#pray108

[pray108]

تبدو غريبة فكرة "إطلاق المسميات"، كيف انبعثت الدلالة؟ اليوم وأنا أتجول في التيك توك، وجدت حالة تصفني إلى درجة أنني ضقت. آلمني أن أكون ظاهرة إلى هذه الدرجة، يطلق علي مسمًى تعريفي، وأكون نتيجة.

[pray108]

الفجوة الفاصلة بين وقوع الحدث والوعي به

"كل حياتنا تحدث في الماضي"

يقول ذلك ديفيد إيجلمان في كتابه (الدماغ أسطورة التكوين)، حواسنا تقوم بدراسة الخارج ويصلك النموذج بعد ثوانٍ، إذن أنت تستلم ماضيك معتقدًا أنك حاضرٌ الآن. نحتاج اختراع للقفز على ترتيبات حواسنا النظامية، على مجساتنا التي تجعلنا في غفلة إدراكية للواقع الفوري. والتي تظهرنا مغفلون ومغرورون دائمًا.

مكان بلا عالم

بعد تمرد السجناء يذهب بهم إلى "عنبر الرعب" سجن إنفرادي معزول عن الضوء والصوت، يدخل المرء فيه إلى خارج منطلقاته الحسية، ليسلم إلى أفكاره وارتفاع الاضطراب الجنوني مع هذا الانقطاع. إننا أبناء الخارج، نتناول الماهية العامة للظواهر ودونها نستسلم لغواية الجنون. فأنت لن تعيش طالما أنك خرجت عن التأويل للسياق العام. ستتضاءل حتى تخسر آخر مشاعرك الحسية.

إننا في بواكير الذكاء، وما لدينا خطى أمم ستصنف الإنسانية كسلسلة حيوانية تم الإرتقاء منها.

[pray108]

لم يرتبط منزلنا القديم مع فكرة الرحيل، ظننته أحد الثوابت المنافية للحركة حتى تركناه، وفهمت أن السلحفاة قد تتخلى عن درقتها يومًا ما.

[pray108]

نص استشهادي لقبل حقبة

كالجميع لدي ذكريات، رزمة نتحدث عنها للآخرين، نلصقها في الغارة الجوفية لماضينا. وأننا عشنا صبيانيين قبل أن نهرم. هربنا أنا وهن من المدرسة، طلبنا من المطعم هذه اللحظات الغير جدية والطائشة سبقت زعزعة مواثيق صلتي بالعالم.

في نص عابر بتيك توك "أنت لا تتذكر بأنك رأيت أصدقاء الطفولة لآخر مره وأنك اخترت مقعد الفصل لآخر مره، كل الأشياء لها آخر مره" نعي خسارتنا للأشياء بعد فقدانهم، بعد التغير ندرك القيمة المعنوية التي كانت تحيطنا. لم أكن متأكدة من شيء، اذهب بمدركاتي إلى صديقتي نتناقش عنها كقضايا هامة. لم أعي حتى تلك اللحظة أن أشد مناطق يقيني قد أكفر بها، والمواثيق التي استلمتها قابلة لأفك قيدي عنها. كم بارد أن عواطف إنشائية عميقة كالصداقة يفترها الزمن، ويبعد عنها كل المسميات اللحظية الحديثة لتتحول إلى ماضٍ انتهى. وأن التجاوز يمضي على الجميع.

[pray108]

تفكر عشرات المرات، وتبحث عن طرق بين المرة والأخرى لتأخذهم جميعًا إلى طارفة اليوم وتلقي بهم من هناك، قائلًا ما ا��ذي يجعلني مختلفًا عن الجميع؟

[pray108]

العالم فكرة خاسرة.

[pray108]

الإزاحة التاريخية لعنصر المرأة

تقول غيردا ليرنر علينا استبدال الشخصيات الرجالية العظيمة، بنساء كابدن المعاناة الذكورية وواصلن، لتقول تحديدًا -جداتنا-. أبحث بين جداتي، إما ضعيفة بضغط من المحيط الذي يتغذى من خلال طواعيتها، أو نرجسية متسلطة لتشوهها مع القيم الموجودة آنذاك، أعلم أنهن جميعًا مشوهات لكن ما هو المجموع الحسابي لصفرين؟ إننا نتحدث عن مجتمع شكل البقاء مهمة صعبة، إما أن تأكل أو تؤكل.

قرأت في التيك توك نصًا رائعًا. "كيف لي أن أعرف اسم جدي الثامن، لكن لا أملك أدنى فكرة عن اسم جدتي الثالث��". وكذلك يتولى الرجال ال��حداث التاريخية وتجنب المرأة، كأن موقفها من السرد أن لا تكون ضمنه.

إحدى جداتي تمكنت قبل سبعون عام تقريبًا من أن تتوظف بوسط رجالي تمامًا، تركت البحث عن مسؤوليات -أنثوية- كالزواج مبكرًا والحمل والإنجاب ودخلت لعالم الرجال، كان الجنس الآخر يهابونها ويتعوذون منها. تذهب للبحث فيما يخص أرض والدها، وتنازع الرجال في ديونه. وتبقى في النطاق الخاص بالرجال، أي خارج المنزل. تفهمت لمَ نوال السعداوي أشارت أنها لا تحب الأماكن النسائية لأنها عزل تام عن الصورة السوية للإنسان. حتى تزوجت وتركت قريتها ولم تعد إليها حتى الآن! تقول أمي لا أحد يعلم عنها شيئًا. كأنها قبل الزواج كانت في محاولات لنفي الهوية التي اقتصرت عليها وبعدما تمكنت قررت ترك القرية.

وقبل تسعون عامًا اكتشفت أحدى جداتي أن زوجها تزوج عليها، ذهبت للمزرعة وقطعت محصوله، ثم تركته رافضةً العودة إليه، في ذلك الزمن حيث لا عواطف، لتخرج بهذا الشكل المسرحي.

كذلك الأخرى، أم جميع العالم. كانت تتعمد عند النافذة في الصباح لتعدنا، ثم تستجوب أمي أهي بخير؟ لتعود إلى النوم بعدما حزمت علينا بالسؤال. وفي أحد الليالي ظهر صوت خارج المنزل، صرخن بناتها وأحفادها، أخذت جدتي السلاح وذهبت إلى حيث الصوت وهي تردد آيات قرآنية في ظنها أنها التي تحميها، لذا لن تخشى أحدًا طالما أنها تكررها!

[pray108]

نتنبأ ما سيحدث للمارة أقول هذا المسن سيتوقف لكنه يمضي دون أن يعي المهمة التي وهبتها إياه، يفتح النافذة ويصرخ من طابقنا العلوي "ياعم أرجوك تمهل" لا أحد يستمع إليه، يقوم بذلك لإضحاكي وهذا ما أفعله. يغلق النافذة ليتأملني ويقول "ضحكتك، انتصاري الوحيد"ـ

[pray108]

حين أصل

سيكون الصمت كل ما أرى

والرغبة المحمومة بالموت

تودع عصافير الأشياء

العالقة في منزلنا القديم

[pray108]

أنت طور زمني، يقول ديفيد إيجلمان "أنت دائمًا شخص جديد" وبصيغة أخرى إنك لست أنت، نتحدث أن الزمن يمضي سريعًا دون الإشارة لآلية تغيرنا المنافسة له، كم فكرة غيرتها في شهر؟ سنة؟ وكم حدث ذلك في سنوات، لا يوجد ثابت. لذا أنت أشخاص في جسد، إنك كل هؤلاء.

[pray108]

عقدة النقص صناعة ذكورية

تقرأ حجج تقزيمك ككائن بيولوجي، مع أدلة علمية ليس لها وجود. وفي الأدب التهكم نفسه. تنظر للشرائع سلسلة مشاريع إنسانية في استصغارك، أشرت إليهم بإنسانية للدلالة على الذات ونحن المشتقون، تقول سيمون "الإنسانية ذكرية". فهو من صنع الرموز وكذلك التاريخ، نقول "التاريخ يكتبه المنتصرون" كدلالة على الأعراق لكننا نسينا الهيمنة الجنسية وتبعاتها والذي سمح له بتشكيل الأمور. تتابع ال��راءة في التراث، والعلوم الأخرى.

تغلق الكتاب وتقول: "أوه، نكت طريفة. العالم اختراع أبوي"ـ

[pray108]

دخل والدي إلى الغرفة وجرين إليه بنات عمي يقفزن ويترامين إلى أحضانه. كنت واقفة أقيس الاختلافات بينهن وبيني، كانت حصتي في الطفولة النظر إلى سعادة من جاورني بالعمر وأنا متعمدة يوقفني خجلي. تذهب أمي إليه وتحدثه بهمس ليتركهن ويأتي إلي يحملني وأنا أضحك؛ لأن اللحظة السعيدة توقفت لتدخلني ضمنها.

[pray108]

متلازمة عبادة المشاهير

تحميل الفنانين فوق قدرتهم الإنسانية في تحليل مراوداتهم وتصرفاتهم، كأنه نقلة لقبل الحداثة فبعدما سقطت القداسة عن الرموز الدينية، حولنا منظورنا إليهم، هم أنبياء زماننا. البشرية تهوى التبعية، يبدو أنه جزء خاص في ركضها للارتقاء. وقد رُمزت الحالة بمتلازمة عبادة المشاهير.

[pray108]

الخوف من التحدث للجماهير قد يكون موروثًا جينيًا من أسلافنا.

الهدوء - سوزان كين

[pray108]

الإنسان هو قصة بشرة مع العالم.

[pray108]

إستقصاء نحو المثير للشفقة

مثير للشفقة هو الجانب القبيح للتعاطف، الأدنى بالحالات الإنسانية. لكن من ينسق هذه الرتب؟ نحيل به وفقًا لمعطيات ثقافية منهجناها على المادة وما إلى ذلك. عدوان لأنه اختار سلوك أو موقف اجتماعي غاير معطياتنا!

يقول دافيد لوبرطون "القرف عاطفة لا طبيعية" وفي هذا السياق، طرح هايدت حدث افتراضي على تلامذته "رجل يمارس الجنس مع دجاجة اشتراها من المتجر قبل أن يطهوها" واستبشع طلابه هذا الفعل. وحين سئلوا "لماذا" تعثروا لإيجاد المبرر. لهايدت سببًا هو أن العواطف كالقرف هي الموطن الأصلي لخيالنا الأخلاقي. ماذا عن سلوكياتنا التي نقرر من خلال منظومة اجتماعية نشأنا بأنها الصواب لأنها وفق ما أصبحنا عليه، لكن هل فكرنا أننا رهن تجارب ينظر عليها الذين يتبعوننا؟

كما يذكر جورج باطاي "ليس ثمة من علة طبيعية لإقصاء الأشياء الدنيئة" إن العالم حركة سائلة للقيم والمعايير الأخلاقية، إننا نتبدل بشكل مثير للعجب، فما هو منذور وممنوع قد يكون فيمَ بعد مقبولُا اجتماعيًا. ولذا الفتاوى الشرعية متصلبة لأنها لا توافق ميوعة أحكامنا البقائية.

إنك حين تطلق على الآخر مقزز أو وضيع، ينبغي السؤال لمَ؟ ستجد أنك تحيل مجتمعك، عقيدتك ونشأتك في الإجابة. وهو أصل ما نحن عليه.