Tumgik
#الوجه الآخر
fatimayaseensblog · 11 months
Text
الانتفاضة الأخيرة للغنوصية .. البوجوميل والكاثار :-
بينما كانت الغنوصية المسيحية تدافع عن وجودها في اصقاع الامبراطورية الرومانية، شرقا وغربا، خلال النصف الثاني من القرن الثالث، كانت الغنوصية المانوية، التي أسسها المعلم ماني المولود في بابل (216-275م) ، تنتشر مثل الاعصار . فقد انتشرت في فارس والعراق وسورية خلال حياة ماني، وبعد وفاة ماني انتقلت من سورية الى مصر، حيث تشكلت جماعات مانوية قوية التأثير في الحياة العامة والسياسية. كما دانت إمارة الحيرة العربية بالمانوية عندما اعتنق ملكها عمر بن عدي ديانة ماني وصار من أشد المدافعين عنها خلال فترة حكمه التي امتدت من 270 الى 300 ميلادية. ومن الحيرة خرجت بعثات تبشيرية مانوية الى جزيرة العرب على ما يروي الجغرافي العربي ابن رستة، فوصلت الى مكة واستمالت فريقا من اهلها بينما يروي المؤرخ ابن قتيبة ان القرشيين قد جلبوا هذه البدعة من بلاد الشام، ومن مصر انتشرت المانوية الى شمال افريقيا والى اسبانيا. كما عبرت سورية الى آسيا الصغرى واليونان وايطاليا أوروبا الوسطى. وباتجاه الشرق انتشرت المانوية خلال حياة ماني الى المناطق الهندية القريبة من إيران، وصارت ديانة رسمية لمملكة طورفان. وبعد وفاة ماني صارت مدينتي سمرقند وطشقند في إقليم الصغد مركزا للدعوة المانوية، ومنهما انتقل المبشرون على طول طريق الحرير نحو اعماق الشرق حتى طرقوا باب الامبراطور الصيني وشرحوا له معتقدهم. ونحو عام 760م صارت المانوية الديانة الرسمية لمملكة أويغور الصينية الحدودية، التي كانت تسيطر على اجزاء كبيرة من مناطق آسيا الوسطى.
لم تكن المانوية فرعا من الغنوصية المسيحية على الرغم من انها الابن الشرعي لها، بل كانت ديانة توفيقية حاولت الجمع بين الديانات الكبرى السائدة في ذلك الوقت من خلال منظور غنوصي، وقد اعتبرها بعض مؤرخي الاديان بمثابة الدين العالمي الرابع بعد المسيحية والاسلام والبوذية. تتفق الغنوصية المانوية مع الغنوصية المسيحية في نقطتين رئيسيتين هما إن العالم شر ومحكوم من قبل القوى الشريرة، وإن العرفان لا الايمان هو الذي يقود الى خلاص الروح التي هي قبس من النور الأعلى حبيس في المادة. ولكن المانوية تفتقد الى عنصر المخلص ذي الطبيعة الإلهية، الذي يتجلى بشرا في عالم الانسان ليقدم له الخلاص، وهي لا تعتمد أيا من الاناجيل المسيحية الرسمية منها او الغنوصية، وإنما تعتمد ما خطه ماني بيده من كتب مقدسة. وبما ان دراستنا هنا تقتصر على الغنوصية المسيحية ، فإننا سوف نتجاوز المانوية الى حركتين مهمتين في تاريخ الغنوصية المسيحية هما البوجوميل والكاثار اللتان بقيتا تصارعان من اجل البقاء بعد انتصار الكنيسة القويمة.
انتشر في أرمينيا منذ وقت مبكر من العصر المسيحي شكل من المسيحية غير القويمة، على يد مبشر قدم من أورشليم يدعى عاديا . وقد بشر عاديا بعقيدة تقول إن المسيح ليس ابن الله، بل هو كائن بشري تبناه الله وجعل منه ابنا له. ثم تطور ضمن هذه العقيدة تنويع آخر يقول بوجود إلهين أعليين لا إله واحد، الاول هو الاب السماوي الاعلى والثاني هو الديميرج خالق هذا العالم. وعندما صارت المسيحية القويمة دينا رسميا للامبراطورية الرومانية، تم تصنيف هذه المسيحية الأرمنية في زمرة الهرطقات الكبرى، ولكنها بقيت في منأى عن بطش السلطات الكهنوتية في روما، واخذت تجتذب إليها جماعات غنوصية تم تهجيرها من مواطنها الأصلية، فأقامت في ارمينيا وشكلت مع اتباع عقيدة التبني مذهبا غنوصيا عرف بالمذهب البولسي، نسبة الى بولس الرسول، وقد عرف هؤلاء البولسيون بنزعتهم الحربية وميلهم المستميت الى الدفاع عن عقيدتهم الدينية. وعندما أفلحت السلطات البيزنطية اخيرا في الضغط على البولسيين وتهجيرهم، توجهت جماعات منهم غربا واستقرت في مكدونيا وبلغاريا والبلقان، وهناك تلاقحت افكارهم مع افكار جماعات محلية غير أرثوذكسية، ونجم عن ذلك مذهب قوي آخر في سياق القرن العاشر الميلادي عرف بمذهب البوجوميل نسبة الى كاهن مسيحي اسمه بوجوميلوس. وقد قام البوجوميل بهجوم معاكس سياسي وعقائدي على بيزنطة، وتمتعوا بجاذبية خاصة بين الجماهير بسبب نقدهم الشديد لسلوك الاباطرة البيزنطيين، ولفساد الكنيسة البيزنطية ،فكان لهم جماعات سرية او علنية في اقطار عديدة من الامبراطورية البيزنطية. ولكن الاضطهادات الدموية التي تعرضوا لها من قبل الكنيسة الرسمية والسلطات البيزنطية، قد أدت الى تشتيتهم تدريجيا خلال القرن الثاني عشر، ومع ذلك فإن كنيسة غنوصية قد بقيت قائمة في البوسنة حتى القرن الخامس عشر، وتحول من بقي من أتباعها بعد ذلك الى الاسلام. وعلى الرغم من ذلك فقد تمتعت الكتابات البوجوميلية التي دونت باللغة السلافية القديمة بانتشار واسع ، وأثرت في الادب الشعبي السلافي. وحتى وقت متقدم من العصور الحديثة كان الشحاذون على ابواب الكنائس في روسيا ينشدون اغاني احتفظت بطابعها البوجوميلي القديم.
اعتبر البوجوميل كتاب العهد القديم من صنع الشيطان، ولم يتبنوا من اناجيل العهد الجديد سوى انجيل يوحنا الذي رأوا فيه إبانة عن الله الحق. وهم يقولون بثنوية معتدلة لا تجعل من الشيطان إلها مستقلا، بل تجعله ابنا لله خرج عن طاعته وعصاه. فهم يؤمنون بإله واحد اعلى هو الإله المسيحي الطيب صانع كل ما هو خير وحسن، ويعتقدون بأن الإله الطيب قد انجب ابنه البكر لوسيفر ، الذي يعني اسمه حامل الضياء نظرا لشدة بريقه ولمعانه، إلا ان لوسيفر هذا عصا أباه وسقط من المستوى الروحاني الأعلى بمحض إرادته، وصار اسمه ساتانا -إيل ، أي الشيطان. وهم في تبنيهم لقصة التكوين التوراتية، فإنهم يعزونها الى الشيطان لا الى الله. فقد خلق الشيطان (إله العهد القديم) السماوات والارض انطلاقا من المادة القديمة المتمثلة بالمياه الاولى، كما خلق الانسان. ولكن روح الانسان ، كما هو الحال في بقية النظم الغنوصية، قد استمدت من روح الله، ولذلك فقد عمل الله على انقاذ ارواح البشر عن طريق (الكلمة) التي تجسدت في الشكل الشبحي ليسوع المسيح على الارض. ومن الناحية التنظيمية ،انقسم البوجوميل الى ثلاث شرائح ، على الطريقة المانوية، هي شريحة الكاملين المهيئين للانعتاق من دورة تناسخ الارواح في هذا العالم، تليها شريحة السماعين المؤهلة للتحول الى شريحة الكاملين في التناسخ المقبل، فشريحة عامة المؤمنين. وكان الالتزام بالاخلاقيات والسلوكيات البوجوميلية يختلف من شريحة لأخرى، فكانت شريحة الكاملين بمثابة النموذج الاعلى في الالتزام، فلم يكن افرادها يتناولون الخمر او اللحوم، وعاشوا حياة زهد وتنسك تحكمها قواعد أخلاقية وسلوكية صارمة.
لقد وصف احد آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي الغنوصية بأنها مثل التنين الذي اذا قطعت له رأسا نبت له رأس آخر محله، وها هو تاريخ الغنوصية يثبت صحة ذلك الوصف. فبعد القضاء على البوجوميل في البلقان وأوروبا الوسطى، انتشرت أفكارهم الى فرنسا عن طريق مناطق إيطاليا الشمالية، وتجلت في معتقد غنوصي جديد هو المعتقد الكاثاري.
ومن بين الفرق الغنوصية التي عبرت المحن وعاشت حتى القرون الوسطى ، كانت الفرقة الكاثارية اكثرها نجاحا، واشدها خطورة على الكنيسة الرسمية من اي هرطقة اخرى. تواجد الكاثار (او الكاثاريون) بشكل خاص في مقاطعة Lanuedoc في الجنوب الفرنسي فيما بين مدينة بوردو شمالا وسفوح جبال البيرينيه على حدود اسبانيا جنوبا. لم تكن هذه المقاطعة في مطلع القرن الثاني عشر جزءا من فرنسا، بل منطقة مستقلة بلغتها وثقافتها ونظامها السياسي، يحكمها عدد من الاسر النبيلة برئاسة كونت تولوز وعائلة ترانسفال المتنفذة .
ضمن هذه المساحة الواسعة التي تضم عشرات المدن ، من بينها ألبين و مونبيلييه وتولوز ومرسيليا، نشأت ثقافة كاثارية متميزة كانت الاكثر تطورا في الغرب المسيحي بعد بيزنطة . فقد انتشر فيها التعليم ونشطت التيارات الفكرية والفلسفية المختلفة، وعلا شأن الشعر والشعراء وتعلم الطلاب اللغات اليونانية واللاتينية والعربية، وكان النبلاء يرعون هذه النشاطات ويشاركون فيها، في الوقت الذي لم يكن فيه نبلاء الشمال قادرين على كتابة اسمائهم. ونظرا لقرب المنطقة من مركز الاشعاع الحضاري في الاندلس، فقد وردتها تأثيرات عربية عن طريق الموانئ البحرية وعبر جبال البيرينيه. دعيت هذه الغنوصية المسيحية المتأخرة بالكاثارية، نسبة الى كلمة كاثاري، التي تعني نقي او طاهر، كما دعيت بالألبينية نسبة الى مدينة ألبين Albin أهم مراكزها في الجنوب الفرنسي.
وعلى الرغم من ان العقيدة الكاثارية قد صارت عقيدة رسمية لمجتمع ولنظام سياسي معين، الا انها لم تشكل كنيسة بالمفهوم المسيحي القويم، او بالمفهوم المانوي، ولم تتحول الى إيديولوجيا دينية مصاغة في قالب دوغمائي منمط، بل كانت تضم عددا من الطوائف التي يتبع كل منها مرشدا روحيا ويتكنى باسمه، اي انها بقيت امنية لمبادئ الغنوصية المسيحية المبكرة التي عرفناها في القرون الاولى للميلاد. ولكن على الرغم من اختلاف الطوائف الكاثارية في تفاصيل المعتقد والممارسة، الا انها تتفق على عدد من المبادئ، وعلى رأسها العرفان وتناسخ الارواح والثنوية الكونية.
لقد رفض الكاثار المؤسسة الدينية كوسيط بين الله والناس، وكمفسر لوحيالكتاب. كما رفضوا مفهوم الايمان المسيحي وأكدوا على العرفان الداخلي الذي يقود الى الانعتاق من دورة التناسخ، وقد استتبع ذلك رفضهم لفكرة المسيح المتجسد، ورفض المضمون الخلاصي لواقعة الصلب، والصليب كرمز لخلاص الانسان، بل لقد رأوا في الصليب رمزا لأمير الظلام حاكم العالم المادي والعدو ا��اول لمبدأ الخلاص، ورأوا في كنيسة روما تجسيدا لسلطان أمير الظلام على العالم ، ومع ذلك فقد اعتبروا انفسهم المسيحيين الحقيقيين، واعتقدوا بمسيح سماوي لم يتجسد في انسان، لان الجسد الانساني ينتمي الى عالم المادة المظلمة صنيعة الشيطان، ومن غير الممكن للمسيح ان يلبس جسدا ويبقى في الوقت نفسه ابنا لله.
لا يقف المعتقد الثنوي الكاثاري عند حدود الثنوية الاخلاقية للمسيحية، وانما يتعداه الى ثنوية كونية تتخلل جميع مظاهر الوجود قطباها مبدآن متصارعان على كل صعيد، المبدأ الاول روحاني جوهره الحب، والمبدأ الثاني مادي جوهره القوة، الاول هو الله والثاني هو الشيطان. وبما ان الخلق والتكوين هو عمل من اعمال القوة لا من اعمال الحب، فإن العالم المادي قد صنعه الشيطان، ملك الدهر وامير هذا العالم. من هنا، فإن المادة بجميع أشكالها شر، بما في ذلك جسد الانسان. فبعد ان انتهى أمير العالم من عمل التكوين وجاء الى صنع الانسان، وجد نفسه غير قادر على بث الحياة في الجسد الطيني للزوجين الأولين، فعمد الى اصطياد روحين ملائكيتين من الأعالي وسجنهما في الهيئة المادية التي صنعها، فنهض أمامه آدم وحواء بشرا سويا بجسد ظلامي وروح نورانية. ولما كان ملك العالم راغبا في احتباس مزيد من الارواح في المادة الكثيفة، فقد أغوى آدم وحواء وزين لهما الفعل الجنسي الذي يقود الى التكاثر فكانت الخطيئة الاصلية للانسان.
عندما بدأ اولاد آدم يتكاثرون، أعلن الشيطان ألوهته لهم عن طريق أخنوخ ابن يارد ( انظر سفر التكوين 18:5-24 ) الذي رفعه اليه واعطاه ريشة وحبرا فكتب سبعة وستين كتابا، وامر بأن تحمل الى الارض وتسلم للناس لكي تعلمهم كيفية إقامة الطقوس وتقديم القرابين، وأشياء اخرى تخفي عنهم ملكوت السماء، وكان الشيطان يقول لهم : آمنوا فأنا إلهكم ولا إله إلا انا. بعد ذلك اعلن ألوهته لموسى واختار اليهود شعبا له وأعطاهم الشريعة على يد موسى، وقادهم عبر البحر الذي انشق أمامهم. ولهذا نزل المسيح الى العالم، وقبل نزوله أرسل الله ملاكه قبله واسمه مريم ليستقبل فيه الابن. فلما نزل، دخل عبر الأذن من مريم وخرج من الأذن الأخرى، وعندما علم الشيطان بنزول الابن أعطى اليهود ثلاثة انواع من الخشب ليصلبوه، واعتقد في ضلالته أنه قد أماته.
فراس السواح (الوجه الآخر للمسيح)
2 notes · View notes
najia-cooks · 7 months
Text
Tumblr media
[ID: A wide cylindrical pile of rice, eggplants, and 'lamb' on a serving platter, garnished with parsley. End ID]
مقلوبة / Maqluba
مَقْلُوبَة⁩ ("maqlūba," "upside down" or "turned over") is a Levantine casserole in which spiced meat, fried vegetables, and rice are arranged in a pot and simmered; the entire pot is then inverted onto a serving tray to reveal the layered ingredients. Maqluba historically uses lamb and eggplant, but modern recipes more often call for chicken; tomato, cauliflower, potato, bell pepper, and peas are other relatively recent additions to the repertoire.
A well-made maqluba should be aromatic and highly spiced; the meat and vegetables should be very tender; and the rice should be cohesive without being mushy. A side of yoghurt gives a tangy, creamy lift that cuts through and complements the spice and fat in the dish.
Maqluba emphasizes communal eating and presentation. It is usually eaten during gatherings and special occasions, especially during Ramadan—a month of sunrise-to-sunset fasting which celebrates the revelation of the Qu'ran to the prophet Mohammad. The pot is sometimes flipped over at the table for a dramatic reveal.
History
Many sources cite Muhammad bin Hasan al-Baghdadi's 1226 Kitāb al-ṭabīkh (كتاب الطبيخ لمحمد بن حسن البغدادي) as containing the first known reference to maqluba. However, the recipes for "maqluba" in this book are actually for small, pan-fried patties of spiced ground meat. [1] The dish is presumably titled "maqluba" because, once one side is fried, the cook is instructed to turn the patties over ("أقلب الوجه الآخر") to brown the other; the identical name to the modern dish is thus coincidental.
References to dishes more like modern maqluba occur elsewhere. A type of مغمومة ("maghmūma," "covered" dish), consisting of layers of meat, eggplant, and rice, covered with flatbread, cooked and then inverted onto a serving plate, is described in a 9th-century poem by إبراهيم بن المهدي (Ibrāhīm ibn al-Mahdī):
A layer of meat underneath of which lies a layer of its own fat, and another of sweet onion, another of rice, Another of peeled eggplant slices, each looking like a good dirham honestly earned. [...] Thus layered the pot is brought to a boil first then enclosed with a disc of oven bread. On the glowing fire it is then put, thus giving it what it needs of heat and fat. When fully cooked and its fat is well up, turn it over onto a platter, big and wide. (trans. Nawal Nasrallah) [2]
These sources are both Iraqi, but one story holds that maqluba originated in Jerusalem. صلاح الدين الأيوبي (Ṣalāḥ ad-Dīn al-Ayyūbi; "Saladin"), after capturing the city from the Crusaders and reinstating Muslim rule in 1187, was served the dish, and was the first to describe it with its current name. Before this point, the Jerusalem specialty had supposedly been known as "باذنجانية" ("bāḏinjānīyya"), from "باذنجان" "bāḏinjān" "eggplant" + ية- "-iyya," a noun-forming suffix.
Tumblr media
[ID: The same dish shown from directly above. End ID]
In Palestine
Maqluba is often invoked in the context of Palestinian strength and resistance, in defiance of its occasional description as an "Israeli" dish. Palestinian magazine writer Aleeya Rizvi reflects:
In the wake of the recent [2023] war in Gaza, our culinary endeavors, particularly in crafting and sharing traditional Palestinian dishes like Maqluba, represent a conscious effort to contribute to the preservation and resilience of Palestinian culture. In a time when cultural heritage is under threat, preparing and enjoying these time-honored recipes becomes more than a mere culinary activity; it transforms into a deliberate act of cultural continuity and solidarity.
Maqluba also has a more specific association with physical resistance against the backdrop of increased settler and police violence against Palestinians, including regular Israeli raids and attacks on the جامع الأقصى ("Jāmi' al-Aqṣā"; al-Aqsa mosque), during Ramadan.
The holiest month in the Islamic calendar, Ramadan is given over to fasting, prayer, and reflection; people gather together in homes and mosques to break their fast after sunset, and spend entire nights in mosques in worship. Khadija Khwais and Hanady Al-Halawani used to serve maqluba for افطار ("ifṭār," fast-breaking meal) in the Al-Aqsa mosque, until Israeli occupation authorities banned them from the mosque for "incitement."
In response, starting in 2015, Al-Halawani and other volunteer مرابطين ("murābiṭīn," lit. "holy people," guardians of the mosque) stationed themselves on the ground outside the mosque's gate (باب السلسلة; Bāb as-Silsila, "chain gate") to prepare and serve maqluba. Those who were banned from entering the mosque broke their fast and prayed at the mosque's gates, and in the nearby alleys of the Old City. The same year saw Israeli security personnel and settlers attack Palestinian protestors and guardians outside and inside the mosque with tear gas and stun grenades.
For Al-Halawani, the serving of maqluba at the al-Aqsa gates symbolizes "defiance, steadfastness, and insistence on continuing the fast [...] in spite of the occupation’s practices." The "Maqluba at al-Aqsa" ritual "has become one of the most disturbing Palestinian scenes for the occupation forces," who associate it with the defense of "Palestinian heritage" and the intent to "motivate worshipers and murabitin to repel incursions into the mosque." (Al-Halawani has been arrested, threatened, beaten, and detained by Israeli police multiple times for her role as a defender of Al-Aqsa. She was among the prisoners freed in trades between Israel and Hamas in December 2023.)
In 2017, occupation forces installed metal detectors, electronic gates, metal barriers, and police cameras to surveil worshipers following a shoot-out at one of al Aqsa's gates. Hundreds of protesters refused to enter the mosque until the repressive measures were removed, instead gathering and praying in its courtyard; surrounding families bolstered the sit-ins by serving food and drink. When the gates were dismantled, over 50,000 people gathered to eat maqluba in celebration, picking up on the earlier association of the dish with Saladin's victory (and its resultant alternate name, "أكلة النصر," "ʔakla an-naṣr," "victory meal").
The name "maqluba," meaning "upside-down" or "inverted," may be associated with victory and resistance as well. Fatema Khader noted in 2023 that the method of serving maqluba was a "symbolic representation of how Israeli policies and decisions against Palestinians will be flipped on their heads and become rendered meaningless." It is also relevant that maqluba is meant to be served to large groups of people, and can thus be linked, symbolically and literally, to solidarity and communal resistance.
This year in Gaza, Palestinians show steadfast optimism as they paint murals, hang lanterns, buy sweets, hold parties, and pray in groups amongst the rubble where mosques once stood. But despite these efforts at creating joy, the dire circumstances take heavy tolls, and the holiday cannot be celebrated as usual: Israel's campaign of slow starvation led Ghazzawi Diab al-Zaza to comment, "We have been fasting almost against our will for three months".
Donate to provide hot meals in Gaza for Ramadan
[1] Also reprinted in Mosul: Umm Al-Rubi'in Press (مطبعة ام الربيعين) (1934), p. 57. For an English translation see Charles Perry, A Baghdad Cookery Book (2005), pp. 77-8.
[2] This poem, as well as one of Ibn al-Mahdi's maghmuma dishes, were compiled in Ibn Sayyar al-Warraq's 10th-century Book of Dishes (كتاب الطبيخ وإصلاح الأغذية المأكولات وطيّبات الأطعمة المصنو; "Kitāb al-ṭabīkh waʔiṣlāḥ al-ʔaghdiyat al-maʔkūlāt waṭayyibāt ʔaṭ'ima al-maṣno," "Book of cookery, food reform, delicacies, and prepared foods"), p. 99 recto. For Nasrallah's English translation see Annals of the Caliph's Kitchens, pp. 313-4.
In the 14th-century Andalusian Cookbook (كتاب الطبيخ في المغرب والأندلس في عصر الموحدين، للمكلف المجهول; "Kitāb al-ṭabīkh fī al-Maghrib wa al-Andalus fī ʻaṣr al-Mawahḥidīn," "Book of cookery from the Maghreb and Andalusia in the era of Almohads"), a maghmuma recipe appears as "لون مغموم لابن المهدى", "maghmum by Ibn al-Mahdi". For an English translation see An Anonymous Andalusian Cookbook, trans. Perry et al.
Ingredients:
For a 6-qt stockpot. Serves 12.
For the meat:
1 recipe seitan lamb
or
2 cups (330g) ground beef substitute
1 cinnamon stick
1 bay laurel leaf
Pinch ground cardamom
Several cracks black pepper
For the dish:
3 cups (600g) Egyptian rice
2 medium-sized globe eggplants
2 large Yukon gold potatoes (optional)
Vegetarian 'chicken' or 'beef' bouillon cube (optional)
2 1/2 tsp table salt (1 1/2 tsp, if using bouillon)
Vegetable oil, to deep-fry
Fried pine nuts or sliced blanched almonds, to top
Egyptian rice is the traditional choice in this dish, but many modern recipes use basmati.
I kept my ingredients list fairly simple, but you can also consider adding cauliflower, carrots, peas, chickpeas, zucchini, bell pepper, and/or tomato to preference (especially if omitting meat substitutes).
For the spices:
1 1/2 Tbsp maqluba spices
or
1 4" piece (3g) cinnamon bark, toasted and ground (1 1/2 tsp ground cinnamon)
3/4 tsp (2.2g) ground turmeric
3/4 tsp (1.5g) cloves, toasted and ground
3/4 tsp (2.2g) black peppercorns, toasted and ground
15 green cardamom pods (4.5g), toasted, seeds removed, and ground (or 3/4 tsp ground cardamom)
Instructions:
For the meat:
1. Prepare the seitan lamb, if using: it will need to be started several hours early, or the night before.
2. If using ground meat: heat 2 tsp oil in a skillet on medium. Add cinnamon stick and bay leaf and fry for 30 seconds until fragrant.
3. Add meat and ground spices and fry, agitating occasionally, until browned. Set aside.
For the dish:
2. Rinse rice 2 to 3 times, until water runs almost clear. Soak in cold water for 30 minutes, while you prepare the vegetables.
3. Optional: to achieve a presentation with eggplant on the sides of the maqluba, remove the skin from either side of one eggplant (so that all slices have flesh exposed on both sides) and then cut lengthwise into 1/2" (1cm)-thick slices.
Tumblr media Tumblr media
Cut the other eggplant (or both eggplants) widthwise into coins and half-coins.
4. Sprinkle eggplant slices with salt on both sides and leave for 10-15 minutes to release water.
5. Peel potatoes and cut in 1/4" (1/2 cm) slices.
Tumblr media
6. Heat about an inch of oil in a deep skillet or wok on medium (a potato slice dropped in should immediately form bubbles). Fry the potato slices until golden brown, then remove onto a paper-towel-lined plate or wire cooling rack.
7. Press eggplant slices on both sides with a towel to remove moisture. Fry in the same oil until translucent and golden brown, then remove as before.
Fry other vegetables (except for tomato, chickpeas, and peas) the same way, if using.
Tumblr media
8. Drain rice. Whisk bouillon, salt, and ground spices into several cups of hot water.
9. Prepare a large, thick-bottomed pot with a circle of oiled parchment paper (or with a layer of sliced tomatoes). Add ground meat, if using. Layer widthwise-sliced eggplants into the pot, followed by potatoes. Place longitudinally sliced eggplants around the sides of the pot, large side up.
Tumblr media Tumblr media
10. Add rice and pack in. Fold eggplant slices down over the rice, if they protrude.
Tumblr media
11. Pour broth into the pot, being careful not to upset the rice. Add more water if necessary, so that the rice is covered by about an inch.
12. Heat on medium to bring to a boil. Reduce heat to low, cover with a closely fitting lid, and cook 30 minutes.
13. If rice is not fully cooked after 30 minutes, lightly stir and add another cup of water. Re-cover and cook another 15 minutes. Check again and repeat as necessary.
14. Allow maqluba to rest for half an hour before flipping for best results. Place a large platter upside-down over the mouth of the pot, then flip both over in one smooth motion. Tap the bottom of the pot to release, and leave for a few minutes to allow the maqluba to drop.
15. Slowly lift the pot straight up, rotating slightly if the sides seem stuck.
16. Top with fried seitan lamb, chopped parsley, and fried pine nuts or almonds, as desired.
Tumblr media
366 notes · View notes
ar-mah · 2 months
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
يُسمّي الفيلسوفُ الفرنسي "آلان باديو" الحبَّ "مشهدًا من اثنين"، ويرى أن تجربة الحب تجعل المرءَ يختبرُ العالمَ ويعيشُه من وجهة نظر اثنين، أي من وجهة نظر الاختلاف لا الهويّة، كما يرى فيه فرصةً لنقابل العالم بوعي آخر، غير الوعي المنعزل. وينظر باديو للرغبة الجنسية وطقوسها داخل إطار الحب بوصفها التعبير المادي لكلمة "أحبك"، لما فيها من مظاهر استسلام الجسد، وهي عنده ناتجةٌ عن الحب، لا العكس. يناقش باديو هذا وأكثر في كتابه "في مدح الحب".
لطالما فرّقتُ بين ممارسة اللذة، وممارسة الحب، حتى وإن تشابهتَا في الطقوس والحركات. ووجه التفريق، عِندي، أن انصهارًا ما يحدث عند التقاء المُحبَّينِ، انصهارًا يُحاكي تداخلَ جسدَيهما، وانفتاحَ الواحد على الآخر، ومن ثَم انغلاقهما على بعضهما البعض، فتَنتجُ عن ذلك كتلةٌ هي مزيج ذَوَبانهما. كتلةٌ جديدة بخصائصَ تتمايز عن خصائصِ مكوّنَيها، على مستوى نظرتَيهما للكون، والحياة، ونفْسَيهما، حتى لا يَعودَا قادرَين، لحظةَ الافتكاك، على العودة إلى سابق عهدَيهما، إلا وملامح واحدهما على وجه صاحبه، وأثره على جسده، وكأن نَقصًا قد نالَ منهما. ويَغيب هذا كله في التحامِ اللذة، حين ينفصلُ الجسدُ كاملًا كما وَلجَ، حاملًا ذكرى لذّته، وعَرقَ الآخر.
وإني أرى في هذه الأعمال المعروضة لـ "إيلي كريڤن"، من سلسلته "عشّاق الشاشة"، التعبيرَ المادي لكلمة "أحبك" كما قدّم له "باديو" في كتابه، حيث ينطمس الوجهُ في الوجه، والجسمُ في الجسم، أثناء الممارسة، ويصبح الحب حينها "مشهدًا" واحدًا، ولكن "من اثنين"، وتحلّ "نحنُ" مكانَ "أنا".
وعلى صعيد آخر، غالبًا ما جذبَتني، وما تزالُ، فكرةُ انطماسِ الوجه، فنيًّا. تقولُ "جويس منصور": "الفن يبدأ حيثُ تنتهي الرغبة". والوجه مَحطّ الرغبة وشكلها، خليعًا ودائمَ التكشّف، لا ينفكّ يُفصح عن نفسه كلّ حين، كاللهب لا يكونُ إلا في خَلاعته وتوهّجه، فيصبح طمسُه حينها شرطًا لتحقُّقِ الفن. والوجوه المطموسة في أعمال "كريڤن" تُجسّدُ هذا المفهوم، حيث ينطفئُ الوجهُ في الوجه، الوجهُ في الجسم، ليتّقدَ الوجهانِ داخليًّا، فيما وراء الشكل الظاهر، فتعملُ مخيّلةُ المتلقّي، ويكونُ الفنُّ.
85 notes · View notes
rania11ay · 2 months
Text
Tumblr media
-نحن نتعافي يوماً تلو الآخر .. نتقبل الحقائق التي أوجعتنا سابقاً.. نتوقف عن الهروب منها و نفتخر أننا مررنا بها و لم تُغيرنا.. ما زال القلب يتسع للحُبِ.. وما زالت النفسُ تبذلُ الخير دون إنتظار المُقابل، ما زالت الكلمة إن نُطقت -عهداً- علينا نوفيه، ما زال الوجه واحد يعكس ما نضمر، ما زالت الأحلام وردية رغم رُمادية الحياة، ما زال النقاء غايتنا و السلام أجمل أُمنياتنا، ما زال الأمل يستوطنا و يخبرنا أن أبواب الحياة مفتوحة لنا علي مصراعيها و أننا هزمنا ندوب الماضي و تعافينا.
38 notes · View notes
amera-fathii · 2 days
Text
كان دائما لدي ذلك الحلم عن الحب، أن أركب قطارا ويراني أحدهم فيقع في حبي من النظرة الأولى لدرجة أنه يقرر تغيير محطة وصوله ليلحق بي.
كبرت وأدركت أن من الصعب الوقوع في حبي من النظرة الأولى، لكنني لازلت أحلم بأن يغير أحدهم لأجلي محطة وصوله وكل خططه فقط لنكون معًا.
أتمنى أن يحبني أحدهم لدرجة أن أكون أكثر ما يريده في هذه الدنيا، أن يكتشف أنه اﻵن يعرف بدقة ما يريد. 
أن يحبني أحدهم لدرجة أن يلتقط لي عشرات الصور خلسة، وأن أكون في هذه الصور جميلة ليس فقط لأن من التقطها يحبني ولكن لأن جسدي يشعر بالاطمئنان والراحة في وجوده لدرجة أنه لا يرتبك وينكمش أمام العدسة. 
أحلم بهذا الحب الذي يجعل أحدهم يراني كما لم يرانى أحد قبله، لا ﻷن مرآة الحب عمياء وﻻ أي شيء من هذا القبيل، ولكن ﻷن تلك الكيمياء بيننا، أو ربما الحرارة، تجعل الوجه المرسوم بالحبر السري لكل منا يظهر في وجود الآخر.
أحلم بالقبول غير المشروط، والحنان غير المشروط. بحب ﻻ يقبل التشكيك وﻻ يتركني للإحتماﻻت واﻷسئلة. وﻻ يهدده خطأ وﻻ غضب. بحب يزرع الطمأنينة في قلبٍ لم يعرف إﻻ القلق. 
- سارة درويش.
21 notes · View notes
drdina0 · 1 year
Text
Tumblr media
‏أحـب الصـباح فهو يشبه رونق الزهـر، يشبه مواساة البحـر، يشبه البياض في قلوب الأطفال، هو الوجه الآخر للحب، للإطمئنان الذي يأتيك ببشرى تنتزعك من ليلك الطويل.
- نجلاء حسن.
151 notes · View notes
riyads-world · 2 days
Text
الأصدقاء الحقيقيون هم أوطان صغيره،
هم الوجه الآخر للحب،
الحب الذي لا يصدأ....
42 notes · View notes
basomnice · 1 month
Text
يقول أحد الحكماء:
ما غلبتني إلا إمرأة،
كانت تحمل طبقاً مغطى فسألتها: ماذا يوجد في الطبق؟
*(فقالت و لما غطيناه إذاً ؟)*
....فأحرجتني.
...لا أقول حكمة اليوم بل حكمة العمر:
*"أي شيء مستور لا تحاول أن تكشفه"*
..لا تحاول أن تبحث عن الوجه الآخر لأي شخص حتى لو كنت متأكد بأنه سيئ،
...يكفي إنه احترمك و اظهر لك الجانب الأفضل منه،و اجعل من اكتفائك قناعه
...فلكل منا جانب سيء يتحاشاه حتى مع نفسه
...الانشغال بسرائر الناس يفتح باب سوء الظن و ظلم الاخرين
26 notes · View notes
norraha · 1 month
Text
Tumblr media
𝐀 𝐩𝐞𝐫𝐬𝐨𝐧'𝐬 𝐛𝐞𝐚𝐮𝐭𝐲 𝐢𝐬 𝐡𝐚𝐥𝐟 𝐢𝐧 𝐡𝐢𝐬 𝐦𝐢𝐧𝐝 𝐚𝐧𝐝 𝐡𝐚𝐥𝐟 𝐢𝐧 𝐡𝐢𝐬 𝐭𝐨𝐧𝐠𝐮𝐞, 𝐰𝐡𝐢𝐥𝐞 𝐭𝐡𝐞 𝐟𝐚𝐜𝐞 𝐢𝐬 𝐣𝐮𝐬𝐭 𝐚 𝐜𝐨𝐯𝐞𝐫 𝐭𝐡𝐚𝐭 𝐟𝐚𝐝𝐞𝐬 𝐰𝐢𝐭𝐡 𝐭𝐢𝐦𝐞. 🩵
جمال الإنسان نصفه في عقله ونصفه الآخر في لسانه، أما الوجه فهو مجرد غطاء يذبل مع الزمن.
🩵
31 notes · View notes
zad-alrahiel · 1 year
Text
"أيّ شيء مستور لا تحاول أن تكشفه، لا تحاول أن تبحث عن الوجه الآخر لأي شخص، حتّى لو كنتَ متأكّدًا أنّه سيّء، يكفي أنَّهُ احترمك وأظهرَ لكَ الجانب الأفضل منه.
اجعل من اكتفائكَ القِناع الساتر له ولك من أيّ شعورٍ مؤذي، فلِكُلٍّ منَّا جانب سيّء يتحاشاه حتّى مع نفسه، والانشغال بسرائر الناس يفتحُ باب سوء الظن وظلم الخلق والعجب."
210 notes · View notes
fatimayaseensblog · 11 months
Text
نقرأ في يوحنا 4:4-24 :
"فوصل الى المدينة سامرية تدعى سيخارة ، بالقرب من الارض التي جعلها يعقوب لابنه يوسف، وفيها بئر يعقوب، وكان يسوع قد تعب من المسير فقعد على حافة البئر، وكانت الساعة نحو السادسة. فجاءت امرأة من السامرة تستقي، فقال لها يسوع : اسقيني، وكان التلاميذ قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا قوتا. فقالت له المرأة (وقد ظنته يهوديا) : أنت يهودي وأنا سامرية فكيف تستقيني؟ فأجابها يسوع : لو كنت تعرفين عطاء الله ، ومن هو الذي يقول لك اسقيني، لسألته انت فأعطاك ماء حيا. قالت له : سيدي ليس لك ما تستقي به، والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا هذه البئر، وشرب منها هو وماشيته؟ فأجابها يسوع : من يشرب من هذا الماء فلابد له أن يظمأ ، وأما الذي يشرب من الماء الذي أعطيه إياه فلن يظمأ أبدا. فالماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية، قالت المرأة : سيدي أعطني هذا الماء، لكي لا أظمأ فأعود الى الاستسقاء من هنا. فقال لها : اذهبي فادعي زوجك وارجعي إلى هنا. أجابت المرأة : ليس لي زوج. فقال لها يسوع : أصبت إذ قلت ليس لي زوج. فقد اتخذت خمسة أزواج وأما الذي يصحبك اليوم فليس بزوجك لقد صدقت. قالت المرأة : سيدي أرى أنك نبي. قد تعبد آباؤنا في هذا الجبل، وانتم تقولون إن أورشليم هي المكان الذي يجب التعبد . قال لها يسوع : صدقيني يا امرأة ستأتي ساعة تعبدون فيها الآب لا في هذا الجبل ولا في أورشليم ، أنتم تعبدون ما تجهلون، ونحن نعبد ما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود. ستأتي ساعة بل أتت الآن ، يعبد فيها العباد الصادقون الآب بالروح والحق، لأن الآب يريد مثل هؤلاء العباد. إن الله روح، فيجب على العباد أن يعبدوه بالروح والحق".
لقد أعلن يسوع للمرأة السامرية عن زوال العبادات الشكلانية القديمة، والتأسيس لعبادة روحية جديدة، عبادة القلب لا عبادة الحرف، في هذه العبادة لم يعد لهيكل أورشليم مبرر، لأن الله سوف يعبد في كل مكان من دون ذبائح ولا محارق يصعد دخانها إلى عنان السماء ليتشممها يهوه فيرضى، وقبل ذلك يجب التخلص من اليهود ومن معتقداتهمالبالية.
ولقد أعلن يسوع في مناسبات عديدة سدى الشريعة اليهودية، وضرب مثالا على ذلك من خلال سلوكه وسلوك تلاميذه.
ولعل في حادثة عفوه عن المرأة الزانية، التي أوردها إنجيل يوحنا، أوضح تعبير عن موقف يسوع الحقيقي من هذه المسألة.
" أما يسوع فذهب إلى جبل الزيتون ثم عاد عند الفجر الى الهيكل، فأقبل إليه الشعب كله.فجلس وجعل يعلمهم. فأتاه الكتبة والفريسيون بإمرأة أخذت في زنا، فأقاموها في وسط الحلقة وقالوا له: يا معلم ، إن هذه المرأة أخذت في الزنا المشهود، وقد أوصانا موسى في الشريعة برجم أمثالها، فأنت ماذا تقول؟ وإنما قالوا ذلك ليحرجوه فيتهموه . فأكب يسوع يخط بإصبعه في الارض . فلما ألحوا عليه في السؤال جلس وقال لهم : من كان منكم بلا خطيئة فليتقدم ويرمها أولا بحجر. ثم أكب ثانية يخط في الارض. فلما سمعوا هذا الكلام، انصرفوا واحدا بعد واحد يتقدمهم كبارهم سنا، ولبث يسوع وحده والمرأة في مكانها. فجلس يسوع وقال لها : أين هم أيتها المرأة؟ ألم يحكم عليك أحد؟ فأجابت : لا يا سيدي. فقال لها يسوع : وأنا لا أحكم عليك. اذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة" 1:8-11.
ويسبغ يوحنا على قصة لقاء يسوع بيوحنا المعمدان ، والتي أوردها بشكل مختلف عن الإزائيين ، معاني لاهوتية خاصة به، فيسوع لم يعتمد على يد يوحنا لأنه الابن المؤله الذي ولد بلا خطيئة يغسلها العماد، وهو اعظم من يوحنا وبالتالي لا موجب لكي يركع أمامه ويعتمد على يديه، ويوحنا يشهد له بأنه ابن الله، وهو الذي رأى دون غيره، الروح القدس ينزل عليه، ولكن من غير أن يعين المكان والزمان :" فسألوه أيضا (الكتبة واللاويون) : إذا لم تكن المسيح ولا إيليا ولا النبي، فلم تعمد إذا؟ فأجابهم يوحنا: أنا أعمد بالماء، وبينكم من لا تعرفونه ذاك الذي يأتي من بعدي ولست أهلا لأن أحل سيور حذائه .... وفي اليوم الثاني رأى يسوع آتيا نحوه فقال : هو ذا حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم. هذا الذي قلت فيه : يأتي بعدي رجل قد تقدمني، لأنه كان قبلي، ولم أكن اعرفه، فجئت أعمد بالماء لكي ينجلي لإسرائيل وشهد يوحنا قال : رأيت الروح ينزل كأنه حمامة فيستقر عليه، ولم أكن أعرفه ، ولكن الذي أرسلني أعمد بالماء قال لي : إن الذي ترى الروح ينزل عليه فيستقر ، هو ذاك الذي يعمد بالروح القدس، وأنا رأيته وشهدت له بأنه ابن الله" 24:1-34.
ينفرد يوحنا هنا بتعبير " حمل الله" وهو من خلال هذا التعبير يقارن بين يسوع وحمل الفصح الذي يضحي به اليهود ابتداء من بعد ظهر اليوم السابق للفصح، والذي يحمل دمه المراق مفعولا تطهيريا وخلاصيا عند اليهود، ولكن على عكس حمل الفصح الذي يطهر اليهود من خطاياهم ، فإن حمل الله هذا سوف يحمل خطيئة العالم بأكمله وذلك بموته على الصليب. ولهذا السبب فقد انفرد يوحنا عن الإزائيين بجعله واقعة الصلب في اليوم السابق للفصح، لكيتكتمل رمزية الفداء وتأخذ أبعادا كونية غير مسبوقة في الأناجيل الإزائية، مؤسسة بذلك لأهم ركن في اللاهوت المسيحي المقبل.
وينعكس اختيار يوحنا لليوم السابق على الفصح يوما للصلب، على قصة العشاء الأخير. فالعشاء الأخير عند الإزائيين كان عشاء فصح وحصل عشية الفصح، أما عند يوحنا فقبل ذلك بأربع وعشرين ساعة. وهنا تختلف الرسالة في كلا القصتين، فبينمايركز الإزائيين على طقس التناول الذي ابتدره يسوع في تلك الجلسة عندما اخذ خبزا وبارك ثم كسره وناولهم وقال :" خذوا هذا هو جسدي، ثم أخذ كأسا وشكر وناولهم فشربوا منها كلهم، وقال لهم : هذا هو دمي، دم العهد، الذي يراق من أجل جماعة كثيرة" مرقس 22:14-23 (راجع أيضا متى 26:26-28، ولوقا 17:22-20 )، فإن يوحنا يتجاهل هذه المناولة ويستبدلها بقيام يسوع بضرب مثل عملي لتلاميذه على المحبة والتواضع عندما قام وغسل أرجلهم جميعا (يوحنا 4:13-6).
ومن اهم خصائص إنجيل يوحنا تركيزه على كراهية يسوع لليهود، وسعي اليهود منذ البداية لقتله والتخلص منه. واذا كان الإزائيون قد جعلوا من النخبة اليهودية المتمثلة في الفريسيين والكتبة والناموسيين من علماء الشريعة، الخصوم الرئيسيين ليسوع فإن انجيل يوحنا يشير على الدوام الى اليهود جملة باعتبارهم خصوما ليسوع يرومون هلاكه بسبب إفساده للعقيدة :" وأخذ يسوع بعد ذلك يسير في الجليل ، ولم يشأ أن يسير في اليهودية، لأن اليهود كانوا يريدون قتله... وكان اليهود يطلبونه في العيد، ويقولون : أين هو " يوحنا 25:7-26 وقد وصف يسوع اليهود بأبشع الأوصاف ، فهم أولاد الأفاعي وقتلة الأنبياء وأولاد الشيطان: "فقال يسوع لليهود .... إنكم أولاد أبيكم إبليس ، وانتم تريدون إتمام شهوات أبيكم، ذاك كان منذ البدء مهلكا للناس لم يثبت على الحق" يوحنا 31:8-44
فراس السواح (الوجه الآخر للمسيح)
1 note · View note
pippo99 · 10 months
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media
الإخوة وطنٌ صغير نأوي إليه كلما ضاقت بنا الدنيا
هم الوجه الآخر للحب الذي لايموت
48 notes · View notes
sihrbayan · 6 months
Text
مهما كانت الحياة مغطاةٌ بالسواد ثمة ثقبٍ للنور للضحك للأمل للأصدقاء نستطيع من خلاله أن نبصر الوجه الآخر للحياة والوجه الأنقى لها
20 notes · View notes
meem-ju · 7 months
Text
‏"الوجه الآخر للسذاجة هي الضحكة التي ذهبت هباءً في محاولة فاشلة للإندماج وسط مجموعة لا تنتمي لها بشيء."
28 notes · View notes
yooo-gehn · 1 year
Text
أشعر أحيانا أننا صرنا نتعامل مع الحب كما نتعامل مع الأطفال الرُضَّع. هم كائنات في منتهي اللطف والجمال. أن تحمل أحدهم على كتفك وتلعب معه وتسمع ضحكاته التي تخترق القلب. لحظات من الجنة. ولكن الأم ترضع�� وتغير له البامبرز وتستنشق مؤخرته لتعلم متى سيتغوط، وهذا هو الوجه الآخر للطف. رعاية الجوانب المقززة. الثقيلة على النفس. المجهود الذي يتحتم على الأم بذله لتعتني بطفلها. وهذا هو الجانب الذي نغفل عنه. نريد أن نعيش أجمل قصة حب في العالم، ولكننا غير مستعدين لتغيير البامبرز! نريد أن نلتهم ألذ وجبة في العالم، ولكننا لا نريد أن نتكبد عناء طبخها.
62 notes · View notes
waelessa · 2 years
Text
مَعَكِ عَرفتُ الحَيَـٰاة
أحببتُ فكرةَ أن أكونَ كتابَكِ المفتوح، وأن كلّ ما فيّ بات لغةً، وحدكِ من اكتشفتِ أسرارها، فأصبحتِ تقرئين إيماءات وجهي، وشرود عيني، حركات أصابعي، ملامحي، هزة رأسي، حتى حكّة أنفي ...
تغريني تلك الحالة التي أصبحتُ فيها أعيش معكِ الحياة بكل تفاصيلها.
فمعكِ أبصرتُ الوجه الآخر للحياة، وأن ثمة حياة أخرى داخل كلّ حياة....
ومعكِ عرفتُ ظِلَّ الوقت، وأن الوقتَ ما عاد ثوانيَ ودقائقَ نحياها، وإنما الوقتُ انتظارٌ ولقاءاتٌ بمعيةِ مَن نُحب، فكم من لحظةٍ همسنا بها معًا في أذن الأرض بأن تكفَّ عن دورانها، لتتوقف معها عقاربُ السّاعة، خشيةَ الإعلان عن نهايةِ فرصةٍ خطفناها عنوةً من فمِ الحياة، على غفلةٍ من العسسِ الذي يتحسسُ صباح مساء نبضَنا وهمسَنا، إحساسَنا وأنفاسَنا، وعرفتُ كيفَ تموتُ الابتسامةُ منكسرةً معَ كلِّ لحظةِ لقاءٍ فشلتْ أن تجمعَنا.
معكِ أصبحتُ ممتلئًا تمامًا، تتملّكني الرغبةُ والشغفُ في اكتشافِ الحياة وقضمِها وعدمِ الاكتفاء بهوامشِها، وأصبحتُ كجوادٍ أدهمَ أطوي بساطَ الحياةِ من فرطِ سعادتي، أشدو مرتجزًا كعصفورٍ تعلّمَ لتوِّهِ الطيرانَ في أفقٍ نيليٍّ ساحرٍ تتخلّله كتلُ ضبابٍ رماديّة، أطيرُ بدلَ أن أمشيَ على الأرض، أزعمُ أنّي بتُّ أخفَّ من فراشةٍ مجنّحةٍ على ضفافِ ياسمينةٍ مُثْقَلَةٍ بالماءِ والعطر.
معكِ تعلمتُ أن أجعلَ من الخيالِ حقيقةً، أعيشها بحواسي الخمس، وأن أجعلَ من الرّغبةِ وجدانًا لا يموت، وأن أعيشّ داخلَ الزّمنِ وخارجه، وأقبض بكفيّ لحظاتٍ مسروقةً من أجندةِ لقاءاتنِا التي لم تأتِنا يومًا بضربِ ميعاد.
معكِ أدركتُ معنى الفراغ، وكيف يسودُني صمتٌ طويلٌ حالَ غيابكِ، وكيف لثقلِ العالمِ كلّه أن ينزلَ على قلبي، فيضيقُ صدري، وأجترُّ الأنفاس بعدها بصعوبةٍ، إذا ما نالكِ زعلٌ مني.
معكِ خبرتُ فنونَ استرضاءِ مَن تُحِب، وكيفَ أبذلُ الغاليَ والنفيسَ في تطييبِ خاطركِ، وكيفَ أربتُ على كتفِ زعلكِ، وأنَّ الأمرَ ليس فيه استذلالٌ أو امتهانُ كرامةٍ في أن آتيكِ من كلّ زاويةِ أستميلُ بها قلبَكِ، إذا ما أشاحَ وجهَه عنّي، لأنّكِ تستحقين.
معكِ أيقنتُ معنى أن يكونَ لي قلبٌ في صدرٍ آخر، يأكلُه القلقُ، ويلتهمُهُ الخوفُ، إذا ما أصابني مكروهٌ، أو حزبني همٌ أو غمٌ، وأن أوجاعي تنزلُ بكِ قبلَ أن تحطّ رحالَها بقلبي، وكيف تبتلعينَ صمتَكِ الخائفَ عليّ، خشيةَ فاجعةٍ تسرقُني منكِ.
معكِ اتسعَ قاموسُ مفرداتي بمعانيها الأخرى، فعرفتُ معنى الغيرة والحيرة، القلق والأرق، الرغبة والرهبة، الفرح والترح، الأمان والحرمان، الاحتواء والاكتواء، الوجد والفقد ...
ولكن يظلُّ السؤالُ الذي لا يبرحُ ذاكرتي معلّقًا، لا أجدُ له إجابةً تفيه، رغم اتساع خيالاتي وقاموس مفرداتي، السؤالُ الذي حارَ بهِ عقلي ووجداني، وارتبكتْ لاحتمالاتِه كلُّ خيالاتي وتوقعاتي، السؤالُ الذي مفادُه : "ماذا لو استيقظتُ يومًا ووجدُتكِ بجواري ؟"
#وائل_عيسى
Tumblr media Tumblr media
156 notes · View notes