profoundlyfadingturtle-c253d16b
ابوتايه الحويطي
1K posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
*بشارة ببقاﻋ الإسلام وسيادته في الأرض وأن الدين عند الله الإسلام وهو دين الأنبياﻋ جميعا *عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ )
*رواه البخاري (2476)
*وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ️ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(️ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) *ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا )
*رواه البخاري (3448) * شرح الحديث:
*لقدْ دلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على كلِّ خَيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ بتَحقُّقَ صِدقِها مِن الإيمانِ بالغَيبِ، ومِن تَصديقِ اللهِ تعالَى ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولِيَقْوَى إيمانُ مَن يُشاهِدُها ويَثبُتَ، ويُحسِنَ التَّعامُلَ معها. *وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَلامةٍ مِن هذه العَلاماتِ الكُبرى الَّتي تدُلُّ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ؛ وهي: نُزولُ عِيسى ابنِ مريمَ عليه السَّلامُ آخِرَ الزَّمانِ في هذه الأُمَّةِ، فيُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ الَّذي رُوحُه بيَدِه يُصَرِّفُها كيف يَشاءُ *وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا ما يُقسِمُ بهذا القسَمِ على أنَّه قدِ اقترَبَ نُزولُ عِيسى عليه السَّلامُ، ونُزولُه عليه السَّلامُ سَيَكونُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شَرْقَي دِمَشقَ، واضعًا كَفَّيه على أجنحةِ مَلَكَينِ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ في صَحيحِه. *️ فيَ��كُمُ عليه السَّلامُ بيْن النَّاسِ بالعدْلِ، وسيَحكُمُ بأحكامِ الشَّريعةِ المحمَّديَّةِ لا نَبيًّا برِسالةٍ مُستقِلَّةٍ وشَريعةٍ ناسخةٍ، وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيكسِرُ الصَّليبَ الَّذي تُعظِّمُه النَّصارى، ويَزعُمون أنَّ نَبيَّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ قد صُلِبَ عليه، وقد كذَّبَ اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ في ادِّعائِهِم هذا، فقال تعالَى:(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )[النساء: 157، 158]، وكَسْرُه عليه السَّلامُ الصَّليبَ إشارةٌ إلى بُطلانِ دِينِ النَّصارى. *وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى عليه السَّلامُ يَقتُلُ الخِنزيرَ، أي: يَأمُرُ بإعدامِه؛ مُبالَغةً في تَحريمِ أكْلِه، ويَضَعُ الجِزيةَ، يعني: يَحمِلُ النَّاسَ كلَّهم على الدُّخولِ في الإسلامِ، فلا يَبْقَى أحدٌ يَدفَعُ الجِزيةَ، أو أنَّه لا يَأخُذُ جِزيةً؛ لِوفرةِ المال وانعدامِ الفُقراءِ. وسيَفيضُ المالُ فلا يَقبَلُه أحدٌ؛ وذلك لكَثرتِه واستغناءِ كلِّ أحدٍ بما في يَدَيه بسَببِ نُزولِ البَرَكاتِ وتَوالي الخَيراتِ؛ بسَببِ العدْلِ وعدَمِ الظُّلمِ، وتُخرِجُ الأرضُ كُنوزَها، وتَقِلُّ الرَّغَباتُ في اقتناءِ المالِ؛ لعِلمِهم بقُرْبِ السَّاعةِ،(حتَّى تكون السَّجدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها )؛ لأنَّهم حينئذٍ لا يَتقرَّبون إلى اللهِ إلَّا بالعِباداتِ لا بِالتَّصدُّقِ بالمالِ.
Tumblr media
3 notes · View notes
Text
*مرضت فاطمة(رضي ألله عنها ) ذات يوم فجاء علي(عليه السلام) إلى منزلها فقال : *يافاطمة مايريد قلبك من حلاوة الدنيا ؟ فقالت : ياعلي أشتهي رماناً ، فتفكر ساعة لأنه ماكان معه شيء ، ثم قام وذهب إلى السوق وأستقرض درهماً واشترى به رمانه ، فرجع إليها فرأى شخص مريض مطروحاً على قارعة الطريق ، فوقف علي فقال له : مايريد قلبك ياشيخ ؟ فقال : ياعلي خمسة أيام هنا وأنا مطروح ومر الناس عليّ ولم يلتفت أحد إليّ , يريد قلبي رماناًَ . فتفكر في نفسه ساعة فقال لنفسه : أشتريت رمانةً واحدة لأجل فاطمة , فإن أعطيتها لهذا السائل بقيت فاطمة محرومة ، وإن لم أعطه خالفت قول الله تعالى (وأما السائل فلا تنهر ) والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال (لاتردوا السائل ولو كان على فرس ) فكسر الرمانه فأطعم الشيخ , فعوفي في الساعة . وجاء علي(عليه السلام) وهو مستحي ، فلما رأته فاطمة عليها السلام قامت إليه وضمته إلى صدرها فقالت : أما إنك مغموم، فوعزة الله وجلاله انك لما أطعمت ذلك الشيخ الرمانة زال عن قلبي إشتهاء الرمان . ففرح علي بكلامها، فأتى رجل فقرع الباب فقال علي عليه السلام من أنت ؟ فقال : أنا سلمان الفارسي ، افتح الباب ، فقام علي وفتح الباب ورأى سلمان الفارسي وبيده طبق مغطى رأسه بمنديل ، فوضعه بين يديه فقال علي : ممن هذا ياسلمان ؟ فقال : من الله إلى رسوله ، ومن الرسول إليك . ف��شف الغطاء فإذا فيه تسع رمانات ، فقال : ياسلمان لو كان هذا لي لكان عشراً لقوله تعالى :' من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ' . *فضحك سلمان فأخرج رمانة من كمه فوضعها في الطبق فقال : ياعلي والله كانت عشراً ولكن أردت بذلك أن ازداد بك ايمانا اللهم أحشرنا مع الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم:). رحم الله من نشر فضائل اهل البيت فضلا أللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
Tumblr media
4 notes · View notes
Text
*كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفصحَ الخُطباءِ وأحسنَهم بيانًا، ويَتَّبِعُ في كلامِه ما يُؤثِّرُ في الناسِ، وما يَعِظُهم ويُبشِّرُهم ويُنذِرُهم؛ فقد أُوتِيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جوامعَ الكَلِمِ. *وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: (إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خطَبَ يومًا فقال: أمَّا بعدُ)، أي: بعدَ ما سبَقَ مِن الكلامِ؛ مِن حمْدِ اللهِ والثَّناءِ عليه، (فإنَّ أصدَقَ الحديثِ كِتابُ اللهِ)والمرادُ به: القرآنُ؛ فهو الحقُّ الواضحُ الذي لا لَبْسَ فيه ولا باطِلَ (وإنَّ أفضَلَ الهَدْي هَدْي محمَّدٍ)والمرادُ: سُنَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القَوليَّةُ والفِعليَّةُ، وما أقَرَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه، *والهَدْي هو السِّيرةُ والسَّمتُ؛ فما مِن اتِّباعٍ طريقٍ وسبيلٍ إلَّا وطريقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرٌ منه، فيَجِبُ اتِّباعُ طَريقتِه وسِيرتِه وسَمْتِه، (وشَرَّ الأُمورِ مُحدَثاتُها)وهي: كلُّ ما أُحدِثَ بعدَه في كلِّ شَيءٍ إذا كان مُخالِفًا لِمَا شَرَعَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ (وكلَّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ، وكلَّ بِدعةٍ ضَلالةٌ ) أي: وإنَّ كلَّ اختراعٍ في الدِّينِ؛ مِن كيفيَّةٍ لم يَفعَلْها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه، فهي ضلالٌ ومَيلٌ وبُعدٌ عن طريقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليست مِن الهُدَى والرَّشادِ الذي جاء به (وكلَّ ضلالةٍ في النارِ)أي: إنَّ البِدعةَ تُؤدِّي بمُحدِثِها والمُصِرِّ عليها إلى النارِ، *وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّمسُّكِ بكِتابِ اللهِ وسُنَّتِه. *وفيه: التَّحذيرُ والترهيبُ مِن البِدَعِ والإصرارِ عليها.
Tumblr media
1 note · View note
Text
*إنَّ لِذِكْرِ اللهِ تعالَى في حَياةِ المسلِمِ وفي أحْوَالِه شَأنًا عَظيمًا؛ حَيثُ يَجعَلُه مُرتَبِطًا باللهِ في جَميعِ أحوالِهِ وأوقاتِه. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أعرابيًّا وهو الَّذي يَسكُنُ الصَّحراءَ مِن العرَبِ أتى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْألُه أنْ يُعَلِّمَه كَلامًا وذِكْرًا يَقولُه ويُداوِمُ عليه في جَميعِ حَالاتِه، فأخبره النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يقول: (لَا ��لَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شَ��يكَ له) فهو سُبحانَه المُختَصُّ بالسُّلطانِ التَّامِّ الَّذي لا يُنازِعُه فيه مُنازِعٌ، وهذا الذِّكرُ يَشتَمِلُ على تَوْحيدِ اللهِ، ونَفْىِ الشَّريكِ معَه، فبَدأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّوحيدِ؛ فإنَّه مَبدأُ كُلِّ عِبادةٍ، وخَتْمُ كُلِّ سعادةٍ، ثُمَّ أَتْبعَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: (اللهُ أَكبرُ) فإنَّ اللهَ تعالَى أَكبرُ مِن كُلِّ شَيءٍ في ذاتِه وأسمائِه وصِفاتِه، وكُلُّ ما تَحتمِلُه هذِه الكَلمَةُ مِن معنًى، وقولُه: (كَبيرًا) أي: حالةَ كَونِه مُتعاليًا عن صِفاتِ النَّقصِ والحُدوثِ، ويَحتمِلُ مَعناه: أُكبِّرُ اللهُ تَكبيرًا كَبيرًا، (والحَمْدُ للهِ كَثِيرًا) فهو المُستحِقُّ له دونَ مَن سِواهُ سُبحانَه، فله الشُّكرُ الكثيرُ على نِعَمِه الَّتي لا تُحْصى كَثرةً. وقَولُه: (سبُحانَ اللهِ) تَنْزيهُ للهِ عَمَّا لا يَليقُ به سُبحانَه وتَعالَى مِنَ الشَّريكِ والوَلَدِ والصَّاحبَةِ والنَّقائصِ مُطلقًا. وقوله: (لَا حَولَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العزيزِ الحكيمِ) كَلِمَةُ استِسْلَامٍ وتَفويضٍ إلى اللهِ تعالى، واعتِرافٍ بالإذعانِ له، وأنَّه لا صانِعَ غَيرُه، ولا رادَّ لأمْرِه، وأنَّ العَبْدَ لا يَملِكُ شيئًا منَ الأَمْرِ، ولَا حَوْلَ في دَفْعِ شَرٍّ، ولا قُوَّةَ في تَحصيلِ خَيرٍ إلَّا باللهِ، وقيلَ: لا حَولَ عنِ الوُقوعِ في الذَّنْبِ، ولا قُوَّةَ على الطَّاعةِ؛ إلَّا بإذنِ اللهِ وإرادَتِه سُبحانَه، وأنَّه لا مُعَقِّبَ لِحُكمِه، وأنَّ اللهَ مالِكُ عِبادِه، يَفعَلُ فيهم كُلَّ ما أرادَه. فقال الأعرابيُّ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فهَؤلاءِ الكَلِماتُ لِرَبِّي، يَعني: أَنَّهُنَّ للثَّناءِ على اللهِ عَزَّ وجَلَّ وذِكْرِ صِفاتِه، فأَيُّ شيءٍ أَدْعو به مِمَّا يَعودُ لي بِنَفْعٍ دِينيٍّ أو دُنيويٍّ؟ فعَلَّمه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَيفَ يَسألُ اللهَ، فجَمَعَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيرَ الدُّنيا والآخرَةِ في قَولِه: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لي» بِمَحْوِ السَّيِّئاتِ، (وارْحَمْني) بِإيصالِ المَنافعِ والمَصالِحِ لي، فأَرادَ الرَّحمَةَ بعْدَ المغفِرَةِ لِيتكامَلَ التَّطهيرُ، فالمَغفِرَةُ سَتْرُ الذُّنوبِ وَمَحْوُها، والرَّحمَةُ إِيصالُ الخَيراتِ؛ فَفي الأَوَّلِ طَلَبُ الزَّحْزَحَةِ عنِ النَّارِ، وفي الثَّاني طَلَبُ إِدخالِ الجَنَّةِ، وهَذا هُوَ الفَوْزُ العَظيمُ، ثُمَّ عَلَّمَه طَلَبَ الهِدايَةِ: (واهْدِني) هِدايةَ إرشادٍ إلى سَبيلِ السَّلامَةِ، ومُتابع��ِ أمْرِك للطَّاعاتِ، أو ثَبِّتْني على نَهْجِ الاستِقامَةِ وعلى دِينِكَ، (وارْزُقْني) يَعني: الرِّزْقَ الَّذي يَقومُ به البَدَنُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ واللِّباسِ والمَسكَنِ وغَيرِ ذَلكَ، والرِّزْقَ الَّذي يَقومُ بِه القَلْبُ وهو العِلْمُ النَّافعُ والعَمَلُ الصَّالحُ، فاجعَلْ لي ما يَكْفيني في الدُّنيا، وفي الآخرةِ ارزُقْني وأعطِني الدَّرجاتِ العُلْيا، (وعافِني) أي: في الدِّين والدُّنيا، مُعافاةً مِن المعاصي، وعافيةً في البدَنِ مِن كُلِّ مَرَضٍ، سَوَاءٌ كان مِنْ أَمْرَاضِ القُلوبِ أَو أَمْراضِ الأَبْدانِ. وقولُه: (عافِنِي) ذُكِر على الشَّكِّ مِن الرَّاوي مُوسى بنِ عبدِ اللهِ الجُهَنيِّ، حيث إنَّه لا يَتأكَّدُ هلْ قالَها شَيخُه مُصعَبُ بنُ سَعدٍ في حَديثِه أمْ لا؟ وقدْ وَرَدت اللَّفظةُ في رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ مِن حَديثِ طارقِ بنِ أشْيَمَ الأشجعيِّ رَضيَ اللهُ عنه. *وفي الحديثِ: تَعليمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للنَّاسِ جَوامعَ الدُّعاءِ. *وفيه: بَيانُ حاجةِ العبدِ للتَّضرُّعِ لربِّه. *وفيه: الحَثُّ على أنْ يكونَ الدُّعاءُ شاملًا خَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ. *وفيه: الحثُّ على طَلَبِ المغفرةِ والرَّحمةِ والرِّزقِ؛ فهي جِماعُ الخيرِ.
Tumblr media
4 notes · View notes
Text
*اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ بِالنَّصْرِ عِنْدَ لِقَاءِالْعَدُوِّ وَالدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِالْهَزِيمَةِ وَالزَّلْزَلَةِ وَعَدَمْ تَمَنِّي لِقاءِ العَدُوِّ وهذا غَيرُ تَمَنِّي الشَّهادةِ *عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى الْأَحْزَابِ، فَقَالَ :(اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ) *رواه البخاري (2933) ومسلم 1742 (21) *وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ كِتَابِ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى،فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ حِينَ سَارَ إِلَى الْحَرُورِيَّةِ يُخْبِرُهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ يَنْتَظِرُ حَتَّى إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ قَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا،وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ) *ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ﷺ وَقَالَ :(اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ،وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ )
متفق عليه واللفظ لمسلم 1742 (20) *العَافِيةُ نِعمةٌ مِنَ النِّعَمِ التي يَنبَغي على المَرءِ أنْ يُدَاوِمَ على سُؤالِ المَوْلَى سُبحانَه وتَعالى إيَّاها. *وكما ورد في هذا الحَديثِ: يُخبِرُ سالِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ وكان كاتِبًا له أنَّه قَرَأ كِتابًا كَتَبَه عَبدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى رَضيَ اللهُ عنهما إلى عُمَرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ الذي كان أميرًا لِلحَربِ على الخَوارِجِ والحَرُوريَّةِ في عَهدِ الخَليفةِ علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه،والحَرُوريَّةُ همْ فِئةٌ مِنَ الخَوارِجِ،وسُمُّوا بالحَرُوريَّةِ؛ نِسبةً إلى حَروراءَ، وهي مَوضِعٌ قَريبٌ مِنَ الكُوفةِ، وهي البَلَدُ الذي اجتَمَعَ الخَوارِجُ فيه أوَّلَ أمْرِهم، *وكان في الكِتابِ: إنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ في بَعضِ أيَّامِه، أي: غَزَواتِه التي لَقيَ فيها العَدُوَّ، انتَظَرَ حتَّى مَالَتِ الشَّمسُ، وتَحرَّكَتْ عن وَسَطِ السَّماءِ، وبذلك تَكونُ الحَرارةُ قدِ انكَسَرتْ، *ثمَّ قَامَ في النَّاسِ المُحارِبينَ معه،فخَطَبَ فيهم (فقال: أيُّها النَّاسُ، لا تَمَنَّوْا لِقاءَ العَدُوِّ )وهذا النَّهيُ لِأنَّ المَرءَ لا يَعلَمُ ما يَنتَهي إليه أمْرُه، ولا كيف يَنجُو منه، *ولِأنَّ الناسَ مُختَلِفونَ في الصَّبْرِ على البَلاءِ،ولِأنَّ العافيةَ والسَّلامةَ لا يَعدِلُها شَيءٌ. وأيضًا نَهَى ﷺ عن تَمَنِّي لِقاء العَدُوِّ؛ لِمَا فيه مِن صُورةِ الإعجابِ بالنَّفْسِ، والاتِّكالِ عليها،والوُثوقِ بأسبابِ القُوَّةِ، ولِأنَّه يَتضَمَّنُ قِلَّةَ الاهتِمامِ بالعَدُوِّ واحتِقارَه، وهذا يُخالِفُ الاحتياطَ والحَزمَ، *وسَلُوا اللهَ العافيةَوالعافيةُ مِنَ الألفاظِ العامَّةِ المُتناوِلةِ لِدَفْعِ جَميعِ الْمَكْرُوهَاتِ في البَدَنِ والمالِ والأهلِ والدُّنياوالآخِرةِ، وخُصَّتْ بالدُّعاءِ في هذا المَقامِ؛ لِأنَّ الحَربَ مَجالُ الإصاباتِ والابتِلاءِ، *ثمَّ قال لهم: فإذا لَقيتُموهم فاصْبِروا فالصَّبرُ في القِتالِ والحَربِ فَرضٌ على المُسلِمِ ما دام ذلك في قُدرَتِه وطاقَتِه، وإنَّما يَأتي النَّصرُ لِمَن صَبَرَ أكثَرَ، *واعلَموا أنَّ الجَنَّةَ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ أي: أنَّ لِقاءَ العَدُوِّ والنِّزَالَ بالسُّيوفِ مِنَ الأسبابِ المُوجِبةِ لِلجَنَّةِ، *ثمَّ سَأَلَ اللهَ تعالَى النَّصرَ، فقال: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتابِ وهو القُرآنُ، ومُجْريَ السَّحابِ بالأمطارِ والصَّواعِقِ ونَحوِها، *وهازِمَ الأحزابِ:وهُمُ الأحزابُ الذين اجتَمَعوا عليه ﷺ في غَزوةِ الخَندَقِ (الأحزابِ)، فهَزَمَهمُ اللهُ بالرِّيحِ العاصِفةِ مِن دُونِ قِتالٍ، ( اهْزِمْهم وانصُرْنا عليهم ) *وهو يُشيرُ بإنزالِ الكِتابِ إلى قَولِه تعالَى:(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) [التوبة: 14]، *ويُشيرُ بـمُجريَ :السَّحابِ :إلى القُدرةِ الظَّاهِرةِ في تَسخيرِ السَّحابِ، حيث يُحرِّكُ الرِّيحُ السَّحابَ بمَشيئةِ اللهِ، وحيث يَستَمِرُّ في مَكانِه مع هُبوبِ الرِّيحِ بمَشيئةِ اللهِ، *وحيث يُمطِرُ السَّحابُ تارةً، ولا يُمطِرُ أُخرى، فأشارَ بحَرَكَتِه إلى إعانةِ المُجاهِدينَ في حَرَكَتِهم في القِتالِ، وبوُقوفِه إلى إمساكِ أيدي الكُفَّارِ عنهم، وبإنزالِ المَطَرِ إلى غَنيمةِ ما معهم،حيث يَكونُ قَتْلُهم، وبعَدَمِه إلى هَزيمَتِهم،حيث لا يَحصُلُ الظَّفَرُ بشَيءٍ منهم، وكُلُّها أحوالٌ صالِحةٌ لِلمُسلِمينَ، *وأشارَ بـ هازِمَ الأحزابِ إلى التَّوسُّلِ بالنِّعمةِ السَّابِقةِ في غَزوةِ الأحزابِ، وإلى تَجريدِ التَّوكُّلِ واعتِقادِ أنَّ اللهَ هو المُنفَرِدُ بالفِعلِ. *وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن تَمَنِّي لِقاءِ العَدُوِّ، وهذا غَيرُ تَمَنِّي الشَّهادةِ. *وفيه: أنَّ الإنسانَ إذا لَقيَ العَدُوَّ فإنَّ الواجِبَ عليه أنْ يَصبِرَ. *وفيه: الدُّعاءُ على المُشرِكينَ بالهَزيمةِ والزَّلزَلةِ.
شرح الدرر السنية* (اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا الْمُجَاهِدِينَ فِي غَزَّةَ وَفِلَسْطِينَ
اللَّهُمَّ انْصُرِ الْمُرَابِطِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَهْلِ غَزَّةَ وَفِلَسْطِينَ اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ عَوْنًا وَنَاصِرًا وَمُعِينًا يَارِبَ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ دَاوِ جَرْحَاهُمْ وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ وَتَقْبَّلْ ��َوْتَاهُمْ
اللَّهُمَّ أَشْدِدْ وَطَأَتَكَ عَلَى الْيَهُودِ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْـزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ
اللَّهُمَّ نَسْتَوْدِعْكَ أَهْلَنَا وَإِخْوَانَنَا فِي غَزّةَ وَفِلَسْطِينَ
اللَّهُمَّ صَبِّرْهُمْ وَاحْفَظْهُمْ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ،
وَارْبُطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَمِدَهُمْ بِجُنْدِكَ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ سَكِينَتَكَ
اللَّهُمَّ لَا تُخِيبْ رَجَاءَنَا وَأَنْتَ أَرْحَــمُ الرَّاحِمِينَ أللهم أمين
Tumblr media
3 notes · View notes
Text
*جعَلَ اللهُ سُبحانه وتَعالَى للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَركةً ظاهرةً رآها أصحابُه رَضيَ اللهُ عنهم ونالُوها في حَياتِهم. *وفي هذا الحديثِ يَرْوي جابرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رجلًا أتى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَطلُبُ مِنه طعامًا لحاجتِه، فأَطعَمَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَطرَ أي: نِصفَ وَسْقٍ مِن شَعيرٍ، والوَسْقُ سِتُّون صاعًا، ويُعادِلُ (130 كجم) تَقريبًا، فأخَذَه الرَّجلُ، وظلَّ عِنده، فما زال الرَّجلُ وامرأَتُه يَأكُلانِ مِنه ويُطعِمون ضُيوفَهم كَذلك، وفي رِوايةٍ عندَ أحمَدَ: (ووَصيفٌ لهم ) أي: خادمٌ لهم، وكانت البَرَكةُ تَنزِلُ في ذلك الطَّعامِ، فاستطالَ الرَّجلُ بَقاءَه (فكالَه ) أيِ: وزَنَه ليَعرِفَ قَدْرَ ما بَقِي فيه؛ فنَفِدَ الشَّعيرُ سريعًا، فَجاءَ هذا الرَّجلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأخبَرَه بالأمرِ، فَقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:( لو لَم تَكِلْه لأ��كلْتُم ) منه أَنتَ وامرَأَتُكَ وأَضيافُكما، (ولَقامَ لكم )، أي: استَمرَّ بَقاؤُه عَلى وَجهِ الدَّوامِ ببَركةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وهذا يدُلُّ على أنَّ مَن رُزِقَ شيئًا، أو أُكرِمَ بكَرامةٍ، أو لُطِفَ به في أمرٍ ما؛ فالمتعيِّنُ عليه مُوالاةُ الشُّكرِ، وأنْ يَعلَمَ أنَّ ذلك بمَحضِ فَضلِ اللهِ تَعالَى وكَرمِه، لا بحَولِه ولا بقُوَّتِه، ولا استحقاقِه، ولا يَحدُثُ في تلكَ الحالةِ تَغييرًا، بلْ يَترُكُها على حالِها. وقدِ استُشكِلَ مَعنى هذا الحديثِ مع ما وَرَد مِن الأمرِ بكَيلِ الطَّعامِ، وتَرتيبِ البَركةِ على ذلك؛ ففي البُخاريِّ عن المِقدامِ بنِ مَعدِيكرِبَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:( كِيلوا طَعامَكم، يُبارَكْ لكم فيه ) ويُجابُ على ذلك: بأنَّ الكيْلَ عندَ المبايَعةِ مَطلوبٌ مِن أجْلِ تَعلُّقِ حقِّ المتبايعينِ، وأمَّا الكيلُ عندَ الإنفاقِ، فقدْ يَبعَثُ عليه الشُّحُّ، ويكونُ سَببًا لنَزعِ البركةِ؛ فلذلك كُرِهَ.
Tumblr media
7 notes · View notes
Text
*عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه قال ( ما تَرَكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دِينَارًا، ولَا دِرْهَمًا، ولَا عَبْدًا، ولَا أمَةً، إلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتي كانَ يَرْكَبُهَا، وسِلَاحَهُ، وأَرْضًا جَعَلَهَا لِابْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً ) *الراوي : عمرو بن الحارث *المحدث : البخاري
المصدر : صحيح الب��اري *الصفحة أو الرقم: 4461 *خلاصة حكم المحدث : [صحيح] *الشرح: أعْطى اللهُ سُبحانَه لنَبيِّه مَفاتِحَ الغِنى والدُّنْيا، وأحَلَّ له الغَنائمَ، إلَّا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان زاهِدًا في الدُّنْيا، وقدْ جعَلَ الدُّنْيا في يَدَيْه، وليس في قَلبِه، وكان لا يدَّخِرُ منها إلَّا قُوتَ أهلِه؛ رِعايةً لهم. *وفي هذا الحَديث:ِ *يُخبِرُ عَمرُو بنُ الحارِثِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما ترَكَ عندَ مَوتِه دِرهَمًا، ولا دينارًا؛ بل أنفَقَ كلَّ ما عندَه مِن المالِ، ولم يُبقِ عَبدًا، ولا أَمَةً؛ فمنهم مَن أعْتَقَه، ومنْهم مَن مات قبْلَ وَفاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. *فلمْ يَترُكْ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المالِ إلَّا بَغلَتَه البَيْضاءَ الَّتي كان يَركَبُها، *قيلَ: البَغْلةُ دُلدُلُ الَّتي أهْداها له المُقَوْقِسُ، وقد كانت لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَغْلاتٌ أُخَرُ، ولكنْ قالوا: لم يَبْقَ بعدَ وَفاتِه سِوى هذه البَغْلةِ، *وقالوا: عُمِّرَت بعدَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى ماتت في خِلافةِ مُعاويةَ رَضيَ اللهُ عنه، وسِلاحَه الَّذي أعَدَّه للحَربِ، كالسُّيوفِ، وأرْضًا جعَلَها لابنِ السَّبيلِ صَدَقةً، وهي نِصفُ فَدَكَ، وثُلُثُ أرضِ وادي القُرى، وسَهمُه مِن خُمُسِ خَيْبرَ، ونَصيبُه مِن أرضِ بَني النَّضيرِ. *وقدْ ترَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أشْياءَ أُخْرى، مِثلَ أثْوابِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمْتِعةِ البيتِ، وقدْ سكَتَ الرَّاوي عن ذِكرِها؛ لكَونِها من الأمور المعروفة.
الدرر السنية
Tumblr media
3 notes · View notes
Text
*عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ )
صحيح البخاري 5948 *عَنْ عبدِ اللَّهِ بن مسعود رضي اللّه عنه قالَ: لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ والمُوتَشِمَاتِ، والمُتَنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. فَبَلَغَ ذلكَ امْرَأَةً مِن بَنِي أسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقالَتْ: إنَّه بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وكَيْتَ، فَقالَ: وما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقالَتْ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَما وجَدْتُ فيه ما تَقُولُ، قالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) [الحشر: 7]؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فإنَّه قدْ نَهَى عنْه، قالَتْ: فإنِّي أرَى أهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِن حَاجَتِهَا شيئًا، فَقالَ: لو كَانَتْ كَذلكَ ما جامَعَتُها.
صحيح البخاري 4886 *شرح الــدررالسنيـــه: في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعْضَ أنْواعِ التَّزيُّنِ المُحرَّمِ الذي قدْ تقَعُ فيه بعْضُ النِّساءِ، ويُعرِّضُ فاعِلَهُ للَّعنِ والطَّردِ مِن رَحْمةِ اللهِ؛ إذْ فيه تَغييرٌ لِخَلقِ اللهِ، وتَلبيسٌ وتَدْليسٌ على النَّاسِ. فيَروي عَبدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَعَنَ (الواشِماتِ) جَمْعُ واشِمة، والوَشْمُ: أنْ يُغرَزَ عُضوٌ مِن الإنسانِ بِنَحوِ الإبْرةِ حَتَّى يَسيلَ الدَّمُ، ثُمَّ يُحْشى بِنَحْوِ كُحْلٍ فَيَصيرُ أخْضَرَ. (والمُوتَشِمات): جَمع مُوتَشِمة، وهي الَّتي يُفْعَلُ بِها الوَشْمُ. ولَعَنَ اللهُ (المُتَنَمِّصاتِ) جَمْعُ مُتَنَمِّصة، وهي الطَّالِبةُ إزالةَ شَعَرِ وجْهِها بالنَّتفِ ونَحْوِه، إلَّا ما يَنبُتُ بِلِحيةِ المَرأةِ أو شارِبِها، أو النَّمصُ يختَصُّ بإزالةِ شَعرِ الحاجِبَينِ لترفيعِهما أو تسويَتِهما. ولَعَنَ اللهُ (المُتَفَلِّجاتِ) جَمْعُ مُتَفَلِّجةٍ، وهي الَّتي تُفرِّقُ ما بيْنَ ثَناياها بالمِبْرَدِ إظهارًا لِلصِّغَرِ وهي عَجوزٌ؛ لأنَّ ذلكَ يَكونُ لِلصِّغارِ غالِبًا، (لِلحُسنِ) أي: لِأجْلِ التَّحسينِ والجَمالِ؛ لِمَا فيه مِن التَّزويرِ. ( المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ ) وهو صِفةٌ لازِمةٌ لِمَن تَصنَعُ الوَشْمَ والنَّمْصَ والفَلْجَ. فبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأةً مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَها: أُمُّ يَعْقوبَ، فَجاءَت إلى ابنِ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه، وقالَت لَه: إنَّه بَلَغَني أنَّكَ لَعَنتَ كَيْت وكَيْت، كنايةً عن المناهي التي ذُكِرَت آنِفًا. *فَأَجابَها ابنُ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه:( وما لي لا أَلْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كِتابِ اللهِ؟!) أي: ولماذا لا أَلْعنُ مَن هو في كِتابِ اللهِ مَلْعون، بلَعْنةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له؟! فَقالَتْ أُمُّ يَعْقوبَ:( لَقَدْ قَرَأتُ ما بَيْنَ اللَّوحَيْنِ ) أي: دَفَّتَي المُصْحَفِ، فَما وجَدتُ فيه ما تَقولُ مِن اللَّعنِ، فَقالَ: لَئِنْ كُنتِ قَرَأتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتيهِ فيهِ، أمَا قَرَأتِ قوْلَ اللهِ تعالَى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) [الحشر: 7]؟ قالَتْ: بَلى قَرَأتُه، فَقالَ ابنُ مَسْعود رضِيَ اللهُ عنه: فَإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَدْ نَهى عنه، فبيَّنَ لها أنَّها لو كانتْ قَرأتِ القرآنَ بتَدبُّرٍ وتأمُّلٍ، لعرَفتْ أنَّ هذه الآيةَ إشارةٌ إلى أنَّ لعْنَ رَسولِ اللهِ لشَيءٍ كلَعْنِ اللهِ تعالَى له؛ فيَجِبُ أنْ يُؤخَذُ به. فَقالَتْ أُمُّ يَعْقوبَ لِابنِ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: فَإنِّي أرى أهْلَكَ يَفعَلْنَ ما تذكُرُ! أي: زَيْنَبَ بِنتَ عَبدِ اللهِ الثَّقَفيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنها. فَقالَ ابنُ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه لَها: فاذْهَبي إلى أهْلي فانْظُري، فَذَهَبَتْ إلَيها فَنَظَرَتْ، فَلَم تَرَ بِها شيئًا مِمَّا نهى عنه ابنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه على لسانِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الوَشْمِ والنَّمصِ وغَيرِهما. والتي ظنَّت أنَّها كانَتْ تَفعَلُه. وأخبرها أنَّ زوجتَه لَو كانَت تَفعَلُ ما ظَنَّتْه بها، ما اجتَمَعَ مَعَها، وما ارتضَى صُحبَتَها، بلْ كان يُطَلِّقُها. *وفي الحَديثِ: لَعنُ أهلِ المَعاصي عَلى سَبيلِ العُمومِ. *وَفيه: اتِّباعُ ابنِ مَسْعود رضِيَ اللهُ عنه سُنَّةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، واقْتِفاؤُه أثَرَه في أفْعالِه. وفيه: أنَّ ما أمر به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو وَحيٌ مِنَ اللهِ كالقرآنِ يجِبُ التِزامُه.
Tumblr media
3 notes · View notes
Text
*في هذا الحديثِ يَروي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ امرأةً أَتت إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بصَبيٍّ صَغيرٍ لها، وسَألتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعوَ اللهَ له أنْ يَعيشَ ويَكبُرَ، وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ ذَكَرَت أنَّه مَريضٌ، وأنَّها تَخافُ عليه مِن الموتِ، وقدْ بَيَّنت السَّببَ في طَلبِ هذا الدُّعاءِ، وهي أنَّها قدْ سَبَق وماتَ لها ثَلاثةٌ مِن الولدِ دَفَنتْهم صِغارًا؛ ولذلك خَشِيَت على هذا الصَّبيِّ أنْ يَلحَقَ بإخوتِه ويَموتَ، فسَألها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن مَوتِ ثَلاثةٍ مِن أبنائِها، يَتأكَّدُ منها عن ذلك، فأَجابَتِ المرأةُ: نَعمْ، فقال لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( لَقدِ احتَظَرْتِ ) أيِ احتَفظتِ وامتَنعتِ،( بحِظارٍ شَديدٍ منَ النَّارِ ) وهوَ السِّياجُ الَّذي يُجعَلُ عَلى حُدودِ البَساتينِ والمَزارعِ مِن أَغصانِ الشَّجرِ وقُضبانِه ونَحوِ ذلكَ؛ لوِقايتِه مِن دُخولِ المَواشي وَغيرِها، أي: إنَّ أَولادَك هَؤلاءِ الَّذينَ ماتوا صاروا سِياجًا قَويًّا يَمنَعونكِ مِن دُخولِ النَّارِ. *وفي الحديثِ: فَضلُ الصَّبرِ عَلى مَوتِ الأَولادِ.
Tumblr media
3 notes · View notes
Text
*أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم : ( كانَ إذا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أصابِعَهُ في الماءِ، فيُخَلِّلُ بها أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ على رَأْسِهِ ثَلاثَ غُرَفٍ بيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الماءَ على جِلْدِهِ كُلِّهِ )
*الراوي: [ عائشة أم المؤمنين ] *المحدث: [ البخاري ] *المصدر: [ صحيح البخاري ] *الصفحة أو الرقم: [ 248 ] *خلاصة حكم المحدث: [ صحيح ] *شـــــــرح الــحـــديـــث:
*كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : يُحِبُّ الطَّهارَةَ ويُداوِمُ علَيها، وكانَ صلى الله عليه وسلم : كَثيرًا ما يُعلِّمُ أصْحابَهُ كَيفيَّةَ الطَّهارةِ وماهِيَّتَها. *وفي هـذا الحَـديثِ: تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم : كانَ إذا أرادَ أنْ يَتَطهَّرَ ويَغْتسِلَ مِنَ الجَنابةِ -وتُطلَقُ الجَنابةُ على كُلِّ مَن أَنزَلَ المَنِيَّ أو جامَعَ، وسُمِّيَ بذلك لاجتِنابِه الصَّلاةَ والعباداتِ حتّى يَطَّهَّرَ مِنها:
بدَأَ بِغَسلِ يَديهِ قبْلَ إدْخالِها في الماءِ بأنْ يَصُبَّ عليها ويَغسِلَها أوَّلًا، ️ ثمَّ بعدَ ذلك يَتوضَّأُ كأنَّه يَتوضَّأُ للصَّلاةِ وُضوءًا كامِلًا، *️ ثمَّ بعدَ ذلكَ يُدخِلُ أصابِعَه في الماءِ، فيُدخِلُ الماءَ إلى فَروةِ الرَّأسِ؛ ليُلامِسَ البَشَرةَ والجِلدَ، ثمَّ يصُبُّ على رَأسِهِ ثلاثَ مرّاتٍ بمِلْءِ يَدِه مِن الماءِ، ثمَّ بعْدَ ذلك يصُبُّ الماءَ على جِسمِه كلِّهِ، فيَجعَلُ الماءَ يَعُمُّ سائرَ جِلدِهِ. *وفي الحَديثِ: بَيانُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الاغتِسالِ مِن الجَنابةِ. *وفيه: بَيانُ أنَّ التَّطهُّرَ والتَّنظُّفَ مِن سِماتِ الإسلامِ والمسلِمينَ. *وفيه: أنَّ القليلَ مِن الماءِ يَكفِي للغُسلِ مِن الجَنابةِ.
*مصدر الشرح:
الدرر السنيه*
Tumblr media
2 notes · View notes
Text
*كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُرغِّبُ في ذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ويَحُثُّ عليه، ويُبيِّن ما له من عَظيمِ الفضلِ والأجرِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: (إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ ) أي: يُميِّزُ ويَخْتارُ، (رجُلًا مِن أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ ) أي: يُنادَى به لِيُحاسَبَ، (فيَنشُرُ عليه )، أي: فيَفتَحُ ويَعرِضُ عليه، (تِسعةً وتِسعين سِجلًّا ) أي: كُتبَ وصَحائِفَ أعمالِه السَّيِّئةِ الَّتي كان يَعمَلُ بها في الدُّنيا، (كلُّ سِجلٍّ مِثلُ مَدِّ البصَرِ ) وهذا بيانٌ لِمِقدارِ طولِ وعَرضِ السِّجلِّ، (ثمَّ يقولُ)، أي: اللهُ عزَّ وجلَّ لهذا الرَّجلِ: (أتُنكِرُ مِن هذا )، أي: مِن المكتوبِ في تلك السِّجِلَّاتِ، "شيئًا؟"، أي: هل تَجِدُ فيها شيئًا لم تَفعَلْه؟ (أظَلَمَك كتَبَتي الحافِظون؟) والمرادُ الملائكةُ الحفَظةُ الكتَبةُ لكلِّ إنسانٍ في الدُّنيا، فيقولُ الرَّجلُ: (لا يا ربِّ ) فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ( أفَلَك عُذرٌ؟) أي: ألَك عُذرٌ تُعذَرُ به ممَّا قدَّمتَ مِن أعمالٍ سيِّئةٍ في الدُّنيا، أو لك مِن الحسناتِ الَّتي قد تَغفِرُ لك مِن بعضِ تلك الأعمالِ؟ فيقولُ الرجلُ: (لا يا ربِّ ) أي: ليس له عذرٌ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: (بلى، إنَّ لك عِندَنا حسَنةً )، أي: لك حسَنةٌ لم تَظهَرْ بتلك السِّجلَّاتِ، (وإنَّه لا ظُلمَ عليك اليومَ )، أي: إنَّ اليومَ يومٌ يُحاسَبُ فيه المرءُ دونَ ظُلمٍ يقَعُ عليه أو أن يُبخَسَ في حقِّه. قال: (فيُخرِجُ بِطاقةً ) أي: صَحيفةً صغيرةً، وهذا إشارةٌ إلى المفارَقةِ الَّتي بينَها وبينَ السِّجلَّاتِ، مكتوبٌ فيها: (أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه )، قيل: هي كَلمةُ التَّوحيدِ الَّتي آمَن بها وأوَّلُ نُطقِه لها، وقيل: إنَّها الوحيدةُ الَّتي جاءَت مَقبولةً عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: (احضُرْ وزنَك )، أي: ميزانَك الَّذي يَزِنُ لك سِجلَّاتِك الَّتي بها عمَلُك السَّيِّئُ وضَعْ فيه تلك البطاقةَ، فيقولُ الرَّجلُ: ( يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ؟! ما هذه السِّجلَّاتُ؟!) أي: يَتعجَّبُ الرَّجلُ بمُقارنَتِه بينَ وزنِ تلك البطاقةِ الصَّغيرةِ وبينَ عِظَمِ السِّجلَّاتِ الَّتي نُشِرَت له، فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: (فإنَّك لا تُظلَمُ ) أي: لن يقَعَ عليك ظلمٌ، إشارةً إلى أنَّ الأعمالَ كلَّها ستُعرَضُ على الميزانِ حتَّى وإن كانت قليلةً. *قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: (فتُوضَعُ )، أي: في الميزانِ، ( السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ؛ فطاشَت ) أي: خَفَّت الكِفَّةُ الَّتي بها (السِّجلَّاتُ، وثَقُلت ) أي: ووُزِنَت الكِفَّةُ الَّتي بها ( البِطاقةُ، ولا يَثقُلْ مع اسمِ اللهِ شيءٌ ) أي: إنَّ ثِقلَ كلمةِ التَّوحيدِ أكبرُ وأعظمُ من أن يَبلُغَها ويُساوِيَها شيءٌ في الميزانِ، فلا يَرجُحُ ولا يَغلِبُ (مع اسمِ اللهِ شيءٌ )، ولا يُقاوِمُه شيءٌ من المعاصي، بل يتَرجَّحُ ذِكرُ اللهِ تعالى على جميعِ المعاصي. ويَحتمِلُ أنْ يوزَنُ السِّجلُّ الَّذي كُتِب فيه الأعمالُ، وهذا يَختَلِفُ باختلافِ الأحوالِ، أو أنَّ اللهَ يُجسِّمُ الأفعالَ والأقوالَ، فتُوزَنُ فتَثقُل�� الطَّاعاتُ وتَطيشُ السَّيِّئاتُ؛ لثِقَلِ العبادةِ على النَّفسِ وخفَّةِ المعصيةِ عليها؛ ولذا ورَد: (حُفَّت الجنَّةُ بالمكارهِ، وحُفَّت النَّارُ بالشَّهواتِ ) والواجبُ هو الإيمانُ بأنَّ اللهَ يُقيمُ الميزانَ بالقِسْطِ والعدلِ، وبالكيفيَّةِ الَّتي يَشاؤُها سبحانه، ولا تُقاسُ أمورُ الآخرةِ بأمورِ الدُّنيا. *وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ كلمةِ التَّوحيدِ وعِظَمِها يومَ القيامةِ. وفيه: إثباتُ الميزانِ وأنَّ له كِفَّتَين.
Tumblr media
5 notes · View notes
Text
خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَةً ما سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ؛ قالَ:( لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، قالَ: فَغَطَّى أصْحَابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وُجُوهَهُمْ، لهمْ خَنِينٌ، فَقالَ رَجُلٌ: مَن أبِي؟ قالَ: فُلَانٌ، ) فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: ( لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) [المائدة: 101].
*الراوي: [ أنس بن مالك] *المحدث: [ البخاري ] *المصدر: [ صحيح البخاري ] *الصفحة أو الرقم: [4621 ] *خلاصة حكم المحدث: [صحيح ] *شـــــــرح الــحـــديـــث:
مِن مُعجِزاتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودَلائلِ صِدقِ نُبوَّتِه إخبارُه عن الغَيبيَّاتِ التي يُطلِعُه اللهُ عليها، وقد يكونُ ذلك الغيبُ فيه نعيمٌ أو عذابٌ؛ تحذيرًا لأُمَّتِه، وحثًّا لهم على عَملِ الخَيرِ، وترْكِ كُلِّ شرٍّ. *وفي هـذا الحَـديثِ: يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطَب فيهم خُطبةً لم يسمَعْ أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه مِثْلَها قطُّ. *وفي رواية في الصَّحيحينِ: ( خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا ) *فقال: ( لو تَعْلَمُونَ ما أَعْلَمُ ) يعني: مِن عَظمةِ اللهِ وشِدَّةِ عِقابِه لأهلِ الجرائمِ، والأهوالِ التي تَقَعُ عندَ النَّزْعِ والموتِ، وفي القبْرِ، ويومَ القِيامةِ؛ ( لَضَحِكْتم قليلًا ولَبَكَيْتُم كَثيرًا )يعني: لقَلَّ ضَحِكُكم ولَزاد بُكاؤُكم مِن هَولِ ما تَعلَمون، ومُناسبةُ كَثرةِ البُكاءِ وقِلَّةِ الضَّحِكِ في هذا المقامِ واضحةٌ، والمرادُ به التَّخويفُ. (فغَطَّى أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وُجوهَهم لهم خَنِينٌ ) أي: صوتٌ مُرتفِعٌ مِن الأنفِ بالبُكاءِ مع غُنَّةٍ، وهو دونَ الانتِحابِ. *فقال رجلٌ وهو عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أو قَيسُ بنُ حُذافةَ، وقيل غيرُ ذلك: ( مَن أبي؟ ) وكان يُطعَنُ في نَسَبِه. فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أبوك فُلانٌ ) *يعني: حُذافةَ. فنَزَلَتِ الآيةُ مِن سُورةِ المائدةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]،
*والمعنى: يا أيُّها الذين آمنوا باللهِ حَقَّ الإيمانِ، لا تسألوا عن أشياءَ لا حاجةَ لكم بها، هذه الأشياءُ إن تُبْدَ لكم وتظهَرْ تَغُمَّكم وتَحْزُنْكم وتَندَموا على السُّؤالِ عنها؛ لِما يترتَّبُ عليها من إحراجِكم، ومن المشقَّةِ عليكم، ومن الفضيحةِ لبعضِكم. *وهذا النَّهيُ إنَّما كان وقْتَ نُزولِ الوحيِ الذي يُمكِنُ أنْ تَتغيَّرَ فيه الأحكامُ، *أمَّا بعْدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيَجِبُ على الإنسانِ أن يَسأَلَ عمَّا أَشْكَل عليه في أُمورِ دِينِه؛ لِقَولِه تعالى: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [النحل: 43]. *وفـــي الحَـــديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعظمُ النَّاسِ خَشيةً لربِّه؛ لأنَّ خَشيةَ اللهِ إنَّما تكونُ على مِقدارِ العِلمِ بِه، ولمَّا لم يَعلمْ أحدٌ كعِلمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لم يَخشَ كخَشيتِه. *وفيه: فضْلُ الصَّحابةِ وبُكاؤُهم عندَ مَوعظةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهم. *وفيه: النَّهيُ عن كَثرةِ السُّؤالِ وتَكلُّفِ ما لا يَعْنِي.
*مصدر الشرح:
الدرر السنيه*
Tumblr media
3 notes · View notes
Text
*قـــال رســــول الله صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سَبيلِ اللهِ، يَكونُ يَومَ القِيامَةِ كَهَيْئَتِها، إذْ طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، والعَرْفُ عَرْفُ المِسْكِ )
*الراوي : أبو هريرة: *البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٣٧ • [صحيح] أخرجه البخاري (٢٣٧) واللفظ له، ومسلم (١٨٧٦) *شـــــــرح الــحـــديـــث:
للشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ تعالى فضْلٌ عظيمٌ، وللشُّهداءِ مَنزلةٌ عاليةٌ عِندَ اللهِ سُبحانه، *وفي هـذا الحَـديثِ: بَيانٌ لبَعضِ فضْلِ الشَّهيدِ في سَبيلِ اللهِ، وفيه يُبيِّنُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ كلَّ جُرحٍ يُجرَحُه المسلمُ في القتالِ في سَبيلِ اللهِ، يكونُ يومَ القِيامةِ على حالتِه الَّتي جُرحِ به في الدُّنيا عندَما طُعِنَ، يَسيلُ ويَتفجَّرُ منها الدَّمُ، ولكنَّ هذا الدَّمَ وإنْ كان لوْنُه لوْنَ الدَّمِ إلّا أنَّ عَرْفَه -يعني: رائحتَه تكونُ طَيِّبةً مِثلَ رائحةِ المِسْكِ. وقيل: الحِكمةُ في كَونِ الدَّمِ يَأتي يومَ القِيامةِ على هَيئتِه أنَّه يَشهَدُ لِصاحِبِه بفَضْلِه، وعلى قاتِلِه بفِعلِه، وفائدةُ رائحتِه الطَّيِّبةِ أنْ تَنتشِرَ في أهلِ الموقفِ؛ إظهارًا لفَضيلتِه أيضًا، ومِن ثَمَّ لم يُشرَعْ غَسْلُ شَهيدِ المَعركةِ.
*مصدر الشرح: *الدرر السنيه*
Tumblr media
1 note · View note
Text
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءأ من النبوه) إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ. قالَ مُحَمَّدٌ: وأنا أقُولُ هذِه. *قالَ: وكانَ يُقالُ: الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فمَن رَأَى شيئًا يَكْرَهُهُ فلا يَقُصَّهُ علَى أحَدٍ ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ. قالَ: وكانَ يُكْرَهُ الغُلُّ في النَّوْمِ، وكانَ يُعْجِبُهُمُ القَيْدُ، ويُقالُ: القَيْدُ ثَباتٌ في الدِّينِ.
*الراوي : أبو هريرة *المحدث : البخاري *المصدر : صحيح البخاري *الصفحة أو الرقم: 7017
خلاصة حكم المحدث : [صحيح] *التخريج : أخرجه البخاري (7017)، ومسلم (2263) *الشرح: خُتِمَتِ النُّبوَّةُ بمُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولم يَبْقَ مِن آثارِها إلَّا البُشرَياتُ الَّتي يُبشِّرُ اللهُ تعالَى بها المُؤمِنَ في الرُّؤيا، فيُبشِّرُه اللهُ بخَيرٍ، أو يُحذِّرُه مِن شَرٍّ، وكلَّما كان المرءُ أكثَرَ إيمانًا وتَقْوى كانَتْ رُؤْياه أكثرَ صِدقًا وتَحقُّقًا. *وفي هذا الحديثِ:يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه ( إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ ):ومعناه قِصَرُ زَمانِ الأعمارِ وقِلَّةُ البركةِ فيها. وقيل: هو دنُوُّ زمانِ القيامةِ، *كما في روايةِ أبي داودَ، وقيل: هو قِصَرُ مُدَّةِ الأيَّامِ واللَّيالي على ما رُوِيَ عند أحمَدَ: ( لا تقومُ السَّاعةُ حتى يتقارَبَ الزَّمانُ، فتكونُ السَّنَةُ كالشَّهرِ، ويكونُ الشَّهرُ كالجُمُعةِ، وتكونُ الجُمُعةُ كاليومِ، ويكونُ اليَومُ كالسَّاعةِ، وتكونُ السَّاعةُ كاحتراقِ السَّعَفةِ الخوصةِ ) *فإذا كان ذلك كانتْ رُؤيا المؤمِن -وهو ما يراه الإنسانُ حالَ نَوْمِه صادقةً لا تكادُ تَكذِبُ، أي: أنها تقَعُ غالِبًا على الوَجهِ المرئيِّ لا تحتاجُ إلى التعبيرِ، فلا يدخُلُها الكَذِبُ، *والِحكمةُ في اختصاصِ ذلك بآخِرِ الزَّمانِ: أنَّ المُؤمِنَ في ذلك الوَقتِ يكونُ غريبًا، كما في الحَديثِ: ( بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا ) أخرجه مُسلِمٌ. *فيَقِلُّ أُنْسُ المُؤمِن ومُعِينُه في ذلك الوَقتِ، *فيُكرَمُ بالرُّؤيا الصَّادقةِ، ورُؤيا المُؤمِنِ جُزءٌ مِن سِتَّةٍ وأربعينَ جُزْءًا مِن عِلمِ النُّبُوَّةِ،
Tumblr media
2 notes · View notes
Text
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ )
*الراوي : أبو هريرة. *المحدث : مسلم *المصدر : صحيح مسلم *الصفحة أو الرقم: 2581 *خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
مِن شَنائعِ الأمورِ الَّتي ي��غفُلُ عنها كَثيرٌ مِن النَّاسِ أنَّهم ربَّما يُحسِنون العباداتِ، إلَّا أنَّهم يَقترِفون معها الذُّنوبَ، والَّتي منها ما يَتعلَّقُ بحُقوقِ العبادِ، وسَوفَ يُحاسَبُ كلُّ إنسانٍ يومَ القيامةِ على ما عَمِل مِن خَيرٍ أو شَرٍّ. *وفي هذا الحديثِ سألَ النَّبِيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَهُ رَضيَ اللهُ عنهم: (أَتدْرونَ) أي: أَتعلَمونَ (ما المُفلِسُ) وما حَقيقتُه؟ وهذا الاستفهامُ للتَّقريرِ وإخراجِ الجوابِ مِن المخاطَبِ؛ لِيَبني عليه الحُكمَ المرادَ، ولمَّا كان المقصودُ السُّؤالَ عن الوصفِ وليْس عن الذَّاتِ عبَّرَ بـ(ما) بدَلَ (مَن) *فَأجابوا: الْمُفلِسُ فِيما بيْننا وفيما نَعرِفُه هو مَن لا يملكُ مالًا، ولا متاعًا، أي: مِمَّا يَحصُلُ به النَّقدُ وما يُتمتَّعُ به مِنَ حَوائجِ وأغراضِ الدُّنيا، مثلُ: الأقمشةِ والجواهرِ والْمَواشي والعبيدِ، وأمثالِ ذلك، والحاصلُ: أنَّهم أجابوا بما عندَهم مِنَ العِلمِ بِحسَبِ عُرْفِ أهْلِ الدُّنْيا، كما يدُلُّ عليه قولُهم: (فِينا ) فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( إنَّ المُفلِسَ مِن أُمَّتِي )، أي: المفلسُ الحقيقيُّ، أوِ المُفْلِس في الآخرةِ، هو «مَن يأْتي يوْمَ القيامةِ بِصيامٍ وصَلاةٍ وزكاةٍ» مَقبولاتٍ قدْ أدَّاها كما أمَرَه اللهُ، وذِكرُ هذه العباداتِ ليْس للحصرِ، بلْ هو تَمثيلٌ يَشمَلُ جميعَ الطَّاعاتِ، ولكنَّه يَأْتي وقدْ شَتمَ هذا، أي: وَقعَ منه شَتْمٌ وسبٌّ لِأحدٍ، وقذَفَ هذا، وهو الاتِّهامُ بِالزِّنا ونحوِه، (وَأكَلَ مالَ هذا ) بِالباطلِ، ( وسفَكَ دمَ هذا ) فأَراقَ دمَه بِغيرِ حقٍّ، ( وضرَبَ هذا ) مِن غيرِ استحقاقٍ، أو زيادة على ما يَستحِقُّه، وذِكرُ هذه السَّيِّئاتِ ليْس للحصرِ، بلْ هو تَمثيلٌ يَشمَلُ جميعَ المعاصِي، والمقصودُ جَميعُ حُقوقِ العِبادِ، والمعنى: مَن جمَعَ بيْن تلك العِباداتِ وهذه السَّيِّئاتِ، فَيُعْطَى هذا المظلومُ بَعضَ حَسناتِ الظَّالِمِ، ويُعطَى المظلومُ الآخَرُ بعضَ حَسناتِه، فإنْ فَنِيَتْ حَسناتُه قبْلَ أن يُؤدِّيَ ما عليه مِنَ الحقوقِ، أَخَذَ الظالِمُ مِن سيِّئاتِ أصحابِ الحقوقِ، *فَطُرحتْ على هذا الظالِم ووُضعَتْ عليه، ثُمَّ أُلْقِيَ ورُمِيَ في النَّارِ؛ كَي يُعذَّبَ بها بقَدْرِ استحقاقِه إنْ لم يُغفَرْ له، *وفيه إشعارٌ بأنَّه لا عَفوَ ولا شَفاعةَ في حقوقِ العبادِ إلَّا أنْ يَشاءَ اللهُ، فَيُرضِي المظلومَ بِمَا أرادَ، حتَّى إذا انتهَتْ عُقوبةُ تلك الخَطايا رُدَّ إلى الجنَّةِ إنْ كانت هناك حَسناتٌ باقيةٌ، وإلَّا فبَبركةِ الإيمانِ وبما كُتِب له مِن الخلود *وفي الحَديثِ: بيانُ مَعنى المُفلِسِ الحقيقيِّ، وهو مَنْ أخَذَ غُرماؤُه أعمالَه الصَّالحةَ. *️وفيه: أنَّ القِصاصَ في الآخرةِ قدْ يَأتي على جميعِ الحسناتِ، حتَّى لا يُبقي منها شَيئًا
الدرر السنية*
Tumblr media
2 notes · View notes
Text
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ )
*المصدر: صحيح مسلم.82 * شرح الحديث: *الصَّلاةُ فرضُ عَينٍ على كلِّ مُسلمٍ مُكلَّفٍ؛ فهيَ الرُّكنُ الثَّاني من أركانِ الإسلامِ، وأعظمُ رُكنٍ عَمليٍّ بعدَ التَّوحيدِ.
*وفي هذا الحديثِ حَذَّرَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَحذيرًا شَديدًا من تَركِهَا، وأخبَرَ أنَّ بينَ الرَّجُلِ وبينَ الوُقوعِ في الشِّركِ والكُفرِ تَرْكَ الصَّلاةِ، فتَركُ الصَّلاةِ جُحودًا لوُجوبِها كُفرٌ بالإجماعِ، وكذلِك تَركُ الصَّلاةِ بالكُلِّيَّةِ تَهاوُنًا أو كسَلًا، كُفرٌ مُخرِجٌ مِنَ المِلَّةِ في قَولِ كَثيرٍ من أهلِ العِلمِ، وحُكيَ عليه إجماعُ الصَّحابةِ، ومَن يُصلِّيها مَرَّةً ويَترُكُها مَرَّةً؛ فهذا غيرُ مُحافِظٍ عليها، وهو تَحتَ الوَعيدِ؛ وهذا يَتَّفقُ معَ قولِ اللهِ سُبحانَه: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم: 59، 60]؛ فقد ذمَّ اللهُ تَعالَى في الآيةِ مَن أضاعَ الصَّلاةَ؛ إمَّا بتَركِها بالكُلّيَّةِ، أو تَركِ بَعضِ أركانِها وشُروطِها، أوِ التَّفريطِ في واجباتِها، أو تَأخيرِها عن مَواقيتِها، وغيرِ ذلك، وأقبَلَ على شَهَواتِ نفسِه، وانهَمَك في تَحقيقِ رَغَباتِها الدُّنيويَّةِ، وآثَرَها على طاعةِ اللهِ وجَنَّتِه الأُخرويَّةِ؛ فإنَّ ذلك مُوجِبٌ للعُقوبةِ الشَّديدةِ في الآخِرةِ، إلَّا مَن تَدارَكَ أمرَه، وجاهَدَ نَفسَه فألزَمَها طَريقَ الحَقِّ، فتابَ عن إضاعةِ الصَّلواتِ، واتِّباعِ الشَّهَواتِ، وآمَنَ وأطاعَ؛ فإنَّه يَنجُو مِنَ النَّارِ ويَدخُلُ الجَنَّةَ. وهذا كُلُّه يُوجِبُ الحَذَرَ الشَّديدَ من تَركِ هذه العِبادةِ العظيمةِ أوِ التَّهاوُنِ فيها وعدَمِ المُحافَظةِ عليها. ثُمَّ إنَّ الشِّركَ والكُفرَ قد يُطلَقَانِ بمعنًى واحدٍ، وهو الكفرُ باللهِ تَعالَى، وقد يُفَرَّقُ بينهما، فيُخَصُّ الشِّركُ بِعَبَدَةِ الأوثانِ، وغيرِها مِنَ المخلوقاتِ، مع اعترافِهم باللهِ تَعالَى؛ كَكُفَّارِ قريشٍ، فيكونُ الكفرُ أعَمَّ مِنَ الشِّركِ في هذه الحالِ. وفي الحديثِ: التَّحذيرُ الشَّديدُ من تَركِ الصَّلاةِ وإضاعتِها.
مصدر الشرح الدرر السنية
Tumblr media
2 notes · View notes
Text
( ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨﺒﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢَ، ﺩَﺧَﻞَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻓَﺰِﻋًﺎ ﻳﻘﻮﻝُ ﻻ ﺇﻟَﻪَ ﺇﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ، ﻭﻳْﻞٌ ﻟِﻠْﻌَﺮَﺏِ ﻣِﻦ ﺷَﺮٍّ ﻗَﺪِ ﺍﻗْﺘَﺮَﺏَ، ﻓُﺘِﺢَ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﻣِﻦ ﺭَﺩْﻡِ ﻳَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻭﻣَﺄْﺟُﻮﺝَ ﻣِﺜْﻞُ ﻫﺬِﻩ ﻭﺣَﻠَّﻖَ ﺑﺈﺻْﺒَﻌِﻪِ ﺍﻹﺑْﻬَﺎﻡِ ﻭﺍﻟَّﺘﻲ ﺗَﻠِﻴﻬَﺎ، ﻗﺎﻟَﺖْ ﺯَﻳْﻨَﺐُ ﺑﻨْﺖُ ﺟَﺤْﺶٍ ﻓَﻘُﻠﺖُ ﻳﺎ ﺭَﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ : ﺃَﻧَﻬْﻠِﻚُ ﻭﻓﻴﻨَﺎ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤُﻮﻥَ؟ ﻗﺎﻝَ : ﻧَﻌَﻢْ ﺇﺫَﺍ ﻛَﺜُﺮَ ﺍﻟﺨَﺒَﺚُ ) . *ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ : ﺯﻳﻨﺐ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ *ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ : ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ *ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ *ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻗﻢ : 3346 | *ﺧﻼﺻﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ : ‏[ ﺻﺤﻴﺢ ‏]
ﻳﺄﺟﻮﺝُ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝُ ﻫﻢُ ﺍﻟْﻘَﻮْﻣﺎﻥِ ﺍﻟﻠَّﺬﺍﻥِ ﺑَﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘَﺮﻧﻴﻦِ ﺍﻟﺴَّﺪَّ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭَ ﻓﻲ (ﻗﻮﻟِﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) ﻓَﺄَﻋِﻴﻨُﻮﻧِﻲ ﺑِﻘُ��َّﺓٍ ﺃَﺟْﻌَﻞْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺭَﺩْﻣًﺎ )[ﺍﻟﻜﻬﻒ : 95 ‏] ﻭﺧُﺮﻭﺟُﻬﻤﺎ ﻣِﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮَّﺩﻡِ ﺃﻭِ ﺍﻟﺴَّﺪِ ﻋﻼﻣﺔٌ ﻣِﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕِ ﺍﻟﺴَّﺎﻋﺔِ،
*ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚِ: *ﺗُﺨﺒﺮﻧﺎ ﺯﻳﻨﺖُ ﺑﻨﺖُ ﺟﺤﺶٍ ﺭﺿِﻲ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﺎ ( ﺃﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺒﻲَّ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ﺩَﺧﻞَ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺰِﻋًﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪَ ﺇﻟَّﺎ ﺍﻟﻠﻪُ ) ، ﺃﻱ : ﺩﺧﻞَ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻣُﻀﻄﺮِﺑًﺎ ﻳﻠﻬﺞُ ﻟِﺴﺎﻧُﻪ ﺑِﻜﻠﻤﺔِ ﺍﻟﺘَّﻮﺣﻴﺪِ ﺇِﻳﺬﺍﻧًﺎ ِﺑﺘﻮﻗُّﻊِ ﺃﻣﺮٍ ﻣﻜﺮﻭﻩٍ ﻳﺤﺪﺙُ ﻭﻻ ﻧﺠﺎﺓَ ﻣﻨﻪ ﺇﻟَّﺎ ﺑِﺎﻻﻟﺘﺠﺎﺀِ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺭﺓِ ﺑِﺴﻠﻄﺎﻧِﻪ ‏ ( ﻭﻳﻞٌ ﻟِﻠﻌﺮﺏِ ﻣِﻦ ﺷﺮٍّ ﻗﺪِ ﺍﻗﺘﺮﺏَ؛ ﻓُﺘﺢَ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﻣِﻦ ﺭﺩْﻡِ ﻳﺄﺟﻮﺝَ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝَ ﻣﺜﻞُ ﻫﺬﻩ ‏)، ﻭﺣﻠَّﻖَ ﺑِﺈﺻﺒﻌِﻪ ﺍﻹﺑﻬﺎﻡِ ﻭﺍﻟَّﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ،,ﻳﻌﻨﻲ : ﺟَﻌﻞَ ﺍﻹﺻﺒﻊَ ﺍﻟﺴَّﺒَّﺎﺑﺔَ ﻓﻲ ﺃﺻﻞِ ﺍﻹﺑﻬﺎﻡِ ﻭﺿﻤَّﻬﺎ ﺣﺘَّﻰ ﻟﻢ ﻳَﺒْﻖَ ﺑﻴﻨَﻬﻤﺎ ﺇﻟَّﺎ ﺧَﻠﻞٌ ﻳﺴﻴﺮٌ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧَّﻪ ﻟﻢ ﻳﺒْﻖَ ﻟِﻤﺠﻲﺀِ ﺍﻟﺸَّﺮِّ ﺇﻟَّﺎ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺰَّﻣﻦِ، ﻓﻠﻤَّﺎ ﺳﻤﻌَﺖْ ﺯﻳﻨﺐُ ﺑﻨﺖُ ﺟَﺤْﺶٍ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃَﻧَﻬْﻠِﻚُ ﻭﻓِﻴﻨَﺎ ﺍﻟﺼَّﺎﻟﺤﻮﻥَ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ : ‏( ﻧَﻌﻢ، ﺇﺫﺍ ﻛَﺜُﺮَ ﺍﻟﺨَﺒَﺚُ ‏) *ﻭﺍﻟﺨَﺒَﺚُ : ﻫﻮ ﺍﻟﻔُﺴﻮﻕُ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭُ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﺛُﻢَّ ﻳُﺒﻌﺚُ ﻛﻞٌّ ﻋﻠﻰ ﻧِﻴَّﺘِﻪ، ﻭﺇﻧَّﻤﺎ ﺧَﺺَّ ﺍﻟﻌﺮﺏَ ﺑِﺎﻟﺬِّﻛﺮ؛ ﻷﻧَّﻬﻢ ﺃﻭَّﻝُ ﻣَﻦ ﺩَﺧﻞَ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡِ؛ ﻭﻟِﻺﻧﺬﺍﺭِ ﺑﺄﻥَّ ﺍﻟﻔِﺘﻦَ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺖْ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙُ ﺃﺳﺮﻉَ ﺇﻟﻴﻬﻢ
الـــدرر الــســنــيـــة
Tumblr media
1 note · View note