#القبورية الشركية
Explore tagged Tumblr posts
Text
الصوفية مذهب واحد
كان لجلال الدين الرومي حظ وافر من علوم و معارف الشريعة الإسلامية حتى لقبه الناس ب: عماد الشريعة، ثم تحول إلى الصوفية عند تعرفه على شيخ فارسي يدعى شمس الدين التبريزي، فأصبح زعيما للطريقة المولوية، و اشتهر بشعره الصوفي، و منه قوله المشهور:
عباراتنا شتى و حسنك واحد
و كلٌّ إلى ذاك الجمال يشير
لا يوجد إلا صوفية واحدة، غايتها واحدة، و حقيقتها واحدة و طريقتها واحدة، منذ أن وجدت الصوفية حتى النهاية، و إن اختلفت الأسماء، و هذه براهين من أقوال بعض عارفيهم (و صاحب البيت أدرى بما فيه):
قال الجنيد بن محمد ( إمام الطائفة): " الصوفية أهل بيت واحد لا يدخل فيهم غيرهم ".
و قال أبو نصر السراج الطوسي (صاحب اللمع: الكتاب الأم في التصوف): " ...لأن علم الحقائق ثمرة العلوم كلها، و نهاية جميع العلوم، و غاية جميع العلوم إلى علم الحقائق، إذا انتهى إليها وقع في بحر لا غاية له، و هو علم القلوب، و علم المعارف، و علم الأسرار، و علم الباطن، و علم التصوف، و علم الأحوال، و علم المعاملات، أي ذلك شئت فمعناه واحد ".
يقسم المتصوفة الصوفية إلى طريقة و حقيقة. و الطريقة هي التي تؤدي إلى الوصول إلى الحال الذي يعرفون به تلك الحقيقة: علم الباطن!
يقول الشاعر الصوفي:
يا رب جوهر علم لو أبوح به
لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
و لاستحل رجال مسلمون دمي
يرون أقبح ما يأتونه حسنًا
إني لأكتم من علمي جواهره
كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتننا
و يقول الغزالي: "...قال بعضهم: للربوبية سر لوأُظْهِرَ لبطلت النبوة، و للنبوة سر لو كُشِفَ لبطل العلم، و للعلماء بالله سر لو أظهروه لبطلت الأحكام " (كتاب إحياء علوم الدين-1/88).
و كان كبار المتصوفة يعملون بهذا المبدأ، و لم يكونوا يظهرون للناس علومهم و أفكارهم كما روى الكلاباذي عن الجنيد أنه قال للشبلي: " نحن حبّرنا هذا العلم تحبيرا، ثم خبأناه في السراديب، فجئت أنت، فأظهرته على رؤوس الملأ. فقال: أنا أقول و أنا أسمع، فهل في الجارين غيري " (كتاب التعرف لمذهب أهل ��لتصوف للكلاباذي- ص 172).
و يتحقق علم المتصوفة الباطني فيما يلي:
1- هناك سر غريب يتواصون بكتمانه عن غير أهله.
2- أهل هذا السر هم الصوفية.
3- هذا السر هو كفر و زندقة، يُقتل من يبوح به على أنه مرتد عن الإسلام.
4- يقسّمون المجتمع الإسلامي إِلى صنفين:
أ- أهل الشريعة: و يسمونهم أهل الظاهر، أو أهل الرسوم، أو أهل الأوراق، أو العامة.
ب- أهل الحقيقة: و هم الصوفية، و يسمونهم أيضاً أهل الباطن، و أهل الأذواق، أو الخاصة، و خاصة الخاصة هم كبارهم.
5- يتواصون دائماً و في كل زمان و مكان، أن يظهروا لأهل الشريعة ما يوافقهم من الأحكام الِإسلامية، و أن يكتموا عنهم ذلك السر لئلا تباح دماؤهم، إِلا في حالات معينة حيث يعبرون عنه باللغز و الرمز و الإشارة و العبارة المنمقة.
6- لا يُعْرَفُ هذا السر إِلا بالذوق، أي: أن يذوقه الِإنسان بنفسه، و ضربوا لذلك مثلاً: اللذة الجنسية التي لا يعرفها إِلا من يذوقها.
7- في العادة، يرمزون إِلى الذات الِإلهية بأسماء مؤنثة مثل ليلى و بثينة و غيرها..
يقول عبد الحليم محمود (الشيخ الأكبر) شيخ الجامع الأزهر: "...و في الناس من يرى أن التصوف مذاهب و فرق و طوائف، و لكن هذا التفكير المنحرف تأتى إِلى القائلين به من نظرتهم إلى علم الكلام و إلى الفلسفة؛ ففي علم الكلام: أشاعرة و معتزلة و مشبهة، و في الفلسفة: أرسطيون و إِفلاطونيون و ديكارتيون" (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ، تأليف محمود عبد الرءوف القاسم).
أهم عقائد الصوفية
تتشابه عقائد الصوفية و أفكارهم، و تتعدد مدارسهم و طرقهم، و يمكن إجمالها فيما يلي:
يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى، منها: وحدة الوجود، و فحواها أن الخالق عَيْنُ المخلوق، و المخلوق عَيْنُ الخالق، و أن الله متحد بمخلوقاته، جاء في كتابهم جواهر المعاني: فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه، و هذه العقيدة مخالفة للعقل و الفطرة، و الشرع، و قد قام إجماع المسلمين على كفر من قال بها، و قد كفَّر الله تعالى النصارى بقولهم إن الله هو المسيح، فكيف بمن يقول إن الله متحد بمخلوقاته.
و الغلاة من الصوفية يعتقدون في الرسول صلى الله عليه و سلم أيضًا عقائد شتى؛ فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يصل إلى مرتبتهم و حالهم، و أنه كان جاهلًا بعلوم رجال التصوف، كما قال البسطامي: خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله.
و منهم: من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم هو قبة الكون، و هو الله المستوي على العرش، و أن السماوات، و الأرض، و العرش، و الكرسي، و كل الكائنات خُلقت من نوره، و أنه أول موجود، و هذه عقيدة ابن عربي و من تبعه.
و منهم: من لا يعتقد ذلك، بل يرده و يعتقد ببشريته و رسالته، و لكنهم مع ذلك يستشفعون و يتوسلون به صلى الله عليه و سلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة و الجماعة.
و في الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى؛ فمنهم من يفضِّل الولي على النبي، و منهم من يجعل الولي مساوٍ لله في كل صفاته، فهو يخلق و يرزق، و يحيي و يميت، و يتصرف في الكون، و لهم تقسيمات للولاية؛ فهناك الغوث، و الأقطاب، و الأبدال، و النجباء، حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير، و منهم من لا يعتقد ذلك، و لكنهم أيضًا يأخذونهم وسائط بينهم و بين ربهم، سواء كان في حياتهم أو بعد مماتهم، إلى غير ذلك من الضلالات و الخرافات (نسأل الله السلامة و العافية).
علاقة التصوف بالتشيع
عاش الرعيل الأول من رجال هذه الأمة العظيمة و سلفها الصالح قلبًا واحدًا عاضين على دينهم بالنواجذ، باذلين في سبيل طاعة الله و رسوله الغالي و النفيس، عاشوا حول إمام الهدى و الرحمة صلى الله عليه و سلم أمة واحدة و كلمة واحدة. ثم ظهرت نزعة الافتراق و الفرق الضالة بعد فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، و على رأسها فرقتي الخوارج و الشيعة.
إن الصلة بين التصوف و التشيع حقيقة تحدَّث عنها كثير من النقاد، مثل ابن خلدون، و إحسان إلهي، و كامل مصطفى الشيبي، و هو ممن أفرد كتابًا لإثبات ذلك، و غيره ممن عقدوا مقارنات بين اعتقادات و طقوس الفريقين.
و دواعي التنبيه إلى المقاربة بين الطائفتين كثيرة، منها منشأ التصوف و بيئته و أقطابه و مصطلحاته، و كثير من العقائد التي به، غير أن ما يُرسِّخ التواصل بينهم هو ظهور الدولة العبيدية الشيعية الإسماعيلية الباطنية المتسمية بالفاطمية، فقد لبس التصوف في عهدها و الذي تلاها لباس الشيعة.
و تعقد المقارنة بادئ ذي بدء في نشأة التصوف، فالتصوف منبته فارسي شيعي؛ و ينصر هذا الرأي طائفة من خصوم التصوف من السنة، و أخرى من أهل التصوف من السنة و الشيعة، و بين أولئك باحثون في التصوف يؤيدون هذا الرأي، إلا أن لكل طرف غرضه من نصرة هذا الرأي.
فالثابت من كتب كثير ممن عاصر الصوفية و غيرهم، أن أول من أسس التصوف هم الشيعة، و مرجع النشأة لرجلين منهم، هما (عبدك ت210)، و هو على رأس طائفة شيعية، و أبو هاشم الكوفي الشيعي (الصوفي ت150).
فالتصوف ولد لقيط للتشيع، و بداية أمر حركة التصوف الفرس؛ الذين يمثلون عصب التشيع و دمه الفوار، و كبار المتصوفة و المنظرين له فرس؛ كالبسطامي، و الحلاج، و معروف البلخي، وابن خضرويه البلخي، و يحيى بن معاذ الرازي. و للتشيع أمشاج فارسية متعددة الثقافات و العقائد، و شيعة العراق زمرة فراق، و شرذمة شقاق، دأبهم تشقيق الكلام، و التلفيق بين الأديان، و هذه سيرتهم قبل الإسلام، و صنيعهم مع جمهرة الأديان التي حلت بأرضهم، و الفرس أُصيبوا بداء الغنوصية و هي فلسفة حلولية ذات طابع روحاني صوفي محض سرت في أديان و طوائف عدة، بنسب متقاربة.
و الفرس يصبغون أي دين يَرِد عليه بلبوسهم، و يُذيبونه في ثقافتهم، و عقائدهم، فيصطلحون على ما سلف من أمرهم بلغة ما ورد على ديانتهم الجديدة، فإن تبصر الواعي أمرهم أدرك أن كسرى صار يسمى إمامًا، و المرجع الشيعي صار يُسمى شيخ الطريقة، و الأئمة الإثنا عشر هم الأقطاب و الغوث، و مراتب دعاة الباطنية الإسماعيلية هم الأوتاد، و الأتقياء، و النجباء و المريدين عند الصوفية (عن مقال د. أمين بن عبد الله الشقاوي- موقع الألوكة).
وجه التقارب بين التشيع و الصوفية
إن علاقة التشيع بالتصوف و نسبهما المشترك المتجذر في الفكر القبوري الشركي، يتجلى في أوجه التشابه و التقارب من خلال المقارنة التالية:
عند الشيعة:
- الوصي أفضل من النبي.
- أفضل الأوصياء يسمى خاتم الأوصياء.
- الانتساب في دعواهم إلى آل البيت.
- الأئمة يوحى إليهم.
- الأئمة يعلمون الغيب.
- الأئمة يتصرفون في الكون.
- يجوز دعاء الأئمة و الذبح لهم و الاستغاثة بهم.
- تقديس القبور و الأضرحة و الغلو فيها و ممارسة الشرك حولها.
- استخدام الغش و الكذب في عقائدهم (التقية).
- يسمون غيرهم من المسلمين بالعامة.
- يسمون أنفسهم و أبناء ملتهم بالخاصة.
- لهم ملابس و ألوان معينة لرجال دينهم.
- لا توجد كتب أو مراجع صحيحة يستندون إليها في عقيدتهم.
- متأثرون بالأديان الأخرى مثل اليهودية و المجوسية و النصرانية.
- يجوز في دينهم استخدام السحر و علم النجوم و تسخير الجن و الشعوذة.
- يجوز تعذيب النفس و ضرب الروؤس بالسكاكين و إدخال الآلات الحادة في الجسم.
- التعبد بالتراتيل الجماعية.
- استخدام الآلات الموسيقية و الطبول في مناسباتهم الدينية.
- يقفزون و يتمايلون أثناء ممارسة شعائرهم من لطم و نياحة و زحف.
- وجود طوائف وفرق كثيرة.
- أخذ العقائد من المنامات و التخيلات.
- ادعاء وجود شخصيات أسطورية وهمية مثل مهدي السرداب وابن الحنفية و الحاكم بأمر الله.
- كثرة الاحتفالات و الطقوس الدينية بموالد ال��ئمة و بعزائمهم.
- لا يفرقون بين التوحيد و الشرك و لا يوجد تعريف خاص بهما.
- يحترمون و يجلون كل أعداء المسلمين و من أجمع المسلمون على ذمه و قدحه مثل أبو لؤلؤة المجوسي و ابن العلقمي و الطوسي.
- الجهاد ممنوع عندهم و ليسوا أهل فتوحات.
- تقديس السادة و المراجع و الشيوخ.
- امتهان الكعبة و تفضيل قبور أئمتهم عليها.
عند الصوفية:
- الولي أفضل من النبي.
- أفضل الأولياء يسمى خاتم الأولياء.
- الانتساب في دعواهم إلى آل البيت.
- الأولياء يوحى إليهم.
- الأولياء يعلمون الغيب.
- الأولياء يتصرفون في الكون.
- يجوز دعاء الأولياء و الذبح لهم و الاستغاثة بهم.
- تقديس القبور و الأضرحة و الغلو فيها و ممارسة الشرك حولها.
- استخدام الغش و الكذب في عقائدهم (الستر و الكتمان).
- يسمون غيرهم من المسلمين بالعامة.
- لهم ملابس و ألوان معينة لرجال دينهم.
- لا يوجد كتاب أو مرجع معتمد للصوفية.
- متأثرون بالأديان الأخرى مثل اليهودية و النصرانية و البوذية.
- يجوز في دينهم استخدام السحر و تسخير الجن و الشعوذة.
- غرز الدبابيس و السكاكين في الجسم و أكل الحيات و العقارب.
- التعبد بالتراتيل الجماعية.
- استخدام الآلات الموسيقية و الطبول في مناسباتهم الدينية.
- الرقص و التمايل أثناء ممارسة الشعائر الدينية.
- وجود طوائف و فرق كثيرة.
- أخذ العقائد من المنامات و التخيلات.
- إدعاء وجود شخصيات أسطورية وهمية مثل رجال الغيب و الأقطاب و الأوتاد.
- كثرة الاحتفالات الدينية بموالد الأولياء و المشايخ.
- لا يفرقون بين التوحيد و الشرك.
- يقدسون و يحترمون من أجمع المسلمون على ذمه و قدحه مثل إبليس الحلاج و ابن عربي.
- الجهاد و دفع الغازي و المستعمر يخالف عقيدتهم في التوكل على الله، لذلك فالمستعمرون والغزاة يشجعون التصوف.
- تقديس السادة و الشيوخ و تقبيل أيديهم و أقدامهم.
- يعتقدون آن الكعبة تطوف حول الأولياء و حول بيوتهم و أضرحتهم بل أن بيوت الأولياء أفضل من الكعبة.
قال الله تعالى: { وَ مَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [التوبة- 115]، و الذي يختار بعد البيان أن يكون في أهل الضلال فهو الظالم، قال تعالى: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم-27]، و مثل هذا يجني على نفسه و لا يلوم غيرها، قال تعالى: { قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَ إِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } [سبأ-50].
الفرق بين الزهد و التصوف
هل التصوف كلمة مرادفة للزهد ؟
يقول الامام أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس: " الصوفية من جملة الزهاد و قد ذكرنا تلبيس إبليس على الزهاد الا أن الصوفية انفردوا عن الزهاد بصفات و أحوال و توسموا بسمات فاحتجنا الى إفرادهم بالذكر، و التصوف كان ابتداؤها الزهد الكلي ثم ترخص المنتسبون إليها بالسماع و الرقص فمال إليهم طلاب الآخرة من العوام لما يظهرونه من التزهد، ومال إليهم طلاب الدنيا لما يرون عندهم من الراحة و اللعب..".
فالتصوف اذا أخص من الزهد!
فالزهاد هم الذين تعلقوا بالزهد و التعبد و تخلوا عن الدنيا و انقطعوا إلى العبادة،،، و أما الصوفية فقد زادوا على ذلك أمورا محدثة تفردوا بها مثل المكاشفات و الذوق و الوجد و السماع و المحاضرة و الشطح، فابتدعوا بذلك أمورا جديدة في دين الله، ضلوا بسببها و أضلوا، فذمهم الأئمة الأعلام.
يقول الامام الشافعي رحمه الله: " لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق، و ما لزم الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله " (تلبيس إبليس لابن الجوزي).
و يقول الامام الشافعي في موضع آخر: " تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير)، أحدثه الزنادقة، و يصدُّون الناس عن القرآن " [روى ذلك الخلال في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر -36، و أبو نعيم في الحلية -9/146، و ابن الجوزي :244-249، و قال الألباني إسناده صحيح، و كذلك ابن القيم في الإغاثة -1/229].
و التغبير هو ما يقوم به الوفية من شعر يزهد في الدنيا يغني به مغن فيضرب الحاضرين على نطع أو مخده على توقيع غنائه، كما قال ابن القيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد هذه الكلمة:" و ما ذكره الشافعي رضي الله عنه من أنه من إحداث الزنادقة كلام إمام خبير بأصول الإسلام، فإن هذا السماع لم يرغب فيه، و لا يدعو إليه في الأصل إلا من اتهم بالزندقة....إلى آخر كلامه رحمه الله" (مجموع الفتاوى، 11/570).
موقف علماء السنة من الصوفية
قارن ابن عقيل رحمه الله تعالى المتصوفة بالمتكلمين فقال: " أهل الكلام يفسدون عقائد الناس بتوهيمات شبهات العقول، و الصوفية يفسدون الأعمال، و يهدمون قوانين الأديان، و يحبون البطالات و سماع الأصوات، و ما كان السلف الصالح على ذلك المنهاج، فقد كانوا في العقائد عبيد تسليم، و في الأعمال أرباب جد " (تلبيس إبليس، ابن الجوزي، ص 416).
و أوجب ابن عقيل ذم الصوفية و وصفهم بأنهم: " زنادقة في زي عباد شرهين، و مشبهة خلعاء. لأفعالهم المنكرة المخالفة للشرع، فهم يحبون البطالات و الاجتماع على الملذات، و يعتمدون على بواطنهم و يتكلمون كالكهان، و يقول أحدهم: (قال لي قلبي عن ربي)، و يستميلون المردان و النسوان بإلباسهم خرقة التصوف و جمعهم في السماعات. كما أنهم يفسدون قلوب النساء على أزواجهم، و يقبلون طعام الظلمة و الفساق، و لا عمل لهم في أربطتهم إلا الأكل و الرقص و الغناء، مع تمزيق الثياب، و الصعق و الزعق و التماوت، و تحريك الطباع و الرعونات بالأسجاع و الألحان " (المرجع السابق، ص415).
أما ابن الجوزي رحمه الله تعالى فقد اشتد في انتقاد الصوفية، و خصص لذمهم و انتقاد مذهبهم قسماً كبيراً من كتابيه:(تلبيس إبليس، و صيد الخاطر).فمن ذلك أنه أعاب عليهم تركهم للعلم و تنفير الناس منه، و اقتصار بعضهم على القليل منه بدعوى الاكتفاء بعلم الباطن، و لا حاجة للوسائط، و إنما هو: قلب و رب. لذلك انحرف أكثرهم في عباداتهم، و قلت علومهم، و تكلموا في الشرع بآرائهم الفاسدة، فإذا أسندوا فإلى حديث ضعيف أو موضوع، أو يكون فهمهم منه رديئاً؛ و إذا خاضوا في التفسير كان غالب كلامهم خطأ و هذيان. و لجهلهم بالشرع و ابتداعهم بالرأي ابتكروا مذهباً زينه لهم هواهم، ثم تطلبوا له الدليل من الشرع، فاستدلوا بآيات لم يفهمونها، و بأحاديث لا تثبت.
و أشار ابن الجوزي إلى أن كبار مؤلفي الصوفية كالحارث بن أسد المحاسبي البغدادي، و أبي نعيم أحمد الأصفهاني، و أبي حامد الغزالي، جمعوا في مصنفاتهم الأكاذيب و العجائب، و الاعتقادات الباطلة، و الكلام المرذول، و ملؤوها بالأحاديث غير الصحيحة و الدقائق القبيحة، و أمروا فيها بأشياء مخالفة للشريعة، و لم يستندوا فيها على أصل، و إنما هي واقعات تلقفها بعضهم عن بعض، ثم دونوها و سموها علم الباطن.
و انتقدهم في بعض سلوكياتهم داخل الأربطة، فمنها أنهم أخلدوا فيها إلى البطالة، و أراحوا أنفسهم من طلب الرزق و إعادة العلم، و لا صلاة نافلة و لا قيام ليل. و إنما أكثر همهم التظاهر بالمرقعات و طلب الملذات، و سماع الأغاني من المردان، و المبالغة في المأكول و المشروب.
و لم يكتف ابن الجوزي بانتقاد عوام الصوفية و ذمهم، بل انتقد كذلك خواصهم و أعلامهم، كأبي حامد الغزالي، و محمد بن طاهر المقدسي، و عبد القادر الجيلاني (تلبيس ابليس، ص 216 - 242).
و عاب ابن تيمية على أبي حامد الغزالي تقسيمه للذكر إلى ثلاث مراتب، الأولى: قول العامة لا إله إلا الله. و الثانية: قول الخاصة الله، الله. و الثالثة: قول خاصة الخاصة، هو، هو. و بدّعه في ذلك لأن الذكر المفرد: الله، الله و المضمر: هو، هو بدعة في الشرع، و خطأ في القول و اللغة. لأن الاسم المفرد ليس هو كلاماً، و لا إيماناً، و لا كفراً. و المضمر ليس بمشروع، و لا هو بكلام يعقل، و لا فيه إيمان، و هو معارض للشرع (مجموع الفتاو ى، 10/396).
و كفّر ابن تيمية كبار الصوفية الاتحاديين القائلين بوحدة الوجود كعمر بن الفارض و محي الدين بن عربي الطائي الأندلسي و قطب الدين بن سبعين الإشبيلي و التلمساني، و عدهم من ملاحدة الاتحادية و جعل كفرهم أعظم من كفر اليهود و النصارى.
و قال العباس بن المنصور الحنبلي في كتابه البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان: " و لم يشذ أحد منهم -أي أهل السنة و الجماعة- سوى فرقة واحدة تسمت بالصوفية يتقربون لأهل السنة و ليسوا منهم و قد خالفوهم في الإعتقاد و الأفعال ".
الصوفية العصرية
• من مخاطر الصوفية: صرف الناس عن القرآن و الحديث:
عمد المتصوفة قديماً و حديثاً إلى صرف الناس عن القرآن و الحديث بأسباب شتى و طرق ملتوية جدآ، و من هذه الطرق ما يلي:
1- الزعم أن التدبر في القرآن يصرف النظر عن الله فقد جعلوا الفناء في الله في زعمهم هو غاية الصوفي، و زعموا أيضاً أن تدبر القرآن يصرف عن هذه الغاية، و فاتهم أن تدبر القرآن هو ذكر الله عز و جل لأن القرآن إما مدح الله بأسمائه و صفاته، أو ذكر لما فعله سبحانه بأوليائه و بأعدائه، و كل ذلك مدح له و علم بصفاته أو تدبر لحكمه و شرعه، و في هذا التدبر تظهر حكمته و رحمته بخلقه عز و جل، و لكن لأن الصوفية يريد كل منهم أن يكون إلها و يتصف -في زعمه بصفات الله- فإنهم كرهوا تدبر القرآن لذلك.
و ها هو الشعراني يقول في كتابه (الكبريت الأحمر): يقول الله عز و جل في بعض الهواتف الإلهية: " يا عبادي: الليل لي لا للقرآن يتلى، إِنّ لك في النهار سبحاً طويلاً فاجعل الليل كله لي: و ما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف على معانيه؛ فإنَ معانيه تفرقك عن المشاهدة، لتجتمع بقلبك علي، و أمّا استنباط الأحكام فلها وقت آخر و ثم مقام رفيع و أرفع " (الكبريت الأحمر على هامش اليواقيت والجواهر-ص 21).
و هذه زندقة عظيمة، إذ أين قال الله تعالى هذا الذي يفتريه الشعراني؟ ثم كيف يقول الله تعالى ما يخالف القرآن الحق المنزل على عبده و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم حيث يقول تعالى: { كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب } [ص-29]. و قال تعالى: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [محمد-24] و قال تعالى: { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } [ق-45].
2- الزعم بأن أجر أذكارهم المبتدعة أفضل من القرآن، كما قال أحمد التيجاني و غيره: " إن صلاة الفاتح تعدل كل ذكر تُلِيَ في الأرض ستة آلاف مرة..! " (اقرأ الفصل الخاص بالطريقة التيجانية في الفكر الصوفي)؛ و هذا في المحصلة يؤدي بالناس إلى هجر القرآن إلى الأذكار المبتدعة.
3- زعمهم أن من قرأ القرآن و فسره عاقبه الله لأن للقرآن أسرارا و رموزا، و ظاهرا وباطنا، و لا يفهمها إلا الشيوخ الكبار، و لو تعرض لشيء من تفسيره أو فهمه عاقبه الله عز و جل.
4- جعل القرآن و الحديث هو الشريعة و العلم الظاهر و أما العلوم اللدنية الأخرى في زعمهمم، فهي أكمل و أعلى من القرآن كما قال أبو يزيد البسطامي: " خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله "، و قال ابن سبعين: " لقد حجر ابن آمنة واسعاً إذ قال لا نبي بعدي "؛ و هذا القول من هذا الزنديق في غاية الشناعة و الباطل و اتهام الرسول صلى الله عليه و سلم!! فلعنة الله على من قال ذلك أو صدقه و تابعه في هذا القول.
• التأويل الباطني لنصوص القرآن و الحديث:
و من أعظم مخاطر الفكر الصوفي كذلك فتحهم باب للتفسير الباطني لنصوص القرآن و السنة، و الحق أنه لا يكاد يوجد آية أو حديث إلا و للمتصوفة الزنادقة تأويلات باطنية خبيثة لها.
للأسف فإن المنهج الباطني لتأويل القرآن �� الحديث قد درج عليه من سار في عصرنا على هدي المتصوفة القدماء.
و أما الدليل على أن المحاولة العصرية لتفسير القرآن و تأويله ينطلق من إطار الفكر الصوفي فهي هذه النقول ( و هي غيض من فيض) من كتاب الدكتور محمود (القرآن محاولة لفهم عصري للقرآن):
كتب الدكتور مصطفى محمود فصلا كاملا بعنوان (أسماء الله) جعل المعرفة الصحيحة السليمة لمعاني الرب و الإله هي التي توصل إليها المتصوفة قال: " و المتصوفة يقولون إنه يبعد عن إدراكنا لفرط قربه و يخفى علينا لفرط ظهوره " [ص14].
ثم يسترسل في مدح الفكر الصوفي: " و هم يطلبون القرب من الله حبآ، و ليس خوفاً من النار، أو طلباً للجنة، و يقولون إنه في هجرة دائمة إلى الله من الأكوان إلى المكون " [ص101].
ثم يقول: " و المتصوفة أهل أطوار و أحوال و لهم آراء طريفة لها عمقها و دلالتها، فهم يقولون إن المعصية تكون أفضل أحياناً من الطاعة، فرب معصية تؤدي إلى الرهبة من الله و إلى الذل و الانكسار، و طاعة تؤدي إلى الخيلاء و الاغترار، و هكذا يصبح العاصي أكثر قربا و أدباً مع الله من المطيع " [ص101].
ثم يقول: " و المتصوف و اليوجي و الراهب كلهم على درب واحد، و أصحاب منطق واحد و أسلوب واحد في الحياة هو الزهد " [ص101].
ثم يقول أيضاً: " و اليوجي و الراهب و الصوفي المسلم يطلبون القرب و الوصل بنفس الأسلوب، بالتسابيح فيدعون الله بأسمائه، {و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها}، و هناك يوجا خاصة بالتسابيح إسمها (المانترايوجا) من كلمة (منترام) الهندية أي تسبيحة، و من التسابيح السنكريتية أن يتلو اليوجي في خشوع كلمة (رهيم، رهام) آلاف المرات و هي كلمات تقابل (رحيم، رحمن) عندنا و هي من أسماء الله بالسنكريتية و يضع اليوجي في عنقه مسابح طويلة من ألف حبة!! ".
ثم يسترسل الدكتور مصطفى محمود في الإشادة بمنهج التصوف و فهم المتصوفة للإسلام فيقول: " أخبر داود أنه قال: يا رب أين أجدك؟ فقال: اترك نفسك و تعال، غب عني تجدني، و في هذا يفسر بعض المتصوفة كلام الله لموسى في القرآن: { فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى } [طه-12] أن المقصود بالنعلين هي النفس و الجسد، أو النفس و ملذات الجسد، فلا لقاء بالله إلا بعد أن يخلع الإنسان النعلين: نفسه و جسده بالموت أو بالزهد.
الصوفية طريق الهاوية
لقد جعل الصوفية هذه العقيدة اللعينة التي لم تشاهد الأرض أقبح منها و لا أفظع و لا أنتن ولا أفجر، جعلوها سر الأسرار، و غاية الغايات، و منتهى الإرادات، و درجة الواصلين الكاملين، و منتهى أمل العارفين، و هي عقيدة الزنادقة الملحدين من البراهمة و الهنادك و فلاسفة اليونان الأقدمين و المجوس الوثنيين، و لا شك أن كل شر دخل التصوف بعد ذلك كان تحت ظلام هذه العقيدة اللعينة، و هذا شيء لا يستطيع أي متصوف في الأرض اليوم يعلم ما هو التصوف أن ينكره بل و لا يستقبحه.
و غاية ما يقول: هؤلاء لا يفهم علمهم إلا أصحاب الأذواق، و أهل العرفان، و لكن الحقيقة تقول: هو علم من وحي الشيطان، يجعل أهل الصوفية أصحاب عقيدة قبورية شركية تسير بهم في طريق الهاوية.
يقول الله سبحانه و تعالى: { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الملك-22].
و يقول الله عز وجل: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ أَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف-33].
46 notes
·
View notes