يسمع بما حدث. حتى خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ حقا بأن عمّارا ستقتله الفئة الباغية.. ولكن من الذي قتل عمّارا...؟ ثم صاح في الناس الذين معه قائلا: " انما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاؤا به الى القتال".. وانخدع بعض الذين في قلوبهم هوى بهذا التأويل المتهالك، واستأنفت المعركة سيرها الى ميقاتها المعلوم... 🍃 أمّا عمّار، فقد حمله الامام علي فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمون معه.. ثم دفنه في ثيابه.. أجل في ثيابه المضمّخة بدمه الزكي الطهور.. فما في كل حرير الدنيا وديباجها ما يصلح أن يكون كفنا لشهيد جليل، وقدّيس عظيم من طراز عمّار... ووقف المسلمون على قبره يعجبون.. منذ ساعات كان عمّار يغرّد بينهم فوق أرض المعركة.. تملؤ نفسه غبطة الغريب المضنى يزف الى وطنه، وهو يصيح: " اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبة"..!! أكان معهم اليوم على موعد يعرفه، وميقات ينتظره...؟؟!! وأقبل بعض الأصحاب على بعضهم يتساءلون... قال أحدهم لصاحبه: أتذكر أصيل ذلك اليوم بالمدينةونحن جالسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفجأة تهلل وجهه وقال: " اشتاقت الجنة لعمّار"..؟؟ قال له صاحبه نعم، ولقد ذكر يومها آخرين منهم علي وسلمان وبلال.. اذن فالجنة كانت مشتاقة لعمّار.. واذن، فقد طال شوقها اليه، وهو يستمهلها حتى يؤدي كل تبعاته، وينجز آخر واجباته.. ولقد أدّاها في ذمّة، وأنجزها في غبطة.. أفما آن له أن يلبي نداء الشوق الذي يهتف به من رحاب الجنان..؟؟ بلى آن له أن يبلي النداء.. فما جزاء الاحسان الا الاحسان.. وهكذا ألقى رمحه ومضى.. 🍃 وحين كان تراب قبره ي��وّى بيد أصحابه فوق جثمانه، كانت روحه تعانق مصيرها السعيد هناك.. في جنات الخلد، التي طال شوقها لعمّار...!
16 notes
·
View notes
Text
أخزيا يخلف والده أخاب
" أخزيا بن أخاب ملك على اسرائيل فى السامرة فى السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا،
ملك على اسرائيل سنتين، وعمل الشر فى عينى الرب، وسار فى طريق أبيه وطريق أمه، وطريق يربعام بن نباط الذى جعل إسرائيل يخطىء، وعبد البعل وسجد له، وأغاظ الرب إله إسرائيل حسب كل ما فعل أبوه " (1 مل 22: 51 – 53).
مع ق��ر مدة حكم أخزيا إلا أنها كانت غاية فى الشر، لم يحتفظ فقط بالوثنية التى أدخلها يربعام، وإنما بعبادة البعل التى أدخلتها إيزابل. لقد سمع عن الخراب الذى حل ببيت يربعام ورأى والده قد دمره الأنبياء الكذبة ومع ذلك لم يتعظ.
لكى نستطيع أن ندرك كل هذه الحوادث التى حدثت فى العهد القديم، من قتل للأنبياء الكذبة، أو احراق رسل أخزيا، أو..... الخ، يجب أن ننسى أننا نعيش فى العهد الجديد الذى أهم مايميزه الرحمة الرقيقة، ونتخيل أنفسنا أننا نعيش فى الع��ر الذى أنتهى بالجلجثة.
هذا الدرس لقنه السيد المسيح لتلاميذه بعناية خاصة، عندما طلب منه تلاميذه يعقوب ويوحنا أن تنزل نارا من السماء (كما فعل ايليا) وتحرق القرية التى رفضت أن تستضيف المخلص وتلاميذه، فالتفت إليهما يسوع وقال لهما لستما تعلمان من أى روح أنتما (لو 9: 54، 55). وكأن السيد المسيح قد قال لهما: اذكرا بأنكما وقد تبعتمانى انتقلتما الى عصر جديد، وأن الأمور فى ملكوت السموات ستسير على مبادىء جديدة تختلف كل الأختلاف عن تلك المبادىء التى عهدتماها، أننى سوف لا أنقض الناموس ولا الأنبياء، ولكننى سأدخل عليهما قانونا يكملهما بنظام إلهى جديد، لقد بدأ عهد الرحمة منذ الآن.
+ + +
إيليا واخزيا بن آخاب ورئيس الخمسين
تملك أخزيا بن آخاب ومرض فأرسل ليسأل بعل زبوب الوثن فتراءى إيليا لرسل الملك وطالبهم أن يخبروا ملك إسرائيل " أليس لأنه لا يوجد فى اسرائيل إله أرسلت لتسأل بعل زبوب إله عقرون لذلك السرير الذى صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت " (2 مل 1: 6)...
عرف الملك أنه إيليا فأرسل خمسين جنديا وقائدهم الذى نادى إيليا " يا رجل الله.. الملك يقول إنزل ". أجاب إيليا " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك، فنزلت نار وأكلتهم....
أرسل الملك خمسين آخرين وقائدهم فأكلتهم النار....
فعاد وأرسل خمسين ورئيسهم....
+ صعد رئيس الخمسين الثالث إلى الجبل وجثا على ركبتيه وقال: " يا رجل الله لتكرم نفسى وأنفس عبيدك فى عينيك هوذا قد نزلت نار من السماء وأكلت... "
هنا قال ملاك الرب لإيليا: " انزل معه لا تخف منه " نزل إيليا وذهب للملك وأخبره بقضاء الرب عليه بالموت...
+ القائد الثالث سلك سكة الأتضاع فنجا من الموت وقيل " تذللت فخلصتنى... أنا تذللت جدا " (مز 116: 6).
وهنا تجول فى خاطرنا فكرة عن لطف السيد المسيح ووداعته: كان يستطيع أن ينزل نارا من السماء لتبيد أولئك الجند الذين أتوا اليه فىجثسيمانى لألقاء القبض عليه، لم ينطق بتلك الكلمة، كم كان منظرا مدهشا اذ وقفت جنود الملائكة منتصبة فى كبد السماء تنتظر كلمة واحدة منه لأنقاذه، ولكنها بقيت منذهلة لم تتلق حتى اشارة واحدة.
النار الوحيدة التى طلبها فكانت نار الروح القدس " جئت لألقى نارا على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت " (لو 12: 49).
+ ما أعظم الفرق بين الناموس والنعمة: هنا 153 جندى هلك منهم 102 بنار إيليا ونجا القائد الثالث وخمسينه.
أما بعد قيامة الرب إصطاد الرسل 153 سمكة لم تضع واحدة منها فما بال حال النفوس التى إفتداها الرب بدمه، قيل عن الفرق بين الناموس والنعمة فى (عب 12: 18):
" لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة... وكان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد. بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل ".
* ايليا والمركبة السماوية
كان اليشع يخدم ايليا وكان معه، غير أنه ليس مذكورا فى التاريخ من زمان دعوته الى زمان اصعاد ايليا.
وقد عرف ايليا زمان انتقاله قد قرب، وربما عرف اليشع أيضا أن سيده سيفارقه ولكن فى قلبيهما ما لا يقدران أن يعبرا عنه بالكلام.
كان ايليا على وشك الوقوف أمام الرب فى السماء وعلى اليشع أن يتسلم منه أثقال الخدمة وأخطارها، وكانا مزمعين أن يفترقا.
وكان الرب قد رسم لأيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة فأرسله ليزور الأنبياء فى محلاتهم المختلفة ويكلمهم كلامه الأخير، وربما طلب ايليا من اليشع أن يمكث فى الجلجال لأنه أراد الأنفراد قبل انتقاله، أو لأنه أشفق على خادمه، أو لأنه قصد امتحان محبته وأمانته.
واليشع أظهر محبته الشديدة بقوله:
" حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك " (2 مل 2: 5).
وبعد زيارة مدارس الأنبياء ذهب الى برية فى عبر الأردن ليكون صعوده فى مكان منفردا كما صعد موسى ليموت فى جبل نبو.
وذهب خمسون رجلا من بنى الأنبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد، ووقف كلاهما بجانب الأردن، وأخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس.
وضرب ايليا النبى الماء كما مد موسى عصاه فانشق البحر وكما انفلق نهر الأردن أمام يشوع.
وكان عمل ايليا شهادة لأسرائيل لينتبهوا الى كلامه فيخلصوا من عبودية أشر من عبودية مصر ويدخلوا راحة أعظم من راحة كنعان.
وقال ايليا لأليشع اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك؟
وطلب اليشع من أيليا أن يكون له نصيب أثنين من روحه، وفى (تث 21: 17) فإن نصيب أثنين من مال الأب هو من حقوق البكر، كأن الأنبياء أبناء لأبيهم الروحى أ�� لأيليا، وطلب اليشع أن يكون أولهم ورئيسهم كالبكر بين الأولاد.
ولا ننسب لاليشع الطمع والكبرياء فى هذا الطلب، لأنه طلب أن يكون الأول فى الخدمة والخطر والتعب.
والطمع من هذا النوع هو من الفضائل والواجبات.
وقال ايليا لقد صعبت السؤال: كان الأمر صعبا على اليشع لأنه ربما لم يشعر بعظمة الخدمة التى كانت أمامه، وصعبا على ايليا، لأن تعيين خليفته ليس له بل للرب.
وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا فى العاصفة الى السماء، وكان اليشع يرى ويصرخ يا أبى يا أبى مركبة اسرائيل وفرسانها.. ولم يره بعد.
لا شك أن هذا المنظر بقى فى ذاكرة اليشع كل أيام حياته، وبه تقوى ايمانه ليقول فى وقت المقاومة: " الذين معنا أكثر من الذين معهم " (2 مل 6: 16).
ومن ذلك الوقت فصاعدا لم يكن ايليا سيده بل الرب.
ورفع اليشع رداء ايليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطىء الأردن، فأخذ رداء ايليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله ايليا، ثم ضرب الماء أيضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع.
أخذ اليشع رداء ايليا لا ليلبسه بل اشارة الى المقام الذى تسلمه من ايليا، وضرب الماء فانفلق كما فى الأول حينما ضربه ايليا.
أسباب هذا الأنتقال:
1- لا شك فى أن الأسباب الرئيسية هو أن يكون شهادة لجيله، فقد كان البشر فى عصره غارقين فى شهواتهم، منغمسين فى ملذاتهم، لا يفكرون فيما وراء هذه الحياة، أما اليهود فان أقصى ما استطاعوا الوصول اليه هو تكوين فكرة غامضة عن الحياة الأخرى، لعل هذه الفكرة زادها غموضا وظلاما انحرافهم فى تيار العبادة الوثنية وانغماسهم فى الخطية.
أما انتقال ايليا فقد اعطاهم برهانا مقنعا على وجود عالم روحى دخله الأبرار، وعلى أن الروح لا تموت بموت الجسد، بل تنتقل الى حالة أسمى ووطن لائق بها.
2- كان هناك سبب آخر هو رغبة الله فى تدعيم أقوال عبده وخادمه الأمين بطريقة عجيبة، كان يسيرا على رجال ذلك العصر أن يحدوا من قوة خدمة ايليا باتهامه أنه مجرد انسان متحمس مهيج مثير للقلاقل والفتن ولعله كان من الهين أن يظنوا أن تهديداته وانذاراته بدأت وانتهت بنفسه، ولو كانت حياته انتهت بمرض الشيخوخة لأذدادوا تقسيا فى طرقهم المعوجة، وتوغلا فى شرورهم، فكيف كان ممكنا أن يعرفوا أنه انما نطق بحق الله؟
ولكن شفاة المجدفين والمتقولين قد ابكمت عندما ختم الرب على خدمة عبده بهذا الختم العجيب.
التجلى
" وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين، وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور، واذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه، فجعل بطرس يقول ليسوع يارب جيد أن نكون ههنا، فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة، وفيما هو يتكلم اذ سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ؛ له اسمعوا " (متى 17: 1 – 5).
التجلى هو الدخول بالنفس إلى تذوق الحياة الآخروية، لترى عريسها قادما فى ملكوته، معلنا لها أمجاده الإلهية بالقدر الذى يمكنها أن تحتمله وهى بعد فى الجسد، هذا العمل الذى تحقق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ؛ ونبيين من العهد القديم هما موسى وإيليا.
التجلى هو اعلان " الملكوت السماوى " الممتد فوق كل حدود الزمان، أرتبط التجلى بأحداث الصليب والقيامة، فإنه لا يمكن للمؤمن أن يرتفع على جبل التجلى ليرى بهاء السيد، ما لم يقبل صليبه، ويدخل معه الآمه ليختبر قوة قيامته.
لعل السيد أحضر موسى وإيليا كمثلين للتلاميذ فيغيروا منهما فى الأمور الحسنى، فتكون لهم وداعة موسى وغيرة إيليا على مجد الله.
جاء موسى النبى إلى حضرة الملك المسيا ممثلا الأعضاء الراقدة فى الرب، النفوس التى رحلت عنا بالجسد لكنها مرتبطة معنا حول المسيح الواحد الذى يملك على الجميع، وأما إيليا النبى فجاء يمثل الأعضاء المجاهدة إذ لم يمت إيليا... وكأن الكل يلتقون معا كأحياء فى الرب.
أراد السيد أن يخبر تلاميذه أن له سلطان على الموت وعلى الحياة، إن كان موسى قد تسلم الناموس وإيليا يمثل الأنبياء، فإن تجلى السيد بينهما إنما يشير إلى أنه هو غاية الناموس ومركز النبوات.
موسى وإيليا يمثلان رجال العهد القديم، وبطرس ويعقوب ويوحنا يمثلون رجال العهد الجديد، وكأن السيد المسيح هو مركز الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، أو هو سر خلاص الكل ومشتهى الجميع.
موسى النبى جاء شاهدا على أن السيد ليس مجدفا على الناموس كما يدعى اليهود....
وإيليا شاهدا على مجد الله فى شخص أبنه الحبيب يسوع......
لقد رفض يسوع أن يعطى آية من السماء للكتبة والفريسيين، وهاهو يعطى علامة من السماء لتلاميذه الأبرار ليزيد إيمانهم،....
إيليا يمثل البتوليين فى ملكوت السموات.... وموسى يمثل المتزوجين......
" فسأله تلاميذه قائلين: فماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أولا، فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتى أولا ويرد كل شىء، ولكنى أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا " (متى 17: 10 – 12).
كان للكتبة معرفة نظرية، فقد فهموا من النبوات أن إيليا يسبق مجىء المسيا، جاء ولكنهم لم يعرفوه أو قبلوه، إنما عملوا به ما أرادوا...
من هو إيليا إلا يوحنا المعمدان، إذ " فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " (متى 17: 13) – لقد جاء يوحنا بروح إيليا، لا بمعنى أنه تقمص روحه، وإنما يحمل فكره النارى وغيرته الملتهبة على مجد الله، وحياته النسكية فى البرية، ليمهد الطريق بالتوبة من أجل المسيا المنتظر.
دروس مستفادة من حياة إيليا
1- كان ايليا انسان تحت الآلام مثلنا
2- الوقوف أمام الله
3- قيمة الأختباء
4- الطاعة الكاملة لصوت الله
5- إيليا النبى والوداعة وطول الأناة
6- شجاعة إيليا
7- الدعوة للرجوع إلى الله الواحد
8- قوة الأيمان سر استجابة الصلاة
9- طلبة البار تقتدر كثيرا فى فعلها
10- الهروب من وجه الشر
إيليا رمز للسيد المسيح
+ يرمز إيليا الطوباوى إلى ربنا ومخلصنا، كما اضطهد إيليا بواسطة اليهود هكذا ربنا إيليا الحقيقى الذى دانه اليهود واحتقروه.
ترك إيليا شعبه، وهجر المسيح المجمع،
رحل إيليا إلى البرية، وجاء المسيح إلى العالم
أطعم إيليا فى الصحراء بواسطة الغربان، بينما انتعش المسيح فى صحراء هذا العالم بإيمان الأمم.
+ كما قام ربنا وصعد إلى السموات، هكذا أخذ إيليا إلى السماء فى مركبة ن��رية.
موسى وإيليا
كثيرا ما ترتبط شخصيتا موسى وإيليا معا، خاصة بظهورهما دون سواهما من رجال العهد القديم عند تجلى السيد المسيح، وتمتعهما دون سواهما من الأنبياء بالصوم لمدة أربعين يوما.
موسى النبى
إيليا النبى
· التقى مع الله فى حوريب
· أعلن الله ذاته خلال النار (خر 3: 21)
· أطعمه المن من السماء (خر 16)
· أكد أن الرب هو الله (تث 6: 4)
· خلفه يشوع " يهوة مخلص "
· جاء موته سرا (تث 34)
· عند الأردن سلم القيادة ليشوع.
· ظهر مع السيد المسيح فى التجلى (مت 17: 3).
· تحقق معه نفس الأمر (1 مل 9: 8 – 11
· نزول نار الرب على الذبيحة (18: 38)
· أرسل له غربان تطعمه (17: 8 – 16)
· فعل نفس الأمر (18: 37 – 39
· خلفه إليشع " الله خلاص "
· صعد بطريقة سرية (2 مل 2: 11، 12
· عند الأردن سلم القيادة لإليشع (2 مل 2: 13، 14)
· تمتع بنفس الأمر (مت 17: 3).
بركة وشفاعة النبى العظيم إيليا النبى تكون معنا،، آمين
المراجع
- الكتاب المقدس.
- ملوك أول
للقمص تادرس يعقوب ملطى
- شخصيات الكتاب المقدس (العهد القديم)
للقمص شاروبيم يعقوب
- حياة إيليا للكاتب ف. ب. ماير
ترجمة القمص مرقس داود
- أضواء على حياة إيليا النبى
للأنبا باكوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح
- تفسير انجيل متى
للقمص تادرس يعقوب ملطى.
0 notes
Quote
فترة ليست بالقصيرة مكثت فيها ابنة الـ18 سنة في منزل أسرتها، بعدما طردها زوجها من عش الزوجية، إلا أن إصرار شقيقها على عودتها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان كتب نهاية حزينة للقصة سجلها محضر الشرطة بجريمة قتل تزامنًا مع أذان الفجر. داخل منزل لأسرة بسيطة نشأت "هند"- اسم مستعار- ارتبطت بشقيقها "عبدالرحمن" عن باقي أفراد المنزل الكائن بإحدى قرى مركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، فكانت تأخذ بمشورته في أمور حياتها حتى بعد تقدم عامل لخطبتها كان أخوها وجهتها الأولى لمعرفة رأيه. لم تتردد أسرة "هند" في قبول العريس رغم أن ابنتهم لم تكمل عامها الـ18 بعد، وقرروا إتمام الزواج بعقد موثق في الشهر العقاري حتى تبلغ سن الرشد. في حفل بهيج بحضور الأهل والجيران عقد جيران "هند" على "محمد جمال"، عامل، وانتقلا للعيش في شقة مكونة من غرفة وصالة بقرية مزغونة، أملا في علاقة زوجية يسودها الحب والتفاهم وسط تحذيرات شقيق "هند" للزوج من مضايقتها أو الاعتداء عليها "إنت متعرفش دي بالنسبة لي.. مش هسكت لك". على مدار عامين، حاولت "هند" التقرب من زوجها ومعرفة طباعه وكسب ثقته إلا أنها اصطدمت بتعاطيه للأقراص المخدرة التي تتسبب في تبدل تصرفاته معها ظنت أن الأحوال ستتبدل للأفضل مع استقبالهما مولودهما الأول، لكن دون جدوى. رويدا رويدا أخذت علاقة الزوجية منعطفًا خطيرًا، بدأ الأمر لا يتوقف عند مرحلة الشجار والتراشق بالألفاظ وتعدى إلى مرحلة الضرب المبرح، وبات حصول الزوجة على وصلة من الضرب المبرح أمر اعتيادي، لتشكو حالها لأسرتها إلا أن تدخل عقلاء العائلتين كان ينتهي بعودة "هند" إلى منزلها. مشهد طرد الزوجة وتركها عش الزوجية تكرر مرات عدة، ما آثار حفيظة أسرتها فجاء قرارهم تلك المرة مغايرا لسابقيه واستقروا على عدم عودتها حتى يحصلوا على ضمانات بعدم تكرار أفعال الزوج الطائشة. مع حلول شهر رمضان أضحى خلاف الزوجين معلومًا لدى الجميع لاسيما رؤية "هند" باستمرار في منزل أسرتها فكان الرد صارما "غضبانة من جوزها.. ومش هترجع إلا لما يعرف قيمتها". قرار الأسرة لم يلقَ قبولا لدى شقيق هند وتوءمها الروحي "عبد الرحمن"، وعقد جلسة معها طالبها بضرورة العودة إلى منزلها وعدم التفريط في حقوقها بسهولة "إزاي تخليه يمشيكي بسهولة.. ارجعي بيتك واقعدي براحتك". مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى العاشرة مساء الجمعة الماضية، أعدت "هند" حقائبها في طريق عودتها إلى منزل الزوجية بدعم قوي من شقيقها دون أن تدري بما يخبأ لها القدر في تلك الليلة. في وقت متأخر من الليل عاد محمد جمال عبدالحي إلى منزله، فوجئ بعودة زوجته فبادر بسؤالها "إنت بتعملي ايه هنا مين اللي سمح لك تدخلي البيت وأنا مش هنا" فوقعت بينهما مشادة كلامية حامية الوطيس استعاد معها الزوج عادته القديمة اعتدى بالضرب على زوجته بقدر من العنف والوحشية ما بين لكمات في الوجه والصدر وركلات بالرجل في سائر أنحاء جسدها. "الحقني يا عبدالرحمن جوزي بهدلني وموتني من الضرب".. مكالمة سريعة لم تمتد لأكثر من دقيقة استنجدت فيها "هند" بشقيقها بعد وصلة ضرب تلقتها من زوجها. دقائق معدودة حضر معها "عبدالرحمن" منزل شقيقته -لقرب المسافة- عاتب زوج شقيقته على فعلته وتطور الأمر إلى مشاجرة، مزق خلالها الزوج "تي شيرت" صهره وطرحه أرضا، وراح ينهال بالضرب على زوجته مرة أخرى. محاولات "عبد الرحمن" للدفاع عن شقيقته لم تتوقف أملا في حمايتها من عنف زوجها حتى وقعت عيناه على سكين أعلى منضدة قريبة فأمسك بها وطعن زوج شقيقته من الخلف ليسقط غارقا في دمائه لتطلق الزوجة صرخات قطعت صمت المنطقة "إلحقوني.. أخويا قتل جوزي". "الصلاة خير من النوم.. الله أكبر الله أكبر" رفع المؤذن صوته معلنا فجر يوم جديد في شهر رمضان، يستعد العقيد علي عبدالكريم مفتش فرقة العياط والبدرشين لمغادرة مكتبه قاصدًا المنزل القريب من المكتب ومن بعدها إلى منزله لأخذ قسط من الراحة لكن السيناريو المعد سلفا تحول سرابا مع سماعه جرس الهاتف "يا فندم.. جريمة قتل والجثة في مستشفى البدرشين". أيقن مفتش الفرقة أن يومه لم ينته بعد وأن قدرا من الإثارة للأحداث الملتهبة في انتظاره، استقل سيارته قاصدا المستشفى المركزي حيث تم إيداع جثة عامل ويدعى محمد جمال عبد الحي 23 سنة، مقيم قرية مزغونة، لفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله؛ إثر إصابته بجرح غائر في الظهر طوله 8 سم. أخرج العقيد عبدالكريم هاتفه موجها الرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث البدرشين بسرعة الانتقال إلى مسرح الجريمة لجمع التحريات والوقوف على ملابسات الواقعة كاملة. في أقل من 60 دقيقة بدت الصورة جلية أمام رئيس المباحث ومعاونه النقيب أحمد فايز، وتبين أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه وشقيق زوجته، انتهت بمقتل الأول، وتمكنت مأمورية من ضبط المتهم في أحد الأكمنة قبل هروبه. "أنا كنت بدافع عن أختي مرة واحدة لقيت السكينة قدامي فضربته.. بس كان لسه فيه الروح" بهذه الكلمات أدلى "عبدالرحمن. ر. ر" 18 سنة، عاطل، بتفاصيل جريمته، مرجعا السبب إلى اعتداء المجني عليه الدائم على شقيقته بالضرب وتعمده إهانتها.
http://www.alhayahalaan.com/2019/06/blog-post_92.html
0 notes
Text
إني مشتاق لرؤيتك يا سيدي يا رسول الله
زاهر بن حارث المحروقي
لا شك أنّ المؤمن الصادق، يتلهف قلبه شوقًا لرؤية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المنام. وتُعتبر تلك الرؤية من المبشِّرات، إذ لا يستطيع الشيطان أن يتمثل به؛ ورؤية الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة وشرف ما بعده من شرف، ورسالة تطمين للمؤمن أنه يسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم. وقد اهتم الصالحون – على مر العصور – بمسألة الرؤية هذه، واعتبرها الكثيرون أسمى أماني المؤمنين الصادقين؛ إذ هي دليل الصدق والقبول، وكذلك الرضا من المولى عز وجلّ؛ وهي دليل السير في طريق الحق، حيث روى البخاري ومسلم عن أبي قَتَادَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، أنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «مَنْ رَآنِى فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ». لذا فإنّ هناك كتبًا كثيرة تناولت مسألة رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك المحفِّزات التي توصل العبد إلى تلك المرتبة التي تؤهله بأن يرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. يقول أحد المشايخ في محاضرة منشورة عبر الكاسيت، كان هناك تلميذ يشتاق كثيرًا إلى رؤية الرسول في المنام، إلا أنه – رغم شوقه – لم يوفق إلى ذلك سبيلا، فذهب إلى أحد الصالحين، وشكا له أمره، فما كان من الشيخ إلا أن يدعو التلميذ للعشاء والمبيت عنده، فقدّم له عشاء مالحًا وحارًا، مع أقداح من الماء، إلا أنه حذّره من شرب الماء مهما حرقه الطعام. وكلما سأل التلميذ الشيخ أن يسقيه الماء، يرفض الشيخ ذلك، ويصر على التلميذ أن يأكل من الأكل المالح والحار. ذهب التلميذ إلى الفِراش وهو يشعُر بالعَطَش الشَّديد، ويُحدِّث نفسه بالشُّرب، ولكنَّه يَخشى أن لا يرى النبيَّ عليْه الصلاة والسلام، وأمضى اللَّيل كلَّه يتقلَّب في الفِراش يُقاوِم شعورَه بالعَطش، حتَّى غلَبه النَّوم، وعند الصَّباح استيقظَ وذهب إلى الشَّيخ، الذي سأله: هل رأيتَ الرَّسول صلَّى الله عليْه وسلَّم البارحة؟ فقال: لا، لم أَرَه. فقال الشيخ: وماذا رأيت؟ قال: رأيتُ نفسي أشرب الماء، وأسبح من أنهار، ورأيت السماء تُمطر، والأرض تنبع ماءً، ورأيتُني أسبح وأشرب من الماء الذي يتدفَّق حولي من كلِّ مكانٍ، وبتُّ طولَ اللَّيل وأنا أحلم بالماء، ولم أر الرَّسولَ صلَّى الله عليْه وسلَّم كما أخبرتني. فقال له الشَّيخ: «لو بتَّ ليلتَك عطشانًا تفكِّر في رؤية رسولِ الله، كما كنتَ عطشانًا تفكِّر في الماءِ، وتعلِّق قلبك برسول الله، كما تعلَّق قلبُك بالماءِ – لكُنْتَ رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. فإذا أردتَ أن تَرى رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم فيجب أن يشغل الرسول كلَّ تفكيرِك وقلبك ونفسك، حتى لا تفكِّر، ولا ترى شيئًا سوى رسولِ الله، عندها يكرمك الله برؤية رسوله صلى الله عليه وسلَّم». من الكتب التي تناولت رؤية الحبيب عليه الصلاة والسلام في المنام كتاب «هل تشتاق لرؤيا الحبيب صلى الله عليه وسلم في المنام»، الذي أعدّه أيمن بن حبيب بن سيف الفارسي، الصادر عن «مكتبة خزائن الآثار»، الذي يقول في مقدمة كتابه: «عزمتُ على أن أخدم النبيّ صلى الله عليه وسلم بشيء أستدرّ به عطف قلبه الشريف، وأستمطر به رحمة ربي الرؤوف سبحانه، وقد صادف هذا شوقًا ملحًا في أعماقي لأن أرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؛ لقد قسا قلبي، وأطفأت المعاصي كثيرًا من جوانبه، فطمعت أن أكرم بإشراق أنوار الطلعة البهية لمحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلبي، فجئت أطرق باب كرم الله تعالى وعفوه، بخدمة رسوله الكريم، وأتمرغ على الأعتاب موقنًا بأنّ جاه رسول الله عليه الصلاة والسلام واسع عريض عند الله الرحيم». وقد حرص على جمع آثار علمائنا، المتعلقة بالمرائي النبوية الشريفة، وإثبات أخبارهم ومرائيهم وحدهم دون غيرهم، «وتعمدتُ التركيز على أخبار أهل عُمان؛ ليعلم المطلع أنّ هذا المنهج في الاشتغال بالمرائي النبوية للنبيّ صلى الله عليه وسلم، ليس بدعًا من القول، وليستيقن المرتاب أنّ حبال القوم موصولة بحبال رسول الله، وأنّ آثارهم تواطئ آثار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم». يشتمل الكتاب على مقدمة وستة عشر فصلا قصيرًا، إذ يبلغ عدد صفحاته 123 صفحة. ويقول الكاتب في فصل «حقيقة رؤيا النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام»، «إنّ رؤيا النبيّ عليه الصلاة والسلام على صورته الشريفة المعروفة التي خلقه الله عليها، هي من قسم الرؤيا الصالحة أو الصادقة، لأنّ خياله الشريف معصوم في حياته وبعد مماته كما عُصمت ذاته الشريفة، فلا يستطيع الشيطان التمثل به، وهذا من خصائصه الشريفة. وقد وقعت رؤياه في المنام لخلق كثير من أمّة محمد عليه الصلاة والسلام من المتقدمين والمتأخرين», ويخصص فصلا كاملا في الكتاب لهذه المرائي، تحت عنوان «نماذج من مرائي أهل عُمان في النبي صلى الله عليه وسلم»، كما أنه يقدّم في فصل «فوائد ومجرّبات لحصول رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام»، بعض الكيفيات التي تساعد المرء على رؤيته عليه الصلاة والسلام. ويقول أيمن بن حبيب الفارسي عن تلك الكيفيات إنها وإن لم تثبت بعض ألفاظها أو طريقتها عن رسول الله، لكن لا يُستنكر ذلك؛ فإنّ الله تعالى قد يُلهم بعض عباده المخلصين ما يتقرّبون به إليه، ممّا لم يؤثر عن المتقدمين قبلهم، «وهو ممّا جُرِّب فصحّ عند مجرِّبه. وعلى كلِّ حال، فإنّ كلَّ ما فيها لا يخرج عن كونه ذِكرًا ودعاء لله تعالى أو تنفلا بقرآن أو صلاة». وغير تلك المجرّبات التي ذكرها أيمن الفارسي في كتابه هذا، فإنّ النقاط التي ركّز عليها لمن أراد أن تتحقق له رؤية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هي عليْه أوَّلًا أن يزكِّي ويطهِّر نفسه من جَميع العيوب، ثم عليه التركيز في الدعاء والإلحاح عليه؛ فالإلحاحُ من أعظم ما يُستدر به كرمُ الله تعالى، ثم التعلق القلبي بالرسول الكريم بأن يقرأ سيرتَه، ويكْثِر من ذِكْره والصَّلاةِ عليه، ويشغل وقتَه كلَّه في ذِكْرِه والصَّلاة عليه؛ فكثرةُ الاطلاع على جوانب حياته وشخصيته وسيرته الشريفة، توقع الإنسان راغمًا في احترامه ومحبته – مهما بلغت قسوة القلب -، وتقوده راغبًا إلى تمنِّي صُحبته ومرافقته. وعلى الراغب في الرؤيا أن يُجاهد نفسَه في الصلاة عليه كلَّ يومٍ، بأيِّ صيغةٍ كانتْ في أيِّ وقْت، ويُكثر من الصَّلاة عليه، عليْه الصَّلاة والسلام يوم الجمُعة؛ إلا أنّ أيمن يركِّز على أنّ مجرد الصلاة باللسان دون صدق الاتباع العملي لن يفيد؛ إذ لكلِّ زعْمٍ لا بد له من برهان؛ فالتعلقُ القلبيّ بجنابه الشريف أصلٌ من أصول الإيمان، فحُبُّه عليه الصلاة والسلام له شقان: الأول ميلٌ وتعلقٌ بالقلب، والثاني هو تصديقُ العمل بما وقر في القلب من التعلق به، وإلا كانت كلُّ دعاوى الحب فارغة إذا تجرّدت من العمل. وعودًا إلى البدء نقول: لماذا الإلحاح على طلب رؤيا النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام؟. يجيب على السؤال أيمن بن حبيب بن يوسف الفارسي قائلا: «إنّ الجواب على هذا السؤال المهيِّج للشوق، الملحّ في قلوب المحبين، لا يحتمله بيانٌ بلسان، وإنما تخطّه حباتُ القلوب المنفطرة، وتسطره حُرقُ الدموع المنحدرة، وتفسح عنه زفراتُ الصدور الملتهبة، شوقًا وتوقًا لرؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ فإنّ أفئدة هؤلاء المحبين لا تحتمل انتظار رؤيته على ضفاف الحوض يوم القيامة؛ إذ كاد الشوق يحرق أكبادهم، فطلبوا من الله الرحمة والتخفيف عنهم، بتعجيل رؤيته في الدنيا. هؤلاء هم الموصوفون في كلام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، حين قال: «من أشدِّ أمتي لي حبًا، ناسٌ يكونون بعدي؛ يودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله». نسأل الله أن يجعلنا منهم ويرزقنا الشوق إلى رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا قبل الآخرة، ويجعلنا ممن يكثرون قرع الباب عسى أن ننال ذلك الشرف – رغم تقصيرنا -، فقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «من يُكثر قرع الباب يوشك أن يُفتح له، ومن يُكثر ��لدعاء يوشك أن يُستجاب له»، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم «من صلى عليّ في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب»، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، صلاةً لم تصلّها قبل هذه اللحظة، وبلّغه أجرها وثوابها وأسرارها، وبلّغه منا السلام وردّ إلينا منه السلام.
source http://altakweenmag.com/354-3/
0 notes
Text
131/105
*منقووووووول*
السيرة النبوية العطرة *((١٣١))*🌴🌴
*(( خروج المسلمين لبدر ))*🌴🌴
____________
غزوة بدر الكبرى ، تسمى {{ أم المعارك }}
وتسمى {{ يوم الفرقان }} كما سماها الله في القرآن الكريم لأنها فرقت بين الحق والباطل
وهو يوم نصر الله فيه القلة على الكثرة ، فقلبت الموازين البشرية
لأن القاعدة البشرية تقول {{ الكثرة تغلب الشجاعة}}
ولكن صدق الإيمان غلب الكثرة ، وجعل الكفار يولون الأدبار يوم بدر
__________
قرر النبي ﷺ أن يترقب قافلة قريش عند عودتها من الشام الى مكة
لأن المعلومات التي وصلته أنها قافلة ضخمة ، واستيلاء المسلمين عليها يعتبر ضربة اقتصادية قوية لقريش، حيث تقدر قيمة هذه التجارة {{ بخمسين ألف دينار ذهبية }}
كما علم أن الحراسة التي على تلك القافلة كانت ضعيفة ولا تتناسب مع ضخامتها ، وأنها لا تزيد عن سبعين رجل ، وأنها بقيادة سيد قريش {{ أبو سفيان }} ومعه أيضاً {{ عمرو بن العاص }}
وكانت القافلة عند عودتها قد خرجت من الأردن ووصلت بلاد الحجاز
______________
وقف النبي ﷺ بين اصحابه
وقال لهم : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا اليها، لعل الله أن يغنمكموها
[[العير : الإبل التي تحمل التجارة ]]
وقال ﷺ : من كان ظهره حاضرا فليركب معنا
[[الظهر : الدابة، أي الناقة أو الحصان، فمن كانت ناقته أو حصانه جاهزا فليأت معنا ]]
فجعل بعض الصحابة ، يستأذنون النبي ﷺ بأن يأتوا بدوابهم من خارج المدينة، فلم يأذن لهم النبي ﷺ
[[ لأن النبي ﷺ كان متعجلا، ويخشى أن تفوته هذه القافلة عند رجوعها من الشام ، فعرف الناس أن الرسول ﷺ لا يريد قتال]]
وكان ممن لم يخرج مع النبي ﷺ {{عثمان بن عفان}} ـ رضي الله عنه ـ
لأن زوجته السيدة {{رقية }} رضي الله عنه بنت النبي ﷺ كانت مريضة مرضا شديدا، فظل معها حتى يرعاها في مرضها.
_____________
خرج الرسول ﷺ من المدينة يوم السبت في الثاني عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة
وخرج معه من المهاجرين والأنصار {{ ٣١٣ رجلاً }}
ولم يكن معهم من الخيل إلا اثنين
أحدهما للزبير بن العوام ابن عمة النبي ﷺ ، والثاني للمقداد بن الأسود
ولم يكن معهم إلا {{ ٧٠ جملاً }}
فكان كل ثلاثة أو أربعة مشتركين في جمل
حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان معه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة
[[يعني أن رسول الله ﷺ ركب ثلث الطريق ومشى ثلثيها ]]
وكان إذا جاء دور النبي ﷺ بالمشي
قال له صاحبيه ـ رضي الله عنهما ـ : اركب يا رسول الله ، ونحن نمشي بدلاً عنك
فيقول ﷺ: ما أنتما بأقوى مني على المشي ، وما أنا أغنى منكما عن الأجر ، أركب إذا جاءت نوبتي وأمشي إذا جاءت نوبتي.
وهكذا كان أبو بكر الصديق ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنهم ـ يشتركون في بعير ��احد
والمسافة لبدر تقريبا {{ ١٥٠ كم }} يعني أن النبي ﷺ وكل صحابي مشي بحدود {{ ١٠٠ كم }} على قدميه فوق رمال الصحراء الملتهبة
___________
فلما خرج صلى الله عليه وسلم ، والهدف عنده وعند أصحابه عير قريش ليس إلا
[[ يعني لم يفكروا بالقتال على الإطلاق ]]
حتى وصلوا الى مكان على طرف المدينة ، يدعى {{ بيوت السقيا }}
وهي آبار عذبة على بعد حوالي {{ كيلو ونصف من المدينة }}
فوقف النبي ﷺ هناك يستعرض اصحابه
[[ من الصحابة الذين خرجوا معه ؟ وكم عددهم ؟ حتى ينظمهم ]]
وقف ﷺ هناك ونظر إلى أصحابه فوجد فيهم غلمان [[ شباب صغار بالعمر بين ١٤ ـ ١٥ سنة ]]
كعبدالله بن عمر، و زيد بن ثابت ، وغيرهم من أبناء المهاجرين و الأنصار
فأوقفهم وأرجعهم، وكان من بين هؤلاء الشباب ، شاب اسمه {{ عمير بن ابي وقاص عمره ١٦ سنة }} شقيق سعد بن ابي وقاص
يقول سعد عن أخيه : فكان يتوارى [[ يخفي نفسه ]]
فقلت: مالك يا أخي ؟
قال: اني أخاف أن يراني رسول الله ﷺ ويستصغرني فيردني،
واني أحب الخروج، لعل الله أن يرزقني الشهادة [[ وقد نالها كما تمنى ، فاستشهد في بدر رضي الله عنه ]]
يقول سعد : فرأى النبي صلى الله عليه وسلم اخي عمير
فقال له النبي ﷺ : أرجع يا عمير
فأخذ يبكي بكاءً شديداً ، وارتفع صوته بالبكاء
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحالة سمح له بالخروج، ولأنه وجد فيه جدية ورجولة مبكرة
____________
فأرجع صلى الله عليه وسلم الصبية الصغار
واستخلف على المدينة في الصلاة بالمسلمين {{ عبدالله بن أم مكتوم }} ـ رضي الله عنه ـ
وجعل على المدينة من يدير شؤون أهلها الصحابي الجليل {{ أبو لبابة رضي الله عنه }}
_____________
وقف النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض اصحابه ـ رضي الله عنهم ـ
ثم قسمهم فرقتين :
ميمنة وعلى رأسها {{الزبير بن العوام }} ـ رضي الله عنه ـ
وميسرة وجعل على رأسها {{المقداد بن عمرو }}ـ رضي الله عنه ـ
وجعل لهما لواءين ، وكان لونهما أسود
واحد للمهاجرين حمله {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه
والآخر للأنصار حمله {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه
___________
ثم قال صلى الله عليه وسلم ، لرجل من أصحابه :
قف واحذر أصحابنا ، حتى إذا غاب أحدهم تفقدناه ، أو تخلف أحدهم تفقدناه
فوقف وعدهم ، وقال : يا رسول الله عددهم ثلاثة عشرة وثلاث مائة رجل
[[ كانت العرب تقدم العدد الصغير على الكبير ]]
فكبر النبي ﷺ وقال : الله أكبر ، عدة أصحاب طالوت ، لن يهزموا ابدا
____________
من هم أصحاب طالوت ؟؟
ذكر الله قصتهم في القرآن الكريم
وجاء في الحديث : أن طالوت خرج بسبعين ألف من بني إسرائيل ليقاتلوا عدو الله {{جالوت }}ومن معه
وقد اخبرهم طالوت بأن الله مبتليهم بنهر كما جاء في قول الله تعالى :
{{ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ }} ۚ
[[ يعني أنكم سوف تلاقون في طريقكم نهر ، فلا يشرب منه الجيش الذي معك، والذي يشرب منه لا يعتبر من الجيش]]
غرفة بيده [[ يعني يبل ريقه بقليل من الماء ]]
فأنظروا ماذا فعل بني اسرائيل ؟؟
شربوا منه جميعا إلا القليل منهم.
عددهم {{ ٧٠ الف }} كلهم شربوا ، إلا القليل، وكان عدد الذين اطاعوا أمر الله لنبيه : {{ ٣١٣ }} فقط
هذا العدد هو الذي ثبت ، وهو الذي قاتل، وهو الذي انتصر بإذن الله
__________
ثم مضى النبي ﷺ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بالركب على بركة الله
ونظر الرسول ﷺ إلى المدينة ، وبسط كفيه ودعا لها ،وفي ذلك الموقف جعلها {{ حرم }}
قال {{ اللهم إن نبيك إبراهيم قد دعا لمكة وحرمها ، وإني محرم المدينة ، اللهم كما باركت لأهل مكة فبارك لأهل المدينة ضعفي ما باركت لأهل مكة }}
ثم دعا لأصحابه و مضى على بركة الله
ومازال يمشي ويترقب الأخبار حتى وصل إلى الروحاء
[[وهو مكان لبئر ماء يبعد عن المدينة المنورة{{ ٦٠ كم }} ، مكان كله بساتين ، وفيه موقع ماء ،
فلما وصل النبي ﷺ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ إلى الروحاء، وهو يترقب الأخبار
علم أن أبا سفيان قد علم بخروجه ، وأخذ يستنفر قريش لنجدته
يا ترى من أخبر أبا سفيان ؟؟
من غيرهم {{ المغضوب عليهم ، يهود }}
لما أراد النبي ﷺ الخروج لاعتراض قافلة أبي سفيان، أسرع اليهود وارسلوا واحداً منهم ليخبر أبا سفيان
(مع انه كان بينهم وبين الرسول ﷺ عهود ومواثيق)
{{ لكن عهود ويهود .. ضدان لا يجتمعان أبداً ، ابداً ، ابداً ، منذ ان خلقهم الله الى ان تقوم الساعة }}
فلما وصل الخبر إلى ابي سفيان، أرسل رجلاً على الفور، يستنجد بقريش ، يدعى {{ضمضم بن عمرو الغفاري }}
فأرسله إلى مكة ليستنفر قريشاً للدفاع عن أموالهم، وليخبرهم بأن النبي ﷺ قد يهاجم القافلة،
فانطلق ضمضم مسرعاً إلى مكة.
_____ #الأنوار المحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم ______
2 notes
·
View notes
Photo
مقتطفات من مذكرات والدي المخطوطة-١٢ هناك أحداث ووقائع كان لها الأثر الكبير في مسيرة حياتي وانعكست على تصوري وتقديري للأمور يمكنني تلخيصها بالاتي: أولا- إنطباعي عن والدي كونه قوي البنية. عريض الكتفين. مشرق الوجه. لا يهرب من المشاق ولا يتراجع أمام الصعاب. ولا اعلم لماذا خرج عن تقليد العائلة فلم يمارس صنعة "الغسم" او البصم التي انتقلت إليه من والده وجده الذين تركوا له أسرار الصنعة وأدواتها وكل ما يقتضي لممارستها. وفضل عليها حرفة البناء التي كانت وما تزال من اصعب وأشق الحرف حتى بلغ درجة "مغوج" او مساعد بناء. الأرجح أنه فعل ذلك بسبب كساد صنعة إلغسم والتوقف عن تصدير المصنوعات النسيجية المصلاوية خلال فترة الحرب العالمية الأولى وما قبلها بسبب تصرفات الترك الاتحاديين الهوجاء. وفي "السفر بلك" او النفير العام ألقت السلطات التركية القبض على والدي وزجت به في موقف خان الجمرك الكائن في سوق بيع الشربات والبغنيات ليس لكونه في السن التي تخضعه للجندية بل كبدل عن ابنه الثاني شقيقي افرام الذي كان قد توارى عن الأنظار واصبح "فرارا" او هاربا من الجندية. وفي مثل هذه الحالة فإن شريعة الدولة التركية تقضي بأن يسلم الوالد ابنه او يدل على مكان وجوده. فإذا لم يفعل هذا أو ذاك يصبح مجرما متسترا وعليه اداء الخدمة العسكرية عوضا عن ولده حتى إذا كان عمره تجاوز السن القانونية واصبح مشمولا بالإعفاء. وزيادة بالتنكيل الحق والدي بطابور "ابو شخاطة" الذي أعد للتوجه الى جبهة "جنه قلعة" حيث منيت القوات التركية بخسائر فادحة وهزائم متلاحقة تقرر على إثرها استبدال الجنود الترك هناك بالمجندين العرب او غير الاتراك تطبيقا لسياسة الاتحاديين العنصرية المتمثلة بإرسال غير الترك وخاصة العرب الى جبهات القتال الملتهبة والبعيدة عن ديارهم واالاحتفاظ بالقوات التركية في جبهات أقل خطرا وفي مناطق لا يثقون بسكانها كسوريا والعراق وفلسطين. كما طبق ذلك جمال السفاح بعنف وصرامة. وقد اشتهرت جبهة "جنه قلعة" الكائنة على مدخل مضيق البوسفور بأنها درب الصد وما غد. او روحة بلا رجعة. لان من يساق الى هناك تقرأ على روحه الفاتحة سلفا. لانه اذا لم يمت في ساحة القتال مات من الجوع والعطش، او على يد الحراس الترك. والظاهر أن والدي وقد تذكر هذا الفصل من الماساة قرر عدم إكمال المسيرة وخرج من الطابور ليلا عند حدود الأناضول وهرب عائدا الى بلده وأهله. ولكي لا يقع بايدي الترك ثانية فيطلقون عليه الرصاص بدون سؤال او جواب لجا الى الغابات والكهوف نهارا ومعاودة السير ليلا مستعينا ببوصلة النجوم. الى ان فوجئنا بوصوله في إحدى الليالي متحاملا على عصاه. وعلى كتفه خرج فارغ إلا من بعض فتات الخبز وبقايا الحشائش البرية. وما ان افاق على أنه في بيته وبين أفراد عائلته حتى هوى بجسمه خائرا معقود اللسان متورم الرجلين وعلى محياه ابتسامة الخلاص واشراقة الايمان والانتصار. وقبل أن يسترد عافيته توفى عن عمر لم يبلغ الخمسين. ودفن في الموقع المعروف "بدير ابراني" او "دير مار كبرييل" او الدير الأعلى المجاور لموقع "باش طابيا". وذلك لعدم سماح الدولة التركية حينذاك بدفن موتى النصارى في كنائسهم او الصلاة عليهم أو تخصيص أماكن معينة لدفنهم. وما ذلك إلا نموذجا واحدا من الممارسات اللا إنسانية التي كانت تتبعها تلك الدولة بحق العرب. العرب الذين أدركوا أخيرا بأن لا مصلحة لهم بتلك الحروب الا اذا أرادوا ان يدافعوا عن مستعمريهم غلاظ القلوب. وقد ثبت ان 80 بالمئة من العراقيين الذين سيقوا للحرب دفاعا عن كيان الامبر��طورية التركية في جبهة الدردنيل والبوسفور لم يعودوا الى أهلهم. كما لم يعد غير عدد قليل من العشرة آلاف عراقي الذين حاربوا في الجبهة الروسية. ولعل من المفيد أن ادون نص إحدى الرخص التي كانت تعطى للسماح بدفن موتى النصارى مستنسخة من وثيقة رسمية صدرت في ديار بكر سنة ١٧٩٠ كشاهد على السلوك العنصري الذي اعتمده الترك ضد رعاياهم من غير الترك: الى مطران كفرة السريان. أيها المكروه بالمنظر والمعتقد. ان يعقوب الكافر من طائفتكم المكروهة الرجسة. حيث ان الملعون قد فطس وهلك. فلأجل إدخال جثته في التراب قد صار الاسترحام من طرف مختار المحله اجراء وآخذ الرخصنامة. وانه وأن تكون الأرض لا تقبل جثته النجسة إنما لا يكون شيئا لفساد الهواء قد اعطيت الرخصة بعنوان الشرع الشريف ان تدفن ضمن مزبلتكم المخصوصة بموجب مذهبكم الباطل. الى زمرة جهنم وبئس المصير. اقتضي إعطاء هذه الرخصة نامه كي لا يصير مانع من احد في ٦ جمادي الاول سنة ١٢٠٥. ومثل هذه الأجازة وما تضمنته من الفاظ ونعوت لا يمكن بتقديري ان تصدر عن حاكم مسلم عربي أصيل. وما صدورها عن الترك حينذاك الا بسبب كراهيتهم للعرب ومحاولتهم اثارة العداء بين العروبة والإسلام وإبراز النزعة القومية الطورانية. (راجع مقال الدكتور محمد عمارة في مجلة كل العرب العدد المؤرخ في ١٩٨٤/١١/١٥). وثمة حادثة أخرى رواها أهلي عن والدي أسجلها كما سمعتها منهم وكما علقت في ذهني لعلها تساعد على إعطاء صورة اوضح عن الحياة في تلك الحقبة. تطوع والدي مع غيره من الحرفيين في الحي لإعادة تشييد الأقسام المتهدمة من "دير مار ميخائيل" المطل على حاوي الكنيسة. ولبعد الدير عن المدينة وهطول الأمطار اضطر والدي والمتطوعون الآخرون للبقاء في الدير طيلة ايام العمل. وكانت المهمة المنوطة بأبي نقل الماء من النهر والصعود به الى الدير المشيد على قمة التل. لذلك احتاج لحجر كبير مناسب يقف عليه عند اغتراف الماء حذرا من الانزلاق والسقوط. فلم يجد والحالة هذه طريقة غير دحرجة احدى الأحجار الكائنة في فناء الدير وتثبيتها عند حافة النهر. وبعد الانتهاء من العمل وفيما كان أبي مستغرقا بالنوم سمع صوتا يناديه: ميخا ميخا هل نسيت الحجر. لماذا لم تعده الى مكانه. انه مازال هناك على حافة النهر. غير ان أبي لم يكترث لذلك الصوت وظنه حلما كسائر الأحلام التي تتراءى للمتعب في نومه. وفي الليلة التالية سمع ذلك الصوت يناديه: يا ميخائيل. ان النهر على وشك الفيضان وسيغرق الحجر ويضيع إذا لم تسرع لإعادته الى مكانه. انه قد أعد كحوض لشرب الطيور والحيوانات العطشانه. واذ وجد أبي ان القضية جد. وليست مجرد حلم عابر إجاب بقوله: ولكن الحجر ثقيل وإذا كنت قد تمكنت من دحرجته من فوق الى تحت فليس بامكاني حمله والصعود به من تحت الي فوق. الصوت- قم وانزل إلى النهر فستجد طريقك ممهدا وحملك خفيفا، فنهض والدي وأعاد الحجر الي مكانه بدون أي مشقة.
0 notes
Text
*منقوووووول*
#إنه_الحبيب *« ٥٧ »*🌴🌴
السيرة النبوية العطرة *(( تعذيب آل ياسر ، كاملة )) .*🌴🌴.
_________________________________
بدأت قريش بتنفيذ ما اتفقوا عليه في دار الندوة .. كل قبيلة تعذب من كان تحت يدها ممن أسلم ودخل في دين محمد ..
آل ياسر كانوا ممن سبق ودخلوا الإسلام
{{ الأب }} ... ياسر بن عامر رضي الله عنه ..
{{ الأم }} ... سمية بنت خياط رضي الله عنها ..
{{ الإبن }} .. عمار بن ياسر رضي الله عنه ..
هذه أول أسرة أسلمت بالكامل ، وأول عائلة جهرت بالاسلام ..
وكانوا هم سابع من جهر بالإسلام في الدنيا ..
وهم في المرتبة الثلاتين من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام ..
____________________________________
{{ سمية رضي الله عنها }} ..
أول من قتل في سبيل الله هي وزوجها ياسر ،
كان عمرهم قد تجاوز الستين .. وكانت رضي الله عنها {{ أول امرأة تسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها و أرضاها }} ..
_______________________________
إبنهم عمار بن ياسر كان يذهب لدار الأرقم ، ويتعلم من الرسول أخلاق هذا الدين ..
فكان نصيب آل ياسر التعذيب على يد فرعون هذه الأمة عمرو بن هشام ، الملقب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ((بأبي جهل)) ..
الكثير من المسلمين يعتقدون ان
أبو جهل عم النبي ، وهذا خطأ .. أبو لهب هو عم النبي ..
أما أبو جهل فهو من بني أمية ، والنبي عليه الصلاة والسلام من بني هاشم .. أبوجهل كان يُعرف في قريش بأبي الحكم ، لأنهم كانوا يعتبرونه صاحب الرأي السديد .. ولما تبين جهله ، سماه النبي صلى الله عليه وسلم
(( أبا جهل)) .. أما إسمه الحقيقي فهو {{ عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومى }} .. فكان نصيب آل ياسر [[ أول بيت من شهداء المسلمين ]] من العذاب على يد هذا الطاغية أبو جهل ، أن أذاقهم صنوف وألوان من العذاب للرجل والزوجة والإبن ..
__________________________________
كان أبو جهل ، إذا سمع برجل قد أسلم يجن جنونه .. فإذا كان هذا الرجل له شرف ومنعة ، أنبّهُ وخزاه فقط لأنه لا يقدر عليه بأكثر من ذلك
[[ يعني إذا كان هذا الرجل له مكانة في قريش ، يلومه أبو جهل ويسمعه الكلام الذي يخزيه ، مثل : أنت إنسان ناقص ، تركت دين أبيك الذي هو خير منك ، لا قيمة لك بيننا ]] .. وإذا كان تاجرا يتوعده بمقاطعة مكة لبضاعته .. أما إن كان هذا الرجل ضعيفا لا عشيرة له ، فكان يضربه ويتسلط عليه بأنكى أنواع العذاب ..
____________________________________
آل ياسر كانوا من الفئة الضعيفة ، لا حول لهم من الخلق ولا ناصر .. فتسلط عليهم الفجرة بأنكى أنواع العذاب ، لم يرحموا شيبة الشيخ وضعف المرأة ..
كان أبو جهل يلبسهم الدروع من الحديد ، ثم يأمر عبيده أن يضعوهم تحت أشعة الشمس الملتهبة ، فتجف حلوقهم وتتيبس عروقهم ، وتتشقق جلودهم ، حتى تسيل منها الدماء ..
ثم يأتى في اليوم التالي ، فيعيد معهم الكرة مرة أخرى ..
_________________________________________
يقال {{ لم يشهد التاريخ امرأة عذبت كما عذبت سمية من أبي جهل ، كان يضربها ضربا مبرحا و يأذيها أشد الأذى ، ولا يقيم وزنا لكونها امرأة عجوز ضعيفة }} ..
________________________________________
بعض رواة السيرة ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يكن يسعى إلى الذين يعذبون ، والسبب حتى لا يواجه بنفسه بأس قريش وبطشها .. لأن الوضع كان أكثر من أن يتخيله أحد ، ولا يحتمل أي مواجهة .. ولأن الرسول كان يعلم جيدا أنه إذا حاول التدخل ، فإن المشركين سيزيد حقدهم وحنقهم ، وسيزيدون في تعذيب هؤلاء الضعفاء ، وأنه لن يستطيع حمايتهم والزود عنهم ..
فكان صلى الله عليه وسلم يدعو الله لهم بالثبات ..
لذلك فقد اختلف رواة السيرة حول واقعة مرور الرسول عليه الصلاة والسلام على آل ياسر أثناء تعذيبهم حتى يشد من أزرهم ويشجعهم على الثبات .. فالبعض ذكر أنه كان يتردد على آل ياسر باستمرار ويقول لهم {{ صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة }} .. والبعض الآخر ذكر أن هذا لم يحدث ، وأن النبى لم يكن يتردد عليهم ، والذى حدث أن الرسول عندما جاء اليوم الذي أوحى الله إليه ، بأن آل ياسر سيكونوا من الشهداء في نفس هذا اليوم وقد اشتد بهم العذاب ..
سعى صلى الله عليه وسلم على قدميه فى هذا اليوم فقط ، حتى جاء ساحة التعذيب
ووقف أمام ياسر وزوجته وهما يعذبان
وقال : {{صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة }} [[ أى ذهب الكثير ولم يبقى إلا القليل .. إصبروا فإن موعدكم الجنة ]] ..
جاءهم في اليوم الذي سيستشهدوا فيه قبل ساعات ، جاءهم في وقت الظهر ، وسمع خبر وفاة ياسر وزوجته رضي الله عنهما عصر نفس اليوم ..
جاء فقط يبشرهم ، وأعطاهم موعدا للقائه مرة ثانية في الجنة ..
__________________________________
في ذلك اليوم ، حضر إليهم أبو جهل وهو لا يعلم أن النبي قد جاءهم ، جاء وقد يئس ومل من تعذيبهم يريد أن ينتهي .. إما أن يرضوه بكلمة فيطلق سراحهما [[ لأن أبو جهل كان يُعذب غيرهم الكثير ، ويشرف على تعذيبهم ]] .. جاءهم وقد قرر .. إما أن يرضوه ، أو يقتلهم حتى يتفرغ لغيرهم ..
جاء ومعه تمثال من الآلهة يحمله في يده [[ صنم صغير ]] وقال : يا ياسر قل بعزة اللات [[ يعني بعزة آلهته أى الصنم الذي يحمله بيده ]] .. قل بعزة اللات أطلق سراحك .. [[ فقط هذه الكلمة ، لا أطلب منك شيء آخر ]] ..
وكان ياسر مربوطا إلى جذع نخلة ، فأدار وجهه
وقال : لا إله إلا الله ..
ثم جاءه أبو جهل من الجهة الأخرى قائلا : لا تريد أن تقول بعزة اللات ، إذاً قل هُبل [[ فقط إنطق كلمة هُبل ]] ..
فأدار ياسر وجهه إلى الجهة الأخرى مرة ثانية
وقال : لا إله إلا الله ..
فقال له أبو جهل : إذا كنت لا تريد أن تقول هذا ، قل يا ياسر كلمة واحدة تنال بها من شرف محمد [[ يعني سبه وخلاص ]] ..
فأدار ياسر وجهه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ..
فلما يئس أبو جهل من ياسر ، وضع الصنم من يده .. وأخذ حبل من ليف ووضعه على عنق ياسر وأخذ يجدله [[ يعني يلف الحبل عدة لفات حول عنقه ، و يخنقه ]] ..
ويقول : يا ياسر نل من محمد [[ سبه ]] نل من محمد وأطلق سراحك ، وإلا أخرجت روحك
والرجل ما زال يردد {{ لا إله إلا الله محمد رسول الله }} ..
إلى أن شد الحبل على عنقه بقوة ، ففاضت روحه مع قوله محمد رسول الله }}} ..
هل استطاع أبو جهل بالتعذيب أن ينال من إيمان ياسر؟ .. كلا ، لم يستطع أن يحرك شعرة من إيمانه رضي الله عنه وأرضاه .. فهنيئا لك يا ياسر ، موعدك مع الرسول {{ في الجنة }} ..
___________________________________________
إشتد غضب أبو جهل أكثر وأكثر ، لما عجز عن أن يثني عبد مملوك عنده عن دين جديد ولو دفع روحه ثمنا لتمسكه بدينه..
ترك أبو جهل ياسر بعدما قتله وذهب إلى زوجته سمية .. أمرها أن تكفر بدين محمد ، فلم تستجب له ، طلب منها أن تنال من النبي كما فعل مع زوجها ، فلم تستجب {{ إمرأة عجوز ضعيفة ومع كل هذا العذاب ، تظل صابرة محتسبة عند الله ]] ..
فوضع أبو جهل صنمه الصغير في فم أم عمار واخذ يدلك فمها بالصنم الصغير من شدة غيظه ، ويقول : قولي هبل .. سبي محمد أطلق سراحك .. فجمعت ريقها حتى إمتلأ فمها وأرسلته بصقة كأنها قذيفة في وجه أبو جهل ، وصرخت عليه بأعلى صوتها :
يا عدو الله .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. فاشتعل أبو جهل من شدة الغضب ، وأمر عبيده أن يربطوا إحدى ساقيها ببعير ، والساق الأخرى ببعير آخر ، فربطوهما .. ثم جعل البعير يتحرك فى اتجاه ، والآخر فى الاتجاه المعاكس .. [[ عملية فسخ ]] .. ثم أخذ حربته وطعنها في مكان عفتها ، وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. فاضت روحها وموعدها بإذن الله سمية امرأة ياسر ، مع الرسول في الجنة ..
والجدير بالذكر أن بعض الرواة للسيرة ذكروا رواية أخرى ، وهى أن سمية استشهدت أولا على يد أبو جهل طبقا لنفس الرواية التى جاء ذكرها من قبل .. وبعدها بأيام قليلة استشهد زوجها ياسر بعد صبره الكبير على العذاب ، وبعد قتل زوجته أمام عينيه ، وكان استشهاده أيضا على يد أبو جهل طبقا لنفس الرواية التى جاء ذكرها من قبل ...
وبعد إستشهاد ياسر وزوجته سمية ، بقى بعدهما إبنهما عمار بن ياسر .. وكان ألم الفراق شديد عليه لأن أبويه قتلا بطريقة بشعة أمام عينيه ، على يد أبو جهل الذى كان يعذبه أيضا عذابا شديدا .. وظل عمار ثابتا إلى أن خارت قواه ولم يعد يقوى على الإحتمال ، فاضطر لإخفاء إيمانه وإظهار الكفر أمام المشركين حتى يخلوا سبيله .. وركض إلى الرسول وهو يبكى ، فسأله صلى الله عليه وسلم ما وراءك ، فقال شرّ .. ما تُرِكت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير {{ أى رفضوا أن يتركوه حتى سب الرسول ومدح آلهتهم }} .. فقال له النبى : كيف تجد قلبك؟ .. فأجاب : مطمئنا بالإيمان .. فقال النبى : فإن عادوا لك فعد لهم ... ونزل فيه قوله عز وجل من سورة النحل : " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم " صدق الله العظيم .... وفى هذا تبرئة له من الله ومن رسوله أيضا .. وكان الرسول يحب عمار بن ياسر حبا شديدا ، لدرجة أنه دائما كان يقول له : تعال يا عمار واجلس معى .. فيقول عمار : لما يا رسول الله ، فيقول له الرسول : أحب أن أدعو لأبويك ..
وإذا تقدمنا فى السيرة فقط لغرض معرفة مصير أبو جهل بعدما فعله مع المستضعفين من المسلمين ، بأن نكل بهم وأذاقهم أبشع أنواع العذاب ، ومنهم آل ياسر .. نجد أنه بعد أربعة عشرة سنة من هذه الأحداث جاءت غزوة بدر ، وجاء للرسول صلى الله عليه وسلم خبر يقول أن أبا جهل قد قتل ... فأول ما فعله قال : "الله أكبر ، أين عمار" .. وجاء عمار فقال له الحبيب المصطفى : "أبشر يا عمار ثأر الله لأبيك وأمك" ..
والآن دعونا نذكر المشهد الأخير فى قصة عمار بن ياسر رضى الله عنه : حدث ذلك أثناء ولاية على ابن أبى طالب رابع الخلفاء الراشدين ، حيث إشتد الخلاف بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان ، وقامت الحرب بينهما وقاتل عمار بن ياسر مع جيش على بن أبى طالب ضد جيش معاوية ، فى معركة صفين فى شهر صفر سنة ٣٧ هجرية .. فقُتل عمار بن ياسر فى هذه المعركة .. وهكذا يكون رضى الله عنه الشهيد الذى يكمل عقد هذه العائلة العظيمة التى بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بلقائه فى الجنة ،،،،
يتبع تعذيب بلال ...
______________ الأنوار المحمدية _______________
____________ صلى الله عليه وسلم ________________
تابع ليصلك كل جديد
0 notes
Photo
🌸🍃 #رجال_حول_الرسول 🌸🍃 #عمّار_بن_ياسر #رجل_من_الجنة..!! 🍃 لو كان هناك أناس يولدون في الجنة، ثم يشيبون في رحابها ويكبرون.. ثم يجاء بهم الى الرض ليوكون زينة لها، ونورا، لكان عمّار، وأمه سميّة، وأبوه ياسر من هؤلاء..!! ولكن لماذا نقول: لو.. لماذا مفترض هذا الاتراض، وقد كان آل ياسر فعلا من أهل الجنة..؟؟ وما كان الرسول عليه الصلاة والسلام مواسيا لهم فحسب حين قال: " صبرا آل ياسر ان موعدكم الجنة".. بل كان يقرر حقيقة يعرفها ويؤكد واقعا يبصره ويراه.. خرج ياسر والد عمّار، من بلده في اليمن يطلب أخا له، ويبحث عنه.. وفي مكة طاب له المقام، فاستوطنها محالفا أبا حذيفة بن المغيرة.. وزوّجه أبو حذيفة احدى امائه سميّة بنت خياط.. ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين عمارا.. وكان اسلامهم مبكرا.. شأن الأبرار الذين هداهم الله.. وشأن الأبرار المبكّرين أيضا، أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها..!! ولقد كانت قريش تتربّص بالمؤمنين الدوائر.. فان كانوا ممن لهم في قومهم شرف ومنعة، تولوهم بالوعيد والتهديد، ويلقى أبو جهل المؤمن منهم فيقول له:" تركت دين آبائك وهم خير منك.. لنسفّهنّ حلمك، ولنضعنّ شرفك، ولنكسدنّ تجارتك، ولنهلكنّ مالك" ثم يشنون عليه حرب عصبية حامية. وان كان المؤمن من ضعفاء مكة وفقرائها، أو عبيدها، أصلتهم سعيرا. ولقد كان آل ياسر من هذا الفريق.. ووكل أمر تعذيبهم الى بني مخزوم، يخرجون بهم جميعا.. ياسر، سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبّون عليهم جحيم العذاب ألوانا وفنونا!! 🍃 ولقد كان نصيب سمية من ذلك العذاب فادحا رهيبا. ولن نفيض في الحديث عنها الآن.. فلنا ان شاء الله مع جلال تضحيتها، وعظمة ثباتها لقاء نتحدث عنها وعن نظيراتها وأخواتها في تلك الأيام الخالدات.. وليكن حسبنا الآن أن نذكر في غير كبالغة أن سمية الشهيدة وقفت يوم ذاك موقفا يمنح البشرية كلها من أول الى آخرها شرفا لا ينفد، وكرامة لا ينصل بهاؤها..! موقفا جعل منها أمّا عظيمة للمؤمنين في كل العصور.. وللشرفاء في كل الأزمان..!! 🍃 كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبون.. ولم يكن آنذاك يملك من أسباب المقاومة ودفع الأذى شيئا.. وكانت تلك مشيئة الله.. فالدين الجديد، ملة ابراهيم حنيفا، الدين الذي يرفع محمد لواءه ليس حركة اصلاح عارضة عابرة.. وانما هو نهج حياة للبشرية المؤمنة.. ولا بد للبشربة المؤمنة هذه أن ترث مع الدين تاريخه بكل تاريخه بكا بطولاته، وتضحياته ومخاطراته... ان هذه التضحيات النبيلة الهائلة، هي الخرسانة التي تهب الدبن والعقيدة ثباتا لا يزول، وخلودا لا يبلى..!!! 🍃 انها العبير يملأ أفئدة المؤمنين ولاء، وغبطة وحبورا. وانها المنار الذي يهدي الأجيال الوافدة الى حقيقة الدين، وصدقه وعظمته.. وهكذا لم يكن هناك بد من أن يكون للاسلام تضحياته وضحاياه، ولقد أضاء القرآن الكريم هذا المعنى للمسلمين في أكثر من آية... فهو يقول: 🍃 (أحسب الناس أن يتركوا، أن يقولوا آمنّا، وهم لا يفتنون)؟! 🍃 (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم، ويعلم الصابرين)؟ 🍃 (ولقد فتنّا الذين من قبلهم، فليعلمنّ الله الذين صدقوا، وليعلمنّ الكاذبين). 🍃 (أم حسبتم أن تتركوا، ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم..) 🍃 (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب).. 🍃 (وما أصابكم يوم التقى الجمعان، فباذن الله، وليعلم المؤمنين). 🍃 أجل هكذا علم القرآن حملته وأبناءه، أن التضحية جوهر الايمان، وأن مقاومة التحديّات الغاشمة الظالمة بالثبات وبالصبر وبالاصرار.. انما تشكّل أبهى فضائل الايمان وأروعها.. ومن ثمّ فان دين الله هذا وهو يضع قواعده، ويرسي دعائمه، ويعطي مثله، لا بد له أن يدعم وجوده بالتضحية، ويزكّي نفسه بالفداء، مختارا لهذه المهمة الجليلة نفرا من أبنائه وأوليائه وأبراره يكنون قدوة سامقة ومثلا عاليا للمؤمنين القادمين. ولقد كانت سميّة.. وكان ياسر.. وكان عمّار من هذه الثلة المباركة العظيمة التي اهتارتها مقادير الاسلام لتصوغ من تضحياتها وثباتها واصراراها وثيقة عظمته وخلوده.. 🍃 قلنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم الى أسرة ياسر، محيّيا صمودها، وبطولتها.. وكان قلبه الكبير يذوبرحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به. وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار: " يا رسول الله.. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ".. فنا داه الرسول: صبرا أبا اليقظان.. صبرا آل ياسر.. فان موعدكم الجنة".. ولقد وصف أصاب عمّار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة. فيقول عمرو بن الحكم: " كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول". ويقول عمرو بن ميمون: " أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به، ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار، كما كنت بردا وسلاما على ابراهيم".. على أن ذلك لهول كله لم يكن ليفدح روح عمار، وان فدح ظهره ودغدغ قواه.. ولم يشعر عمار بالهلاك حقا، الا في ذلك اليوم الذي استنجد فيه جلادوه بكل عبقريتهم في الجريمة والبغي.. فمن الكي بالنار، الى صلبه على الرمضاء المستعرة تحت الحجارة الملتهبة.. الى غطّه في الماء حتى تختنق أنفسه، وتتسلخ قروحه وجروحه.. في ذلك اليوم اذ فقد وعيه تحت وطأة هذا ال��ول فقالوا له: أذكر آلهتنا بخير، وأخذوا يقولون له، وهو يردد وراءهم القول في غير شعور. في لك اليوم، وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه، تذكّر ما قاله فطار صوابه، وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولا كفارة.. وفي لحظات معدودات، أوقع به الشعور بالاثم من العذاب ما أضحى عذاب المشركين تجاهه بلسما ونعيما..!! 🍃 ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة.. لقد كان يحتمل الهول المنصّب على جسده، لأن روحه هناك شامخة.. أما الآن وهو يظن أن الهزيمة أدركت روحه فقد أشرفت به همومه وجزعه على الموت والهلاك.. لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه.. وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا، وهاتفا به: انهض أيها البطا.. لا تثريب عليك ولا حرج.. ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي، فجعل يمسح دموعه بيده، ويقول له: " أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا.. وكذا..؟؟" أجاب عمّار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله... فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:" ان عادوا، فقل لهم مثل قولك هذا"..!! ثم تلا عليه الآية الكريمة: ( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان).. واستردّ عمّار سكينة نفسه، ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما، ولم يعد يلقي له وبالا.. لقد ربح روحه، وربح ايمانه.. ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة المباركة، فليكن بعدئذ ما يكون..!! وصمد عمّار حتى حل الاعياء بجلاديه، وارتدّوا أمام اصراره صاغرين..!! 🍃 استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة رسولهم اليها، وأخذ المجتمع الاسلامي هناك يتشكّل سريعا، ويستكمل نفسه.. ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة،أخذ عمار مكانه عليّا..!! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا، ويباهي أصحابه بايمانه وهديه.. يقول عنه صلى الله عليه وسلم/ : ان عمّارا ملئ ايمانا الى مشاشه". 🍃 وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد، قال رسول الله:" من عادى عمارا، عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله" ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الاسلام الا أن يسارع الى عمار معتذرا اليه، وطامعا في صفحه الجميل..!! وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها، ارتجز الامام علي كرّم الله وجهه أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه، فيقولون: لا يستوي من يعمر المساجدا يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا 🍃 وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته.. وظن أحد أصحابه أن عمارا يعرض به، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " ما لهم ولعمّار..؟ يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار.. ان عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي"... 🍃 واذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما الى هذا الحد، فلا بد أن يكون ايمانه، وبلاؤه، وولاؤه، وعظمة نفسه، واستقامة ضميره ونهجه.. قد بلغت المدى، وانتهت الى ذروة الكمال الميسور..!! وكذلكم كان عمار.. لقد كال الله له نعمته وهداه بالمكيال الأوفى، وبلف في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكّي ايمانه، ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول: " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر... واهتدوا بهدي عمّار".. ولقد وصفه الرواة فقالوا: " كان طوّالا، أشهل، رحب ما بين المنكبين.. من أطول الناس سكوتا، وأقلهم كلاما".. فكيف سارت حياة هذا العملاق، الصامت الأشهل، العريض الصدر، الذي يحمل جسده آثار تعذيبه المروّع، كما يحمل في نفس الوقت وثيقة صموده الهائل، والمذهل وعظمته الخارقة..؟! كيف سارت حياة هذا الحواري المخلص، والمؤمن الصادق، والفدائي الباهر..؟؟ لقد شهد مع معلّمه ورسوله جميع المشاهد.. بدرا، وأحدا، والخندق وتبوك.. ويقيّتها جميعل. ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى، واصل العملاق زحفه.. ففي لقاء المسلمين مع الفرس، ومع الروم، ومن قبل ذلك في لقائهم مع جيوش الردّة الجرّراة كان عمّار هناكفي الصفوف الأولى دوما.. جنديا باسلا أمينا، لا تنبو لسيفه ضربة.. ومؤمنا ورعا جليلا، لا تأخذه عن الله رغبة.. وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يخ\تار مصيره، كانت عيناه تقعان دوما في ثقة أكيدة على عمّار بن ياسر".. وهكذا سارع اليه وولاه الكوفة، وجعل ابن مسعود معه على بيت المال.. وكتب الى أهلها كتابا يبشرهم فيه بواليهم الجديد، فقال: " اني بعثت اليكم عمّار بن ياسر أميرا.. وابن مسعود معلما ووزيرا.. وانهما من النجباء، من أصحاب محمد، ومن أهل بدر".. 🍃 ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه أو كادوا.. لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا.. يقول ابن أبي الهذيل، وهو من معاصريه في الكوفة: " رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره، ويمضي بها الى داره"..!! 🍃 ويقول له واحد من العامّة وهو امير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة.. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه: " خير أذنيّ سببت.. لقد أصيبت في سبيل الله"..!! أجل لقد أصيب في سبيل الله في يوم اليمامة، وكان يوما من أيام عمّار المجيدة.. اذا انطلق العملاق في استبسال عاصف يحصد في جيش مسيلمة الكذاب، ويهدي اليه المنايا والدمار.. واذا يرى في المسلمين فتورا يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل، فيندفعون كالسهام المقذوفة. يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: " رايت عمّار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين.. أمن الجنة تفرّون..؟ أنا عمّار بن ياسر، هلموا اليّ.. فنظرت اليه، فاذا أذنه مقطوعة تتأرجح، وهو يقاتل أشد القتال"..!!! 🍃 ألا من كان في شك من عظمة محمد الرسول الصادق، والمعلم الكامل، فليقف أمام هذه النماذج من أتباعه وأصحابه، وليسأل نفسه: هل يقدر على انجاب هذا الطراز الرفيع سوى رسول كريم، ومعلم عظيم؟؟ 🍃 اذا خاضوا في سبيل الله قتالا اندفعوا اندفاع من يبحث عن المنيّة، لا عن النصر..!! واذا كانوا خلفاء وحكّاما، ذهب الخليفة يحلب شياه الأيامى، ويعجن خبز اليتامى.. كما فعل أبو بكر وعمر..!! واذا كانوا ولاة حملوا طعامم على ظهورهم مربوطا بحبل.. كما فعل عمّار.. أو تنازلوا عن راتبهم وجلسوا يصنعون من الخوص المجدول أوعية ومكاتل، كما صنع سلمان..!! ألا فلنحن الجباه تحيّة واجلالا للدين الذي أنجبهم، وللرسول الذي ربّاهم.. وقبل الدين والرسول، الله العليّ الكبير الذي اجتباهم لهذا كله.. 🍃 وهداهم لهذا كله.. وجعلهم روّادا لخير أمة أخرجت للناس..!! 🍃 كان الحذيفة بن اليمان، الخبير بلغ�� السرائر والقلوب يتهيأ للقاء الله، ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له" بمن تأمرنا، اذا اختلف الناس"..؟ فأجابهم حذيفة، وهو يلقي بآخر كلماته: " عليكم بابن سميّة.. فانه لن يفارق الحق حتى يمةت".. أجل ان عمارا ليدور مع الحق حيث يدور.. والآن نحن نقفو آثاره المباركة، ونتتبع معالم حياته العظيمة، تعلوْا نقترب من مشهد عظيم.. ولكن قبل أن نواجه هذا المشهد في روعته وجلاله، في صولته وكماله، في تفانيه واصراره، في تفوقه واقتداره، تعالْوا نبصر مشهد مشهدا يسبق هذا المشهد، ويتنبأ به، ويهيئ له... 🍃 كان ذلك اثر استقرار المسلمين في المدينة، وقد نهض الرسول الأمين وحوله الصحابة الأبرار، شعثا لربهم وغبرا، بنون بيته، ويقيمون مسجده.. قد امتلأت أفئدتهم المؤمنة غبطة، وتألقت بشرا، وابتهلت حمدا لربها وشكرا.. الجميع يعملون في خبور وأمل.. يحملون الحجارة، أو يعجنون الملاط.. أو يقيمون البناء.. فوج هنا وفوج هناك.. والأفق السعيد يردد تغريدهم الذي يرفعون به أصواتهم المحبورة: لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل هكذا يغنون وينشدون.. ثم تتعالى أصواتهم الصادحة بتغريدة أخرى: اللهم ان العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة وتغريدة ثالثة: لا يستوب من يعمّر مسجدا يدأب فيها قائما وقاعدا ومن يرى الغبار عنه حائدا 🍃 انها خلايا لله تعمل.. انهم جنوده، يحملون لواءه، ويرفعون بناءه.. ورسوله الطيّب الأمين معهم، يحمل من الحجارة أعتاها، ويمارس من العمل أشقه.. وأصواتهم المغرّدة تحكي غبطة أنفسهم الراضية المخبتة.. والسماء من فوقهم تغبط الأرض التي تحملهم فوق ظهرها.. والحياة المتهللة تشهد أبهى أعيادها..!! وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها الى مستقرّها... 🍃 ويبصره الرحمة المهداة محمد رسول الله، فيأخذه اليه حنان عظيم، ويقترب منه وينفض بيده البارّة الغبار الذي كسى رأسه، ويتأمّل وجهه الوديع المؤمن بنظرات ملؤها نور الله، ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعا: " ويح ابن سميّة..!! تقتله الفئة الباغية"... 🍃 وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته، فيظن بعض اخوانه أنه قد مات، فيذهب ينعاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ.. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة: " ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية".. فمن تكون هذه الفئة يا ترى..؟؟ ومتى..؟ وأي..؟ لقد أصغى عمّار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم.. ولكنه لم يروّع.. فهو منذ أسلم، وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار... ومضت الأيام.. والأعوام.. ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى.. ثم لحق به الى رضوان الله أبو بكر.. ثم لحق بهما الى رضوان الله عمر.. وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه.. وكانت المؤمرات ضدّ الاسلام تعمل عملها االمستميت، وتحاول أن تربح بالغدر واثارة الفتن ما خسرته في الحرب.. وكان مقتل عمر أول نجاح أحرزته هذه المؤامرات التي أخذت تهبّ على المدينة كريح السموم من تلك البلاد التي دمّر الاسلام ملكها وعروشها.. وأغراها استشهاد عمر على مواصلة مساعيها، فألّبت الفتن وأيقظتها في معظم بلاد الاسلام.. ولعل عثمان رضي الله عنه، لم يعط الأمور ما تستحقه من الاهتمام والحذر، فوقعت الواقعة واستشهد عثمان رضي الله عنه، وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة.. وقام معاوية ينازع الخليفة الجديد عليّا كرّم الله وجهه حقه في الأمر، وفي الخلافة... 🍃 وتعددت اتجاهات الصحابة.. فمنهم من نفض يديه من الخلاف وأوى الى بيتهخ، جاعلا شعاره كلمة ابن عمر: " من قال حيّ على الصلاة أجبته... ومن قال حيّ على الفلاح أجبته.. ومن قال حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلات: لا؟.. ومنهم من انحاز الى معاوية.. ومنهم من وقف الى جوار عليّ صاحب البيعة، وخليفة المسلمين.. ترى أين يقف اليوم عمّار؟؟ أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واهتدوا بهدي عمّار"..؟ أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عادى عمّارا عاداه الله"..؟ والذي كان اذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته يقترب من منزله قال: " مرحبا بالطيّب المقدام، ائذنوا له"..!! 🍃 لقد وقف الى ج��ار عليّ ابن أبي طالب، لا متحيّزا ولا متعصبا، بل مذعنا للحق، وحافظا للعهد.. فعليّ خليفة المسلمين، وصاحب البيعة بالامامة.. ولقد أخذ الخلافة وهو لها أهل وبها جدير.. وعليّ قبل هذا وبعد هذا، صاحب المزايا التي جعلت منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة هارون من موسى.. ان عمارا الذي يدور مع الحق حيث دار، ليهتدي بنور بصيرته واخلاصه الى صاحب الحق الأوحد في النزاع.. ولم يكن صاحب الحق يومئذ في يقينه سوى عليّ، فأخذ مكانه الى جواره.. وفرح علي رضي الله عنه بنصرته فرحا لعله لم يفرح يمئذ مثله وازداد ايمانا بأنه على الحق ما دام رجل الحق العظيم عمّار قد أقبل عليه وسار معه.. وجاء يوم صفين الرهيب. وخرج الامام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه. وخرج معه عمار.. كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعين.. ثلاث وتسعون عاما ويخرج للقتال..؟ أجل ما دام يتعقد أن القتال مسؤليته وواجبه.. ولقد قاتل أشدّ وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين...!! كان الرجل الدائم الصمت، القليل الكلام، لا يكاد يحرّك شفتيه حين يحرّكهما الا بهذه الضراعة: " عائذ بالله من فتنة... عائذ بالله من فتنة..". وبعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت هذه الكلمات ابتهاله الدائم.. وكلما كانت الأيام تمر، كان هو يكثر من لهجه وتعوّذه.. كأنما كان قلبه الصافي يحسّ الخطر الداهم كلما اقتربت أيامه.. وحين وقع الخطر ونشبت الفتنة، كان ابن سميّة. يعرف مكانه فوقف يوم صفين حاملا سيفه وهو ابن الثالثة والتسعين كما قلنا ليناصر به حقا من يؤمن بوجوب مناصرته.. 🍃 ولقد أعلن وجهة نظره في هذا القتال قائلا: " ايها الناس: سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره، ولكنهم ذاقوا الدنيا، واستمرءوها، وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم.. وما كان لهؤلاء سابقة في الاسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم، ولا الولاية عليهم، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق... وانهم ليخادعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان.. وما يريدون الا أن يكونوا جبابرة وملوكا؟... ثم أخذ الراية بيده، ورفعها فوق الرؤوس عالية خافقة، وصاح في الناس قائلا: " والذي نفسي بيده.. لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهأنذا أقاتل بها اليوم.. والذي نفسي بيده. لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر، لعلمت أننا على الحق، وأنهم على الباطل".. ولقد تبع الناس عمارا، وآمنوا بصدق كلماته.. يقول أبو عبدالرحمن السلمي: " شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفين، فرأيت عمار ابن ياسر رضي اله عنه لا يأخذ في ناحية من نواحيها، ولا واد من أوديتها، الا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم"..!! كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول، يؤمن أنه واحد من شهدائها.. وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبرة: " تقتل عمّار الفئة الباغية".. من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التغريدة: "اليوم القى الأحبة محمدا وصحبه"..!! 🍃 ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله الأمويين ويرسل صياحا عاليا مدمدما: لقد ضربناكم على تنزيله واليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقليه ويذهل الخليل عن خليله أو يرجع الحق الى سبيله وهو يعني بهذا أن أصحاب الرسول السابقين، وعمارا منهم قاتلوا الأمويين بالأمس وعلى رأسهم أبو سفيان الذي كان يحمل لواء الشرك، ويقود جيوش المشركين.. قاتلوهم بالأمس، وكان القرآن الكريم يأمرهم صراحة بقتالهم لأنهم مشركون.. أما اليوم، وان يكونوا قد أسلموا، وان يكن القرآن الكريم لا يأمرهم صراحة بقتالهم، الا أن اجتهاد عمار رضي الله عنه في بحثه عن الحق، وفهمه لغايات القرآن ومراميه يقنعانه بقتالهم حتى يعود الحق المغتصب الى ذويه، وحتى تنصفئ الى البد نار التمرّد والفتنة.. ويعني كذلك، أنهم بالأمس قاتلوا الأمويين لكفرهم بالدين والقرآن.. 🍃 واليوم يقاتلون الأمويين لانحرافهم بالدين، وزيغهم عن القرآن الكريم واساءتهم تأويله وتفسيره، ومحاولتهم تطويع آياته ومراميه لأغراضهم وأطماعهم..!! 🍃 كان ابن الثالثة والتسعين، يخوض آخر معارك حياته المستبسلة الشامخة.. كان يلقن الحياة قبل أن يرحل عنها آخر دروسه في الثبات على الحق، ويترك لها آخر مواقفه العظيمة، الشريفة المعلمة.. ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمّار ما استطاعوا، حتى لا تقتله سيفهم فيتبيّن للناس أنهم الفئة الباغية.. بيد أن شجاعة عمار الذي كان يقتل وكأنه جيش واحد، أفقدتهم صوابهم، فأخذ بعض جنود معاوية يتحيّنون الفرصة لاصابته، حتى اذا تمكّنوا منه أصابوه... 🍃 كان جيش معاوية ينتظم من كثيرين من المسلمين الجدد.. الذين أسلموا على قرع طبول الفتح الاسلامي في البلاد الكثيرة التي حررها الاسلام من سيطرة الروم والفرس.. وكان أكثر هؤلاء وقود الحرب التي سببها تمرّد معاوية ونكوصه على بيعة علي.. الخليفة، والامام، كانوا وقودها وزيتها الذي يزيدها اشتعالا.. وهذا الخلاف على خطورته، كان يمكن أن ينتهي بسلام لو ظلت الأمور بأيدي المسلمين الأوائل.. ولكنه لم يكد يتخذ أشكاله الحادة حتى تناولته أيد كثيرة لا يهمها مصير الاسلام، وذهبت تذكي النار وتزيدها ضراما.. شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذهب المسلمون يتناقل بعضهم عن بعض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سمعها أصحابه جميعا ذات يوم بعيد، وهم يبنون المسجد بالمدينة.. " ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباغية". وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية.. انها الفئة التي قتلت عمّارا.. وما قتله الا فئة معاوية.. 🍃 وازداد أصحاب عليّ بهذا ايمانا.. أما فريق معاوية، فقد بدأ الشك يغز قلوبهم، وتهيأ بعضهم للتمرد، والانضمام الى عليّ.. ولم يكد معاوية يسمع بما حدث. حتى خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ حقا بأن عمّارا ستقتله الفئة الباغية.. ولكن من الذي قتل عمّارا...؟ ثم صاح في الناس الذين معه قائلا: " انما قتله الذين خرجوا به من داره، وجاؤا به الى القتال".. وانخدع بعض الذين في قلوبهم هوى بهذا التأويل المتهالك، واستأنفت المعركة سيرها الى ميقاتها المعلوم... 🍃 أمّا عمّار، فقد حمله الامام علي فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمون معه.. ثم دفنه في ثيابه.. أجل في ثيابه المضمّخة بدمه الزكي الطهور.. فما في كل حرير الدنيا وديباجها ما يصلح أن يكون كفنا لشهيد جليل، وقدّيس عظيم من طراز عمّار... 🍃 ووقف المسلمون على قبره يعجبون.. منذ ساعات كان عمّار يغرّد بينهم فوق أرض المعركة.. تملؤ نفسه غبطة الغريب المضنى يزف الى وطنه، وهو يصيح: " اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبة"..!! أكان معهم اليوم على موعد يعرفه، وميقات ينتظره...؟؟!! وأقبل بعض الأصحاب على بعضهم يتساءلون... قال أحدهم لصاحبه: أتذكر أصيل ذلك اليوم بالمدينةونحن جالسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفجأة تهلل وجهه وقال: " اشتاقت الجنة لعمّار"..؟؟ قال له صاحبه نعم، ولقد ذكر يومها آخرين منهم علي وسلمان وبلال.. اذن فالجنة كانت مشتاقة لعمّار.. واذن، فقد طال شوقها اليه، وهو يستمهلها حتى يؤدي كل تبعاته، وينجز آخر واجباته.. ولقد أدّاها في ذمّة، وأنجزها في غبطة.. أفما آن له أن يلبي نداء الشوق الذي يهتف به من رحاب الجنان..؟؟ بلى آن له أن يبلي النداء.. فما جزاء الاحسان الا الاحسان.. وهكذا ألقى رمحه ومضى.. 🍃 وحين كان تراب قبره يسوّى بيد أصحابه فوق جثمانه، كانت روحه تعانق مصيرها السعيد هناك.. في جنات الخلق، التي طال شوقها لعمّار...!
8 notes
·
View notes
Text
كتب عن الصلاة في المسيحية - تجميع لاهم المراجع عن الصلاة في المسيحية - تحميل و قراءة pdf
كتب عن الصلاة في المسيحية – تجميع لاهم المراجع عن الصلاة في المسيحية – تحميل و قراءة pdf
كتب عن الصلاة في المسيحية – تجميع لاهم المراجع عن الصلاة في المسيحية – تحميل و قراءة pdf كتب عن الصلاة في المسيحية تجميع لاهم الكتب والمراجع عن الصلاة في المسيحية تحميل و قراءة pdf مجانا كتاب الصلاة هل تغير فكر الله – الاخ اندرو – مطبوعات ايجلز اضغط هنا للتحميل كتاب الصلاة الحية – المتروبوليت انتوني بلوم – سلسلة الروحانيات و الليتروجيا 4 اضغط هنا للتحميل كتاب الصلاة الفعالة الملتهبة –…
View On WordPress
0 notes