#مصطفى_اسكندر
Explore tagged Tumblr posts
Text
يوميات نهاية العالم الجمعة، عشرين تلاتة عشرين عشرين الشهر الرابع من بداية ال "أبوكاليبس" لو ان أحداً اخبرنا منذ شهرين ان كل هذا سيحدث، لما صدقناه. كل شيئ حدث ببطء فلم نلاحظه حتى وصلنا الى اليوم. اليوم اول جمعة بلا شعائر في مكة، ولا صلوات في روما، ولا اعلم بعد ما قرره اليهود في القدس الاتصالات جيدة، لكن المواصلات غير جيدة. فلايمكنك الانتقال من بلد إلى آخر. مازالت محظوظا اذا امكنك التنقل بحرية داخل بلد اقامتك، فبعض البلاد ليست محظوظة بنفس القدر. فلا حركة في فرنسا، كما كان لا حركة في الصين، لا حركة في نهار البندقية ولا حركة في ليل الإسكندرية، ألمانيا و بريطانيا ايضا في الطريق الى الحظر. الكل يتحضر لتلك اللحظة التي قد نضطر فيها الى حظر التجول العالمي بطول الارض و عرضها. وهو مالم يحدث منذ خلق الله الانسان. اليوم، الامن الغذائي في الكوكب متفاوت. الخليج و كندا الأوفر حظا في العالم، خطابات متشابهة لقادة الاقليمين في الشرق والغرب ترسل نفس الرسائل المطمئنة "نتعهد بتوفير الغذاء، لا ينبغي عليكم القلق". يليهم - العالم الثالث - افريقيا و امريكا الجنوبية حيث لم تسوء الازمة بعد ولاندري سر حصانة الدول الاستوائية، ثم يأتي في القاع -العالم الاول- امريكا و أوروبا حيث وصل غباء الانسان ذروته ان افرغ المحلات من محتوياتها تاركا جيرانه الاكبر سنا، والافقر مالا، والاقل قوة بلا موارد كافية يعبرون بها الأزمة. اليوم تخشى مطارات افريقيا ادخال الاوروبيين، ويمر الجواز المصري قبل الاوروبي في مطارات امريكا، ويتم اجلاء الرعايا المصريين بكفاءة حول العالم بينما لا يفعلها الاوروبيون وتطلب انجلترا من مواطنيها في الكويت اللجوء لمؤسسات الزكاة لمساعدتهم، اليوم تغلق فلسطين معبر رفح من جهتها وتتركه مصر مفتوحا. اليوم يسير كل شيئ عكس اتجاهه في السنوات السابقة اليوم تتحدث ناسا بجدية ان كويكب FD2020 سيقترب بشدة من الارض بنهاية ابريل ولانعلم مؤكدا هل سيصطدم ام ينفجر في الغلاف الجوي ام يمر بجانبنا بدون تماس. لكن لا أحد يكترث. فنحن نعيش اجواء النهاية بالفعل، بالامس اتحفتنا MBC2 بمجموعة افلام عن نهاية العالم، و اصبح Contagion هو الفيلم الاكثر مشاهدة لكن الافلام لم تعد مثيرة، نحن نعيش الاثارة كلها هنا. لا شيئ يخيفنا مثل اخبار ايطاليا. اليوم انطفأت كل النجوم، فلا ضوء على الرياضيين ولا مجد للفنانيين، ولا حول للسياسيين فبدأوا يطالبوننا بالصلاة، اليوم عرفوا الله، لكنهم تأخروا فأبواب المقدسات مغلقة. الضوء اليوم على رجال البحث العلمي ورجال الدين، نهرع اليهم ونبحث عندهم عن النجاة، بينما يقف الاطباء يدافعون عنا في الصفوف الاولى على الحدود بين الحياة والموت. وتحمينا الجيوش بحفظ النظام في تلك الفوضى. اليوم نعرف من نجومنا اليوم انخفض التلوث العالمي اصبح الهواء نظيفا في الصين وعادت الحيوانات البرية للشوارع المهجورة في ايطاليا مثلما قد يحدث بعد انقراض البشر اثر حرب نووية. نحن لم ننقرض، ولم تندلع حربا نووية، لم يخرج علينا الزومبيز. ولم يصدمنا نيزك، او يطاردنا فضائيين. الا اننا نعيش الاجواء نفسها كما لو كان كل ذلك حدث. عدونا عبقري، انت لاتراه فلا تدرك خطره. بعضنا لايدرك بوجوده اصلا ويخرج للتجمعات بلا خوف، فنصرخ عليهم ليحذروا. تماما مثل افلام الرعب عندما تقع الحادثة الاولى للغافلين الذين يستخفون بالخطر. ما يخيفنا ليس الوباء الله معنا و يدبر امورنا دائما، انقذنا دائما و سيتولانا دائما، لكن مايقتلنا حقا هو انسحاب الحياة، نحن لم نخلق لذلك ولا يسهل علينا اعتياده. بدأت الحياة في الانسحاب منذ تلك اللحظة التي تجنبنا فيها المصافحة والعناق، وانتهت عندما اغلقت دور العبادة و التجارة و اللهو على السواء. لم يعد يُسمح لنا بالحياة هنا فانتقلنا جميعا إلى مخبأ لم نكن نظن يوما انه سينقذنا؛ العالم الافتراضي! الرسالة الأولى: لقد كانت حياتنا رائعة. لقد كنا غارقين في النعيم حتى اذاننا الآن تفهم آية "لتسألُن يومئذٍ عن النعيم". هل تذكرون تلك الايام الخوالي عندما نستيقظ صباح الجمعة لنجري بمحاذاة الساحل ثم نجتمع في ستاربكس ونلتقي الجيران في الصلاة ثم تبدأ الزيارات العائلية و ربما نذهب الى السينما في المساء؟ كم تدفعون اليوم لتستعيدون ذلك؟ الرسالة الأخيرة: لن يعود العالم كما كان قبل تلك الازمة. يتوقع الخبراء انه لو كتب لنا الخلاص من ذلك قريبا سوف يدخل العالم في كساد اقتصادي بسبب خسائرنا المالية خلال الأزمة. أوروبا بأكملها قد تفلس مثل اليونان، ميزان القوى العالمية قد يتغير، ٢٥ مليون شخصيا سيفقدون وظائفهم بسبب الازمة. خسائرنا البشرية قد تصل الى ٢٠ الف على احسن تقدير، وهو ما��عادل خسائر حرب صغيرة اذا انتهت الازمة مبكرا، لكن الحكومة الانجليزية ترى انها لن تنتهي قبل ربيع ٢٠٢١. اذا هي لن تكون حرب صغيرة. لكنها ستنتهي، وسنخرج منها على اقدامنا، سنخرج على واقع جديد اقتصاديا و اجتماعيا و سياسية و حتى نفسيا، نظام عالمي جديد. سنخرج على قصة جديدة نحكيها لابناءنا ولن يصدقوا مافعلنا اليوم. مذكرات الناجين يوميات بداية العالم.
60 notes
·
View notes