#التغلب السياسي
Explore tagged Tumblr posts
Text
إيقاف ترامب بالرصاص.. انحطاطُ ورثة أوباما الذي يُمزّق أميركا
إبراهيم الجبين يبدو أن الديموقراطيين في الولايات المتحدة قد تأثروا، دون أن يشعروا، بالأطراف المشبوهة التي يميلون إلى دعمها والتساهل معها حول العالم، كالإيرانيين ونظرائهم، حتى أصبح الخطاب السياسي لدى الرئيس جو بايدن وفريقه والقائمين على حملته الانتخابية خطاباً همجياً إقصائياً يدعو إلى التغلب على الآخر بأي وسيلة ممكنة. قبل محاولة إيقاف تقدّم ترامب بالرصاص الحي، التي تم الإعلان رسمياً أن المسؤول…
0 notes
Text
أبوظبي/ وامشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إعلان شراكة بين "مبادرة محمد بن زايد للماء" ومؤسسة "إكس برايز" الأميركية، تهدف إلى إطلاق مسابقة "إكس برايز للحد من ندرة المياه" والتي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مبادرة محمد بن زايد للماء بهذه المناسبة، إن الحلول المتاحة حالياً لمعالجة أزمة ندرة المياه غير كافية لتجنب عواقب هذه المشكلة المتنامية ولذلك تبرز الحاجة الملحّة إلى ابتكار حلول جديدة وفاعلة، مشيراً سموه إلى أن "مبادرة محمد بن زايد للماء" تسعى إلى تعزيز التعاون والعمل مع مختلف الشركاء الدوليين لاستكشاف هذه الحلول والابتكارات الجديدة والمستدامة وإثبات جدواها وتطبيقها بأعلى درجات الكفاءة الممكنة.حضر مراسم إعلان الشراكة، التي جرت في موقع أول خزان للمياه في أبوظبي "نقا بن عتيج " التاريخي، كل من: سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وخلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.وتسعى "مبادرة محمد بن زايد للماء" المكرسة لمواجهة التحدي العاجل لندرة المياه على مستوى العالم إلى إبراز أهمية هذه المشكلة على المستوى الدولي وتقديم حلول فاعلة ومبتكرة للتحديات التي تفرضها ندرة المياه على المجتمعات والشركات والدول حول العالم، كما تعمل على تعزيز التعاون الدولي وتسريع عملية تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة ومستدامة واختبارها وتوظيفها بفاعلية في المجتمعات التي تعاني من آثار وتبعات ندرة الماء، إضافة إلى زيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي العالمي.وتشكل أزمة ندرة الماء العالمية تحدياً متنامياً يؤثر تأثيراً مباشراً على الأفراد والمجتمعات حول العالم، وتُظهر الدراسات أن قرابة أربعة مليارات شخص باتوا يعانون ��ن مشكلة ندرة الماء لمدة لا تقل عن شهر سنوياً.وتتعدد عوامل ندرة الماء لتشمل النمو السكاني المتزايد والتغيرات الديمغرافية، وتحديات البنية التحتية والحوكمة إضافة إلى التلوث البيئي والتغير المناخي، وفي غياب الحلول الفعالة، من المتوقع أن تكون لأزمة ندرة الماء العالمية عواقب وخيمة، بما في ذلك خسارة الأرواح وتفاقم الأزمات الإنسانية، وانعدام الأمن الغذائي، والهجرات الجماعية القسرية، وتزايد الاضطراب السياسي، وكذلك احتمالية نشوب صراعات مسلحة من أجل المياه. ويقع على عاتق كلٍّ من الحكومات، وشركات القطاع الخاص، والباحثين ورواد الأعمال، والمؤسّسات الخيرية والمنظمات الدولية والأفراد، مهمّة القيام بدور حيوي وفاعل في التصدي للتأثيرات الواسعة لندرة الماء.من جانبه قال بيتر ديامانديس، المدير العام والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس إدارة مؤسسة "إكس برايز"، إن مسابقة "إكس برايز" للحد من ندرة المياه تمثل دعوة عالمية للعلماء والمهندسين ورواد الأعمال لتحويل ندرة المياه إلى وفرة من خلال توظيف التقارب التقني والتطور المتسارع للتصدي لهذه المشكلة العالمية الخطيرة، مشيراً إلى أن المسابقة هي الأكبر والأولى من نوعها حتى الآن، التي تركز على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتحلية المياه واستخراج مياه المحيطات وتحويلها إلى مياه عذبة على نحو مستدام ومنصف للجميع.وتسهم الشراكة مع مؤسسة"إكس برايز"، المتخصصة في تصميم مسابقات واسعة النطاق لمعالجة أبرز التحديات التي تواجه الإنسانية، في تحفيز الابتكار التكنولوجي وإيجاد حلول قابلة للتطبيق ومستمدة من إسهامات الجمهور بهدف خلق مستقبل يضمن وفرة الماء للجميع.ويعد إطلاق "مبادرة محمد بن زايد للماء" جزءًا من مساعي أشمل تقودها دولة الإمارات على الصعيد الدولي للتصدي لمشكلة ندرة الماء عالمياً، والتي تضمنت نشر ورقة نقاش مفصّلة حول هذا الموضوع في سبتمبر 2023 بعنوان "تداعيات متلاحقة: ندرة المياه، التهديد الخفي لأمن وازدهار العالم".وتعد ورقة النقاش هذه، التي يمكن تحميلها من موقع وزارة الخارجية الإماراتية، دعوة عالمية مفتوحة لجميع أعضاء المجتمع الدولي للتحرك عاجلاً واتخاذ إجراءات أكثر حزماً وتنسيقاً من خلال العمل معاً بأساليب وطرق جديدة لمواجهة هذا التحدي المتفاقم.ويمكن الحصول على معلومات إضافية بشأن "مبادرة محمد بن زايد للماء " من خلال الموقع الإلكتروني (www.mbzwi.ae)، كما يمكن الحصول على المزيد
من المعلومات حول مسابقة "إكس برايز" للحد من ندرة المياه، وجميع تفاصيل المسابقة وشروطها، عبر الموقع الإلكتروني: (www.xprize.org/water). المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
Text
حكم الميليشيات مع وجود الجيش:
حكم الميليشيات مع وجود الجيش:
ما يحصل اليوم هو ذات الذي حصل عشرات المرات من قبل وتم بيان حكمه الشرعي، لكن كثيراً من الفصائل المتأسلمة والتي تدعي احتكار الإسلام تأخذ ما يوافق هواها من الفتاوى، وتتذرع بآلاف الأعذار وتدعي المظلومية لتتهرب من تنفيذ ما لا يوافق هواها. وفيما يلي تذكير ببعض الضوابط الشرعية المتقررة: (more…)
View On WordPress
#التغلب#التغلب السياسي#التغلب العسكري#الجيش الحر#الجيش الوطني#بغي#تشرذم#تشظي#تغلب#تفرق#توحد الفصائل#توحدالفصائل#توحيد الفصائل#جيش وطني
0 notes
Text
"بلاسخارت": ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية
“بلاسخارت”: ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية
“بلاسخارت”: ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية “بلاسخارت”: ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية كتب : علي عليوه جددت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، جنين هينيس-بلاسخارت التأكيد على أهمية التغلب على حالة الجمود السياسي في العراق، مشددة على أهمية أن تسود إرادة صادقة وجماعية وعاجلة لحل الخلافات السياسية في العراق كي تمضي البلاد قدما وتلبي احتياجات…
View On WordPress
0 notes
Text
"بلاسخارت": ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية
“بلاسخارت”: ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية
“بلاسخارت”: ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية “بلاسخارت”: ندعو العراقيين لتجاوز مرحلة الجمود وحل الخلافات السياسية كتب : علي عليوه جددت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، جنين هينيس-بلاسخارت التأكيد على أهمية التغلب على حالة الجمود السياسي في العراق، مشددة على أهمية أن تسود إرادة صادقة وجماعية وعاجلة لحل الخلافات السياسية في العراق كي تمضي البلاد قدما وتلبي احتياجات…
View On WordPress
0 notes
Text
. . . تقدير إسرائيلي: يجب استبعاد الخيار البري في أي مواجهة مقبلة
ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: مع تصاعد التهديدات العسكرية المحيطة بدولة الاحتلال، لا سيما مخاطر اندلاع حرب قتالية مفتوحة مع واحدة من الجبهات الحربية، شمالا مع لبنان، وجنوبا مع غزة، تتزايد الدعوات الإسرائيلية بضرورة الاستعداد للذهاب إلى الخيار البري في أي عملية عسكرية متوقعة.
وبحثت الأوساط العسكرية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة نهجين متناقضين في ما يتعلق بالعملية البرية، وعلاقتها بالتعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية التي تواجه دولة الاحتلال، ورغم أن هذا الخيار البري قد يخدم أهدافًا استراتيجية وتشغيلية محددة، فإنه لا يضمن للاحتلال الإسرائيلي التفوق في مواجهة التحديات والصراعات التي تواجهها.
الضابط السابق غال فرينكل، والباحث في مركز دادو، ذكر في مقال بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "الدعوات الإسرائيلية للاستعداد للعملية البرية، السريعة والحاسمة، قد تكون شرطا ضروريا لتقصير أي حملة عسكرية، وليس تمديدها، خاصة عند استخدام القوة الكاملة منذ بداية الحرب، وليس مجرد خيار محتمل للاستمرار فيها، لأنه في العديد من المواجهات العسكرية التي تورطت فيها إسرائيل خلال العقود الثلاثة الماضية، خرجت كلها عن نطاق السيطرة، أو من سوء تقدير".
وأضاف أن "الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لا تنوي احتلال أراض من أعدائها لفترة طويلة، لأنها تحمل كلفة باهظة من دماء جنودها، ولذلك ينبغي أن تكون الخطة التشغيلية لعملية محدودة فقط، ما قد يتطلب تعبئة قوات الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي، رغم ما قد يصيبها من أضرار، وتعطيل أنشطتها العملياتية، والتأثير السلبي على عمليات صنع القرار السياسي، خاصة بالتزامن مع تحسين القوى المعادية لقدراتها على التسلل نحو الحدود الإسرائيلية، وهذا يشكل تهديدا يستدعي من دولة الاحتلال التصرف وفقًا لجدول زمني قصير لإزالة التهديد باستخدام جميع الأدوات المتاحة لها".
وتقوم الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لخوض أي مواجهات عسكرية قادمة على منح سلاح الجو مزيدا من المرونة، بحيث يهاجم آلاف الأهداف في اليوم الواحد، من خلال تفعيل أنظمة النيران، لكنها غير قادرة على تقويض القدرات العملياتية للعدو، وتعطيلها، وقد يسلب الأصول الاستراتيجية لإسرائيل، ويخلق دمارا في جبهتها الداخلية يردعها عن الشروع في حملة أخرى لسنوات قادمة، ويجعلها تركز كل مواردها في إصلاح الأضرار الناجمة عن هذه العملية العسكرية.
وتخشى الأوساط العسكرية الإسرائيلية من تكيف الجهات المعادية لها مع التحديات المتوقعة، ما سيقود بعد عدة أيام من القتال مع أي جبهة كانت، إلى أن ينخفض عدد الأهداف المتاحة لإطلاق النار، وهذا يعني أن ما تعرف بـ"النيران الدقيقة والذكية" لن تؤدي إلى الإنجازات المرجوة من قبل جيش الاحتلال، الأمر الذي يحمل دلالة واضحة بشأن ظهور المزيد من الصعوبات لتحقيق تلك الإنجازات.
وفي الوقت ذاته، فإن السعي الإسرائيلي لتقصير مدة الحملة العسكرية قدر الإمكان قد يجعل من العملية البرية وسيلة أساسية، سواء كجهد كبير مستقل، أو جهد مصاحب لإطلاق النار، رغم أنها تحافظ على وجودها في الميدان القتالي، والجهات المعادية اعتادت على مواصلة القتال ضد جيش الاحتلال، وداخل الجبهة الداخلية، رغم أن احتلال أراضي العدو، ولو مؤقتًا، قد يشكل فرصة مواتية لأعداء إسرائيل لاستهداف الجيش على الأرض، بحسب الباحث.
وقال الكاتب إن "الجيش الإسرائيلي دخل خلال العقدين الماضيين في "حلقة مفرغة" من العمليات العسكرية في أكثر من جبهة قتالية، في ظل عدم رغبتها باستخدام القوات البرية، لأنها تمنح أعداءها ميزة لاستهداف الجنود على أرض الواقع، الأمر الذي يتطلب إجراء إصلاح كبير للذراع البرية، لأن الجهات المعادية لإسرائيل قد تستغل بقاء القوات البرية في ساحة المعركة باستخدام المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية وغيرها من القدرات.
وأشار المقال إلى أن "هذا التخوف الإسرائيلي من الدفع بقواتها البرية في أتون المعركة يتطلب تعزيز قدرة الجيش على نشر القوات النظامية والاحتياطية في وقت قصير يمكن تجنيدها، ونشرها كفرق قتالية مشتركة داخل أراضي العدو، وتهدف لتقويض القوة العسكرية لحزب الله وحماس، لأنه لا يمكن التغلب عليهما دون انغماس وثيق بينهما، بعيدا عن النظرية السابقة التي قضت من الجيش بتجنب المواجهة المباشرة مع القوى المعادية، قدر الإمكان".
المصدر: عربي 21
0 notes
Text
بيان صحفي|| الطاولة المستديرة الدولية .. العراق من الأزمة البنيوية إلى بناء السلام
عقدت في موسكو الطاولة المستديرة الدولية “السلام أعقد من الحرب” على المنصة التفاعلية “Zoom” تحت عنوان: “العراق: من الحرب إلى بناء السلام” وذلك بتاريخ 29 آذار/مارس 2021.
وبادر ونظم الفعالية كل من المركز العلمي”غلوبوس 21 ” التابع لكلية مسارات العولمة في جامعة موسكو الحكومية “لومونوسوف”- صندوق الدبلوماسية الشعبية- بالتعاون مع الحركة الشعبية الدولية “بناء السلام”. وشارك في الطاولة المستديرة أكثر من 30 خبيراً سياسياً ودبلوماسياً وشخصيات عامة من العراق وروسيا وسوريا وفلسطين والأردن والجزائر ومصر.
الهدف – استشراف نهج بناء في عملية ضمان الأمن القومي لجمهورية العراق وتشكيل فلسفة جديدة للاستقرار على المستوى الاستراتيجي، مما يسمح بإعادة التفكير في دور بغداد الرسمية في نظام الإحداثيات الجيوسياسية. ووضع توصيات عامة لخروج العراق من أزمته البنيوية.
استهل الجلسة الاستاذ إيغور كروغوفيخ، نائب مدير المركز العلمي-التربوي “غلوبوس-21“، رئيس الحركة الدولية “بناء السلام” بالحديث عن الأهداف التي تضعها الحركة الدولية “بناء السلام”، وسعيها للحفاظ على القيم التقليدية والسيادة الوطنية للشعوب، وحرصها على صيانة السلم والمستقبل الإقليمي، وبدعوة الجميع للمشاركة في هذا السعي.
وأشار إلى تبيان العام المنصرم بأن موضوع “السلام أعقد من الحرب”، مع تشديده على أهمية السلام الحيوية خصوصاً بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وعلى تداخل هذا الموضوع بشكل مباشر مع الجانب العملي والعلمي، ومهام التسوية السلمية للشرق الأوسط والتصدي للحرب، موضحاً على تضمينه مفهوم الشرق الأوسط جغرافياً لبلدان شمال أفريقيا أيضاً.
وجه السيد أحمد حسين، المستشار في سفارة الجمهورية العراقية في موسكو، التحية للمشاركين في الجلسة، مشيراً الى أن بغداد تعتبر العلاقة مع موسكو من أولويات سياستها الخارجية، معبراً في ذات الوقت عن ثقة العراق بدور روسيا، وعن قيامها بمهمة حيوية لاستعادة وتعزيز السلام في الشرق الأوسط بشكل عام وفي العراق بشكل خاص.
أما الخبير السياسي العراقي، حسن الندوي فقد تناول في مداخلته مراحل وخصائص الأزمة البنيوية وتدهورها في العراق على مدار 30 عاماً. معتبراً أن الأعمال العسكرية المستمرة على اراضي العراق، بدءاً من عام 1980 حتى الوقت الحاضر، وتشكل المفتاح الأساسي لتشخيص الظواهر السلبية للأزمة البنيوية.
في حين ركز الدكتور شادي عمار، عضو إتحاد الأطباء العراقيين، في مداخلته على الجوانب الطبية ��الإجتماعية للأزمة العراقية. مسلطاً الضوء على الصدمة الناتجة عن جائحة كورونا والتدابير التي اتخذتها الدول لاحتوائها، وما عكسته من صدمة اقتصادية، مالية واجتماعية، وتوقع استمرار آثارها على الاقتصاد والمجال الاجتماعي في العراق لما بعد عام 2021. مشيراً إلى إن معظم المرافق الحكومية في البلاد مغلقة بسبب القيود المفروضة، والى اكتظاظ المرافق الطبية.
في ذات الوقت ركز الدكتور عمارعلى أن هناك حاجة ماسة إلى الكادر الطبي المؤهل وللأدوية، وهو ما يعقد بشكل كبير المشاكل المرتبطة بتزويد سكان البلاد بخدمات طبية عالية الجودة. مع ارتباط ذلك بوجود مشكلة إنسانية ملحة في العراق، ووصول معظم المواطنين إلى ما تحت خط الفقر وافتقارهم وسائل تلبية احتياجاتهم الأساسية.
تناول مشارك آخر في الطاولة الدولية المستديرة، السيد رسلان شاكيروفيتش مامادوف، منسق برامج الشرق الأوسط “المجلس الروسي للشؤون الدولية”، إمكانية التعاون المشترك في مشاريع هامة بين موسكو وبغداد، بشرط عدم الاهتمام بمحاولات الإعاقة من قبل الولايات المتحدة، مع تنويهه بأن هذا التعاون بين روسيا العراق، يتيح تحقيق العراق لمصالحه وينعكس بدوره إيجاباً على اقتصاد المنطقة عموماً. مشدداً في هذا الصدد، على أهمية سعي كلا البلدين على قدم المساواة في اتباع نهج استراتيجي في علاقاتهما مع بعضهما البعض.
أما السيد أسامة السعيدي، المحلل السياسي العراقي ورئيس الجمعية العراقية للعلوم السياسية، فقد أشار الى مسألة تشكيل الصراعات العرقية والدينية والسياسية الداخلية، إلى جانب التحديات والتهديدات الخارجية، تشكل عقبة كبيرة أمام التطور الإيجابي للعراق، واستمرارها يعيق أي مبادرات لتحقيق التوافق الوطني. مشدداً في ذات الوقت على لعب روسيا دوراً فريداً في هذا الخصوص، ووقوفها على مسافة واحدة من كافة الأطياف السياسية العراقية.
أشار الأستاذ محمد الحديتي، دكتور العلوم السياسية في جامعة “النهرين” في مداخلته، إلى أن موسكو لا تستطيع فقط، بل يجب أن تضغط على الولايات المتحدة، التي تهدف إلى تدمير الدولة العراقية وتهيئة الظروف للفوضى الإقليمية.
في حين الخبير السياسي، عادل موسى وكذلك حسن فضل سليم، الباحث في استراتيجية روسيا في الشرق الأوسط، كلاهما اعتبرا أن العراق حالياً ساحة “لمواجهة” بين موسكو وواشنطن وأولوية عمل كلا البلدين على تحقيق مصالحهما الخاصة.
كما أبرز السيد حسن فضل سليم، في حديثة على تمثيل العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران عاملاً إضافياً لعدم الاستقرار في العراق.
ومع استعراض الظروف التي يمر بها العراق وتأثير العقوبات الغربية، تناول المشاركون في الطاولة المستديرة ضرورة مواصلة بغداد تطوير شراكتها مع موسكو وتعميق تعاونهما المشترك ��ؤكدين بأنه الآن يحتاج العراق إلى روسيا بقدر ما تحتاج روسيا إلى العراق.
تميزت مداخلة السياسي والناشر السوري إبراهيم الجاسم في محور النقاش هذا بتقديمه “خارطة طريق” من خمسة نقاط عنونها “ركائز” شبه جاهزة لخروج العراق من حالة الأزمة البنيوية: (مساعدة العراق في التغلب على العقوبات، الحد من تجارة الأسلحة غير المشروعة، تنفيذ المشاريع الكبيرة، مكافحة الإرهاب، والتفاعل مع دول المنطقة).
أما ألكسندر مارتيروسوفيتش نجاروف، رئيس نادي الطلبة في كلية الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية في المدرسة العليا للاقتصاد، فقد أشار الى موضوع التغطية الإعلامية المنخفضة فيما يتعلق بالتعليم الروسي للطلاب العراقيين. معبراً عن ثقته بحل هذه المشكلة في القريب العاجل، مشيراً الى الجهود المشتركة لموسكو وبغداد في هذا الصدد.
في حين رحب ألكسندر بردنيكوف، رئيس لجنة التنمية الثقافية-العرقية في مجلس القوميات التابع لحكومة موسكو بالمشاركين، مشدداً على أهمية تنشيط التعاون الثقافي بين موسكو وبغداد، خصوصا في حالته المنخفضة حالياً.
أشار إيغور إريكوفيتش كروغوفيخ، نائب مدير المركز العلمي-التربوي “غلوبوس 21“، رئيس الحركة الدولية “بناء السلام”، في ختام الطاولة المستديرة على أن المهمة الأساسية لهذا الحوار ليست لنقاش جوانب معينة من الواقع العراقي، ولكن لوضع توصيات عامة لخروج العراق من أزمته البنيوية. منوهاً الى هذه التوصيات ستؤخذ في عين الاعتبار في أنشطة القيادة الروسية والمؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. وركز على ضرورة المشاركة بالتحضير للمؤتمر العالمي حول التفاعل السلمي بين الأديان والأعراق بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الذي سيعقد في موسكو في عام 2022. ومن المفترض أن يعرض المؤتمر دور منطقة الشرق الأوسط، ليس كمنطقة حروب وصراعات مستمرة، ولكن كمنطقة تبدأ منها عمليات جديدة لبناء السلام والتعاون، ولكن في النطاق العالمي.
موسكو – بيان صحفي الطاولة المستديرة الدولية – آذار 2021
دينيس كوركودينوف (Denis Korkodinov): خبير وباحث سياسي روسي
بيان صحفي الطاولة المستديرة الدولية
from https://stepagency-sy.net/2021/04/01/%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%af%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82/
0 notes
Text
كانت نهاية الحرب الباردة بمثابة فرصة لجميع الدول للبدء بنظام دولي جديد يسوده السلام، لكن دفع عدم القدرة على اغتنامها إلى عصر متجدد من المنافسة بين القوى العظمى. واليوم يشهد العالم اضطراباً كبيراً، خاصة أمام عودة الحرب في أوروبا، وزيادة النزاعات العالمية في قارات مختلفة.بشّر عام 1989 بآفاق فريدة لسلام عالمي دائم، حيث بدأت ملامح حل الانقسامات والصراع��ت الأيديولوجية القاسية. لكن الآن، بعد مرور ثلاثة عقود، ضاع هذا السلام. ومع الحرب في أوكرانيا وزيادة التوترات بين الصين وروسيا والغرب، تهيمن سياسات القوى العظمى على المسرح العالمي مرة أخرى. ولكن هل كان من الممكن أن يكون الأمر مختلفاً؟ يوضح ريتشارد ساكوا، كيف أن السنوات التي سبقت الغزو الأول لأوكرانيا مثّل فجوة في الصراع بدلاً من التوصل إلى اتفاق دائم، وكيف أننا، منذ ذلك الحين، في «حرب باردة ثانية». ومن خلال تتبع الأخطاء التي ارتكبها كلا الجانبين، والتي أدت إلى الأزمة الحالية، يعاين ساكوا في كتاب «السلام المفقود» الصادر عن مطبعة جامعة ييل (28 نوف��بر 2023) بالإنجليزية ضمن 448 صفحة، عودة الصين وروسيا واضطرابات وطموحات النظام الليبرالي التي فتحت خطوط صراع جديدة كارثية. البحث عن السلاميقدم هذا العمل تحليلاً يجمع بين البحث التجريبي والنظري، لشرح التطورات في هذه السنوات؛ ولا يعد تاريخاً دولياً مفصلاً، بل يسعى إلى شرح كيف ولماذا ضاع السلام؟ وعلى هذا الأساس، قد يشير العمل إلى كيفية العثور عليه مرة أخرى. يقول المؤلف: «لقد أتاحت نهاية الحرب الباردة في عام 1989 إمكانية التوصل إلى نوع جديد ودائم من السلام. ومع أن العالم لم يعد ممزقاً بالانقسامات الإيديولوجية القاسية التي شهدها القرن العشرين، فقد بدا السلام والمصالحة أمراً ممكناً. لقد انحازت السياسة العالمية بشكل فريد لخلق نظام سلام جديد. وتخلى الاتحاد السوفييتي بقيادة ميخائيل غورباتشوف، اعتباراً من مارس/ آذار 1985 عن الكثير من الأيديولوجية التي دارت الحرب الباردة على أساسها، وقام بتغيير السياسة الداخلية، وشجع الإصلاح السياسي بين حلفائه في أوروبا الشرقية. لقد تغلبت القوى الغربية على الشكوك المبكرة وتعاملت مع التغييرات. وأعلن سيل من الإعلانات والاتفاقيات عن حقبة من التعاون والتنمية. وكان من المتوقع أن تنتشر الآثار المفيدة للسلام في أوروبا في جميع أنحاء العالم. وأصبح هذا عصر العولمة، وطغت وجهة النظر القائلة بأن الزمان والمكان يمكن التغلب عليهما من خلال تكنولوجيات الاتصالات الجديدة، وشبكة من الاتصالات الشخصية والتجارية التي يسهلها السفر الجوي الرخيص، والاعتماد المتبادل الذي تعززه الروابط، التجارية والمالية. وظهرت طبقة وسطى عالمية إلى الوجود، استناداً إلى أنماط مماثلة من الاستهلاك، والتوجهات الثقافية، بل وحتى إلى وجهات نظر مشتركة بشأن الديمقراطية والمساءلة وسيادة القانون. لا توجد علاقة تلقائية بين ارتفاع مستويات المعيشة والمطالبة بالديمقراطية، ومع ذلك، على المدى الطويل، تولد أنماط الحياة الاستهلاكية مطالبات بالاستقلال الشخصي والحماية التي توفرها المحاكم المستقلة». ويضيف: «عندما انتهت الحرب الباردة، كانت الصين لا تزال في المراحل الأولى من تحولها، وتتبع فلسفتها «الصعود الهادئ»، ومع ذلك، فقد تم طرح مسألة تحولها السياسي حتى في ذلك الوقت. قبل كل شيء، أنشأ ميثاق النظام الدولي الذي تم تأسيسه في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 استناداً إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، إطاراً للقانون الدولي والحوكمة العالمية والمشاركة الإنسانية، وكان هذا النظام العالمي هو ما ناشده غورباتشوف. وكان الإصلاحيون السوفييت يعتقدون أن هذا النظام قد يصبح الآن قادراً على تحقيق ذاته مع نهاية الحرب الباردة، الأمر الذي يسمح للتعاون المتعدد الأطراف بالازدهار، في حين يعمل على تخفيف حدة المنافسات الجيوسياسية التقليدية والمنافسات بين القوى العظمى. لقد تم تحقيق الكثير. لقد كان التهديد بوقوع (هرمجدون) نووي يفرض منذ فترة طويلة الحيطة والحذر في التعامل مع ال��ؤون الدولية، والآن أزيل شبح الحرب النووية الوشيك. لقد سمحت مكاسب السلام بتخفيض الميزانيات العسكرية وتخفيف النزعة العسكرية التي ميزت الحرب الباردة. وأدت العولمة والاعتماد الاقتصادي المتبادل إلى تهدئة الانقسامات السياسية، ما أدى إلى ظهور أيديولوجيات «الطريق الثالث». وبدا سرّ التقدم كما لو تم حله. ومع «نهاية التاريخ» المزعومة، سوف تتحد البشرية على مبادئ القانون الدولي وديمقراطية السوق».توقعات مخيّبةيوضح المؤلف أن هذه التوقعات خابت، وهذه ليست المرة الأولى. فقد سبق أن التهمت الثورة الفرنسية عام 1789 ثورتها وانتهت بالديكتاتورية العسكرية، وألهمت الثورة البلشفية في أكتوبر/ تشرين الأول 1917 الملايين من الناس للاعتقاد بأن الاشتراكية الثورية ستطلق حقبة من السلام والازدهار، لكنها غرقت في بحور من الدماء.
لقد ازدهر الإيمان بالتجديد مرة أخرى في أواخر الثمانينات، ولكن هذه المرة ليس من خلال الثورة، بل على وجه التحديد من خلال نبذ العنف. لقد كانت هذه لحظة «مناهضة للثورة» حقاً، عندما أخفق منطق المصالحة الداخلية والتعاون الدولي. ظلت المشاكل الأساسية المتمثلة في الفقر، وعدم المساواة، وتخلّف التنمية، والاستعمار الجديد، والتمويل النيوليبرالي (فصل التجارة عن التسليم المادي للسلع والخدمات)، والتدهور البيئي، ومشاكل أخرى كثيرة قائمة، ولكن الظروف اللازمة لحلها بدت حميدة إلى حد غير عادي وكان فجر جديد يلوح في الأفق.ويشير إلى أنه وصف طلاب الاتحاد السوفييتي، وأنا منهم، جدية الإمكانات التحويلية لنظام «البريسترويكا» الذي أسسه غورباتشوف، وهي الكلمة التي استخدمها منذ يونيو/ حزيران 1987 لوصف برنامجه الإصلاحي، ورحب بتخفيف توترات الحرب الباردة. وكانت إنجازات تلك الفترة حقيقية، مع تفكيك الأجهزة القمعية لسيطرة الدولة، وانتعاش النقاش والتطلعات الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة، وتحرير دول الكتلة السوفيتية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، سقط جدار برلين، وبحلول نهاية العام كانت الأنظمة الشيوعية قد اختفت. وكانت دول أوروبا الوسطى والشرقية حرة في متابعة وجهاتها الخاصة. لقد تمزق الاتحاد السوفييتي ذاته بفعل القوى التي أطلقها الإصلاح، فانهار في ديسمبر/ كانون الأول 1991. وظهرت الجمهوريات الاتحادية الخمس عشرة السابقة كدول مستقلة مع القليل من العنف نسبياً، على الرغم من أن التوترات المكبوتة انفجرت في السنوات اللاحقة. وكان تفكك النظام الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفييتي حدثين تاريخيين، ولا يزالان يشكّلان عصر ما بعد الحرب الباردة. ويستشهد الكاتب بوصف جورج أورويل للحرب الباردة في أكتوبر/ تشرين الأول 1945 بأنها «سلام لا سلام فيه». ومع ذلك، فإن الوفاق الذي نشأ بعد الفترة 1989-1991 كان في أحسن الأحوال مضطرباً وحاملاً لصراعات جديدة. لقد كان هذا «سلاماً بارداً» ظلت فيه المسائل الأساسية المتعلقة بالتنمية والأمن الأوروبي من دو�� حل. وكان رد القائد العسكري الفرنسي، المارشال فوش، على معاهدة فرساي في يونيو/ حزيران 1919 واضحاً لا لبس فيه: «هذا ليس سلاماً. إنه هدنة لمدة عشرين عاماً؛ وهذا ما حدث. انزلقت أوروبا والعالم مرة أخرى في الحرب في عام 1919». وعلى نحو مماثل، أصبحت تسوية ما بعد عام 1989 بمثابة سلام فرساي آخر، بمعنى أنه كان جزئياً، وأدى في نهاية المطاف إلى تجدد الصراع، الموصوف في هذا الكتاب بالحرب الباردة الثانية.بعد عام 1989، تحولت المواجهة الثنائية القطبية المنظمة نسبياً خلال الحرب الباردة الأولى بين النظامين الاجتماعيين الأمريكي، والسوفييتي، إلى مستوى مختلف. كان هناك نظامان للسلام، نظامان عالميان جديدان، بلغة ذلك الوقت، وكان الصراع بين الاثنين هو الذي أدى، على نحو متناقض، إلى الصراع والحرب في نهاية المطاف. الأول يتلخص في الأممية السيادية التي اعتمد عليها غورباتشوف في إطلاق إصلاحاته. هذا هو النظام الذي شكلته الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين، والمنتصرون الآخرون في عام 1945، في شكل الأمم المتحدة وهيئة القانون الدولي والأعراف والممارسات المرتبطة بها. ويجمع النظام الدولي القائم على ميثاق الأمم المتحدة بين سيادة الدولة، وحق تقرير المصير الوطني (الذي سهل عملية إنهاء الاستعمار)، وحقوق الإنسان. ويحظر ميثاق الأمم المتحدة الحرب كأداة للسياسة، ويوفر إطاراً للحل السلمي للصراعات الدولية. خلال سنوات الحرب، أصبح نظام السلام في الميثاق بمثابة العمود الفقري من خلال إنشاء «حفل داخلي للقوى» يمثله الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.عندما أطلق الاتحاد السوفييتي إصلاحاته في أواخر الثمانينيات، لجأ إلى نظام الميثاق باعتباره نموذجه للسلام والتنمية، وروّج له باعتباره نموذجاً عالمياً للإنسانية.مأساة السلام في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، مع نهاية الحرب الباردة الأولى، لم تعلن الأممية الليبرالية انتصارها فحسب، بل أعلنت أيضاً عالميتها، لم يكن من الممكن أن تكون هناك «مناطق نفوذ» منفصلة منذ إعلان قيادة السلام الذي تقوده الولايات المتحدة كمشروع عالمي. لقد انتهت الثنائية القطبية أثناء الحرب الباردة، وفي السنوات الأحادية القطبية اللاحقة لم يعد هناك من يعترض على هذا التأكيد. في غياب المنافسة الجادة الليبرالية تحولت الأممية إلى شيء أكثر راديكالية وتوسعية. ويوصف هذا بالهيمنة الليبرالية، التي تدمج القيادة الأمريكية على مستوى العالم من خلال الأممية الديمقراطية مع ترسيخ هيمنتها الجيوسياسية. لقد برزت الولايات المتحدة كعملاق يجوب العالم، ويعمل على تغذية أوهام القوة المطلقة. وقد تمت صياغة ذلك بلغة
حميدة لحقوق الإنسان والديمقراطية والأسواق المفتوحة، لكن بعض المشاريع غير الحكيمة وغير الناجحة لتغيير الأنظمة في البلدان المتمردة أظهرت حدود قوة الولايات المتحدة، وإمكاناتها التحويلية. لقد قدّم الغرب السياسي نفسه كنموذج عالمي للبشرية جمعاء، متفوقاً على كل البدائل الممكنة. كان هناك الكثير من الأشياء الجذابة في هذا النموذج من النظام الليبرالي، طالما ظل ضمن ��طار ميثاق النظام الدولي. لقد أكسبت الجوانب التقدمية للأممية الليبرالية أتباعاً لها من جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن أجندة الهيمنة الليبرالية الأكثر طموحاً كشفت عن سمات أحادية وقسرية، خاصة عندما يتم التعبير عنها من خلال الاستثنائية الأمريكية.الميثاق العالميأصرت الصين على أولوية الميثاق العالمي، ولكنها لم تكن في وضع يسمح لها بتحدي زعامة الولايات المتحدة، ولكن مع استكمال صعودها الهادئ أصبحت الصين منافساً أكثر جدية. ويظل نظام الميثاق هو الإطار الشرعي الوحيد للقانون الدولي والتدخل، إلا أن النسخة المتطرفة والموسعة من الغرب السياسي تعدت على صلاحياته. وحدث نوع منى«الاغتصاب الكبير»، حيث قامت القوى الغربية بتقويض استقلالية نظام الميثاق عندما كان ذلك ملائماً لأهدافها. وكان هذا مصحوباً بالعالمية الزائفة. بدلاً من التحول في السياسة الدولية الذي تصوره القادة في موسكو، وتوقعته مختلف الحركات «التقدمية» في الغرب، ولا سيما منظمات السلام والحركات الكنسية، وكذلك القوى الأوراسية، وبعض البلدان، فيما يعرف الآن بالجنوب العالمي.لقد ولدت هيمنة الأممية الديمقراطية ومؤسساتها المهيمنة شعوراً مريراً على نحو متزايد بالخيانة والإقصاء في روسيا، الأمر الذي بلغ ذروته في صراع طويل الأمد حول أوكرانيا. وبفضل طفرة السلع الأساسية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أعادت روسيا تشكيل نفسها كدولة استبدادية تتمتع بالإرادة والموارد اللازمة لتحدي هيمنة الغرب السياسي. وبالنسبة لموسكو، اعتبر »الاغتصاب الكبير» غير قانوني وغير مقبول. فبدلاً من حياد وشمولية النظام الدولي بموجب الميثاق، قدم الغرب السياسي (الذي يطلق على نفسه اسم «النظام الدولي القائم على القواعد») نفسه على أنه الحكم على القواعد. وقد اشتدت مقاومة روسيا بسبب التحالف الوثيق على نحو متزايد مع الصين. وبحلول عام 2014، أصبحت الصين، من حيث التسعير المقارن، أكبر اقتصاد في العالم واستعرضت قوتها الجديدة على نحو متزايد. وفي أوروبا، تفكك النظام الأمني الذي تم إنشاؤه في نهاية الحرب الباردة تدريجياً، وصاحب ذلك صراعات مكثفة على طول خط المواجهة الناشئ في مسيراتها الشرقية. لقد تم بناء هيكل الحد من الأسلحة بشكل مؤلم خلال الحرب الباردة، والتي تم تفكيكها إلى حد كبير، واندلعت حروب متعددة للاختيار والضرورة، وفي النهاية عاد التنافس بين القوى العظمى.يتساءل الكاتب: ماذا نعني بالسلام؟ ويجيب: يوصف السلام المستدام بأنه السلام الإيجابي، الذي يشير إلى المواقف والمؤسسات والهياكل التي تخلق مجتمعات مسالمة، وتحافظ عليها. وما لم يتم وضع هياكل ومبادئ قوية لتعزيز نظام السلام، سيكون هناك دائماً احتمال العودة إلى الحرب. إن نظام السلام الإيجابي في حالتنا هو نظام تتعاون فيه الأطراف الفاعلة في إطار النظام الدولي الواسع مسترشداً بمبادئ الأممية السيادية، والقانون الدولي. ويتفق هذا مع النقطة التي أشار إليها الرئيس جون ف. كينيدي في خطابه الملهم الذي ألقاه في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة في يونيو/ حزيران 1963، وهو الخطاب الذي لا يزال يتمتع بالقدرة على التأثير. وسوف نع��د إلى الإمكانات التي لم تتحقق في وقت لاحق، ولكن حجته الأساسية كانت أن السلام هو عملية - وسيلة لحل المشاكل. إن مأساة السلام في مرحلة ما بعد الحرب الباردة هي أن «العملية»، التي يأخذ فيها الحوار الحقيقي في الاعتبار اهتمامات كل الأطراف، لم تبدأ فعلياً قط. لقد كانت هذه مأساة حقيقية، بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، حيث يتعارض خير مع آخر. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
Text
جامع منشوراتي في التغلب بأنواعه...
جامع منشوراتي في التغلب بأنواعه…
جمعت في هذا المنشور منشوراتي في التغلب ليسهل الرجوع إليها: (more…)
View On WordPress
#التغلب السياسي#التغلب العسكري#السياسة الشرعية#تغلب#جبهة النصرة#دول الملوك والطوائف#سلقيني#سياسة#فقه التغلب#متغلب#هيئة تحرير الشام
0 notes
Text
الازمة في بيروت والحل من الرياض؟ - مرصد العربي برس
توغل السلطة بمزيد من التهور في سلوكها بينما يغرق لبنان بوحول أزمات لا عد لها و لا حصر، الافق السياسي مسدود بعدما اسرّت الأطراف السياسية نفسها بمواقفها وعكفت على انتظار الفرج من الخارج. الرئيس الحريري حاول اختراق ال��مود الحاصل في تشكيل الحكومة بجولة على الخارج ، استفاد من عزلة العهد وحاول التغلب على شروط عون … https://s.alarabi.press/4krx7
0 notes
Text
لماذا يضر كتاب إنجلز "عن السلطة" بالماركسية؟
لماذا يضر كتاب إنجلز “عن السلطة” بالماركسية؟
لماذا يضر كتاب إنجلز “عن السلطة” بالماركسية؟ ومن المفارقات أن مقال إنجلز “عن السلطة” يضرب أيضًا في قلب الماركسية وانتقادها للأنارکية. متناسيًا ما كتبه عام 1873 ، جادل إنجلز في عام 1894 بأن “الهدف السياسي النهائي بالنسبة له وماركس هو التغلب على الدولة بأكملها وبالتالي الديمقراطية أيضًا“. [نقلت عن لينين ، “الدولة والثورة” ، الأعمال الأساسية للينين ، ص. 331] جادل لينين بأن “إلغاء الدولة يعني أيضًا…
View On WordPress
0 notes
Text
الاقتصاد كما أشرحه لابنتي
المقدمة:
خلال العام الدراسي الأول من دراستي للماجستير، ذكر لي دكتور مادة الاقتصاد الكلي "أن البحث الذي لا يحتوي على معادلات رياضية، لا يسمى بحثًا اقتصاديًا". كانت عبارات الدكتور تمثل صدمة بالنسبة لي نظرًا لعلاقتي غير الودية مع علم الرياضيات. وبذلك أصبح العام الدراسي الأول يدور حول الإجابة على سؤال واحد فقط وهو هل أستطيع إكمال الماجستير بدون التعمق في المسائل الرياضية؟ وفي نهاية الفصل الدراسي توصلت لنتيجة مفادها أن هناك مدارس وأفكار اقتصادية لا تعتمد على المعادلات الرياضية. كانت هذه النتيجة تمثل بداية محبتي لعلم الاقتصاد. حيث بدأت القراءة والكتابة في المدارس الاقتصادية التي تهتم بالجانب السياسي والاجتماعي. كان كتاب "الاقتصاد كما أشرحه لابنتي" من ضمن الكتب التي أردت أن اقرأها ولكن لم أتمكن من قراءتها خلال فترة الدراسة، وبعد مرور عدة سنوات وتحديدًا في عام 2020 (أثناء فترة الحظر المفروضة نتيجة انتشار وباء كورونا)، وجدت ترجمة للكتاب من دار الساقي والمعروفة بترجماتها المميزة، لذلك قررت شراء الكتاب.
عن الكاتب:
كاتب الكتاب هو يانيس فاروفاكيس وهو أكاديمي يساري معروف بتمرده واستقلاليته عمل كوزير للمالية في اليونان أثناء الأزمة المالية 2015. يرى يانيس أن الاقتصاد أكثر أهمية من أن يُترك للاقتصاديين لذلك قرر كتابة هذا الكتاب بلغة سهل لتبسيط علم الاقتصاد دون اللجوء للنماذج الاقتصادية المعقدة والتي يُعتقد أن كلما أصبحت نماذج الاقتصاد أكثر علمية، قل ارتباطها بالاقتصاد الحقيقي القائم.
ملخص الكتاب:
تقوم فكرة الكتاب على أن يانيس يتحاور مع ابنته بهدف أن يشرح لها آلية عمل الاقتصاد من منظور تاريخي. حيث بدأ الفصل الأول بكتاب جارد دايمند "أسلحة، جراثيم وفولاذ" والتي يوضح فيه لماذا أصبحت بعض الدول غنية وأخرى فقيرة؟ ولماذا احتلت بريطانيا استراليا ولم يتم العكس؟ يكمن الجواب في الطبيعة والأرض والمناخ والتي ساعدت البريطانيين على تعلم الزراعة بفاعلية عالية مما نتج عنها زيادة في المحصول الزراعي عن الحاجة اليومية وبالتالي تم تخزين الفائض. ولإدارة الفائض الزراعي، احتاج المزارعين للكتابة وذلك لمعرفة مقادير القمح التي أودعها كل مزارع في مخزن الحبوب المشترك. تتطلب العملية الزراعية عددًا كبيرًا من العاملين اللذين يتلقون أجورهم بالحصول على أصداف (سند دين) حُفرت عليها أرقام تشير إلى أرطال القمح التي يدَّيْنُ لهم الحاكم بها مقابل عملهم في الحقول. أصبحت الأصداف تمثل شكلًا من أشكال الدَّيْن الذي يدَّيْنُ به الحكام لعمالهم وفي نفس الوقت تمثل نوع من أنواع النقود حيث يستطيع العمال استبدال الأصداف بمنتجات مختلفة. يعتمد نجاح الدَّيْن على مقدار الثقة بين الدائن والمدين وبذلك ظهرت الحاجة لوجود دولة قوية يمكن الوثوق بها لسداد مبلغ الدَّيْن حتى لو توفى الحاكم. ولإدارة وحماية شؤون الدولة، يتطلب وجود بيروقراطيين وشرطة وجيش منظمين. ولإبقاء الحاكم على السلطة وإعطائه الحرية في توزيع الفائض كما يحلو له دون ازعاج البقية، يتطلب إشاعة أيدلوجية تدعو الشعب أن يؤمنوا في أعماقهم أن حاكمهم وحده له الحق في أن يحكم. لم يخلق الفائض الزراعي الكتابة والدَّيْن والنقود والدولة والبيروقراطية والجيش ورجال الدِين فقط بل أيضًا الجراثيم والفايروسات المميتة والتي تكونت من أكوام القمح الموجودة في المخازن والمحاطة بالبشر والحيوانات في مدن تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي. وبذلك اكتسبوا مناعة طبيعية جراء تطورهم في الزراعة بعد أن مات عدد كبير منهم. في المقابل، كانت الأمور مختلفة في استراليا والتي لم تعاني من نقص في إمدادات الغذاء ولم تكن هناك حاجة للفائض الزراعي وبذلك قضى الاستراليين جل وقتهم في الرقص والغناء دون الحاجة إلى دولة قوية أو جيش أو مناعة لمواجه أي عدو.
وبعد ذلك بدأ يانيس الفصل الثاني بوصف التحول الكبير الذي طرأ على الأسواق مستعينًا بكتاب "التحول العظيم" لكارل بولاني بالعودة إلى التاريخ. كانت هناك ثلاثة عناصر للإنتاج وهي المواد الخام والأرض والعمل. أولًا، المواد الخام والتي تأتي من موارد طبيعية مثل الحديد والخشب ويعمل على استخراجها العبيد. ثانيًا، الأرض والتي يملكها قلة من الناس حصلوا عليها إما عن طريق الوراثة أو عن طريق الهبات والتي غالبًا ما كانت تعطى للجنود تكريمًا لإنجازاتهم في الحرب. ثالثًا، قوة العمل والتي يتم توفيرها من خلال العبيد أو الأقنان (فلاحين يُجبرون على العمل في حقول ملاك الأراضي، في مقابل الحماية والحق في العمل في الحقول). لم تكن الأرض ولا العمل من ضمن السلع التي تباع من أجل الربح بل من أجل استخدامهما لتوفير مائدة الطعام للأسرة، ولكن مع ظهور التجارة العالمية تغير هذا المفهوم وتحولت هذه العناصر إلى السلع تُباع وتُشترى من أجل الربح. ولكن كيف؟ مع تقدم الدول، بدأت أوروبا في صناعة السفن واستخدامها لاكتشاف مواقع جديدة ساعدت بدورها في اتساع حجم السوق. استخدم التجار الأوربيين الصوف خلال رحلاتهم البحرية للحصول على الحرير من الصين والتوابل والسيوف من الهند عن طريق المقايضة وقاموا ببيع هذه المنتجات عند عودتهم وبذلك أصبحوا تجارًا من الطبقة الغنية وأصبح وجودهم يمثل تهديدًا على طبقة الأغنياء من ملاك الأراضي. لم ينجح ملاك الأراضي في إيقاف هذه التجارة، وبدؤوا بالتفكير في كيفية المحافظة على مكانتهم الاجتماعية وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن هناك ضرورة لانضمامهم ومشاركتهم في أعمال التجارة العالمية وذلك من خلال بيع أو إتلاف جميع المحاصيل الزراعية غير المرغوبة بها عالميًا مثل البصل والشمندر وطرد الأقنان من بيوتهم وإحلال الخرفان مكانهم للاستفادة من بيع صوفها في الأسواق العالمية. ونتيجةً لهذا التحول العظيم، نشأت الأسواق (سوق الأراضي وسوق العمال) حيث بدأ أغلبية الأقنان في عرض وتأجير قوتهم لأصحاب الأراضي وقام البعض الآخر باستئجار الأراضي من الملاك بقيمة تحددها الأسواق العالمية (قيمة ما يمكن إنتاجه من الصوف). ولكن كيف يستطيع الأقنان استئجار الأرض وهم لا يملكون المال؟ كان عليهم أن يقترضوا المال من ملاك الأراضي أو المصرفيين وبالتالي أصبح الدَّيْنُ أولًا ودائمًا والعامل الرئيسي للعملية الانتاجية وبات على الأقنان التفكير في الربح كغاية لضمان بقائهم على قيد الحياة.
في الفصل الثالث والرابع، يتطرق يانيس إلى دور الدَّيْن في الاقتصاد وكيف يسيطر المصرفيون على الاقتصاد لأن العملية الإنتاجية كما ذكرنا أعلاه تبدأ بالدَّيْن وينتج عنها أرباح ولكن هذه العملية أيضًا هي التي تولد الانهيارات المالية والأزمات الاقتصادية. على سبيل المثال، لنفترض أن أحد الأقنان (ياسين) طلب دَّيْن من أحد المصرفيين للبدء بالعملية الإنتاجية في الحقول الزراعية. سيتم استخدام الدَّيْن لشراء البضائع والأدوات اللازمة للبدء بالعملية الإنتاجية. يأمل ياسين بقدرته على سداد الدَّيْن في المستقبل من خلال بيع المحصول الزراعي وسداد كامل المستحقات للمصرف والحصول على الأرباح المتبقية. ولكن حدثت عوامل مناخية أتلفت المحصول الزراعي لياسين وبالتالي تسببت في عدم مقدرته على بيع هذا المحصول وسداد قيمة القرض للمصرف. تأثر المصرف من جراء تخلف ياسين عن سداد قيمة الدَّيْن والتي تُمثل مال لشخص آخر قام بإيداعها في المصرف. انتشر الخبر لدى جميع المودعين أن أموالهم في خطر نظرًا لعدم مقدرة المصرف على إعادتها. قرر المودعين طلب أموالهم من المصرف ولكن المصرف لم ��ستجيب لهذه الطلبات وبالتالي تسبب في انهيار الاقتصاد وأصبح الاقتصاد في حالة ركود. في هذه الحالة فقط لا يستطيع أي شخص إنقاذ الاقتصاد إلا الدولة. والتي تقوم بالتدخل (من خلال المصرف المركزي) بإقراض المال (دَّيْن عام) للمصارف لكي تتمكن من إعادة الأموال إلى المودعين. لكن لماذا لا تعاقب الدولة المصارف على مخاطراتها بإقراض أشخاص لا يملكون الملاءة المالية؟ بسبب العلاقة المسمومة بين الدولة والمصارف. انظر إلى الجدول أدناه لمعرفة طبيعة هذه العلاقة:
بعد ذلك يوجز يانيس في الفصل الخامس أن أسباب فقدان الأسواق إلى الاستقرار ليس بسبب الدَّيْن فقط، بل ايضًا بسبب طبيعة سلعتين مهمتين وهي قوة العمل البشري والمال. فيما يخص قوة العمل، فإن قرار التوظيف يعد من أهم القرارات الاقتصادية. وبالنظر إلى عملية اتخاذ قرار التوظيف، فإن صاحب المنشأة لا يعتمد على القيمة التبادلية فقط (قدرة العامل على زيادة عدد الوحدات المنتجة مقابل قيمة الراتب الذي سيتقاضاه) بل أيضًا إلى التوقعات المستقبلية بشأن زيادة المبيعات. هذا ينطبق على سوق المال أيضًا، حيث إن أصحاب المنشآت يتأثرون بالتوقعات المستقبلية بغض النظر عن القيمة التبادلية للمال. على سبيل المثال: لنفترض أن البنك المركزي قرر خفض الفائدة وذلك لتحفيز الاقتصاد. سيتبادر إلى ذهنك أن صاحب المنشأة سيقدم على الاقتراض ويبدأ بالعملية الإنتاجية. ولكن ما يحدث هو مختلف!! حيث تبدأ الأفكار والتوقعات المتشائمة في السيطرة على صاحب المنشأة "إذا كان المصرف المركزي سيخفض معدلات الفائدة تخفيضًا كبيرًا إلى هذا الحد، لا بد أن الأمور تبدو سيئة ... أنسى الأمر!" وبالتالي يقرر التخلي عن فكرة الاقتراض.
في الفصل السادس، يؤكد يانيس أن الرغبة إلى الربح والتفوق في التنافس التجاري دفعت الكثير من رياديي الأعمال إلى ابتكار حلول لتقليل التكاليف وبالتالي زيادة الأرباح كما حدث في القرن الثامن عشر حين اخترع جيمس واط المحرك البخاري وتسبب في النهضة الصناعية. ولكنه متخوف من أن يحدث تحول جديد وهو أن تحل الآلات (الروبوتات) محل الأنسان في العملية الإنتاجية ليس لأنها ستقلل لتكاليف على أصحاب المنشآت فقط، بل لأن الآلات لا تنفق على المنتجات التي أنتجتها بعكس الإنسان مما سيحدث كارثة اقتصادية. وللتغلب على هذه الكارثة، يقترح يانيس أن يتم إنشاء صندوق (مملوك للجميع بنسب متساوية) يقوم بشراء عددًا من الآلات المملوكة من قبل الشركات وبالتالي تعم الفائدة على جميع البشرية!! ولكن هذا الاقتراح سيواجه مقاومة من الأقلية المالكة للآلات والأراضي والمصارف. وللتغلب على هذه المقاومة، يشرح يانيس في الفصلين الأخيرين كيفية التغلب عليها.
في الفصل السابع والثامن، تطرق يانيس إلى كيفية التغلب على مقاومة الأقلية المالكة للآلات والأراضي والمصارف وذلك من خلال ما يلي: أولًا، ضرورة التحكم بالعرض النقدي لرسم سياسات تمنع من فقاعات الدَّيْن والتنمية غير المستدامة أو الركود الاقتصادي من قبل المصرف المركزي. ثانيًا، أن تعمل الحكومة على تنظيم السوق من خلال وضع قوانين تحفز التجار لعمل الأنشطة المتاحة وتبعدهم عن الأنشطة التي تؤثر على الاقتصاد سلبًا. ثالثًا، فرض ضرائب على أرباح الشركات والتجار. ولكن لا يمكن التحكم بعرض النقود وتنظيم السوق وفرض ضرائب وإدارة التكنولوجيا والنظام البيئي وغيرها ... بشكل عادل إلا من خلال الديموقراطية وذلك عبر منح الشعب سلطة التحكم بها من خلال صوت واحد لكل شخص.
مراجعة الكتاب:
بدايةً أود الإشادة بإعجابي بالكاتب ليس لقدرته على شرح الاقتصاد بطريقة سهلة فقط بل لآرائه الراديكالية أيضًا. حيث كان يشير إلى كتابات كارل ماركس في أكثر من موضع بالكتاب علاوةً على استناده على كتابي "أسلحة، جراثيم وفولاذ" و"التحول العظيم" وهي من الكتب غير التقليدية في مجال الاقتصاد. ولكن لا أتفق في نقطتين ذكرها الكاتب وهي تأثير الآلات (الروبوتات) السلبي على البشر وأن البيروقراطية هي الحل لإدارة الأملاك بطريقة حكيمة. أولًا، أن هاجس استبدال الانسان بالآلات ليس بجديد، فكما ذكر نوح هراري في كتاب "العاقل" "أن خلال منتصف القرن الثامن عشر (أثناء انطلاق الثورة الصناعية)، تم إحلال بعض الوظائف البشرية بالآلات وذلك لقدرتها على إنتاج الكثير من السلع بتكاليف قليلة". ومن المتوقع (بسبب الثروة الرقمية والذكاء الاصطناعي) أن تحل الروبوتات محل الإنسان لتفوقها في مجال الحدس والربط بين المعلومات وحداثتها. بينما هناك أمور إيجابية أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار. مثلًا على المدى القصير، متوقع أن يتم خلق وظائف نوعية في الاقتصاد كمحلل البيانات والأمن السيبراني والتحكم بالآلات من بعد. كما يتوقع أن يكون هناك صعوبات للتخلي عن الإنسان في بعض المهن التي تتطلب قدرات ومهارات حسية وعاطفية عالية كالتي يتميز بها الطبيب والممرض. بالإضافة إلى أن عملية الإحلال ستستغرق فترة زمنية طويلة وذلك بسبب التجربة والاعتماد مما يُمكن الانسان على التكييف وتوفير بدائل كتطوير التعليم وتنظيم الأسواق كما حدث من قبل المشرعين في قطاع النقل خلال تعاملهم مع تطبيق أوبر. وعلى المدى الطويل، ستتم أتمتة أغلب الوظائف والتي ستعود بالفائدة على الملاك الروبوتات ويصبح بقية الشعب بلا عمل. ولكن قوة السوق ستصحح أي اختلال تجلبه الروبوتات. لنفترض أن الروبوتات أخذت مكان البشر. ماذا سيحدث؟ سيصبح هناك معروض كبير من المنتجات الغير مباعة والتي ستسبب كارثة اقتصادية مما يستوجب على ملاك الروبوتات إلى توظيف بعض العمال لخلق طلب على المنتجات وبذلك يكون السوق صحح نفسه أو كما يقال إن اليد الخفية حركت السوق. ثانيًا، أن الديموقراطية هي الحل الأمثل لإدارة الأملاك وتوزيع الثروات، فلا أتفق مع الكاتب فيما يقول، فقط يكفيك النظر إلى المجتمعات الديموقراطية القائمة حاليًا التي يشوبها الكثير من الفساد من خلال تأثير جماعات الضغط على القرارات والانتخابات. بالإضافة إلى أن الكاتب لم يُعْطِ امثلة ناجحة عن الديموقراطية. وفي النهاية، أرى أن الكاتب لم يتطرق إلى دور التعليم لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية. فالثورة الرقمية تحتاج إلى كفاءات عالية للتخطيط وإدارة هذه النوع من الموارد. ولم يستدل بالمؤشرات الاقتصادية التاريخية كالناتج المحلي وتوزيع الثروات بين المجتمع والخ لدعم وجهة نظره.
0 notes
Text
رئيس الوفد يتوعد من يحاول النيل بالحزب: سنفصلهم ونقاضيهم جنائيا
قال المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، عندما نتحدث عن المصالحة ونفتح الباب للتصالح، إنما نفتح الباب للتصالح الحقيقي وليس مع المفسدين والمخربين والمتآمرين الذين يريدون أن يُصدروا مشاهد غير صحيحة للخارج بوجود أزمات وصراعات داخل الوفد، وتلك خيالات لا وجود لها، وإنما الوجود الحقيقي هو تماسك الوفديين في المواقف والأوقات الصعبة التي تحتاج إلى تكتل للدفاع عن الوفد ومبادئه وتاريخه، وهو ما يتقدم فيه الوفد الأصيل.
وأكد رئيس الوفد، خلال كلمته التي ألقها أمام ضريح سعد باشا زغلول بمناسبة إحياء وكري زعماء الوفد الثلاثة اليوم السبت، بحضور قيادات وأعضاء حزب الوفد من المحافظات، أن حزب الوفد أمام التزامات تصل إلى مليون ونصف جنيه شهريًا تحتاج إلى مشاركة الجميع، والاتحاد مع الوفديين الأصلاء لحماية الحزب من المؤامرة المقصودة التي راهنوا عليها، وجميعهم يعلموا أن الأرض كانت محروقة، ومكدسة بأكوام من العراقيل، استطعنا بإرادة الوفديين التغلب عليها، ومن يريد المشاركة نرحب به.
وأضاف “أبو شقة”، أنه في يوم 30 مارس تسلمت الحزب بميزانية 400 ألف جنيه، والجريدة لم يكن فيها مليمًا، وقلت أن جريدة الوفد لن تُغلق بأي صورة من الصور، وسيبقي الحزب شامخًا لأكون مسئولًا مسئولية كاملة أمام الحزب والجريدة.
وأكد رئيس الوفد، أن أي محاولة للنيل من الحزب أو الوفديين، ستكون هناك إجراءات فصل ومحاكمات جنائية ومدنية، مؤكدًا أنه لا تهاون في الفترة القادمة، وعلى الجميع أن يلتزم بقواعد الحزب، دون الانحراف، لأن المسألة لا تتحمل أن نكون أمام منطقة رمادية، ومسك العصا من المنتصف، فمنذ اليوم الأول الذي اتفقنا فيه علي ترشحي، أكدت أن سياستي ستكون سياسة ثوابت “مساندة الدولة، عدم السماح بالتآمر عليها وعلى مصلحتها العامة ومصلحة الوطن والمواطن”، وأننا نساند القيادة السياسية، ليس تملقًا لأن حزب الوفد طوال تاريخه لم يتملق لحاكم، ولكن ل��ناء دولة ومشروعها الوطني، ومن حاد نقف ضده، لأننا أمام رئيس وطني يؤدي دور وطني، يحارب الإرهاب ويبني الدولة.
وتابع رئيس الوفد قائلا: الإنجازات التي حققها حزب الوفد في صرف 14 مليون جنيه على الجريدة لنفسد مخططات إفشالها وسقوطها وغلقها، وكانت مبادرة الوفد مع الناس، والوفد مع المرأة، والوفد مع الرياضة، والوفد مع الإعلام، والوفد مع الفن، وفتحنا الوفد مع المسئول ليأتي ونناقشه، وبعد انتهاء الإجازات الصيفية سنستقبل كل أسبوعين مسئول، وتلك هي مهمة الأحزاب الوطنية.
وأردف قائلا، أما الهيئة البرلمانية التي يتلسنون عليها وهم لا يعرفونها، لا أحد فيهم يعلم أن هذه هي إحدى الهيئات البرلمانية الفريدة في أدائها في الالتزام الحزبي والبرلماني، والفترة القادمة ستشهد إجراءات حاسمة وحازمة ضد التطاول أو محاولة المساس بالحزب أو بقيادات الحزب، وهذا الكلام سأضطر لطرحه على الجمعية العمومية وإن لم يتم الموافقة بنسبة 70% لن أستمر في الحزب، حتى لا يكون هناك محاولات لضرب الحزب، وعلى الجميع أن يدرك أن من يدونون ويتحدثون يتعاطون ويتقاضون ويمولون من مَن؟، وهو مرصود وسنحاسبهم ونقدمهم للمحاكمة الجنائية، لأنهم لا يدركون أن أفعالهم جرائم يُعاقب عليها القانون.
واختتم قائلا، من كل ما سلف نؤكد في كلمات في خاتمة الحديث أننا نعاهد الزعماء الثلاثة أننا على ذات الطريق وذات القيم سنسير، وأن حزب الوفد سيظل حزبًا شامخًا قويًا لاعبًا أساسيًا على المسرح السياسي في الفترة القادمة، ويرحب بأن يكون أمام حزبين أو ثلاثة أقوياء، يكون الوفد فيها لاعب أساسي على المسرح، وأي حزب سياسي قوي ينشأ سنباركه، لأننا حزب يعلم جيدًا مفهوم الديمقراطية، وفي تاريخه هو الدفاع عن الدستور والحرية، ونطمئن المصريين والوفديين تماسكوا، ضد كل هذه الفتن التي تدركونها، وأراهن على وفدية هؤلاء الأصيلة.
The post رئيس الوفد يتوعد من يحاول النيل بالحزب: سنفصلهم ونقاضيهم جنائيا appeared first on neroonews.
from WordPress https://ift.tt/2ZtVKf6 via IFTTT
0 notes
Text
دبي: «الخليج» يشهد منتدى أهداف التنمية المستدامة في التنفيذ الذي ينظم ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، بالشراكة مع اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، حوارات موسعة هادفة لتمهيد الطريق نحو تحقيق الأجندة العالمية للتنمية المستدامة. ويأتي تنظيم المنتدى ضمن الفعاليات المصاحبة للقمة العالمية للحكومات 2024، التي تعقد بدبي في الفترة من 12 إلى 14 فبراير/ شباط الجاري، بمشاركة رؤساء دول وحكومات، وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، و120 وفداً حكومياً، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير. أكد عبد الله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أن دولة الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة، أصبحت نموذجاً عالمياً يحتذى في مجالات التنمية المستدامة، مشيراً إلى جهود الدولة المتواصلة في تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 على الصعيدين، الوطني والعالمي. وقال: إن من أهم ما يعكس حرص دولة الإمارات على المساهمة الفاعلة في دعم الجهود العالمية في هذا المجال، ما جاء في تقرير المراجعة الطوعية للدولة الذي تم استعراضه في جلسة خاصة بالمراجعات الوطنية الطوعية القائمة على البيانات لأهداف التنمية المستدامة، ضمن أعمال «المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة» في يوليو/ تموز الماضي. وأضاف أن دولة الإمارات تواصل العمل الدؤوب لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجالات مكافحة الفقر والقضاء على الجوع، وتعزيز جودة الرعاية الصحية والصحة المجتمعية، وغيرها من الأهداف السامية على الصعيد العالمي، من خلال الشراكات البنّاءة مع دول العالم والمنظمات الدولية لمساعدة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، لا سيما الأقل حظاً، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعد داعماً دولياً رئيسياً لمشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة. ويتناول منتدى أهداف التنمية المستدامة التحولات المستقبلية والحلول المبتكرة للتحديات العالمية التي ستسهم في تشكيل مستقبل أفضل للبشرية، بالتركيز على 7 محاور أساسية، تشمل تعزيز وتيرة النمو والتغيير لحكومات فعالة، والذكاء الاصطناعي والآفاق المستقبلية الجديدة، والرؤية الجديدة للتنمية واقتصادات المستقبل، ومستقبل التعليم وتطلعات مجتمعات الغد، والتحولات العالمية الجديدة، والتوسع الحضري وأولويات الصحة العالمية. يذكر أن منتدى أهداف التنمية المستدامة، شكّل منذ إطلاقه عام 2016 منصة لتعزيز الابتكار نحو تحقيق الأهداف العالمية. ويناقش المنتدى في القمة العالمية للحكومات 2024 التحديات العالمية من خلال حلول ومشاريع ومبادرات مبتكرة لتسريع إيجاد حلول مستدامة لجميع التحديات الكبرى في العالم. وأطلقت القمة العالمية للحكومات من خلال المنتدى منصة تفعيل أهداف التنمية المستدامة، بهدف تعزيز التركيز على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ال 17 المعتمدة حول العالم. وقد تم إطلاق المبادرة في شراكة مع القمة العالمية للحكومات والأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وعدد من الشركاء المحليين والدوليين، بهدف التغلب على التحديات التي تواجه عمل الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. يشار إلى أن اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة تشكلت بموجب القرار الصادر عن مجلس الوزراء في يناير/ كانون الثاني 2017، وترأس اللجنة ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ويتولى المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء أمانة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وتضم اللجنة في عضويتها وزارة شؤون مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية، و13 جهة حكومية على المستوى الاتحادي، ويتشارك جميعهم مسؤولية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الوطني، ورصد التقدم المحرز بشأن الأهداف، وإشراك أصحاب المصلحة المعنيين، ورفع التقارير الدورية عن إنجازات الدولة. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
Text
من أين تأتينا بهذه المصطلحات "التغلب السياسي"؟!!
من أين تأتينا بهذه المصطلحات “التغلب السياسي”؟!!
ما كدنا ننتهي من مصطلحك “التغلب” الذي كنت تقصد به العسكري، حتى خرجت علينا بمصطلح جديد “التغلب السياسي”!!
(more…)
View On WordPress
#التغلب#التغلب السياسي#الجيش الوطني#الحكومة السورية المؤقتة#الحكومة المؤقتة#الشام#الشمال السوري#الصراع على السلطة#بلاد الشام#تركيا#توحيد الحكومتين#حكومة الإنقاذ#سلقيني#سوريا#علم الثورة#هيئة تحرير الشام
0 notes
Text
تدهور الاقتصاد السوداني .. دراسة الأزمة واتجاهات الحلول!!
الحلقة الأولى مقدمة في ظل الحراك الذي تشهده البلاد وتجاذبات القوى السياسية السودانية وصراعاتها حول السلطة وبحثها عن آليات وبدائل لملء الفراغ الذي خلفه النظام السابق، ونقاط اتفاق لعلاج الأزمات الاقتصادية وتصاعدها، وتراخي بعض مؤسسات الدولة المعنية بضبط وتتبع عملية التطوير الاقتصادي، وزيادة مخاوف الناس من المصير المجهول للاقتصاد السوداني، في ظل هذا الوضع الحالك والرؤية القاتمة كان المجلس العسكري الانتقالي ينظر من زاوية أخرى إلى ضرورة إجراء عملية الإصلاحات العامة بالدولة، ووضع أولوية للإصلاح الاقتصادي بمفاهيم تبدأ بتتبع ومحاربة الفساد ووضع أولويات للاستثمارات ومشاريع البنى التحتية وتطوير النظام الجمركي وعائداته وتقوية النظام المصرفي وسيادة حكم القانون. (الصيحة) تحصلت حصريًا على ورقة “الاتجاهات الرئيسية للإصلاحات الاقتصادية وسيادة العدالة والقانون وأسباب الأزمة الاقتصادية وآفاق الحلول الجذرية لها”، وسننشرها في حلقات تباعاً لمزيد من التحليل والمراجعة. الخرطوم: رشا التوم في محاولة للكشف عن المشكلات الحقيقية التي قعدت بالاقتصاد السوداني، وأدت إلى تدهوره بصورة مريعة خلال فترة نظام الحكم البائد، وقفنا في هذه السانحة على وجهات نظر اقتصادية مختلفة للبحث والتحليل ووضع خارطة طريق للمستقبل تفادياً للأخطاء القاتلة والجرائم المالية والتعدي على المال العام والتي وجهت ضد الاقتصاد خلال العقود الثلاثة الماضية. وبعد تحليل الوضع الاقتصادي الحالي، يتضح أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، قامت السلطات السابقة بإخفاء الحجم الحقيقي للمشاكل الاقتصادية في البلاد. وبدلاً من اتخاذ قرارات منظمة تتطلب الكثير من الجهد، استخدمت السلطات في معظم الأحيان أسهل الطرق لحل المشكلة والتي في الحقيقة زادت الطين بلة بدلاً من إنهاء الأزمة التي جعلت النظام السابق امام تحدٍّ كبير في الوفاء بالفترة الزمنية التي التزم بها، ومن ثم باءت بالفشل، وبما أن المجلس العسكري الانتقالي أمسك بمقاليد الحكم في الفترة الانتقالية القادمة، وسعياً لرسم خارطة طريق واضحة تعينه في تحقيق مبتغاه، والنأي عن ذات الطريق السابق، وتحديد فترات زمنية للتخلص من هذه التحديات باتخاذ قرارات اقتصادية لمواجه المشكلات التي تقف في طريقه لتحقيق أول المبادئ (معاش الناس). أبرز التحديات تتمثل أهم المشكلات الاقتصادية الناجمة عن فترة النظام السابق في ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية، وشح السيولة وأزمة الوقود وارتفاع معدلات التضخم والأسعار بالأسواق. معضلة الدولار تعتبر قضية ارتفاع الدولار في السوق السوداني معضلة رئيسية وإشكالية بالغة التعقيد، وهي قضية البلاد الاقتصادية الأولى، والدولار تسبب في أزمة الوقود والنقود والخبز وارتفاع سعره من 5 جنيهات الى ما يقارب الـ 68 جنيهاً حتى يوم أمس، ونشطت التجارة غير المشروعة في سوق العملات، وانتعاش السوق الموازي على حساب السوق الرسمي، وخلق�� كثيرٍ من الممارسات الخاطئة والتي شوهت الاقتصاد وأثرت على معاش الناس وأصبح المواطن والحكومة ف�� رحلة البحث عن الدولار. التهريب سمة العصر انتشرت ظاهرة تهريب السلع الاستراتيجية والغذائية مثل الوقود والدقيق والذهب، والتي عجزت الحكومة السابقة عن القضاء عليها، فوقف نزيف التهريب بشكل نهائي وسريع في الذهب الذي أصبح بديلاً للبترول بعد فقدانه عقب انفصال الجنوب، يمثل تحدياً ىخر، فالسودان ينتج ٢٠٠ طن من الذهب، بحسب دراسات أجريت فترة سابقة، والمعلن فعلياً في حدود 100 طن، بينما الذي يدخل خزينة الدولة كعائد من حصيلة الصادر للذهب ٢٨ طناً مع العلم بأن قيمة المئتي طن في السوق تعادل ٨ مليارات دولار نفس رقم احتياج الدولة من الدولار، فحال استطاع المجلس الانتقالي الجديد محاربة التهريب، فسوف ترتفع العائدات لتوفير الدولار الذي تحتاجه الدولة والمواطن. الميزان التجاري يقدر عجز الميزان التجاري بحوالي ٦ مليارات دولار نتيجة طبيعية خلفتها الفجوة الكبيرة بين واردات البلاد وصادراتها حيث تصدر البلاد 6 من إجمالي ٩٩ سلعة، مما يؤكد أن العجز التجاري الكبير في ميزان التبادل التجاري يمثل تحدياً صعباً، إذ أن حجم الدعم في ظل انهيار الجنيه أمام الدولار بات أكبر، وهذا يعني صعوبة توفير مبلغ الدعم من موارد محلية، بينما تحول الظروف السياسية الراهنة دون اتخاذ قرارات إصلاحية. دقيق الخبز بالعودة إلى الوراء قليلاً، نجد أن مشكلة الدقيق نشأت في العام٢٠١٦م، مما يعني وجود عبء كبير على ميزانية الدولة في شراء القمح للمخزون الإستراتيجي مع بقاء استيراد القمح من الخارج مما يعني مضاعفة الصرف وهذا تحدٍّ كبير للمجلس العسكري. شح السيولة والثابت أن معضلة شح السيولة أرهقت الحكومة السابقة، وعجزت عن حلها، وجنحت نحو طباعة النقود أي أنهم طبعوا أموالاً ليس لها مقابل من الاحتياطي بالبنك المركزي مع الحفاظ على مستوى عال من الإنفاق الحكومي والتي كان حجمها 50 ترليون جنيه بحسب تصريحات سابقة، بجانب عدم توفر ضمانات كافية لتوفير السيولة بالمصارف. ويعود السبب الرئيس فيها إلى السياسات الخاطئة من بنك السودان وما ترتب عليها من تعاملات ربوية في أغلب قطاعات الاقتصاد السوداني وتعد من أسوأ المشكلات التي واجهت اقتصاد البلاد. والشاهد أن التجربة الدولية تبين أن هذا النهج قد أدى بالفعل إلى الانهيار الاقتصادي بالبلدان الإفريقية. النفط.. الرهان الخاسر الحكومة السابقة، قامت باتخاذ العقوبات الاقتصادية والتراجع في عائدات النفط بعد انفصال جنوب السودان كمبرر للوضع الاقتصادي، وهو أمر غير صحيح، ولكن لا يلغي أن هناك تأثيراً سلبياً كبيراً لهذه العوامل على مستوى التنمية الاقتصادية. القطاع الصناعي ظل كثيرون ينادون بضرورة إزالة التشوهات الاقتصادية الهيكلية والإدارية التي تعوق الصناعة المحلية التي تسببت في إغلاق أكثر من 40% من المصانع عن الإنتاج، وعليه توقف عدد كبير من المصانع عن العمل بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج وعدم المنافسة الداخلية. شبح التضخم ارتفعت معدلات التضخم بدرجة كبيرة أرهقت المواطن، وجعلت القوة الشرائية للنقود تقل وأصبح أكثر من 60% من الشعب السوداني تحت خط الفقر بالمقياس العالمي دولار وربع الدولار في اليوم، بما يعادل 35 دولاراً في الشهر، وكان طبع العملات غير المُقابَل باحتياطي للعملة المحلية من أهم العوامل في نمو التضخم، حيث وصل معدل التضخم إلى ٧٢.٩% في العام ٢٠١٨ (أحد أعلى المعدلات عالمياً). وفي محاولة للحكومة السودانية للسيطرة على معدل التضخم، قامت بمنع عملاء البنوك من سحب السيولة. وأدت هذه الخطوة إلى إضعاف ثقة المواطنين في النظام المصرفي، وأصبحت الدافع لنشوء السوق “الأسود” للسيولة. فالمبالغ التي تسحب من الحسابات المصرفية لا تتم إعادة تحويلها إلى النظام المصرفي، بل يتم استعمالها في مضاربات السوق الأسود. والسلع والخدمات التي لا يتم محاسبتها نقداً تكون أغلى بـ ١٠ إلى ٢٠% من سعرها نقداً، مما أدى إلى نشوء طبقة جديدة من الوسطاء مقدمي خدمات سحب السيولة من الحسابات البنكية. وعليه، فالمجلس منوط به المضي نحو مراجعة الرسوم والضرائب المفروضة على على السلع لتوفير الخدمات المدعومة للمواطنين. محاربة الفقر تم إعداد وثيقة قومية لاستراتيجية خفض الفقر، لفترة خمس سنوات اعتباراً من العام الماضي، وعليه فبإمكان المجلس الانتقالي أن يعيد النظر في مخرجات الوثيقة أو استبدالها وإجراء دراسات مستفيضة في هذا الشأن لمعرفة حجم الفقر بأرقام واقعية واتباع أنجع السبل لتخفيف الفقر على الشرائح الضعيفة في المجتمع السوداني كافة، وتوفير الدعم الاجتماعي والضمانات الاجتماعية بصور شتى. تحديات مستقبلية من أهم المتطلبات المرجوة من رئاسة الجمهورية والخطة الإستراتيجية متمثلة في مضاعفة الإنتاج والإنتاجية وتوطين الصناعة وقضية استحداث التقنية الزراعية للتمكين من الزراعة بتكلفة أقل. ويمضي رأي اقتصادي آخر بأن أحد أهم الأسباب للأزمة الاقتصادية الراهنة الكفاءة المنخفضة على مستوى إدارة الدولة وعجز الموازنة العامة للدولة على المدى الطويل وعدم الكفاءة والإنفاق المبالغ به في بعض المصروفات الحكومية إضافة إلى انخفاض الإيرادات الحكومية وعدم كفايتها (انتشار ممارسة التهرب الضريبي من قبل دافعي الضرائب). وتعذر الوصول لسوق القروض الأجنبية واستفادة السوق المحلي من القروض الحكومية لا يسمح بتغطية عجز الموازنة بالمبالغ المطلوبة بطرق غير تضخمية. ولا ننسى المديونية الكبيرة للدولة مع استمرار وجودها في قائمة الدول الراعية للإرهاب والذي لا يترك مجالاً سوى الاعتماد على الموارد المحلية والمساعدة المحدودة من الدول الشريكة. بجانب عدم تغطية العجز التجاري بأي من بنود حساب العمليات الجارية هو السبب الرئيسي لشح العملة الأجنبية في الدولة، التي تعد من الأسباب الرئيسية للوضع الراهن. تدني الإنتاج الصناعي وفي دراسة أجراها الخبير الاقتصادي د. عبد الله الرمادي، كشفت عن ��وقف 80 % من المصانع عن العمل بسبب السياسات الخاطئة وتجفيف السيولة، ويواجه القطاع تهالك آلياته ومعداته وأساليب الإنتاج القديمة، وتدني مستويات الجودة، ويعد مستوى التنمية في قطاع الصناعة التحويلية غير كافٍ وذلك نتيجة لانخفاض القيمة المضافة لسلع الصادر مع ارتفاع مستوى التهريب بما في ذلك تهريب الذهب. قطاع النقل وقالت ذات الدراسة أن القطاع يواجه مشكلات تعوقه عن القدرة على المنافسة العالمية لتخلف أوعية وأساليب النقل والسكة، حديد أصابها انهيار تام واستبدلت بالشاحنات، رغم أن السكة الحديد أقل تكلفة مالية في ترحيل البضائع. القطاع السياحي وأكد الرمادي أن القطاع السياحي يعاني من ضعف شديد وتدنٍّ كبير في البنى التحتية لا سيما في الأقاليم ويفتقر إلى وسائط النقل المريحة والحديثة، وشركات السياحة والتسويق، وحال أعيدت صياغة متطلباته سيكون مرتعاً خصباً للمستثمرين من الخارج. روشتة اقتصادية ولكي نضع خارطة طريق محددة المعالم للسير عليها مستقبلاً لإصلاح اقتصادي شامل، يرى الرمادي أن وضع الاقتصاد السوداني المنهك من الحروب والمستنزف من الترهل الأداري والتغول السياسي والمنعدم الكفاءة في كافة القطاعات والمناحيوالذي أجهده الفساد، لا يمكن أن يكون أهلاً لتحقيق معدلات النمو التي يطمح لها الجميع إلا في حالة واحدة، وهي إحداث ثورة في جميع مناحي الاقتصاد تنفض عنه التراخي والتسيب وتثبت في أوصاله نهضة جامعة تجعله أهلاً للطموحات التي تتناسب مع الإمكانيات الهائله للبلاد، مطالباً بخفض عدد الوزارات، وأن لا تزيد عن 20 وزارة والاستغناء عن وزراء الدولة وإعادة هيكلة الخدمة المدنية، وإلغاء الإعفاءات وعدم فرض ضرائب على الاستهلاك مع التوسع في الضرائب المباشرة على الشرائح العليا مع الحرص على أن تكون أفقية بتوسعة المظلة الضريبية، منادياً بإلحاح بإلغاء العمل بسياسة التحرير الاقتصادي والتي أضرت بالاقتصاد كثيراً على حد قوله وإعادة هيكلة نظام الحكم المترهل في الولايات والمعتمديات، ووقف التوسع في المباني الحكومية، واجتثاث الفساد واسترداد المال العام المنهوب من قبل النظام السابق، ووضع خطة للارتقاء بالاقتصاد السوداني وصولاً لمرتبة متقدمة ضمن الاقتصاديات العالمية. رسم معالم الطريق لذا التغلب على الأزمة الاقتصادية والمضي قدماً نحو النمو الاقتصادي يتطلب وضع برنامج إصلاحات على نظام الدولة كله، وستكون بعض القرارات القسرية مكروهة وتؤثر على قطاعات واسعة من المجتمع السوداني. ومن الضروري تنفيذ برنامج الإصلاحات في المجالات الرئيسية بالتوافق مع مكونات المجتمع السوداني كافة والأحزاب السياسية، ويتبع ذلك حملات إعلامية واسعة النطاق بغرض التوعية لعامة الشعب والمختصين في الشأن الاقتصادي، والأزمات الاقتصادية لأن مصلحة الدولة أن توحد كل المعارف والخبرات والتجارب العالمية لإصلاح الاقتصاد.
via Blogger http://www.alsudannews.com/2019/07/blog-post_981.html
0 notes