#السير و السلوك
Explore tagged Tumblr posts
Text
كل ساعة وأنت من المقربين يا صاحب الزمان
#الله#شوق#الانتظار#اللهم عجل لوليك الفرج#حب#سلوك#علي_الأكبر#عيد فطر مبارك#عرفان#السير و السلوك#محمدرسول الله#أهل_البيت#ال_محمد#صاحب الزمان#فلسفة#العشق الالهي#تمهيد#دعاء الفرج#دعاء الندبة
17 notes
·
View notes
Text
نحن نسافر لنقترب أكثر من معرفة كنه ذواتنا الحقيقية، لنغوض في أعماقنا ونتجاوز الحدود العاطفية والمادية:
إبن عربي:
”السفر هو معبر لذواتنا الحقيقية.“
أنتوني بورداين:
”السفر يدور حول ذلك الشعور الرائع بالتأرجح في المجهول.“
شيماماندا نغوزي أديشي:
”أعتقد أنك تسافر للبحث وتعود إلى الوطن لتجد نفسك هناك.“
آلان دو بوتون:
”المتعة التي نستقيها من السفرات ربما تعتمد على العقلية التي نسافر بها أكثر من اعتمادها على الوجهة التي نسافر إليها— ما نجده إكزوتيكياً (غريبًا) في الخارج ربما هو ما نتوق إليه دون طائل في الوطن.“
يقول المعلم الروحاني بيكو ايير : ”نسافر في البداية لكي نفقد أنفسنا، ونسافر بعد ذلك لنجدها. نسافر كي نفتح قلوبنا وعيوننا ونتعرف أكثر على العالم. نسافر خصوصاً لكي نعود مجانين صغاراً نعمل على إبطاء الوقت والانخراط فيه، والوقوع في الحب مرة أخرى“
”العالم مثل الكتاب، و من لا يسافر يقرأ منه صفحة واحدة فقط“ ، كما قال القديس أوغسطين ؛ و ”من لم ير إلا بلده يكون قد قرأ الصفحة الأولى فقط من كتاب الكون“ ، كما قال فرانسيس بيكون.
السفر هو إنعتاق من القيود المكانيّة و الزمانيّة فالشخص الذي لا يبرح منزله يبقى بنفس المستوى العقلي والثقافي كالحجر لا يتغير ولا يتزحزح من مكانه؛ و لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور ؛ ”فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح مكانك“ كما قال مصطفى صادق الرافعي ، وكما ذكر أيضا توماس فولر : ”إذا ذهب الحمار مسافرًا فلن يعود إلى المنزل حصانًا.“
ومن اجمل انواع السفر ؛ السفر الهائم ، حيث لا توجد وجهة محددة ؛ وهذا النوع لا يسلكه الا المتصوفة وا لدراويش واصحاب المغامرات و المتسكعين الغجر و الصعاليك ، وقد عبر المتصوفة عن السفر الداخلي بالأسفار او مراحل السير و السلوك نحو الله او رحلة اكتشاف الحقيقة؛ فمن خلاله تتعرف على الثقافات المختلفة الاخرى وتزداد معرفتنا وخبرتنا في شؤون الحياة واحوال بني
البشر , ونراجع حساباتنا ونحاسب انفسنا ونخلو بها.
يجيب الأديب اللبناني عيسى مخلوف في (عين السراب) عن سؤال لماذا نسافر؟:
”نسافرُ حتّى نبتعدَ عن المكان الذي أنجبَنا ونرى الجهةَ الأخرى من الشروق. نسافر بحثاً عن طفولاتنا، عن ولادات لم تحدث. نسافر لتكتمل الأبجديّاتُ الناقصة. ليكونَ الوداع مليئاً بالوعود. لنبتعدَ كالشَّفَق يرافقُنا ويودِّعُنا. نمزّق المصائر ونبعثر صفحاتها في الريح قبل أن نجد – أو لا نجد – سيرتنا في كُتُب أخرى.
نسافر نحو المصائر غير المكتوبة. نسافر لنقولَ للّذين التقيناهم إنّنا سنعود ونلتقي بهم. نسافر لنتعلّم لغة الأشجار التي لا تسافر. لنلمِّعَ رنينَ الأجراس في الأودية المقدَّسة. لنبحثَ عن آلهة أكثرَ رحمة. لننزعَ عن وجوه الغرباء أقنعةَ الغُربة. لنُسِرَّ للعابرين بأنّنا مثلهم عابرون وبأنّ إقامتَنا مُوَقَّتة في الذاكرة والنسيان. بعيداً عن الأمّهات اللواتي يشعلن شمعةَ الغياب، ويرقِّقن قشرة الوقت كلّما ارتفعت أيديهنّ إلى السماء.
نسافر حتّى لا نرى أهلنا يشيخون، ولا نقرأ أيّامهم على وجوههم. نسافر في غفلة من الأعمار المبدَّدة سَلَفاً. نسافرُ لنبلّغَ الذين نحبُّهم أنّنا لا نزال نُحبّ، وأنّ البُعدَ لا يقوى على دهشتنا، وأنّ المنافي لذيذة وطازجة كالأوطان. نسافر حتّى إذا ما عدنا إلى أوطاننا أحسسنا أنّنا مهاجرون في كلّ مكان. هكذا بغتةً، ننفضُ عن أجنحتنا الشرفات المشرَّعة على الشمس والبحر. نسافر حتّى لا يعودَ ثمّة فرقٌ بين هواء وهواء، بين ماء وماء، بين سماء وجحيم. نهزأُ من الوقت. نجلسُ وننظرُ إلى المدى. نرى الأمواج تتقافزُ كالأطفال. يمضي البحرُ أمامنا بين سفينتَين، واحدة ترحل، وأُخرى من ورق في يد طفل.
نسافرُ كما ينتقلُ المهرّجُ من قرية إلى قرية، ومعه حيواناتُه تلقّن الأطفالَ أمثولتَهم الأولى في السأَم. نسافر لنخدعَ الموت�� فنتركه يتعقَّبُنا من مكان إلى آخر. ونظلُّ نسافر إلى أن لا نجدَ أنفسنا في الأمكنة التي نسافرُ إليها. لنضيعَ فلا يعثر علينا أحد.“
3 notes
·
View notes
Text
السفينة التي لا تُسافر يأكلها الصدأ .. و كذلك الإنسان
نحن نسافر لنقترب أكثر من معرفة كنه ذواتنا الحقيقية، لنغوض في أعماقنا ونتجاوز الحدود العاطفية والمادية
إبن عربي
”السفر هو معبر لذواتنا الحقيقية.“
أنتوني بورداين
”السفر يدور حول ذلك الشعور الرائع بالتأرجح في المجهول.“
شيماماندا نغوزي أديشي
”أعتقد أنك تسافر للبحث وتعود إلى الوطن لتجد نفسك هناك.“
آلان دو بوتون
”المتعة التي نستقيها من السفرات ربما تعتمد على العقلية التي نسافر بها أكثر من اعتمادها على الوجهة التي نسافر إليها— ما نجده (غريبًا) في الخارج ربما هو ما نتوق إليه دون طائل في الوطن.“
يقول المعلم الروحاني بيكو ايير : ”نسافر في البداية لكي نفقد أنفسنا، ونسافر بعد ذلك لنجدها. نسافر كي نفتح قلوبنا وعيوننا ونتعرف أكثر على العالم. نسافر خصوصاً لكي نعود مجانين صغاراً نعمل على إبطاء الوقت والانخراط فيه، والوقوع في الحب مرة أخرى“
”العالم مثل الكتاب، و من لا يسافر يقرأ منه صفحة واحدة فقط“ .
السفر هو إنعتاق من القيود المكانيّة و الزمانيّة فالشخص الذي لا يبرح منزله يبقى بنفس المستوى العقلي والثقافي كالحجر لا يتغير ولا يتزحزح من مكانه؛ و لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور ؛ ”فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح مكانك“ كما قال مصطفى صادق الرافعي ، وكما ذكر أيضا توماس فولر : ”إذا ذهب الحمار مسافرًا فلن يعود إلى المنزل حصانًا.“
ومن اجمل انواع السفر ؛ السفر الهائم ، حيث لا توجد وجهة محددة ؛ وهذا النوع لا يسلكه الا المتصوفة والدراويش واصحاب المغامرات و المتسكعين الغجر و الصعاليك ، وقد عبر المتصوفة عن السفر الداخلي بالأسفار او مراحل السير و السلوك نحو الله او رحلة اكتشاف الحقيقة؛ فمن خلاله تتعرف على الثقافات المختلفة الاخرى وتزداد معرفتنا وخبرتنا في شؤون الحياة واحوال بني البشر , ونراجع حساباتنا ونحاسب انفسنا ونخلو بها.
يجيب الأديب اللبناني عيسى مخلوف في (عين السراب) عن سؤال لماذا نسافر؟:
”نسافرُ حتّى نبتعدَ عن المكان الذي أنجبَنا ونرى الجهةَ الأخرى من الشروق.
نسافر بحثاً عن طفولاتنا، عن ولادات لم تحدث.
نسافر لتكتمل الأبجديّاتُ الناقصة. ليكونَ الوداع مليئاً بالوعود.
لنبتعدَ كالشَّفَق يرافقُنا ويودِّعُنا.. نمزّق المصائر ونبعثر صفحاتها في الريح قبل أن نجد – أو لا نجد – سيرتنا في كُتُب أخرى.
نسافر نحو المصائر غير المكتوبة.
نسافر لنقولَ للّذين التقيناهم إنّنا سنعود ونلتقي بهم.
نسافر لنتعلّم لغة الأشجار التي لا تسافر.
لنلمِّعَ رنينَ الأجراس في الأودية المقدَّسة. لنبحثَ عن آلهة أكثرَ رحمة.
لننزعَ عن وجوه الغرباء أقنعةَ الغُربة.
لنُسِرَّ للعابرين بأنّنا مثلهم عابرون وبأنّ إقامتَنا مُوَقَّتة في الذاكرة والنسيان.
بعيداً عن الأمّهات اللواتي يشعلن شمعةَ الغياب، ويرقِّقن قشرة الوقت كلّما ارتفعت أيديهنّ إلى السماء ..نسافر حتّى لا نرى أهلنا يشيخون، ولا نقرأ أيّامهم على وجوههم.
نسافر في غفلة من الأعمار المبدَّدة سَلَفاً.
نسافرُ لنبلّغَ الذين نحبُّهم أنّنا لا نزال نُحبّ، وأنّ البُعدَ لا يقوى على دهشتنا، وأنّ المنافي لذيذة وطازجة كالأوطان.
نسافر حتّى إذا ما عدنا إلى أوطاننا أحسسنا أنّنا مهاجرون في كلّ مكان. هكذا بغتةً، ننفضُ عن أجنحتنا الشرفات المشرَّعة على الشمس والبحر.
نسافر حتّى لا يعودَ ثمّة فرقٌ بين هواء وهواء، بين ماء وماء، بين سماء وجحيم .. نهزأُ من الوقت. نجلسُ وننظرُ إلى المدى.
نرى الأمواج تتقافزُ كالأطفال. يمضي البحرُ أمامنا بين سفينتَين، واحدة ترحل، وأُخرى من ورق في يد طفل.
نسافر لنخدعَ الموت، فنتركه يتعقَّبُنا من مكان إلى آخر.
ونظلُّ نسافر إلى أن لا نجدَ أنفسنا في الأمكنة التي نسافرُ إليها .. لنضيعَ فلا يعثر علينا أحد .
5 notes
·
View notes
Text
عندما تحب شيئا ما كيفما كان .. انسان، حيوان او جماد فإنك تقوم بنقل جزء منك بداخله، قد يتقبل البعض الفكرة نسبة للبشر لكن الجماد !
هل هو حي؟ ، قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ...)، «سورة الحشر: الآية 21»، وأخبر النبي أن جبل أحد يحبه وأصحابه، كما يبادلو��ه هذا الحب، فقال: «هذا جبل يحبنا ونحبه». والرعد من آيات الله الكونية، يسبح ويخاف من خالقه ليظهر عبوديته، قال سبحانه: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) ، باعتقادي كل شيء في هذا الوجود حي تسكنه روح الخالق، و أي شيء تسكنه الروح قابل لتطوير نوع ودرجة من الوعي، الجماد مكون فقط من روح و تجسد، لا توجد فيه نفس و بالتالي تنعدم فيه الارادة الحرة (بمعنى آخر مجرد مستضيف مادي فارغ) .
عندما تقوم بالعناية بجماد ، سيارة كمثال بكل العمليات التي تحافظ على جودتها و سلامتها (صيانة، تنظيف.. الخ) فإنك تمارس احد اشكال الحب ، و الروح التي تسكن الجماد يستشعر ذلك الحب و يبدأ في مبادلتك نفس الشعور و الامتنان و تفتح قناة تربط بينكم اثيريا خصوصا عند اللمس في القيادة حيث يكون الاتصا�� اقوى، ونلاحظ التشابه الذي يصير بين الازواج في السلوك و حتى الشكل كلما كان التجانس و التلامس بينهم اكثر .
{ لتسكنوا إليها } : أي لتسكن نفوسكم إلى بعضكم بعضا بحكم التجانس في البشرية ، فإنك بالتالي تسكن ذلك المستضيف (ينتقل جزء من نفسك إلى ذلك الجماد تحديدا في الاجزاء المشتركة و المتوافقة في تركيبتيكما التجسدية) فيطور ذلك الجماد وعيا يتطابق معك في حدود تركيبته، فتشعر اثناء القيادة انك تشعر بتفاصيل كل ذرة من تلك السيارة و بالتالي تحكم تام و سلاسة و احيانا تظن انك تقود بدون وعي بعامل التمرس عندما تركز على شيء آخر لكنها بطريقة ما هي من تقود نفسها في تلك اللحظة، بل و تصل الامر لابعد ما تتصور قد تستشعر اثناء القيادة بوجود عطب ما و تحديد مكانه بدقة بدون فحص كأنه احد اعضاء جسدك .
توجد العديد من حوادث السير التي تكون سببها خارجي من أحد مستعملي الطرق، فتنجو باعجوبة فتظن ان ملاكا حارسا قام بحمايتك لكن في الحقيقة أنت بنفسك من كنت ملاكك الحارس و نفسك التي سكنت السيارة هي من قامت بحمايتك (مع عدم استبعاد حدوث تدخل من قرينك الملائكي)، بينما العكس صحيح قد يكون الاسوء بسببك ايضا .
8 notes
·
View notes
Text
《 من وصايا العارفين في السير و السلوك إلى رضوان علام الغيوب 》
- طالب الولاية لا يُولّى..
- من قال "أنا" وقع في العنا..
- من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله..
- من جعل لنفسه وزنا فلا وزن له..
- كتمان الحسنات أولى من كتمان السيئات..
- من لم يقبل على الله بلطائف الإحسان ، قيد إليه بسلاسل الإمتحان..
- من إدعى مراتب الإحسان فضحته شواهد الإمتحان..
- لا يرتجي الوصول من لم يتابع الرسول..
- الدين كله خلق و من زاد عليك بخلقه زاد عليك بدينه..
- ليس الطريق لمن سبق بل الطريق لمن صدق..
- لا تعبده ليعطيك بل إعبده ليرضى فإن رضى أدهشك بعطائه..
- الذي يوصل المريد الى الله صدق المريد و همّة الشيخ
- ليس شيخك من سمعت عبارته بل شيخك من سرت فيك إشارته..
- شيخك من نقلك من كثافة حسك إلى أنوار قدسك..
- لا تطلب من شيخك المزيد و أنت فاقد لأدب المريد..
- من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق و من تفقه و لم يتصوف فقد تفسق و من جمع بينهما تحقق..
- الملتفت لايصل و المشكك لا يفلح و من لا يرى في نفسه النقصان فكل وقته نقصان..
- معصية أورثت ذلا و إنكساراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً و إستكباراً..
- كل من تمشيخ و تصدر في تربية المريدين و أخذ العهد عليهم بدون إذن صريح لا لبس فيه من شيخ عارف كامل مأذون موصول بسند متصل الى حضرة الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم ضل و أضل و أتعب من إتبعه و هذه من أكبر آفات عصرنا الحاضر..
- أعد�� عدوك نفسك التي بين جنبيك {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
- الناس هلكى إلا العالمون ، و العالمون هلكى إلا العاملون ، و العاملون هلكى إلا المخلصون..
مدد يا الله
و صل اللهم و سلم و زد و أنعم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين 💚 صلوات#
#صلوات#السلام_عليكم#سنرحل_ويبقي_الاثر#اللهم صل وسلم على نبينا محمد#نسائم#صبحكم الله بالخير#صباح_الخير#نسمات الجنة#الله كريم#نسائم الجنة#تمبلر
2 notes
·
View notes
Text
السفينة التي لا تُسافر يأكلها الصدأ .. و كذلك الإنسان ..
نحن نسافر لنقترب أكثر من معرفة كُنه ذواتنا الحقيقية، لنغوض في أعماقنا ونتجاوز الحدود العاطفية والمادية
إبن عربي
”السفر هو معبر لذواتنا الحقيقية.“
أنتوني بورداين
”السفر يدور حول ذلك الشعور الرائع بالتأرجح في المجهول.“
أديشي
”أعتقد أنك تسافر للبحث وتعود إلى الوطن لتجد نفسك هناك.“
آلان دو بوتون
”المتعة التي نستقيها من السفرات ربما تعتمد على العقلية التي نسافر بها أكثر من اعتمادها على الوجهة التي نسافر إليها— ما نجده (غريبًا) في الخارج ربما هو ما نتوق إليه دون طائل في الوطن.“
يقول المعلم الروحاني بيكو ايير : ”نسافر في البداية لكي نفقد أنفسنا، ونسافر بعد ذلك لنجدها. نسافر كي نفتح قلوبنا وعيوننا ونتعرف أكثر على العالم. نسافر خصوصاً لكي نعود مجانين صغاراً نعمل على إبطاء الوقت والانخراط فيه، والوقوع في الحب مرة أخرى“
”العالم مثل الكتاب، و من لا يسافر يقرأ منه صفحة واحدة فقط“ .
السفر هو إنعتاق من القيود المكانيّة و الزمانيّة فالشخص الذي لا يبرح منزله يبقى بنفس المستوى العقلي والثقافي كالحجر لا يتغير ولا يتزحزح من مكانه؛ و لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور ؛ ”فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح مكانك“ كما قال مصطفى صادق الرافعي ، وكما ذكر أيضا توماس فولر : ”إذا ذهب الحمار مسافرًا فلن يعود إلى المنزل حصانًا.“
ومن اجمل انواع السفر ؛ السفر الهائم ، حيث لا توجد وجهة محددة ؛ وهذا النوع لا يسلكه الا المتصوفة وا لدراويش واصحاب المغامرات و المتسكعين الغجر و الصعاليك ، وقد عبر المتصوفة عن السفر الداخلي بالأسفار او مراحل السير و السلوك نحو الله او رحلة اكتشاف الحقيقة؛ فمن خلاله تتعرف على الثقافات المختلفة الاخرى وتزداد معرفتنا وخبرتنا في شؤون الحياة واحوال بني
البشر , ونراجع حساباتنا ونحاسب انفسنا ونخلو بها.
يجيب الأديب اللبناني عيسى مخلوف في (عين السراب) عن سؤال لماذا نسافر؟:
”نسافرُ حتّى نبتعدَ عن المكان الذي أنجبَنا ونرى الجهةَ الأخرى من الشروق.
نسافر بحثاً عن طفولاتنا، عن ولادات لم تحدث.
نسافر لتكتمل الأبجديّاتُ الناقصة. ليكونَ الوداع مليئاً بالوعود.
لنبتعدَ كالشَّفَق يرافقُنا ويودِّعُنا.. نمزّق المصائر ونبعثر صفحاتها في الريح قبل أن نجد – أو لا نجد – سيرتنا في كُتُب أخرى.
نسافر نحو المصائر غير المكتوبة.
نسافر لنقولَ للّذين التقيناهم إنّنا سنعود ونلتقي بهم.
نسافر لنتعلّم لغة الأشجار التي لا تسافر.
لنلمِّعَ رنينَ الأجراس في الأودية المقدَّسة. لنبحثَ عن آلهة أكثرَ رحمة.
لننزعَ عن وجوه الغرباء أقنعةَ الغُربة.
لنُسِرَّ للعابرين بأنّنا مثلهم عابرون وبأنّ إقامتَنا مُوَقَّتة في الذاكرة والنسيان.
بعيداً عن الأمّهات اللواتي يشعلن شمعةَ الغياب، ويرقِّقن قشرة الوقت كلّما ارتفعت أيديهنّ إلى السماء ..نسافر حتّى لا نرى أهلنا يشيخون، ولا نقرأ أيّامهم على وجوههم.
نسافر في غفلة من الأعمار المبدَّدة سَلَفاً.
نسافرُ لنبلّغَ الذين نحبُّهم أنّنا لا نزال نُحبّ، وأنّ البُعدَ لا يقوى على دهشتنا، وأنّ المنافي لذيذة وطازجة كالأوطان.
نسافر حتّى إذا ما عدنا إلى أوطاننا أحسسنا أنّنا مهاجرون في كلّ مكان. هكذا بغتةً، ننفضُ عن أجنحتنا الشرفات المشرَّعة على الشمس والبحر.
نسافر حتّى لا يعودَ ثمّة فرقٌ بين هواء وهواء، بين ماء وماء، بين سماء وجحيم .. نهزأُ من الوقت. نجلسُ وننظرُ إلى المدى. نرى الأمواج تتقافزُ كالأطفال. يمضي البحرُ أمامنا بين سفينتَين، واحدة ترحل، وأُخرى من ورق في يد طفل.
نسافر لنخدعَ الموت، فنتركه يتعقَّبُنا من مكان إلى آخر.
ونظلُّ نسافر إلى أن لا نجدَ أنفسنا في الأمكنة التي نسافرُ إليها .. لنضيعَ فلا يعثر علينا أحد .
4 notes
·
View notes
Text
الناس اللي مفكرة نفسها "محور" الكون،
وهي أصلا في الحياة راكنه صف تاني،
ياريت نلتزم بقواعد السير و"السلوك"
"المحور"ضلمة..!
2 notes
·
View notes
Text
أكدت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، حصول تطور جد إيجابي في نسبة نجاح المترشحين بين اليوم الأول واليوم الثاني لتنزيل بنك الأسئلة الجديدة لاجتياز الاختبار النظري للحصول على رخصة السياقة. وأوضحت الوكالة، في بلاغ، أنه من خلال تحليل المعطيات الأولية، تم استنتاج وتسجيل أن معدلات النجاح تراوحت ما بين 32/40 و 39 /40 بالنسبة لصنف "ب"، وبين 38/46 و 42/46 بالنسبة للأصناف الأخرى. وأضافت أن أغلب المترشحين حصلوا على نتائج قريبة من معدل النجاح، حيث بلغ متوسط النقط المحصل عليها على الصعيد الوطني حوالي 23/40 اليوم الأول، و 28/40 اليوم الثاني بالنسبة لصنف "ب"، وحوالي 27/46 اليوم الأول و 32/46 اليوم الثاني بالنسبة للأصناف الأخرى، مشيرة إلى أن نسبة النجاح في الامتحان النظري هي 40/32 بالنسبة لصنف "ب" و46/38 بالنسبة للأصناف الأخرى. ومن أجل إنجاح هذا الورش الإصلاحي الهام الذي يروم الإعداد الجيد للسائقين الجدد والمساهمة في تحسين السلامة الطرقية بالمملكة، من خلال تأهيل منظومة تعليم السياقة التي يجب أن تقوم بتأطير المترشحين مع التركيز بشكل أكبر على السلوك المناسب، وإدراك المخاطر على الطريق، وتمكين السائق من التقييم الذاتي لقدراته أثناء استعمال الفضاء الطرقي، تهيب الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بجميع مهنيي تعليم السياقة والمترشحين مواصلة الانخراط في هذا الورش. وفي هذا الصدد، دعت "نارسا" مؤسسات تعليم السياقة إلى ضرورة مواكبة المترشحين والحرص على تكوينهم بشكل جيد على المحاور الخمسة المعتمدة (الطريق، المركبة، السائق، قواعد السير والمخالفات)، والتأكد من جاهزيتهم قبل حجز مواعيد اجتياز الامتحانات الخاصة بهم، مؤكدة أنها ستقوم خلال هذه المرحلة الانتقالية بتزويد مؤسسات تعليم السياقة عن طريق منصة التعلم "Perminou" بمؤشرات حول مستوى الإجابات الصحيحة حسب المحاور بالنسبة للمترشحين المسجلين لدى كل مؤسسة. كما دعت المترشحين إلى ضرورة التسجيل والولوج إلى منصة التعلم "Perminou " التي تحتوي على مضامين شاملة بالنسبة لمختلف المحاور، والتي من شأنها تأهيلهم لاكتساب معارف كافية لاجتياز امتحان الحصول على رخصة السياقة، لافتة إلى أن المعطيات والمؤشرات المتوفرة تشير إلى أن المترشحين الذين يلجون ويخضعون للتكوين عبر هذه المنصة، يحصلون على معدلات مشرفة ويجتازون الاختبار النظري بامتياز. من جهة أخرى، أكدت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية أن الأخبار والصور التي تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمرتبطة بالأسئلة التي تهم السياقة تحت تأثير الكحول وأخرى مرتبطة باستعمال الطريق السيار، مغلوطة وغير صحيحة، وأن هذه الأسئلة والصور المتداولة بهذه المواقع مفبركة وغير موجودة على الإطلاق ببنك الأسئلة الجديدة، مضيفة أنها تحتفظ لنفسها بسلك كل الإجراءات القانونية اللازمة في حق مروجي هذه الإشاعات والأخبار الكاذبة. وأشارت إلى أنها ستقوم بتتبع وتقييم يومي لعملية اجتياز الاختبار النظري الجديد للحصول على رخصة السياقة، مع تسخير كل الإمكانيات اللازمة لإنجاح تنزيل هذا الورش الإصلاحي الهام الرامي إلى الرفع من مستوى تأهيل السائقين، الكفيل بالمساهمة في تحسين السلامة الطرقية في المملكة وضمان المنافسة الشريفة بين مهنيي تعليم السياقة. وكانت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية قد أعلنت عن الشروع في تنزيل بنك الأسئلة الجديدة لاجتياز الاختبار النظري للحصول على رخصة السياقة ابتداء من يوم الاثنين 25 مارس الجاري، يخلص البلاغ.
0 notes
Text
الشلف .. أمن دائرة تنس يوقف سائق حافلة لنقل المسافرين كان يقوم بالمناورات الخطيرة
وكذا تعريض الركاب للخطر و السير في الاتجاه المعاكس بالطريق الوطني رقم 11 بوسط مدينة تنس.اين تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، و سيتم تقديم المخالف على الجهات القضائية، كون هذا السلوك يشكل خطرا على مستعملي الطريق.
View On WordPress
0 notes
Text
وظائف بائعين تعلن عنها شركة بلاد الالعاب في خميس مشيط
وظائف بائعين تعلن عنها شركة بلاد الالعاب في خميس مشيط
وظائف لحملة الثانوية وفوق أعلنت عنها شركة بلاد الالعاب في خميس مشيط . ونضع بين ايديكم جميع التفاصيل وكافة الشروط وطريقة التقديم في الأسفل الوظائف الشاغرة : بائعين شروط الوظائف الشاغرة : سعودي الجنسية حسن السير و السلوك خبرة في مجال المبيعات شهادة ثانوية و ما فوق طريقة التقديم على الوظائف المعلن عنها : ارسال السيرة الذاتية مع ضرورة كتابة ( مسمى الوظيفي + المدينة ) في عنوان الرسالة الى…
View On WordPress
0 notes
Text
و قد شح العارف بالزمان أن يذهب ضائعاً في غير السير الى رب الزمان و المكان❤️🔥
*(كن شحيح على كل نفس أن يمضي دون السلوك الى الله عز وجل ،العارفون الذين فهموا شريعة الله عز وجل و فهموا حقيقة وجودهم على هذه الأرض شحوا بالزمان أن يمضي دون الأقبال على رب الزماني المكان )💌
27 notes
·
View notes
Text
السفينة التي لا تُسافر يأكلها الصدأ .. و كذلك الإنسان
نحن نسافر لنقترب أكثر من معرفة كنه ذواتنا الحقيقية، لنغوض في أعماقنا ونتجاوز الحدود العاطفية والمادية
إبن عربي
”السفر هو معبر لذواتنا الحقيقية.“
أنتوني بورداين
”السفر يدور حول ذلك الشعور الرائع بالتأرجح في المجهول.“
أديشي
”أعتقد أنك تسافر للبحث وتعود إلى الوطن لتجد نفسك هناك.“
آلان دو بوتون
”المتعة التي نستقيها من السفرات ربما تعتمد على العقلية التي نسافر بها أكثر من اعتمادها على الوجهة التي نسافر إليها— ما نجده إكزوتيكياً (غريبًا) في الخارج ربما هو ما نتوق إليه دون طائل في الوطن.“
يقول المعلم الروحاني بيكو ايير : ”نسافر في البداية لكي نفقد أنفسنا، ونسافر بعد ذلك لنجدها. نسافر كي نفتح قلوبنا وعيوننا ونتعرف أكثر على العالم. نسافر خصوصاً لكي نعود مجانين صغاراً نعمل على إبطاء الوقت والانخراط فيه، والوقوع في الحب مرة أخرى“
”العالم مثل الكتاب، و من لا يسافر يقرأ منه صفحة واحدة فقط“ .
السفر هو إنعتاق من القيود المكانيّة و الزمانيّة فالشخص الذي لا يبرح منزله يبقى بنفس المستوى العقلي والثقافي كالحجر لا يتغير ولا يتزحزح من مكانه؛ و لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور ؛ ”فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح مكانك“ كما قال مصطفى صادق الرافعي ، وكما ذكر أيضا توماس فولر : ”إذا ذهب الحمار مسافرًا فلن يعود إلى المنزل حصانًا.“
ومن اجمل انواع السفر ؛ السفر الهائم ، حيث لا توجد وجهة محددة ؛ وهذا النوع لا يسلكه الا المتصوفة والدراويش واصحاب المغامرات و المتسكعين الغجر و الصعاليك ، وقد عبر المتصوفة عن السفر الداخلي بالأسفار او مراحل السير و السلوك نحو الله او رحلة اكتشاف الحقيقة؛ فمن خلاله تتعرف على الثقافات المختلفة الاخرى وتزداد معرفتنا وخبرتنا في شؤون الحياة واحوال بني البشر , ونراجع حساباتنا ونحاسب انفسنا ونخلو بها.
يجيب الأديب اللبناني عيسى مخلوف في (عين السراب) عن سؤال لماذا نسافر؟:
”نسافرُ حتّى نبتعدَ عن المكان الذي أنجبَنا ونرى الجهةَ الأخرى من الشروق.
نسافر بحثاً عن طفولاتنا، عن ولادات لم تحدث.
نسافر لتكتمل الأبجديّاتُ الناقصة. ليكونَ الوداع مليئاً بالوعود.
لنبتعدَ كالشَّفَق يرافقُنا ويودِّعُنا.. نمزّق المصائر ونبعثر صفحاتها في الريح قبل أن نجد – أو لا نجد – سيرتنا في كُتُب أخرى.
نسافر نحو المصائر غير المكتوبة.
نسافر لنقولَ للّذين التقيناهم إنّنا سنعود ونلتقي بهم.
لننزعَ عن وجوه الغرباء أقنعةَ الغُربة.
لنُسِرَّ للعابرين بأنّنا مثلهم عابرون وبأنّ إقامتَنا مُوَقَّتة في الذاكرة والنسيان.
بعيداً عن الأمّهات اللواتي يشعلن شمعةَ الغياب، ويرقِّقن قشرة الوقت كلّما ارتفعت أيديهنّ إلى السماء ..نسافر حتّى لا نرى أهلنا يشيخون، ولا نقرأ أيّامهم على وجوههم.
نسافر في غفلة من الأعمار المبدَّدة سَلَفاً.
نسافرُ لنبلّغَ الذين نحبُّهم أنّنا لا نزال نُحبّ، وأنّ البُعدَ لا يقوى على دهشتنا، وأنّ المنافي لذيذة وطازجة كالأوطان.
نسافر حتّى إذا ما عدنا إلى أوطاننا أحسسنا أنّنا مهاجرون في كلّ مكان. هكذا بغتةً، ننفضُ عن أجنحتنا الشرفات المشرَّعة على الشمس والبحر.
نسافر حتّى لا يعودَ ثمّة فرقٌ بين هواء وهواء، بين ماء وماء، بين سماء وجحيم .. نهزأُ من الوقت. نجلسُ وننظرُ إلى المدى. نرى الأمواج تتقافزُ كالأطفال. يمضي البحرُ أمامنا بين سفينتَين، واحدة ترحل، وأُخرى من ورق في يد طفل.
نسافر لنخدعَ الموت، فنتركه يتعقَّبُنا من مكان إلى آخر.
ونظلُّ نسافر إلى أن لا نجدَ أنفسنا في الأمكنة التي نسافرُ إليها .. لنضيعَ فلا يعثر علينا أحد .
2 notes
·
View notes
Text
التغيير سنة كونية
كل المخلوقات في الكون تتغير، فالتغيير سنة كونية: النجوم تولد و تموت و أعمارها متفاوتة، و الإنسان يولد و يموت و أعماره متفاوتة، و الليل و النهار يتعاقبان و يزيدان و ينقصان في الزمن على حساب بعضهما، و الزمن في السنة يتغير من خريف إلى شتاء إلى ربيع إلى صيف.
قال تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ } [آل عمران-190].
و الإنسان يعيش في ذاته تَغَيُّرًا حتميا: فالخلايا في جسمه تولد و تموت و تتجدد، و يُخْلَق الإنسان من نطفة ثم يولد رضيعا ثم يكون طفلا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا في أرذل العمر ثم يموت، قال تعالى: { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون-14].
الإرادة الكونية القدرية و الإرادة الدينية الشرعية
علماء السنة يقولون: الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة كونية قدرية، و إرادة دينية شرعية.
و الفرق بينهما أن الإرادة الكونية القدرية لا بد أن تقع، و أنها قد تكون مما يحبه الله كالطاعات، و قد تكون مما يبغضه الله كالمعاصي، و هذه الإرادة هي المطابقة لقولنا: ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، أي لا يقع في الكون خير أو شر إلا بمشيئة الله.
و أما الإرادة الدينية الشرعية فلا تكون إلا مما يحبه الله، و قد تقع و قد لا تقع، لأن الله تعالى أعطى العبد اختيارا في الطاعة و المعصية. ولذلك أرسل الله تعالى رسله ليبينوا لعباده طريق الحق فيتبعوه و طريق الباطل فيتقوه، فالدين لا إكراه فيه، فقد يختار البعض طريق الطاعة، و يختار البعض الآخر طريق المعصية، و كل واحد مسئول عن اختياره يوم الحساب.
فالله سبحانه تعالى خلق الإنسان من عدم و سَخَّر له الكون و كَرَّمَهُ ب��مل أمانة الاستخلاف في الأرض، و هو مُبْتَلَى و مُمْتَحَنٌ فيها بالخير و الشر، ثم هو ميت بعد ذلك ليلقى جزاء عمله في الآخرة، قال تعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } [الملك-2].
قانون التغيير الإلهي
إن الإنسان مجبول على سلامة وجوده يحب الخير لنفسه و يدفع الشر عنها، و هو مجبول على بقاء وجوده يحب الدنيا إلى درجة ينسى أنه سيموت و يفارقها، و يحب كمال وجوده يحب أن يمتلك كل شيء: وظيفة عالية، زوجة جميلة، اولاد أذكياء، قصر و خدم، سيارات و يخت في البحر، ضيعات و أموال في البنوك...
و لتحقيق كل تلك الرغبات قد يتنكر الإنسان لقيمه و أخلاقة، و ضميره و دينه، فيلهث خلف النجاح السريع و الكسب الحرام، فيفتح له باب الشهوات على مصراعيه، و ترتوي نفسه من اللذة الحرام حتى الثمالة. و فجأة يستيقظ الضمير، و ينادي منادي الدين في أعماق نفسه، يفتح عينيه، يريد أن يتغير... لا يستطيع التحرر من قيوده، كبلته الدنيا بأغلال محكمة: الشهوات!
التغيير حركة قلبية
يقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [سورة الرعد-11].
و يقول الله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [سورة الأنفال-53].
فالتغيير نوعان: تغيير إيجابي: من المعصية إلى الطاعة (الذي ذكرته الآية الأولى) و تغيير سلبي: من الطاعة إلى المعصية ( أشارت إليه الأية الثانية).
دعامات التغيير الإيجابي
1- العلم
نحن نملك تصورات خاطئة عن آلاف القضايا و الموضوعات، هذه التصورات الخاطئة هي التي تحكم سلوكنا، و التصور الخاطئ يؤدي إلى سلوك خاطئ، و السلوك الخاطئ يؤدي إلى دمار في الدنيا و الآخرة.
فالتصورات الخاطئة تنشأ من مفاهيم مقلوبة تنتجها الثقافة الغالبة في المجتمع و يروج لها بكونها من سمات التطور و مهارات العيش الراقي في عصر الحداثة.
عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، و يُكذَّبُ فيها الصادِقُ، و يُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، و يخَوَّنُ فيها الأمينُ، و ينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : و ما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ ) [الألباني-صحيح الجامع).
هناك الكثير من الناس في عصرنا الحالي ممن يُزينون الباطل، و يُصدقهم الناس، يُصدَق الكاذب و يُكذَبُ الصادق، يؤتمن الخائن و يخون الأمين. المفاهيم انقلبت، و المقاييس انعكست، و الموازين اختلت، الإنسان الذي حصل على مال وفير من طريق غير مشروع يسمى شاطراً، و الإنسان الذي يرضي جميع الناس و ليس له قرار و لا مبدأ و لا عقيدة يسمى لبقاً، هو منافق، و الإنسان الذي يتفلت من منهج الله يعد من المجتمع المثقف المخملي الراقي.
و الرويبضة هم التوافه من الناس الذين يقولون أقوالاً باطلة على الله تعالى، كادعاء بعضهم أنّ القرآن ما نزل إلا لزمن مُعين، و لا يصلح للعمل به في زمن التكنولوجيا و التقدم، لا شك فهذا مُخالف لكتاب الله و لسنة نبيه، هؤلاء الأشخاص التافهين يؤثرون في غيرهم من الناس الذين ليس لهم إلمام بتعاليم الدين.
فالعلم هو بداية طريق التغيير و الانتقال من الضلال إلى الهدى، من الظلام إلى النور، و من الشقاء إلى السعادة.
فإذا أردنا الدنيا فعلينا بالعلم، و إذا أردنا الآخرة فعلينا بالعلم و إذا أردناهما معاً فعلينا بالعلم. و العلم لا يعطينا شيئا إلا إذا أعطيناه أنفسنا كلها، لأن طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا، فيربحهما معاً، و الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة، فيخسرهما معاً. فالجهل أعدى أعداء الإنسان، الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.
و مفتاح العلم السؤال، قال تعالى:{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنبياء-7] فإذا أردنا معرفة منهج الله تعالى و أصوله و فروعه فعلينا أخذ هذه المعرفة من العلماء الربانيين.
2- هَجْرُ البيئة الفاسدة
من البديهي أن البيئة الفاسدة تحارب كل محاولة إصلاح أو صحوة أو يقظة لتغيير النفس و سلوك طريق الحق.
كل فاشل يحاول أن يُحْبِط الناجح، و كل فاسق يحاول فتنة الصالح، يحاول أن يحبط من أراد التغيير، إذا كانت هذه البيئة الاجتماعية تثبطنا نهجرها، ولو كان لنا فيها الصديق الحميم، إذا كانت هذه البيئة الاجتماعية تدعونا إلى المعصية نبصق عليها، إذا كانت هذه البيئة الاجتماعية تبعد همتنا عن طاعة الله نركلها بأقدامنا، المهم أن نتحرك، أن نقاوم بشدة و إصرار، فالطريق مليء بقطاع الطرق الذين يترصدون للحق لِيُدْحِضُوه، فليكن، المهم أن نتابع المسير و لا نلتفت إليهم، فوجهتنا إلى الله الذي فطر السموات و الأرض فهو حسبنا و عليه توكلنا، قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾[العنكبوت-69].
فإذا هجرنا البيئة الفاسدة و خرجنا من ظلماتها، فلنتسلح بأسلحة التقوى و الصلاح: نقرأ و نتعاهد القرآن الكريم، نتصل بالله عز و جل، نذكر الله عز و جل، نعمل عملاً صالحاً، نُعَمَّر المساجد، نكون مع أهل العلم، إذا أحطنا أنفسنا ببيئة صالحة تدعونا إلى الله نجد انفسنا مساقين إلى الله، أما إذا أحطنا أنفسنا ببيئة فاسدة مُتَفَلِتَة مُحْبِطَةٌ ستحبطنا و تبعدنا عن الحق، فالحذر..الحذر..!
و قد حكى أحد العلماء أنه عرف رجلاً مدمن خمر، ذهب إلى بيت الله الحرام، و تاب توبة، و عاد إلى أصدقائه القدامى، و في بعض السهرات ألحوا عليه أن يشرب، فقال: معاذ الله، أنا تائب، فقال أحدهم: هذه خمسون ألف ليرة ثمن حجة أخرى، اشرب، فشرب، و انتهى الأمر، نَقِضَتْ حجته.
هناك فئة من الْمُحْبِطِين الْمقَنَّعِين يَدَّعُونَ الانتماء إلى أهل الصلاح، و لكنهم يتمسكون بمقولة: ساعة لربك و ساعة لقلبك! فالدين -حسب هذه المقولة- يسر، و الاعتدال في الدين غاية في الحياة كلها، و الإنسان خُلِقَ من طين و ليس مَلَكًا.. و كلها مفاهيم محرفة و مدسوسة من النظرة الجزئية للدين التي تطبق ما يحلو لها و يوافق هواها، فالإيمان في نظرهم محله القلب و الله لا ينظر إلى صورنا و لكن ينظر إلى قلوبنا، قال تعالى: { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَ مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة-85].
و هؤلاء هم المتنورون أنصار تحرير المرأة: فهي سيدة قراراها إذا شاءت ارتدت الحجاب و إذا شاءت خلعته فالإسلام دين الرحمة، و هؤلاء هم الذين فتنوا المغنية الأمريكية جنيفر غراوت التي أسلمت و كانت عازمة على السير في الطريق المستقيم حين التزمت بالحجاب و تركت الغناء لمدة ثلاث سنوات، و لكن ��ئاب البيئة الفاسدة أفتوها بأن الغناء فيه اختلاف بين الفقهاء و الا��تلاف رحمة، و هذا حق أريد به باطلا، فأقنعوها و فتنوها و عادت إلى الغناء ثم خلعت الحجاب و قالت إنها لن تغير دينها و ستبقى مسلمة، ثم وقع طلاقها من زوجها المغربي، و عادت مع ابنتها إلى موطنها في أمريكا، و صرحت للصحافة بأنها ستربي ابنتها و تعلمها ما تعلمته، و ستترك لها حرية تقرير مستقبلها: تكون مغنية أو حتى راقصة، فهي حرة في حياتها.
إن هذا تصرف و تفكير شخص يُحْتَمَلُ أن يكون رد فعل على صدمة تلقاها في بيئة متناقضة مزدوجة: ظاهرها الاستقامة و باطنها الفساد. و الله عز وجل أعلم بأحوال العباد. ندعو الله جل جلاله أن يردها ردا جميلا إلى مقام التقوى و الإحسان، و أن يريها الحق حقا و الباطل باطلا.
إن المحبطين المقنعين في البيئة الفاسدة هم أكثر خطورة من المحبطين الذين يظهرون على حقيقيتهم. يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: "الفساد في الأرض هو أن تعمد إلى الصالح فتفسده، و أقل ما يطلب منك في الدنيا، أن تدع الصالح لصلاحه، و لا تتدخل فيه لتفسده، فإن شئت أن ترتقي إيمانيا، تأتي للصالح و تزيد من صلاحه، فإن جئت للصالح و أفسدته فقد أفسدت فسادين، لأن الله سبحانه و تعالى، أصلح لك مقومات حياتك في الكون، فلم تتركها على الصلاح الذي خُلِقَتْ به، و كان تركها في حد ذاته بعدا عن الفساد، بل جئت إليها و هي صالحة بِخَلْقِ الله لها فأفسدتها، فأنت لم تستقبل النعمة الممنوحة لك من الله، بأن تتركها تؤدي مهمتها في الحياة، و لم تزد في مهمتها صلاحا، و لكنك جئت إلى هذه المهمة فأفسدتها".
3- الصبر عن المعصية
الإيمان نصفان: صبر و شكر، و لما كان كذلك كان حريا بنا أن نعرفهما ونتمسك بهما، و أن لا نعدل عنهما، و أن نجعل سيرنا إلى ربنا بينهما، و الصبر في القرآن الكريم جعله الله جوادا لا يكبو و صارما لا ينبو و جندا لا يهزم، و حصنا لا يهدم. فالنصر مع الصبر، و الفرج مع الكرب، و العسر مع اليسر، قال الله تعالى: { وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَ عَلَانِيَةً وَ يَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد-22]. و هذه الأية تشير إلى حقيقة هامة جداً و هي أن صبغة الأخلاق ربانية فهي ليست أخلاقاً وضعتها قوانين بشرية أو مادية، و إنما أخلاق ربانية مصدرها الله سبحانه و تعالى، و الدافع إليها إرادة وجه الله تعالى. فالعبد لا يفعلها تحت رقابة بشرية حين تغيب ينفلت منها، بل يفعلها كل حين و على كل حال لأن الرقابة ربانية.
و قيل الصبر ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، و صبر على أقدار الله المؤلمة، و كل الأخلاق ��لتي ذكرها الله عز و جل في كتابه الكريم تدور حول دعامة الصبر في مقامات الدين:
فالعفة: صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمة،
و شرف النفس: صبر عن شهوة البطن،
و كتمان السر: صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام،
و الزهد: صبر عن فضول العيش،
و القناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا،
و الحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب،
و الوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة و الطيش،
و الشجاعة: صبر عن داعي الفرار و الهرب،
و العفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام،
و الجود: صبر عن إجابة داعي البخل،
و الْكَيْسُ: صبر عن إجابة داعي العجز و الكسل.
و هذا يدل على ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر،
فقد اختلفت الأسماء و اتحد المعنى! و من هنا ندرك كيف عَلَّقَ القرآن الفلاح على الصبر وحده، قال تعالى: { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيرًا } [الإنسان-12]، و قال تعالى: { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، و يلقون فيها تحية و سلاماً } [الفرقان-75]، و قال تعالى: { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [الرعد-27].
فالصبر عن المعصية أشد أنواع الصبر وطأة على نفس المؤمن، و خصوصا المؤمن التائب الذي عزم على تغيير منهج حياته، و نقل هذا المنهج من الظلام إلى النور. صبر شديد و ثقيل عليه لأنه يواجه في طريق التغيير ثلاثة أعداء مجندين بخيلهم و رجلهم لأحباط صحوته الإيمانية: نفسه الأمارة بالسوء، و شيطان الجن، ثم شيطان الإنس الذي تدرب و تخرج من مدرسة البيئة الفاسدة. هذا الثالوث المخيف هو كابوس كل مؤمن يتوب إلى الله تعالى، و يعقد النية الصادقة على ملازمة الطاعة و البعد عن المعصية. فأهل الإيمان أشد الناس حاجة إلى الصبر لأنهم يتعرضون للبلاء والأذى والفتن، قال تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } [العنكبوت-2].
مجاهدة النفس الأمارة بالسوء
من قواعد السلف المجمع عليها بينهم: أن النفس حجاب بين العبد و بين الله و أنه لا يصل إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب. فالنفس تدعو إلى الطغيان و إيثار الحياة الدنيا و الرب تعالى يدعو عبده إلى خوفه و نهي النفس عن الهوى و هذا موضع المحنة و الابتلاء.
قال ابن القيم رحمه الله: " ففي النفس ثلاثة دواعي متجاذبة: داعٍ يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان من الكبر و الحسد و العلو و البغي و الشر و الأذى و الفساد و الغش، و داع يدعوها إلى أخلاق الحيوان و هو داعي الشهوة، و داع يدعوها إلى أخلاق المَلَك من الإحسان و النصح و البر و العلم و الطاعة" (مدارج السالكين). و لذلك قيل: أكبر الجهاد جهاد النفس، سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن الجهاد؟ فقال: ابدأ بنفسك فجاهدها، �� قال أبو الحسن السُّرى رحمه الله: " أقوى القوة غَلَبَتُكَ نفسك، و من عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز " (ابو السري من علماء أهل الجماعة و السنة في القرن الثالث الهجري) و قال أيضا: " أحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، و إصلاح العيوب، و طاعة علام الغيوب، و جلاء الرين عن القلوب، و أن لا تكون لما تهوى ركوب".
فمن ملك نفسه و قهرها و دانها عَزّ بذلك لأنه انتصر على أشد أعدائه و قهره و أسره و اكتفى شره قال تعالى: ﴿ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن-16].
مجاهدة شيطان الجن
تتلخص مجاهدة شيطان الجن في الخطوات التالية:
- تصحيح المنهج و الاعتقاد و الفهم، باتباع كتاب الله عز و جل، و الاقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم على منهج السلف الصالح.
- اجتناب البدع و ذلك بالعلم ومعرفة السنن.
- التزام الجماعة التي تعتني بتصحيح المنهج و الاعتقاد، و الفهم و السلوك.
- تحقيق الإخلاص.
- الاستعانة بالله تعالى خير سبيل للاحتماء من الشيطان و جنده، هو الالتجاء إلى الله و الاحتماء بجنابه ( الاستعانة تكون بالقلب).
- الاستعاذة بالله تعالى من همزات و نزغات و وسوسة الشيطان ( الاستعاذة تكون باللسان).
- ذكر الله تعالى عمومًا يبعد الشيطان و يُنفره؛ قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات، أن يعمل بهنَّ و يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنَّ)؛ منها: (و آمركم بذكر الله كثيرًا، و مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثرِه، حتى أتى حِصنًا حصينًا، فأحرَز نفسه منه، و كذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله)؛ [رواه أحمد والترمذي وابن حبان، وغيرهم، وصححه الألباني].
مجاهدة شيطان الإنس
شيطان الإنس لايوسوس كما يفعل شيطان الجن، و إنما يأتي عيانا و يدعو إلى المعاصي. ففي تفسير القرطبي: قال مالك بن دينار: إن شيطان الإنس أشد علي من شيطان الجن، و ذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن، و شيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عياناً.
و قد بين الله ما على المسلم أن يعامل به كلاً من شياطين الإنس و الجن، ففي أضواء البيان للشيخ الشنقيطي عند تفسير قول الله تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 199-200] بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة ما ينبغي أن يعامل به الجهلة من شياطين الإنس و الجن. فبين أن شيطان الإنس يعامل باللين، و أخذ العفو، و الإعراض عن جهله و إساءته. و أن ��يطان الجن لا منجى منه إلا بالاستعاذة بالله تعالى منه.
4- تزكية النفس
إن التزكية تشمل في معناها: أولا التخلية أي تطهير النفس من الرذائل و القبائح، ثانيا التحلية أي القيام بالطاعات و القربات وأعمال البر، و يرى علماء الاخلاق الإسلامية أن التخلية تسبق التحلية، إلا أن بعضهم عكس العبارة و قال: التحلي قبل التخلي، لأن ذلك أيسر و أسرع تنفيذًا، و أكثر أملًا للنفس التي فعلت خيرًا، فيدفعها إلى فعل المزيد من الخير لقوله تعالى:{ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَ آتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد-17].
غير أنهم قالوا إن مُزاحَمةُ المَعاصي القلبيَّة بطاعاتٍ قلبيَّة فتُجْدِي فيها دون أدنى شكٍّ التخْلِيَة قبل التزكية، كما في الأعمال الظاهرة تمامًا، فلا تجتمع المعصية القلبية و العمل القلبي الواجب، و لا يجتمع الحق و الباطل، و الهدى و الضلال، و الغي والرشاد، و الصدق و الكذب، و الصلاح و الفساد، فمَن والى الكفار عادى المؤمنين، و العكس بالعكس.
و القرآن الكريم قد بيَّن أنه ليس للعبد قلبان يطيع بأحدهما و يعصي بالآخر؛ قال تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ [الأحزاب-4]، و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب امرئٍ، و لا يجتمع الصدق والكذب جميعًا في قلب مؤمنٍ، و لا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعًا ) [السلسلة الصحيحة].
و قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "... فأنت تجد تحت هذا اللفظ أن القلبَ ليس له إلا وجهةٌ واحدة، إذا مال بها إلى جهةٍ لم يَمِلْ إلى غيرها، و ليس للعبد قلبان يطيع الله و يتبع أمره و يتوكل عليه بأحدهما، و الآخر لغيره، بل ليس له إلا قلبٌ واحد، فإن لم يُفْرِدْ بالتوكل و المحبة و التقوى ربَّه، و إلا انصرف ذلك إلى غيره" (روضة المحبِّين و نُزهة المشتاقين).
و في مباشرة العبد و معالجة قلبه بالتزكية، يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله : "و إذا قامَ بالقلب التصديقُ به و المحبةُ له، لَزِمَ ضرورة أن يتحرك البدَنُ بموجب ذلك مِن الأقوال الظاهرة و الأعمال الظاهرة، فما يظهر على البدَن مِن الأقوال و الأعمال هو مُوجَب ما في القلب و لازِمُه و دليلُه و مَعْلُولُه، كما أنَّ ما يقوم بالبدن مِن الأقوال و الأعمال له أيضًا تأثيرٌ فيما في القلب، فكلٌّ منهما يؤثِّر في الآخر، لكنَّ القلبَ هو الأصل، و البدَنَ فرعٌ له، و الفرعُ يستمدُّ مِنْ أصله، و الأصلُ يَثْبُتُ و يقوى بفَرْعه؛ كما في الشجرة التي يُضْرَب بها المَثَلُ لكلمة الإيمان" (مجموع الفتاوى (7/ 541).
فأعمالُ الخير - كل الأعمال - سواءٌ أعمال قلوبٍ، أو أعمال جوارح - كلما تحلَّى المرء بها، و امتلأ العقل و القلب و الجوارح بها أزاحتْ نسبة هذا الخير ما يقابلها تلقائيًّا و تدريجيًّا، و بدون عناءٍ، أو مجهودٍ يذكر؛ و كذلك كلما خلا القلبُ الذي هو مَلِك الجوارح و هي له تبعٌ - كلما خلا مِن الشر - حلَّ محله نسبة خيرٍ مساويةٍ للشر الذي قلع منه، و هذا أمرٌ يلْحَظُه كلُّ إنسانٍ منا في نفسه التي بين جنبيه يوميًّا، كلما فعل خيرًا شعر بنسبة سعادةٍ و اطمئنانٍ على قدر الخير الذي فعله، و شعر بنقصانِ نسبةٍ مساويةٍ تقريبًا من التعاسة و القلق الذي كان.
السلوك البشري هو قرار القلب
دائما و نحن نقرأ و نتعلم التزكية تطفو أمامنا بين السطور كلمات: القلب، العقل، الفؤاد، الجوارح، فكيف نفهم أن القلب مَلِك الجوارح و هي خدم له؟ و كيف يؤثر العقل في القلب؟ و كيف يؤثر الهوى في القلب؟ و كيف تتفاعل هذه العملية العجيبة داخل النفس؟ فمعرفة و فهم مكونات النفس، تساهم في الوعي بالسلوك البشري و ضبطه على منهج الإيمان.
و من أجمل التعاريف الجامعة لمكونات النفس: “القلبُ سلطانٌ يملكُ فارساً إسمه العقل ، و جواداً إسمهُ الفؤاد، وَ إدراك مدى صَلاحُ هذهِ المملكةٍ وَ دمارها يَتْحَدّد عِنْدَما يَرْكَبُ أحَدَهُما على الآخر“ (عدنان الغامدي).
ففي الحديث الذي رواه أبو عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما أنه سمع رسـول الله صلي الله عـليه و سلم يقول: ( ...ألا و إن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله و إذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا و هي الـقـلب). و إنما جيء بالقلب (المقصود هنا قلب جوهر النفس و ليس العضلة الصنوبرية) هنا لتقريب المفهوم للصحابة بأن النوايا ال��فية و ما تحويه نفس الإنسان هي مناط صلاح العمل و فساده، فالعمل إن كان خالياً من النفاق و سوء النية فإنه يقبل و يصلح، و إن كانت النية فاسدة و النفس خبيثة أفسدت العمل كله، و هذا مصداق حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ) [رواه البخاري ومسلم.
ماهية القلب
قال تعالى: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَ لَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج-46] فالقلب يعقل و يسمع و يبصر في حال الهدى، و العكس صحيح في حال الضلال.
فالقلب: هُوَ جِماع العقل وَ الفُؤَاد و قائدهما يُرَجِّحُ و يتبع العَقْل عندما يعتلي عَلى الشَّهْوَةِ (الفُؤَاَدْ) أو العَكْس ، و هو مَنَاطُ الإدْرَاكِ وَمَنْشَأ الفِعل و القَرار.
و سُمِّيَ القلب قلبا لكونه جوهر النفس، و لِتَقَلُّبِهِ بين الطاعة و المعصية.
وهذا مثال؛ كيف يتخذ القلب قراره:
قال تعالى: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَ عَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَ عَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ } [البقرة-6].
هنا نلاحظ ارتباط القلب بالسمع و البصر و هذا يتسق مع القول بأن طغيان الفؤاد و استعلاءه حتى يصبح مصدر القرار الوحيد هو مناط النفاق و الكفر و السوء ، فالأفئدة التي يعد السمع و الأبصار منافذها تترك الحق و تتبع الباطل حين تكون الشهوة مقدمة على العقل فيكون الحق الذي يلج الفؤاد من السمع و البصر مكبوتا بفعل الغشاوة التي تقدم الشهوات و تحجب الحقائق عن الرؤية و السماع فيكون القلب مغلفا بغشاوة الفؤاد و هيمنته.
ماهية العقل
قال تعالى: { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [البقرة-242].
فالعقل: هُوَ وِعَاَءُ الْفطرة وَ أدَاةُ ضَبْطِ السُّلُوك البَشَري المَبْنيّ عَلى تَحْقِيْقِ فهم المُحِيْطِ المادّيّ ،وَ العَقْلُ السَّليم هو مَنَاطُ كُلَّ فِعْلٍ حَسَنْ إذا اسْتَعْلَى فِيه عَلَى الفُؤَادِ و ضَبَطَ سُلُوكَه.
و سُمِّيَ العقل عقلا لانه يعقل أي يقيد و يمنع الفؤاد من الطغيان. و العقل هو الفطرة التي تعرف الحق تلقائيا إذا سَلِمَتْ من تاثير البيئة.
وهذا مثال؛ كيف يؤثر العقل في قرار القلب:
قال تعالى: { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ } [البقرة:75].
فيقول الله عز و جل مخاطباُ المسلمين ، أتأملون في اليهود خيراً و هم الذين كانوا يسمعون كلام الله و يستقر في عقولهم و يتسق مع فطرتهم و عقولهم ثم يعلون أفئدتهم و يقدمون شهوتهم و يكبتون صوت عقولهم فيعتدون على النص و يغيرون و يحرفون برغم علمهم بالحق الذي جائهم ، فإن كانوا كذلك فيما جيء به إليهم فكيف سيكون حالهم مع ما نزل إلى غيرهم ؟.
ماهية الفؤاد
قال تعالى: { وَ هُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَارَ وَ الْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ } [المؤمنون-78]
فالفؤاد: هُوَ وِعَاءُ الحَاَضِرِ الّذي يَتَلَقَّىَ مَاَ يَلِجُ فِيِهِ مِنْ خِلَالِ الحَوَاسّ، وَ هُوُ مَنَاَطُ العَواطف و الشُّعور مِنْ خَوْفٍ وَ حُبٍّ وَ رَجَاءٍ وَ بُغْضٍ وَ حِقْدٍ وَ رِضًىً وَ شَهْوَةٍ وَ سَعَادَةٍ وَ حُزْنٍ وَ نَحْوَ ذَلِكَ مِنَ المَشَاعِرِ البَشَريّة ، وَ هُوُ مُتَعَلّقٌ بِكُلِّ فِعْلٍ قَبِيْحْ إذا اسْتَعْلَى عَلَىْ العَقْلْ وَ تَقَدَّمَ عَلَيْه.
و سُمِّيَ الفؤاد فؤادا لتفؤده أي توقده و اشتعاله مثل النار
و هو لدى الشيطان أعلى قيمة و أقرب إليه.
وهذا مثال؛ كيف يؤثر الفؤاد في قرار القلب:
قال تعالى: { وَ أَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [القصص-10].
و طالما كان الفؤاد مناط العاطفة فقد كادت أم موسى أن تبدي ماحدث لوليدها فرقاً و خوفاً عليه فكان الفؤاد سيفسد الأمر لولا أن الله أعلى العقل و مكنه على الفؤاد فحصل ال��بط على القلب فيتحقق الإيمان.
ما يظهر لنا من سلوك بشري إنما هو قرار القلب الناتج عن تمازج العقل و الفؤاد و تفاعلهما، فالعقل لا يطرح للقلب إلا الحق أما الفؤاد فمصدر رأيه العاطفة و الشهوة و الهوى و القلب يختار بينهما.
و خضوع القلب للشهوة خاصة و لبقية المشاعر عامة ينتج عن إعلاء الفؤاد على العقل فيجترح الباطل و يكبت صوت العقل و الفطرة ، فالقلب إما أن يأخذ من الفؤاد فيخضع قراره للعاطفة و الهوى و الشهوة ، أو يجعل العقل حاجزا بينه و بين الفؤاد فلا يمر شيء إلا أخضعه للعقل و وزنه بميزانه.
و الفؤاد ليس شراً محضاً فلولاه لفقد البشر قيماً سامية كالشفقة ، و المحبة و السعادة ، و قيماً حيوية كالخوف و الشجاعة و الحذر ، فيكون عضوا قيِّماً و سامياً عندما ينقاد و يخضع للعقل ، و يصبح بهيميا شهوانيا عندما يستعلي الفؤاد على العقل ، و كل ذلك بقرار القلب و رضاه.
قيمة الفؤاد لدى الشيطان أعلى من قيمة العقل فكان علو الفؤاد لديه سببا في حصول الكبر و الحقد و البغض في نفسه فمن أعلى قلبه الفؤاد و أقصى العقل كان من الشيطان أقرب بل و أسوأ ، و من أعلى قلبه العقل و أقصى الفؤاد كان إلى الملائكة أقرب بل و أفضل.
لذلك نفهم كيف أن هذه المشاعر مرتبطة بالتفؤد و الاشتعال و بالتالي فهي الموضع المفضل للشيطان الذي يشبهه في مادة خلقه و هي النار ، و لذا كان جريانه في ابن آدم مجرى الدم ، كما جاء في الحديث النبوي. فهذه المشاعر المتفئدة المشتعلة إذا غيبت العقل و انساق القلب خلفها أفضت لارتكاب الزلل والخطأ.
تقلب القلب
عن عبدالله بن عمرو قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ) [صحيح مسلم].
و في رواية :ما من قلب إلاّ هو بين اصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يقيمه أقامه و إن شاء أن يزيغه أزاغه ، فكان العقل مناط الإقامة و ال��لاح و كان الفؤاد مناط الهوى و الزيغ.
فقد أشار مفهوم الأصبعين إلى قدرتين أودعهما الله في قلب ابن آدم هما القلب و الفؤاد يقلبان رأي العبد و يغيران اتجاهه من عقيدة إلى أخرى و من سلوك إلى سلوك ، و إن أراد الله هداية عبد من عباده كبت فؤاده و أعلى عقله فلا يرى القلب أمامه سوى الحق فيذعن ، و العكس صحيح ، و في نهاية الأمر فإن القلب مالك الإرادة فهو ينوب عن النفس في الاختيار بين السبيلين (عدنان الغامدي).
الله تعالى يخاطب عقول العباد
و هنا نتمكن من فهم الرسالات ، فالله يخاطب برسالاته عقول العباد و يستحثها على الوقوف و التقدم على الهوى و العاطفة و الشهوة فينقلب قلب العبد من المعصية إلى الطاعة و من الكفر إلى الإيمان ، فإن أبى و فضل الركون للفؤاد و العاطفة فإن الله يمده بالقوة و المال و الحفظ و الخيرات ، فيظن المسكين أن منهجه حق و لولا ذلك لانتقم الله منه فيتمسك بكفره و يعتو عتواً شديداً ، و هنا يحق عليه القول فيبدو ما يحدث و كأن الله أضله و لكن الحقيقة أنه ضل بإرادته و رغبته بلا جبر و لا إرغام. قال تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } [الأنعام-44].
5- ذكر الموت حافز للتغيير
إن بداية النجاح في التغيير تبدأ من تصور النهاية، لماذا قال عليه الصلاة و السلام: ( أكثروا ذكر هادم اللذات ) [ أخرجه الترمذي] يَعْنِي الْمَوْتَ.
مهما جمعنا من مال وفير فنحن على شفا حفرة في مقبرة، و هذا هو المصير، و نقرأ كل يوم نعياً لميت، و سيشيع هذا الميت إلى قبره، مهما اعتنينا بدنيانا فالموت يأخذنا إلى القبر.
حينما نبدأ من النهاية، حينما نبدأ من مغادرة الدنيا، ماذا ينفعنا المال الحرام إذاً؟ ماذا ينفعنا أن ننغمس في الملذات غير المشروعة؟ ماذا يمنعنا أن نعتدي على الآخرين؟ ماذا ينفعنا الكبر و احتقار الناس؟ ماذا ينفعنا القصر الواسع و السيارة الفخمة و الخدم و الحشم؟
قد نمر على ملهى، رُكِنَتْ أمامه عشرات السيارات، ماذا يوجد في الداخل؟ مطرب و راقصة، و خمر و طعام، هؤلاء لماذا دخلوا إلى هذا المكان؟ دخلوا لأنهم يتصورون أن هذا المكان يسعدهم، يتمتعون بأشياء كثيرة، لو أنهم علِموا علْمَ اليقين أنهم إذا تعرفوا إلى الله تعالى، و أنهم إذا أطاعوه، و أنهم إذا تقربوا منه، لغمرتهم سعادة لا يعلمها إلا الله، لسعوا إلى الله، هم يبحثون عن لذة، لو علموا ما في الدين من سعادة لتركوا هذه المعاصي، و اتجهوا إلى طاعة الله عز و جل، هذا هو الخطأ في التصور، لذلك أهل النار و هم في النار يقولون: ﴿ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك-10] في الدنيا عطلوا أدوات معرفة الله: العقل و السمع باتباع الهوى و ما زينه لهم الشيطان، و في الآخرة حين وجدوا أنفسهم في النار، علموا أن أن هلاكهم كان في ترك الحق الذي عرفه العقل ، و الصمم الذي ضرب على آذانهم بسبب الهوى منعهم من تلقي آيات الحق و هي تتلى عليهم و قد وعاها السمع و لم تصل إلى القلب!
ففي ذكر الموت تصحيح للتصور، و في ذكر الموت محاسبة للنفس، و في ذكر الموت مرونة في السلوك و التغيير.
حينما ننشأ على تصورات غير صحيحة، و لا نغير و لا نبدل و نصر عليها، و نبتعد عن كل تصور جديد، و لا نقبل أن يعلمنا أحد، فنحن جمدنا سلوكنا و الجمود قسوة، و هذا ما يسمى التكلس العقلي و هو ضد المرونة.
و التصور الصحيح مُعَرَّضٌ لضربات الشيطان الذي يحاول جاهدا هدم بناءه، فهمزاته و نزغاته تتوارد على القلب كالقذائف الصاروخية، إذا أخطأ أحدها الهدف أصابه الآخر.
و من أخطر ما يزعزع صرح التصور الصحيح: الخواطر، فهي مبدأ كل فتنة. يقول ابن القيم رحمه الله: "مبدأ كل علم نظري و عمل اختياري هو الخواطر و الأفكار، فالخاطرة: تتحول إلى فكرة، و الفكرة إلى تصور، و التصور إلى إرادة، و الإرادة إلى فعل، و كثرة الفعل يصير عادة" (كتاب الفوائد).
و الخواطر أو الهواجس:
إما خواطر رحمانية في فعل الخير كأن تريد أن تذهب إلى عمرة أو تتصدق أو تحفظ القرآن الكريم أو تقوم بالدعوة إلى الله تعالى.
أو خواطر شيطانية كأن تمشي إلى مكان محرم و تفعل الحرام، و كأن تكون جالساً في غرفتك لوحدك ليس معك أحد، فتأتيك خاطرة شيطانية فتقوم و تفعل فعلاً محرماً.
و الخواطر الشيطانية يجب علينا إيقافها و منعها على الفور قبل أن تدخل إلى القلب، و إلا تغلغلت فيه و تحولت إلى فعل محرم و أصبحت عادة لا فكاك لنا منها.
و خير ما ندفع به الخواطر الشيطانية و نصدها هي ان نصنع في خيالنا خواطر رحمانية نتخليها و نفكر و نتامل فيها: نتخيل أننا مؤمنون كبار، نتخيل أننا حافظون لكتاب الله، نتخيل أننا دعاة موفقون، نتخيل أننا من أهل الجنة، فالخيال الرحماني أيضاً يعين على التغيير.
ومن لوازم تصحيح التصور و التغيير محاسبة النفس و متابعتها، ينبغي أن نتخذ قراراً، و أن نتابع أنفسنا، هل قصرنا؟ هل تفوقنا؟ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود-114].
نعاقبها تارةً، و نكافئها تارةً، و نفرض عليها تارةً عقوبةً إضافية، نفعل ما فاتنا فعله مما عاهدنا الله عليه، لابد من أن نتعاهد قلوبنا، هكذا الإمام الجليل سيدنا عمر رضي الله عنه قال: تعاهد قلبك.
مهما كانت زحمة الدنيا، يجب أن يكون لنا وقت للتأمل، وقت للتفكر، فالتفكر و العلم يجدد الذكرى في القلب، و قد قيل: العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، و المال تنقصه النفقة، و العلم يزكو على الإنفاق.
و من لوازم تصحيح التصور و التغيير ان يورثنا علمنا خشية قوية في القلب، قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [الملك-12] فخشية الله بالغيب هي خشية في مقام الإحسان: فانت وحدك في خلوتك، تستشعر مراقبة الله لك، لأنك إن لم تكن تراه فإنه يراك.
فالشيطان يتقوى علينا في الخلوة و في الظلام، و في الظلام تتحرك المعصية و يتحرك معها الشيطان، و في النور يتحرك أهل الله تعالى: أهل التقوى لأنهم يخشون ربهم بالغيب، و الشيطان يفر من النور و لا يطيقه. يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: "الفرق بين منهج الإيمان، و منهج الشيطان، الحادثة واحدة، و لكن الذي اختلف هو الحلال و الحرام. انظر كيف يتصرف الناس في الحلال .. في النور .. في الأمان، و كيف يتصرفون في الحرام و منهج الشيطان في الظلام و في الخفية و يحرصون على ألا يراهم أحد، و من هنا تأتي دقة التعبير القرآني .. "و إذا خلو إلي شياطينهم".
التغيير السلبي
ليسأل كل واحد منا نفسه: لماذا سَلَب الله عز و جل نعمة كان قد أعطاها لنا؟ قد يكون ابتلاءً لرفع الدرجات و اتخاذ الشهداء. و لكنه قد يكون شيئا آخر أحدثناه في قلوبنا!
ألم يقل الله عز وجل في كتابه الكريم: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الأنفال-53].
التغيير السلبي هو تحويل السلوك من حياة الصلاح و النعمة إلى حياة الضلال و النقمة، من حياة رضا الله إلى حياة غضب الله، فإذا غضب الله علينا سلبنا نعمه، و حلت محلها نقمه، حينذاك نعلن حالة الطوارىء و نبحث عن علاج أو دواء، فيعز الدواء، لأن نور الطاعة خرج من قلوبنا و حل مكانه ظلام المعصية.
فكم من نعمة أنعم الله بها علينا: نعمة الإيمان و الإسلام، و نعمة الصحة و العافية ، و نعمة العقل و العلم، و نعمة الأمن و السلام، و نعمة المأكل و المشرب، و نعمة المسكن و الملبس و المركب، و نعمة الزواج و الذرية و القرابة و الصداقة، و نعمة الوظيفة و المنصب، و نعمة السمع و البصر و اللسان و اليدين و القدمين... و غير ذلك كثير؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَ آتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم-34]، فما من نعمة ظاهرة أو باطنة، عامة أو خاصة، كبيرة أو صغيرة، إلا و هي من عند الله المنعم الجواد الكريم الرحيم بعباده.
معصية الصحيح و طاعة العاجز
كمال شاب يمني يعاني من إعاقة في قدميه المعوجتين إلى الخارج وصعوبة في الكلام، و مع ذلك لا تفوته تكبيرة الإحرام، يواظب على الذهاب إلى المسجد ليصلي الفريضة مع الجماعة، و لكي يدخل المسجد يزحف زحفا، حتى أن قدميه تؤلماه بفعل احتكاك الحذاء الذي يتقطع بسرعة، و يحرص على أن يكون في الصف الأول، و بعد صلاة المغرب يصعد درج المسجد بمشقة لكي يصل إلى الدور الثاني حيث يشارك في حلقة تحفيظ القرآن الكريم، و يضغط على نفسه ليستظهر القرآن على معلمه و لا يكاد ينطق كلام الله إلا بصعوبة، و بعد صلاة العشاء في الظلام الشديد يتشبت بأول مصل خارج المسجد ليساعده على الوصول إلى بيته مع إضاءة يدوية، يتمنى كمال أن يصلي الفجر في المسجد و لكن أهله لا يسمحون له لحالته الصحية.
نستنتج من تأمل قصة كمال الشاب اليمني المعاق:
1- أعظم ما يُزَيِّن و يُجَمِّل المعاق (حتى يكاد الناظر إليه ينسى أنه معاق) الإقبال على الله بتلاوة القرآن و الذكر و الصلاة و الحرص على اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم و حضور مجالس العلم. فإن القلب إذا سكن كانت جنته في الأنس بالله، و ذاق لذة مناجاته و غمرته السعادة و نسي آلامه و همومه و بؤسه و حاجته في الدنيا.
2- لاحظنا كمال (و المذيع يدعو له بالجنه) كيف غمرته فرحة كبيرة عبر عنها بضحكة بريئة، فصبره كله على التعب و المشقة لأجل هدف واحد: الجنة! يا لها من همة عالية قل أن تجدها عند أغلب الأصحاء!
3- كمال شاب معاق محروم من نعمة الكلام بطريقة سوية و من نعمة المشي السوي، و رغم ذلك فهو حريص على الصلاة في المسجد و حفظ القرآن الكريم، لأنه مؤمن صابر على البلاء و شاكر في الضراء، بينما تجد كثير من الأصحاء يتقلبون في نعم الله تعالى، يجحدونها و يكفرون بها، فيضيعون الصلوات و يركضون خلف الشهوات و مبارزة الله تعالى بالمعاصي في الخلوات.
4- إن حرص كمال (و هو المعاق العاجز) على طاعة الله تعالى (و هذه نعمة أكرمه الله تعالى بها) كل يوم و بهمة و صبر عجيب على المشقة، يدل على حبه لله تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم، و في سبيل حب الله عز و جل يهون كل ألم و كل تعب و كل مشقة و تهون الإعاقة، و قد أحسن المذيع جزاه الله خيرا، حين صور حب كمال لربه عز و جل و رضاه، و صبره على قدره بالأبيات المأثورة عن العباد الزهاد: معرفتهم بالله تعالى ترقى إلى محبة، فتصبح مرارة الأقدار حلاوة:
عذابي فيك عذب
و بعدي فيك قرب
و أنت عندي كروحي
بل أنت منها أَحَبُّ
حسبي من الحب أني
لما تحب أُحِبُّ
قال اللَّه: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [سبأ- 19]. صبار على المكا��ه و الشدائد، يتحمَّلُها لوجه الله، و لا يتسخَّطها؛ بل يصبر عليها. شكور لنعمة اللَّه تعالى يُقِرُّ بها، و يعترف، و يُثني على مَنْ أولاها، و يصرفها في طاعته (تفسير السعدي).
و لكن كثير من الأصحاء على نقيض ذلك لم يصبروا على المكاره و لم يشكروا نعم الله تعالى، و لم يعترفوا بها بل جحدوها و كفروا بها و صرفوها في معصية الله فكان العقاب: سخط الله تعالى و زوال النعم.
5- بعض الأصحاء ينظر إلى المعاق فلا يحمد الله تعالى على نعمة العافية: فقد عافاه الله مما ابتلى به هذا المعاق، و قد يدخله العجب بقوته والغرور بما عنده فيزدري هذا المعاق، و لا يدري أن المعاق قد يرزقه الله عز و جل مجدا و رفعة لا يصل إليها أكثر الأصحاء، ففي حياة بعض الصحابة و التابعين و تابعيهم عبرة و ذكرى:
- ابن ام مكتوم رضي الله عنه كان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو أعمى.
- الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه كان شديد العرجة لكنه كان من أهل الرأي و السياسة.
- محمد بن سيرين رحمه الله كان عنده إعاقة سمعية و كان عالما بالحديث معبرا للرؤى.
- عطاء بن رباح رحمه الله كان أشل أعرج و كان عالم مكة و فقيهها يتدافع الطلاب في حلقته.
- الترمذي رحمه الله الإمام الحافظ صاحب المصنفات المشهورة كان أعمى.
- و في زماننا شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله كف بصره في الصغر و اجتهد و صابر حتى حاز رئاسة العلم و كتب له القبول في الأرض و رضيته الأمة.
ماذا غَيَّرْنَا حتى غَيَّرَ الله تعالى؟
- كفر نعم الله تعالى: النعمة إذا شُكرت قرَّت، وإذا كُفِرت فرَّتْ، فشكر الله تعالى على نِعَمِه و عطائه حافظٌ للنعم الموجودة، و جالبٌ للنعم المفقودة، قال تعالى: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَ لَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم-7].
- الإعراض عن كتاب الله تعالى: فكتاب الله بيننا نعمة من أجلّ النعم؛ فيه الخير و الهدى و النور، قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة:15-16]. فمن أعرض عن كتاب الله، و هجره و نبذه وراء ظهره، فقد أنكر فضل الله و نعمته. و من خالف كتاب الله و أعرض عن أحكامه و أخلاقه، فقد جحد نعمة الله عليه. قال تعالى: ﴿ وَ مَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب�� ﴾ [البقرة-211].
- الانحراف عن الطريق المستقيم: فالهداية إلى الطريق المستقيم نعمة لا تقدر بثمن، مَن حُرِمَها فقد خاب وخسر في دنياه وفي أخراه.
- التكاسل في الطاعات و القربات: لقد خلق الله تعالى الإنسان و استعمره في أرضه، و أمره الله بعبادته و سخر له كل النعم في تحقيقها، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات-56].
- توظيف النعم في معصية الله عز و جل: فكم من الناس قد جحدوا نعمة الله و بدلوها كفرا و جورا و ظلما و فسادا و طغيانا، كما قال ربنا سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾ [إبراهيم-28].
- عدم الاعتراف بِالْمُنْعِمِ جل جلاله: فمِن جُحُود النعمة أن يُصابَ صاحبها بالغرور، فيَظن أن ما به من نعمة فبفضل قوته أو علمه أو ذكائه و تخطيطه، و ينسى خالقه و رازقه، فلا يعترف بفضله، و لا يشكره على عطائه، و لا يقوم بحقه عليه. مثل قارون الذي أصابه الغرور و أنكر فضل الله عليه، قال تعالى: { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَ أَكْثَرُ جَمْعًا وَ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ } القصص-76].
فما أروع جمال عاقبة الشكر و الاعتراف بالنعم، و ما أفظع عاقبة الجحود و كفران النعم، فالجزاء من جنس العمل، و قد قال ربنا سبحانه: ﴿ إِنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لِأنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء-7] و قال عز وجل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أسَاءَ فَعَلَيْهَا وَ مَا رَبّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت-46].
و في أوج المحنة، ينكسر القلب... يندم و يتألم و يتعذب، و يتساءل: أهي النهاية؟ أليس هناك من منقذ يرأف به؟ بلى! هو الله جل جلاله لا ملجأ و لا منجى إلا إليه يقول لك: { ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا، وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17-18].
المسلم الحقيقي لابد و أن يكون بصيرًا بأفعاله، فإذا أخطأ و لم يتب، عَلِمَ أن عقوبة الذنب آتية لا محالة، إلا أن يعفو الله عز و جل، و على هذا فليعلم أنه إذا زالت عنه نعمة، فهذا بسبب ذنب من ذنوبه، و هذا يدعوه إلى أن يرجع إلى ربه، و يتوب بسرعة و ينيب، فجحوده بالنعمة حوله من حال أحسن إلى حال أسوء، و حتى يغير الله تعالى ما صار إليه، يجب عليه أن بباشر توبته بسرعة و العزم على تغيير سلوكه مصداقا لقوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [سورة الرعد-11].
47 notes
·
View notes
Text
اليوم اتممت اربع و ثلاثون عاما علي هذا الكوكب. رقم ضخم و كبير و كتير. دايما بحس انه كفاية كده، انا عشت بما فيه الكفاية. انا شفت بما فيه الكفاية، اتعلمت بما فيه الكفاية و غلطت بما فيه الكفاية. معملتش حاجات كويسة او انجازات مبهرة بما فيه الكفاية، بس تعبت و ارهقت بما فيه الكفاية. السنة دي سنة حققت فيها حلم قديم حلم بطارده بقالي ٨ سنين. كنت فاكرة اني حبقي مبسوطة او اني خلاص وصلت النيرفانا، اكتشفت ان مفيش حاجة فعلا بقت بتبسطني او بقيت بتطلع ليها. انا مدركة ان اللي حاسة بيه ممكن تكون اعراض اكتئاب او زي ما ماما بتقول محسودة، بس انا فعلا بفكر بعقلانية شديدة و بفكر في كل الاحتمالات علي جميع المستويات و مش شايفة اي حاجة تستاهل مشقة العيش، تقريبا انا عاملة زي السموات و الارض لما عرضوا عليهم حمل الامانة و اشفقوا منها، انا حاسة اني مشفقة علي نفسي و شايفة انه كفاية. للأسف قراري مش بايدي و قرار اني حفضل قد ايه علي وجه الارض مش بايدي ، يمكن اللي مصبرني وجود ماما و حبي ليها اللي مبقتش حتي اعرف اعبر عنه. انا كل اللي نفسي فيه ان ربنا يقلل المدة لحسن السير و السلوك و يطلعني من الدنيا دي في اقرب وقت ممكن و قبل امي.
2 notes
·
View notes
Text
نقل عفش السالميه
الانتقال خارج الكويت هل تواجه الشروط التي عليك فقط الانتقال خارج الكويت والخلط في اختيار طريقة المناورة الخاصة بك؟ نحن نعلم أن الانتقال على فترات زمنية بين مدينة واحدة يكون من الأسهل مناورة بمقالات الأثاث بدلاً من الانتقال خارج حواجز المدينة ، ولكن لدينا ميل إلى أن نكون داخل مؤسسة نقل مادة الأثاث خارج الكويت. كل ما هو ضروري للمناورة الأثاث وكل منقلت بأمان إلى وجهته الجديدة ، على الرغم من أنهم خارج الكويت ، جميع الاحتياطات المحددة موجودة في السوق لتنفيذ هذه المهمة إلى أقصى حد وواحد من بين طرقنا التي من خلالها ننفذ مهمة نقل يجب أن تختلف المتطلبات نتيجة لذلك ، وهي: أولاً ، لدينا أكبر أسطول من السيارات والسيارات المجهزة لتناسب نقل الوظائف بداخله "داخل نوع وعاء ضخم مغلف وكل جانب واحد من جوانب الحديد القوي والخيارات باب في مقدمة العربة هو أن إدخال مقالة الأثاث والأثاث وكل منقولة من الستائر والسجاد وخزائن المطابخ و الأجهزة الكهربائية وبمجرد الانتهاء من تحميل جميع المنقولات يتم إغلاق هذا الباب الحديدي بإحكام حتى لا تسقط أي نية للمركبة أثناء السير على الطريق لأن هذا القفل يحمي المنقولات من التعرض لمناخ مختلف تمامًا نتيجة لطبيعة هيمنة المملكة العربية السعودية | الدولة الآسيوية | الدولة الآسيوية} | الدولة الآسيوية | الدولة الآسيوية} | الدولة الآسيوية | الدولة الآسيوية} | الدولة الآسيوية | الدولة الآسيوية} | الدولة الآسيوية | الدولة الآسيوية} وتكثر الجو محملة بالطين ، أنه إذا تم نقل المادة من الأثاث و "بالإضافة إلى ذلك ، قد تتعرض نُسخ مفتوحة لوقوع بعض الأشياء منه وتطير هواء السلوك العنيف بشكل متزامن يوفر حماية لأدوات النقل من التعرض لمياه الأمطار ، تلك المادة الخشبية المكسورة في مقال الأثاث والأدوات الكهربائية ثم لدينا الميل إلى أي أو اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية بأمان المنقولات التعرض الكامل لأي خطر. ليس ذلك فحسب ، وبالتوازي مع جميع التدابير التي لدينا ميل إلى النزوع إلى تنفيذ مهمتنا بشكل جيد ، ولكن لدينا ميل إلى محاولة السعي للحصول على تأمين إضافي يعني أنه ، مع ذلك ، لا يزال كما هو الحال مع حفنة من كل شيء قيادة السائقين الجيدين في شاحنات القيادة وسيارات النقل الضخمة وحاملي رخص القيادة المتقدمة التي كانوا مستيقظين لجميع الطرق المتصلة بالسيطرة من أجل أنها المرور والجودة بين المدن فقط ، خدمتنا في جميع أنحاء هذه المؤسسة هي المناورة من الكويت إلى المدينة المقابلة ، لذلك سائقينا على درجة الوعي والوعي والخبرة في المشي في معظم طرق البلاد من أجل أن يتمكنوا من تقديم المنقولات الخاصة بك فقط وبسهولة وفي الوقت المحدد أنها مؤهلة لهم لأقصر الطرق وأكثرها اختصارا ،وبالتالي ضمان الوصول إلى أماكن أنيقة في وقت الاتفاق مع المتسوق. ومع ذلك ، فتنت شركتنا من خلال الحصول على جميع الموديلات من المادة المتقدمة من سيارات نقل الأثاث التي هي قادرة على الحصول على ضمن الطرق القوية قبل كل شيء ، ولأطول مسافة ، ثم كل إمكاناتنا لإنهاء نقل الأثاث والأثاث خارج الكويت يمكن الحصول عليها وعرضت. لا تقلق بشأن الأشياء والأشياء المنقولة التي تتعامل معها مع أفضل مقال عن شركة إزالة الأثاث خارج الكويت. مادة النقل الرخيصة لمقال الأثاث Foundation هل
1 note
·
View note
Text
كيف تحب نفسك - 15 نصيحة سهلة للحب الذاتي
قبول الذات أو حب الذات هو عامل رئيسي في تطوير العلاقات الصحية. ولكن قد تكون هناك أوقات قد تشعر فيها بعدم الرضا عن نفسك. قد يكون من الأسهل أن تحب الآخرين في معظم الأحيان أكثر من نفسك لأن الناس يميلون إلى التركيز على أخطائهم والوقوع في أماكن غير آمنة لهم بدلاً من السعادة بمواهبهم. التركيز بدرجة كبيرة على عيوبك المفترضة يمكن أن يعوق مسيرتك نحو حب الذات. ومع ذلك ، مع بعض الممارسات المتعمدة والقدرة على التحمل ، يمكنك اكتشاف كيفية أن تشعر بالراحة مع نفسك وتقع في الحب نفسك!
ما هو حب الذات؟
حب الذات هو الإيمان التا�� بالذات والإيمان بمزاياك وقوتك الخاصة حتى عندما يبدو أن العالم يخبرك بشيء مختلف. الاعتقاد بأنك مهم . الترابط الداخلي أمر حيوي لحب نفسك حتى لا تنتقد نفسك. وبالنسبة للروابط الداخلية ، يجب أن يتعلم المرء ليس فقط قبول نفسه ، بل أيضًا أن يتسامح ويطور احترام الشخص الذي يكون عميقًا في داخله ، بما في ذلك الأجزاء الجميلة وغير الجميلة.
لماذا يجب أن تحب نفسك أولا؟
بعض فوائد حب الذات قد تشمل ما يلي: من الأهمية بمكان تطوير شعور صحي بقيمة الذات واحترام الذات حتى تشعر بالإيجابية تجاه الحياة. يمكن أن تساعدك على أن تصبح أكثر ثقة وتوفر لك القوة اللازمة لمواجهة المشاكل الدنيوية مع الثبات. حب الذات يمكن أن يجعلك أكثر سعادة. عندما تحب نفسك ، فأنت ملزم برعاية نفسك واتخاذ خيارات أكثر حكمة وصحة في الحياة. عندما تتدرب على حب الذات ، فقد يمكّنك ذلك من أن تكون أكثر تسامحًا مع نقاط ضعفك وعيوبك وبالتالي تعزيز عقلية أكثر صحة. يمكن أن يولد حب الذات الثقة بالنفس التي قد تساعدك في نحت هوية شخصية مضمونة تعزز إبداعك وتلقائية وعفوية. يمكن أن يساعدك حبك لنفسك في الوصول إلى روحك بشكل أعمق ووضعك على طريق روحاني من التنوير والسلام الداخلي والاستقرار. يمكن أن يسهم ذلك أيضًا في تحسين حياة العمل حيث لن تستسلم لرغبتكم في التغلب على الأخطاء الصغيرة والنكسات المؤقتة. قد تتعلم أن تأخذ أشياء في خطوتك ، وتطور امتنانًا أكبر تجاه الحياة وبركاتها و تدرك أن الحياة يمكن أن تكون بسيطة وممتعة.
طرق بسيطة للحب واحتضان نفسك
سوف يستغرق بعض الصبر من جانبك لتحب نفسك وتكون سعيدًا. لذا ، إليك بعض الطرق التي قد تساعدك في رحلتك للتعرف على نفسك وتحسين احترامك لذاتك: 1. اعترف بمشاعرك أن تضع في اعتبار مشاعرك. اعترف بمشاعرك ولكن لا تنتقدها. اقبل ما تشعر به - لا تحكم على نفسك. الأمر كله يتعلق بلمس القاعدة مع نفسك الداخلية من خلال التحرك نحو مشاعرك بدلاً من الابتعاد عنها عن طريق التخلي عن الذات. 2. التركيز على نفسك أنت وأنت وحدك المسؤول عن سعادتك. تذكر دائمًا أنه لا يحق لأحد في العالم أن يؤذيك أو يجعلك تشعر بالضعف ما لم تمنحهم سلطة الإضرار بك. لذا ، قم بإجراء اتصالات ولكن لا تعتمد على الأشخاص أكثر من اللازم. حاول و واصل التركيز على نفسك. افعل الأشياء التي تحبها واسعد نفسك.
3. كن على بينة من معتقداتك الكاذبة ركز على نفسك الداخلية للتعرف على ردود أفعالك وسلوكياتك. فهم أسباب الألم والاستياء ، سواء كان ذلك الموقف أو الشخص. اسأل نفسك عن ما يحزنك. بمجرد فهم معتقداتك التي تدمر نفسك ، يمكنك التفكير في طرق لمكافحتها. 4. التواصل مع نفسك الداخلية قد يكون التواصل مع نفسك الأعلى هو المفتاح الذي يفتح باب تعلم حب نفسك. قد يساعدك ذلك في الحصول على إجابات في صورة أو أحلام أو كلمات يمكن أن تأتي على الفور أو بمرور الوقت. 5. قائمة بكل الأشياء الجيدة عن نفسك أخبر نفسك بكل الأشياء التي تحبها عن نفسك. قد تساعدك على إدراك كم أنت فريد ومدهش! انظر إلى المرآة وشاهد إمكاناتك. عليك أن تظهر بعض الحب والعطف لنفسك أولاً وقبل كل شيء. 6. لا تعمل على بلوغ الكمال عليك أن تتجاهل فكرة أن تكون مثاليًا وأن تقبل نفسك بالطريقة التي أنت عليها. عليك أن تتصالح مع الشعور السلمي للوجود من خلال معالجة الحياة كما هي موجودة بدلاً من أن تكون كما تريد. 7. اتخاذ خطوات ملموسة للتعلم لقد دفعت نفسك إلى التعرف على مشاعرك من خلال بدء حوار مع نفسك الداخلية وبالتالي وضع نفسك للتوجيه الروحي. لذلك ، فإن الخطوة التالية هي القيام بأعمال محبة قد تبدأ عملية الشفاء. اسأل نفسك ما الذي يمكنك فعله لحب الذات بدلاً من كيف تشعر بحب الذات. 8. التوقف عن السعي للحصول على الموافقة توقف عن القلق بشأن ما يفكر فيه الناس بك. كرر أنت لنفسك أنك لست مسؤولًا أمام أي شخص. لست مطالبًا باتباع الآخرين ويمكنك القيام بالأشياء في طريقك - وفقًا لشروطك. 9. إزالة السمية من حياتك أحط نفسك بالأشخاص الذين يرعونك ويدعمونك بينما تنأى بنفسك عن كل من يحاول إسقاطك. من الضروري أن تعرف قيمتك وتملأ حياتك بأشخاص يلهمونك ويشجعونها ويحترمونها. الابتعاد عن الأفكار والأنشطة التي تستنزفك نحو الأشياء التي تفي بك وتمكنك.
10. دفن ماضيك واجه المراحل المظلمة أو شياطين حياتك. ثم اعمل على طرد غير السارة بنور المغفرة. حاول وتقبل أن الأشخاص الطيبين يمكنهم أحيانًا اتخاذ الخيارات الخاطئة. لكن هذا لا يجعل الشخص سيئًا. أنت بشر فقط. 11. تُعِدُ نفسك للأخطاء في المستقبل مقدر الأخطاء أن يحدث. ولكن هذا لا ينبغي أن يردعك عن السعي إلى العيش حياة مجدية. إن الخوف من ارتكاب أخطاء أو اتخاذ قرارات خاطئة يجب ألا يدفعك إلى حالة عدم التصرف أو التسويف. 12. أعرب عن الامتنان للحياة عُدَ بركاتِك كل يوم. قد لا تحدث الأحداث أو الأشياء حسب رغبتك كل يوم ، ولكن تذكر أنه لا يزال لديك الضروريات الأساسية للحياة. قد يكون هناك الكثير من الناس الذين يجب أن يحسد موقفك ومكانك في الحياة. السيطرة على حياتك ، وإظهار التقدير لما لديك واستخدام العقبات كدافع لفعل أفضل. 13. استكشاف أفكار جديدة استثمر وقتك وجهدك في اكتشاف الأنشطة والفرص التي قد تحفز السعادة والإنتاجية لديك. اجعل كل يوم في حياتك يعول عليه من خلال القيام بشيء يستحق العناء. 14. ثق بحدسك اضبط نفسك للاستماع إلى صوتك الداخلي لأنه قد يصبح نورك الهادي لتعيش حياة صادقة وحقيقية. إيمان بقدراتك على الثقة يأتي عندما تعلم أنك تفعل شيئًا صحيحًا من أجل نموك. قد تدرك بعد ذلك أن لا شيء مستحيل! تحتاج ببساطة أن تثق أنك تستحق ذلك. 15. تقييم عملك تقييم من وقت لآخر إذا كانت الإجراءات المحبة التي بدأت تستفيد منها وتزيد من تقدم العلاج أم لا. إذا لم يكن الأمر كذلك ، فقد ترغب في استعادة خطواتك وبذل جهد لاكتشاف الإجراءات التي يمكن أن تجلب السلام والبهجة.
اقتباسات ملهمة في الحب الذاتي من شأنها أن تجعلك قوية
بعض مقتطفات حب الذات الملهمة التي يمكن أن تساعدك على البقاء قوية هي: "حتى تقدر نفسك ، لن تقدر وقتك. حتى تقوم بتقدير وقتك ، لن تفعل أي شيء معه. "- M. Scott Peck "تحب نفسك أولاً وكل شيء آخر يقع في الخط. عليك حقًا أن تحب نفسك لإنجاز أي شيء في هذا العالم. "- Lucille Ball "أنت نفسك ، مثل أي شخص في الكون بأسره ، تستحق حبك وعطفك" - بوذا "تذكر دائمًا أنه ليس لك الحق فقط في أن تكون فردًا ، بل عليك أن تكون واحدًا." - إليانور روزفلت "لا يمكن للرجل أن يكون مرتاحًا دون موافقته." - مارك توين "تدني احترام الذات يشبه القيادة في الحياة مع اقتحام يدك." - ماكسويل مالتز "الرعاية الذاتية ليست فعلًا أنانيًا أبدًا - إنها ببساطة رعاية جيدة للهدية الوحيدة التي لدي ، الهدية التي وضعت على الأرض لأقدمها للآخرين." - باركر بالمر "لماذا يجب أن نشعر بالقلق إزاء ما يفكر فيه الآخرون منا ، هل لدينا ثقة أكبر في آرائهم من وجهة نظرنا؟" - بريجهام يونغ
"لا تهدر طاقتك في محاولة لتغيير الآراء ... افعل شيئًا ، ولا تهتم إذا ما رغبوا في ذلك." - تينا فاي "بمجرد اعتناق القيمة والموهبة ونقاط القوة لديك ، فإنه يحيد عندما يفكر الآخرون بك أقل." - روب ليانو "واحد من أعظم الأسف في الحياة هو ما يريده الآخرون منك أن تكون ، بدلاً من أن تكون أنت نفسك." - شانون إلدير "أن نقبل أنفسنا لأننا وسيلة لتقدير عيوبنا بقدر ما هي مثالية لدينا." - ساندرا بيريج "لإقامة تقدير حقيقي للذات ، يجب أن نركز على نجاحاتنا وننسى الإخفاقات والسلبيات في حياتنا." - دينيس وايتلي "لا أريد أن يعجبني الجميع ؛ يجب أن لا أفكر في نفسي إذا كان بعض الناس قد فعلوا ذلك "- هنري جيمس "لا تسأل نفسك عما يحتاجه العالم ، واسأل نفسك ما الذي يجعلك تنبض بالحياة. ثم اذهب وافعل ��لك. لأن ما يحتاجه العالم هو الأشخاص الذين أصبحوا أحياء. "- هوارد واشنطن ثورمان "إنه ليس الجبل الذي نتغلب عليه ولكننا أنفسنا." - السير إدموند هيلاري "إذا كنت لا تحب نفسك ، فلا أحد سيفعل ذلك." ليس ذلك فحسب ، فلن تكون جيدًا في حب أي شخص آخر. يبدأ المحبة بالنفس. "- واين داير
أسئلة وأجوبة
بعض الأسئلة المتداولة هي: 1. كيف يمكنني منع الآخرين من احباطي؟ يمكن أن يكون مؤلمًا جدًا عندما يحاول شخص ما وضعك. ولكن تجنب الرد على الفور. قد ينتهي بك الأمر القيام بشيء أكثر الأسف. أيضا ، يعزز السلوك السيئ. من خلال الرد قد تعطي الشخص ما يريد ، رد فعل منك. حاول أن تظل هادئًا عن طريق أخذ بعض الأنفاس العميقة. قد يكون من الأفضل تجاهلها وعدم إضاعة طاقتك ووقتك في مثل هذا العمل الذي لا قيمة له. 2. لماذا أجد صعوبة في حب نفسي؟ قد تجد الأمر صعبًا لأنه في بعض الأحيان يخلق المجتمع والناس من حولنا انطباعات قد تجعلك تفكر في نفسك. لكن نوع العلاقة التي تبنيها مع نفسك قد تصبح سمة مميزة لكيفية نظرتك للعالم والناس. إذا لم تكن راضيًا عن نفسك ، فمن المحتمل أن تكون غاضبًا ومحبطًا وسريعًا في سلوكك المعتاد. ولكن إذا كنت تقبل طرقك ولطيفة مع نفسك ، فقد تجد تفاعلاتك الأخرى مثمرة أيضًا. 3. هل يمكن أن أحب نفسي دون قيد أو شرط؟ الشخص هو عموما أكبر منتقديه. قد لا يكون مجهودًا في حب نفسك دون قيد أو شرط. ولكن من المهم بلا شك أن تحب نفسك من أجل حب الذات هو مفتاح قوي لخلق حياة تتحلى بها ، عاطفي وسعيدة. قد يكون حب نفسك أحد أعظم الهدايا التي يمكن أن تقدمها لنفسك. وهذا يعني احترام القيود الخاصة بك ، أن تدرك احتياجاتك ، واحترام أحلامك والرغبة في وضع نفسك أولا. هذا يعني أيضًا إعطاء الأولوية لصحتك وتطلعاتك فقط إذا كنت سعيدًا وتحقق من الداخل ، يمكنك نشر هذه السعادة من حولك. Read the full article
3 notes
·
View notes