#عمرو أبو الفتوح
Explore tagged Tumblr posts
bwabtelasyma · 1 month ago
Text
علام يعقد اجتماعا لمستجدات الموقف التنفيذي لفحص طلبات التقنين ببنى سويف 
  كتب احمدورشان   ضمن تكليفات الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، عقد اللواء سامي علام السكرتير العام المساعد، اجتماعًا بأعضاء اللجنة المختصة ببحث طلبات تقنين أراضي أملاك الدولة، ،وذلك بحضور : مدير الشئون القانونية محمد أبو الفتوح ، ومدير الأملاك عمرو سيد ، ومسؤول الأمانة الفنية سمر فتحي والشؤون ، وفي حضور: رؤساء المدن والجهات التنفيذية والإدارات المعنية بديوان عام المحافظة.   ناقش السكرتير…
0 notes
alahramplatform · 11 months ago
Text
تشكيل نادي زد لمواجهة طلائع الجيش في كأس الرابطة
كتبت: آلاء أحمد أعلن مجدي عبد العاطي المدير الفني لفريق زد إف سي عن تشكيل فريقه لمواجهة طلائع الجيش، بعد قليل، على استاد القاهرة الدولي، في الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس الرابطة وجاء التشكيل كالتالي: حراسة المرمى: عمرو حسام. خط الدفاع: محمد سمير، فهد أبو الفتوح، علي جمال، مصطفى كاجو. خط الوسط: أحمد عبد النبي، محمد علي، عبد الله مجدي. خط الهجوم: مصطفى سعد ميسي، مصطفى زيكو، شادي…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
alafdel · 1 year ago
Text
تسريبات السجون المصرية؛ انتشر في الساعات الماضية عدة تسريبات تم القول أنها من زنازين قادة الإخوان بسجون مصر، والتي مضمونها أنهم يتلقون معاملة غير آدمية. في هذه المقالة من موقع الأفضل، سوف نتعرف على مضمون تسريبات سجون مصر، وعرض تعليق وزارة الداخلية المصرية عن مقاطع السجون المصرية، كما سوف يتم التعرف على رأي الجماعة الإخوانية في المقاطع التي تخص قيادتهم. تسريبات السجون المصرية: ما القصة؟ بتاريخ اليوم الثلاثاء، قام أحد العناصر الهاربة بالخارج (علي حسين المهدي) بنشر مقاطع الفيديو على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصة إكس (تويتر سابقًا)، والتي تم نشرها على نطاق واسع لاحقًا، وبحسب هذه المقاطع فهي لنزلاء داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل، وهؤلاء النزلاء هم من قادة الإخوان، وعلى رأسهم كلًا من محمود عزت نائب المرشد، وصلاح سلطان القيادي في الجماعة، وشخص ثالث لم تتضح هويته. علي حُسين المهدي قال أيضًا إن لديه تسريبات أخرى من داخل السُجون المصرية لقيادات بالجماعة وغيرهم، ومنهم خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، وحازم صلاح أبو إسماعيل، وعبد المنعم أبو الفتوح. حسين هذا هو أحد الموالين لجماعة الإخوان وهارب لخارج مصر. تسريبات السجون المصرية تضمنت تسجيلات صوتية وصور. بيان الداخلية المصرية عن تسريبات السجون المصرية الداخلية المصرية أكدت في بيان لها اليوم الثلاثاء 12/ 09/ 2023م أن الفيديو المتداول -تسريبات السجون المصرية - والمزعوم أنه لنزلاء داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل مُحرف ولا يمت بصلة لقادة الإخوان المسلمين، وتابعت الوزارة أن تلك المزاعم والتسريبات المفبركة، تأتي في إطار مخططات جماعة الإخوان الهادفة لإثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط ا��رأي العام، وأضافت أن جميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل - بما فيهم الأشخاص الواردة أسماؤهم بتلك الادعاءات - يتلقون بالفعل الرعاية الطبية الكاملة ويستخدمون كافتيريات المراكز، ويحضرون جلسات المحاكمة في القضايا التي هم متهمين فيها. كشفت وزارة الداخلية المصرية حقيقة تسريبات الفيديو المصورة وقالت أنه محرف. الوزارة أيضًا قالت إنه سوف يجري اتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك الادعاءات والأشخاص القائمين عليها. "اطلع على: هروب عمرو اديب؛ الحقيقة الكاملة بخصوص هذا الموضوع" ماذا قال مؤيدي الإخوان؟ بخصوص موقف مؤيدي الإخوان من تسريبات السجون المصرية، فبالتأكيد أكدوا صحة المقاطع، وتحدثوا عن أهمية التسريبات، حيث تُعد هذه التسريبات بحسب قولهم خُطوة هامة للكشف عن حجم الانتهاكات التي تُمارس في السجونِ المصرية، وأضافوا أنها تسلط الضوء على ظُلم وقسوة السجونِ، كما تبين أمور وأحداث تحدث داخل زنازين قادتها في السجون المصرية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات البشعة. بحسب مؤيدي الإخوان، فإن تسريبات سجون مصر (Egypt) تكشف انتهاكات جسيمة للحقوق الإنسانية في أي سجن مصري. "تعرف على: أفضل 10 أطعمة لمرضى السكر" "قد يهمك: كيف تصبح غنياً؛ فكر باستثمار بعضاً من أموالك الآن ولا تتردد" ما الحقيقة إذا؟ تسريبات السجون المصرية هي حدث ضمن الأحداث التي لا تنتهي ولن تنتهي بين الإخوان والحكومة المصرية والتي تحدث في ساعات مختلفة أو متزامنة، حيث تعودت هذه الجماعة على شيئين من وقت الإطاحة برئيسهم محمد مرسي، وهما: إشاعة أخبار تهيج الرأي العام وتقلل من احترام الحكومة وتزعم أن الحكومة والقيادة السياسية خونة وكذبة، وفي الحقيقية هذه الأخبار تكون في الغالب كاذبة. تكبير أحداث صغيرة عن طريق إضافة أشياء عليها تخدم قضية الإخوان. تزعم المواقع الإخوانية أن تسريبات السجون في مصر تسببت في اندلاع غضب عارم على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر ، حيث طالب المحتجون بإجراء تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات المزعومة، كما قالت هذه المواقع الإخوانية أن هذه التسريبات زادت الضغط الدولي على الحكومة المصرية من أجل التحقيق في هذه الأحداث المروعة. في نفس الوقت، يؤكد الطرف المعارض للجماعة أن الإخوان لا يملون من مهاجمة الحكومة المصرية، ولن يملوا من ذلك، وأضافوا أننا كنا نتمنى أن يكون هذا الجهد الإخواني مُوجه لخدمة المسلمين وقضاياهم، تخيل أن كل قنوات وجهود الإخوان تهاجم إسرائيل وأمريكا، وتهاجم ما يفعله الشيعة الروافض في العراق والشام واليمن وإيران ما الذي كان سيحدث، ولكن كما هو معروف فالإخوان أحباء الشيعة الروافض. علي حسين المهدي الإخواني قال بخصوص سجون مصر ننشر لأول مرة تسريبات للزنازين الإنفرادية داخل سجن بدر، وقد تعرفنا في هذه المقالة على تسريبات السجون المصرية 2023؛ حيث تعرفنا على ما تحتويه من تفاصيل، كما ذكرنا بيان الداخلية المصرية عن هذه التسريبات، كما عرضنا رأي الإخوان في تلك التسريبات.
0 notes
tadkiraimania · 4 years ago
Text
Tumblr media Tumblr media
الفتنة الكبرى
الفاروق عمر بن الخطاب باب مانع للفتن
حين سأل عمر بن الخطاب رضي الله عن الفتنة التي تموج كموج البحر كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم قال له حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: " ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك و بينها ب��با مغلقا قال ‏‏عمر ‏أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال ‏عمر ‏‏إذا لا يغلق أبدا قلت أجل".
و لهذا لم تظهر الفتن في زمنه رضي الله تعالى عنه، لأن وجوده كان باباً مانعاً من ظهورها، فهو باب موصد بإحكام، فلما قُتِلَ رضي الله تعالى عنه، و نال الشهادة: انكسر الباب، و ظهرت الفتن، ثم تمادت و انتشرت، و ما زالت في ازدياد إلى يومنا هذا.
استشهاد عثمان بن عفان
عثمان بن عفان رضي الله ثالث الخلفاء الراشدين، و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، و من السابقين إلى الإسلام. و كنيته ذو النورين. و قد لقب بذلك لأنه تزوج أثنتين من بنات الرسول : رقية ثم بعد وفاتها أم كلثوم.
في يوم الخميس السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة 35 من الهجرة يصبح عثمان بن عفان رضي الله عنه صائمًا، و الخوارج المتمردون يحاصرونه و يمنعون عنه الشراب و الطعام، و يأتي وقت المغرب دون أن يجد رضي الله عنه شيئًا يفطر عليه لا هو ولا أهل بيته، و يكمل بقية الليل دون أن يفطر، و في وقت السحر استطاعت زوجته السيدة نائلة بنت الفرافصة أن تحصل على بعض الماء من البيت المجاور خفية، و لما أعطته الماء، و قالت له: أفطر، نظر رضي الله عنه من النافذة، فوجد الفجر قد لاح، فقال: إني نذرت أن أصبح صائمًا.
فقالت السيدة نائلة: و من أين أكلتَ و لم أرَ أحدًا أتاك بطعام و لا شراب؟ فقال رضي الله عنه: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم اطّلع عليّ من هذا السقف، و معه دلو من ماء، فقال: إشرب يا عثمان. فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد. فشربت حتى نهلت، ثم قال صلى الله عليه و سلم لعثمان رضي الله عنه: أما إن القوم سينكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، و إن تركتهم أفطرت عندنا. فاختار رضي الله عنه لقاء رسول الله صلى الله عليه و سلم لشوقه إليه، ولِيَقِينِهِ بأنه سوف يلقى الله شهيدًا ببشارة رسول الله صلى الله عليه و سلم له من قبل.
و أمر عثمان رضي الله عنه بالسراويل أن تُعدّ له؛ لكي يلبسها، و كان من عادته رضي الله عنه ألا يلبسها في جاهلية، و لا إسلام، و قد لبسها رضي الله عنه؛ لأنه خشي إن قُتِلَ أن يتكشف، و هو رضي الله عنه شديد الحياء، فلبس السراويل، و وضع المصحف بين يديه، و أخذ يقرأ في كتاب الله.
و صلى عثمان رضي الله عنه صلاة نافلةٍ ختم فيها سورة طه، ثم جلس بعد ذلك يقرأ في المصحف، في هذا الوقت كان أهل الفتنة يفكرون بشكل حاسم، و سريع في قتل عثمان رضي الله عنه، فدخلوا عليه و قتلوه بالسيوف. و تقاطر الدم على المصحف، و تثبت جميع الروايات أن هذه الدماء سقطت على كلمة { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ } [البقرة-137].
بعد أن قتل هؤلاء الخوارج المجرمون عثمان رضي الله عنه أخذوا ينهبون ما في بيته و يقولون: إذا كان قد أُحلّ لنا دمه أفلا يحل لنا ماله؟
لما قُتِلَ عثمان فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقًا مقفلًا ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبًا فيها‏:‏
‏"‏هذه وصية عثمان‏:‏ بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏.‏ عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا اللَّه و أن محمدًا عبده و رسوله، و أن الجنة حق، و أن النار حق، و أن اللَّه يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه‏.‏ إن اللَّه لا يخلف الميعاد‏.‏ عليها يُحيى وعليها يموت‏.‏ و عليها يُبعث إن شاء اللَّه‏"‏‏.‏ (حديث العلاء بن الفضل عن أمه‏- أخرجه الفضائلي الرازي).
آثار الفتنة الكبرى
بدأ الصراع بين علي و معاوية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان فقد أصدر الإمام علي أمرًا بعد توليه الخلافة بإسقاط الولاة الذين عينهم عثمان من قبل و منهم سعيد بن العاص والي الكوفة، و معاوية بن أبي سفيان والي الشام فرفض معاوية و أصر على عدم مبايعة عليّ قبل القصاص من قتلة ابن عمه عثمان.
و كان رأي عليّ أن تتم بيعته أولًا ثم تأتي خطوة القصاص لاحقًا و هو ما رفضه معاوية فقد كان ولي دم عثمان، فانقسم الصحابة إلى ثلاث أقسام:
الطائفة الأولى: طلحة والزبير وعائشة ومعاوية، ترى هذه الطائفة أنه يجب التعجيل بالقصاص من قتلة عثمان ..
الطائفة الثانية: فئة علي بن أبي طالب و من معه و يرون حسم الخلافة أولًا ثم القصاص لاحقًا.
الطائفة الثالثة: يمثلها سعد، و ابن عمر، و أبو هريرة، و محمد بن مسلمة، و الأحنف، و أسامة بن زيد، و أبو بكرة الثقفي، و معظم الصحابة، و ترى هذه الطائفة اعتزال الجميع.
كان معاوية متعصبًا لرأيه لأنه رأى في عدم القصاص إهدارًا لدم ابن عمه عثمان، أما عليّ فليس صحيحًا أنه رفض أن يسلم قتلة عثمان لمعاوية كما يدعي الشيعة و أنهم بايعوا الإمام فكيف يسلمهم بعد إعطائهم الأمان.
و لم يثبت ذلك تاريخيًا، فالإمام انتظر استقرار الأمور في المدينة ثم يبدأ البحث عن قتلة عثمان فعليًا، و كان أيضًا يعلم أن المتمردين في المدينة يبسطون سيطرتهم، و لذلك كانت وجهات النظر المختلفة سببًا في الصراع.
نتائج الصراع بين علي و معاوية رضي الله عنهما
ثلاثة معارك
1- معركة الجمل: هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد عل�� ظهر جمل، و سميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل.
انتهى القتال و قد قتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وقتل الزبير بن العوام رضي الله عنه، أما عن ام اامؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي: ( سيكون بينك و بين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا و لكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها ) [مسند أحمد].
2- معركة صفين: هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب و جيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة 37 هـ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا. على الحدود السورية العراقية و التي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى كتاب الله.
3- معركة النهروان: إحدى المعارك الإسلامية الداخلية المبكرة، وقعت سنة 38هـ، بين علي بن أبي طالب وبين المحكّمة (هم أصل الخوارج و مبدأ ملتهم)، و النهروان موقع بين بغداد وحلوان. و كانت المعركة واحدة من نتائج معركة صفين التي رفضتها جماعة التحكيم، و كان عددهم يبلغ إثنا عشر ألفًا بقيادة عبد الله بن وهب الراسبي و رفعوا شعارهم الشهير: لا حكم إلا حكم الله (اضطر الإمام عليَّ إلى مقاتلة الخوارج بعد أن تفاقم خطرهم و اتهموه بالكفر، و رفضوا الدخول في طاعته)، و انتهت المعركة بانتصار جيش علي بن أبي طالب عليهم. و لم ينج من المحكّمة إلا أربعين شخصا فقط.
استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
تآمر من بقى من الخوارج على قتل أئمة الناس و هم ثلاثة: علي بن أبى طالب، و معاوية بن أبى سفيان ، و عمرو بن العاص، ثأراً لإخوانهم، و إراحة للبلاد منهم؛ حيث اعتبروهم سببا في كل ما جرى في البلاد في هذه الفتن، و تعهد كل واحد منهم بواحد من هؤلاء، فقال عبدالرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم عليَّ بن أبي طالب، و قال البرك بن عبدالله: أنا أكفيكم معاوية، و قال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.
و لم يكن أجل أحد منهم قد حان إلا أجل عليّ بن أبي طالب، فقتله عبد الرحمن بن ملجم، و فشل الآخران في قتل معاوية و عمرو، و ذلك سنة 40ه‍، و قد بلغ ثمانى و خمسين سنة، و فى رواية ثلاث و ستين سنة، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، و ذلك من عام 35 إلى 40هـ.
أشهر الصحابة المعتزلين للقتال في الفتنة
اعتزل أكثر الصحابة القتال في موقعتي الجمل و صفين، و أبوا أن يخوضوا في دماء المسلمين ، فمنهم من اعتزل الفتنة عزلة مطلقة، و منهم من اعتزلها و اجتهد في دعوة الناس إلى اعتزالها، و منهم من انتسب إلى إحدى الطائفتين المتنازعتين ثم انسحب كلية من الفتنة ، و منهم من اعتزلها في الجمل و صفين ثم انضم إلى علي في حربه للخوارج ، و منهم من حمد الله تعالى على ذهاب بصره قبل أن يراها.
فمن الذين اعتزلوا الفتنة مطلقاً: سعد بن أبي وقاص ، و عبد الله بن عمر، و محمد بن مسلمة الأنصاري، و سلمة بن الأكوع، و سعيد بن زيد، و صهيب بن سنان الرومي ، و أسامة بن زيد، و أبو هريرة، و هبيب بن مغفل، و المغيرة بن شعب��، و عبد الله بن سعد بن أبي سرح، و سعيد بن العاص ، و معاوية بن حديج الأمير، و زيد بن ثابت ، و كعب بن عجرة، و سليمان بن ثمامة بن شراحيل، و عبد الله بن مغفل، و عبد الله بن سلام، و أهبان بن صيفي، و الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنهم.
و سبب الفِرار منها عدمُ استِبانة الحقِّ فيها، وللأهواء مَداخِل على القلوب في شِدَّتها، و السيف إذا وقَع فيها لا يُرفَع منها؛ كما في حديث ثوبان رضِي الله عنه أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ( إذا وُضِع السيفُ في أمَّتي لَم يُرفَع عنها إلى يوم القيامة ) [رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح]. و عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ،و القائم فيها خير من الماشي ، و الماشي فيها خير من الساعي ،و من تشرّف لها تستشرفه ، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به ) [صحيح البخاري].
الإمام الحسن يجمع كلمة المسلمين
و نجم عن هذه الفتن العظيمة اختلال أمن المسلمين آنذاك، لأن الحدود لا تقام إلا حيث تكون دولة و ولاية، و لا دولة إلا بإمام يجتمع الناس عليه، فيقيم العدل، و يرفع الظلم، و قد شَغَل سادةَ الناس وأئمتَهم آنذاك ما هم فيه من الفرقة و الخلاف.
و ما عادت الأمور إلى نصابها، و لا سكنت الفتنة إلا لما كانت البيعة للحسن بن علي رضي الله عنهما، فآثر مصلحة الأمة على مصلحته، و رأى أن حقن دماء المسلمين أولى بالرعاية من حقه في الخلافة، و ما تركها رضي الله عنه لعجزه أو لقلة من يعينه و ينصره!! كلا، بل تركها لله تعالى، و حقنا لدماء المسلمين، فمن يفعل فعل أمير المؤمنين أبي محمد الحسن بن علي رضي الله عنهما، و قد جمع الله تعالى به كلمة المسلمين بعد تفرقها، وألف به بين قلوبهم بعد تنافرها واختلافها؟! فكان سيدا من سادة هذه الأمة، و حقَّ فيه قول النبي صلى الله عليه و سلم: (إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) [رواه البخاري].
فاجتمع سواد الأمة على معاوية بعد تنازل الحسن رضي الله عنهما و سمي ذلك العام بعام الجماعة، فأُغمد السيف، و سكنت الفتنة، و عادت مهابة الأمة، و توارى أهل النفاق و الشقاق، فهم لا يظهرون إلا في أحوال التفرق و الاختلاف، و أقيمت الحدود، و حُميت الثغور، و انطلقت جيوش أهل الإسلام تفتح البلدان، و تمصر الأمصار، و تنشر الإسلام، حتى حوصرت القسطنطينية في خلافة معاوية، و مات أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه تحت أسوارها، و بنيت مدينة القيروان، و عظمت الفتوح في خراسان و السند و سجستان و ما وراء النهر، و اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، و فاضت الخيرات، وازدهرت العلوم.
قال عمير بن إسحاق: دخلتُ على الحسن بن علي وهو يجودُ بنفسه (أي: قبل خروج روحه)، والحسين عند رأسه، وقال: يا أخي، مَن تتَّهِم؟ قال الحسن: "لِمَ؟ لتقتله؟"، قال الحسين: نعم، قال الحسن: "إِنْ يكُنِ الذي أظنُّ، فالله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا، وإلا يكُنْ، فما أحبُّ أن يُقتَل بي بريءٌ"، ثم مات رضوان الله تعالى عليه؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم جـ2، صـ38).
قال ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: عُدْنَا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي قَلّبْتُهَا بِعُودٍ، وَإِنِّي قَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، فَحَرَّضَ بِهِ الْحُسَيْنُ أَنْ يُخْبِرَهُ مَنْ سَقَاهُ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ وَقَالَ: اللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً إِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُّ، وَإِلَّا فَلَا يقتل بي (تاريخ الذهبي).
عدالة الصحابة رضي الله عنهم
يدعي بعض المغرضون بأن الصحابة ليسوا عدولا، وذلك بسبب الخلافات على الحكم و السلطة التي وقعت بين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، الشيء الذي أدى إلى وقوع معارك خلفت كثيرا من القتلى.
و قد أبطل العلماء شبهات الطعن في عدالة الصحابة بالقول:
1- إن اختلاف الصحابة في هذه الفتنة من القضايا الاجتهادية التي اجتهدوا فيها، فللمخطئ منهم أجر و للمصيب أجران، و خطؤهم لا يطعن في عدالتهم، لأن العدالة لا تعني العصمة من الخطأ.
2- إن ما وقع من خلاف بين الصحابة لم يؤثر في الرواية، إذ المتتبع لأحاديث الصحابة المشاركين في الفتنة يجد أنهم لم يتفردوا بما يخالف ما ثبت عن الصحابة في موضوع ما، و هذا ما أثبته العلامة إبن الوزير اليماني في كتابه الروض الباسم للذب عن سنة أبي القاسم (تحقيق علي بن عمر العمران).
من آثار الفتنة الكبرى على الأمة
لقد كان من أعلم الصحابة رضي الله عنهم بما سيؤول إليه حال الناس من الفتنة و التفرق إنْ قُتل عثمان: حذيفةُ بن اليمان، و عبدُ الله بن سلام رضي الله عنهم أجمعين.
فعن ميمون بن مهران رحمه الله: قال حذيفة رضي الله عنهما: "لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ حُذَيْفَةُ هَكَذَا وَ حَلَّقَ بِيَدِهِ وَ قَالَ: "فُتِقَ فِي الْإِسْلَامِ فَتْقٌ لَا يَرْتِقُهُ جَبَلٌ" [رواه ابن أبي شيبة].
و أما عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال لما حُصر عثمان في الدار: "لَا تَقْتُلُوهُ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِهِ إِلَّا قَلِيلٌ; وَواللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا"[رواه ابن أبي شيبة].
و قال: "لا تَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ فَلئِن سَلَلْتُمُوها لَا تُغْمَدُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَة"[ رواه ابن أبي شيبة].
و كان عثمان رضي الله عنه يعلم ما سيؤول إليه حال رعيته إن هم قتلوه، فحذّرهم و أنذرهم و قال لهم: "لا تقتلونني، فو الله لئن قتلتموني لا تقاتلون عدواً جميعاً، ولا تقتسمون فيئاً جميعاً أبداً، و لا تُصلّون جميعاً أبداً"، قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "فو الله إن صلّى القوم جميعاً فإن قلوبهم لمختلفة"[ تاريخ خليفة بن خياط ص: (171)].
1- تفرّق الكلمة، و انشقاق الصف بين المسلمين
فبعد أن بويع علي رضي الله عنه بالخلافة، خشي رؤوس الفتنة من اتفاق كلمة المسلمين عليهم، فعمدوا إلى إبقاء الفتنة مشتعلة؛ ليشغلوا الناس عنهم، و انحاز كثير منهم إلى جيش علي رضي الله عنه، مستخفين بين الناس، و كانوا كلما سعى الصحابة للصلح أوقعوا الفتنة، و أضرموا نيران الحرب و التي قتل فيها أعداد كبيرة من المسلمين.
2- الإيذان بقرب انتهاء عهد الخلافة الراشدة
من أهم ما يتميز به نظام الخلافة أنه يقوم على الشورى و اختيار أفضل الأمة لهذا المنصب، و كان مقتل عثمان رضي الله عنه مؤذناً بقرب انتهاء نظام الخلافة، و هذا ما حصل بعد زمن يسير، فقد تولى الحكمَ عليٌّ رضي الله عنه، ثم تولاها بعد استشهاده ابنُه الحسن رضي الله عنه، و مكث في الحكم بضعة أشهر، ثم تنازل لمعاوية رضي الله عنه منهياً صراعاً طويلاً بين المسلمين.
و بانقضاء خلافة الحسن رضي الله عنه ينتهي عصر الخلافة الراشدة الذي حددّه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم مُلْك بعد ذلك) فقد بويع أبوبكر الصديق رضي الله سنة 11ه‍ و تنازل الحسن بن علي عن حقه في الخلافة سنه 40ه‍، و أصبح نظام الحكم بعد معاوية رضي الله عنه ملكاً متوارثاً في بني أمية.
3- ظهور الخوارج
يرى ابن كثير و ابن أبي العز رحمهما الله تعالى أن نشأة الخوارج بدأت بالخروج على عثمان رضي الله عنه، قال ابن أبي العز: "فالخوارج و الشيعة حدثوا في الفتنة الأولى" [شرح الطحاوية ص (799)]، و قال ابن كثير في أحداث مقتل عثمان رضي الله عنه: "و جاء الخوارج فأخذوا مال بيت المال و كان فيه شيء كثير جداً" [ البداية والنهاية (7/189)]، لكنّ هؤلاء كانوا مجرّد بغاة هدفهم قتل عثمان رضي الله عنه و أخذ المال؛ لذلك لم يشكلوا فرقة مستقلة لها أفكارها و عقائدها و اتجاهها السياسي كما حصل بعد ذلك.
و لم يضع مقتل علي رضي الله عنه حداً للفتنة المستعرة، بل ازداد خطر الخوارج و صاروا يمثلون شوكة في حلق الدولة الأموية، يهددون أمنها و أمن المسلمين.
4- ظهور التشيّع
كان مفهوم التشيع في أول أمر الفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه يعني مناصرة علي رضي الله عنه و الوقوف إلى جانبه ليأخذ حقه في الخلافة، و أن من نازعه فيها فهو مخطئ يجب رده إلى الصواب و لو بالقوة، لكنّ الأمر لم يقف عند هذا الحد�� بل تجاوزه إلى تفضيل عليٍّ على أبي بكر وعمر و سائر الصحابة رضي الله عنهم، ثم بدأ التشيع بعد ذلك يظهر كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقادية، و وجدت أفكار ابن سبأ المتطرفة فرصة للتغلغل بين هؤلاء المؤيدين، لاسيما بعد استشهاد علي رضي الله عنه، و ما حصل لآله من بعده، ثم بدأ الانحراف يزداد شيئاً فشيئاً، حتى وصل الأمر إلى سبّ الصحابة و تكفيرهم و التبرؤ منهم، ثم تأليه علي رضي الله عنه.
ثم لم يقف أمر الافتراق عند هاتين الفرقتين، بل سرعان ما تحولت المواقف العاطفية و السياسية إلى تيارات فكرية، ثم عقائدية، و بدأت الفرق بالظهور، فظهرت القدرية و المرجئة و الجهمية و المعتزلة و غيرهم.
Tumblr media
حديث الإثني عشر خليفة
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً . قَالَ : ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ . قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي : مَا قَالَ ؟ قَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ) [رواه البخاري و مسلم و اللفظ له] و في لفظ عنده أيضا : ( لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً )، و في لفظ آخر: ( لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ) ، و أما لفظ البخاري فجاء فيه : ( يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا - فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِى إِنَّهُ قَالَ - كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ).
تفسير علماء السنة
لعلماء السنة في تفسير و توجيه هذا الحديث مسالك عدة :
المسلك الأول : قالوا : المراد العادلين من الخلفاء ، و قد مضى بعضهم في الأمة ، و سيكتمل عددهم إلى قيام الساعة .
المسلك الثاني : تفسيره باجتماع هؤلاء الاثني عشر خليفة في ��من و عصر واحد .
المسلك الثالث : المراد مَن يعز الإسلام في زمنه و يجتمع المسلمون عليه ، سواء عدل و حكم ��القسط أو لا .
المسلك الرابع : أن هؤلاء الاثني عشر خليفة يأتون بعد ظهور المهدي في آخر الزمان .
المسلك الخامس : تفسيره بتفاصيل الهيئة الحاكمة : الخليفة ، و الوزراء ، و النواب ، و الحكام و هكذا .
المسلك السادس : التوقف ، و إيكال العلم في ذلك إلى الله عز وجل .
يقول النووي رحمه الله ناقلا عن القاضي عياض : " و الله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم " (شرح مسلم).
و نقل ابن بطال عن المهلب قوله : " لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث يعني بشيء معين " (فتح الباري).
و يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" و هذا الحديث فيه دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا ، و ليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر ، فإن كثيرًا من أولئك لم يكن إليهم من الأمر شيء ، فأما هؤلاء فإنهم يكونون من قريش، يَلُون فيعدلون " [تفسير القرآن العظيم(6/78)].
و يقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله :
"و الشيعة الأول لم يكونوا يقولون بإمامة الاثني عشر ، و لهذا انقسمت الشيعة إلى فرق كثيرة ، فمن الشيعة من قال بإمامة علي وحده و وقفوا عنده و هم السبئية ، و فرقة قالت بإمامته و إمامة الحسن والحسين و محمد بن علي و وقفوا عند محمد و هم الكيسانية ، ، و فرقة قالت بالإمامة إلى جعفر ووقفت ، و فرقة قالت بإمامة المنتظر وهم الاثنا عشرية . و هناك فرق أخرى و اختلافات كثيرة من أراد التوسع فليرجع إلى كتاب النوبختي في فرق الشيعة" .
تفسير الشيعة الإماميه
الإمامية أو الاثنا عشرية ، إحدى فرق الشيعة ، و سموا رافضة لرفضهم أكثر الصحابة، و رفضهم لإمامة الشيخين أبي بكر وعمر، أو لرفضهم إمامة زيد بن علي، و تفرقهم عنه. و سموا بالإمامية لأنهم أكثروا من الاهتمام بمسألة الإمامة، و جعلوها أصل الدين ، أو لزعمهم أن الرسول صلى الله عليه و سلم نص على إمامة علي و أولاده. و سموا بالاثنى عشرية لاعتقادهم و قولهم بإمامة اثنى عشر رجلا من آل البيت ، أولهم علي رضي الله عنه، و آخرهم محمد بن الحسن العسكري الغائب الموهوم، الذي يزعمون أنه دخل سرداب سامراء في منتصف القرن الثالث الهجري، و أنه لا يزال حيا بداخله، و هم ينتظرون خروجه.
فسر الشيعة الاماميه “الإثني عشرية ” الحديث كالاتى :
تعيينهم للائمه الاثني عشر بأنهم علي بن أبى طالب رضي الله عنه و ذريته إلى حفيده محمد بن الحسن. فالائمة الاثنا عشر عندهم بالتفصيل هم: علي بن أبي طالب، الحسن بن علي بن أبي طالب، الحسين بن علي بن أبي طالب، علي زين العابدين، محمد الباقر، جعفر الصادق، موسى بن جعفر الكاظم، علي بن موسى الرضا، محمد بن علي الجواد، علي بن محمد الهادي، الحسن بن علي العسكري، محمد بن الحسن (الغائب المنتظر).
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
"و محمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف ال��جة، و أنه صاحب الزمان، و أنه صاحب السرداب بسامراء، و أنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، فوددنا ذلك و الله و هم في انتظاره من أربع مئة و سبعين سنة ! و من أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! و الإنصاف عزيز، فنعوذ بالله من الجهل و الهوى".
ثم قال :
"فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، و لا نَدَّعِي عِصَمْته و لا عِصْمَة أبي بكر الصديق.
و ابْنَاه الحسن و الحسين فَسِبْطَا رسول الله صلى الله عليه و سلم، و سيدا شباب أهل الجنة، لو استخلفا لكانا أهلاً لذلك.
و زين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة، و له نظراء و غيره أكثر فتوى منه و أكثر رواية.
و كذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة.
و كذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور.
و كان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون، و له نظراء في الشرف و الفضل.
و ابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم و بيان و وَقْع في النفوس، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث و مئتين .
و ابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم و الفقه.
و كذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل.
و كذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى"
و الاثنا عشرية لهم عقائد و وأصول مخالفة لما عليه أهل الإسلام، منها :
1- غلوهم في أئمتهم: فقد ادعوا لهم العصمة، و صرفوا لهم كثيرا من العبادات كالدعاء و الاستغاثة و الذبح و الطواف، و هذا من الشرك الأكبر الذي أخبر الله تعالى أنه لا يغفر.
2- القول بتحريف القرآن الكريم، بالنقص و الزيادة، و لهم في ذلك مؤلفات يعرفها علماؤهم و كثير من عامتهم ، حتى جعلوا القول بتحريف القرآن من ضرورات مذهبهم.
3- تكفير أكثر الصحابة رضي الله عنهم ، و التبرؤ منهم ، و التقرب إلى الله بلعنهم و شتمهم، و دعواهم أنهم ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه إلا نفرا يسيرا ( سبعة فقط )؛ و هذا تكذيب للقرآن الذي أظهر فضلهم، و أخبر أن الله قد رضي عنهم و اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، و الطعن فيهم طعن في القرآن نفسه لأنه منقول عن طريقهم، و قد تواترت عنهم العدالة و أمانة الدين.
Tumblr media
الخليفة المهدي محمد بن عبدالله
بينت الأحاديث النبوية الصحيحة أن الله تبارك و تعالى يخرج في آخر الزمان رجلاً من أهل بيت النبوة يُؤيد به الدين، و يحكم الأرض سبع سنين؛ فيملأها عدلاً و سلاماً كما مُلئت جوراً و ظلماً، تنعم الأمة الإسلامية في عهده بنعم لم تنعم بها قط، و تخرج الأرض نباتها، و تمطر السماء قطرها، و يعطى المال بغير عدد. قال الإمام الحافظ المؤرخ ابن كثير رحمه الله تعالى: "في زمانه تكون الثمار كثيرة، و الزروع غزيرة، و المال وافر، و السلطان قاهر، و الدين قائم، و العدو راغم، و الخير في أيامه دائم"
اسمه كاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، و اسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه و سلم، فيكون اسمه محمد بن عبد الله، و هو من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما.
يكون خروجه في الناس بعدما يعم الأرض الظلم والفساد والطغيان؛ فيأتي و يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت جوراً وظلماً كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يخرج في آخر أمتي المهدي؛ يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ) يعني: حججاً [المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].
و هو من آل البيت ومن ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها كما جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) [ رواه أبو داود وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة وفي صحيح الجامع] والعترة هي: ولد الرجل لصلبه (تاريخ الذهبي).
و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة ) [ رواه ابن ماجة؛ و أحمد بإسناد ضعيف كما قال الأرناؤوط في المسند؛ و الحاكم في المستدرك و قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه؛ و حسنه الألباني في صحيح ابن ماجة و صححه في السلسلة الصحيحة و في صحيح الجامع]، و غيرها من الأحاديث الدالة على أنه من بيت النبوة.
و من صفات المهدي الواردة في السنة ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ( المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً، و يملك سبع سنين ) [رواه أبو داود و الطبراني في الأوسط ووحسنه الألباني في صحيح الجامع] و الأجلى هو: الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين، و الذي انحسر الشعر عن جبهته، و القناة في الأنف: طوله و رقة أرنبته مع حدب في وسطه.
و هو من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما، عن عليٍّ رضي الله عنه -و نظر إلى ابنه الحسنِ- قال: ( إنّ ابنى هذا سيّدٌ كما سمّاه النّبيّ صلى الله عليه و سلم، و سيخرج من صلبه رجلٌ يسمَّى باسم نبيّكم، يشبهه في الخُلُق و لا يشبهه في الخَلْق -ثمّ ذكر قصّة يملأ الأرضَ عدلًا ) [رواه أبو داود في سننه، في كتاب المهدي، رقم 4290].
و مما قال العلماء: إن الله سبحانه و تعالى أكرم الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه بأن قدر سبحانه و تعالى أن يخرج من صلبه الخليفة المهدي في آخر الزمان و هو محمد بن عبد الله، و ذلك تشريفا و تكريما له لأنه تنازل عن حقه في الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حقنا لدماء المسلمين و إصلاحا لذات البين مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه و سلم: (إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) [رواه البخاري].
فبهذا يُعلم أن المهدي ثابت عند أهل السنة و الجماعة، و أنه سيظهر في آخر الزمان كما ثبت ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بنقلٍ متواترٍ تواتراً معنوياً كما تقدم من أقوال أهل العلم.
استشهاد الإمام الحسين
بعد موت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سنة 60 للهجرة تولى الخلافة بعده إبنه يزيد الذي لم يكن موضع إجماع.
من الصحابة الذين أعلنوا رفضهم لتولية يزيد، الحسين و عبد الله بن الزبير ، و عبد الله بن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر، و ابن عباس و محمد بن الحنفية و الحسين بن علي رضي الله عنهم، و غيرهم كثير، لكن لما رأوا معاوية مصرًّا على قراره لم يعلنوا الثورة عليه خشية نشوب الفتنة بين المسلمين، و حذراً من أن يؤدي ذلك إلى إراقة الدماء، فآثروا الصبر على الوضع و لزوم الجماعة عملا بالقاعدة التي تقول: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
فلما مات معاوية، كتب أهل الكوفة (معقل الشيعة) إلى الحسين عليه السلام يقولون: ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، و توالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه الى المجيء لاستلام البيعة، و قيادة الأمة في حركتها في مواجهة طواغيت بني أمية (الدكتور الشيعي أحمد النفيس- كتاب على خطى الحسين ص:94).
إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي و لا حجازي و لا هندي و لا باكستاني و لا سوداني و لا مصري و لا أفريقي، بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى (الشيعي كاظم الإحسائي النجفي-كتاب عاشوراء ص: 89).
فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرض له عبد الله بن زياد والي البصرة و الكوفة، و معه جيش بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، و كان معه أربعة آلاف فارس، و جرت بينهما مفاوضات لم تسفر عن اتفاق.
قال الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته: اللهم إن متعتهم إلى حين .. ففرقهم فرقا .. و اجعلهم طرائق قددا .. و لا ترضي الولاة عليهم أبدا .. فإنهم دعونا لينصرونا .. ثم عدوا علينا فقتلونا.. (الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38).
فهاجم جيش ابن زياد الحسين و رجاله، فقاتل الحسين و من معه قتال الأبطال و استشهد الحسين و معظم رجاله، و وُجد في جسده ثلاثة و ثلاثون جرحاً، و كان ذلك في يوم عاشوراء من عام 61هـ رحمه الله و رضي عنه.
و قال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه. فاكرمه رضي الله عنه و أهله بالشهادة.
و في رواية أطلت زينب بنت علي رضي الله عنهما، برأسها من المحمل و قالت لأهل الكوفة: " صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء" (نقلها عباس القمي في كتاب نفس المهموم ص: 365، و ذكرها الشيخ رضى بن نبى القزويني في كتاب تظلم الزهراء ص: 264).
يقول السيد محسن الأمين، و هو أحد مراجع الشيعة الجعفرية المعتبرين، في كتابه أعيان الشيعة " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه و بيعته في أعناقهم و قتلوه " أعيان الشيعة 34:1).
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل الحسين رضي الله عنه ، فروى أحمد عَنْ عَائِشَةَ ، أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِإِحْدَاهُمَا : ( لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ ، وَ إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ) قَالَ: ( فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ ) " [حسنه محققو المسند ، وله شواهد متعددة، "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (821)، (822)، (1171)].
Tumblr media
أنظمة الحكم في الأمة الإسلامية
روى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ث��مَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا غاضًا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ) ثم سكت.
يؤخذ من هذا الحديث عدة دلالات:
الدلالة الأولى:
تمر الأمة الإسلامية بخمسة نظم من أنظمة الحكم على خمس مراحل؛ المرحلة الأولى: مرحلة النبوة وهو أكمل أحوالها حيث يوجد نبيها عليه الصلاة و السلام ويتنزل الوحي إليه، ويرشد الأمة إلى الحق والخير و قد مضت، و الثانية: مرحلة الخلافة وهي تلك الفترة الذهبية من عمر هذه الأمة والتي كانت مدتها ثلاثون سنة و قد مضت، و الثالثة: مرحلة توريث الملك و سمي عضوضا لما يصيب الرعية فيه من عسف وظلم، بدأت مع قيام الدولة الأموية و انتهت بانهيار الخلافة العثمانية و قد مضت، و نحن الآن في المرحلة الرابعة: و هي مرحلة الملك الجبري، وسمي جبريا لما فيه من عتو وقهر، و هو الذي قام منذ سقوط الدولة العثمانية إلى يومنا هذا، ثم بعد ذلك ستأتي المرحلة المرجوة المنتظرة التي يأملها كل مسلم، و هي مرحلة خلافة المهدي التي تكون على منهاج النبوة.
الدلالة الثانية:
أن السمة البارزة لهذه المرحلة هي الحكم بالقوة، فلا يصل إلى الحكم إلا من لديه سطوة و قوة، فإذا فقد هذه القوة زال سلطانه، و استولى على الحكم أقوى منه، و ذلك خلاف المراحل السابقة الراشدة يحكم فيها الأولى، و العضوض يحكم فيه الوريث، بينما الجبرية يحكم فيها الأقوى.
الدلالة الثالثة:
طالما احتيج الأمر إلى الحكم الجبري لإقامة الدين و تسيير مصالح العباد كان هذا سياسة شرعية، فلم يترك لنا النبي صلى الله عليه و سلم نظامًا ثابتًا للحكم، و إنما ترك مبادئ و معايير للحكم، فالنظام يقام على حسب ما تقتضيه مصالح العباد؛ و هو السياسة الشرعية، فالمقصود هو إقامة مصالح العباد بدون فتنة و لا فساد.
الدلالة الرابعة:
ليس في الحديث ما يدل علي ذم جميع حكام هذه المرحلة، حيث أن قوة الحاكم من أهم معايير و شروط اختيار الحكام، فقد يصل إلى الحكم عدول أكفاء، لكن ذلك مرتهن بأحوال الشعوب، و قد حدث في المرحلة السابقة بأن تولى حكاماً هم بقية من الراشدين ��مثال: (عمر بن عبد العزيز، و صلاح الدين الأيوبي، و نور الدين محمود زنكي، و يوسف بن تاشفين، و الخليفة العباسي).
و بصفة عامة الأمر يتوقف على صلاح الناس و استقامتهم: "أعمالكم عمالكم وكما تكونوا يول عليكم"، فعند صلاح الناس و استقامتهم، يولّى الأصلح و الكلّ يرضى به دون فتنة و لا فساد، فإن انعدم ذلك ولّي أفضل من تُدرأ به الفتنة و الفساد، و يحصل به التمكّن.
عبر و دروس من الفتنة الكبرى
فضل الصحابة
عن أبي ��ريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم ( لا تَسُبُّوا أَصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أَنَّ أَحدكم أَنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه ) [رواه مسلم].
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن الرسول صلَّى الله عليه و سلَّم : ( النُّجومُ أَمنةٌ للسماءِ، فإذا ذَهبتِ النجومُ، أَتى السماءَ ما تُوعدُ، و أَنا أَمَنةٌ لأَصْحَابي، فإذا ذهبتُ أَتَى أَصْحَابِي ما يُوعدونَ، و أَصْحَابي أَمنةٌ لأُمَّتِي، فإِذا ذهَب أصحابي أتى أُمَّتي ما يُوعَدُون ) [الألباني- صحيح الجامع].
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن الرسول صلَّى الله عليه و سلَّم قال: ( إنَّهُ مَن يعِشْ منْكم بعدي فسيَرى اختِلافًا كثيرًا فعليكُم بسنَّتي و سنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ من بعدي تمسَّكوا بِها و عضُّوا عليها بالنَّواجذِ و إيَّاكم و مُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ) [حديث صحيح: ابن تيمية- مجموع الفتاوى 19/35].
قال ابن كثير، في كتاب الباعث الحثيث:
"و أفضل الصحابة، بل أفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام: أبو بكر الصديق ثم من بعده عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب" و قال أيضا: "و ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة و هو راي المهاجرين و الأنصار" (موقع الدرر السنية).
لقد كان لابي بكر و عمر فضل الصهر النبوي، و كان لعثمان و علي فضل الصهر و القرابة، و كان للحسن و الحسين فضل السبطية النبوية و القرابة، و اجتمعوا رضي الله عنهم كلهم في فضل الصحبة و فضل العلم و التقوى و فضل العدل و الرحمة، أكرم الله تعالى عمرا و عثمان و عليا و الحسن و الحسين بالشهادة، و شهد الرسول صلى الله عليه و سلم للخلفاء الراشدين و لسبطيه الحسن و الحسين بالجنة.
طاعة ولي الأمر واجبة
قَالَ الله تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [ النساء: 59] .
و عن ابن عمر رضي اللَّهُ عنهما قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّم يقول: " مَنْ خلَعَ يَداً منْ طَاعَةٍ لَقِى اللَّه يوْم القيامَةِ و لاَ حُجَّةَ لَهُ، وَ مَنْ ماتَ وَ لَيْس في عُنُقِهِ بيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِلًيَّةً" رواه مسلم.
و عن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على السمع و الطاعة، في منشطنا و مكرهنا، و عسرنا و يسرنا، و أثرة علينا، و ألا ننازع الأمر أهله، قال: (إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم فيه من الله برهان) [أخرجه البخاري و مسلم]، (إلا أن تروا كفرا بواحا) أي جهارا. من باح بالشيء، يبوح، إذا أعلنه (عندكم من الله فيه برهان) أي حجة تعلمونها من دين الله تعالى.
قال النووي : [ معنى الحديث لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم و لا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام . فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم و قولوا بالحق حيثما كنتم . وأما الخروج عليهم و قتالهم فحرام بإجماع المسلمين، و إن كانوا فسقة ظالمين ].
فالنبي يأمر صلى الله عليه و سلم بطاعة أولي الأمر، و يحض على السمع لهم و الانقياد لما أمروا به، و يحذر من مخالفتهم، لأنهم المخولون بمصالح العباد بكلمة الله تعالى و حكمه، لكن هذه الطاعة مشروطة في كل هذا بأن لا تكون في معصية الله عز وجل، نعم فالشرط أن تكون طاعة أولي الأمر في طاعة الله و رسوله، و لا طاعة في معصية الله تعالى، و لكن دون الخروج عليه ، و الفرق هنا واضح بين عدم الطاعة و بين الخروج عليه وقتاله.
لكن الخوارج لم يفقهوا أحكام نصوص القرآن و السنة، فاستحلوا السيف على أهل القبلة حتى قتلوا عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب و الحسين بن علي رضي الله عنهم و أرضاهم، فعثمان و علي إمامان تمت بيعتهما و الحسين قد دعاه أهل الكوفة ليبايعونه ثم نكثوا فقتلوه.
و إن وجد أن تولى الحكم حاكم ظالم، فالصبر على ظلمه أولى من الوقوع في شر أكبر، و القاعدة الشرعية التي أجمع عليها العلماء: أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه، أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين.
عن عبدالله بن عباس أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( مَن رَأَى من أمِيرِهِ شيئًا يَكْرَهُهُ فلْيَصْبِرْ عليه ، فإِنَّهُ ليس أحدٌ يُفارِقُ الجَماعةَ شِبْرًا فيَموتُ ، إِلَّا ماتَ مِيتةً جَاهِلِيَّةً ) [الألباني - صحيح الجامع].
لا شك أن الضرر في الصبر على جور الحكام أقل منه في الخروج عليهم؛ لما يؤدي إليه من الهرج و المرج، فقد يرتكب في فوضى ساعة من المظالم ما لا يرتكب في جور سنين، قال ابن تيمية: "و كل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر، أعظم مما تولد من الخير" (الدكتور عبد الله الدميجي في رسالته العلمية: الإمامة العظمى).
قال الشوكاني: "و لا يجوز لهم أن يطيعوه في معصية الله، و لا يجوز لهم أيضا الخروج عليه و محاكمته إلى السيف، فإن الأحاديث المتواترة قد دلت على ذلك دلالة أوضح من شمس النهار، و من له اطلاع على ما جاءت به السنة المطهرة انشرح صدره لهذا".
أسباب غلو الخوارج و الشيعة
عدم فقه الجمع بين الأدلة
في المسند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه: أنه ذكر قصَّة الصحابـة الذين تمارَوا في آيةٍ من القرآن، فخـرج عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مُغضَبَاً قد احمرَّ وجهـه يرميهم بالتراب و يقـول: ( إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، بَلْ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ ) [ مسند أحمد برقم (6702)، و أصله في مسلم، و صحح إسناده أحمد شاكر]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فهذا الحديثُ و نحوُه ممَّا يُنهى فيه عن معارضة حقٍ بحق، و الواجبُ التصديقُ بهذا الحق و هذا الحق" (درء التعارض (8/404).
و لقد كان عدم الجمع بين الأدلة، و الاقتصار على بعضها و ضرب القرآن بعضعه ببعض سبب من أسباب انحراف الخوارج، و يتضح هذا في استدلالاتهم:
1- يقول الله تعالى: قال تعالى: { وَ مَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَ لَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [النساء-14] و يقول تعالى : { إلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَ رِسَالَاتِهِ وَ مَن يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } [الجن-23].
2- و يقول الله تعالى: { قال تعالى: { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [النساء-13]، و قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71].
فالمجموعة الأولى هي مايسمى بنصوص الو عيد، و المجموعة الثانية هي ما اصطلح عليه بنصوص الوعد. فالخوارج أخذوا بعموم آيات الوعيد و قالوا: مرتكب المعصية الكبيرة الواحدة تكفر صاحبها و تكون كافية لخلوده في النار.
و المرجئة (الفرقة التي ظهرت بعد الخوارج) يأخذون بعموم أيات الوعد و قالوا: الإيمان هو الثصديق، و لايضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة. قال تعالى: { قال: { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا } [المائدة-93] يقول الإمام ابن باز رحمه الله: إن بعض الأولين كانت شبهتهم في تأويل هذه الآية، فإن قدامة بن عبد الله شرب الخمر و طائفة معه. و إنما نزلت هذه الآية في الذين شربوا الخمر و ماتوا قبل تحريمها. و لذلك اتفق عمر بن الخطاب مع علي بن طالب و سائر الصحابه رضي الله عنهم، على أنهم إن اعترفوا بالتحريم جُلِدُوا، و إن أصروا على استحلالها قُتِلُوا.
و الذي عليه أهل السنة و الجماعة الإيمان بالوعد و الوعيد، و ما توعد الله تعالى به العبد من العقاب بينه بشروط: أن لايتوب: فمن تاب تاب الله عليه، و ألا تكون له حسنات: فالحسنات تذهب السيئات، و ألا يغفر الله له : فالله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وإن من مات على الكبائر فامره إلى الله إن شاء غفر له و ��ن شاء عذبه، و أن من مات من أصحاب الكبائر على الإيمان و دخل النار لم يخلد فيها، و في هذا بيان بطلان قول المرجئة الذين يحكمون بأن صاحب الكبيرة لا يعذب أصلا، و إنما العذاب للكفار.
الزيغ و إتباع المتشابه
يقول تعالى: { قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَ ��ُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [آل عمران-7].
و عن عائشة رضي الله أن الرسول صلى الله عليه و سلم تلا هذه الآية و قال: ( إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) [رواه مسلم].
فقد كان السلف يؤدبون متبع المتشابه تأديبا بليغا لخطورته: فعن سليمان بن يسار رحمه الله أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر و قد اعد له عراجين النخل،فقال:من أنت؟ قال: انا عبد الله صبيغ، فقال عمر: و انا عبد الله عمر، ثم أخذ عرجونا من تلك العراجين فضربه حتى أدمى رأسه.
فمتبع المتشابه و صفه القرآن أن في قلبه زيغ أي انحراف و ميل عن الحق، فيؤول القرآن بما يوافق هواه (التفسير الميسر).
و كذلك فعل الخوارج، حين اتفق علي بن ابي طالب و معاوية بن أبي سفيان على الاحتكام إلى كتاب الله تعالى، فرفضوا التحكيم و قالوا: { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } [يوسف-40]
أخذوا النص على ظاهره و قطعوه عن بيانه، و زعموا ألا يحكم البشر و لايطلب منهم الحكم بشرع الله، و إن هذا ليس إلا حكم بغير ما أنزل الله، فنقموا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه حَكَّمَ الحكمين، فرد عيهم ببعض الآيات منها: قوله تعالى: { وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } [النساء-35] فيها أمر الله بتحكيم حكمين في أمر رجل و امرأة، قال علي رضي الله عنه: فامة محمد صلى الله عليه و سلم أعظم دما و حرمة من امرأة و رجل.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بيان أول زيغ الخوارج: كان أول كلمة خرجوا بها قولهم { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } [يوسف-40] انتزعوها من القرآن و حملوها على غير محملها.
فقد أعرض الخوارج عن المنهج الرشيد في التعامل مع آيات القرآن الكريم و أخذوا بظواهر النصوص من غير تدبر و لا نظر في مقاصدها الشرعية.
أسس منهج الضلال عند الشيعة
أسباب مقتل عثمان رضي الله عنه
قال محب الدين الخطيب في حاشيته على العواصم (ص73) : "الذين شاركوا في الجناية على الإسلام يوم الدار طوائف على مراتب ، فيهم الذين غلب عليهم الغلو في الدين فأكبروا الهنات و ارتكبوا في إنكارها الموبقات ، و فيهم الذين ينزعون إلى عصبية يمنية على شيوخ الصحابة من قريش ، و لم تكن لهم في الإسلام سابقة ، فحسدوا أهل السابقة من قريش على ما أصابوا من مغانم شرعية جزاء جهادهم و فتوحهم ، فأرادوا أن يكون لهم مثلها بلا سابقة و لا جهاد . و فيهم الموتورون من حدود شرعية أقيمت على بعض ذويهم فاضطغنوا في قلوبهم الإحنة و الغل لأجلها ، و فيهم الحمقى الذين استغل السبئيون ضعف قلوبهم فدفعوهم إلى الفتنة و الفساد و العقائد الضالة ، و فيهم من أثقل كاهله خير عثمان و معروفه نحوه ، فكفر معروف عثمان عندما طمع منه بما لا يستحقه من الرئاسة و التقدم بسبب نشأته في أحضانه ، و فيهم من أصابهم من عثمان شيء من التعزير لبوادر بدرت منهم تخالف أدب الإسلام ، فأغضبهم التعزير الشرعي من عثمان ، و لو أنهم قد نالهم من عمر أشد منه لرضوا به طائعين ، و فيهم المتعجلون بالرياسة قبل أن يتأهلوا لها اغتراراً بما لهم من ذكاء خلاب أو فصاحة لا تغذيها الحكمة ، فثاروا متعجلين بالأمر قبل إبانه ، و بالإجمال فإن الرحمة التي جبل عليها عثمان رضي الله عنه وامتلأ بها قلبه أطمعت الكثيرين فيه ، و أرادوا أن يتخذوا من رحمته مطية لأهوائهم".
لعله بعد هذا لا يبقى مكان و لا مصداقية للروايات التي تشرك الصحابة رضوان الله عليهم في قتل عثمان و التآمر عليه ، فقد اجتهدوا في نصرته و الذبّ عنه ، و بذلوا أنفسهم دونه ، فأمرهم بالكف عن القتال و قال إنه يحب أن يلقى الله سالماً، و لوا أذن لهم لقاتلوا عنه، فثبتت براءتهم من دمه رضوان الله عليهم كبراءة الذئب من دم يوسف.
عبد الله بن سبأ مؤسس التشيع
أخذ عبد الله بن سبأ اليهودي بعد أن تظاهر بالإسلام، يتنقل في بلاد المسلمين يحاول إفساد ذات البين فبدأ بالحجاز، ثم بالكوفة، ثم بالشام فلم يتحقق له ما أراد عند أهل هذه البلاد، فخرج إلى مصر، فوضع لهم القول بالرجعة فتكلموا فيها، ثم وضع لهم القول بالوصية فقال لهم: إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، و كان علي وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : محمد صلى الله عليه و آله و سلم خاتم الأنبياء و علي خاتم الأوصياء، و من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و وثب على وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و تناول أمر الأمة.
ثم قال لهم بعد ذلك : إن عثمان أخذها بغير حق و هذا وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فانهضوا في هذا الأمر، فحركوه، و ابدأوا بالطعن على أمرائكم، و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تستميلوا الناس و ادعوهم إلى هذا الأمر، فبث دعاته، و كاتب من كان قد استفسده في الأمصار و ��عوا في السر إلى ما عليه رأيهم، حتى أوسعوا الأرض إذاعة يريدون غير ما يظهرون و يسرون غير ما يعلنون ( كتاب عبد الله بن سبأ وإمامة علي رضي الله عنه - علي السلمان) [و في هذا الكتاب أفرد المؤلف عدة مباحث حول حقيقة ابن سبأ بين من انكرها و بين من أثبتها، و قدم الأدلة الدامغة التي تثبت أن شخصية ابن سبأ كانت حقيقية في التاريخ الإسلامي].
و بعد أن انتقل أمر الأمة إلى أبي السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمبايعة الصحابة له خليفة رابعا للمسلمين، أخذ ابن سبأ يدعو اتباعه و من اغتر به إلى ولاية علي رضي الله عنه ، و زعم أن ولايته لا تتم إلا بالبراءة من أعدائه و هم في نظره الخلفاء الراشدون السابقون له في الخلافة، فكان ابن سبأ أول من أظهر البراءة من أبي بكر و عمر و عثمان و الصحابة ، كما نص على ذلك كبار علماء الشيعة المتقدمين كالأشعري القمي و الكشي و النوبختي فقد نقلوا في كتبهم هذا النص:
و حكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن ســــبأ كان يهوديا فأسلم و والى عليا عليه السلام و كان يقول و هو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ذلك و هو أول من أشهر القول بفرض إمـــامة علي عليه السلام و أظهر البراءة من أعدائه و كاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية.
و هكذا استطاع عبد الله بن سبأ بما بثه بين أتباعه من عقيدة الوصية، و الرجعة، و البراءة من الصحابة، ثم إظهاره الغلو في علي و أبنائه، أن يضع الجذور الأساسية لفرقة تستمد مبادئها و أفكارها من اليهود في ثوب إسلامي، نُسبت هذه الفرقة إليه فاطلق عليها (السبئية).
ثم نهلت بقية فرق الشيعة التي جاءت بعد هذه الفرقة من معين الفكر السبئي، كلٌّ على قدر ضلالته و بعده عن الإسلام . و كان أكثر هذه الفرق تأثرا بالسبئية و فكرها اليهودي الشيعة الاثنى عشرية (نفس المصدر السابق).
Tumblr media
موقف الإمام علي من ابن سبأ و الزنادقة
نفي عبد الله بن سبأ
بعض الروايات تذكر أن ابن سبأ لم يظهر القول بألوهية علي إلا بعد وفاته، و هذا يؤيد الرواية التي ��ذكر أنه نفاه إلى المدائن حينما علم ببعض أقواله، و غلوه فيه.
و قد ذكرت هذه الروايات في كتب الشيعة أيضا.
و يمكن أن يقال، و هو أقل اعتذار: إنه تركه لعدم ثبوت تلك الأقوال عنده؛ لأن ابن سبأ كان يرمي بها من خلف ستار.
أو لأن دعوى الألوهية لم توجد إلا بعد وفاة علي رضي الله عنه كما يرى بعضهم، وةأنه حينما نفاه إلى المدائن كانت دعواه لم تصل إلى حد تأليهه لعلي رضي الله عنه.
و قد جرأت هذه الدعوى الكثير بعد ذلك على دعوى الألوهية لأشخاص من آل البيت بل و من غيرهم.
قال علي رضي الله عنه: "سيهلك مبغض فِيَّ صنفان محب مفْرط يذهب به الحب إلى غير الحق، و مبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق و خير الناس فِيَّ حالاً النمط الأوسط فالزموه السواد الأعظم فإن يد الله على الجماعة.
و هكذا شاء الله أن ينقسم الناس في علي رضي الله عنه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مبغض، و هؤلاء هم الذين تكلموا فيه بل غالى بعضهم فقالوا بكفره كالخوارج.
و القسم الثاني: أفرط في حبه و ذهب به الإفراط إلى الغلو حتى جعلوه بمنـزلة النبي بل ازدادوا في غيهم فقالوا بألوهيته.
و أما السواد الأعظم فهم أهل السنة و الجماعة من السلف الصالح حتى الوقت الحاضر فهم الذين أحبوا علياً و آل بيته المحبة الشرعية، أحبوهم لمكانتهم من النبي صلى الله عليه و سلم (موقع الدرر السنية).
إحراق الزنادقة
حرَّق علي رضي الله عنه بعض الزنادقة الذي ادَّعوا له الألوهية ، و قد استتابهم حتى يرجعوا عن قولهم فأبوا، فأمر بحفرة فأضرمت فيها النار ثم أحرقهم فيها ، و قد بلغ ذلك ابنَ عباس فأنكر عليه الحرق للنهي عنه، و لم يُنكر عليه أصل قتلهم.
و قصةَ تحريق علي رضي الله عنه لهم قد رواها البخاري في صحيحه:
رواه عن عكرمة -( 2854 ) : أنَّ عليًّا حرَّق قوماً، فبلغ ابنَ عباس فقال : لو كنتُ أنا لم أحرِّقهم ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و سلم قال ( لا تُعذِّبوا بعذاب الله ) و لَقَتَلتُهم كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَن بدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ).
حبل الغلو لم ينقطع في عصرنا
تنوعت و تفاوتت استجابة الناس لدعوات كل رسل الله تعالى بين:
- متمسك بالحق، مستقيم على طريقه.
- مفرطٍ مضيع لحدود الله.
- غالٍ و زائغ تجاوز حدود الله.
Tumblr media
و وقعت بذرة الغلو العقدي في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و وقوعه كان نتاج عوج نفسية الغلاة فقال صلى الله عليه و سلم عمَّن غلا غلواً اعتقادياً في زمنه فطعن في مقام النبوة: ( إن من ضئضئي هذا قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان ) [رواه سعيد الخدري-متفق عليه].
كما وقع الغلو العملي في عهده صلى الله عليه و سلم ففي حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه الذي ذكر فيه الثلاثة رهط قال: فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً، و قال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، و قال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: ( إني لأخشاكم لله و أتقاكم له، لكني أصوم و أفطر، و أصلي و أرقد، و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنني فليس مني ) [رواه البخاري].
و هذا الغلو العملي الجزئي تتكرر صوره في كل زمان على يدي أفراد من الناس على مر التاريخ، و قد يتحول إلى رأي تتبناه جماعة أو طريقة صوفية.
و أما الغلو الكلي الاعتقادي فقد نمت بذرته الخبيثة بعد الفتنة الكبرى لتثمر شراً و فتناً فنتجت: الخوارج و الرافضة في جملة أخرى من مذاهب الغلو، وكان لهم أثر خطير جداً على المستوى العقدي والفكري والمنهجي، بالذات عند من قل علمه وفقهه للنصوص الشرعية، وتكمن خطورتهم أن لهم استدلالات بنصوص صحيحة لكنهم حرفوها، وجعلوها في غير ما أمر الله منها، وشبهاتهم قوية.
و لم ينقطع حبل الغلاة إلى عصرنا الحديث الذي أضحت فيه مشكلة الغلو من أهم المشكلات في عصرنا، و صارت هماً يؤرق أعداء الإسلام و المسلمين، كما هو هم يؤرق أهل الإسلام.
و حين تتقابل الأهواء يسود الهرج و الفساد في الأرض، قال تعالى: ﴿ وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ﴾ [المؤمنون-71 ]. و أحداث الحياة حين توزن بميزان الكتاب و السنة ليعرف حكم الله فيها يرشد الناس، و أما حين يتعامل المرء مع الحدث من وجهة غير شرعية، فإنه في الغالب يقابل الانحراف بانحراف مضاد.
فمن مقتضيات مرجعية كتاب الله عز وجل و سنَّة رسوله صلى الله عليه و سلم أن نصدِّر العلماء بشرع الله تعالى؛ ليتولوا معالجة هذه المشكلة، و يضعوا منهج المعالجة؛ فإن ذلك من أظهر مهام العلماء، ففي الحديث الذي رواه إبراهيم بن عبدالرحمن العذري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ ) [حديث صحيح- الإمام أحمد].
Tumblr media
30 notes · View notes
mostafa-khalifa · 4 years ago
Text
دلائل النبوة
حنين الجذع
ومن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الباهرة التي تفوق معجزة إحياء الموتى لنبي الله عيسي عليه السلام، حنين الجذع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان عيسي قد أعطاه إحياء الموتى والذين هم في الأصل بشر، فهو ها جذع من نخل قد يبُس يبكي ويسمع صوت بكاءه حنينًا وشوقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يهدأ ويسكن لما يطيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا.
نبوع الماء من بين يديه صلى الله عليه وسلم
ومن الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم ما ثبت وصح عن عدد من الصحابة في عدد من الوق��ئع المتفرقة من نبع الماء من بين يديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري في صحيحه عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ قَالَ قَتَادَةُ قُلْتُ لِأَنَسٍ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ ثَلَاثَ مِائَةٍ أَوْ زُهَاءَ ثَلَاثِ مِائَةٍ.
تسليم الحجر وتسيبح الحصى في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن آيات النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة أن الحجر والجمادات كانت تعرفه وتقر له بالنبوة والرسالة، روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: "فيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات، وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة: (وإن منها لما يهبط من خشية الله)، وقوله تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده)"
وذكر البيهقي في دلائل النبوة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا
( جبل إلا قال : له السلام عليك يا رسول الله
فسلام الحجر وهو جماد أمر خارق للعادة، معجز للبشر أن يأتوا بمثله، فلذا هو آية النبوة المحمدية ومعجزة من معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك أيضًا، ما ذكرته كتب السنة من تسبيح الحصى والجماد في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن مسعود رضي
تكلم ذراع الشاة يحذره صلى الله عليه وسلم من أكله
وقد ذكر البيهقي القصة بأبسط من ذلك في دلائل النبوة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ارفعوا أيديكم » وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها، فقال لها : « أسممت هذه الشاة ؟ » قالت اليهودية : من أخبرك ؟ قال : « أخبرتني هذه في يدي للذراع » قالت : نعم ، قال : « فما أردت إلى ذلك ؟ » قالت : قلت إن كان نبيا فلن يضره، وإن لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها ، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة ، واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة.
تكثير الطعام
عن جابر-رَضيَ اللهُ عَنْهُ-قال: (تُوفِّيَ عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين, فاستعنت النَّبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- على غُرمائِهِ أنْ يضعُوا مِنْ دَيْنِهِ، فطلب -صلى اللهُ عليهِ وسلم- فلم يفعلوا، فقال النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجو�� على حدة، وعذق بن زيد على حدة، ثم أرسل إليَّ"، ففعلت ثم أرسلت إلى رَسُولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- فجاء فجلس أعلى أعلاه, أو في وسطِهِ, ثم قال: "كِلْ للقومِ", فكلتهم حَتَّى أوفيت الذي لهم, وبقي تمري كأنه لم ينقصْ منه
( شيءٌ
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرٍ-رَضيَ اللهُ عَنْهُما-, قال: (كنا مع النَّبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- ثلاثين ومائة، فقال النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "هل مع أحد منكم طعام؟" فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها, فقالَ النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "بيعاً أم عطية؟"-أو قال أم هبة- قال: بل بيع، فاشترى منه شاة فصنعت، وأمر النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- بسواد البطن أن يشوى، وأيم الله ما في الثلاثين والمائة إلا وقد حز النَّبيّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- له حزة من سواد بطنها، إنْ كان شاهِداً أعطاه إيَّاها، وإن كان غائباً خبأ له، فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير–أو كما قال
عن أنس بن مالك-رَضيَ اللهُ عَنْهُ-, قال: (خرج النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- في بعض مخارجِهِ, ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون, فحضرتِ الصَّلاةُ فلم يجدُوا ماءً يتوضأون، فانطلق رجلٌ من القوم, فجاء بِقَدَحٍ من ماءٍ يسيرٍ، فأخذه النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- فتوضَّأَ، ثم مَدَّ أصابعَهُ الأربعَ على القَدَحِ، ثم قال: "قُومُوا
( فتوضَّأوا"، فتوضَّأ القومُ حَتَّى بلغُوا فيما يُريدون من الوضوءِ, وكانُوا سبعينَ أو نحوه
إخباره صلى الله عليه وسلم بغيوب تحققت في حياته
من الغيوب التي تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ووقعت حال حياته خبر الريح التي تنبأ صلى الله عليه وسلم بهبوبها وهو منطلق وأصحابُه إلى تبوك فقال: ((ستهبُّ عليكم
( الليلة ريحٌ شديدة، فلا يقُمْ فيها أحدٌ منكم، فمن كان له بعيرٌ فليشُدَّ عِقاله
قال أبو حميد رضي الله عنه راوي الحديث: فهبَّت ريحٌ شديدة، فقام رجلٌ، فحملته الريح، فألقته بجبلي طيء
من الغيوب الباهرة التي كشفت لنبينا صلى الله عليه وسلم خبر أم حرام بنت ملحان ، فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أول جيش من أمتي يغزون
( البحر قد أوجبوا
قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: (أنتِ فيهم
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور
( لهم
فقلتُ: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا
قال ابن حجر: " وفيه ضروب من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما سيقع، فوقع كما قال , وذلك معدود من علامات نبوته: منها إعلامه ببقاء أمته بعده، وأن فيهم أصحابُ قوةٍ وشوكة ونِكاية في العدو, وأنهم يتمكنون من البلاد حتى يغزوا البحر, وأن أمَّ حرام تعيش إلى ذلك الزمان, وأنها تكون مع من يغزو البحر, وأنها لا تدرك زمان الغزوة الثانية ".
بينما النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك؛ أنبأ أصحابه بوقوع ستة أحداث مهمة، رتب وقوعها فقال لعوف بن مالك: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذُ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنةٌ لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدِرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل
( غايةٍ اثنا عشر ألفاً
وفي هذا الحديث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أحداثاً ستة يرتبها، أولها: موتُه صلى الله عليه وسلم، ثم فتحُ بيت المقدس، وقد كان ذلك في العام الخامس عشرَ من الهجرة، ثم موت عظيم يصيب الصحابة، وتحقق ذلك في طاعون عِمواس في السنة الثامنةِ عشرة للهجرة، ثم استفاضةُ المال حين كثرت الأموال زمن الفتوح في عهد عثمان، ثم الفتنةُ التي تصيب العرب، وقد وقعت زمن فتنة قتل عثمان رضي الله عنه التي كانت بوابة للفتن التي ما تركت بيتاً إلا ودخلته.
وأما العلامة الأخيرة، وهي الهدنة ثم الحرب مع بني الأصفر- وهم الروم - فقد اتفق العلماء على أنها لم تقع، وأن ذلك يكون في فتن وملاحم آخر الزمان.
1 note · View note
ict-misr · 6 years ago
Text
"الاستثمار" والاتصالات" يتفقان لتطوير المناطق التكنولوجية وخدمات المستثمرين ورعاية المبدعين وصغار المبتكرين
“الاستثمار” والاتصالات” يتفقان لتطوير المناطق التكنولوجية وخدمات المستثمرين ورعاية المبدعين وصغار المبتكرين
(more…)
View On WordPress
0 notes
joyfulfartwombat · 5 years ago
Text
سنة ( 53 قبل الهـجرة ) 000
ولد محمد بن عبد الله -صلى الله عليه سلم- يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول ( 571 م )0 وهو ما يعرف بعام الفيل ، عام ثلاثة وخمسين قبل الهجرة النبوية
سنة ( 13 قبل الهـجرة ) 000 وفي يوم الإثنين من شهر رمضان ( اغسطس 610 م ) نزل جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في غار حراء وبدأ الوحي والنبوة0
سنة ( 7 للبعثة النبوية ) 000 المقاطعة ( الصحيفة )000 قاطعت قريش بني هاشم وبني عبد المطلب ، وامتنع المشركون عن بيعهم والشراء منهم وكتبوا ذلك في صحيفة وعلّقوها في جَوْف الكعبة المشرفة ، واجتمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبنو هاشم وبنو عبد المطلب والمسلمون في شِعْب أبي طالب ، ليبعدوا عن بطش المشركين ، وصبروا إرضاءً لرب العالمين ، وثباتاً على الدين إلى أن جاء الفرج في بداية السنة العاشرة من البعثة النبوية ، فقد أخبر الرسول الكريم عمه أبا طالب أن ( الأرضة ) قد أكلت الصحيفة حتى لم يبق فيها إلا اسم الله ، وتأكد المشركون من ذلك فوجدوه صحيحاً ، فرفعوا الحصار عن المسلمين وأنهوا المقاطعة000
سنة ( 10 للبعثة النبوية ) 000 عام الحزن000 قبل الهجرة بثلاث سنين توفـي عـم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبو طالب ، وبعده بحوالي شهرين توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- ، التي كانت للرسول -صلى الله عليه وسلم- وزير صدق على الإسلام ، فكان الرسـول الكريم يسمي هذا العام بعام الحزن000
سنة ( 11 للبعثة النبوية ) 000 الإسراء والمعراج000 في ( 27 من رجب ) أسرى الله برسولنا الكريم من مكة إلى بيت المقدس ، وعَرَج به في نفس الليلة إلى السماء000
سنة ( 12 للبعثة النبوية ) 000 بيعة العقبة الأولى000 في موسم الحج ، وافى الرسول -صلى الله عليه وسلم- اثنا عشر رجلاً من الأنصار لقوه بالعقبة ( مكان في منى ) فبايعوا الرسول على طاعة الله ورسوله واتباع ما جاء بالإسلام ، وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير مفقهاً ومعلماً وداعياً للإسلام000
سنة ( 13 للبعثة النبوية ) 000 بيعة العقبة الثانية000 في العام التالي عاد مصعب ومعه ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان من الأوس والخزرج ، وبايعوا الرسول العظيم على حمايته ونصرة الإسلام وبذل الأموال والأرواح في سبيله ودعوه لقدوم يثرب والإقامة فيها000
سنة ( 1 هـ ) 000 هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى المدينة000في بداية السنة ( 14 للبعثة النبوية الشريفة )000 هيأ الله تعالى لرسوله الكريم الخروج من مكة سالماً مع صاحبه أبو بكر الصديق فمكثا في غار ثور ثلاثة أيام ، ثم انطلقا حتى وصلا قباء على مشارف يثرب يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول ، فأقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- أربعة أيام بنى خلالها أول مسجد في الإسلام ، ثم غادر يوم الجمعة إلى يثرب على ناقته التي بركت في ساحة وسط المدينة حيث تم بناء المسجد النبوي الشريف000
سنة ( 2 هـ ) 000 غزوة بدر الكبرى000 فقد بدأت العركة بمبارزة يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان ، حيث صرع المسلمون مُبارزيهم من المشركين ، ثم التحم الجيشان طوال اليوم ، وشاركت الملائكة في القتال بأمر من الله ، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين000 إجلاء بني قينقاع000 بنو قينقاع كانوا أول اليهود نقضاً لعهدهم مع المسلمين ، فقد اعتَدوا على مسلمة أثناء وقوفها في سوق المدينة المنورة ، فقام أحد المسلمين وقتل اليهودي ، فاجتمع بنو قينقاع على المسلم وقتلوه ، فحاصرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر يوماً ، وأجبرهم على الجلاء عن المدينة عقاباً لهم000
سنة ( 3 هـ ) 000 غزوة أحد000 في غزوة أحد ، دارت معركة قوية بين المسلمين والمشركين ، كاد أن يكون النصر للمسلمين لولا انكشاف ظهرهم ، عندما انشغل الرماة بجمع الغنائم ، ففاجأهم العدو بهجوم خاطف حول النصر الى هزيمة 000 يوم الرجيع000 قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحُد نفر من عضل والقارة وطلبوا منه أن يبعث معهم نفرٌ من الصحابـة يفقهونهم في الدين ، ويقرئونهم القرآن ويعلمونهم شرائع الإسلام000فبعث معهم مرثـد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت وخبيب بن عـدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثـد بن أبي مرثـد فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة ) غدروا بهم000
سنة ( 4 هـ ) 000 غزوة ذات الرقاع إجلاء بني نضير حاول بنو النضير قتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإلقاء صخرة عليه ، فأنبأه الله تعالى بذلك عن طريق جبريل ، فحاصرهم المسلمون عشرون يوماً حتى طلبوا الصلح ، وتمّ إجلاؤهم عن المدينة000
سنة ( 5 هـ ) 000 غزوة الخندق ( في شوال )000 فقد جاءت جيوش الكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، وجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمان الفارسي من الرسول -صلى الله عليه وسلم- واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته في الأول من شهر شوال ، وعجزت عن اقتحام المدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودة الى ديارهم خائبين000 غزوة بني قريظة000 حرّض بنو قريظة المشركين على المسلمين في غزوة الخندق ، لهذا أتى جبريل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله تعالى له بأن يسير بالمسلمين إلى بني قريظة ، وحاصرهم المسلمون اكثر من اسبوعين حتى استسلموا ، وأصْدِرََت الأوامر فضُرِبَت أعناق رجالهم ، وأصبحت أموالهم ونساؤهم وذراريهم غنيمة للمسلمين000
سنة ( 6 هـ ) 000 غزوة ذي قَرَد000 أغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالغابة ، وفيها رجل من بني غفار وامرأة له ، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح ، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله ، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله ، معه فرس له يقوده ، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر الى بعض خيولهم ، فأشرف في ناحية سلع ثم صرخ 😦 واصباحاه !)000 ثم خرج يشتد في أثار القوم حتى لحقهم ، فجعل يردهم بالنبل000فيقول قائلهم 😦 أويكعنا هو أول النهار )000وبقي سلمى كذلك حتى أدركه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوة وافرة من الصحابة000 غزوة بني المصطلق000 في شعبان سنة ستٍ000 حديث الإفك000 بيعة الرضوان000 حين خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من المدينة أول ذي القعدة عام ست من الهجرة ، قاصدين زيارة البيت الحرام ومنعتهم قريش ، وسرت شائعة أن عثمان بن عفان مبعوث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى قريش قد قتـله المشركون ، فبايع الصحابة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في سبيل الله والثبات في وجه قريش000 صلح الحديبية000 خشيت قريش من بيعة الرضوان ودخلت في مفاوضات مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وانتهت بالإتفاق على صلح الحديبية
سنة ( 7 هـ ) 000 فتح خيبر لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج الرسول الكريم مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم الى خيبر ( معقل اليهود )000و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد 000
سنة ( 8 هـ ) 000 غزوة مؤتة ( في جمادي الأولى )000 عزم الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تأديب شُرحبيل بن عمرو الغساني لقتله رسوله ، فخرج المسلمون بجيش من ثلاثة آلاف بقيادة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ، والتقي الجيش مع الروم في أول لقاء عسكري بين ��لطرفين ، واشتد القتال وقُتِلَ القادة الثلاثة ، وقاد الجيش خالد بن الوليد الذي أنقذ بقية الجيش إلى المدينة المنورة000 فتح مكة000 نقضت قريش صلح الحديبية باعتدائها وحلفائها من بني بكر على قبيلة خُزاعة التي كانت حليفة للمسلمين ، فأنهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الهدنة ، وخرج بجيش عدته عشرة آلاف في العاشر من رمضان عام ( 8 هـ ) ودخل المسلمون مكة من ثلاث جهات دون مقاومة تذكر ، وهُدّمَت الأصنام وطُهّرَت الكعبة الشريفة ، وعفا الرسول الكريم عن أهل مكة وتحقق وعد الله تعالى000 غزوة حنين ( في العاشر من شوال )000 غزوة الطائف ( في شوال )000
سنة ( 9 هـ ) 000 غزوة تبوك000 عَلِمَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أمير تَبوك قد قام بحشد جيش كبير لمهاجمة المسلمين ، فخرج الرسول العظيم مع المسلمين في وقت كان فيه الحر شديد قاصداً تبوك ، ولكن لم يجد أثر لجيش الروم ، فأقام المسلمون عشرون ليلة لم يحدث فيها قتال ، وكانت هذه آخر غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
سنة ( 11 هـ ) 000 وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
سنة ( 12 هـ ) 000 معركة اليمامة000
سنة ( 13 هـ ) 000 موقعة أجنادين كانت في اثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادي الأولى ( يوليو 634 م ) وكانت هذه أول هزيمة كبرى للروم على أيدي المسلمين ، وأجنادين موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين ، شهده مئة ألف من الروم ، فقاتلوا المسلمين قتالاً شديداً ، ثم إن الله تعالى هزمهم وفرّقهم ، وقتل المسلمون منهم خلقاً كثيراً ، واستشهد من المسلمين طائفة منهم عبدالله بن الزبير بن عبد المطلب ،وعكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام ، وعمرو وخالد وأبان أبناء سعيد بن العاص000 وفاة أبو بكر الصديق000
سنة ( 15 هـ ) 000 موقعة اليرموك000 موقعة القادسية000
سنة ( 16 هـ ) 000 وفاة مارية القبطية ( أم إبراهيم ) مولاة رسول الله000
سنة ( 17 هـ ) 000 وفاة أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل في طاعون عمواس000
سنة ( 18 هـ ) 000 فتح مصر000 اتجه عمرو بن العاص على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل الى مصر ، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وتقدّم المسلمون وحاصروا حصن بابليون لمدة سبعة أشهر وتمكنوا من فتحه000ثم اتجهوا الى الإسكندرية فوجدوا مقاومة من حاميتها فامتد حصارها الى أربعة أشهر وأخيرا فتحت الإسكندرية وعقدت معاهدة الإسكندرية000
سنة ( 20 هـ ) 000 وفاة أسيد بن حضير000 وفاة سعيد بن عامر000 وفاة أم المؤمنين زينب بنت جحش000 فتح ليبيا000 قام والي مصر عمرو بن العاص بإرسال عُقبة بن نافع على رأس جيش إسلامي تمكّن من فتح برقةَ وفزانَ وزويلةَ ، وفي نفس الوقت قاد عمرو جيشاً آخر نحو الغرب ففتح سرت ولبده ثم طرابلس000
سنة ( 21 هـ ) 000 موقعة نهاوند000 كانت آخر معركة كبرى بين الفرس والمسلمين وبداية النهاية لسقوط الإمبراطوري�� الفارسية ، لذلك تسمى ( فتح الفتوح )000 وفاة خالد بن الوليد000
سنة ( 23 هـ ) 000 استشهاد عمر بن الخطاب000 فبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة000
سنة ( 28 هـ ) 000 فتح قبرص تمكّن الأسطول الإسلامي ( الشامي والمصري ) من انتزاع عدد من جزر البحر الأبيض المتوسط من البحرية الرومانية وفتح قبرص000 موقعة سُبَيْطلة000 سار عبد الله بن أبي سرحٍ والي مصر على رأس جيش كبير لفتح إفريقية ( تونس الحالية ) وقد تمكّن من الإنتصار على الروم في موقعة سُبَيْطلة وبذلك وضع المسلمون أقدامهم في إفريقية000
سنة ( 30 هـ ) 000 وفاة سيد المسلمين أبي بن كعب000
سنة ( 32 هـ ) 000 وفاة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله وفاة عبد الله بن مسعود وفاة عبد الرحمن بن عوف
سنة ( 34 هـ ) 000 وفاة عبادة بن الصامت000 معركة ذات الصواري000 اجتمع الأسطول الشامي والمصري في مائتي سفينة بقيادة عبد الله بن أبي سرح ، وتحرّك لملاقاة أسطول الروم الذي بلغ أكثر من ستمائة سفينة ، ولهذا سميت بهذا الإسم لكثرة صواري السفن التي اشتركت فيها ، وتحقق النصر للمسلمين ، وأصبحت لهم السيادة على شرق البحر الأبيض المتوسط000
سنة ( 35 هـ ) 000 استشهاد عثمان بن عفان ( ثالث الخلفاء الراشدين )000 ففي شـوال سنة ( 35 ) حاصر المتآمريـن عثمان في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ثم اقتحموا داره من الخلف وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى000
سنة ( 36 هـ ) 000 موقعة الجمل000 وبدأت في شهر جمادي الآخرة في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة علي -رضي الله عنه- ، وقد أحسن استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه 000 استشهاد الزبير بن العوام000 لمّا كان الزبير بوادي السباع في موقعة الجمل ، نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و سارع الى علي بن أبي طالب يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه ، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا 😦 بشر قاتل ابن صفية بالنار )000 وفاة حذيفة بن اليمان000
سنة ( 37 هـ ) 000 موقعة صفّين000 قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بال��لافة فالتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر)000 استشهاد عمّار بن ياسر000 في صفّين ،كان ياسر يجول في المعركة وهو مؤمن أنه واحد من شهدائها ، وكانت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمام عينيه 😦 تقتل عماراَ الفئة الباغية )000من أجل هذا كان يغرد قائلا 😦 اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه )000ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمَّارا ما استطاعوا ، حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم الفئة الباغية ، ولكن شجاعة عمار ابن الثالث والتسعين وقتاله كجيش لوحده أفقدهم صوابهم حتى إذا تمكنوا منه أصابوه وقتلوه000 وفاة خباب بن الأرت000
سنة ( 38 هـ ) 000 معركة النهروان000 أعلن فريق من جند علي -رضي الله عنه- الخروج على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب 000 وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 000
سنة ( 40 هـ ) 000 استشهاد علي بن أبي طالب000 اتفق الخوارج فيما بينهم على قتل علي وحددوا لذلك عبد الرحمن بن ملجم ، اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية ، وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا 😦 ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين )000واختلف في مكان قبره000وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء الراشدين000
سنة ( 41 هـ ) 000 وفاة أم المؤمنين حفصة000 عام الجماعة000 بايع أهل العراق الحسن -رضي الله عنه- بالخلافة بعد مقتل أبيه سنة ( 40هـ ) ، وأشاروا عليه بالمسير الى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان ، فزحف بمن معه ، وتقارب الجيشان في موضع يقال له ( مسكن ) بناحية الأنبار ، وهال الحسن أن يقْتتل المسلمون وتسيل دماؤهم ، فكتب إلى معاوية يشترط شروطاً للصلح ، ورضي معاوية ، فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة ( 41هـ ) وسمي هذا العام ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين فيه000
سنة ( 43 هـ ) 000 وفاة عمرو بن العاص000
سنة ( 44 هـ ) 000 وفاة أم المؤمنين أم حبيبة000
سنة ( 50 هـ ) 000 وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب000 وفاة أم المؤمنين حفصة000 بناء القيروان000 بناها عقبة بن نافع لتكون قاعدة حربية لتأمين الخطوط الدفاعية الإسلامية في المنطقة ، ونقطة إنطلاق لنشر الإسلام بين السكان هناك000
سنة ( 51 هـ ) 000 وفاة سعيد بن زيد000 وفاة أم المؤمنين ميمونة000
سنة ( 54 هـ ) 000 وفاة أسامة بن زيد000
سنة ( 55 هـ ) 000 وفاة سعد بن أبي وقاص000
سنة ( 58 هـ ) 000 وفاة أم المؤمنين عائشة000
سنة ( 59 هـ ) 000 وفاة أبو هريرة000
سنة ( 60 هـ ) 000 وفاة معاوية بن أبي سفيان000 في رجب000
سنة ( 61 هـ ) 000 وفاة الحسين بن علي بن أبي طالب000 في يوم عاشوراء ، العاشر من محرم000 وفاة أم المؤمنين أم سلمة000 أخر من مات من أمهات المؤمنين 000
سنة ( 73 هـ ) 000 وفاة عبد الله بن عمر000
سنة ( 74 هـ ) 000 وفاة سلمة بن عمرو بن الأكوع000
سنة ( 93 هـ ) 000 وفاة أنس بن مالك000
عودة الى الصفحة الرئيسة
سنوات قبل وبعد الهجرة سنة ( 53 قبل الهـجرة ) 000 ولد محمد بن عبد الله -صلى الله عليه سلم- يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول ( 571 م )0 وهو ما يعرف بعام الفيل ، عام ثلاثة وخمسين قبل الهجرة النبوية …
2 notes · View notes
elboox · 2 years ago
Text
البوكس نيوز - فراس وميهوب يقودان هجوم إيسترن كومباني أمام الإسماعيلي في الدوري.. قفة بديلا
البوكس نيوز – فراس وميهوب يقودان هجوم إيسترن كومباني أمام الإسماعيلي في الدوري.. قفة بديلا
جريدة البوكس نيوز تلخص لكم متابعينا الكرام أهم ما جاء من ، أعلن علاء عبد العال ، مدرب شركة إيسترن كومباني ، تشكيلته لمواجهة الإسماعيلي في المباراة التي ستجمعهم على استاد الإسماعيلية في الأسبوع 32 من الدوري المصري. كانت تشكيلة الشركة الشرقية على النحو التالي: حارس المرمى: عمرو حسام الدفاع: حسام حسن ، خالد مصطفى ، كمال أبو الفتوح ، صابر الشيمي خط الوسط: محمد مودي ناصر ، محمد الطرابلسي ، أحمد…
View On WordPress
0 notes
ayman-wanees · 2 years ago
Text
تشكيل إيسترن كومباني في مواجهة الأهلي
تشكيل إيسترن كومباني في مواجهة الأهلي
أعلن علاء عبد العال المدير الفني لإيسترن كومباني عن تشكيلة الفريق في مباراة الأهلي اليوم ضمن مواجهات الجولة الـ31 في مسابقة الدوري المصري الممتاز. وجاء التشكيل على النحو التالي: حراسة المرمي: عمرو حسام خط الدفاع: كمال أبو الفتوح – محمد صالح – أحمد عبد الموجود (جودة) – صابر الشيمي خط الوسط: أحمد حمزة (حمزاوي) – محمد بن علي طرابلسي- محمد ناصر (مودي) – أحمد متعب. الهجوم: عماد ميهوب- فراس بن…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
kora24online · 2 years ago
Text
22 لاعبا فى قائمة إيسترن كومبانى أمام مصر المقاصة.. غياب قفة وفراس بن عيفية
22 لاعبا فى قائمة إيسترن كومبانى أمام مصر المقاصة.. غياب قفة وفراس بن عيفية
اختار علاء عبد العال المدير الفني لنادي إيسترن كومبانى، 22 لاعبا في قائمة الفريق للدخول قي معسكر مغلق استعدادا لمواجهة مصر المقاصة اليوم الأربعاء، ضمن مباريات الجولة الرابعة والعشرين من عمر مسابقة الدورى الممتاز.    وجاءت قائمة إيسترن كومبانى لمواجهة مصر المقاصة كالتالي:   حراسة المرمى: أحمد بوسكا، عمرو حسام    الدفاع: خالد مصطفى، كمال أبو الفتوح، محمد صالح، حسام حسن، أحمد داهش، أحمد عبد…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
alahramplatform · 2 years ago
Text
سامسون أكينولا أساسيًا في تشكيل الزمالك المتوقع أمام بيراميدز
سامسون أكينولا أساسيًا في تشكيل الزمالك المتوقع أمام بيراميدز
كتب : محمد سيد يدخل نادي الزمالك مواجهة من العيار الثقيل عندما يلتقي بيراميدز اليوم الأحد، في تمام الساعة السابعة مساءً على ملعب القاهرة الدولي، في مباراة مؤجلة من الأسبوع الثالث من بطولة الدوري المصري الممتاز. ومن المتوقع أن يبدأ الفارس الأبيض بالأسماء الآتية: حراسة المرمى: محمد عواد. خط الدفاع: أبو الفتوح، مصطفى الزناري، حسام عبد المجيد، حمزة المثلوثي، سيد نيمار خط الوسط: عمرو السيسي، إمام…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
mahetab0 · 2 years ago
Text
المؤبد لمتهم بالتسبب فى مقتل طفل حرقا داخل شقة بمنطقة دار السلام
المؤبد لمتهم بالتسبب فى مقتل طفل حرقا داخل شقة بمنطقة دار السلام
قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس، برئاسة المستشار أحمد أبو الفتوح، بمعاقبة متهم بإشعال النيران في شقة سكنية، والتسبب في وفاة طفل، بسبب خلافات سابقة في دار السلام، بالسجن المؤبد. عقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد أبو الفتوح، وعضوية المستشارين حامد محمد ومحمد أحمد بسيوني وسالي عمرو أمين الصعيدي، وأمانة سر طارق فتحي والسيد حسن. وأسندت النيابة للمتهم تهمة إشعال النار عمدا داخل شقة…
View On WordPress
0 notes
mostafa-khalifa · 4 years ago
Text
دلائل النبوة
حنين الجذع
ومن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم الباهرة التي تفوق معجزة إحياء الموتى لنبي الله عيسي عليه السلام، حنين الجذع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان عيسي قد أعطاه إحياء الموتى والذين هم في الأصل بشر، فهو ها جذع من نخل قد يبُس يبكي ويسمع صوت بكاءه حنينًا وشوقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يهدأ ويسكن لما يطيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا.
نبوع الماء من بين يديه صلى الله عليه وسلم
ومن الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم ما ثبت وصح عن عدد من الصحابة في عدد من الوقائع المتفرقة من نبع الماء من بين يديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري في صحيحه عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ قَالَ قَتَادَةُ قُلْتُ لِأَنَسٍ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ ثَلَاثَ مِائَةٍ أَوْ زُهَاءَ ثَلَاثِ مِائَةٍ.
تسليم الحجر وتسيبح الحصى في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن آيات النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة أن الحجر والجمادات كانت تعرفه وتقر له بالنبوة والرسالة، روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: "فيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات، وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة: (وإن منها لما يهبط من خشية الله)، وقوله تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده)"
وذكر البيهقي في دلائل النبوة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا
( جبل إلا قال : له السلام عليك يا رسول الله
فسلام الحجر وهو جماد أمر خارق للعادة، معجز للبشر أن يأتوا بمثله، فلذا هو آية النبوة المحمدية ومعجزة من معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك أيضًا، ما ذكرته كتب السنة من تسبيح الحصى والجماد في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن مسعود رضي
تكلم ذراع الشاة يحذره صلى الله عليه وسلم من أكله
وقد ذكر البيهقي القصة بأبسط من ذلك في دلائل النبوة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ارفعوا أيديكم » وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها، فقال لها : « أسممت هذه الشاة ؟ » قالت اليهودية : من أخبرك ؟ قال : « أخبرتني هذه في يدي للذراع » قالت : نعم ، قال : « فما أردت إلى ذلك ؟ » قالت : قلت إن كان نبيا فلن يضره، وإن لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها ، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة ، واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة.
تكثير الطعام
عن جابر-رَضيَ اللهُ عَنْهُ-قال: (تُوفِّيَ عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين, فاستعنت النَّبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- على غُرمائِهِ أنْ يضعُوا مِنْ دَيْنِهِ، فطلب -صلى اللهُ عليهِ وسلم- فلم يفعلوا، فقال النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "اذهب فصنف تمرك أصنافاً، العجوة على حدة، وعذق بن زيد على حدة، ثم أرسل إليَّ"، ففعلت ثم أرسلت إلى رَسُولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- فجاء فجلس أعلى أعلاه, أو في وسطِهِ, ثم قال: "كِلْ للقومِ", فكلتهم حَتَّى أوفيت الذي لهم, وبقي تمري كأنه لم ينقصْ منه
( شيءٌ
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرٍ-رَضيَ اللهُ عَنْهُما-, قال: (كنا مع النَّبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- ثلاثين ومائة، فقال النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "هل مع أحد منكم طعام؟" فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها, فقالَ النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: "بيعاً أم عطية؟"-أو قال أم هبة- قال: بل بيع، فاشترى منه شاة فصنعت، وأمر النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- بسواد البطن أن يشوى، وأيم الله ما في الثلاثين والمائة إلا وقد حز النَّبيّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- له حزة من سواد بطنها، إنْ كان شاهِداً أعطاه إيَّاها، وإن كان غائباً خبأ له، فجعل منها قصعتين فأكلوا أجمعون وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير–أو كما قال
عن أنس بن مالك-رَضيَ اللهُ عَنْهُ-, قال: (خرج النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- في بعض مخارجِهِ, ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون, فحضرتِ الصَّلاةُ فلم يجدُوا ماءً يتوضأون، فانطلق رجلٌ من القوم, فجاء بِقَدَحٍ من ماءٍ يسيرٍ، فأخذه النَّبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- فتوضَّأَ، ثم مَدَّ أصابعَهُ الأربعَ على القَدَحِ، ثم قال: "قُومُوا
( فتوضَّأوا"، فتوضَّأ القومُ حَتَّى بلغُوا فيما يُريدون من الوضوءِ, وكانُوا سبعينَ أو نحوه
إخباره صلى الله عليه وسلم بغيوب تحققت في حياته
من الغيوب التي تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ووقعت حال حياته خبر الريح التي تنبأ صلى الله عليه وسلم بهبوبها وهو منطلق وأصحابُه إلى تبوك فقال: ((ستهبُّ عليكم
( الليلة ريحٌ شديدة، فلا يقُمْ فيها أحدٌ منكم، فمن كان له بعيرٌ فليشُدَّ عِقاله
قال أبو حميد رضي الله عنه راوي الحديث: فهبَّت ريحٌ شديدة، فقام رجلٌ، فحملته الريح، فألقته بجبلي طيء
من الغيوب الباهرة التي كشفت لنبينا صلى الله عليه وسلم خبر أم حرام بنت ملحان ، فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أول جيش من أمتي يغزون
( البحر قد أوجبوا
قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: (أنتِ فيهم
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور
( لهم
فقلتُ: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا
قال ابن حجر: " وفيه ضروب من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما سيقع، فوقع كما قال , وذلك معدود من علامات نبوته: منها إعلامه ببقاء أمته بعده، وأن فيهم أصحابُ قوةٍ وشوكة ونِكاية في العدو, وأنهم يتمكنون من البلاد حتى يغزوا البحر, وأن أمَّ حرام تعيش إلى ذلك الزمان, وأنها تكون مع من يغزو البحر, وأنها لا تدرك زمان الغزوة الثانية ".
بينما النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك؛ أنبأ أصحابه بوقوع ستة أحداث مهمة، رتب وقوعها فقال لعوف بن مالك: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذُ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنةٌ لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدِرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل
( غايةٍ اثنا عشر ألفاً
وفي هذا الحديث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أحداثاً ستة يرتبها، أولها: موتُه صلى الله عليه وسلم، ثم فتحُ بيت المقدس، وقد كان ذلك في العام الخامس عشرَ من الهجرة، ثم موت عظيم يصيب الصحابة، وتحقق ذلك في طاعون عِمواس في السنة الثامنةِ عشرة للهجرة، ثم استفاضةُ المال حين كثرت الأموال زمن الفتوح في عهد عثمان، ثم الفتنةُ التي تصيب العرب، وقد وقعت زمن فتنة قتل عثمان رضي الله عنه التي كانت بوابة للفتن التي ما تركت بيتاً إلا ودخلته.
وأما العلامة الأخيرة، وهي الهدنة ثم الحرب مع بني الأصفر- وهم الروم - فقد اتفق العلماء على أنها لم تقع، وأن ذلك يكون في فتن وملاحم آخر الزمان.
1 note · View note
kora24online · 2 years ago
Text
تشكيل إيسترن كومباني في مواجهة المصري
تشكيل إيسترن كومباني في مواجهة المصري
أعلن علاء عبد العال المدير الفني لإيسترن كومباني عن تشكيلة الفريق في مباراة المصري البورسعيدي اليوم ضمن مواجهات الدور الـ16 من كأس مصر.   وجاء التشكيل على النحو التالي :    حراسة المرمي  عمرو حسام    خط الدفاع   أحمد السعيد (متعب) – كمال أبو الفتوح-أحمد عبدالموجود (جودة) – يوسف مجدي عبدالغني   خط الوسط   أحمد أبو بكر(موكشا) -أحمد حمزة (حمزاوي) – أحمد تمساح – خالد…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
alahramplatform · 2 years ago
Text
تشكيل إيسترن كومباني لمواجهة طلائع الجيش.. تمساح يقود الهجوم
تشكيل إيسترن كومباني لمواجهة طلائع الجيش.. تمساح يقود الهجوم
متابعة: سلمى عبدالله أعلن علاء عبدالعال المدير الفني لإيسترن كومباني تشكيل الفريق؛ لمواجهة طلائع الجيش، والمقرر لها اليوم الإثنين، في إطار الجولة الـ30 من منافسات الدوري الممتاز. وتنطلق المباراة في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، على ستاد جهاز الرياضة العسكري. وجاء تشكيل إيسترن كومباني كالتالي: في حراسة المرمى: عمرو حسام. خط الدفاع: أحمد حمزاوي، محمد صالح، محمد جودة، كمال أبو الفتوح. خط…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
mahetab0 · 3 years ago
Text
السجن المشدد 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بترويج المخدرات فى دار السلام
السجن المشدد 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بترويج المخدرات فى دار السلام
قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس، برئاسة المستشارأحمد آبو الفتوح، بمعاقبة عامل بالسجن المشدد 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه، بتهمة الاتجار في المواد المخدرة في دار السلام.  صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد أبو الفتوح وعضوية المستشارين حامد محمد و محمد أحمد بسيوني و سالي عمرو الصعيدي، وأمانة سر طارق فتحي و السيد حسن. كشف أمر الإحالة قيام المتهم، عامل، بإحراز جوهر مادة مخدرة MDMB…
View On WordPress
0 notes