الانتفاضة الأخيرة للغنوصية .. البوجوميل والكاثار :-
بينما كانت الغنوصية المسيحية تدافع عن وجودها في اصقاع الامبراطورية الرومانية، شرقا وغربا، خلال النصف الثاني من القرن الثالث، كانت الغنوصية المانوية، التي أسسها المعلم ماني المولود في بابل (216-275م) ، تنتشر مثل الاعصار . فقد انتشرت في فارس والعراق وسورية خلال حياة ماني، وبعد وفاة ماني انتقلت من سورية الى مصر، حيث تشكلت جماعات مانوية قوية التأثير في الحياة العامة والسياسية. كما دانت إمارة الحيرة العربية بالمانوية عندما اعتنق ملكها عمر بن عدي ديانة ماني وصار من أشد المدافعين عنها خلال فترة حكمه التي امتدت من 270 الى 300 ميلادية. ومن الحيرة خرجت بعثات تبشيرية مانوية الى جزيرة العرب على ما يروي الجغرافي العربي ابن رستة، فوصلت الى مكة واستمالت فريقا من اهلها بينما يروي المؤرخ ابن قتيبة ان القرشيين قد جلبوا هذه البدعة من بلاد الشام، ومن مصر انتشرت المانوية الى شمال افريقيا والى اسبانيا. كما عبرت سورية الى آسيا الصغرى واليونان وايطاليا أوروبا الوسطى. وباتجاه الشرق انتشرت المانوية خلال حياة ماني الى المناطق الهندية القريبة من إيران، وصارت ديانة رسمية لمملكة طورفان. وبعد وفاة ماني صارت مدينتي سمرقند وطشقند في إقليم الصغد مركزا للدعوة المانوية، ومنهما انتقل المبشرون على طول طريق الحرير نحو اعماق الشرق حتى طرقوا باب الامبراطور الصيني وشرحوا له معتقدهم. ونحو عام 760م صارت المانوية الديانة الرسمية لمملكة أويغور الصينية الحدودية، التي كانت تسيطر على اجزاء كبيرة من مناطق آسيا الوسطى.
لم تكن المانوية فرعا من الغنوصية المسيحية على الرغم من انها الابن الشرعي لها، بل كانت ديانة توفيقية حاولت الجمع بين الديانات الكبرى السائدة في ذلك الوقت من خلال منظور غنوصي، وقد اعتبرها بعض مؤرخي الاديان بمثابة الدين العالمي الرابع بعد المسيحية والاسلام والبوذية. تتفق الغنوصية المانوية مع الغنوصية المسيحية في نقطتين رئيسيتين هما إن العالم شر ومحكوم من قبل القوى الشريرة، وإن العرفان لا الايمان هو الذي يقود الى خلاص الروح التي هي قبس من النور الأعلى حبيس في المادة. ولكن المانوية تفتقد الى عنصر المخلص ذي الطبيعة الإلهية، الذي يتجلى بشرا في عالم الانسان ليقدم له الخلاص، وهي لا تعتمد أيا من الاناجيل المسيحية الرسمية منها او الغنوصية، وإنما تعتمد ما خطه ماني بيده من كتب مقدسة. وبما ان دراستنا هنا تقتصر على الغنوصية المسيحية ، فإننا سوف نتجاوز المانوية الى حركتين مهمتين في تاريخ الغنوصية المسيحية هما البوجوميل والكاثار اللتان بقيتا تصارعان من اجل البقاء بعد انتصار الكنيسة القويمة.
انتشر في أرمينيا منذ وقت مبكر من العصر المسيحي شكل من المسيحية غير القويمة، على يد مبشر قدم من أورشليم يدعى عاديا . وقد بشر عاديا بعقيدة تقول إن المسيح ليس ابن الله، بل هو كائن بشري تبناه الله وجعل منه ابنا له. ثم تطور ضمن هذه العقيدة تنويع آخر يقول بوجود إلهين أعليين لا إله واحد، الاول هو الاب السماوي الاعلى والثاني هو الديميرج خالق هذا العالم. وعندما صارت المسيحية القويمة دينا رسميا للامبراطورية الرومانية، تم تصنيف هذه المسيحية الأرمنية في زمرة الهرطقات الكبرى، ولكنها بقيت في منأى عن بطش السلطات الكهنوتية في روما، واخذت تجتذب إليها جماعات غنوصية تم تهجيرها من مواطنها الأصلية، فأقامت في ارمينيا وشكلت مع اتباع عقيدة التبني مذهبا غنوصيا عرف بالمذهب البولسي، نسبة الى بولس الرسول، وقد عرف هؤلاء البولسيون بنزعتهم الحربية وميلهم المستميت الى الدفاع عن عقيدتهم الدينية. وعندما أفلحت السلطات البيزنطية اخيرا في الضغط على البولسيين وتهجيرهم، توجهت جماعات منهم غربا واستقرت في مكدونيا وبلغاريا والبلقان، وهناك تلاقحت افكارهم مع افكار جماعات محلية غير أرثوذكسية، ونجم عن ذلك مذهب قوي آخر في سياق القرن العاشر الميلادي عرف بمذهب البوجوميل نسبة الى كاهن مسيحي اسمه بوجوميلوس. وقد قام البوجوميل بهجوم معاكس سياسي وعقائدي على بيزنطة، وتمتعوا بجاذبية خاصة بين الجماهير بسبب نقدهم الشديد لسلوك الاباطرة البيزنطيين، ولفساد الكنيسة البيزنطية ،فكان لهم جماعات سرية او علنية في اقطار عديدة من الامبراطورية البيزنطية. ولكن الاضطهادات الدموية التي تعرضوا لها من قبل الكنيسة الرسمية والسلطات البيزنطية، قد أدت الى تشتيتهم تدريجيا خلال القرن الثاني عشر، ومع ذلك فإن كنيسة غنوصية قد بقيت قائمة في البوسنة حتى القرن الخامس عشر، وتحول من بقي من أتباعها بعد ذلك الى الاسلام. وعلى الرغم من ذلك فقد تمتعت الكتابات البوجوميلية التي دونت باللغة السلافية القديمة بانتشار واسع ، وأثرت في الادب الشعبي السلافي. وحتى وقت متقدم من العصور الحديثة كان الشحاذون على ابواب الكنائس في روسيا ينشدون اغاني احتفظت بطابعها البوجوميلي القديم.
اعتبر البوجوميل كتاب العهد القديم من صنع الشيطان، ولم يتبنوا من اناجيل العهد الجديد سوى انجيل يوحنا الذي رأوا فيه إبانة عن الله الحق. وهم يقولون بثنوية معتدلة لا تجعل من الشيطان إلها مستقلا، بل تجعله ابنا لله خرج عن طاعته وعصاه. فهم يؤمنون بإله واحد اعلى هو الإله المسيحي الطيب صانع كل ما هو خير وحسن، ويعتقدون بأن الإله الطيب قد انجب ابنه البكر لوسيفر ، الذي يعني اسمه حامل الضياء نظرا لشدة بريقه ولمعانه، إلا ان لوسيفر هذا عصا أباه وسقط من المستوى الروحاني الأعلى بمحض إرادته، وصار اسمه ساتانا -إيل ، أي الشيطان. وهم في تبنيهم لقصة التكوين التوراتية، فإنهم يعزونها الى الشيطان لا الى الله. فقد خلق الشيطان (إله العهد القديم) السماوات والارض انطلاقا من المادة القديمة المتمثلة بالمياه الاولى، كما خلق الانسان. ولكن روح الانسان ، كما هو الحال في بقية النظم الغنوصية، قد استمدت من روح الله، ولذلك فقد عمل الله على انقاذ ارواح البشر عن طريق (الكلمة) التي تجسدت في الشكل الشبحي ليسوع المسيح على الارض. ومن الناحية التنظيمية ،انقسم البوجوميل الى ثلاث شرائح ، على الطريقة المانوية، هي شريحة الكاملين المهيئين للانعتاق من دورة تناسخ الارواح في هذا العالم، تليها شريحة السماعين المؤهلة للتحول الى شريحة الكاملين في التناسخ المقبل، فشريحة عامة المؤمنين. وكان الالتزام بالاخلاقيات والسلوكيات البوجوميلية يختلف من شريحة لأخرى، فكانت شريحة الكاملين بمثابة النموذج الاعلى في الالتزام، فلم يكن افرادها يتناولون الخمر او اللحوم، وعاشوا حياة زهد وتنسك تحكمها قواعد أخلاقية وسلوكية صارمة.
لقد وصف احد آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي الغنوصية بأنها مثل التنين الذي اذا قطعت له رأسا نبت له رأس آخر محله، وها هو تاريخ الغنوصية يثبت صحة ذلك الوصف. فبعد القضاء على البوجوميل في البلقان وأوروبا الوسطى، انتشرت أفكارهم الى فرنسا عن طريق مناطق إيطاليا الشمالية، وتجلت في معتقد غنوصي جديد هو المعتقد الكاثاري.
ومن بين الفرق الغنوصية التي عبرت المحن وعاشت حتى القرون الوسطى ، كانت الفرقة الكاثارية اكثرها نجاحا، واشدها خطورة على الكنيسة الرسمية من اي هرطقة اخرى. تواجد الكاثار (او الكاثاريون) بشكل خاص في مقاطعة Lanuedoc في الجنوب الفرنسي فيما بين مدينة بوردو شمالا وسفوح جبال البيرينيه على حدود اسبانيا جنوبا. لم تكن هذه المقاطعة في مطلع القرن الثاني عشر جزءا من فرنسا، بل منطقة مستقلة بلغتها وثقافتها ونظامها السياسي، يحكمها عدد من الاسر النبيلة برئاسة كونت تولوز وعائلة ترانسفال المتنفذة .
ضمن هذه المساحة الواسعة التي تضم عشرات المدن ، من بينها ألبين و مونبيلييه وتولوز ومرسيليا، نشأت ثقافة كاثارية متميزة كانت الاكثر تطورا في الغرب المسيحي بعد بيزنطة . فقد انتشر فيها التعليم ونشطت التيارات الفكرية والفلسفية المختلفة، وعلا شأن الشعر والشعراء وتعلم الطلاب اللغات اليونانية واللاتينية والعربية، وكان النبلاء يرعون هذه النشاطات ويشاركون فيها، في الوقت الذي لم يكن فيه نبلاء الشمال قادرين على كتابة اسمائهم. ونظرا لقرب المنطقة من مركز الاشعاع الحضاري في الاندلس، فقد وردتها تأثيرات عربية عن طريق الموانئ البحرية وعبر جبال البيرينيه. دعيت هذه الغنوصية المسيحية المتأخرة بالكاثارية، نسبة الى كلمة كاثاري، التي تعني نقي او طاهر، كما دعيت بالألبينية نسبة الى مدينة ألبين Albin أهم مراكزها في الجنوب الفرنسي.
وعلى الرغم من ان العقيدة الكاثارية قد صارت عقيدة رسمية لمجتمع ولنظام سياسي معين، الا انها لم تشكل كنيسة بالمفهوم المسيحي القويم، او بالمفهوم المانوي، ولم تتحول الى إيديولوجيا دينية مصاغة في قالب دوغمائي منمط، بل كانت تضم عددا من الطوائف التي يتبع كل منها مرشدا روحيا ويتكنى باسمه، اي انها بقيت امنية لمبادئ الغنوصية المسيحية المبكرة التي عرفناها في القرون الاولى للميلاد. ولكن على الرغم من اختلاف الطوائف الكاثارية في تفاصيل المعتقد والممارسة، الا انها تتفق على عدد من المبادئ، وعلى رأسها العرفان وتناسخ الارواح والثنوية الكونية.
لقد رفض الكاثار المؤسسة الدينية كوسيط بين الله والناس، وكمفسر لوحيالكتاب. كما رفضوا مفهوم الايمان المسيحي وأكدوا على العرفان الداخلي الذي يقود الى الانعتاق من دورة التناسخ، وقد استتبع ذلك رفضهم لفكرة المسيح المتجسد، ورفض المضمون الخلاصي لواقعة الصلب، والصليب كرمز لخلاص الانسان، بل لقد رأوا في الصليب رمزا لأمير الظلام حاكم العالم المادي والعدو ا��اول لمبدأ الخلاص، ورأوا في كنيسة روما تجسيدا لسلطان أمير الظلام على العالم ، ومع ذلك فقد اعتبروا انفسهم المسيحيين الحقيقيين، واعتقدوا بمسيح سماوي لم يتجسد في انسان، لان الجسد الانساني ينتمي الى عالم المادة المظلمة صنيعة الشيطان، ومن غير الممكن للمسيح ان يلبس جسدا ويبقى في الوقت نفسه ابنا لله.
لا يقف المعتقد الثنوي الكاثاري عند حدود الثنوية الاخلاقية للمسيحية، وانما يتعداه الى ثنوية كونية تتخلل جميع مظاهر الوجود قطباها مبدآن متصارعان على كل صعيد، المبدأ الاول روحاني جوهره الحب، والمبدأ الثاني مادي جوهره القوة، الاول هو الله والثاني هو الشيطان. وبما ان الخلق والتكوين هو عمل من اعمال القوة لا من اعمال الحب، فإن العالم المادي قد صنعه الشيطان، ملك الدهر وامير هذا العالم. من هنا، فإن المادة بجميع أشكالها شر، بما في ذلك جسد الانسان. فبعد ان انتهى أمير العالم من عمل التكوين وجاء الى صنع الانسان، وجد نفسه غير قادر على بث الحياة في الجسد الطيني للزوجين الأولين، فعمد الى اصطياد روحين ملائكيتين من الأعالي وسجنهما في الهيئة المادية التي صنعها، فنهض أمامه آدم وحواء بشرا سويا بجسد ظلامي وروح نورانية. ولما كان ملك العالم راغبا في احتباس مزيد من الارواح في المادة الكثيفة، فقد أغوى آدم وحواء وزين لهما الفعل الجنسي الذي يقود الى التكاثر فكانت الخطيئة الاصلية للانسان.
عندما بدأ اولاد آدم يتكاثرون، أعلن الشيطان ألوهته لهم عن طريق أخنوخ ابن يارد ( انظر سفر التكوين 18:5-24 ) الذي رفعه اليه واعطاه ريشة وحبرا فكتب سبعة وستين كتابا، وامر بأن تحمل الى الارض وتسلم للناس لكي تعلمهم كيفية إقامة الطقوس وتقديم القرابين، وأشياء اخرى تخفي عنهم ملكوت السماء، وكان الشيطان يقول لهم : آمنوا فأنا إلهكم ولا إله إلا انا. بعد ذلك اعلن ألوهته لموسى واختار اليهود شعبا له وأعطاهم الشريعة على يد موسى، وقادهم عبر البحر الذي انشق أمامهم. ولهذا نزل المسيح الى العالم، وقبل نزوله أرسل الله ملاكه قبله واسمه مريم ليستقبل فيه الابن. فلما نزل، دخل عبر الأذن من مريم وخرج من الأذن الأخرى، وعندما علم الشيطان بنزول الابن أعطى اليهود ثلاثة انواع من الخشب ليصلبوه، واعتقد في ضلالته أنه قد أماته.
فراس السواح (الوجه الآخر للمسيح)
2 notes
·
View notes
[ID: A wide cylindrical pile of rice, eggplants, and 'lamb' on a serving platter, garnished with parsley. End ID]
مقلوبة / Maqluba
مَقْلُوبَة ("maqlūba," "upside down" or "turned over") is a Levantine casserole in which spiced meat, fried vegetables, and rice are arranged in a pot and simmered; the entire pot is then inverted onto a serving tray to reveal the layered ingredients. Maqluba historically uses lamb and eggplant, but modern recipes more often call for chicken; tomato, cauliflower, potato, bell pepper, and peas are other relatively recent additions to the repertoire.
A well-made maqluba should be aromatic and highly spiced; the meat and vegetables should be very tender; and the rice should be cohesive without being mushy. A side of yoghurt gives a tangy, creamy lift that cuts through and complements the spice and fat in the dish.
Maqluba emphasizes communal eating and presentation. It is usually eaten during gatherings and special occasions, especially during Ramadan—a month of sunrise-to-sunset fasting which celebrates the revelation of the Qu'ran to the prophet Mohammad. The pot is sometimes flipped over at the table for a dramatic reveal.
History
Many sources cite Muhammad bin Hasan al-Baghdadi's 1226 Kitāb al-ṭabīkh (كتاب الطبيخ لمحمد بن حسن البغدادي) as containing the first known reference to maqluba. However, the recipes for "maqluba" in this book are actually for small, pan-fried patties of spiced ground meat. [1] The dish is presumably titled "maqluba" because, once one side is fried, the cook is instructed to turn the patties over ("أقلب الوجه الآخر") to brown the other; the identical name to the modern dish is thus coincidental.
References to dishes more like modern maqluba occur elsewhere. A type of مغمومة ("maghmūma," "covered" dish), consisting of layers of meat, eggplant, and rice, covered with flatbread, cooked and then inverted onto a serving plate, is described in a 9th-century poem by إبراهيم بن المهدي (Ibrāhīm ibn al-Mahdī):
A layer of meat underneath of which lies a layer of its own fat, and another of sweet onion, another of rice,
Another of peeled eggplant slices, each looking like a good dirham honestly earned. [...]
Thus layered the pot is brought to a boil first then enclosed with a disc of oven bread.
On the glowing fire it is then put, thus giving it what it needs of heat and fat.
When fully cooked and its fat is well up, turn it over onto a platter, big and wide. (trans. Nawal Nasrallah) [2]
These sources are both Iraqi, but one story holds that maqluba originated in Jerusalem. صلاح الدين الأيوبي (Ṣalāḥ ad-Dīn al-Ayyūbi; "Saladin"), after capturing the city from the Crusaders and reinstating Muslim rule in 1187, was served the dish, and was the first to describe it with its current name. Before this point, the Jerusalem specialty had supposedly been known as "باذنجانية" ("bāḏinjānīyya"), from "باذنجان" "bāḏinjān" "eggplant" + ية- "-iyya," a noun-forming suffix.
[ID: The same dish shown from directly above. End ID]
In Palestine
Maqluba is often invoked in the context of Palestinian strength and resistance, in defiance of its occasional description as an "Israeli" dish. Palestinian magazine writer Aleeya Rizvi reflects:
In the wake of the recent [2023] war in Gaza, our culinary endeavors, particularly in crafting and sharing traditional Palestinian dishes like Maqluba, represent a conscious effort to contribute to the preservation and resilience of Palestinian culture. In a time when cultural heritage is under threat, preparing and enjoying these time-honored recipes becomes more than a mere culinary activity; it transforms into a deliberate act of cultural continuity and solidarity.
Maqluba also has a more specific association with physical resistance against the backdrop of increased settler and police violence against Palestinians, including regular Israeli raids and attacks on the جامع الأقصى ("Jāmi' al-Aqṣā"; al-Aqsa mosque), during Ramadan.
The holiest month in the Islamic calendar, Ramadan is given over to fasting, prayer, and reflection; people gather together in homes and mosques to break their fast after sunset, and spend entire nights in mosques in worship. Khadija Khwais and Hanady Al-Halawani used to serve maqluba for افطار ("ifṭār," fast-breaking meal) in the Al-Aqsa mosque, until Israeli occupation authorities banned them from the mosque for "incitement."
In response, starting in 2015, Al-Halawani and other volunteer مرابطين ("murābiṭīn," lit. "holy people," guardians of the mosque) stationed themselves on the ground outside the mosque's gate (باب السلسلة; Bāb as-Silsila, "chain gate") to prepare and serve maqluba. Those who were banned from entering the mosque broke their fast and prayed at the mosque's gates, and in the nearby alleys of the Old City. The same year saw Israeli security personnel and settlers attack Palestinian protestors and guardians outside and inside the mosque with tear gas and stun grenades.
For Al-Halawani, the serving of maqluba at the al-Aqsa gates symbolizes "defiance, steadfastness, and insistence on continuing the fast [...] in spite of the occupation’s practices." The "Maqluba at al-Aqsa" ritual "has become one of the most disturbing Palestinian scenes for the occupation forces," who associate it with the defense of "Palestinian heritage" and the intent to "motivate worshipers and murabitin to repel incursions into the mosque." (Al-Halawani has been arrested, threatened, beaten, and detained by Israeli police multiple times for her role as a defender of Al-Aqsa. She was among the prisoners freed in trades between Israel and Hamas in December 2023.)
In 2017, occupation forces installed metal detectors, electronic gates, metal barriers, and police cameras to surveil worshipers following a shoot-out at one of al Aqsa's gates. Hundreds of protesters refused to enter the mosque until the repressive measures were removed, instead gathering and praying in its courtyard; surrounding families bolstered the sit-ins by serving food and drink. When the gates were dismantled, over 50,000 people gathered to eat maqluba in celebration, picking up on the earlier association of the dish with Saladin's victory (and its resultant alternate name, "أكلة النصر," "ʔakla an-naṣr," "victory meal").
The name "maqluba," meaning "upside-down" or "inverted," may be associated with victory and resistance as well. Fatema Khader noted in 2023 that the method of serving maqluba was a "symbolic representation of how Israeli policies and decisions against Palestinians will be flipped on their heads and become rendered meaningless." It is also relevant that maqluba is meant to be served to large groups of people, and can thus be linked, symbolically and literally, to solidarity and communal resistance.
This year in Gaza, Palestinians show steadfast optimism as they paint murals, hang lanterns, buy sweets, hold parties, and pray in groups amongst the rubble where mosques once stood. But despite these efforts at creating joy, the dire circumstances take heavy tolls, and the holiday cannot be celebrated as usual: Israel's campaign of slow starvation led Ghazzawi Diab al-Zaza to comment, "We have been fasting almost against our will for three months".
Donate to provide hot meals in Gaza for Ramadan
[1] Also reprinted in Mosul: Umm Al-Rubi'in Press (مطبعة ام الربيعين) (1934), p. 57. For an English translation see Charles Perry, A Baghdad Cookery Book (2005), pp. 77-8.
[2] This poem, as well as one of Ibn al-Mahdi's maghmuma dishes, were compiled in Ibn Sayyar al-Warraq's 10th-century Book of Dishes (كتاب الطبيخ وإصلاح الأغذية المأكولات وطيّبات الأطعمة المصنو; "Kitāb al-ṭabīkh waʔiṣlāḥ al-ʔaghdiyat al-maʔkūlāt waṭayyibāt ʔaṭ'ima al-maṣno," "Book of cookery, food reform, delicacies, and prepared foods"), p. 99 recto. For Nasrallah's English translation see Annals of the Caliph's Kitchens, pp. 313-4.
In the 14th-century Andalusian Cookbook (كتاب الطبيخ في المغرب والأندلس في عصر الموحدين، للمكلف المجهول; "Kitāb al-ṭabīkh fī al-Maghrib wa al-Andalus fī ʻaṣr al-Mawahḥidīn," "Book of cookery from the Maghreb and Andalusia in the era of Almohads"), a maghmuma recipe appears as "لون مغموم لابن المهدى", "maghmum by Ibn al-Mahdi". For an English translation see An Anonymous Andalusian Cookbook, trans. Perry et al.
Ingredients:
For a 6-qt stockpot. Serves 12.
For the meat:
1 recipe seitan lamb
or
2 cups (330g) ground beef substitute
1 cinnamon stick
1 bay laurel leaf
Pinch ground cardamom
Several cracks black pepper
For the dish:
3 cups (600g) Egyptian rice
2 medium-sized globe eggplants
2 large Yukon gold potatoes (optional)
Vegetarian 'chicken' or 'beef' bouillon cube (optional)
2 1/2 tsp table salt (1 1/2 tsp, if using bouillon)
Vegetable oil, to deep-fry
Fried pine nuts or sliced blanched almonds, to top
Egyptian rice is the traditional choice in this dish, but many modern recipes use basmati.
I kept my ingredients list fairly simple, but you can also consider adding cauliflower, carrots, peas, chickpeas, zucchini, bell pepper, and/or tomato to preference (especially if omitting meat substitutes).
For the spices:
1 1/2 Tbsp maqluba spices
or
1 4" piece (3g) cinnamon bark, toasted and ground (1 1/2 tsp ground cinnamon)
3/4 tsp (2.2g) ground turmeric
3/4 tsp (1.5g) cloves, toasted and ground
3/4 tsp (2.2g) black peppercorns, toasted and ground
15 green cardamom pods (4.5g), toasted, seeds removed, and ground (or 3/4 tsp ground cardamom)
Instructions:
For the meat:
1. Prepare the seitan lamb, if using: it will need to be started several hours early, or the night before.
2. If using ground meat: heat 2 tsp oil in a skillet on medium. Add cinnamon stick and bay leaf and fry for 30 seconds until fragrant.
3. Add meat and ground spices and fry, agitating occasionally, until browned. Set aside.
For the dish:
2. Rinse rice 2 to 3 times, until water runs almost clear. Soak in cold water for 30 minutes, while you prepare the vegetables.
3. Optional: to achieve a presentation with eggplant on the sides of the maqluba, remove the skin from either side of one eggplant (so that all slices have flesh exposed on both sides) and then cut lengthwise into 1/2" (1cm)-thick slices.
Cut the other eggplant (or both eggplants) widthwise into coins and half-coins.
4. Sprinkle eggplant slices with salt on both sides and leave for 10-15 minutes to release water.
5. Peel potatoes and cut in 1/4" (1/2 cm) slices.
6. Heat about an inch of oil in a deep skillet or wok on medium (a potato slice dropped in should immediately form bubbles). Fry the potato slices until golden brown, then remove onto a paper-towel-lined plate or wire cooling rack.
7. Press eggplant slices on both sides with a towel to remove moisture. Fry in the same oil until translucent and golden brown, then remove as before.
Fry other vegetables (except for tomato, chickpeas, and peas) the same way, if using.
8. Drain rice. Whisk bouillon, salt, and ground spices into several cups of hot water.
9. Prepare a large, thick-bottomed pot with a circle of oiled parchment paper (or with a layer of sliced tomatoes). Add ground meat, if using. Layer widthwise-sliced eggplants into the pot, followed by potatoes. Place longitudinally sliced eggplants around the sides of the pot, large side up.
10. Add rice and pack in. Fold eggplant slices down over the rice, if they protrude.
11. Pour broth into the pot, being careful not to upset the rice. Add more water if necessary, so that the rice is covered by about an inch.
12. Heat on medium to bring to a boil. Reduce heat to low, cover with a closely fitting lid, and cook 30 minutes.
13. If rice is not fully cooked after 30 minutes, lightly stir and add another cup of water. Re-cover and cook another 15 minutes. Check again and repeat as necessary.
14. Allow maqluba to rest for half an hour before flipping for best results. Place a large platter upside-down over the mouth of the pot, then flip both over in one smooth motion. Tap the bottom of the pot to release, and leave for a few minutes to allow the maqluba to drop.
15. Slowly lift the pot straight up, rotating slightly if the sides seem stuck.
16. Top with fried seitan lamb, chopped parsley, and fried pine nuts or almonds, as desired.
366 notes
·
View notes