Tumgik
#إيليا سليمان
lifestill · 3 years
Photo
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
Chronicle of a Disappearance (1996) dir. Elia Suleiman
11 notes · View notes
al-jakob · 3 years
Text
Tumblr media
☁️⚘المسجد الأقصى المبارك بين الماضي والحاضر⚘☁️
فرح قادة الجيوش الإسلامية بقدوم أمير المؤمنين
إلى #الجابية فرحا عظيما ،،
فرحبوا به واحدا واحدا ،،، و اعتنقوه ،،،
ثم خطب فيهم سيدنا #عمر خطبة عظيمة ،،، قال فيها :
(( أيها الناس ،، أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم ،،،
و اعملوا لآخرتكم ، تكفَوا أمر دنياكم ،،،،
مَن أراد الجنة لزم الجماعة ....،،،
فإن الشيطان مع الواحد ،،، وهو من الاثنين أبعد .... ))
وتضمنت تلك الخطبة تنبيها غريبا لهؤلاء المسلمين
(( المجاهدين )) الذين تركوا الدنيا كلها وراء ظهورهم ،،
و جاءوا إلى هذه البلاد يحملون أكفانهم على أيديهم لنصرة دين الله تعالى ،،،!!!!
، فلا يتوقع أحد أن يستمع إلي مثل هذا التنبيه في مثل هذا المقام ،، و من أمير المؤمنين نفسه على أرض الفتح
و النصر و التمكين ،،!!!!!
لذلك .... فعلينا أن ننتبه معهم ،،،،،
قال لهم عمر بن الخطاب :
(( ولا يخلون أحدكم بامرأة ،،،،
فإنه إن خلا بها فإن الشيطان ثالثهما .... ))
خشي عمر بن الخطاب أن يفتتن المسلمون بنساء الشام الجميلات ،،،، فيقعوا في المحظور ،،،، فيضيع دينهم ،،
فإن ضاع دين المسلمين ، فما قيمة الفتوحات ...؟!
و إن ضاع دين المسلمين ، فكيف يتنزل عليهم النصر .. ؟!
وبعد الخطبة ،،،، أمر سيدنا #عمر بلالَ بن رباح أن يؤذن للصلاة ،،،، فرفض في البداية ،،،
لأنه كان ممتنعا عن رفع الأذان منذ وفاة حبيبه
#محمد صلى الله عليه وسلم ،،، ولكن #عمر ألح عليه .... حتى بدأ بلال يؤذن ،،،،
لأول مرة بعد وفاة رسول الله ،،
فلما وصل إلى : (( أشهد أن محمدا رسول الله )) ،،
لم يستطع أن يكمل الأذان ،،،، و أخذ يبكي ،،
حتى أبكي معه المسلمين جميعا ،،، !!
فلم يُر أحد منهم إلا باكيا في هذا اليوم العظيم ،،،!!!
فها هم يحققون وعد رسول الله بالنصر ،،، !!
، و هاهم يفتحون بيت المقدس ،، و يحررون المسجد الأقصى الأسير ،، بعد خمس سنوات فقط من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .... !!!!
(( العُهدة العُمَرية ))
كتب أمير المؤمنين عقد الصلح مع أسقف القدس ووالي المدينة ،، هذا العقد لا ي��ال محفوظا في كنيسة القيامة
حتى الآن ،، ويسمى :
(( #العُهدَة_العُمَرية )) ...
وكان مما كتب سيدنا / #عمر في هذا العقد :
(( ... هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب
أهلَ إيليا ( يعني : أهل القدس ) ،،،
أعطاهم أمانا لأنفسهم ، و أموالهم ، و كنائسهم ، و صلبانهم ،
فلا تُسكَن كنائسهم ، و لا تُهدَم ،،،، ولا يُنتقص منها ،،،
ولا من خيرها ،،، ولا من صَليبهم ،،، ولا من شيئ من أموالهم ،،،
ولا يُكرهون على دينهم ،،، ولا يُضارّ أحد منهم ،،، و ألا يسكن معهم في ( إيليا ) أحد من اليهود ...
( وكان هذا مطلب أهل القدس النصارى من سيدنا عمر ) ،،،
وعلى أهل ( إيليا ) أن يعطوا الجزية ،،، و أن يُخرِجوا منها جند الروم ، فمن خرج من الروم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغ مأمنه ،،، و مَن أحب من أهل ( إيليا ) أن يخرج مع الروم فهو آمن أيضا ....))
هذا هو عدل الإسلام ،،،، هذه هي أخلاق الفاتحين المسلمين ،،
( لا إكراه في الدين ) ،،،، !!!
كُتبت تلك العُهدة العُمَرية في #الجابية ليلا ،،،، فلم يصبر المسلمون حتى يطلع النهار ،،،، و توجهوا جميعا في الطريق إلى #بيت_المقدس ،،، و أخذوا يسرعون الخطا ،،،
و قد حملهم الشوق إلى (( المسجد الأقصى ))
بدأ سيدنا عمر بن الخطاب أولا بكنيسة القيامة ،،
تلبية لاستضافة أسقف القدس ،،، وفي الكنيسة أراد سيدنا عمر أن يصلي ،،، فعرض عليه الأسقف أن يصلي فيها ،،،
فرفض عمر ،،، وقال :
(( أخشى أن يأتي الناس من بعدي فيقولوا :
( هنا صَلّى عمر بن الخطاب ) ، فيأخذوا الكنيسة من أهلها ،،،
،،، ولكن .... دُلَّنِي على المسجد الأقصى ... ))
(( الصخرة المشرفة ))
في صحيح مسلم :
عَنْ أبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه أنه قالَ:
(( قُلتُ يا رَسولَ اللهِ، : أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ ))
قالَ: (( المَسْجِدُ الحَرَامُ ))
قُلتُ: (( ثُمَّ أيٌّ ؟ ))
قالَ: (( المَسْجِدُ الأقْصَى ))
قُلتُ: (( كَمْ بيْنَهُمَا ؟ ))
قالَ:
(( أرْبَعُونَ سَنَة ً ،،، وأَيْنَما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهو مَسْجِدٌ. .))
دخل عمر بن الخطاب مع المسلمين المسجد الأقصى بعد منتصف الليل ،، و توجهوا إلى الصخرة المشرفة ،،، ليفاجئهم ذلك المشهد الأليم .... فقد اختفت الصخرة المشرفة تماما تحت أكوام الزبالة .... !!!!
المسجد القِبْلي ...
كان المشهد صادما للجميع ...... !!!
أكوام من القمامة تغطي الصخرة المشرفة بالكامل .... !!!
ظل المسلمون منذ وصولهم إلى المسجد الأقصى في منتصف الليل _ ومعهم أمير المؤمنين /#عمر_بن_الخطاب رضي الله عنه _ ظلوا يرفعون القمامة على ثيابهم لتنظيف #الصخرة ،،،،!!!
فانتهوا من هذا العمل الشاق عند طلوع الفجر ... !!!!
ثم رُفِع أول أذان في رحاب المسجد الأقصى ،،
،، و صلى سيدنا #عمر بالمسلمين صلاة الفجر ...
💫 المسجد الأقصى لم يكن مسقوفا ،،،، فأراد أمير المؤمنين/
عمر بن الخطاب أن يبني مسجدا مسقوفا ليصلي فيه الناس ،،، واختار أن يكون هذا المسجد في جنوب المسجد الأقصى ،،
ليكون ناحية القبلة ( الكعبة ) جنوبي الصخرة المشرفة ،،،
و بالفعل تم بناء مسجد مسقوف من الخشب يستوعب حوالي 1000 مُصَل ، وسمي : (( المسجد القبلي : بكسر القاف ، و تسكين الباء )) ، و ذلك لأنه يقع في الجنوب ،، في اتجاه القبلة ،،،، !!
وهذا المسجد أعيد بناءه من الحجارة بدلا من الخشب في
عهد الصحابي الجليل سيدنا :
(( معاوية بن أبي سفيان )) رضي الله عنه ، الذي وسعه
ليستوعب 3000 مصَل ،،، !!!
ثم أعيد بناءه ، و توسعته من جديد في عهد الخليفة الأموي /
عبد الملك بن مروان ، و ابنه (( الوليد )) ليصبح ذلك المسجد الجامع الرئيسي (( ذو القبة الرصاصية )) ، الذي يخطب فيه خطيب الجمعة ،،، والذي يظن معظم المسلمين خطأ أن هذا الجامع فقط هو المسجد الأقصى ،،، !!
و الحقيقة ....
أن رحاب المسجد الأقصى حاليا تستوعب ستة مساجد أخرى
غير هذا (( المسجد القبلي )) ....!!!
فيوجد :
1 المصلى المرواني ، و
2 مصلى الأقصى القديم ، و
3 مسجد قبة الصخرة ( الذهبية ) ، و
4 مسجد البراق ، و
5 مسجد المغاربة ، و
6 جامع النساء ..... !!!
هذا بالإضافة إلى الساحات الواسعة الغير مسقوفة ،،، و الأشجار التي تقع داخل حدود المسجد الأقصى ،،، فمن صلى تحت أية شجرة فيه ،،، أو تحت أية قبة ، أو سقف ،،، أو داخل أي مسجد من تلك المساجد فهو يصلي في المسجد الأقصى ، و ينال ،، بإذن الله ،، الأجر المضاعف على صلاته ... !!!
تعرضت مساجد ، و مباني المسجد الأقصى للزلازل مما أدى إلى تصدعها ،، فتم ترميمها في عهد أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي ،،،،!!!!
و ظل المسجد الأقصى المبارك في أيدي المسلمين 400 عام منذ فتحه عمر بن الخطاب ، وحتى احتله الصليبيون .. !!!
ثم كان التحرير الثاني للمسجد الأقصى على يد
البطل العظيم / #صلاح_الدين_الأيوبي ،،،، إلى أن جاء الاحتلال الصهيوني اللقيط ليدنس الأرض المقدسة على حين غفلة ، و هوان من المسلمين ،،،!!!!
وفي عام 1969 أحرق اليهود _ أحرقهم الله _ المسجد القبلي ، و منبر صلاح الدين الأيوبي ،،،،
، ثم أعيد ترميمه بعد ذلك من قبل الأردن
🔨 و الآن ....
يعمد الصهاينة الملاعين _ منذ سنين _ إلى أعمال حفر مستمرة تحت أغلب الجدار الجنوبي للمسجد القِبلي ليصلوا إلى هيكل سليمان المزعوم ،،، مما يهدد أساسات المسجد ... !!!!
و ها قد عرفنـا من لبى النداء ، ومن قصر ..!!
والأقصى هو اية من كتاب الله ،،
ونصرته واجبة على كل مسلم ، وعربي ..
ومن لم يلبي النداء ، ولم يهتم لصرخاته ..
فهو بلا شك لن يكون مسلماً ، بل يتبرأ منه الاسلام ..
وسيحاسب الله كل متخاذل ..
Tumblr media
16 notes · View notes
son-of-the-internet · 4 years
Photo
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
الزمن الباقي إيليا سليمان
The Time That Remains
Elia Suleiman
2009
8 notes · View notes
amaadmag · 6 years
Photo
Tumblr media
“الزمن المتبقي”..فيلم فلسطيني ينتزع الإعجاب بأشهر دار عرض في براج -- كتبت - شاهيناز جمال ضمن فعالياتها لإحياء الذكرى السبعين للنكبة وبالتعاون مع لجنة أصدقاء فلسطين، عرضت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية التشيك فيلم "الزمن المتبقي" للمخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان في العاصمة براغ. وقالت سفارة فلسطين في تصريح، أن عرض فيلم "الزمن المتبقي" يمثل فرصة لكل من يريد الإستماع إلي الرواية الفلسطينية من أناسها العاديين وأبطالها الحقيقيين، لأنه يقدم رواية متماسكة ذات بعد إجتماعي وإنساني ووطني في تأريخ النكبة، وما تلاها من عقود. وأضافت السفارة انها تعاونت مع شركائها لترجمة الفيلم إلي اللغة التشيكية لأول مرة واختارت سينما "ليتسرنا" التاريخية الأشهر وسط العاصمة براج لعرض الفيلم، تقديرا لقيمته الفنية ورسالته الإنسانية البليغة التي أهلته للفوز بعدة جوائز دولية. وعبرت المتضامنة يانا ريدفانوفا من لجنة أصدقاء فلسطين عن بالغ سعادتها بعرض الفيلم في براج قائلة: لقد كان جميلا وملهما أن نرى قاعة العرض السينمائي ممتلئة بأناس معنيين ومهتمين بقصة شخصية لعائلة فلسطينية، تجرعت النكبة وأصبحت غريبة على أرض بلادها. وأكدت إن إهتمام الرأي العام الواسع في براج بهذه القصة يثبت أن الأحداث الثقافية التي ترتبط بالرواية الفلسطينية فعالة للغاية، وهو ما يجب أن نركز عليه في فعاليتنا القادمة. من جانبه، أشار رئيس تنسيقية القدس في جمهورية التشيك محمد الكايد إلي أن الفيلم قدم رواية سردية فلسطينية للمعاناة التي تشكلت معها الشخصية الفلسطينية جراء النكبة وضياع الوطن من خلال على شخص المخرج وبطل الفيلم إيليا سليمان، إذ لا يمكن الفصل بين ما هو شخصي وما هو عند الحديث عن مصائر الشعوب. ويرى "الكايد" بأن كثافة الحضور الذي غلب طابع الشباب كانت تشيكية خالصة ضمن حالة نضج في توجيه الأنشطة للتركيز على مخاطبة هذه الفئة التي صارت تشكل الرأي العام المحلي التشيكي، من خلال تأثيرها واشتغالها على وسائل التواصل الإجتماعي على أقل تقدير.
0 notes
ya-ali-madad-0 · 7 years
Photo
Tumblr media
أين ولد المسيح عليه السلام؟ اليزابيث آشوري تكن بيت لحم موجودة على الخارطة في أورشليم عندما ولد يسوع (1)، وإنما كان هناك مدينة أخرى اسمها بيت لحم تقع في لبنان أما بيت لحم التي يزعمون أن يسوع ولد فيها فقد ولدت بعد قرون طويلة من ميلاد يسوع المسيح ومن هنا فقد حامت الشبهات حول مكان ولادة يسوع. حتى أن اثنين من كتبة الاناجيل وهما مرقس ويوحنا لم يذكرا شيئا عن ولادة يسوع وطفولته وتجاوزا ذلك وهذا ملفت للنظر حقا، إن مرقس (واضع الإنجيل الأول) ويوحنا مع شهرة إنجيله لا يذكران اي كلمة عن ميلاد المسيح، لا عن مكان ولادته ولا عن احداث طفولته؟! فالاثنان يبدآن إنجيلهما بسيرته بعد بعثته مباشرة متجاهلين كل ماضيه ، وكانهما شعرا ان في ولادة يسوع امرا مريبا. فبيت لحم التي يزعمون ان يسوع ولد فيها لم تكن موجودة ولا يعرف احد لماذا اقحم يسوع فيها فقد جاء في الكتاب المقدس نفسه ما يُفند ذلك حيث يقول : ((وتنتهي حدود أرض زبولون (في الجليل إلى الشرق من جبل الكرمل) الى وادي يفتح إيل وقطة ونهلال وشمعون ويرألة وبيت لحم)) وجاء في التعليق على عبارة ( بيت لحم) هذه، الشرح التالي، بالحرف الواحد : هي غير بيت لحم التي في يهوذا، وكانت في الجليل الاسفل)). (2) من هذا المنطلق ونظرا لقوة الشبهات انطلق الأب يوسف باحثا عن الحقيقة وبعد سنوات توصل إلى أن يسوع لم يولد في فلسطين بل في مكان آخر وألف كتابا اطلق عليه : ((المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية)) (3) اعتمد فيه على الجغرافيا التي ترد في التوراة ولكن مؤلف الكتاب وقع تحت تأثير النبوءة المتعلقة بمجيء نبي لليهود من اليهودية ولما لم يجد مكانا في فلسطين كلها باسم بيت لحم عمد إلى اقحام ولادة يسوع في الجليل الأسفل منطقة بيت لحم اللبنانية وهو معذور لكون النبوءة اسرته فلم تعطه مجالا للتحرك . ولكن الذي يُفند قوله هو أن بيت لحم اللبنانية لا يوجد فيها نخيل بل أن المعروف عن لبنان ان شجره هو الأرز. إذن أين ولد يسوع ؟ (4) هذا هو السؤال الذي أرق الجميع وجعل كتبة الأناجيل يتخبطون وقد جرت محاولات حديثة وعلى ضوء الأدوات والتقنيات التي وفرها العلم تصوير فلم عن ولادة يسوع وأوصت الكنيسة توخي الدقة في ذلك، ففي سنة 1999 وبعد دراسات مستفيضة توصل الجميع إلى ان يسوع ولد في لبنان وطلبت احد المؤسسات التلفزيونية من الأب يوسف يمّين تسجيل حلقة خاصة حول ولادة يسوع انطلاقا من كتابه آنف الذكر. وقد تم تصوير مرحلتين من الحلقة التلفزيونية ولم يبق سوى المرحلة الثالثة من الفلم ولكن تم إيقاف الفلم نهائيا، وقد عُرف فيما بعد أن صاحب النيافة والغبطة مار نصر الله بطرس صفير الكلي طوبي اتصل تلفونيا واوقف البث. علما ان صاحب النيافة قد وقع تأييدا لأصل الرواية التي كتبها الاب يوسف حول مكان ولادة يسوع. انطلق صاحب النيافة في منعه للفلم لكونه مخالفا لنص الإنجيل الذي يزعم أن يسوع ولد في بيت لحم اليهودية . بينما الفلم والكتاب يقولان بأن يسوع ولد في بيت لحم اللبنانية. ولكن صاحب النيافة والغبطة وقع في خطأ تاريخي آخر مفاده أن بيت لحم اليهودية لم تكن موجودة في زمن ولادة يسوع بل تم تأسيسها بعد ولادة يسوع بأكثر من ثلاثمائة عام. وهنا تكمن مشكلة كبيرة وهي أن هذا الفلم سوف يؤدي إلى كشف زيف ما جاء في الاناجيل الحالية. ويُبرر لمرقس ويوحنا عملية تغاضيهما عن ذكر ولادة يسوع ونسفها من جذورها. الحقيقة هي أن اول من اسس فكرة ولادة يسوع في بيت لحم اليهودية هو الملك قسطنطين الكبير الذي انتصر على مكسانس قرب روما عام ( 312) وسمح للمسيحيين ان يتعبدوا بكامل حريتهم ثم ازال جميع التماثيل الوثنية من الأراضي التي تخضع لسلطانه. وفي سنة (330) أمر ببناء كنيسة كبيرة في بيت لحم اليهودية، فوق المغارة التي قيل له إن يسوع ولد فيها.وقد اخذ قسطنطين بأقوال المسيحيين المتهودين اتباع كنيسة الختان وكذلك اخذ بأقوال بعض النساء التقيّات واعتمادا على التفسيرات الشعبية السطحية التي يرويها العامة وهذا الفعل من قسطنين مخالف أيضا للانجيل الذي يقول بأن يسوع ولد في باحة فندق وليس مغارة. (5) ولكن إذا خفي مكان ولادة يسوع في الانجيل واحتار الآباء المقدسون في ذلك ، فإن هناك ملاحق الكتب المقدسة لا بل ان بعض الكتب المقدسة ذكرت اشياء مخالفة لما موجود في هذه الاناجيل الحالية . فقد كتب الأب المقدس انطوان بطرس شيخو وهي التفاتة منه جدا مهمة حيث انه كتبها مقتبسا إياها من كتاب مقدس قديم فقال في معرض بحثه عن مكان ولادة يسوع : (( وكان لما اقترب يومها لتضع بكت وتألمت وصاحت من يغطي لي عاري . فقال لها الملك انظري قدامك ماذا ترين ؟ قالت أرى نخلا كثيرا حوله رمال بيضاء كثيرة قال اما انك سوف تضعيه هناك على تلك الرمال البيضاء لأنك نقية مثلها وأما أنا فساقبض من الرملة البيضاء لأودعها عند الأمين حتى يوم مجيئه . مباركة هي الامة به وأن ابنك سوف يكون سيفا بيد ابنه ليسودا على العالم لأنه هكذا مكتوب منذ البدء يكونا معا في نهاية الازمنة). فقد اصطحب الملك روح القدس القديسة مريم إلى مكان آمن لتضع فيه بعيدا عن انظار القيصر واليهود. ومن مواصفاة هذا المكان أن رماله بيضاء نقيّة.القديسة مريم هربت من الأرض التي فيها اليهود لأن هؤلاء يرجمون الزانية بلا رحمة ومريم لم يكن لها زوج فبماذا تُفسر لهم حملها من دون زوج واليهود ادمغتهم ناشفة ؟ وهم الذين قتلوا الانبياء من دون سبب. ولذلك كانت أورشليم منطقة تعج باليهود ولذلك اقتضت الحكمة ان تهرب إلى مكان قصي بعيدا شرقي لكي تضع حملها ثم تأتي به فيتكلم نيابة عنها وعندها يُلجم اليهود فلا يستطيعون ان يفعلوا شيئا لأنهم يرون انفسهم امام معجزة كبيرة لا تستوعبها عقولهم وتكون دليل صدق لمريم ووليدها الذي سوف يُبعث بينهم ..(6) النصوص الآرامية القديمة تدفعك إلى تصديق ما يزعمه البعض من أن يسوع ولد في كربلاء مثلا مع توفر كم لا بأس به من الروايات عندهم تعضد مزاعمهم هذه وهي روايات صحيحة السند. يضاف إلى ذلك ان هناك امر مهم جدا غفل عنه المؤرخون وهو أن هذا الطفل مطلوب من قبل القيصر الذي كان يقتل كل طفل يولد كما اخبره المنجمون والقيصر هذا قتل اطفال مدينة بكاملها من عمر سنتين فما دون (7) ولذلك اقتضت الضرورة ان تهرب القديسة مريم إلى ارض خارج سيطرة القيصر فقد كانت مصر ولبنان وسوريا وفلسطين وجزء من تركيا وقبرص وشرق الاردن كله من ضمن املاك الدولة الرومانية ويد القيصر مبسوطة عليها وهو يبحث ليل نهار عن هذا الطفل الذي سوف يولد ، فليس من الممكن ان تهرب مريم إلى هذه المناطق وهي تعرف عظيم الخطر الذي يَحيق بوليدها .. واما اختيارها للعراق فسبب وقوعه تحت سيطرة الدولة الفارسية وهي المنطقة الممتدة من بغداد المدائن وإلى الجنوب كله وجزء من الخليج يقع ضمن ادارة الدولة الفارسية والدولة الرومانية لا تجرو على الذهاب إلى هناك والبحث عن يسوع . ولذلك نرى الكتاب المقدس اشار إلى نقطة أخرى مهمة جدا ، وهي ان الكهنة المجوس الإيرانيين حضروا ولادة يسوع واعطوه هدايا كثيرة ، وكان رعاة للاغنام هناك ينامون ليلا وهذا يدل على شيئين . الأول : ان المنطقة كانت دافئة بعكس فلسطين التي كانت باردة مُثلجة في مثل هذا الفصل. والثاني وهو وجود المجوس على أرض العراق لكونها كانت محتلة من قبل الفرس ، وقد بارك ملك الفرس وعلماء المجوس هذه الولادة وقدموا الهدايا الكثيرة لمريم ووليدها وذلك لما يرونه من نبوءة بأن على يدي هذا الطفل سوف يزول حكم خصمهم القيصر. هذه القرائن هي التي تأخذ باعناقنا للتصديق بمزاعم من يقول ان المقدسة مريم ذهبت للعراق . فلا مناص من ذلك ابدا خصوصا وان الإناجيل كلها اضطربت حول مكان ولادة يسوع. نحن لا ننكر أن الرب أعطى للأنبياء كرامات كثيرة . منها انهم مشوا على الماء وطاروا في الهواء عيسى بن مريم سار على الماء . إيليا طار في الهواء . سليمان سخّر الرب له الريح . محمد حمله البراق وطار من مكة إلى القدس في ثواني .. كذلك مريم القديسة التي امتلكت مزايا لم تملكها امرأة قبلها الرب أعطاها ايضا من هذه الكرامات انها انتقلت إلى المكان الأكثر امنا لتضع وليدها يسوع وليس ذلك على الرب بعزيز. ان الكتب المقدسة تذكر ان من هو أدنى مرتبة من القديسة مريم قد جاء بالمعجزات وساروا على الماء وطاروا في الهواء فما يمنع ان تكون مريم ايضا اكراما لابنها المقدس يسوع قد منحها الرب كرامة ما .. الجميع يعلم ان الكتب المقدسة ليست كتب تفاصيل، وإنما كلام النبي هو المفسر لذلك، ووجدنا في ملاحق الكتاب المقدس ان مريم المقدسة كانت تطير مع الملائكة .. مريم التي خدمها أعظم ملك في الكون (( جبريل الأمين)) يصعب عليه حملها إلى هناك لتضع طفلها؟ هناك نصوص أخرى صحيح انها مشوشة ولكن بالرجوع إلى اصولها تتضح لربما بعض معالم الجريمة التي قام بها بعض اليهود وقسم كبير من المترجمين. نص ميخا الذي يؤكد أن اسم بيت لحم هو (افراتة) يقول هذا النص (( الآن تتجيشين يا بنت الجيوش. قد أقام علينا مترسة. يضربون السبط بقضيب على خده. أما أنت يا بيت لحم افراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، مُنذ أيام الأزل)).(8) طبعا آباء المسيحية يزعمون أن هذا النص يتعلق بولادة يسوع في بيت لحم .. وهذا كذب واضح فاضح حيث ان هناك نصا آخر يُفسر لنا من هو الذي سوف يخرج من بيت لحم حيث يقول هذا النص : (( وداود هو ابن ذلك الأفراتي من بيت يهوذا الذي اسمه يسّي)). (9) هنا يعترف الآباء بأنه حصل تلاعب من قبل المترجمين فيقولون : إنّ ناسخ إنجيل متى (2:6) يحذف عبارة أفراتة من نبؤة ميخا (5: 1) ويستبدلها بعبارة : أرض يهوذا . وهذه العبارة غير موجودة في النص الأصلي لميخا. هنا الناسخ لا يتورع عن قلب معنى نبؤة ميخا رأسا على عقب لتخدم اغراضا معينة .لقد افتعل نسّاخ متى ثلاثة تحويرات فاضحة في نبؤة ميخا التي تتالف من سطر واحد فقط، وحذفوا عبارة أساسية في النص العبري الاصلي، وهي عبارة أفراتة واستبدلوها بعبارة ارض يهوذا . وكذلك قاموا بترجمة مغلوطة جدا وهي ابعاد الإسم الحقيقي لهذا المقروع بالقضيب على خده فأبدلوا كلمة (سبط ) بكلمة قاضي وإن كان ذلك في عرفهم صحيح لأن اسباط إسرائيل هم القضاة ولكن لا يجوز اطلاقا التلاعب بالمعنى لإخفاء حقيقة مثيرة مفادها أن الأرض التي ولد عليها يسوع هي ارض تتجيش فيها الجيوش في افراته وهناك يقتلون السبط ويقرعون خده بالقضيب . ثم يخرج من هذه الأرض شخص يكون قاهرا لإسرائيل متسلطا عليها وهذا الشخص ليس طارئا بل ( ومخارجه منذ القديم ، مُنذ أيام الأزل). (10) لقد تأثر يسوع جدا عندما سمع بمقتل حفيد نبي سيأتي بعده ، ولذلك طلب من الرب ان تعبر عنه كأس الموت لكي يبقى مواسيا لحفيد هذا المقتول ثم يأتي معه ليأخذ بثار المقتول من الامم التي وقفت تساند قاتله . منقول من صفحة #الباحثة_ إيزابيل_ بنيامين_ ماما _اشوري. المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــــ 1- علماء آثار غربيون يؤكدون أنّ بيت لحم التي يؤمها المسيحيون القريبة من أورشليم لم تكن موجودة أيام السيّد المسيح. السيّد المسيح ولد في بيت لحم التي تقع آنذاك، داخل اراضي فينيقيا- لبنان شرق شمال جبل كرمل (أرض كنعان) والتي تقع فيها قبور ورفات وعظام اجداد وآباء يسوع المسيح حيث قبور النبي عمران ابو مريم ومريم ويوسف. وتاريخياً كان الجليل الأعلى يتبع قضاء صور اللبناني . أما بيت لحم اليهودية التي يحجّ اليها المسيحيون فقد بنيت عام 339 ميلادية. 2- راجع النسخة الكاثوليكية الجديدة، دار المشرق، بيروت، طبعة 1989- تفسير سفر يشوع 15 : 19، الحاشية رقم 2، ص452، العمود الاول. 3- مؤلف الكتاب الدكتور النووي الأب يوسف يمين اللبناني. 4- وهذا ما يذهب إليه متى و لوقا في إنجيله 2: 7 ((فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ)).فهما يؤكدان على ان يسوع ولد في فندق وليس مغارة. 5- يقول ميشال كسَنل الأستاذ في المعهد الكاثوليكي في باريس، في موضوع تحديد مكان ولادة المسيح: ((أما أين ولد يسوع المسيح؟ فعلماء اليوم يتردّدون محتارين بين بيت لحم اليهودية (المعروفة اليوم) وبين الجليل)). انظر (مجلة عالم الكتاب المقدس– البيبليا عدد 109 ، آذار- نيسان، 1998، ص 6). وفي هذا الموضوع بالذات، تقول المؤرخة وعالمة الآثارالايطالية ماريّا تيريزا بتروتزي : من المستحيل ان نعرف اليوم، بشكل دقيق ومحدد، اين ولد السيد المسيح! هل ولد فعلا في احدى المغاور الصغيرة في بيت لحم ام في مزود في زوايا احدى المضافات. إن مغاور بيت لحم – ومنها مغارة المهد الحالية – كانت تستعمل كمقابر للأهالي في القرون المسيحية الثلاثة الأولى. انظر كتاب بيت لحم، مطابع الفرنسيسكان، اورشليم، الترجمة الفرنسية، 1985، ص 83 6- سفر التثنية 22: 21 ((يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ)). 7- إنجيل متى 2: 16(( هيرودُس أرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وتخومها ، من ابن سنتين فما دون )) . 8- سفر ميخا 5 : 2 . 9- في سفر صموئيل الأول 17: 12. 10- شارل بيرّو في كتابه أحداث طفولة يسوع، دفاتر الإنجيل، العدد 18، منشورات سَيرف، 1976، ص 31، العمود الأول، المقطع الأخير.
3 notes · View notes
swanlakesstuff · 4 years
Text
الحلقة الـ 11 إرميا النبي
وقفنا المرة اللي فاتت عند وفاة سيدنا عزيروالحقيقة كان المفروض إننا نتكلم الحلقة دي عن نبي الله زكريا لكن فجأة وانا بدور وبابحث في سيرة الأنبياء لقتني أغفلت سهوا قصة نبي كان معاصراً لوقت السبي علي يد بخت نصرالنبي ده إسمه أرميا بعثه الله سبحانه وتعالي في بني إسرائيل عاش إرميا في زمن بعد زمن النبي إشعياء بحوالي مئة عام. وكما رأينا من قبل، أن شعب إسرائيل لم يعُد آنذاك شعباً واحداً. بل انقسم إلى شعبين: شعب ‘‘مملكة إسرائيل’’ في الشمال، وشعب ‘‘مملكة يهوذا’’ في الجنوبوفي أيام إرميا ، دُمِّرَت مملكة إسرائيل، أي المملكة الشمالية إذ كان الله قد أسلم شعب مملكة إسرائيل في يد الأعداء، لأنهم لم يصدِّقوا كلمة الأنبياء، فلم يتوبوا عن خطيتهم وهكذا، لم يتبقَّ من شعب إسرائيل الأصلي إلا شعب مملكة يهوذا، أي المملكة الجنوبية وكانت عاصمة مملكة يهوذا هي أورشليم؛ تلك التي كان فيها الهيكل الذي بناه سليمانوفي كتاب قصص الأنبياء لابن كثيرجاء أن الله عز وجل قال لـ إرميا النبي أن قم بين ظهراني قومكفأخبرهم أن لهم قلوباً ولا يفقهون،وأعيناً ولا يبصرون، وآذاناً ولا يسمعون،وإني تذكرت صلاح آبائهم، فعطفني ذلك على أبنائهم،فسلهم كيف وجدوا غِبَّ طاعتي،وهل سعد أحد ممن عصاني بمعصيتي،وهل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي؟إن الدواب تذكر أوطانها فتنزع إليهاوإن هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه آباءهم،والتمسوا الكرامة من غير وجهها،أما أحبارهم فأنكروا حقي،وأما قراؤهم فعبدوا غيري،وأما نُساكهم فلم ينتفعوا بما علموا،وأما ولاتهم فكذبوا عليَّ وعلى رسلي،خزنوا المكر في قلوبهم وعودوا الكذب ألسنتهم،وإني أقسم بجلالي وعزتيلأهيجن عليهم جيولاً لا يفقهون ألسنتهمولا يعرفون وجوههم ولا يرحمون بكاءهم،ولأبعثن فيهم ملكاً جباراً قاسياًله عساكر كقطع السحاب،ومواكب كأمثال الفجاج،كأن خفقان راياته طيران النسور،وكأن حمل فرسانه كَرُّ العقبان،يعيدون العمران خراباً، ويتركون القرى وحشة،فيا ويل إيليا وسكانها، كيف أذللهم للقتل،وأسلط عليهم السبا،وأعيد بعد لجب الأعراس صراخاً،وبعد صهيل الخيل عواء الذئاب،وبعد شُرفات القصور مساكن السباع،وبعد ضوء السرج وهج العجاج،وبالعز الذل وبالنعمة العبودية،وأبدلن نساءهم بعد الطيب التراب،وبالمشي على الزرابي الخبب،ولأجعلن أجسادهم زبلاً للأرض،وعظامهن ضاحية للشمس،ولأدوسنهم بألوان العذاب،ثم لآمرن السماء فتكون طبقاً من حديد،والأرض سبيكة من نحاس،فإن أمطرت لم تنبت الأرض،وإن أنبتت شيئاً في خلال ذلك فبرحمتي للبهائم،ثم أحبسه في زمان الزرع، وأرسله في زمان الحصاد،فإن زرعوا في خلال ذلك شيئاً سلطت عليه الآفة،فإن خلص منه شيء نزعت منه البركة،فإن دعوني لم أجبهم، وإن سألوا لم أعطهم،وإن بكوا لم أرحمهم،وإن تضرعوا صرفت وجهي عنهم. وحسب المعتقد والتاريخ المسيحي أن إرميا بشَّر لمدة أربعةٍ وعشرين عاماً في أورشليم ، وفي كل أرض اليهودية، قائلاً: ‘‘الله يريدني أن أحذِّركم أنه إن لم تتوبوا عن خطاياكم، وتؤمنوا بكلمة الرب، فإن الله سيسمح لجيش بابل أن يأتي ويدخل أورشليم ، ويدمِّر ويحرق المدينة والهيكل ! وسوف ياخذونكم كسبايا إلى أرض بعيدة!’’هذه هي الرسالة التي أعلنها إرميا لليهود في اليهودية وفي الواقع إن معظمهم لم يلتفت إلى هذا التحذير! ولا حتى الكهنة صدَّقوا كلام إرميابل في الحقيقة، عندما سمع الكهنة ماقاله إرميا ، قبضوا عليه، وجلدوه، ووضعوا رجليه في السلاسل لأن الكهنة مقدروش يصدقوا أن الله قد يسمح لأعدائهم البابليين أن يدخلوا أورشليم ، ويدمِّروا المدينة والهيكل الذي بناه سليمان. ففي اعتقادهم، إن ده ما يحصلش أبداً أبداً! وغضبوا جدا على إرميا ، لأنه تنبَّأ بخراب أورشليم
0 notes
alarbytube · 4 years
Text
اسماء اولاد فخمه
اسماء اولاد فخمه، هذه الاسماء المميزة والرائعة التي تعتبر من اكثر الاسماء التي عليها بحث في الاونة الاخيرة، كثير من الامهات يبحثن عن اجمل الاسماء الخاصة بالاولاد التي يمكن الحصول عليها لابنائهم وتسميتهم بهذه الاسماء الجميلة، والتي تعتبر من الاسماء المميزة والرائعة التي عليها كثير من البحث، حيث اننا نحاول دوما الحصول على الاسماء الجميلة والرائعة التي لها رونق خاص ومعاني جميلة، فهي من الاسماء التي جعلت الكثير من الامهات يردن معرفة اسماء اولاد فخمة كهدذه، لهذا سوف نقدم لكم اليوم عبر موقع المحيط تفاصيل اكثر حول اسماء اولاد فخمه ننشرها لكم حصريا عبر موقع المحيط المعلومات التي تريدونها بكل سهولة من خلال هذا المقال، حيث سننشر لكم اليوم اسماء اولاد فخمة 2020 التي تعتبر من اشهر الاسماء المنتشرة في العالم.
اسماء اولاد فخمه
ان اختيار اسم مميز وذي معنى جميل يعتبر من اهم الامور التي يجب على الامهات الحفاظ عليها ومنحها لاطفالهم، حيث ان الاسم الجميل يبقى ملازما للطفل منذ ولادته، لهذا يجب على الام اختيار الاسمل الملكي الجميل ذو المعنى المميز، تعتبر الاسماء الملكية من الاسماء النادرة والمميزة لهذا سوف نستعرض لكم تشكيلة مختارة من اسماء الاولاد فخمة ملكية حصريأ.
نصير: المؤيد والناصر لغيره
نمير. سبع صغير
نيار: شدة ضوء النار وحرها
وقاص: كسار
يافع: سام عالي المقارب للبلوغ من الفتيان
يامن: اليمن والبركة
يزيد: الزيادة والنماء
أيهم: من أسماء الأسد
أدهم: الأسود من الآثار القديمة
أصيل: ذو أصالة والوقت بين العصر والمغرب
أشهب: البياض الذي لا يخالطة سواد
أمجد: بمعنى المجد والماضي العريق
إياس: العطاء
إلياس: بمعنى المنقطع للعبادة والحذق الفطن
أوس: كلمة قبطية بمعنى الذئب وهو اسم قبيله قبطية
آصف: كاتب سليمان بمعنى الحاذق
إيليا: اسم أعجمي بمعنى بداية الشيء
إبراهيم: اسم غير عربي معناه أب راحم
ياسر: السهل والجزار
باهر: ساطع الإضاءة
باسل: الشجاع
بهاء: الجمال والحسن
بيبرس: كلمة أعجمية بمعنى القوي المقاتل
بطرس: اسم أحد الحواريين بمعنى الحافظ ذو السرعة البديهية
تامر: كثير الرزق
تركي: أي نسيب إلى تركيا
تليد: مجد قديم
ثابت: دائم مستقيم لا يتغير
ثامر: مثمر
هتان: المطر الخفيف
هادي: من يهدي غيره إلى الخير
هاشم: الكاسر حلاب اللبن الحاذق والجبل الرخو
هاني: المسرور السعيد
هشام: الجود والكرم
هيثم: الصقر
وابل: المطر الشديد
واصل: يصل الناس
وائل: طالب العون
وليد: المولود
وافي: المخلص الوفي
وسام: الشيء الذي يعطي بشرف ويعلق على الصدر
وسيم: حسن الشكل
ثاقب: النافذ الرأي المصيب
جابر: المعوض عما فقد
جاسم: عظم وضخم
جروان: ابن الاسد والكلب
جلاء: الوضوح
جلوان: مثنى جلو الواضح العالي
جود: الكرم والعطاء
حسام: السيف
حاتم: الحاكم والقاضي
سام: السيف
حمد: الثناء والشكر
حيان: بمعنى يحيى
خالد: دائم وباقٍ
خليل: الصديق الوفي
خلف: العوض أو البدل والولد الصالح
داري: المتفهم العالم
داغر: المهاجم
دالي: عنب أسود
داني: القريب
اسماء اولاد اسلامية روعة
يوجد الكثير من الاسماء الجميلة التي يمكن اختي��رها والتي وردت في القران الكريم وكانت من اسماء الانبياء والرسل واسماء المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام التي لها الكثير من الدلالات الجميلة والرائعة التي يمكن ان تنعكس على الشخص بايجابية، لهذا تابعوا معنا الان اجمل اسماء اولاد اسلامية روعة حصريا.
معنى اسم – معاذ : محصن باسم الله
معنى اسم – معويه : الداعي الى الحرب
معنى اسم – مروان : مثنيمرو وهو الحجر الأبيض
معنى اسم – نيار : شدة ضوء النار وحرها
معنى اسم – نبراس : كلمة تركية بمعنى سنان الرمح أو المصباح
معنى اسم – هتان :المطر الخفيف
معنى اسم – وائل : طالب العون
معنى اسم – وسام : الشئ الذي يعطى بشرف ويعلق على الصدر
معنى اسم – وسيم : حسن الشكل
معنى اسم – يامن : اليمن والبركة
معنى اسم – يافع : سام عال المقارب للبلوغ من الفتيان
اشهب:- البياض الذي يخالطه سواد
اشرف:- صاحب شرف
أمجد:- بمعنى المجد والماضي العريق
اياس:- العطاء
أيمن:- المبارك
الياس:- بمعنى المنقطع للعبادة والحذق الفطن
اوس:- كلمة قبطية بمعنى الذئب وهو اسم قبيله قبطيه
ساري: من سرى: سار ليلاً.
سالم: معافى. بصحة جيدة.
سامح: الذي يعفو ويتجاوز أخطاء من يسيء إليه.
سامر: من سمر، تحدث ليلاً.
ساهر: الذي أصابه السهاد أي الأرق.
سديم: الضباب الرقيق.
سراج: مصباح منير.
سري الدين: السيد في قومه، القائم على أمور دينه.
سطام: حد السيف القاطع.
سعد: من اليمن والسعادة.
اسماء اولاد عربية اصيلة
اصالة الاسماء لها ميزة كبيرة عند الحصول على اسم خاص بالطفل، حيث يهتم العرب باختيار اجمل الاسماء العربية الاصيلة التي تجذب الاهتمام وتبين قوة المعاني ودقتها وفصاحتها، لذلك اخترنا لكم اجمل اسماء اولاد عربية اصيلة 2020 نقدمها لكم الان .
آدم: وهو أبو الأنبياء و أولهم.
محمد: اسم الرسول عليه الصلاة والسلام، كما أن الاسم مُشتق من الحمد.
عادل: و يعنى المُطبق للعدالة.
أزر: بمعنى شد أزر من حوله و وقف لجوارهم.
فهد: وهو أحد الحيوانات المفترسة، ينتمي لعائلة القطط.
باسل: و معناه الرجل الشجاع.
جمال: و يعنى الحُسن و البهاء.
قُصيّ: بمعنى قصى الشيء أي أبعده.
نور الدين: و يوحي بالوهج و الونس.
عليّ : أي عالى المقام و هو اسم يدل على الرفعة.
بهيّ : و يعنى الحُسن و الجمال و الفتون.
عابد: و يعنى المُتعبِد لله سبحانه و تعالى.
صقر: وهو أحد الطيور الجارحة التي تتميز بالقوة و البصر الحاد.
عبد الرحمن: اسم من أسماء الله الحسني، و يدل على أن الرحمة من صفات الخالق.
كريم: يعنى الشخص السخي.
بسام: أي كثير الابتسام.
ريان: و يعنى الذي شرب حتى ارتوى بعد عطش.
ليث: هو اسم من أسماء الأسد و يدل على القوة.
حامد: و معناها شاكر لنعمة الله أي يحمده.
عُدي: و المعني جرى وركض لمحاربة الأعداء.
تامر: و يعنى بائع التمر.
فارس: و يعنى المحارب المُمتطي للخيل.
نمير: وهو الماء العذب النقي.
إياد: اسم يوحي بالقوة و معناه الجبل الراسخ الحصين.
إيهاب: و يعني الواهب المعطاء.
ماجد: معناها صاحب المجد.
شادي: معناها صاحب الصوت المغرد.
عامر: و يعنى المكان المليء بالحياة و في قول آخر معناه طويل العمر.
لُجّي: و يعنى الموج المتلاطم.
آسر: يوحي بالصلابة والقدرة على أسر الأعداء.
نادر: و يعني الموجود بقلة ولكنه نفيس.
عمرو: يعني البناء والتشييد، أي أنه آتي من العمران.
ثامر: يعنى الشجر المُثمر.
سامر: و يعني الحديث المؤنس ليلاً.
مُزن: يعنى السحب الممطرة.
مازن: المقصود به بيض النمل.
ساجي: الهدوء و السكون.
ساري: أي المستمر، و في معنى أخر العمود كساري السفينة وهو عمودها الرئيسي الذي يسندها.
مصطفي: أي المختار بانتقاء.
أمير: الذي يتولى أمارة مملكة.
غادي: أي الراجع إلى مسكنه.
زيد: أي الخير و الزيادة.
The post اسماء اولاد فخمه appeared first on المُحيط.
source https://www.almuheet.net/94448/
0 notes
jasses12345 · 5 years
Text
ايليا والدروس دروس لنا:
أرسل اللّه ملاكاً لإِيليا وهو نائم (1ملوك 19: 5). كان اليأس قد ركب نفسه، وكان المكان قاحلاً كئيباً. لكن اللّه جعل هذه الصحراء »بَيْت اللّهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ« (تكوين 28: 17). وهكذا يفعل معك. فعندما تُغلَق أمامك أبواب الأرض تنفتح لك أبواب السماء.
كانت نَفْس إيليا مُرَّة وروحه حزينة، فلم يشعر بحاجته للغذاء، فقال الملاك له: »قُُمْ وَكُلْ« (1 ملوك 19: 5، 7). قالها له مرتين.
أنت تحتاج لغذاء الروح كلما كنت في كآبة وحزن. واللّه ينبّهك لتتغذى بكلمة الحياة، الكتاب المقدس. قد ينبّهك بجوع داخلي، أو بتشجيع من صديق، أو بآية كتابية. وما أن تبدأ في أكل الكلمة حتى تنفتح شهيتك لتأكل أكثر.
ظن إيليا أن اللّه تركه وحده، ولكن هذا الظن خاطئ تماماً، فقد قال اللّه له: »أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلَافٍ، كُلَّ الرُّكَبِ الَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ وَكُلَّ فَمٍ لَمْ يُقَبِّلْهُ« (1 ملوك 19: 18). ونحن لا نعرف كثيراً عن هؤلاء الآلاف السبعة، غير أنهم ظلوا ثابتين في عبادة اللّه، يرفضون عبادة الوثن. كانوا يبكون في الخفاء على خطية الشعب، ولم يكن الملك الشرير أخآب يعرفهم، لكن اللّه كان يعرفهم كما يعرف الراعي الصالح خاصته وخاصته تعرفه (يوحنا 10: 14). وفي عالمنا اليوم آلاف من الذين يؤمنون بالمسيح سراً، وهم يخافون أن يعلنوا إيمانهم، ولكن اللّه يعرفهم. إن عطر الزهور يعلن عن نفسه مهما أخفيته، وعمل اللّه في القلب البشري لا بد أن يظهر. لقد رأى اللّه إيمان هؤلاء وقدّره حقَّ قدره.
قد تكون ضعيفاً وإيمانك غير ظاهر، ولكن إيمانك بالمسيح ومحبتك له سيجعلانك تجاهد لتحفظ نفسك من دنس العالم. إن اللّه يعرفك ويحبك ويحيطك بعنايته الخاصة غير المحدودة، فليحقق اللّه في حياتك قول السيد المسيح: »فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ« (متى 5: 16).
ومن أمر الرب لنبيه إيليا أن يمسح »حزائيل« ملكاً في دمشق، و»ياهو« ملكاً على بني إسرائيل، و»أليشع« نبياً للّه، نرى تنوُّع الوسائل التي يستخدمها اللّه لتحقيق مقاصده في عالمنا. إن كل واحد من هؤلاء الثلاثة يختلف عن غيره، ولكن كل واحد منهم يقوم بالمأمورية الخاصة التي تدمّر العبادة الوثنية. لقد صار الملك حزائيل قضيبَ الغضب الإِلهي الذي انتقم من بني إسرائيل الذين عبدوا الوثن. أما »ياهو« فقد كان آلة التعذيب التي دمَّرت بيت الملك أخآب الشرير. أما خدمة النبي »أليشع« فقد كانت الصوت المنخفض الخفيف، فإن معنى كلمة »أليشع« اللّه خلاصي.
صحيح أن اللّه متسلطٌ في مملكة الناس، يفعل إرادته الصالحة بأشخاص صالحين وبأشخاص غير صالحين. ونرجو أن تكون أنت صالحاً ليتمم اللّه غرضه الصالح بك. وما أجمل ما قاله يوسف الصديق لإخوته: »أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً، أَمَّا اللّهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً« (تكوين 50: 20).
كرم نابوت
عاش في مملكة الملك أخآب رجل اسمه نابوت، من بلدة يزرعيل، كان يملك حقلاً زرعه كرماً بجانب قصر الملك أخآب، فطمع الملك في حقل نابوت وطلب منه أن يبيعه له ليضمَّه إلى قصره. وعرض أن يدفع لنابوت أكثر من السعر العادي. غير أن نابوت رفض طلب الملك، لأنه لم يُرد أن يفرّط في ميراث أجداده. فغضب أخآب الملك وذهب إلى قصره حزيناً. ولاحظت الملكة إيزابل حزن زوجها أخآب، فدبرت مكيدة لتستولي على الحقل، فأرسلت إلى شيوخ بلدة نابوت وطلبت منهم أن يتَّهموه بالتجديف على اللّه وعلى الملك، ثم أن يرجموه عقاباً له. وفعل شيوخ المدينة ذلك وقتلوا نابوت وأبناءه بالرجم. وذهب الملك أخآب ليضمَّ حقل نابوت إلى أرضه، لأن العادة كانت أن يستولي الملك على ميراث الأموات الذين لا ورثة لهم.
وغضب اللّه على أخآب وزوجته إيزابل، وأمر نبيَّه إيليا أن يذهب إلى أخآب ويقول له: »فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلَابُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلَابُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضاً« (1ملوك 21: 19). وقد تمَّت هذه النبوة تماماً - لحست الكلاب دم الملكة إيزابل والملك أخآب بعد قتلهما.
الرغبة الخاطئة:
يحذرنا الكتاب المقدس من الرغبة الخاطئة فيما لا حقَّ لنا فيه، فتقول الوصية العاشرة: »لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لَا تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلَا عَبْدَهُ وَلَا أَمَتَهُ وَلَا ثَوْرَهُ وَلَا حِمَارَهُ وَلَا شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ« (خروج 20: 17) وقال السيد المسيح: »انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ« (لوقا 12: 15). ويقول إمام الحكماء سليمان: »فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لِأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ« (أمثال 4: 23). وفي هذا تحذير كافٍ للإنسان منّا من أن يشتهي ما يملكه غيره.
أيها القارئ، احذر كل ما لا يريده اللّه لك، ولا تقبل بأقل مما يريده لك. لقد أخطأ الملك أخآب كثيراً في أنه اشتهى أن يأخذ حقل نابوت. ابتدأ ذلك الفكر الخاطئ عنده بفكر مسيطر لم يستطع أن يتحكَّم فيه. كانت مملكته كبيرة وقصره متَّسع الأرجاء - لكنه اشتهى حقلاً - حتى زوجته إيزابل رأت حقارة ما طلب، ونحن نعلم أن كل شخص بعيد عن اللّه لا يمكن أن يشبع من ممتلكات العالم. إن كل ما في الأرض يشبه الماء المالح، كلما شرب الإنسان منه طلب المزيد.
كانت رغبة الملك أخآب صغيرة، ولكنها أثَّرت في حياته تأثيراً عظيماً، حتى رأى ��نه لا معنى لحياته بغير حقل نابوت. ورغم صِغر ذلك الحقل، إلا أنه استولى على أفكاره حتى لم يبْقَ له شيء آخر يفكّر فيه. عندما يقرّب الإنسان منا قطعة عملة فضية صغيرة من عينه فإنها تحجب نور الشمس عنه. وعندما يشتهي الإنسان منا شهوة شريرة فإنها تحجب عنه نور اللّه. فلنحذر من الشهوة الخاطئة، لقد كان ذلك الحقل قريباً من قصر الملك وما أصعب الشهوة وهي قريبة. لو أن الملك أخآب غيَّر مكان غرفة نومه في اتجاه بعيد عن حقل نابوت - لو أنه حتى باع قصره كله، لَحَفِظَ نفسه من خطية الشهوة.
في عالمنا أشياء كثيرة تقرّب الشهوة إلينا، من وسائل الإِعلام التي تبثُّ لنا شهوات الجسد، ومن الأصحاب الفاسدين الذين يضلّلوننا عن الطريق القويم، ومن مبادئ العالم الغريبة عن المبادئ الإِلهية. هذه كلها تقرِّب الشهوة إلينا، لكن هذه الشهوة الصغيرة القريبة كانت عظيمة التأثير فحكمت فكر الملك أخآب وضيّعته تماماً.
بداية صغيرة:
عندما بدأ الملك أخآب يشتهي حقل نابوت، بدأ بداية معقولة. قال إنه سيعوّض نابوت عن حقله بالفضة. وقد يبدو هذا الكلام معقولاً، لولا أنه كان ضد الشريعة التي أعطاها اللّه لموسى. والمشكلة في الخطية أنها تبدأ معنا عندما نفلسفها، فنحن نعطي لكسر شريعة اللّه اسماً آخر، نقول: لنكن اجتماعيين.. لماذا نحرم أنفسنا؟ إن الكل يفعلون ذلك؟ ولقد خدع أخآب نفسه عندما أعطى الخطية اسماً آخر. لم يقُل: سأشتهي حقل نابوت وآخذه، ولكنه قال: سأشتريه، أو سأبادله بشيء آخر. وسرعان ما تقدمت الشهوة في نفسه أكثر وأكثر، لأن الخطيئة متحركة غير ساكنة.
لقد استخدمت إيزابل الملكة ختم الملك أخآب وجعلت رجالاً آخرين يكذبون ويدَّعون على نابوت أنه جدَّف على اللّه وعلى الملك. وسرعان ما قتلوا نابوت المسكين عندما اشتهى أخآب كرم نابوت - لم يكن يريد أن يقتله، ولم يكن يظن أن الأمر سينتهي هذه النهاية السيئة التي سيطرت عليه ولوَّثته بما لم يفكر فيه.
أيها القارئ، هل بدأت خطية؟ رغبة في نجاح اجتماعي بالغش؟ هل تريد أن تؤمّن مستقبلك المالي بالحرام؟ اللّه يحذّرك من أن تفعل هذا.
نهاية سيئة:
كانت نتيجة قتل نابوت المسكين شيئاً لم يتوقعه الملك أخآب. لما سمع أن نابوت مات قام ليرث حقله وليستمتع به، ولكن ما إن دخل ذلك الحقل حتى جاءه صوت النبي إيليا يزعجه ويقول له: »هكذا يقول الرب: لا يحلّ لك!« وتضايق الملك جداً، فقال للنبي: »هل وجدتني يا عدوي؟«. مسكين أخآب! ظن أن النبي عدوه، مع أن رجل اللّه ليس عدوك، وصوت الضمير صديقكك. وأعلن النبي إيليا عقوبة اللّه الشديدة على خطية الملك أخآب. لسوف يموت أخآب وزوجته إيزابل بسبب ما ارتكباه في حق نابوت المسكين البريء. إن الخطية تسبّب الموت وتضيّع السلام الداخلي، وتجيء بسحابة تحجب وجه اللّه عنا.
هل خطيتك في مجال المال؟ ليست حياة الإنسان من أمواله. هل خطيتك في رغبة شخصية تتملَّكك؟ قل للّه: لتكن لا إرادتي يا رب، بل لتكن إرادتك أنت. مهما بدت الخطيئة مشبعة فإنها لا تشبع القلب الإِنساني، فإن ما يشبع الإنسان هو عمل مشيئة اللّه الصالحة المرضية الكاملة.
موت أخآب:
بعد أن قتل الملكُ أخآب نابوت، أرسل اللّه له النبي إيليا ليقول له: »هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضاً؟ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلَابُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلَابُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضاً« (1ملوك 21: 19).
وقد حدث ما تنبأ به النبي إيليا، فقد خاض أخآب معركة حربية، ليستردّ مدينة راموت جلعاد من مملكة أرام. ودخل أرض المعركة متخفّياً، ولم يلبس ثيابه الملكية حتى لا يُعرف. ولكن سهماً طائشاً أصابه بجرح مميت، وجرى دم الجرح في مركبته الحربية. ومات عند المساء. وغسلوا مركبته الحربية في بركة السامرة، فلحست الكلاب دمه، تماماً كما قال إيليا (1ملوك 22: 38).
موت إيزابل:
وتنبأ النبي إيليا أيضاً أن الكلاب ستأكل إيزابل عند مترسة يزرعيل (1 ملوك 21: 23). وقد تحققت هذه النبوة، لما حدث انقلاب عسكري ضد بيت الملك أخآب، بقيادة القائد »ياهو«. كحلت الملكة إيزابل عينيها وتزينت، وتطلعت من نافذة القصر إلى ياهو، فأمر ياهو بقذفها إلى الشارع، فنفَّذ رجال القصر ذلك، وسال دمها على الحائط وعلى الخيل التي داستها. وتركوا جثتها في الشارع. ولما جاءوا ليدفنوها لم يجدوا سوى الجمجمة والرجلين وكفَّي اليدين، فقد أكلت الكلاب بقية الجثة (2ملوك 9: 30-37). وهكاذ عوقبت خطية الضلال عن الله، وحقَّق الله ما قاله النبي إيليا.
إيليا يعلّم الملكين أخزيا ويهورام
مات الملك أخآب الشرير الذي قاد بني إسرائيل لعبادة الأوثان، وملك بدلاً منه ابنُه الملك أخزيا. وكان أخزيا شريراً مثل أبيه، تقول التوراة عنه أنه »عَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَطَرِيقِ أُمِّهِ، وَطَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ وَأَغَاظَ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ أَبُوهُ« (1ملوك 22: 52 و53). من المؤلم أن الملك أخزيا لم يتعلم شيئاً من اختبارات أبيه الذي مات في خطيته، ولا بد أنه سمع في صدر شبابه كيف أنزل اللّه ناراً من السماء بينما عجزت الأصنام عن أن تفعل ذلك، ولكن هذا لم يغيّر طريقة تفكير أخزيا، ولم يَردَّه إلى عبادة الرب.
الملك أخزيا يقع:
وذات يوم كان الملك أخزيا يتمشَّى على سطح قصره في السامرة، واستند إلى كوَّة هوَتْ به إلى الأرض، فأصابته رضوض وجروح كثيرة. ولم يتجه فكر الملك أخزيا إلى اللّه بل اتجه فكره إلى صنم اسمه بعلزبوب، ومعناه »إله الذباب«. وقد كان أهل مدينة عقرون يعبدون إله الذباب هذا، ليمنع عنهم شرور الذباب. ولمَّا كان الذباب يتوالد في الأقذار، فقد رأى فيه الوثنيون إلهاً، لأنهم رأوا حياة الذبابة تنبعث من وسط القاذورات. ولما امتنع بنو إسرائيل عن عبادة الأوثان أطلقوا على الصنم بعلزبوب اسم رئيس الشياطين، وسمُّوه أيضاً بعلزبول، بمعنى سيد الأقذار. ولما كان أهل عقرون يؤمنون أن بعلزبوب يشفي من المرض، فقد أرسل الملك أخزيا يسأل بعلزبوب - إله الذباب - وهذا دليل على أن أخزيا لم يكن يؤمن بالرب.
إيليا يقابل رسل أخزيا:
وأرسل اللّه ملاكاً لنبي��ه إيليا يقول له: »اصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ وَقُلْ لَهُمْ: هَلْ لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لَا تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتاً تَمُوتُ« (2ملوك 1: 3-4). وأطاع إيليا دعوة اللّه، وذهب يقابل رسل الملك أخزيا قبل أن يصلوا إلى عقرون، وأبلغهم تلك الرسالة. فرجع الرسل إلى الملك أخزيا. واستغرب الملك سرعة عودتهم، وسألهم عما حدث، فقالوا له: قابلنا رجل أشعر متمنطق بمنطقة من جلد على حقويه، ثم أبلغوه رسالة النبي إيليا. وأدرك الملك أخزيا أن النبي إيليا هو الذي كلَّمهم، واغتاظ من إيليا كثيراً، وقرر أن ينتقم منه، فأرسل إليه ضابطاً مع خمسين جندياً، فصعد الضابط وجنوده إلى رأس الجبل واستدعى النبي ليلتقي بالملك، فقال إيليا: »إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللّهِ فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ« (2ملوك 1: 10). فنزلت نار من السماء وأهلكت الضابط وجنوده الخمسين.
ولم يفهم الملك أخزيا رسالة اللّه له، فأرسل ضابطاً آخر ومعه خمسين جندياً آخرين، ومرة أخرى أمر إيليا أن تنزل نار اللّه لتلتهمهم، فهلكوا.
ومرة ثالثة لم يفهم الملك أخزيا الدرس الذي أراد اللّه أن يعلّمه له، فأرسل ضابطاً ثالثاً ومعه خمسين جندياً آخرين. ولكن الضابط الثالث كان قد فهم رسالة الرب مما حلَّ بالضابطين السابقين. فعندما وصل إلى حيث كان النبي إيليا، ركع أمامه وقال: »يا رجل اللّه، لتكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك. لقد نزلَتْ نار من السماء فأكلت رئيسيّ الخمسينين الأوَّلين وخمسينيهما، والآن فلتكرم نفسي في عينيك«. فقال ملاك الرب لإيليا: »انزل مع هذا الضابط«. فتوجَّه إيليا مع الضابط إلى الملك. وقال النبي للملك: »هكذا قال الرب: من أجل أنك أرسلْتَ رسلاً لتسأل بعلزبوب إله عقرون - ألا يوجد في إسرائيل إله لتسمع كلامه؟ لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه، بل موتاً تموت«. ولم تحرك هذه الكلمات الملك أخزيا ليتوب، بل استمر في عبادته الوثنية. فمات أخزيا كما قال اللّه على فم نبيه إيليا.
درسان:
من هذه القصة المؤلمة نتعلم درسين:
(1) كان الملك أخزيا جاهلاً. قال المرنم: »قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: »لَيْسَ إِلهٌ«(مز 14: 1). لم يؤمن أخزيا في صباه باللّه الحقيقي الذي أنزل النار من السماء، ولم يتعلم مِن قتل الضابط الأول والثاني مع جنودهما. وحتى عندما ذهب إليه النبي إيليا ليخبره بقول الرب لم يتُبْ، بل استمر في ضلاله وعبادته الوثنية. إننا لا نحتاج إلى معجزة لنؤمن، لكن القلب المنكسر والمنسحق أمام اللّه هو الذي يدرك صوت اللّه ويتوب. إننا ندعوك أن تدرك بيِّنات اللّه لك لتتوب.
(2) أنزل إيليا ناراً من السماء لتلتهم القائدين مع جنودهما. هذه روح العهد القديم وروح التوراة. ولكن العهد الجديد، عهد الإنجيل، يختلف تماماً عن ذلك، فالإنجيل يعلّمنا أن اثنين من تلاميذ المسيح، هما يعقوب ويوحنا، طلبا من السيد المسيح أن يُنزل ناراً من السماء تُفني السامريين الذين رفضوا قبول المسيح في بلدهم، ولكن المسيح وبَّخهما (لوقا 9: 55). لئن كنا نجد في التوراة عقاب اللّه على الخطاة فإننا نجد في الإنجيل شفقة اللّه على الأشرار، فلم يرسل اللّه المسيح إلى العالم ليدين العالم بل ليخْلُص به العالم.
يختلف زمان النبي إيليا عن زمان السيد المسيح. في زمن إيليا ظهر غضب اللّه برهاناً مقنعاً على وجود اللّه وقدرته. أما في مجيء المسيح إلى عالمنا وموته بدلاً عنا، فقد ظهرت محبة اللّه لنا، لذلك نلخّص الإنجيل كله في آية تقول: »لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ« (يوحنا 3: 16). العهد القديم ينبّر على عظمة اللّه أما العهد الجديد فينبّر على محبة اللّه. ونحن ندعو القارئ الكريم أن يختبر اللّه في كمال محبته. إن اللّه عظيم - هذا صحيح - لكن اللّه محبة. وعظمة اللّه وقدرته هي في خدمة محبته ورحمته »اَللّهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللّهِ وَاللّهُ فِيهِ« (1يوحنا 4: 16).
رسالة من إيليا للملك يهورام:
ذكرت لنا التوراة المقدسة أن النبي إيليا أرسل رسالة إلى الملك يهورام، الذي كان ملكاً على المملكة الجنوبية، ونعلم من تاريخ بني إسرائيل أن مملكة الملك سليمان انقسمت إلى قسمين: المملكة الشمالية وعاصمتها السامرة، وكانت تتكوَّن من عشرة أسباط. والمملكة الجنوبية وعاصمتها أورشليم وكانت تُعرف بمملكة يهوذا. وكان اللّه قد دعا النبي إيليا ليخدم المملكة الشمالية، حيث ملَك الملكُ الشرير أخآب، ولكن اللّه كلَّف نبيه إيليا أن يُرسل رسالة إلى الملك الجنوبي يهورام. لم يذهب النبي إيليا إلى المملكة الجنوبية، لكنه اكتفى بأن أرسل تلك الرسالة، وهذا يوضح لنا أن النبي إيليا لم يكن يقبل أبداً فكرة المملكة المنقسمة، وكان يعتقد أن شعب اللّه واحد في كل مكان. لقد ظهر اقتناعُه هذا عندما بنى مذبحاً قدم عليه الذبيحة التي التهمتها النار من السماء، فقد أقام ذلك المذبح من إثني عشر حجراً، ترمز لأسباط بني إسرائيل الإثني عشر متَّحدين معاً، لذلك لا نستغرب من أن يرسل النبي إيليا رسالة إلى ملك يهوذا - الملك يهورام، ملك المملكة الجنوبية. وقال النبي إيليا في رسالته: »هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهُوشَافَاطَ أَبِيكَ وَطُرُقِ آسَا مَلِكِ يَهُوذَا، بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلْتَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ كَزِنَا بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَتَلْتَ أَيْضاً إِخْوَتَكَ مِنْ بَيْتِ أَبِيكَ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ، هُوَذَا يَضْرِبُ الرَّبُّ شَعْبَكَ وَبَنِيكَ وَنِسَاءَكَ وَكُلَّ مَالِكَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. وَإِيَّاكَ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ حَتَّى تَخْرُجَ أَمْعَاؤُكَ بِسَبَبِ الْمَرَضِ يَوْماً فَيَوْماً« (2أخبار أيام 21: 12-15).
كان الملك يهورام قد خلف أباه الملك يهوشافاط الذي كان ملكاً فاضلاً، فثبَّت الربُ مملكة يهوشافاط وأعطاه الغنى والكرامة. وكانت تقوى اللّه في قلب يهوشافاط، فنزع أماكن عبادة الوثن من كل أنحاء مملكته، وأطلق على ابنه اسم »يهورام« بمعنى »اللّه مرتفع«. ولكن يهورام لم يعْط اللّهَ المكانةَ الأولى في قلبه، وضلَّ عن العبادة الصحيحة، وتزوج بنت الملك أخآب، فارتكب الملك يهورام الشر وضل. ومن يضلله الشيطان ويخدعه يجعله يرتكب الحماقات، فكان أول ما عمل الملك يهورام أنه قتل إخوته الستة، مع جماعة من قادة الشعب.
درسان من رسالة إيليا ليهورام:
ويمكن أن نتعلم من شرور يهورام أمرين: الأمر الأول: أن الدين لا يُورَّث. لقد كان أبوه الملك يهوشافاط تقياً، ولكن يهورام لم يكن كذلك. صحيح أن الآباء الأتقياء يعطون القدوة الطيبة لأولادهم، لكن الأبناء يجب أن يأخذوا قراراً بالحياة للّه وبالتوبة له وبإرضائه. يقول الإنجيل: »كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ اللّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللّهِ« (يوحنا 1: 12، 13). وكلمات الإنجيل هذه تعلّمنا أن الذين يولدون من رجل تقي لا يكونون بالضرورة أتقياء، لأنهم يجب أن يُولدوا من اللّه. نقول في أمثالنا الدارجة إن النار تخلّف رماداً، وهذا ما حدث مع يهورام. على أن كل إنسان منا يحتاج إلى اختبار جديد في المسيح يغيّر حياته. قال أحد الوعاظ المشهورين: »يمكن أن يُولد إنسان في مَرْأبٍ (جراج) للسيارات، ولكن هذا لا يجعل منه سيارة. وقد يولد إنسان في بيت تقي، لكن هذا لا يجعل منه إنساناً تقياً«.
ندعوك أن تفتح قلبك للّه، لتنشئ أنت شخصياً علاقة شخصية قوية بالرب. إن إيمان أبيك لا ينفعك. ينبغي أن يكون لك أنت شخصياً الإيمان القوي العميق باللّه، والحب القوي الذي يربط قلبك به.
وهناك درس آخر نتعلمه من خطية يهورام: إن الشر يُميت الشرير. كان يهورام ملكاً، لكنه أُصيب بمرض خطير حتى خرجت أمعاؤه كلها بسبب المرض يوماً بعد يوم، حتى مات. ولم يستطع طبُّ بلاده أن ينفعه شيئاً. وعندما مات تقول التوراة إنه: »ذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ، وَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَلكِنْ لَيْسَ فِي قُبُورِ الْمُلُوكِ« (2أخبار 21: 20).
يقول الإنجيل إن الخطية خاطئة جداً، ويقول الكتاب المقدس إن أجرة الخطية هي موت، وإن النفس التي تخطئ هي تموت.
إننا ندعو كل قارئ أن يتوب ليبتعد عن الخطية، وليخلُصَ من أجرة الخطية.
الخدمة للجميع:
نودّ أن نتأمل الرسالة التي كتبها النبي إيليا إلى الملك الشرير يهورام يحذّره من العبادة الوثنية والانحراف عن عبادة اللّه، لنتعلم من إيليا كيف نخدم اللّه كما يريد اللّه لنا أن نخدمه. لقد رأى إيليا نفسه مسئولاً أن يقدم رسالة اللّه ليهورام الشرير، بالرغم من أنه لم يكن مقيماً في مملكته. كان إيليا يحسُّ أن خدمته تمتد إلى العالم كله. وهكذا يجب أن يفعل كل أولاد اللّه، فيهتمّون بالخطاة أينما كانوا. لقد ضرب المسيح لنا مثل الزارع الذي ذكر فيه أن الزارع خرج ليزرع، فألقى بذاره على كل أنواع الأرض. وقال المسيح تفسيراً للمثل: إن الحقل هو العالم. فالعالم كله يجب أن يكون محل مشغوليتنا. قال المسيح: »ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ« (يوحنا 4: 35). لقد رأى إيليا مسئوليته نحو الملك البعيد، وهذه رؤية واسعة وقلب كبير، يرى العالم كله موضوع مسئوليته. ولما لم يستطع إيليا أن يخدم بلسانه، خدم بقلمه، فأرسل تلك الرسالة إلى يهورام.
ندعوك أن تخدم اللّه بكل طريقة ممكنة: أن تقدم نصيحة مكتوبة، أو نصيحة شفوية. وسواء قبل مستمعك هذه النصيحة أو لم يقبلها، فإنك تكون قد أبلغت ولك خير الجزاء من اللّه.
إيليا يصعد للسماء
نجيء في تأملنا في حياة نبي اللّه إيليا إلى إصعاده للسماء بغير موت، فقد أخذ إيليا تلميذه أليشع من الجلجال متَّجهاً إلى بيت إيل، وكان فيها مقرٌّ للأنبياء. وكان النبي إيليا قد عرف وقت انتقاله إلى السماء، وربما عرف تلميذه أليشع أيضاً أن إيليا سيفارقه. كان إيليا على وشك الوقوف أمام الرب في السماء، وكان على أليشع أن يتسلَّم مسئوليات خدمة اللّه، بكل ما فيها من امتيازات ومتاعب. فقال النبي إيليا لأليشع: »إِنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ« (2ملوك 2: 2). وكان الرب قد كشف لنبيه إيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة من حياته، وكلَّفه أن يزور الأنبياء في أماكنهم المختلفة ليقدّم لهم وصاياه وتشجيعاته الأخيرة قبل انتقاله إلى السماء.
ولا ندري لماذا طلب إيليا من أليشع أن يبقى في الجلجال ليذهب هو وحده إلى بيت إيل. ربما أشفق على أليشع من أن يرى منظر انتقال معلِّمه إلى السماء. أو ربما قصد أن يمتحن محبة أليشع وأمانته. ولقد أظهر أليشع محبة شديدة لأستاذه النبي إيليا، فقال له: »حي هو الرب، وحيَّة هي نفسك، أني لا أتركك«. فذهبا معاً إلى بيت إيل. وخرج بنو الأنبياء الذين في بيت إيل إلى أليشع، وقالوا له: »أَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْيَوْمَ يَأْخُذُ الرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟« فَقَالَ: »نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَاصْمُتُوا« (2ملوك 2: 3). وبنو الأنبياء هؤلاء هم التلاميذ في مدرسة الأنبياء، وكان رئيسهم في مرتبة أبيهم. وربما عرفوا أن انتقال النبي إيليا إلى السماء قريب - إما بإعلان من اللّه أو من النبي إيليا نفسه. أما أليشع فلم يكن راغباً في الكلام لكثرة حزنه.
ثم قال إيليا لتلميذه أليشع: »أمكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى الأردن«. فأصرَّ أليشع أن يصحبه في تلك الرحلة، فذهبا معاً، واجتمع خمسون رجلاً من بني الأنبياء ووقفوا يراقبون إيليا وأليشع من بعيد. ووجود خمسين من بني الأنبياء يدلّ على أن عدد المؤمنين كان كثيراً، وربما لجأ كل الذين يعبدون الرب إلى ��لك المدارس خوفاً من اضطهاد الملك أخآب.
إيليا يشق نهر الأردن:
وأخذ النبيُّ إيليا رداءه ولفَّه وضرب به ماء نهر الأردن، فانفلق النهر، وعبر إيليا وتلميذه أليشع على اليبس. لقد قام إيليا هنا بمعجزة تشبه معجزة موسى الذي شق البحر الأحمر، ومثل المعجزة التي قام بها يشوع الذي فلق نهر الأردن. وكان عمل إيليا شهادة للشعب لينتبهوا إلى كلامه ويؤمنوا بالإله الحي. وبعد أن عبر إيليا وأليشع نهر الأردن قال إيليا لتلميذه أليشع: »اطْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ«. فَقَالَ أَلِيشَعُ: »لِيَكُنْ نَصِيبُ اثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ« (2ملوك 2: 9). فقال إيليا: »صَعَّبْتَ السُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذلِكَ، وَإِلَّا فَلَا يَكُونُ« (2ملوك 2: 10).
لم يكن عند إيليا مال ليتركه لتلميذه أليشع، ولكنه كان يدرك أن بركة اللّه أعظم كثيراً من المال. وطلب أليشع نصيب اثنين من روح إيليا، بمعنى أنه سيكون الابن البكر للنبي، لأن الابن البكر هو الذي يأخذ نصيب اثنين. وكان هذا يعني أن يكون كالبكر بين الأولاد، رئيساً للأنبياء. ولا ننسب لأليشع هنا الطمع ولا الكبرياء، لكن ننسب إليه الرغبة القوية في أن يخدم اللّه. وكانت إجابة إيليا له: »صعَّبتَ السؤال«. بمعنى أنه ليس لإِيليا أن يختار خليفته، لكن الرب هو الذي يعيّن.
مركبة نار تأخذ إيليا:
وسرعان ما جاءت مركبة من نار وخيل من نار وفصلت بين إيليا وتلميذه أليشع. وصعد إيليا في العاصفة إلى السماء، وكان أليشع يرى وهو يصرخ: »يا أبي، يا أبي، مركبة إسرائيل وفرسانها«. وقول أليشع: »يا أبي« دليل على محبته لإِيليا. أما وصفه لإِيليا بأنه »مركبة إسرائيل وفرسانها« فمعناه أن إيليا وحده يشبه جيشاً كاملاً لحماية الشعب. وهذا صحيح، فقد كان إيليا أفضل من فرسان كثيرين، لأن به كان الرب يرشد شعبه، يحذرهم وينصرهم. وعندما أُصعد إيليا إلى السماء مزق أليشع ثيابه حزناً على فراق أستاذه.
لم يمُتْ نبيُّ اللّه إيليا، لكنه أُخذ إلى السماء بغير موت، في مركبة من نار تجرُّها خيول من نار. وكان هذا شيئاً هاماً يعلّم الشعب أن ينتبهوا إلى العالم الروحي الذي يدخله الأبرار. الناس دوماً يغرقون لآذانهم في ملذاتهم وأكلهم وشربهم وزواجهم وكسبهم المادي، بينما اللّه يريد أن يعلّمهم أن ينظروا إلى أعلى - إلى الباقي وليس إلى البائد. وإصعاد اللّه لإيليا في مركبة نارية شهادة من اللّه لخادمه أنه لم يكن مثير متاعب، كما اتهمه الملك الشرير أخآب بأنه مكدر إسرائيل. ولكن اللّه كان يختم على خدمة إيليا أنه خادم أمين، عرَّف الناس العبادة الحقيقية للّه.
إن الموت بالنسبة للمؤمن ليس موتاً لكنه انتقال، فالمؤمن يحيا هنا على الأرض مع اللّه، ثم ينتقل ليكون في السماء مع اللّه - ليس هو موتاً لكنه انتقال - وانتقال إيليا بهذه الطريقة يرينا كيف ستتغيَّر أجساد القديسين عندما يأتي المسيح ثانية من السماء ليأخذهم ليكونوا معه فيهتفون: »أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟« (1كورنثوس 15: 55).
ندعوك لتفتح قلبك للّه، ليحل المسيح بالإيمان في قلبك، وعندها تختبر الحياة الأبدية التي لك في اللّه بواسطة المسيح. وقد قال السيد المسيح في صلاته الشفاعية: »هذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الْإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ« (يوحنا 17: 3).
إيليا في الإنجيل
تُحدثنا التوراة عن مجيء إيليا آخر يسبق مجيئُه مجيءَ المسيح إلى عالم البشر. وقد تنبأ أنبياء التوراة أن الحالة قبل مجيء المسيح ستكون في غاية السوء من الناحية الدينية والسياسية، فيجيء إيليا ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح الذي يصلح الأحوال السيئة. وقد ظهر يوحنا المعمدان قبل مجيء المسيح مباشرة، يعظ الناس بالتوبة مبكّتاً إياهم على خطاياهم، فأخذ كثيرون يتساءلون إن كان هذا هو المسيح الآتي الذي ينتظرونه، أو إن كان هو النبيّ إيليا الذي سيجهّز الطريق لمجيء المسيح (يوحنا 1: 21).
وبعد أن قطع هيرودس رئيس الربع رأس يوحنا المعمدان، سمع بمعجزات المسيح، فملأت نفسه المخاوف، لأن قوماً كانوا يقولون إن يوحنا المعمدان قد قام من الأموات، وقوماً إن النبي إيليا قد ظهر (لوقا 9: 7، 8).
وقبل ظهور إيليا على جبل التجلي مع موسى، سأل السيد المسيح تلاميذه: »مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الْإِنْسَانِ؟« فَقَالُوا: »قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا« (متى 16: 13، 14).
وبعد أن رأى ثلاثةٌ من تلاميذ المسيح أمجاد التجلّي على الجبل - أوصاهم المسيح وهم نازلون من الجبل قائلاً: »لَا تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الْإِنْسَانِ مِنَ الْأَمْوَاتِ«. وَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ: »فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟« فَأَجَابَ يَسُوعُ: »إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الْإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ«. حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلَامِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ« (متى 17: 9-13).
من هذا كله يتضح لنا أن اليهود كانوا يتوقَّعون مجيء إيليا قبل مجيء المسيح، وقد بنوا كلماتهم هذه على ما جاء في نبوة ملاخي: »هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الْآبَاءِ عَلَى الْأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الْأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ« (ملاخي 4: 5، 6). وقد توقَّع اليهود أن يجيء إيليا نفسهُ. ولكن تفسير السيد المسيح أظهر لنا أن إيليا الذي كان يجب أن يجيء ليهيّئ الطريق لمجيء المسيح، هو إيليا روحي، إيليا آخر، ولقد جاء يوحنا المعمدان بنفس روح إيليا، وبنفس طريقة وعظه، فهيَّأ الطريق لمجيء المسيح.
المعمدان بروح إيليا:
قال السيد المسيح إن مجيء يوحنا المعمدان هو مجيء إيليا المنتظَر، فقد قال عن يوحنا المعمدان: »هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلَاكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الْأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الْآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. لِأَنَّ جَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ« (متى 11: 10-15).
0 notes
Text
belbalady : اختلاف عدد الأنبياء فى الأديان.. 48 فى اليهودية و25 فى الإسلام والتراث 8 آلاف
belbalady : اختلاف عدد الأنبياء فى الأديان.. 48 فى اليهودية و25 فى الإسلام والتراث 8 آلاف
December 8th, 11:26pmDecember 8th, 11:26pm
بالبلدي | BeLBaLaDy
أرسل الله أنبياءه إلى الناس كى يهدونهم إلى الصراط المستقيم، وقد حفلت الكتب المقدسة بذكر أسماء الأنبياء، أو جزء منهم، لكن بالطبع هناك خلاف بين عدد الأنبياء فى التوراة والإنجيل والقرآن.
يقول الله تعالى فى سورة غافر"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِى بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِى بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ".
 ويقول الطبرى فى تفسير هذه الآية، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) يا محمد (رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ) إلى أممها (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ) يقول: من أولئك الذين أرسلنا إلى أممهم من قصصنا عليك نبأهم (وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) نبأهم.
وذُكر عن أنس أنهم ثمانية آلاف.
وذكر الرواية بذلك:
حدثنا على بن شعيب السمسار، قال: ثنا معن بن عيسى، قال: ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك، قال: بعث النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء، منهم أربعة آلاف من بنى إسرائيل.
حدثنا أبو كُرَيب قال: ثنا يونس، عن عتبة بن عتيبة البصرى العبدى، عن أبى سهل عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الأزدىّ، عن سلمان، عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال " بعث الله أربعة آلاف نبى".
حدثنى أحمد بن الحسين الترمذى، قال: ثنا آدم بن أبى إياس، قال: ثنا إسرائيل، عن جابر، عن ابن عبد الله بن يحيى, عن على بن أبى طالب رضى الله عنه, فى قوله: (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) قال: بعث الله عبدا حبشيا نبيا، فهو الذى لم نقصص عليك.
 لو اعتمدنا على كتاب (التناقض فى التوراة وأثره فى الصورة السلبية لليهود) لـ حامد عيدان الجبورى، نجد أن عدد الأنبياء الذين وردوا فى التوراة والقرآن هم:
آدم، إدريس (أخنوخ)، نوح، إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، موسى، داوود، سليمان، إلياس، أيوب، شعيب (يثرون).
أما الأنبياء الذين ورد ذكرهم فى التوراة ولم يرد اسمهم فى القرآن فهم:
(أشعيا، ارميا، حزقيال، دانيال، صموئيل)
والأنبياء الذين وردت أسماءهم فى القرآن ولم ترد صراحة فى التوراة فهم:
(صالح، يونس، هود، ويحيى، عيسى، محمد).
وقد أوردت التوراة أسماء نساء ادعين أنهن نبيات مثل مريم أخت موسى وهارون، ودبورة التى عاشت فى عصر القضاة.
وهناك أنبياء وردت أسماؤهم فى القرآن الكريم، بخلاف أسماءهم الواردة مع الأحداث التى مروا بها تتشابه أو تتطابق. مثل اليشع، ذو النون وذو الكفل.
لكن التراث اليهودى يتجاوز الأنبياء المذكورين فى التوراة وذلك لأنهم يعتمدون على مصادر مختلفة منها "التلمود" وبالمجمل نجد نحو 48 نبيا هم:
إبراهيم، إسحاق، يعقوب، موسى، هارون، يشوع، فينحاس
ألقانة، عال، صموئيل، جاد، ناثان، داوود، سليمان، يَعْدو، ميخا بن يملة، عوبديا، اخيا الشيلوني، ياهو بن حناني، عزريا بن عوديد، يَحْزِئيلَ بنِ زكَريّا، أليعَزَرُ بنُ دوداوا، هوشع، عاموس، ميخا المورشتي، آموص، إيليا التشبى، اليشع بن شافاط، يونان بن أمتّاي، إشعياء، يوئيل، ناحوم، حبقوق، صفنيا، أوريا بن شمعيا، إرميا، حزقيال، شمعيا، باروخ بن نيريا بن محسيا، نيريا بن محسيا (أبو باروخ)، سرايا، محسيا (أبو نيريا)، حجي، زكريا، ملاخى، مردخاى بن يائير، عوديد (أبو عزريا)، حنانى أبو ياهو.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع. "جميع الحقوق محفوظة لأصحابها" المصدر :" اليوم السابع "
0 notes
albonynet · 5 years
Text
بالصمت والسخرية.. المخرج الفلسطيني يقاوم سينمائيا
بالصمت والسخرية.. المخرج الفلسطيني يقاوم سينمائيا
[ad_1]
الصورة هي أصل الفكرة، والمشاهد الصامتة هي نواة السينما الناطقة اليوم، لكن المخرج الفلسطيني إيليا سليمان أبى إلا أن يعيدها إلى سيرتها الأولى ودهشة البداية، وذلك من خلال عمله “إن شئت كما في السماء”، متخذا من لغة الصمت والكوميديا السوداء جسرا يعبر من خلاله إلى قضيته، قاصدا وعي المتلقي وعقله ووجدانه.
بمشاركته في مهرجان أجيال السينمائي بالدوحة، يعيد سليمان سرد حكايته عن وطنه فلسطين، وهو الذي…
View On WordPress
0 notes
Photo
Tumblr media
Le tournage de la scène du film est enfin terminée depuis cette magnifique nuit sous la chaleur Parisienne pour ces très belles prises de vue en LSF avec ses acteurs dont mes deux chers partenaires : Slimane Dazi et Faouzi Bensaidi sous le regard bienveillant d’Elia Suleiman, le réalisateur de son dernier film 🎥 : « It must be heaven ».
Un petit rappel sur Elia Suleiman (en arabe : إيليا سليمان) qui est né le 28 juillet 1960 à Nazareth, est un réalisateur, scénariste & acteur Palestinien.
En 1996, il réalise « Chronique d'une disparition », son premier grand film traitant de l'identité Palestinienne mais surtout il est connu pour son troisième film sorti en 2002, « Intervention divine » (Arabe : Yad Ilahiyya), une comédie tragique moderne sur la vie quotidienne dans les territoires Palestiniens qui remporta en 2002 le prix du jury au festival de Cannes.
Souvent comparé à Tati ou Keaton, Elia Suleiman manie le burlesque et la gravité avec le même sens poétique.
Ce fut un très beau moment inoubliable pendant les séances de coaching pour la LSF avec ses répétitions non stop depuis trois semaines déjà pour un seul plan large unique, c’est ça la vraie magie du cinéma 😉 …
Rodolphe, acteur pro & coach LSF.
#EliaSuleiman #Réalisateur #Film #LongMétrage #Cinéma #ChroniqueDuneDisparition #InterventionDivine #ItMustBeHeaven #FestivalDeCannes2002 #PrixDuJury2002 #SlimaneDazi #FaouziBensaidi #Tati #Keaton #Acteurs #LSF #CoachingLSF #Répétitions #Tournage #MagieDuCinéma
0 notes
jasses12345 · 5 years
Text
سيرة النبي إيليا
القس منيس عبد النور
 
هذا الكتاب
نتحدث في هذا الكتاب عن النبي العظيم إيليا، الذي وعظ وتنبأ في المملكة الشمالية، المعروفة بمملكة إسرائيل، وعاصمتها السامرة. وقد جاءت خدمته في وقت ضعُفت فيه عبادة اللّه الواحد الحيّ. كان إيليا مستعداً دوماً لعمل مشيئة اللّه، مهما كانت التكلفة. واستمد القوة ليحمل المسئولية من حياة الصلاة والوجود في محضر اللّه دائماً. لقد تحمّل إيليا مسئوليته كاملة في خدمة الرب، معتمداً تماماً على الإِله الحي الذي »وقف أمامه« دائماً. وقد أجرى اللّه بواسطة إيليا معجزات كثيرة، كلها معجزات رحمة توضح محبة اللهٹوعنايته، ومعجزات قوة تعلن مجد اللّه وسلطانه، ليعود الشعب إلى عبادة اللّه الحقيقي. ونلاحظ أنه كلما زاد الناس ضلالاً عن اللّه، أرسل لهم كلمته مؤيَّدة بالمعجزات، ليردَّهم إلى الرشد، وإلى عبادته. ونحن نرجو للقارئ العربي العزيز أن يجد في سيرة النبي إيليا دروساً لحياته مع اللّه.
 
المطر يتوقف
ظهر النبي إيليا (وفي اللغة اليونانية اسمه إلياس) فجأة على مسرح التاريخ الديني، في أيام الملك أخآب، الذي حكم دولة إسرائيل وكانت عاصمتها السامرة آنذاك عام 875 ق. م. وكان الملك أخآب ملكاً عظيماً، قاد بلاده إلى نجاح ثقافي واقتصادي وانتصارات عظيمة، وكان يحب السلام والفنون، كما أنه بنى مدناً وقصوراً حكت التوراة المقدسة عنها، حتى أنه بنى قصراً من العاج في يزرعيل، أحاطه بالحدائق الغناء، فكان محل إعجاب الجميع، حتى قال أحد المؤرخين: »لئِن كان العاج قد ظهر في مملكة إسرائيل في كرسي العرش الذي صنعه سليمان، فإن الملك أخآب في نجاحه العظيم غطى بيته كله بالعاج«.
 
وكانت للملك أخآب قوة سياسية وحربية عظيمة، فقد ورد في النقوش الأشورية أنه أرسل ألفي مركبة حربية وعشرة آلاف من المشاة ليشتركوا مع جيش أرام (سوريا) في حربهم ضد مملكة أشور.
 
على أن التوراة المقدسة لا تقدم لنا الملك أخآب في عظمته الاقتصادية أو السياسية، لكنها تنتقده انتقاداً شديداً باعتباره الرجل الشرير الذي جرَّ شعبه إلى ارتكاب الخطأ وعبادة الأوثان، فقد تزوج من إيزابل بنة »أثبعل« ملك صيدون، وكانت وثنية تعبد الصنم المعروف باسم »بعل« وعملت جهدها كله لتبيد عبادة الإِله الحي الحقيقي وتقيم عبادة الصنم الذي تتعبَّد له، فقتلت أنبياء اللّه الأتقياء، ونشرت العبادة الوثنية، برضى زوجها الملك أخآب.
 
أيها القارئ الكريم، عندما يقيّمنا اللّه لا يزِنُنا بمقدار ما عندنا من مال أو علم أو جاه، لكن بمقدار ما فينا من حب له وتعبُّد لشخصه. فلئن كان الملك أخآب قمة في النجاح السياسي والحربي والاقتصادي، إلا أن المؤرخ المقدس في التوراة يحسبه شريراً فاسداً، وينسى كل إنجازاته المادية، لأنه انحرف عن عبادة اللّه. وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟
 
ولا بد أن هناك سبباً سياسياً دفع الملك أخآب ليرفض عبادة الإله الواحد »الحي« ويوافق على أن يعبد شعبه الصنم »بعل«، فقد كان يخاف أن يذهب شعبه إلى مدينة أورشليم، حيث هيكل سليمان - وكانت أورشليم عاصمة المملكة الجنوبية المعروفة بمملكة يهوذا.
 
من هو إيليا:
في عام 875 ق. م. وفي أثناء حكم الملك أخآب ظهر النبي العظيم إيليا ومعنى اسمه العبري »إلهي يهوه«. ولا نعرف الكثير عن نشأة النبي إيليا، إلا أن التوراة المقدسة تقدّمه لنا باعتبار أنه إيليا التِّشْبِيّ من مستوطني جلعاد. كما تصفه بأنه رجل أشعر متمنطق بمنطقة من جلد على حقويه. وقال بعض العلماء إن كلمة التشبي تعني »الغريب«. وقد يكون المقصود أن إيليا الغريب كان من مستوطني جلعاد، فيكون أنه مجهول الأصل، ولكن اللّه اختاره ليكون نبياً عظيماً له. أو لعله من مدينة تِشْبه الواقعة في شرق الأردن في منطقة جلعاد. ولعل تسميته بهذا الاسم تعني أنه كان شخصاً غريباً، بمعنى أنه مختلف عن غيره، لأنه كان يقضي الكثير من وقته في الصحراء في محضر اللّه، يتعبَّد له، إلى اليوم الذي فيه دعاه اللّه ليكون نبياً.
 
بداية خدمته:
أول ما نقرأ عن النبي إيليا في التوراة المقدسة نقرأه في الأصحاح السابع عشر من سفر الملوك الأول حيث يقول: »وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لِأَخْآبَ: »حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لَا يَكُونُ طَلٌّ وَلَا مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلَّا عِنْدَ قَوْلِي« (1ملوك 17: 1). وهذا عقاب للذين هجروا عبادة اللّه الحي. لقد أقام اللّه النبي إيليا لينقذ بلاده من عبادة البعل، أو من العبادة المختلطة بين عبادة اللّه وعبادة البعل. ولما رأى تفشّي تلك العبادة الوثنية السيئة، أدرك أن عقاب اللّه لا بد سيحلُّ على البلاد التي بعُدت عنه. كانت الظلمة حالكة في تلك الأيام، وقلَّ عدد الذين يعبدون الرب بإخلاص، وارتفع مذبحٌ للصنم يكفي لكثيرين من العابدين، وانتشرت الهياكل الوثنية في كل أرجاء مملكة بني إسرائيل. أما مذابح الإِله الحي، مثل مذبح الكرمِل، فكان قد تهدَّم. واشتعلت نيران الاضطهاد، وأُغلقت مدارس الأنبياء. وكان الأنبياء والمخلِصون لعبادة الرب يطوفون في جلود غنم وجلود معزى، معتازين مكروبين مذلين (عبرانيين 11: 37). ووقف إيليا ينظر إلى هذه الحالة الشريرة وقد امتلأت نفسه بالغيرة لعبادة الرب. ترى ماذا عساه يفعل؟ لم يكن أمامه سوى أمر واحد، وهو أن يلجأ إلى اللّه مصلياً.
 
ويقول الإِنجيل إن إيليا »صلى صلاة« (يعقوب 5: 17) بمعنى أنه رفع للّه صلاة حارة من أجل شعبه، فاشتعل غضب الرب عليهم، وأغلق السماء عنهم فلا تعود تعطي مطراً. وأدرك أن اللّه الحي سمع صلاته، فتوجَّه من الصحراء إلى العاصمة حيث الملك العظيم أخآب. ودون أن يخاف قال له: »حيٌّ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي«. ويا لها من ثقة عظيمة في استجابة الصلاة، ويا له من إيمان حي باللّه القدير، ويا لها من صلاة مرعبة، فيها إعلان مخيف أعلنه النبي للملك في شجاعة وجرأة دون خوف.
 
كان إيليا يصلي، وكان واثقاً أن صلاته لا بد أن تُستجاب. ولم يكن سرُّ شجاعة إيليا في شخصه، ولا في الظروف التي عاش فيها. لكن لأنه وضع ثقته في اللّه قال: »حي هو الرب« فكل مَن هو غيْر اللّه قابلٌ للموت، أما اللّه فإنه الحي الذي قال عنه أيوب: »فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ« (أيوب 19: 25). ثم قال إيليا: »الرب الذي أنا واقف أمامه«، لقد وقف إيليا أمام اللّه الحق، فا��تطاع أن يواجه الملك الشرير في غير خوف، ليعلن له قضاء اللّه وعقابه.
 
ليتنا ندرِّب أنفسنا على أن نتحقَّق دائماً من وجودنا في حضرة اللّه، وهذا يرفعنا فوق كل خوف. دعنا نحيا ونتحرك ونوجد، يسودنا فكر واحد هو أن اللّه هنا، وأنا أقف أمامه وفي محضره. وعندها تتحقق لنا استجابة الصلوات الغالبة المنتصرة، وندرك أن اللّه الحي يرى ويسمع ويستجيب ويبارك.
 
كان إيليا متأكداً أن اللّه حي، وكان قد وقف مصلياً في محضره، إلى أن استمد منه القوة والشجاعة. ولقد قلنا أن كلمة إيليا معناها: »إلهي يهوه«. فعندما خصَّص إيليا نفسه للرب، وجد سرَّ القوة. إن كان اللّه حِصْنه فممّن يرتعب؟ وعندما اقترب إليه الأشرار ليأكلوا لحمه، مضايقوه وأعداؤه عثروا وسقطوا، كما يقول النبي داود في مزموره السابع والعشرين. ولذلك استطاع أن يهتف: »الرَّبُّ قُّوَتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلَاصِي« (خروج 15: 2).
 
الغربان تعول إيليا:
توقَّف نزول المطر بناءً على صلاة إيليا، وبدأت الأرض تعاني من الجفاف. تُرى مَن يعول إيليا وقت المجاعة؟ تقول التوراة إن اللّه أصدر أمره إلى إيليا: »انْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَاخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الْأُرْدُنِّ، فَتَشْرَبَ مِنَ النَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ الْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ« (1ملوك 17: 3، 4) فانطلق النبي إيليا وعمل حسب كلام الرب، وذهب فأقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن (ولعله هو المعروف اليوم باسم فصيل، شرق الأردن). كانت الغربان تأتي للنبي إيليا بخبز ولحم صباحاً وبخبز ولحم مساءً، وكان يشرب من النهر... يا للمعجزة!!
 
ألا ترى معي أن قول التوراة: »كان كلام الرب إلى إيليا« يعني أن اللّه دوماً يكلّمنا، ويعلن لنا مشيئته الصالحة المرضية الكاملة. تأتيك كلمة اللّه من خلال الكتاب المقدس، وتأتيك من خلال تأثير يطبعه روح اللّه على قلبك، وتأتيك كلمته في بعض الظروف الخاصة. وكيفما جاءتك فإنها يجب أن تجدك مستعداً أن تسمعها، لأنك تقول للرب ما قاله النبي صموئيل: »تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لِأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ« (1صموئيل 3: 9).
 
إن أمر اللّه للنبي إيليا أن يختبئ عند نهر كريث يعلّمنا أننا يجب أن نجد مكاناً نختلي فيه باللّه، كما قال السيد المسيح لتلاميذه: »تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلَاءٍ« (مرقس 6: 31). لا شك أن النبي إيليا كان محتاجاً إلى وقت يختلي فيه بالرب. لقد وقف أمام الملك أخآب في غير خوف، وقال له: »لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي«. ولذلك كان معرَّضاً لأن تصيبه خطية الكبرياء - ربما يظن نفسه أنه عظيم - ولذلك طلب اللّه منه أن يختلي بعيداً وحده عند نهر كريث ليقيم في محضر اللّه، ليدرك أن اللّه هو الكل في الكل.
 
أحياناً نحس أننا شيء، والواقع أننا لسنا شيئاً، فقد قال لنا السيد المسيح: »بِدُونِي لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً« (يوحنا 15: 5). ربما يطلب منك اللّه أن تختبئ على فراش مرض، أو في مواجهة خسارة، أو في فَقْد أحباء. في مثل هذا الوقت الذي يهجرك فيه الناس وتحسّ أنك وحيد، لا يستطيع أحد أن يشاركك المتاعب التي تجتاز فيها، عندها أرجوك أن تدرك أن اللّه حيٌّ إلى جوارك، وأنه يريدك أن تتحدَّث إليه. فعندما تغلق باب غرفتك عليك، أو عندما تنغلق نفسياً وأنت وحيد بسبب الآلام التي تجوز فيها، أرجوك أن تدرك أن اللّه يخبّئك لتختلي به ولتتحدث إليه، ولتكون قريباً من قلبه.
 
وكم كان غريباً أن يطعم اللّه نبيه بأمْر الغربان أن تعوله، فكانت الغربان تأتي إلى إيليا بخبز ولحم صباحاً وبخبز ولحم مساء، وكان يشرب من ماء نهر كريث. يوماً بعد يوم، ظلت الغربان تجيء بالطعام إلى إيليا. لا شك أنه كان ينتظر في مطلع كل يوم أن تجيء الغربان إليه حاملة طعامه. ترى هل تساءل إيليا يوماً: هل ستجيئني الغربان بالخبز واللحم هذا المساء، أو هل ستتوقَّف عن أن تطعمني؟ ربما سأل هذا السؤال، لكن المهم أن اللّه عاله، وكلَّف تلك الطيور التي تخطف أن تخدم خادمه. وعندما نصلي نحن الصلاة الربانية قائلين: »خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ« (متى 6: 11) ندرك أن إلهنا يدبّر كل ما نحتاج إليه.
 
ونلاحظ أن اللّه قال لإيليا: »أمرتُ الغربان أن تعولك هناك«. وكلمة هناك مهمة، لأنها تحدد المكان الذي يريد اللّه أن يكون نبيُّه فيه. وأنت، عندما تطيع اللّه وتتواجد في المكان الذي يريدك أن تكون فيه، عندها يعولك ويضمن احتياجاتك، لذلك قال السيد المسيح: »اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللّهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ« (متى 6: 33). وعندما تطلب بر اللّه وملكوته سوف يزيد اللّه لك البركات التي تحتاج إليها.
 
النهر يجف:
وبعد مدة من بقاء إيليا بجوار نهر كريث، تقول التوراة إن النهر يبس بسبب عدم هطول المطر. لقد جفَّت مراعي الجبال، وكأنَّ ألسنة نيران اندلعت فأفنَتْها، ولم يعد الندى يبلّل الأرض. ترى ماذا جال في خاطر إيليا في ذلك الوقت؟ لا بد أنه كان ينتظر اللّه صامتاً، يفعل ما قاله المرنم في مزموره: كان يسكّت نفسه كفطيم نحو أمه (مزمور 131: 2) وهو يقول: »إِنَّمَا لِلّهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي، لِأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي« (مزمور 62: 5). عندما تيبس كل الأنهار، يريد اللّه أن يعلّمك أن تتكل على شخصه وليس على عطاياه، ويريدك أن تدرك أن سواقي اللّه ملآنة ماء (مزمور 65: 9). فتُلقي اتكالك بالتمام عليه وعلى حكمته. وتختبر معنى قول السيد المسيح: »كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الْأَبَدِ« (يوحنا 4: 13، 14).
 
أحياناً نطمئن إلى وضع معيَّن ونستقر عليه، ويريدنا اللّه أن نعتمد عليه وحده. ترى ماذا تفعل لو أنك واجهت مثل هذا الموقف الذي واجهه إيليا؟ هل تظن أن اللّه نسيك؟ هذا ما لم يحدث مع إيليا، ففي الوقت المناسب تماماً أصدر اللّه أوامره مرة أخرى إلى نبيّه، وهو دوماً يرشد الذين يحبونه في الموعد المناسب ليتخذوا القرار المناسب. فتقول التوراة إنه »بعد مدة من الزمان يبس نهر كريث، لأنه لم يكن هناك مطر«. وجعل إيليا يرقب هذا النهر وهو ييبس أسبوعاً بعد أسبوع. ولا بد أن الشكوك هاجمته، ولكنه لم يسمح لظروفه أن تعطّل إيمانه. صحيح أن الشك ينظر إلى اللّه من خلال الظروف، أما الإيمان فإنه يضع اللّه بينه وبين الظروف. الإيمان ينظر إلى ظروفه عن طريق اللّه.
 
أرملة تعول إيليا:
وفي الموعد المناسب أمر اللّه نبيه إيليا: »قُمِ اذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ الَّتِي لِصَيْدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ« (1ملوك 17: 9) فأطاع إيليا فوراً. ولما وصل إلى باب المدينة رأى أرملة تقشُّ عيداناً فناداها وقال: »هاتي لي قليل ماء في إناء لأشرب« ربما نظن أن النبيَّ إيليا التقى بها من باب الصدفة، لكن ليس عند اللّه صدفة، فإن ما تراه العين البشرية صدفة تراه عين الإيمان تدبيراً من العناية الإلهية، ولا شك أن اللّه كان قد دبَّر قدوم الأرملة لتلتقي بإيليا، لأن اللّه كان قد قال له: »هوذا قد أمرتُ هناك أرملة لتعولك«. ولعل هذا هو السبب الذي جعلها تطيع أمر إيليا، فتذهب في صمت وهدوء لتأتي إليه بكأس ماء بارد. ووجد النبي في قبول الأرملة لطلبه ما شجَّعه أن يطلب منها أيضاً أن تأتيه بكسرة خبز. وكان هذا طلباً متواضعاً، ولكنه حرَّك أوجاعاً كامنة في نفس المرأة، فلم يكن لديها كسرة خبز، بل كان كل ما تمتلكه ملء كف من الدقيق وقليل من الزيت، كانت تريد أن تعمل منه كعكة لها ولابنها ثم يموتان جوعاً. ولكن إيليا المؤمن قال للمرأة: »لَا تَخَافِي. ادْخُلِي وَاعْمَلِي كَقَوْلِكِ، وَلكِنِ اعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَاخْرُجِي بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ اعْمَلِي لَكِ وَلاِبْنِكِ أَخِيراً. لِأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لَا يَفْرُغُ، وَكُوزَ الّزَيْتِ لَا يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَراً« (1 ملوك 17: 13 و14).
 
إننا نقف في انذهال أمام عظمة إيمان النبي إيليا في توجيه الرب له: »أمرت أرملة أن تعولك« - ولا شك أن الأرملة لن تعول إيليا بما عندها، لكن بما يعطيه الرب لها. ولما كان كل ما عندها قليل من الدقيق، وقليل من الزيت، فإن اللّه لا بد أن يبارك في هذا القليل ليكون كثيراً. وينقلنا هذا إلى مشهد أقام فيه المسيح وليمة أطعم فيها خمسة آلاف بخمس خبزات وسمكتين، إذ أخذ وبارك وأعطى تلاميذه ليوزّعوا على الجموع، فوجد كل إنسان احتياجه، وأكل بحسب ما احتاج. وهذا ما حدث مع الأرملة التي أطاعت نداء اللّه، فإن كُوَّار الدقيق لم يفرُغ، وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذي تكلم به بواسطة إيليا.
 
ونقف أيضاً في انذهال أمام عظمة إيمان الأرملة التي قالت لإيليا: »حي هو الرب إلهك«. إنها تعلم أن الإله الذي أرشد إيليا هو الإِله الحقيقي وهو الإِله الحي. ففي وسط الظلمة التي سادت البلاد في عبادة الأوثان، وُجدت تلك السيدة التقية التي علمت أن اللّه حي وموجود، يستطيع أن يعمل المعجزة ويدبّر، لأنه إله المستحيلات. إن لم تنفع الطرق العادية لتساعدنا، فإن اللّه يدبّر لنا احتياجنا بطرق معجزية، والمطلوب منا أن نحيا حياة الطاعة للّه.
 
وأنت أيها القارئ، عندما تقول »إن الرب حي« كَرِّرْها لأنك تؤمن بها، ولأنك تدرك أن إلهك الحي يدبر احتياجاتك. وما أجمل ما قال السيد المسيح: »لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْر��بُونَ، وَلَا لِأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا« (متى 6: 25، 26).
 
ابن الأرملة يموت ويقوم:
كان لأرملة صرفة، حيث أقام النبي إيليا، ابن وحيد، اشتدَّ به المرض ذات يوم ومات. فجاءت الأرملة إلى إيليا تصرخ: »ما لي ولك يا رجل اللّه. هل جئت إليَّ لتذكير إثمي وإماتة ابني؟« يبدو من كلام المرأة أن حياتها تلوَّثت من قَبْل بلوثة أخلاقية، بقيت جاثمة أمامها كإثم لا يُغتفَر. ونحن لا ندري ما هو ذلك الإِثم. هل كان يتعلق بميلاد ولدها هذا؟ إن ضمير الإِنسان منّا قد ينام فترة، لكن هناك دوماً ما يوقظه. وعلينا ألا نسكت على إثم إلا ونعترف به، لأنه: »إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ« (1يوحنا 1: 9).
 
ولما سمع إيليا الكلمات القاسية التي وجَّهتها له الأرملة لم يوبخها، ولم يجاوب عليها بخشونة، ولكنه قال لها: »أعطيني ابنك«. وأخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيماً بها، وأضجعه على سريره، وصرخ إلى الرب وقال: »أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَأَيْضاً إِلَى الْأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟« (1ملوك 17: 20).
 
لا شك أن إيليا كان متألماً من توبيخ الأرملة له، كما كان متألماً من الكارثة التي حلَّت بها. وإيليا في هذه الكلمات يذكِّرنا بما سبق أن قاله كليم اللّه موسى عندما رجع إلى الرب وقال: »يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى هذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟« (خروج 5: 22).
 
ولم يغضب الرب من إيليا، ولكنه غفر له، لأن اللّه يعرف اللغة الصادرة من قلب متألم مُخْلص. واللّه يفضّل أن نأتي إليه بإخلاص، مهما كان هذا الإِخلاص ضعيفاً، مهما كان التعبير عنه غير لائق. إن اللّه يريد أن تتعانق روح المؤمن مع روحه هو، في الحب والألم، مهما كانت الظروف التي نعيش فيها.
 
ثم أخذ إيليا جثة الولد وتمدَّد عليها ثلاث مرات وصرخ إلى الرب قائلاً: »يا رب إلهي، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه«. فسمع الرب صلاة إيليا وقام الولد من موته. فأخذه إيليا ونزل به من عِليته إلى البيت، ودفعه إلى أمه وقال لها بلهجة الشكر للّه والانتصار: »أُنظري، ابنك حي«. فقالت المرأة لإيليا: »هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللّهِ، وَأَنَّ كَلَامَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ« (1ملوك 17: 23، 24).
 
من هو النبي الحقيقي؟
النبي الحقيقي هو الذي يستخدمه اللّه ليقيم موتى الخطية لحياة التقوى ومخافة اللّه. وهو الذي يؤازره اللّه بمعجزات من عنده، كما آزر موسى وإيليا وبطرس وبولس وغيرهم من رجاله الصادقين.
 
كانت معجزة إقامة الميت معجزة كبيرة، أجراها اللّه على يد نبيه إيليا.
 
فكيف حقق إيليا هذه المعجزة؟ لقد أخذ الولد الميت من حضن أمه وصعد به إلى العِلية التي كان مقيماً فيها، وأضجعه على سريره وصرخ إلى الرب. وفي تواضع تمدَّد على الولد. أليس عجيباً أن نرى رجلاً عظيماً يصرف وقتاً ومجهوداً على هذا الهيكل الجسدي الفاني، ويرضى أن يلتصق بذلك الميت، الذي تقول شريعة موسى إنه ينجّسه؟ لكن إيليا في تواضع حقيقي تناسى هذا كله وبدأ يصلي للولد وهو متمدّد عليه في مثابرة، وصرخ إلى الرب ثلاث مرات دون أن يتطرَّق اليأس إلى قلبه. إن صلاة إيليا الثلاثية تجعلنا نتذكر قول السيد المسيح: »يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلَا يُمَلَّ« (لوقا 18: 1). ولقد لقي تضرع إيليا نعمة عند اللّه، فسمع الرب صلاته وأقام الولد من موته، ويقول التقليد اليهودي الذي وصلنا بالتواتر إن هذا الولد كبر ليكون يونان النبي، الذي أرسله اللّه إلى نينوى كارزاً بالخلاص.
 
أيها القارئ الكريم، إننا نوجِّه إليك دعوة الآن أن لا تخبئ خطيتك داخل نفسك كما فعلت تلك الأرملة، بل أن تعترف بها للّه الذي يغفر لك ويطهر قلبك من دنس الذنوب. ونريد أن نؤكد لك أن المسيح الحي يريد أن يهبك الحياة الأبدية، إن أنت وضعت ثقتك فيه، »لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ« (يوحنا 3: 16). كما نؤكد لك أن الإِله المحب سيبارك حياتك لتعمل معه على إقامة غيرك من موتى الخطية للحياة الجديدة في المسيح.
 
ونوجه إليك دعوة أخرى: قد تكون ساكناً في أمان، كما سكن إيليا عند أرملة صرفة، ولكن اللّه يكلّفك أن تقوم بخدمة خطيرة له - كن مستعداً أن تحيا في سلام، وأن تجاهد أيضاً في سبيل اللّه. إن الجهاد هو الذي يقوي عضلات الإيمان ويزيده.
 
الشجاعة تواجه الخوف
بعد أيام كثيرة تكلم الرب مع إيليا مرة أخرى وأمره أن يرحل عن بيت الأرملة. لقد مرَّت عليه عدة شهور وهو في عزلته في صرفة، في أثنائها التصقت نفسه بنفس الأرملة وابنها بأقدس الروابط، كما تقدَّس ذلك البيت وعليته وكُوَّار الدقيق وكوز الزيت بأبهج الذكريات عن عناية اللّه العجيبة بشعبه.
 
وتقول التوراة: »بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلَامُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ: »اذْهَبْ وَتَرَاءَ لِأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَراً عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ« (1ملوك 18: 1). لقد كان هذا التكليف الإِلهي صعباً. كيف يلتقي إيليا بالملك أخآب، والملك يبحث عنه في كل الممالك المجاورة ليوقع به الأذى، بعد أن امتنع هطول المطر على البلاد ثم سادها الجفاف القاتل؟ ولكن النبي إيليا أطاع هذا الأمر الإِلهي، وخرج عن عزلته في صرفة ليلتقي بالملك. ولا شك أن إيليا شجَّع نفسه بالكلمات التي تعلَّمها عندما التقى بالملك الشرير أخآب في المرة الأولى، وقال له: »حيٌّ هو الرب الذي أنا واقف أمامه«. ولا شك أن إيليا تشجع بكلمات مثل الكلمات التي جاءت في المزمور السابع والعشرين لداود: »اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلَاصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ عِنْدَ مَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الْأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا« (مزمور 27: 1 و2).
 
وعندما خرج إيليا من مخبئه عند الأرملة، بدأ يسير وسط البلاد قاصداً العاصمة. ولا شك أن قلبه انكسر حزناً على جوع الجائعين. ولكن عندما وصل إلى السامرة كان الجوع هناك أكثر، لأن التوراة تقول: »كَانَ الْجُوعُ شَدِيداً فِي السَّامِرَةِ« (1ملوك 18: 2). وكنا ننتظر أن يخصّص الملك أخآب وقته لتخفيف بؤس شعبه، أو أن يرجع إلى اللّه تائباً حتى يرسل اللّه المطر. لكن شيئاً من هذا لم يحدث بل بالعكس، فقد حَصَرَ الملكُ همَّه كله في إطعام خيله وبغاله، ووجَّه كل اهتمامه إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حيواناته، ولذلك قام برحلة بحث عن العشب، وكان أوْلَى به قبل أن يبحث عن العشب أن يبحث عن رضى اللّه عليه.
 
إن الملك أخآب في تصرُّفه هذا يذكّرنا بالذين يركبون السيارات الفخمة ويأكلون الطعام الفاخر، دون أن يبالوا بالجائعين المساكين الذين هم أصل ثروتهم. إن محبة الذات هي التي تنفق على أثاث البيوت، وعلى كلاب الصيد والملاهي، أكثر مما يحتاجه الأمر لاستمرار عمل اللّه.
 
إيليا يقابل عوبديا:
في أثناء خروج نبي اللّه إيليا ليلتقي بالملك أخآب، التقى بشخص يشغل مركزاً خطيراً في البلاط الملكي اسمه عوبديا، كان الوكيل المتصرف على القصور، وهي وظيفة تعادل اليوم وزير القصور والتشريفات الملكية. وكان عوبديا رجلاً تقياً يخشى الرب منذ صباه. وقد بيَّن عوبديا محبته للّه، لأنه عندما اضطهدت إ��زابل رجال اللّه وطاردت أنبياءه لتقتلهم، نجَّى عوبديا الصالح مئة من هؤلاء الأنبياء، وخبأهم خمسين خمسين في المغاير، وعالهم بخبز وماء. ومع أن عوبديا كان رجلاً صالحاً، إلا أنه لم يكن يملك الشجاعة الأدبية، وإلا لما استطاع أن يبقى في وظيفته بالقصر، يخدم أخآب الشرير وزوجته الوثنية إيزابل. كان عوبديا لا يؤمن بأن يكون متطرّفاً. صحيح أنه لم يكن راضياً عن الحوادث التي تجري حوله، ولا بد أنه كان يتألم مما يراه في القصر الملكي من تحطيم لشريعة اللّه، لكنه كان يدرك أن طَرْده من الوظيفة لن يُصلِح تلك الأخطاء. وكان واثقاً أن الملك سيطرده من وظيفته لو أنه جاهر بآرائه. وكلما فكر عوبديا فيما يقاسيه أنبياء اللّه، اشتد حزنه، وفكَّر أن يدافع عن قضيتهم. لكنه كان يرى أن شخصاً واحداً مِثْلَه لن يقدر أن يفعل شيئاً ليغيّر سياسة الدولة بكاملها، ولذلك فضَّل أن يساعد أنبياء اللّه بطريقة هادئة، ويظل في مكانه، ولو كان في ذلك كسر لمبادئه. ولعله لهذا السبب قال إيليا لعوبديا: »اذْهَبْ وَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا« (1ملوك 18: 8).
 
هناك كثيرون يعرفون الحق، ويحاولون أن يفعلوه سراً، لكنهم لا يتكلمون عنه إلا نادراً. ولا يوبّخون الخطية مطلقاً، ولا يُظهِرون حقيقة أمرهم، كما فعل عوبديا. وعندما يسمعون عن اضطهاد يحلّ بالمؤمنين يشتدّ حزنهم، ولكن لا يخطر ببالهم أن يقفوا بجانبهم أو يشجعوهم، ويسكّتون ضمائرهم الثائرة عليهم بتقديم بعض الخدمات البسيطة لرجال اللّه المطارَدين. وبينما هم يُخْفُون هذه المساعدات عن العالم، يُبْرزونها أمام أولاد اللّه كدليل على إخلاصهم وغيرتهم. فقد جاوب عوبديا إيليا بقوله: »أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ... إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ الرَّبِّ مِئَةَ رَجُلٍ؟« (1ملوك 18: 13).
 
وما أعظم الفرق بين إيليا الشجاع الذي وقف وقفة قوية للّه، لأنه يعلم أن إلهه حي، وهو يقول: »الرب الذي وقفتُ أمامه«. وبين عوبديا الذي يخبّئ عبادته داخل قلبه، لأنه يخاف على مركزه وعلى مكانته. إن هناك فرقاً كبيراً بين التقوى السلبية والتقوى الإيجابية، وهناك فرق بين الإحتياط للظروف وبين جسارة الإيمان - ذلك أن الإيمان الحقيقي يقف في مواجهة الصعوبات في غير خوف، لأن صاحبه يدرك أن اللّه معه وأنه حي، ويدرك معنى قول المسيح: »طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا« (متى 5: 11 و12).
 
اللّه يواجه الوثن
في السنة الثالثة أمر الرب نبيَّه إيليا أن يتَّجه إلى الملك أخآب ليقول له إن الرب سيعطي مطراً على وجه الأرض. وكان الجوع شديداً، وكان الملك يفتّش على مراعٍ لمواشيه، دون أن يهتم بمصلحة الشعب الفقير البائس. واتَّجه إيليا إلى حيث كان أخآب، فقال له الملك: »هل أنت مكدّر إسرائيل؟«. فأجاب إيليا: »لم أكدر إسرائيل، بل أنت وبيت أبيك، بترككم وصايا الرب وسيركم وراء الأصنام والأوثان«. ثم طلب النبي من الملك أن يجمع له أنبياء الصنم ليواجههم في امتحان قاس يشهده الشعب جميعاً. ووافق الملك على تلك المواجهة (1ملوك 18: 17-21).
 
وفي اليوم المحدد جاء أنبياء الأوثان، كما جاء كثيرون من الشعب. فقال إيليا للشعب: »أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ ثَوْراً وَاحِداً وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لَا يَضَعُوا نَاراً. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الْآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلكِنْ لَا أَضَعُ نَاراً. ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالْإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللّهُ«. فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: »الْكَلَامُ حَسَنٌ« (1ملوك 18: 22-24).
 
الوثنيون يبدأون:
وقال إيليا لأنبياء الأوثان: »اخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لِأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الْأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلكِنْ لَا تَضَعُوا نَاراً«. فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ: »يَا بَعْلُ أَجِبْنَا«. فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلَا مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ الْمَذْبَحِ الَّذِي عُمِلَ. وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: »ادْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لِأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!« فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلَا مُجِيبٌ وَلَا مُصْغٍ« (1ملوك 18: 25-30)، بدأ إيليا يرمّم مذبح الرب المنهدم، وأخذ اثني عشر حجراً بعدد أسباط بني إسرائيل، وعمل قناة حول المذبح ثم رتَّب الحطب وقطَّع الثور ووضعه على الحطب، وطلب أن يملأوا أربع جرات من الماء وأن يصبّوه على المحرقة وعلى الحطب. وطلب منهم أن يفعلوا ذلك ثلاث مرات، فسكبوا اثنتي عشرة جرة ماء على الذبيحة، فجرى الماء حول المذبح، وامتلأت القناة بالماء.
 
ثم صلى إيليا: »أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هذِهِ الْأُمُورِ. اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الْإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعاً« (1ملوك 18: 36 و37). واستجاب اللّه صلاة نبيِّه إيليا، فنزلت نار من السماء أكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، وتقول التوراة إنها لحست المياه التي في القناة. وما أن رأى جميع الشعب ذلك حتى سقطوا على وجوههم يصرخون: »الرَّبُّ هُوَ اللّهُ! الرَّبُّ هُوَ اللّهُ!« (1ملوك 18: 39). فأمرهم إيليا أن يُمسكوا أنبياء البعل ويقتلوهم. وهنا قال إيليا للملك أخآب: »أسرع إلى بيتك فإن المطر سوف ينهمر« (1ملوك 18: 25-41).
 
مواجهة كبيرة:
لقد تمَّت المواجهة بين الإله الحي الحقيقي القادر على كل شيء، والأوثان التي لا تنفع ولا تفيد. ولم تستطع الأوثان أن تُعين الذين صرخوا إليها، لكن الرب استجاب بنار من السماء. وهكذا استطاع الجميع أن يميّزوا من هو الإله الحقيقي صاحب السلطان في السماء وعلى الأرض. وقال النبي إيليا للملك أخآب: »أسرع إلى بيتك فإنه بعد سقوط العبادة الوثنية، سوف يُنزِل الرب المطر من السماء، لتعود للأرض ثمارُها وغلَّتها«.
 
كان إيليا ممتلئاً بالغيرة على ملكوت اللّه، حتى أنه دعا اللّه قائلاً: »ليُعْلَم اليومَ أنك أنت اللّه«. وكانت نفسه مليئة بالحزن على ضلال الشعب وارتداده عن العبادة الحقيقية، فكان قلبه يأكله لأنه يريد أن يُرجع الناس للعبادة الحقيقية. وهذا يذكّرنا بالقول الكريم: »غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي« (يوحنا 2: 17).
 
 وكان يرغب أن يعرف خطة اللّه ليتمّمها، فقال: »ليُعْلم اليوم أنك أنت اللّه، وأني أنا عبدك، وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور«. وعندما عرف إيليا خطة اللّه لحياته، اندفع يتمّمها بغير خوف من الملك الشرير أخآب.
 
هل تعلم أن اللّه جهَّز خطة جميلة لحياتك رتَّبها لك؟ فعليك أن تعرفها لتسلك فيها. وما أجمل ما قال الإنجيل: »مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللّهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا« (أفسس 2: 10).
 
ثم قال إيليا لبني إسرائيل »حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللّهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ« (1 ملوك 18: 21). لقد كان الشعب يعبد الوثن، وفي الوقت نفسه يعبد اللّه. ولم يكن اللّه ولا إيليا راضيين عن هذا.
 
ألا ترى أن كثيرين في أيامنا هذه يعيشون ساعة لربهم وساعة لشهواتهم. إنهم يُشبِهون في سيرهم رجلاً أعرج، رجلاه غير متعادلتين، أو يشبهون خادماً يخدم سيدين وهو يحاول أن يرضيهما كليهما في وقت واحد، ولكنه لن يستطيع أن يُرضي أياً منهما. ولذلك فإن النبي إيليا، في غيرته للرب، لم يحتمل هذه الغباوة من جانب الشعب، وأعلن أنه قد حان الوقت ليقف الشعب كله وراء الرب الإله، بدون أن يُشرك في عبادته أحداً. ومن الغريب أن الشعب عندما سمع كلام إيليا: »إن كان الرب هو اللّه فاتَّبعوه« لم يجيبوا إيليا بكلمة واحدة، ولم يستطيعوا أن يدافعوا عن عَرجهم المؤلم بين عبادة اللّه وبين عبادة الوثن.
 
وقدم إيليا لمستمعيه تحدياً آخر. قال: »إن الإِله الذي يُجيب بنار فهو اللّه«. وهنا تكلم الشعب وأجابوا: »الكلام حسن«. لقد قدم إيليا اقتراحه وهو واثق أن اللّه لا يمكن أن يخيِّب منتظريه. فاللّه هو الحي، وهو الذي كلَّف إيليا بخدمته، وهو الذي يرسله ليقوم بتلك الرسالة. إن اللّه لا يخيّب رجاء الإنسان الذي يُلقي عليه كل اتكاله. وأنت إن كنت واثقاً أنك تتمّم خطة اللّه، فنرجوك أن تتقدم باسم اللّه، وعندئذ ستجد أن قُوى الطبيعة سارت في طاعتك.
 
ونلاحظ أن النبي إيليا خاطب مستمعيه من أنبياء البعل بكلمات سخرية لاذعة. لقد ظلوا يدْعون باسم صنمهم من الصباح إلى الظهر، وهم يرقصون حول المذبح مراراً. ولكن كما يقول كاتب المزمور المئة والخامس عشر: »أَصْنَامُهُمْ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ. لَهَا أَفْوَاهٌ وَلَا تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلَا تُبْصِرُ. لَهَا آذَانٌ وَلَا تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلَا تَشُمُّ. لَهَا أَيْدٍ وَلَا تَلْمِسُ. لَهَا أَرْجُلٌ وَلَا تَمْشِي، وَلَا تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا. مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا« (مزمور 115: 4-8).
 
أصنام اليوم:
ونحن في هذه الأيام وإن كنا لا نعبد أصناماً، لكننا نعبد المادة، والمراكز، وشهواتنا. ولقد آن الأوان لندرك أن هذه الآلهة لن تجيب ولن تصغي لنا. وستظل حياتنا بلا دفء ولا معنى حتى نجيء إلى اللّه الحي الحقيقي.
 
ونلاحظ أن النبي إيليا قتل أنبياء الوثن جميعاً. وهذه هي النهاية الطبيعية للذين يتركون اللّه ويعبدون أوثاناً من صُنع أيديهم، فالكتاب المقدس يقول إن أجرة الخطية هي موت، وإن النفس التي تخطئ تموت. وكل من يبتعد عن اللّه يحكم على نفسه بالموت، لأنه يفصل نفسه عن مصدر الحياة. ما أجمل ما قاله الكتاب المقدس: إننا باللّه نحيا ونتحرك ونوجد. وما أجمل ما قال السيد المسيح: »إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ« (يوحنا 14: 19).
 
ندعوك أن تتخذ اللّه إلهاً لك وسيداً لحياتك، تسلّمه القلب والحياة وتعيش في إرادته الصالحة باستمرار، لتختبر الحياة ذات المعنى وذات القيمة، كما اختبرها نبيُّ اللّه إيليا.
 
دروس لنا:
 طلب اللّه من إيليا أن يجاهد في سبيله، ليرُدَّ الشعب إلى العبادة الصحيحة. وأعطى إيليا الإيمان والشجاعة ليقوم بهذه المسئولية. وعندما يكلفك اللّه بعمل خدمة له فإنه يؤهلك لتقوم بها على أحسن وجه.
 
 عندما قابل إيليا الملك أخآب كان يمكن أن يغضب الملك عليه ويقتله، ولكن اللّه حفظ إيليا. ولقد جاء المسيح إلى العالم ليُلقي سيفاً روحياً لمحاربة إبليس وأتباعه، وليس فقط سلاماً - وقال سمعان الشيخ وهو يحمل الطفل يسوع: »هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلَامَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ« (لوقا 2: 34، 35). هو في وسط هذه الحروب كلها يستر أولاده بستر جناحيه.
 
 وكل الذين يخدمون اللّه يطلق العالم عليهم لقب »مكدّر« - كما قال أخآب عن إيليا. وهكذا »يكدر« النورُ العينَ المريضة، و »يكدر« الملحُ الجسمَ المجروح. ولو كانت حياة المؤمنين مع الخطاة بغير تكدير للخطاة، لكانت حياة المؤمنين مثل الملح الذي فقد ملوحته.
 
 يعلن اللّه عن نفسه بالنار، فحسناً قيل: »إلهنا نار آكلة« (عبرانيين 12: 39). لقد قطع اللّه عهداً مع إبراهيم بمرور مصباح نار بين قطع الذبائح (تكوين 15: 17). وأحرق اللّه سدوم وعمورة بالنار (تكوين 19: 24). وأهلك المئتين والخمسين رجلاً الذين تعاونوا مع بني قورح بالنار (العدد 16: 35). وفي يوم الخمسين حل الروح القدس على التلاميذ واستقرَّ عليهم بألسنة كأنها من نار (أعمال 2: 3).
 
المطر ينزل
استجاب اللّه صلاة إيليا، وأنزل نار السماء لتحرق الذبيحة فهتف بنو إسرائيل: »الرب هو اللّه«. وقتل النبيُّ إيليا أنبياء الصنم الذين ضللوا الشعب، حتى لا يعودوا يُضلّون الشعب من جديد. وتاب الشعب إلى اللّه ودخل في عهدٍ معه.
 
وهنا أدرك النبي إيليا أن اللّه لا بد سيرفعُ العقوبة التي وقَّعها على شعبه، فتُنزل السماء مطراً. لقد قال اللّه لنبيِّه موسى: »إِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ آتٍ بِكَ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ، أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي الْبِقَاعِ وَالْجِبَالِ. أَرْضِ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَكَرْمٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ. أَرْضِ زَيْتُونِ زَيْتٍ، وَعَسَلٍ. أَرْضٌ لَا يُعْوِزُكَ فِيهَا شَيْءٌ« (تث 8: 7-9). ولكن خطية الناس جعلت السماء تمنع المطر. وقد كان من إنذارات الرب لشعبه أنهم في حالة الارتداد عنه »تَكُونُ سَمَاؤُكَ الَّتِي فَوْقَ رَأْسِكَ نُحَاساً، وَالْأَرْضُ الَّتِي تَحْتَكَ حَدِيداً. وَيَجْعَلُ الرَّبُّ مَطَرَ أَرْضِكَ غُبَاراً، وَتُرَاباً يُنَزِّلُ عَلَيْكَ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى تَهْلِكَ« (تثنية 28: 23، 24) وقد حدث هذا تماماً.
 
ولكن ها هو الشعب يتوب، ويرجع إلى عبادة اللّه، فرفع عنهم اللّه الضربة والعقاب ولا بد أن ينزل المطر، فقال النبي إيليا للملك أخآب: »صعد، كُلْ واشرب، لأنه حِسُّ دَويّ مطر«. فذهب أخآب إلى قصره ليستمتع بوليمة كبيرة، وأما النبي إيليا فصعد إلى رأس جبل الكرمل ليصلي.
 
صلاة إيليا:
خرَّ إيليا إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه وأخذ يصلي متضرعاً إلى اللّه أن يرفع العقوبة عن الشعب بأن يُنزل المطر. وبعد وقتٍ من الصلاة أمر غلامه أن يذهب نحو البحر ليتطلَّع، لعله يرى سحاباً، فعاد الغلام يقول: إنه لم ير شيئاً. وجعل إيليا يصلي ويأمر غلامه بالذهاب للتطلُّع نحو البحر ست مرات، دون أن يرى الغلام شيئاً. وفي المرة السابعة قال الغلام للنبي إيليا: »رأيت غيمة صغيرة: قدر كفّ إنسان صاعدة من البحر«. وسرعان ما اسودّت السماء بالغيوم، وهطل مطر عظيم. لقد استجاب اللّه صلاة نبيه إيليا. ويقول لنا الكتاب المقدس: »كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ الْآلَامِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلَاةً أَنْ لَا تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الْأَرْضِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضاً فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَراً وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ ثَمَرَهَا« (يعقوب 5: 17، 18).
 
لماذا سمع اللّه لإيليا؟
(1) أول ما جعل صلاة النبي إيليا مُستجابة، أنه بناها على موعدٍ أعطاه اللّه له، فقد أمره اللّه أن يلتقي بالملك أخآب ليقول له إن السماء ستمطر. وجعل إيليا هذا الوعد مسنَداً له يتكئ عليه ويطلب من اللّه بِناءً عليه أن ينزل المطر. والكتاب المقدس عامر بمواعيد اللّه لنا. يقول السيد المسيح: »اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ« (متى 7: 7). وكلنا نذكر كيف صلى زكريا طالباً من اللّه أن يعطيه ولداً، فأرسل اللّه له ملاكاً يقول: »يا زكريا طلبتك سُمعت، وامرأتُك أليصابات ستلد لك ابناً، وتسميه يوحنا، ويكون لك فرح وابتهاج، وكثيرون سيفرحون بولادته« (لوقا 1: 13، 14). ولا عجب أن قال نبي اللّه داود: »لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لِأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلَاتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ« (مزمور 5: 1-3).
 
 أيها القارئ الكريم، طالب الربَّ بمواعيده فسيستجيبَ لك حتماً.
1 note · View note
jalal5518 · 7 years
Text
طباعة الاستمارات تتجاوز 15 مليون جنيه.. من يمول حملة «علشان تبنيها»؟
مؤتمرات جماهيرية و«فراشة وأنوار»، طباعة ملايين الاستمارات لتوقيع المواطنين عليها، انتقالات لمصانع وشركات حكومية وغير حكومية، حملات في الشوارع لإقناع المواطنين، مقرات في كل محافظات مصر، أجور للشباب الذي يوزع الاستمارات، ولآخرين يفرزونها، وآخرين يسجلون بيانات الموقعين على الكمبيوتر.
كل ما سبق يحتاج إلى تكلفة باهظة.. فمن يتحمل فاتورة «علشان تبنيها» الهادفة لمطالبة الرئيس بالترشح لفترة رئاسية ثانية؟ ومن المسئول عن تلك الحملة؟ وكم عدد من وقعوّا على استمارة الحملة؟
أهداف الحملة
«عملنا الحملة دي استجابة لطلب الرئيس السيسي، لأنه قال إنه تحت أمر اللي هيقول عليه الشعب المصري، لو عايزينه يترشح لفترة ثانية، فسيستجيب ويترشح، بشرط وجود إرادة شعبية بترشحه، لذلك نجمع توقيعات المصريين لإلزامه بالترشح، نعم لإلزامه، وإذا رفض فعليه أن يعلن ذلك أمام الجميع»، هذا نص ما قاله النائب محمد شعبان مسئول التواصل بحملة «علشان تبنيها».
وأضاف محمد شعبان نائب السيدة زينب، ان لتلك الحملة هدفا آخر، وهو الرد على المغرضين ومروجي الشائعات بانخفاض شعبية الرئيس، بالأوراق والأدلة وليس بالكلام، متابعًا: «كما يهمنا أن يرى العالم حجم شعبية الرئيس، لإسكات الأصوات المأجورة التي تستغل القرارات الاقتصادية الجريئة، لتقليب الرأي العام المحلي والدولي ضده»..
«الممولون»
من أين لكم بتكاليف الحملة من إيجار مقرات وطباعة الاستمارات والشباب المشارك في الحملة؟ سألنا النائب محمد شعبان مسئول التواصل بحملة «علشان تبنيها»، فرد قائلاً: «كل نائب يتحمل تكلفة طباعة الأوراق على نفقته الخاصة، وتكلفة الورقة الواحدة لا تزيد على نصف جنيه، وأنا طبعت 15 ألف استمارة بشكل مبدئي، والنائب سليمان وهدان وكيل المجلس أنجز 700 ألف استمارة بمفرده، ولسه هيطبع تاني».
وتابع: «وفيما يخص أعداد مقرات الحملة ومن يتحمل القيمة الإيجارية لها، فلدينا مقر رئيسي في شارع قصر العيني، تبرع لنا به أحمد شيرين، في منزل والده، بخلاف 168 مقرا على مستوى مصر، وفرها لنا حزب مستقبل وطن، وائتلاف دعم مصر».
أما عن الشباب المشارك في الحملة، سواء لتوزيع الاستمارات أو المسئولين عن إدخال البيانات على أجهزة الكمبيوتر، فقال شعبان إن حزب مستقبل وطن هو المسئول عن جلبهم، وهو المتكفل بشكل كامل عنهم من انتقالات وأجور وتغذية -رئيس حزب مستقبل وطن أعلن من قبل أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة هو من يمول الحزب وعدد من رجال الأعمال الآخرين- بالإضافة إلى 176 نائبا وقعوا على الاستمارة، منتظرين أن يفتحوا مقراتهم للحملة.
صناعة أمنية
سألنا مسئول التواصل بحملة «علشان تبنيها»، عن رده على اتهامات البعض للحملة بكونها تتبع جهات أمنية.. فقال: «غير صحيح، فلك أن تتخيل أنه تم القبض على 35 شابا تابعين للحملة ظهر أمس في منطقة المقطم، أثناء وقوفهم في أحد الشوارع للحصول على توقيع المواطنين، بتهمة عدم وجود تصريح، ولم نستطع نحن نواب الشعب إخراجهم سوى قبل المغرب، فكيف تكون الحملة تابعة لجهات أمنية».
في المقابل نفى مصدر أمني لـ«التحرير»، القبض على أي من شباب الحملة يوم أمس في منطقة المقطم، أو احتجاز أحد منهم داخل قسم المقطم.
نجمع التوقيعات حتى فتح باب التقديم
قال شعبان: "لا نستهدف جمع عدد محدد من التوقيعات، ولكننا حددنا آلية أخرى وهي وقف جمع التوقيعات في يوم فتح باب التقديم للانتخابات الرئاسية، وذلك بصرف النظر عن عدد التوقيعات التي تم جمعها، بعد ذلك سوف يتم التوجه للرئيس، ونقول له كذا مليون مواطن يطالبونك بالترشح لفترة رئاسية ثانية".
وردا على سؤال، من المسئول عن تجميع الاستمارات؟ وماذا تفعلون بها؟ قال نائب الشعب محمد شعبان، إن الدكتور أحمد الخطيب مدرس العلوم السياسية المساعد والباحث السياسى، مؤسس حملة "عشان تبنيها"، والدكتور حازم توفيق أستاذ الموارد البشرية وأحد مؤسسى الحملة، هما المسئولان عن تجميع كل الاستمارات وتخزينها، من خلال مجموعة من الشباب، ثم إدخال كافة البيانات على الكمبيوتر، عبر 3 ورديات عمل متتالية.
وأضاف مسئول التواصل بحملة «علشان تبنيها»، أن النائب إيليا باسيلي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، يُعد فيلما تسجيليا عن الحملة، يضم كلمة الرئيس السيسي الخاصة باشتراطه وجود رغبة شعبية لترشحه فترة ثانية، والإنجازات التي تمت في عهده.
وعن رؤيته للفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، قال النائب محمد شعبان، إنه يضع لها عنوان "نمو ونهضة"، وفترة حصاد ثمار المشروعات القومية، مشيرا إلى أنه يستغرب كثيرًا ممن يشتكون ارتفاع الأسعار: "سكر إيه ولحمة إيه اللي بتتكلموا عليها، إحنا بنبي لكم شقق وبننقلكم من العشش الصفيح إلى شقق بمواصفات آدمية"، هكذا تحدث عن بناء وحدات لسكان العشوائيات.
25 مليون جنيه تكلفة طباعة الاستمارات
«التحرير» سألت إحدى ��لمطابع عن تكلفة طباعة قرابة 30 مليون استمارة لحملة «علشان تبنيها»، وهو ما يوازي نصف عدد الناخبين المتوقع حضورهم في الانتخابات القادمة، حيث إن عدد حضور الانتخابات الماضية قارب 25 مليون ناخب من أصل 53 مليونا يحق لهم التصويت، حيث أوضح لنا "غطاس.ي" مالك مطبعة، أن تكلفة استمارة واحدة طباعة 4 لون، ورق 80 جراما، بين 30 إلى 50 قرشًا، أي أن الـ30 مليون استمارة تتكلف نحو 15 مليون جنيه، دون تكاليف النقل.
اخبارالساعة from Blogger http://ift.tt/2zbr7Ov via IFTTT
0 notes
hawamesh0 · 11 years
Video
youtube
Trailer - The Time That Remains - Elia Suleiman
2 notes · View notes