131/105
*منقووووووول*
السيرة النبوية العطرة *((١٣١))*🌴🌴
*(( خروج المسلمين لبدر ))*🌴🌴
____________
غزوة بدر الكبرى ، تسمى {{ أم المعارك }}
وتسمى {{ يوم الفرقان }} كما سماها الله في القرآن الكريم لأنها فرقت بين الحق والباطل
وهو يوم نصر الله فيه القلة على الكثرة ، فقلبت الموازين البشرية
لأن القاعدة البشرية تقول {{ الكثرة تغلب الشجاعة}}
ولكن صدق الإيمان غلب الكثرة ، وجعل الكفار يولون الأدبار يوم بدر
__________
قرر النبي ﷺ أن يترقب قافلة قريش عند عودتها من الشام الى مكة
لأن المعلومات التي وصلته أنها قافلة ضخمة ، واستيلاء المسلمين عليها يعتبر ضربة اقتصادية قوية لقريش، حيث تقدر قيمة هذه التجارة {{ بخمسين ألف دينار ذهبية }}
كما علم أن الحراسة التي على تلك القافلة كانت ضعيفة ولا تتناسب مع ضخامتها ، وأنها لا تزيد عن سبعين رجل ، وأنها بقيادة سيد قريش {{ أبو سفيان }} ومعه أيضاً {{ عمرو بن العاص }}
وكانت القافلة عند عودتها قد خرجت من الأردن ووصلت بلاد الحجاز
______________
وقف النبي ﷺ بين اصحابه
وقال لهم : هذه عير قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا اليها، لعل الله أن يغنمكموها
[[العير : الإبل التي تحمل التجارة ]]
وقال ﷺ : من كان ظهره حاضرا فليركب معنا
[[الظهر : الدابة، أي الناقة أو الحصان، فمن كانت ناقته أو حصانه جاهزا فليأت معنا ]]
فجعل بعض الصحابة ، يستأذنون النبي ﷺ بأن يأتوا بدوابهم من خارج المدينة، فلم يأذن لهم النبي ﷺ
[[ لأن النبي ﷺ كان متعجلا، ويخشى أن تفوته هذه القافلة عند رجوعها من الشام ، فعرف الناس أن الرسول ﷺ لا يريد قتال]]
وكان ممن لم يخرج مع النبي ﷺ {{عثمان بن عفان}} ـ رضي الله عنه ـ
لأن زوجته السيدة {{رقية }} رضي الله عنه بنت النبي ﷺ كانت مريضة مرضا شديدا، فظل معها حتى يرعاها في مرضها.
_____________
خرج الرسول ﷺ من المدينة يوم السبت في الثاني عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة
وخرج معه من المهاجرين والأنصار {{ ٣١٣ رجلاً }}
ولم يكن معهم من الخيل إلا اثنين
أحدهما للزبير بن العوام ابن عمة النبي ﷺ ، والثاني للمقداد بن الأسود
ولم يكن معهم إلا {{ ٧٠ جملاً }}
فكان كل ثلاثة أو أربعة مشتركين في جمل
حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان معه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة
[[يعني أن رسول الله ﷺ ركب ثلث الطريق ومشى ثلثيها ]]
وكان إذا جاء دور النبي ﷺ بالمشي
قال له صاحبيه ـ رضي الله عنهما ـ : اركب يا رسول الله ، ونحن نمشي بدلاً عنك
فيقول ﷺ: ما أنتما بأقوى مني على المشي ، وما أنا أغنى منكما عن الأجر ، أركب إذا جاءت نوبتي وأمشي إذا جاءت نوبتي.
وهكذا كان أبو بكر الصديق ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنهم ـ يشتركون في بعير واحد
والمسافة لبدر تقريبا {{ ١٥٠ كم }} يعني أن النبي ﷺ وكل صحابي مشي بحدود {{ ١٠٠ كم }} على قدميه فوق رمال الصحراء الملتهبة
___________
فلما خرج صلى الله عليه وسلم ، والهدف عنده وعند أصحابه عير قريش ليس إلا
[[ يعني لم يفكروا بالقتال على الإطلاق ]]
حتى وصلوا الى مكان على طرف المدينة ، يدعى {{ بيوت السقيا }}
وهي آبار عذبة على بعد حوالي {{ كيلو ونصف من المدينة }}
فوقف النبي ﷺ هناك يستعرض اصحابه
[[ من الصحابة الذين خرجوا معه ؟ وكم عددهم ؟ حتى ينظمهم ]]
وقف ﷺ هناك ونظر إلى أصحابه فوجد فيهم غلمان [[ شباب صغار بالعمر بين ١٤ ـ ١٥ سنة ]]
كعبدالله بن عمر، و زيد بن ثابت ، وغيرهم من أبناء المهاجرين و الأنصار
فأوقفهم وأرجعهم، وكان من بين هؤلاء الشباب ، شاب اسمه {{ عمير بن ابي وقاص عمره ١٦ سنة }} شقيق سعد بن ابي وقاص
يقول سعد عن أخيه : فكان يتوارى [[ يخفي نفسه ]]
فقلت: مالك يا أخي ؟
قال: اني أخاف أن يراني رسول الله ﷺ ويستصغرني فيردني،
واني أحب الخروج، لعل الله أن يرزقني الشهادة [[ وقد نالها كما تمنى ، فاستشهد في بدر رضي الله عنه ]]
يقول سعد : فرأى النبي صلى الله عليه وسلم اخي عمير
فقال له النبي ﷺ : أرجع يا عمير
فأخذ يبكي بكاءً شديداً ، وارتفع صوته بالبكاء
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحالة سمح له بالخروج، ولأنه وجد فيه جدية ورجولة مبكرة
____________
فأرجع صلى الله عليه وسلم الصبية الصغار
واستخلف على المدينة في الصلاة بالمسلمين {{ عبدالله بن أم مكتوم }} ـ رضي الله عنه ـ
وجعل على المدينة من يدير شؤون أهلها الصحابي الجليل {{ أبو لبابة رضي الله عنه }}
_____________
وقف النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض اصحابه ـ رضي الله عنهم ـ
ثم قسمهم فرقتين :
ميمنة وعلى رأسها {{الزبير بن العوام }} ـ رضي الله عنه ـ
وميسرة وجعل على رأسها {{المقداد بن عمرو }}ـ رضي الله عنه ـ
وجعل لهما لواءين ، وكان لونهما أسود
واحد للمهاجرين حمله {{ علي بن ابي طالب }} رضي الله عنه
والآخر للأنصار حمله {{ سعد بن معاذ }} رضي الله عنه
___________
ثم قال صلى الله عليه وسلم ، لرجل من أصحابه :
قف واحذر أصحابنا ، حتى إذا غاب أحدهم تفقدناه ، أو تخلف أحدهم تفقدناه
فوقف وعدهم ، وقال : يا رسول الله عددهم ثلاثة عشرة وثلاث مائة رجل
[[ كانت العرب تقدم العدد الصغير على الكبير ]]
فكبر النبي ﷺ وقال : الله أكبر ، عدة أصحاب طالوت ، لن يهزموا ابدا
____________
من هم أصحاب طالوت ؟؟
ذكر الله قصتهم في القرآن الكريم
وجاء في الحديث : أن طالوت خرج بسبعين ألف من بني إسرائيل ليقاتلوا عدو الله {{جالوت }}ومن معه
وقد اخبرهم طالوت بأن الله مبتليهم بنهر كما جاء في قول الله تعالى :
{{ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ }} ۚ
[[ يعني أنكم سوف تلاقون في طريقكم نهر ، فلا يشرب منه الجيش الذي معك، والذي يشرب منه لا يعتبر من الجيش]]
غرفة بيده [[ يعني يبل ريقه بقليل من الماء ]]
فأنظروا ماذا فعل بني اسرائيل ؟؟
شربوا منه جميعا إلا القليل منهم.
عددهم {{ ٧٠ الف }} كلهم شربوا ، إلا القليل، وكان عدد الذين اطاعوا أمر الله لنبيه : {{ ٣١٣ }} فقط
هذا العدد هو الذي ثبت ، وهو الذي قاتل، وهو الذي انتصر بإذن الله
__________
ثم مضى النبي ﷺ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بالركب على بركة الله
ونظر الرسول ﷺ إلى المدينة ، وبسط كفيه ودعا لها ،وفي ذلك الموقف جعلها {{ حرم }}
قال {{ اللهم إن نبيك إبراهيم قد دعا لمكة وحرمها ، وإني محرم المدينة ، اللهم كما باركت لأهل مكة فبارك لأهل المدينة ضعفي ما باركت لأهل مكة }}
ثم دعا لأصحابه و مضى على بركة الله
ومازال يمشي ويترقب الأخبار حتى وصل إلى الروحاء
[[وهو مكان لبئر ماء يبعد عن المدينة المنورة{{ ٦٠ كم }} ، مكان كله بساتين ، وفيه موقع ماء ،
فلما وصل النبي ﷺ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ إلى الروحاء، وهو يترقب الأخبار
علم أن أبا سفيان قد علم بخروجه ، وأخذ يستنفر قريش لنجدته
يا ترى من أخبر أبا سفيان ؟؟
من غيرهم {{ المغضوب عليهم ، يهود }}
لما أراد النبي ﷺ الخروج لاعتراض قافلة أبي سفيان، أسرع اليهود وارسلوا واحداً منهم ليخبر أبا سفيان
(مع انه كان بينهم وبين الرسول ﷺ عهود ومواثيق)
{{ لكن عهود ويهود .. ضدان لا يجتمعان أبداً ، ابداً ، ابداً ، منذ ان خلقهم الله الى ان تقوم الساعة }}
فلما وصل الخبر إلى ابي سفيان، أرسل رجلاً على الفور، يستنجد بقريش ، يدعى {{ضمضم بن عمرو الغفاري }}
فأرسله إلى مكة ليستنفر قريشاً للدفاع عن أموالهم، وليخبرهم بأن النبي ﷺ قد يهاجم القافلة،
فانطلق ضمضم مسرعاً إلى مكة.
_____ #الأنوار المحمدية ______
_____ صلى الله عليه وسلم ______
2 notes
·
View notes