#بن زيدون
Explore tagged Tumblr posts
Text
أَيوحِشُني الزَمانُ وَأَنتَ أُنسي
وَيُظلِمُ لي النَهارُ وَأَنتَ شَمسي
وَأَغرِسُ في مَحَبَّتِكَ الأَماني
فَأَجني المَوتَ مِن ثَمَراتِ غَرسي
لَقَد جازَيتَ غَدراً عَن وَفائي
وَبِعتَ مَوَدَّتي ظُلماً بِبَخسِ
وَلَو أَنَّ الزَمانَ أَطاعَ حُكمي
فَدَيتُكَ مِن مَكارِهِهِ بِنَفسي
_بن زيدون
#مكاوي#quotes#quote#إقتباسات#إقتباس#بن زيدون#ابن زيدون#اقتباس#اقتباسات#tumblr#تمبلريات#آل تمبلر#تمبلر#تمبلر بالعربي#عرب تمبلر#شعر عربي#شعراء
49 notes
·
View notes
Text
إنَّ الكِرامَ بِحِفظِ العَهدِ تُمتَحَنُ❣️
35 notes
·
View notes
Text
بَلَغتُ يا أَمَلي مِن قُربَكَ الأَمَلا
وَاللَهُ لا عَلِقَت نَفسي بِغَيرِكُمُ
وَلا اِتَّخَذتُ سِواكُم مِنكُمُ بَدَلا
2 notes
·
View notes
Text
أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، أن مقتنيات معرض «خطوط وأشعار» ليست مجرد لوحات فنية، بل هي تجسيد لتاريخنا وثقافتنا وحبنا للفن والجمال، معرباً عن أمله أن تلهم هذه الأعمال الجيل الجديد لاستمرارية الاهتمام والتقدير لفن الخط العربي، فهو جزء لا يتجزأ من الهوية العربية والإسلامية. وافتتح محمد المر، المعرض الذي يحتضن مقتنيات المر وتنظمه مكتبة محمد بن راشد، ضمن فعاليات الدورة الأولى من «بينالي دبي للخط»، التي تُقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» حتى 31 أكتوبر الجاري، وشهد افتتاح المعرض، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة» الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، والقيم الفني محمد فراس عبو، حيث اطلعا على مجموعة الأعمال التي امتازت بتنوع خطوطها وتفرد أفكارها ورؤى صناعها من الفنانين والخطاطين الذين يمثلون جنسيات وثقافات مختلفة. ولفت سعيد مبارك بن خرباش إلى أهمية الأعمال التي يقدمها المعرض وما تمتاز به من تنوّع في فن الخط العربي. وقال: «يمثل فن الخط أحد مكونات الثقافة العربية، وأبرز أدوات التعبير عن مخزونها الإبداعي بما يمتلكه من جماليات خاصة في هندسته وتفاصيله المختلفة وحيويته التي أسهمت في تعميق علاقته مع الفنون التشكيلية الأخرى، وهو ما تجلى في تشكيلة الأعمال التي يقدمها المعرض». وأكد بن خرباش حرص «دبي للثقافة» على الاحتفاء بهذا الفن والاهتمام به من خلال «بينالي دبي للخط» الذي يمثل منصة مبتكرة تمكن الفنانين وأصحاب المواهب من عرض إبداعاتهم وأعمالهم المختلفة، وهو ما يتماشى مع التزامات الهيئة الهادفة إلى خلق بيئة إبداعية مستدامة قادرة على إثراء وتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي. ويشتمل المعرض على 33 لوحة فنية، شكلت جزءاً من مقتنيات محمد أحمد المر الشخصية، استلهمت من قصائد المتنبي، وابن زيدون، وإيليا أبوماضي، ونزار قباني، والدكتور أحمد أمين المدني، وكتبت بخطوط الثلث الجلي والنسخ والنستعليق والكوفي والسنبلي، وكذلك خط جلي الطومار، والتي تعكس جماليات وتفرد الخط العربي. وتحمل اللوحات التي اختلفت في أساليب تصاميمها وزخرفتها الفنية العربية والتركية والفارسية، بصمات نخبة من الخطاطين الأتراك ومن بينهم: محمد وعثمان أوزجاي، والخطاطين السوريين أحمد الباري، وجمال بوستان، ومنير الشعراني، ومحمد فاروق الحداد، وأسامة الحمزاوي، وعبدالرحمن العبدي، وجمعة محمد حماحر، بالإضافة إلى الخطاطين المصريين مسعد خضر البورسعيدي، وأحمد فهد، والخطاط السوداني تاج السر حسن، والأردني يعقوب إبراهيم سليمان، والعراقي بزار الأربيلي، وزميله حاكم غنّام. كما تضمن المعرض أيضاً أعمالاً من إبداع الخطاطين الإيرانيين عباس أخوين، ورسول مرادي، ومحمد خلوصي، وحبيب رمضان بور، ومحسن ركابي، وشوقيّان، ومهدي خداه بناه، والخطاطة آلهة خاتمي. وتستضيف مكتبة محمد بن راشد ضمن مشاركتها في فعاليات «بينالي دبي للخط» تشكيلة من ورش العمل التي يقدمها الفنانون يوشيمي فوجي والدكتور أنطوان أبي عاد ولينا أدهمي والعنود بوخماس، ويحتفون خلالها بالخطوط العربية واليابانية الكلاسيكية والمعاصرة. محمد المر: • «أعمال المعرض ليست مجرد لوحات فنية، بل هي تجسيد لتاريخنا وثقافتنا وحبنا للفن والجمال». المصدر: الإمارات اليوم
0 notes
Text
أضحى التَّنائي
هذه قصيدة لأشهر شعراء الأندلس أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون القرطبيّ الَّذي امتاز شعره بالأصالة وجمال الصَّنعة وخصب الخيال، فلُقِّبَ ببحتريِّ المغرب. اشتغل ابن زيدون بالسِّياسة فتقلَّبت به الأحوال وعكَسَ شعره أحواله الرَّافهة والشَّقيَّة، وقد وزر لابن جَهْوَر أحد ملوك الطوائف في الأندلس ثمَّ اتَّصل بآل عبَّاد في إشبيلية فأُطلق عليه (ذو الوزارتين). هام عشقاً بولَّادة بنت…
View On WordPress
1 note
·
View note
Text
قصص العشق والهيام،
في التراث العربي الكثير من قصص العشق والهيام، منها ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل إلى طريق مسدود ومات الحبيب في نهاية الأمر بشكل مأساوي وهو لم يبل وصله، ولعلنا سمعنا بقصة قيس وليلى أو عنترة وعبلة، وربما سمعنا بقصص أخرى.
وهنا سوف نتوقف مع أبرز هذه القصص أو ثنائيات الحب في التراث التي كان أبطالها في الغالب شعراء بل هم كذلك، ولكأن الشعر هو نديم الهيام، ولا ننسى أن القصائد كانت تفتتح بالغزل والنسيب، ولعل في ذلك دفعاً للذات والنفس بأن تكون قادرة على اقتلاع ما فيها وتحريكها لكي تبوح حيث يكون الغزل بداية لتحرر كبير يفتح شغف القول لما هو أعمق وأبعد في القصيدة من حكايات وقصص أخرى ومرويات وحكم.
1 - عنترة وعبلة
وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان.
وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية في تلبية طلب والدها بجلب النوق العصافير من الملك النعمان، ليكلل الهيام بالمراد، رغم ما قيل إنه خانها فيما بعد.
وقد ذكر عنترة عبلة في أشعاره كثيراً، ومعلقته الشهيرة، كقوله: يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
2 - جميل وبثينة
وهي قصة انتهت بالصدّ، فجميل بن معمر الذي عاش في العصر الأموي، وأحب بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع، وقد تقابلا في مرابع الإبل في مشادة بسبب الهجن في البداية انتهت إلى هيام، لم ينل وطره من بثينة، إذ مانعه أهلها. لكنه لم يقتل الحب، رغم أن محبوبته ذهبت لزواج رجل آخر بإملاء الأهل، وظلت في نفسها مع هواها الأول والأخير، ويقال إنهما كانا يتقابلان سراً أحياناً ليبلا الأشواق ولكن في لقاء عفيف بحسب المرويات. ويشار إلى كلمة "الحب العذري" جاءت من هذه القبيلة "بني عذرة" وسياق قصة جميل وبثينة، أي ذلك الحب العفيف والطاهر.
بعد زواج بثينة ضاق الحال بجميل فسافر إلى اليمن لأخواله، ثم عاد إلى مرابع الأهل في وادى القرى لاحقاً دون أن ينسى هواه، فوجد أن بثينة قد غادرت مع أهلها إلى الشام، فقرر أن يهاجر إلى مصر وظل هناك إلى أن مات يتذكر حبه القديم، وهناك أنشد في أيامه الأخيرة قبل رحيله: وما ذكرتك النفس يا بثين مرة من الدهر إلا كادت النفس تتلف وإلا علتني عبرة واستكانة وفاض لها جار من الدمع يذرف تعلقتها والنفس مني صحيحة فما زال ينمى حب جمل وتضعف إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف
وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب.
3 - كثير وعزة
كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي، من شعراء العصر الأموي، عرف بعشقه لعزة بنت جميل الكنانية، فقد والده في الصغر وعاش يتيماً وقيل إنه كان سليط اللسان منذ صباه، وقد رباه عمه في مرابع الإبل وأبعده عن الناس حتى يصونه عن الطيش، وقد اشتهر بهيامه بعزة حتى أنه كُني بها فصار يلقب بـ "كثير عزة"، ويذكر أنه أولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن.
وكأغلب قصص الحب عند العرب لم يتزوج، لأن عادة العرب كانت ألا يزوجوا من يتغزل شعراً ببناتهم.
وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها. ومن قوله:
رأيت جمالها تعلو الثنايا كأنّ ذرى هوادجها البروج وذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك. قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟ وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه! فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها: ترى الرجل النحيف فتزدريه وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً وأم الصقر مقلات نزور فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه. وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن.
4 - مجنون ليلى
هو قيس بن الملوح عشق ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر "ليلى العامرية" وعاشا في البادية بنجد في العصر الأموي، وككل القصص السابقة لابد من رعي الأبل وحيث يبدأ الحب في المرابع، وهي ابنة عمه كانت لهما طفولة مشتركة وقد أحبها في سن صغيرة.
وكما يحدث في العادة، فقد رفض طلب زواجه حيث زوجت ليلى لرجل آخر أخذها بعيدا عن الديار إلى الطائف، فبدأت القصة الملهمة التي دخلت التاريخ، قصة مجنون ليلى التي فيها حب غير عادي، فالرجل فعل فيه الهيام الأفاعيل، فقد أصبح يطارد الجبال والوهاد ويمزق الثياب ويستوحش من الناس ويكلم نفسه، وهل بعد ذلك إلا الجنون!!
وقيل إنه تعلق بأستار الكعبة وهو يدعو الله أن يريحه من حب ليلى، وقد ضربه أبوه على ذلك الفعل، فأنشد: ذكرتك والحجيج له ضجيج بمكة والقلوب لها وجيب فقلت ونحن في بلد حرام به لله أُخُلصت القلوب أتوب إليك يا رحمن مما عملت فقد تظاهرت الذنوب وأما من هوى ليلى وتركي زيارتها فإني لا أتوب وكيف وعندها قلبي رهين أتوب إليك منها وأنيب وعاد للبرية لا يأكل إلا العشب وينام مع الظباء، إلى أن ألفته الوحوش وصارت لا تنفر منه كما يرد في القصة "الأسطورة" وقد بلغ حدود الشام، وكان يعرف علته برغم "جنونه" فقد رد على أحد سائليه بقوله: كان القلب ليلة قيل يُغدى بليلى العامرية أو يراحُ قطاة عزها شرك فباتت تجاذبه وقد علِق الجناح وقيل إنه وجد ميتاً بين الأحجار في الصحراء وحمل إلى أهله فكانت نهاية مأساوية للعاشق المجنون، ووجدته ميتاً امرأة كانت تحضر له الطعام. وقد خط قبل موته بيتين من الشعر تركهما وراءه هما: تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ
5 - مجنون لبنى
اسمه قيس بن ذريح الليثي الكناني، عاش في زمن خلفاء الرسول، وقد أحب لبنى بنت الحباب الخزاعية، وقد عشقها لأول مرة يوم أن زار مرابع بني حباب أهل لبنى فطلب سقي الماء فجاءت له بها فأغرم من وقتها وقد كانت مديدة القامة، بهية الطلة وعذبة الكلام. وقد أنشد بعد فراقه لبنى: فيا ليت أني متّ قبل فراقها وهل تَرْجِعَنْ فَوْتَ القضيةِ ليتُ و��كن اختلاف قصته أنه تزوجها بخلاف الآخرين ثم طلقها لأنها كانت عاقراً، وقد فعل ذلك تحت ضغط الأسرة لاسيما والده الذي كان يرى عارا أن يقطع نسله. ويروى أنه ذكر لرفاقه: هجرني أبواي اثنتي عشرة سنة، أستأذن عليهما فيرداني، حتى طلقتها. ومما أنشد في لوم نفسه: أتبكي على لبنى وأنت تركتها وكنت عليها بالملا أنت أقدر فإن تكن الدنيا بلبنى تقلبت فللدهر والدنيا بطون وأظهر كأني في أرجوحة بين أحبل إذا فكرة منها على القلب تخطر ومن ثم ربما أنه أنكر فعله فجرى فيه ما جرى وهو يهيم بالصحاري ينشد الشعر وقد ساء حاله. وإن كانت قد تزوجت لبنى بعده فقد كان المنال صعبا إلى حين، وكانت – هي - هائمة به لم تنسه، وهذا أغضب زوجها الذي خيّرها بينه وهذا الـ"مجنون"، فاختارت الطلاق وتزوجت من جديد بقيس ولكن بعدها لم يعيشا طويلاً، ماتت هي أولاً وهو ثانياً.
6 - توبة وليلى الأخيلية
ليلى الأخيلية كانت شاعرة مثل الخنساء، وقد هام بها توبة بن الحمير، وفي هذه القصة بخلاف قصص الحب الأخرى فإن البطولة للمرأة، فهي التي ذاع صيت شعرها أكثر، في حين كان الرجل هو الحبيب الذي يتغزل فيه حتى لو أنه كان شاعراً مثلها. وقد عاشا في صدر الإسلام والعصر الأموي، وعرفا بعشق متبادل لا شك فيه.
وقيل إن ليلى كانت باهرة الجمال وقوية الشخصية وفصيحة، فيما كان توبة شجاعاً وفصيحاً هو الآخر، وقد افتتن بها عندما رآها في إحدى الغزوات.
ورغم حبهما إلا أن والد ليلى حال دون زواجهما، حتى إنه اشتكى إلى الخليفة من توبة. فعاشا حباً عذرياً إلى أن قُتِل توبة وقيل إنه قتل في إحدى المعارك، كما قيل إنه كان يمارس النهب على القوافل وهذا سبب قتله، فرثته ليلى تقول: لعَمرك ما بالموت عارٌ على الفتى إذا لم تصبه في الحياة المعابرُ وما أحدٌ حيا وإن كان سالما بأخلد ممن غيّبته المقابرُ ومن كان مِما يُحدثُ الدهر جازعا فلابد يوما أن يُرى وهو صابر وليس لذي عيش من الموت مذهبٌ وليس على الأيام والدهر غابِرُ ولا الحيُ مما يُحدث الدهر معتبٌ ولا الميت إن لم يصبر الحيُ ناشرُ وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى وكل امرئ يوما إلى الله صائرُ فأقسمتُ لا أنفكُ أبكيك ما دعت على فننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ ويروى أنها ماتت بجوار قبره عندما كانت تزوره بشكل متكرر، وذات مرة سقطت من على الهودج بجوار القبر فأخذتها المنية. ومن أشعار توبة في ليلى قوله:
لكل لقاء نلتقيه بشاشة وإن كان حولا كل يوم أزورها وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها وقد رابني منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجتي وبسورها ألا إن ليلى قد أجد بكورها وزمت غداة السبت للبين عيرها فما أم سوداء المح��جر مطفل بأحسن منها مقلتين تديرها ويشار إلى أن البعض يخلط بين أشعار توبة بن الحمير مجنون ليلى الأخيلية وأشعار قيس بن الملوح مجنون ليلى العامرية.
7 - أبونواس وجنان
جنان هي عشيقة أبونواس وهي تقريباً الوحيدة التي أخلص لها برغم أنه كان متقلب الهوى، وهنا تختلف القصة عن باقي القصص في أن الهيام ليس كذلك الأبدي الذي يؤدي إلى الحتف. وقد أنشد فيها الأبيات الشهيرة: حامل الهوى تعب يستخفه الطربُ إن بكى يحق له ليس ما به لعب تضحكين لاهية والمحب ينتحبُ تعجبين من سقمي صحتي هي العجبُ! وقيل إنه رغم إدمانه الخمر تبعها في رحلة إلى الحج وهناك أنشد قصيدته المعروفة التي يتبتل بها للخالق ومطلعها: إلهنا ما أعدلك مليك كل من ملك لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك ويقال إن جنان لم تكن تحبه كما أحبها، ربما لطيشه وخوفها من الغدر، لكن ذلك لم يستمر إذ استطاع أن يغويها بشعره لها، وقيل إن سبب تغير رأيها أنه سمعته ينشد: جِنانُ إن وجُدتِ يا منايَ بما آمُلُ لم تقطُرِ السماءُ دما وإن تمادى ولا تماديتِ في منعك أصبح بقفرةٍ رِمما عَلِقتُ من لو أتى على أنفس الماضينَ والغابرين ما ندما لو نظرت عينه إلى حجرِ ولّد فيه فُتوُرها سقما
8 - أبوالعتاهية وعتبة
أحب الشاعر أبو العتاهية جارية اسمها عتبة، قال فيها: عُتبَ ما للخيال خبريني.. وما لي؟ لا أراه أتاني زائرا مُذ ليالي لو رآني صديقي رق لي أو رثى لي أو يراني عدوي لانَ من سوء حالي وأبو العتاهية من مواليد الحجاز وقد نشأ بالكوفة وسكن بغداد، وقد دفعه حبه لعتبة أن يقول فيها الشعر لكنها لم تقابله بمثل ما يكنه لها، حيث واجهته بالصد والهجران، إلى أن كاد يفقد عقله فسمي بـ "أبو العتاهية". وقد أوصله اليأس من هوى عتبة إلى الزهد، فصار علامة في شعر الزهاد. ومن بدائع ما قال في هجران عتبة: يا إخوتي إن الهوى قاتلي فبشروا الأكفان عاجلِ ولا تلوموا في اتباع الهوى فإنني في شُغلٍ شاغلِ وإذا كانت عتبة هي جارية الخليفة المهدي في العصر العباسي، وكان أبوالعتاهية واسمه إسماعيل بن القاسم، دميم الشكل فربما كان ذلك سببا في نفران عتبة منه، ويروى أن الخليفة قد سمع بتغزله فسجنه عقابا على إنشاده الشعر في جاريته وقد أطلق سراحه بعد أن مدح الخليفة. ومن أشعاره في الزهد قوله: ما يجهل الرشد من خاف الإله ومن أمسى وهمته في دينه الفكر فيما مضى فكرة فيها لصاحبها إن كان ذا بصر بالرأي معتبر أين القرون وأين المبتنون بها هذي المدائن فيها الماء والشجر
9 - ابن زيدون وولادة بنت المستكفي
وهي من القصص الشائعة في العصر الأندلسي، حيث عاش ابن زيدون حياة رغدة، وكان أديبا وشاعرا وكان بمثابة وزير المعتضد بالله بن عباد في إشبيلية، وفي المقابل فإن ولادة بنت المستكفي كان أبوها حاكما على قرطبة وقد قتل، وقد كانت من الأديبات الشهيرات في زمانهن، وقد التقت بالعديد من الأدباء والشعراء لكن لم يلق أحدهم طريقا إلى قلبها سوى ابن زيدون، الذي بادلها الحب كذلك. وهنا تتشابه القصة مع توبة وليلي الأخيلية في أن الطرفين شاعران. وعاش الاثنان حياة حب لفترة ومن ثم كان الجفاء والممانعة من قبل ولادة، لكن بين الشد والجذب ولدت أقوى قصة حب في الأندلس دخلت التاريخ العربي، ومن أروع ما أنشده ابن زيدون قصيدته النونية التي جاء فيها عن الجفوة: أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيبِ لُقيانا تجافينا بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا حالت لفقدكم أيامنا فغدت سُودا وكانت بكم بيضا ليالينا ليُسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا عليك مني سلام الله ما بقيت صبابة بكِ نُخفيها فتخفينا ويبدو أن ولادة متحركة القلب، فبعد ابن زيدون سعت إلى كسب قلب الوزير "ابن عبدوس" الذي تزوجها فعلا وسجن ابن زيدون لهجائه له بعد أن شعر باليأس، وبقيت ولادة في المقابل خالدة رغم كل شيء بسبب ابن زيدون. لكن للقصة وجه آخر حيث ورد أن ابن زيدون تعلق بإحدى جواري ولادة، ليثير غيرتها، أو أن ذلك حدث وهي تتغالى عليه، ما أثار غضب ولادة وقد أوردته شعرا، بعد الفراق: لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا لم تهوَ جاريتي ولم تتخيَّرِ وتركت غصناً مثمراً بجماله وجنحت للغصن الذي لم يثمرِ ولقد علمت بأنني بدر السما لكن ولعت لشقوتي بالمشتري ومن شعر ولادة على قلته قولها في ب��تين مشهورين لها: أنا والله أصلح للمعالي وأَمشي مشيتي وأتيهُ تيها أمكنُ عاشقي من صحن خدّي وأعطي قُبلتي مَن يشتهيها
10 - ابن رهيمة وزينب
عرف ابن رهيمة بأنه من شعراء الغزل العفيف وإن لم ينل الاهتمام الكافي به في التراث الأدبي، وقد كانت محبوبته زينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن، وبعد أن شاع أمر عشقه فقد استعداه هشام بن عبد الملك، فأمر بضربه 500 سوط وأن يباح دمه إن عاد لذكرها، فهرب وأنشد: إن كنت أطردتني ظالما لقد كشف الله ما أرهبُ ولو نلت مني ما تشتهي لقلّ إذا رضيت زينبُ وما شئت فاصنعه بي بعد ذا فحبي لزينب لا يذهبُ ويرجح أنه لم يطرق قلبه الهوى إلا في سن كبيرة لما أورده شعرا: أقْصدت زينبُ قلبي بعدما ��هب الباطل عني والغزل وعلا المفرق شيبٌ شاملٌ واضحٌ في الرأسِ مني واشتعل وكان قد عرف في شعره بالوضوح والصراحة، كقوله: إنما زينب همي بأبي تلك وأمي بأبي زينب لا أكني ولكني أسمي بأبي زينب مِن قاضِ قضى عمدا بظلمي بأبي من ليس لي في قلبه قيراط رحمِ ومأساته أن قصته على ما يبدو كانت من طرف واحد، ما زاده ألما وجعله يعيش وحشته، كما في قوله: أقْصدت زينبُ قلبي وسَبَت عقلي ولُبي تركتني مستهاما أستغيُث الله ربي ولها عندى ذنوبٌ في تنائيها وقربي!! وقد انتهت حياته بغموض، بعد هروبه من الخليفة، والأغلب أنه مات هائما وهو يتذكرها رافضا الزواج، ففي أغلب القصص أنهم يهيمون ثم يموتون.
30 notes
·
View notes
Text
سألت ولادة بنت المستكفي في أحد مجالسها أي الغزل أحسن غزل المحروم الذي لا أمل له أم غزل الموصول الذي بلغ حاجته؟ أحد الجلوس: بل غزل المحروم فلا هو يَكفُ ولا هو يشتفي ابن زيدون يضحك ويقول: فما كان شأن المجنون مع ليلى لو صارت إليه! يالشقاء ليلي إذن إذن؟! أحد الجلوس: تُرى لو صارت إليه هل كان سيجود بغزل نحفظه ونردده؟! ابن زيدون: ذاك اختبار الشاعر، واختبار العاشق، واختبار المعشوق فإذا انبحس عنه شعر الغزل بعد الوصال؛ فهو إما لضعف في موهبته، أو ضعف في عشقه، أو لأنه وجد صاحبته مع القرب دون ما صورها له خياله مع البعد. أحد الجلوس: أنت إذن على مذهب عمر بن أبي ربيعة؟ ابن زيدون: لست على مذهب العاشق المحروم، الذي يرضى بالأثر دون الثمرة، ويقنع بالفتات مما تركت موائد غيره، ويقتات ما تخلف من عشب المراعي ، ولا أنا على مذهب الماجن الخليع، الذي يطلب قضاء وطره، ويتنقل بين الزهور؛ فالأول مملول، والثاني ملول إنما أنا على مذهب نفسي أحد الجلوس: وما ذاك؟ غزل الموصول الذي لا تنقضي حوائجه، ولا تنفد رغائبه، كلما أصاب ازدادت رغبته، واشتد إقباله؛ وهذا لا يكون إلا مع صاحبة لا تنقضي محاسنها، ولا تفرغ عجائبها، ولا تنضب مواردها، ولا تنفد أسرارها، فهي في كل يوم خلق جديد! أحد الجلوس: الله الله! لوددت أن أكون امرأة وأوصف بمثل هذه الأوصاف! أحد الجلوس يوجه السؤال إلى ولادة: أنت ياسيدتي التي استفتحي السؤال، والآن أنت المسؤول، فما الرأي عندك أي الغزل أحسن عندك؟ ولادة: ما بي، وإن قصر في جودته فصورتي تزينه! أحد الجلوس: أعني مذهبك في العشق، والعشاق، وشعراء الغزل ولادة: كالحياة؛ أنواع، وألوان، وأجناس، ولو كان الشعراء على مذهب واحد، لما انماز أحدهم، ولكان شعر الواحد منهم يغني عن الجملة، وكذلك العشاق ليسوا مثالا واحدا أحد الجلوس: صحيح ولادة: إلا أنه ما تطلبه امرأة من صاحبها، قد لا يوافق ما تطلبه الأخرى، فمناط الأمر الصدق والتوافق. أحد الجلوس: وما الذي تطلبه ولادة ولادة: جلَّ أن يُوصف أحد الجلوس: اجتهدي؟! ولادة: اطلب جَسارةً لا تلتبس مع التهور واعتادًا بالنفس لا يلتبس مع الغرور، ورقة لا تلتبس مع الضعف، وصبرا لا يلتبس مع العجز، رجل أُمكنه من نفسي بقدر ما يمكنني من نفسه، لا يرى نفسه فوقي ولا دوني، فلا هو يسمو عليّ، ولا هو يسمو إليّ أحد الجلوس: لقد أيئست مُحبيك يا ولادة أحد الجلوس يرد عليه: لأَن أيئست محبيها، فلقد أيئست نفسها منهم، فإن هذه الأوصاف لا تجتمع برجل واحد، إلا ��قدر ما تجتمع أوصاف ابن زيدون بمرأة واحدة، وأنّى ذلك؟!
18 notes
·
View notes
Text
خطاب الأنثى بصيغة الجمع!
يقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره:
"والخطاب بصيغة الجمع لقصد التعظيم طريقة عربية، وهو يلزم صيغة التذكير فيقال في خطاب المرأة إذا قصد تعظيمها: أنتم، ولا يقال: أنتن
يقول العرجي:
فإن شئتِ حرمتُ النساءَ سواكمُ
وإن شئتِ لم أطعَمْ نُقاخًا ولا بَرْدًا
فقال: سواكم
ويقول جعفر بن علبة الحارثي من شعراء الحماسة:
فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم
لشيء ولا أني من الموت أفرق
فقال: بعدكم
وقد حصل لي هذا باستقراء كلامهم، ولم أر من وقف عليه".
يقصد العلامة ابن عاشور -رحمه الله- أنه لم ير مَن نص على هذه القاعدة صراحة، وإلا فإشارات أهل العلم لهذا المعنى، واستدلالاتهم ببيت العرجي كثيرة؛ لا يمكن أن تخفى على تلامذة ابن عاشور فضلا عنه؛ فقد ذكره الزمخشري في الكشاف، والرازي في مفاتيح الغيب، وأبو حيان في البحر المحيط، والسمين الحلبي في الدر المصون، وغيرهم كثير.
ويُنظر أيضا كلام العلامة الأمين الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عند قوله تعالى ﴿فقال لأهله امكثوا﴾:
و منه حديث النبي ﷺ:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
«دخل علي النبي ﷺ ذات يومٍ.
فقال: "هل عندكم شيء؟" قلنا: لا. قال: "فإنّي إذًا صائم" ثمّ أتانا يوما آخر، فقلنا: أهدي لنا حيْس. فقال: "أَرِينِيهِ، فلقد أصبحت صائما" فَأَكَلَ».
رواه مسلم
ومنه قول العرجي -ويظهر أنه كان مولعا بتعظيم النساء-:
"أظلوم إن مصابكم رجلا
أهدى السلام تحية ظلم".
وللبيت قصة مشهورة.
وقال أبو حية النميري:
"وخبرك الواشون أن لن أحبكم
بلى وستور الله ذات المحارم".
وقال أبو نواس:
"أحببت من شعر بشّار لحبكم
بيتًا كلفت به من شعر بشار
يارحمة الله حلي في منازلنا
وجاورينا فدتك النّفس من جار".
وقال العباس بن الأحنف:
"وصالكم صرمٌ وحبّكمُ قِلى
وعطفكمُ صدّ وسلمكمُ حرب".
وقال العرجي -كعادته-:
"ولو أن ما بي في حبكم عدلت
به جبال السراة ما اعتدلا".
وقال ابن أبي ربيعة:
"قُلتُ أجيبي عاشقا بحبكم مُكلَّفُ
فيها ثلاثٌ كالدّمى .. وكاعبٌ ومُسلفُ".
وهذا ابن زيدون و"بكاءه" بين يدي محبوبته ولادة بنت المستكفي؛ قال يخاطب ولادة:
"بنتم وبنا فما ابتلت جوانجنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكمُ أيامنا فغدت
سوداً، وكانت بكم بيضاً ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا
ومربع اللهو صافٍ من تصافينا".
والشواهد الشعرية السابقة، فيها ما هو من باب التفخيم، وفيها ما هو من باب الكناية؛ والله أعلم.
منقول(بتصرف)*مُرِيد.
3 notes
·
View notes
Text
انا بحب اشعار بن زيدون والموشحات عموما ومع اندثرها الواحد حزين لأن الفن بيفضل بالناس الي بتؤمن بيه وبتحبه وبستغرب ليه الناس مش بتغنيها وده نفس احساسي مع خوفي من ضياع الفن الموال الحلبي بوفاه الفنان صباح فخري
لازم أعترف أن حبي ليه فيه جزء كبير من ذكرياتي مع بابا الله يرحمه واحنا قاعدين بليل سوا وبنسمعه
ويمكن شعوري أن الفن ده مش لازم يندثر لانه شعور داخلي بحاجه مهمه هضيع مني حاجه ليها ذكري حلوه معايا
3 notes
·
View notes
Text
عندي صديقة دايماً بجيبلها هدايا عيد ميلادها اللي بيكون نفسي فيها من سنين
أي حاجة تنقصني او نفسي فيها بتكون من نصيبها هي ودا يمكن عشان ذوقنا مشترك او انا بفضلها عن نفسي او انا دايماً الحاجات اللي بتعجبني عظيمة وذوقي مميز فشخ ف اختيار الهدايا 😌
يعني على سبيل المثال مرة جبتلها طبعة بن زيدون 4 مجلدات من لبنان مخصوص عشان انا وهي بنعشق شعره مع كام ديوان تاني
ف مرة تانية قعدت اغزلها بطانية هاند ميد حوالي 3 شهور وطلعت أجمل وأنعم وأدفى من حياتي
وهكذا هدايا كتير ودا بيوصلني لنتيجة واحدة ف كل سنة وانا بجهزلها هديتها بتبقى عيني فيها وهموت وادوس عليها جداً وشعور كدا ان مفيش مشكلة أطمع المرادي :))
2 notes
·
View notes
Text
يا مَن غَدَوتُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِراً
قَلبي عَلَيكَ يُقاسي الهَمَّ وَالفِكَرا
إِن غِبتَ لَم أَلقَ إِنساناً يُؤَنِّسُني
وَإِن حَضَرتَ فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَرا
_بن زيدون
#مكاوي#إقتباسات#إقتباس#بن زيدون#شعر عربي#تمبلر#tumblr#quotes#quote#آل تمبلر#تمبلريات#عرب تمبلر#تمبلر بالعربي#اقتباسات#اقتباس#ابن زيدون
26 notes
·
View notes
Text
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
تقول لي: حدِّثني عن الاشتياق!
فأقول لكَ: لقد قرأتُ عنه كثيراً، في الأدب والشِّعر والسِّير والتراجم، فما وجدتُ قولاً أبلغُ من قول العرب: نازعتني نفسي إليك!
وللهِ درُّ ذلك المشتاق الذي سأله حبيبه: كيف أنتَ؟
فقال: تنقُصني!
ومن قبل قال ابن حزم:
لن تتوقف رسائل الشوق إليك .. حتى يفنى بي العمر أو ألقاك!
ويعجبني قول الجواهري:
ما شَوْقُ أَهل الشَّوْقِ في عُرْفِ الهَوَى
نُكْرٌ، فَقَدْ خُلِقُوا لِكَيْ يَشتاقُوا
أَمَّا الرِّفَاقُ فَلَمْ يَسُؤْنِي هَجْرَهُمْ
إِذْ ليسَ في شَرْعِ الغَرَامِ رِفَاقُ
ولا يفوتكَ قول محمد المقرن:
أنا الغريبُ بأرضٍ لا أراكَ بها
الر��حُ عندكَ إن ما سافرَ الجسدُ
في ضجّةِ النَّاسِ باتَ الشوقُ يعزلُني
كأنّني في بلادٍ ما بها أحدُ
وللهِ قول أحمد شوقي:
ورائحة الشوق عند اللقاء
كرائحة الأرض بعد المطر
لأن حياة الثرى بعض ماء
وتحيا القلوب ببعض البشر
واسمعْ للعباس بن الأحنف وهو يقول:
أتأذنون لصب في زيارتكم
فعندكم شهوات السمع والبصر
لا يظهر الشوق إن طال الجلوس به
عق الضمير ولكن فاسق النظر
أما عن ابن الفارض فحدّث ولا حرج:
أُخفي الهوى ومدامعي تُبديه
وأُميتُةُ وصبابتي تُخفيه
فكأنهُ بالحسُن صورةُ يوسف
وكأنني بالحُزنِ مثل أبيه
ثم هو لا تعنيه المسافة:
قُلْ للذين مقامهم في مقلتي:
ما ضرّنا إذ ناءتِ الأميالُ ؟
في كل يوم تكبرون بداخلي
كالزّهرِ يورقُ في الحياةِ جمالُ
ويا لابن زيدون يقول لولادة بنت المستكفي:
لَعَمري لَئِن قَلَّت إِلَيكَ رَسائِلي
لَأَنتَ الَّذي نَفسي عَلَيهِ تَذوبُ
فَلا تَحسَبوا أَنّي تَبَدَّلتُ غَيرَكُم
وَلا أَنَّ قَلبي مِن هَواكَ يَتوبُ
ثم هي في الشوق كل الناس:
إن غبتَ ... لم ألقَ إنسانًا يؤانسني
وإن حضرتَ فكُلُّ الناسِ قد حضرُوا
والسلام لقلبك ❤️
#أدهم_شرقاوي
8 notes
·
View notes
Text
عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا
1 note
·
View note
Text
الحب سلطان القلوب
الحب كلمة رددها الكثيرون، و حلم بها الكثيرون، وسعد بها الكثيرون، و تعذب بها الكثيرون، فالحب أقوى رغبات الروح و أقوى مشاعر النفس.
والتراث العربي يزخر بالكثير من قصص العشق والهيام كان أبطالها في الغالب شعراء بل هم كذلك، منها ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما كانت نهايته مأسوية بموت أو جنون الحبيب.
فمن أشهر هذه القصص في العصر الجاهلي قصة عنترة بن شداد (العبد) من قبيلة بني عبس وعبلة، وهو فارس حرب داحس و الغبراء التي أعطته حريته فتزوج عبلة. و من شعره في عبلة:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحاً ��ار عبلة واسلمي
و قصة جميل وبثينة و كلاهما من قبيلة بني عذرة، أحبا بعضهما كثيرا، و لكن أهل بثينة صدوه و رفضوا أن يزوجوه بثينة و هاجروا إلى الشام، فلم يجد جميل حيلة فهاجر إلى مصر و ظل على حبه هائما باكيا يذكر بثينة حتى فاضت روحه. و يشار إلى كلمة "الحب العذري" نسبة إلى قبيلة بني عذرة و هي تعني الحب العفيف الطاهر. ومن شعره في بثينة:
وما ذكرتك النفس يا بثين مرة
من الدهر إلا كادت النفس تتلف
وإلا علتني عبرة واستكانة
وفاض لها جار من الدمع يذرف
وقصة مجنون ليلى، وهو قيس بن الملوح عشق ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر “ليلى العامرية” وعاشا في البادية بنجد في العصر الأموي. وكما يحدث في العادة، فقد رفضوا طلب زواجه، حيث زوجت ليلى لرجل آخر أخذها بعيدا عن الديار إلى الطائف، فبدأت القصة الملهمة التي دخلت التاريخ، قصة مجنون ليلى التي فيها حب غير عادي، فالرجل فعل فيه الهيام الأفاعيل، فقد أصبح يطارد الجبال والوهاد ويمزق الثياب ويستوحش من الناس ويكلم نفسه، وهل بعد ذلك إلا الجنون!!
وقيل إنه تعلق بأستار الكعبة وهو يدعو الله أن يريحه من حب ليلى، وقد ضربه أبوه على ذلك الفعل، فأنشد:
ذكرتك والحجيج له ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيب
فقلت ونحن في بلد حرام
به لله أُخُلصت القلوب
أتوب إليك يا رحمن مما
عملت فقد تظاهرت الذنوب
و أما من هوى ليلى وتركي
زيارتها فإني لا أتوب
و هناك قصص أخرى مشهورة لا يتسع المقام لسردها كقصة كثير وعزة، و قيس مجنون لبنى، و توبة وليلى الأخيلية، و أبي نواس وجنان، و أبي العتاهية وعتبة، و ابن زيدون وولادة بنت المستكفي، و ابن رهيمة وزينب. قال الله تعالى:{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } [آل عمران- 13].
ما السر في هذا الحب؟ هذا السلطان الذي يستحوذ على القلوب: حيث تمرغ في مملكته الحر و العبد، و الغني و الفقير، و الملوك و الأمراء و الشعراء و العلماء و عامة الناس!
مفهوم الحب في الإسلام
لقد تناول علماء وفقهاء الإسلام منذ زمن بعيد الحبَّ من جميع نواحيه ومواضيعه، بحرية كاملة ووعي وفكر مستنير ومنفتح على المعانى الإنسانية والحاجات البشرية وحقائق آيات القرآن وأساليب الحديث النبوي والسيرة.
ما معنى الحب ؟
وضعوا للحب حوالي ستين اسماً منها: المحبة والهوى والصبوة والصبابة والشغف والوجد والعشق والشّوق والشّجَن والحنين والداء الُخامر والغرام والهيام والولّه (ابن القيم- الحب في الميزان).
الحب هو شعور نفسي ، وإحساس قلبي ، وإنبعاث وجداني .. ينجذب به قلب المحب تجاه محبوبه بحماسة ، وعاطفة ، وبشر .. والحب بهذا المعنى من المشاعر الفطرية المتأصلة في كيان الإنسان لا انفكاك منه ولا غنى عنه ؛ و هو قابل في كثير من الأحيان لتحكم الإرادة فيه إلى ما هو أسمى وأفضل إن أراد المحب أن يسلك في حبه مسلكًا كريما شريفًا ، وأن يعيش في الحياة عيشة الأصفياء ال��طهار ، والمتقين الأبرار.
الحب في القرآن الكريم
شاء أم أبى، أحب أم كره، فالإنسان عقل يدرك، وقلب يحب. و أعظم و أقدس حب هو حب الله تعالى و حب رسوله صلى الله عليه و سلم.
قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة- 165]. و عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي ) [الترمذي عَنْ ابن عباس ].
الإنسان مفطور على العطاء وحب الكمال، وحب الجمال، وحين يكتشف المؤمن أن الله جل جلاله هو مصدر العطاء، وأن الله منبع الكمال ومصدر الجمال، يحب الكمال والعطاء و الجمال، و أكمل الناس خَلْقَا و خُلُقًا في البشر هو رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و لذلك المؤمن يحب الله، ويحب في الله، ولا يحب مع الله أحداً. فحبه لزوجته و أبناءه و ووالديه و أقاربه و جيرانه و أصدقائه و معارفه و ماله و متاعه و تجارته، حب داخل في الحب الأكبر: حب الله تعالى، قال تعالى: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة- 24].
الحب الحقيقي: أن تحب رسول الله صلى الله عليه و سلم، وان تحب الصحابة الكرام، وأن تحب أولياء الله، وان تحب المؤمنين، وأن تحب المساجد، وأن تحب القرآن، وأن تحب كل ما يتّصل بالواحد الديّان، هذا حب في الله، أما الحب مع الله فأن تحب أعداء الله، أن تحب لمصالح ومآرب وأهواء، الحب في الله عين التوحيد، والحب مع الله عين الشرك.
فهناك حبٌ حسي وهناك حبٌ عقلي، فكلما ارتقى الإنسان أحبّ بعقله، وكلما هبط مستوى الإنسان أحبّ بحواسه: الله عز وجل قال في القرآن الكريم يحدثنا عن سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام:
﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ [يوسف الآية- 33].
الحب في السيرة النبوية
الناظر للسيرة النبوية يجد أسمى معانى الحب الذي حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب به مثلًا في العالم أجمع، فالحب عنده لم يكن كلمات تقال بل كان سلوكا يقتدى به، و رغم كثرة أعباء الرسالة والدعوة والدولة فقد كان صلى الله عليه وسلم زوجاً محباً، جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم.
ولعل من أعظم مظاهر الحب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الذى ملأ قلبه وكيانه، بحبه لأمنا خديجة رضي الله عنها، فهو عاش حياته مخلصا ووفيا لها إلى أبعد الحدود ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها، وظل يذكرها كثيرا ويدعو لها، ويوزع الهدايا على من أحبت. عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غِرتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة،! وما رأيتُها،؛ ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثِر ذِكرَها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثُها في صدائق خديجة، فربما قلتُ له: كأنَّه لم يكن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة،! فيقول:"(إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد)[راوه البخاري و الترمذي]. معنى صدائق: صديقات.
و أمنا عائشة رضي الله عنها هي زوجة أحبها النبي صلى الله عليه وسلم من أعماقه، وكان يقول عن حبها أنه كالعروة الوثقى في قلبه، كان يردد عائشة زوجتي في الجنة. لقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم معها رضي الله عنها في حجرة لا تتجاوز مساحتها خطوات معدودات، ومع ذلك أشعَّ بين جدران هذه الحجرة الحبّ في أعلى وأطهر صورِه، والذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعبر ويفصح عنه أمام أصحابه دون حرج، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها) [رواه البخاري].
و من رحمة الرسول الله صلى الله عليه وسلم و رقة قلبه، وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم، كان يشفع للمحب الذي فارقته محبوبته كما حدث في قصة بريرة و مغيث، فقد كانت بريرة و مغيث في رق العبودية و زَوَّجَهما سيدهما، فأرادت أن تتحرر من رق العبودية فكاتبت مواليها الأنصار على تسع أواق من الفضة مقابل حريتها، فقصدت بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثت زوجه عائشة رضي الله عنها، وأخبرتها بحاجتها إلى أن تعينها، فدفعت عائشة رضي الله عنها ما تم الاتفاق عليه إلى مواليها ثم أعتقتها. و لما تأملت بريرة حالها رأت أنها زوجة لعبد مملوك، فقررت بحسم وجزم أن تنهي حياتها الزوجية، وهكذا كان، لأنها لم تكن تحب زوجها، ولا تحمل في قلبها له مودة ولا رحمة.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : إن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس : يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ؟ (رواه البخاري).
فلما رأى مغيث إصرار بريرة على صده، وأنها عازمة على تركه، استشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فشفع له عندها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو راجعته ، فإنه زوجك وأبو ولدك . قالت : يا رسول الله ، تأمرني ؟ قال : إنما أنا أشفع . قالت : لا حاجة لي فيه (صحيح البخاري).
و قصة بريرة تعلمنا: أن من أعظم مصائب الحب أن يكون من طرف واحد، وتعلمنا أيضا أنه لاحرج على مسلم في هوى امرأة مسلمة، وحبه لها، ظهر هذا أو خفي، و لا إثم عليه في ذلك وإن أفرط، ما لم يأت محرما، ولم يقارف إثما.
فديننا يقر الحب، وينشر الحب، لكنه الحب العفيف، الطاهر، ليس حباً يقود إلى الرذيلة، ويهتك ستر الفضيلة. و أقوى الحب وأصدقه ما توفرت فيه أركان المحبة الثلاثة: الألفة ـ العاطفة ـ الالتزام. و إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة كبيرة و فساد. عن عبدالله بن عباس قال: قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ ) [صححه الألباني- صحيح الجامع].
الحب و الزواج
هل الحب أفضل قبل الزواج أم بعده؟
لقد حرم جمهور الفقهاء و العلماء المسلمين العلاقة المبنية على حب بين الرجل و المرأة قبل الزواج لأنها بنيت على مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية.
فالعلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، ويسميها الناس " الحب " هي سلوك و فعل محرم شرعا.
و ما ظهرت هذه العلاقة إلا بفعل التأثير الثقافي الغربي و الإعلام الذي ينتج أفلام و مسلسلات العشق و الغرام أي الحب المحرم، و ماهي إلا قصص خيال و اوهام تقوم بغسل عقول الرجال و النساء و خصوصا الشباب المسلم.
ولا يشك عاقل في تحريم هذه العلاقة ، ففيها : خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية ، ونظره إليها ، والكلام المليء بالحب والإعجاب مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات . وقد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك . كما هو مشاهد في الواقع.
و قد أثبتت الدراسات فشل أكثر الزيجات المبنية على علاقة حبٍّ مسبق بين الرجل والمرأة ، بينما نجحت أكثر الزيجات التي لم تُبْنَ على تلك العلاقة المحرمة في الغالب ، والتي يسميها الناس "الزواج التقليدي"
ففي دراسة ميدانية لأستاذ علم الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت النتيجة : "الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل الزواج".
وفي دراسة أخرى لأستاذ علم الاجتماع إسماعيل عبد الباري على 1500 أسرة كانت النتيجة أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق ، بينما كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية – يعني : التي لم تكن عن حبٍّ سابق .
و من أهم الأسباب الكامنة في الحب قبل الزواج التي تؤدي إلى الطلاق :
1- الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها ، كما قيل : "وعين الرضا عن كل عيب كليلة".
2- العاشقان يظنان أن الحياة رحلة حب لا نهاية لها ، ولذلك نراهم لا يتحدثان إلا عن الحب والأحلام .. إلخ، ويتحطم هذا الظن بعد الزواج ، حيث يصطدمان بمشكلات الحياة ومسؤولياتها .
3- العاشقان لم يعتادا على الحوار والمناقشة وإنما اعتادا على التضحية والتنازل عن الرغبة، إرضاءً للطرف الآخر، بينما يكون الأمر على عكس ذلك بعد الزواج ، وكثيراً ما تنتهي مناقشاتهم بمشكلة ، لأن كل واحد منهما اعتاد على موافقة الطرف الآخر على رأيه من غير نقاش.
4- الصورة التي يظهر بها كل واحد من العشيقين للآخر ليست هي صورته الحقيقية ، فالرفق واللين والتفاني لإرضاء الآخر .. هي الصورة التي يحاول كل واحد من الطرفين إظهارها في فترة ما يسمى بـ "الحب"، ولا يستطيع الاستمرار على هذه الصورة طول حياته، فتظهر صورته الحقيقية بعد الزواج، وتظهر معها المشكلات.
5- فترة الحب مبنية غالباً على الأحلام والمبالغات التي لا تتناسب مع الواقع بعد الزواج . فالعاشق يَعِدها بأنه سيأتي لها بقطعة من القمر ، ولن يرضى إلا أن تكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها .. إلخ . وفي المقابل .. هي ستعيش معه في غرفة واحدة ، وعلى الأرض وليس لها أية طلبات أو رغبات ما دامت قد فازت به هو ، وأن ذلك يكفيها . ولذلك سرعان ما ينساه الطرفان أو يتناسياه بعد الزواج ، فالمرأة تشتكي من بُخل زوجها ، وعدم تلبيته لرغباتها ، والزوج يتأفف من كثرة الطلبات والنفقات.
فكل زواج أقيم على معصية الله – فالإسلام لا يمكن أن يقرّ تلك العلاقة الآثمة ، ولو كانت بهدف الزواج - ، فكان العقاب الرباني العادل لأهلها بالمرصاد . قال الله تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً } [طـه- 124].
وقال الله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل- 97] فالحياة الطيبة ثمرة الإيمان والعمل الصالح. و قال الله تعالى: { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [التوبة- 109]. فالحياة التي تم بنائها على تقوى الله خير من تلك التي بنيت على معصية الله.
مرض العشق
عَرَّفَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العشق في قوله: "العشق هو فساد الإدراك، والتخيل، والمعرفة؛ فالعاشق يُخَيَّل له المعشوق على خلاف ما هو به حتى يصيبَه ما يصيبُه من داء العشق" [جامع الرسائل لابن تيمية 2/243_ 244].
لم يرد في القرآن الكريم ذكر كلمة: العشق، و لكن ذكِرَتْ فيه كلمة الشغف: و هو الحب الممزوج بالشهوة، و هذا حال امرأة العزيز مع النبيّ يوسف عليه الصلاة و السلام، التي أحبّت يوسف إلى درجة أنّها لم تعد تر و لا تهتمّ إلاّ به، وحاولت اقتراف الفاحشة معه، قال تعالى: ﴿ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ﴾ [يوسف- 30].
والعشق مركب من أمرين : استحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه، فمتى انتفى أحدهما انتفى العشق، فالعشق هو الميل المفرط إلى المعشوق بدافع الهوى و الشهوة. والتعلق بالجنس الآخر لا يصيب قلبا ملأه حب الله تعالى، إنما يصيب قلبا فارغا ضعيفا مستسلما فيتمكن منه، يقول ابن تيمية: "إذا كان القلب محبا لله وحده مخلصا له الدين، لم يبتل بحب غيره أصلا، فضلا أن يبتلى بالعشق، وحيث ابتُلي بالعشق، فلنقص محبته لله وحده؛ ولهذا لما كان يوسف محبا لله مخلصا له الدين، لم يبتل بذلك، بل قال تعالى : ( كَذَلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَالفَحشَاءَ، إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ ) ، وأما امرأة العزيز فكانت مشركة هي وقومها، فلهذا ابتليت بالعشق " [مجموع الفتاوى- 10/185].
وكم من الناس ممن تساهل في مبادئ ذلك الداء، وظن أنه قادر على أن يخلص نفسه متى أراد، أو أن يقف عند حد لا يتعداه، حتى إذا استحكم به الداء، لم يفلح معه طبيب ولا دواء، كما قال الشاعر :
تَوَلَّعَ بالعشق حتى عشق فلما استقل به لم يطق
رأى لجة ظنها موجة فلما تمكن منها غرق
يقول ابن القيم رحمه الله: ( فمتى كان السبب واقعا باختياره لم يكن معذورا فيما تولد عنه بغير اختياره، فمتى كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا، ولا ريب أن متابعة النظر واستدامة الفكر بمنزلة شرب المسكر، فهو يلام على السبب ) [روضة المحبين- 147].
و قد ذَكَرَ أَبو محمد بن حزم عن ابن عباس: أَنَّه سُئِلَ عَنِ الْمَيِّتِ عِشْقًا فَقَالَ: قَتِيلُ الْهَوَى لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا قَوَدَ.
قد يبتلى المؤمن بالعشق فيصبر على دائه و ألمه، و يبقى عفيف النفس طاهر القلب، لا يطلب وصالا و لا يتطلع إلى شهوة محرمة. يقول ابن تيمية رحمه الله: " فأما إذا ابتُلي بالعشق وعف وصبر، فإنه يثاب على تقواه لله، فمن المعلوم بأدلة الشرع أنه إذا عف عن المحرمات نظرا وقولا وعملا، وكتم ذلك ��لم يتكلم به، حتى لا يكون في ذلك كلام محرم، إما شكوى إلى المخلوق، وإما إظهار فاحشة، وإما نوع طلب ��لمعشوق، وَصَبر على طاعة الله وعن معصيته، وعلى ما فى قلبه من ألم العشق، كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة، فان هذا يكون ممن اتقى الله وصبر، ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ )" [مجموع الفتاوى- 10/133].
آخر العنقود
الحب إما سلطان تقي نقي و إما سلطان فاجر خبيث، فسلطان الحب التقي النقي هو الذي حكم قلوبا امتلأت بحب الله و رسوله، و ولد الحب فيها بعدما غلب داعي العقل على داعي الهوى، و سلك طريق الحق و الهدى. و سلطان الحب الفاجر الخبيث هو الذي حكم قلوبا فارغة لا يوجد فيها حب الله و رسوله، و ولد العشق فيها بعدما غلب داعي الهوى على داعي العقل، و سلك طريق الباطل و الضلال.
قال الله تعالى: { فَأَمَّا مَنْ طَغَىٰ، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ } [النازعات: 37-38-39-40].
46 notes
·
View notes