#التفكير الانتقادي
Explore tagged Tumblr posts
Text
سؤال للحوار موجه للناس هنا بما أنهم أهدي وأعقل شوية، لو فيه واحدة أعلنت كفرها بدينك، وأعلنت مثليتها، والمجتمع فتك بيها ودفعها دفعا لأنها تموت نفسها، أنت ليه مش متعاطف معاها؟ يعني حتى لو كنت شايف الإلحاد والمثلية من الكبائر، ماشي يا سيدي، حقك، بس ليه كل هذا الكره والتشفي؟ بلاش، أهم سؤال عندي، أنت ليه بتعامل إلهك على أنه رئيس شركة هايعاقب أي حد يسيب الشركة؟ مش إلهك مفترض عنه أنه رحيم وأسمى من هذه السلوكيات البشرية المنحطة؟ مش دينك نزل رحمة للعالمين مش للمسلمين بس؟
وبعدين أنت متمسك بالفقه طول الوقت وقاعد تقول للناس ماتفتوش، ووقت الجد تطلع تدينك الشعبي وتحط آية ولا حديث كأنهم جايبين من الآخر؟ أنت فاهم يعني إيه فقه وليه اخترعوه وماكتفوش بالنصوص؟ وفاهم الاختلافات الفقهية بتحصل ليه وإزاي؟ يعني أنت متخيل أنك لما تكتب "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون"، أنك فاهم حاجة؟ أنت متخيل المأزق اللي أنت بتحط دينك فيه لو صح هذا الكلام؟ إحنا 8 مليار، ومننا أقل من 2 مليار بس مسلمين، أنت عايز تقولي إن ربنا خلق 6 مليار إنسان عشان يروحوا النار ونتشفى فيهم هناك؟ ده هتلر قتل شوية ملايين وبنعتبره أعظم سفاح في التاريخ
طيب أنت تعرف إيه من داخل مباديء الفقه بتاعك عن استثناءات الوضع ده؟ مين اللي هايدخل الجنة ومين داخل النار؟ وهل تعرف إن الحكم في المو��وع ده مش محسوم أساسا؟ وهل تعرف إن الأحكام بنستمدها من استيعاب شامل لجميع الآيات والأحاديث، لأن أصلا فيه نصوص بتلغي بعضها؟
وتصدق، فيه سؤال أهم، لو أنت معتقدك بيدفعك لكره وبغض شخص لا يؤمن بيه، يعني مثلا حقك ترفضه، ماتتعاملش معاه، لكن أنت مش بتقف هنا، أنت بتستمد من معتقدك فكرتك عن "الأخلاق" اللي بتحاول تلقنها للشخص الضال ده بأكثر الأشكال اللا أخلاقية في الدنيا، وبتكون شخص في منتهى القسوة، شخص بيتشفى في حد بعد ما مات بسببك أصلا. لأنك نكلت بيه وطردته من شغله وحبسته ووصمته ونفيته وماستحملش يعيش بعدها.
بتتشفى فيه ليه في الآخر؟ لأنه ارتكب معصية كبيرة؟ وهي مش المفروض حسابها عند ربنا؟ خصوصا بعد موتها؟ وقسوتك دي انعكاس ليك أنت؟ بل كمان انعكاس لفهمك للدين، على أنه بهذه القسوة والبشاعة؟
هاتقولي ما هي ماتنفعش تبقى رمز نتعاطف معاه ونمجده، ماشي، ماتمجدهاش، بس ماتتعاطفش معاها ليه؟ هي وفقا ليك إنسانة ضلت طريقها وارتكبت أسوأ المعاصي، يبقى ليه ماتصعبش عليك من كل العذاب المضاعف الأبدي اللي هاتشوفه، بدل ما بتجيلك كريزة ضحك لما تيجي سيرتها؟ أنت بجد مش مستوعب إن لو حد كان بيشاور عقله وعايز يتحول للإسلام، وقرا كلامكم وشماتتكم بالصدفة، هاياخد أنهي فكرة عنك وعن دينك؟ ليه في أي حد غير مسلم، ممكن يقتنع بإسلام بيحول المؤمنين بيه لحفنة من الشامتين الضاحكين في جنازة وذكرى منتحرة، مهما كانت أسبابهم؟
أنا مش مصدق إن كل ده محل نقاش أصلا في دين بيدعي أنه دين رحمة وسماحة، مش مصدق إن لو كان تمبلر فيه خاصية الهاها كانت هاتنهال عليا مئات الهاها هنا برضه. مش مصدق كل هذا الضيق الشديد بأي شخص خرج عن قطيعكم.
تعقيب عن بديهيات النقد العقلاني: أنا لن أجاري العقلية الإسلاموية القائمة على التضليل، واللعب بالكلام، ووضع تعريف خاص بهم للمصطلحات، لأنهم يعرفون جيدًا شعبيتهم الطاغية، وأن أحدًا لن يدقق في كلامهم مادام يتوافق مع هوى الرأي العام، لأنهم يساهمون في تشكيله أصلاً، بأثر آرائهم على الناس منذ صغرها وخلال نشأتها.
أي اشتباك نقدي حقيقي مع أي فكرة يستلزم بذل مجهود بحثي مضني، والتعاطي مع الأفكار بشكل متجرد وموضوعي، مهتم بالاستكشاف وليس الوصول لنتائج معينة، وإلا انتفت عنه صفة "الباحث"، والتصقت به صفة الباحث "المنحاز" إلى ما يثبت صحة قناعاته ال��سبقة. أتساءل عن مصير الإنسان إذا كان الباحث في زمن الأساطير الإغريقية لم يتحرر أبدًا من أسطورة الإله زيوس، لكان اليونانيين حتى الآن يظنون أن الرعد لا يعني شيئًا سوى غضب زيوس عليهم. ياللبؤس. هذه هي الحماقة المرتبطة حتمًا بالانحياز المعرفي.
وإذا رفضت مجاراتهم في الطريقة التي يكتسبون بها المعرفة، القائمة على الانحياز وغسيل المخ وتوجيهه للسير في مسارات محددة مسبقا لا تحيد عنه أبدا، يتهمونك أنت، بانغلاق العقل، أو بالأحرى، أن عقلك استعصى عليهم. يا قليل الأدب.
وما يحدث مع أمثال هؤلاء، أنهم دائمًا وأبدًا لا يطيقون التعددية، ولا يعترفون بها، ولا يرون في العالم سوى أنفسهم، وأفكارهم، وقيمهم. ولا يريدون من العالم إلا نسخ من أنفسهم. لدرجة أنهم يضطهدون الآخر المختلف عنهم، كجزء من التعال الأخلاقي عليه. تصور أن تضطهد من يختلف معك وتؤمن بعمق أن ممارستك لاضطهاده، هي قمة الأخلاق. وبالطبع، حينما تتبدل الأدوار، ويصبح هذا الإسلاموي هو الآخر المختلف في دولة أوروبية، يملأ الدنيا صراخا بأن هؤلاء الكفار لا يسمحون له بضرب ابناءه أو زوجته. هذا بالطبع لأن المنطق لا يهم، المهم أنك عاجز عن تطبيق ما تؤمن بأنه حقيقتك المطلقة على الجميع، لأنك لست في موضع قوة.
وهذا هو الأمر برمته. فرض القناعات بالقوة حتى على من لا يؤمن بها. وهذا مجرد شجار منحط بين بلطجية على السلطة، وليس جدال فلاسفة على الحقيقة، والمنتصر هو من يحق له فرض الإتاوة على الجميع.
129 notes
·
View notes
Text
على عكس الجماهير، يُقدِّر المفكرون العقلانية ويهتمون بالحقائق. يعتادون التفكير الانتقادي الذي يقيهم من البروباجندا التي تنطلي على الأغلبية.
ألدوس هكسلي
0 notes
Video
youtube
يغير الطريقة التي ترى بها العالم، ويجعلك مميزاً في كل مجالات الحياة، انه التفكير الانتقادي
0 notes
Note
فيه فرق بين انتقاد الأفكار وبين إهانة وسب وخلافه، عموما أنا مش متشفية في موتها أصلا.. بس أكيد لما أعرف إنه في حد كان كتير بيسخر من ديني وبينعتنا كمسلمين بنعوت كتير سيئة فأنا مش مضطرة أحبها ولا اتعاطف معاها ولا أي حاجة.. واحدة كانت بتكرهني فأنا بكرهها وبس
تتجاهلين حرية التعبير وكأنها لم تكن. حسن. هذا شأنك. وجيد فعلاً أنكِ لستِ متشفية في موتها (صار هذا المعيار؟)، ولكن عليكِ أن تعلمي جيدًا أنها لم تكرهك. سارة لم تكره أحدًا. سارة كانت بالنضج الكافي لتدرك الفارق بين الشخص ومعتقداته. كانت تعي أن هجومها على الإسلام كأفكار لا يعني بحال كرهها للمسلمين كأشخاص، وفي ذلك فكرة مركبة لا يفهمها الكثيرين. أولا، المعتقد مجرد جزء من هوية الإنسان. ثانيًا، ثمة علاقة شديدة التعقيد بين الشخص وبين إيمانه عزيزتي، وكل شخص، في رأيي، يؤمن أصلا بما يعرفه هو بالذات عن الدين، وما يركز عليه فيه، وما يستخلصه منه، وما ينحاز إليه. لا أحد يكرس حياته أصلا لدراسة الدين من أوله لآخره ليساوي نفسه به.
مثال (خيالي) بسيط: إذا انتقدت سارة فكرة عنصرية في الدين وشعر شخص عنصري بالإهانة لأنه تماهى مع فكرة العنصرية، فالمشكلة تخصه ولا تخص سارة. ولا ينبغي حتى أن تخص الإسلام الذي من المفترض به ألا يكون عنصريا، أليس كذلك؟ إلا إذا تحول الأمر إلى: نعم الإسلام عنصري، ده اللي عندنا.
فرق السماء والأرض بين منتقد موضوعي وعميق وإن كان متهكمًا، ومنتقد تافه وسطحي وإن كان رصينًا.
ثم ما الجدوى من دين لا يرتقي بأخلاق المؤمن به؟ إذا لم تستطيعي حبها، فكرهها وعدم التعاطف معها معناه أن دينك لم يساعدك على كره الخطيئة وليس المخطيء. وأن مثله كمثل أي فلسفة أرضية أخرى لا تتغلغل في وجدان صاحبها، وتحرضه على كره المخالف له. أي رسالة سماوية تفعل هذا بالناس؟
ولمرة أخيرة يائسة، وربما لأذن واحدة قد تسمع، أي نقد أو سخرية أو وجهة نظر يمكن تفسيرها كإهانة من قبل فئات معينة. ومحاولة فرض لغة للحديث في موضوع معين، وتجريم الحديث في موضوعات أخرى باعتبارها ذات قدسية أو حساسية خاصة، يخلق مجتمعًا سلطويًا ذا طبيعة استبدادية، ويستبدل جميع الآراء "الممنوعة" برأي واحد مباح، رأي يتغذى على الإقصائية، ويصم كل من يخالفه بالكراهية والعنصرية. ويحول المجتمع إلى جزر منعزلة لا يسمع فيها أحدا ولا يفهم سوى نفسه. لغته. قيمه. ولا شيء خارج ذلك أبدًا.
أفضل طريقة يمكن للمجتمع أن يكتسب مناعة ضد الخطابات المهينة (ولا أقصد خطابات الكراهية الصريحة/المحرضة) هي السماح بالمزيد منها! كيف؟ لأنها تفقد قيمتها بعدم منعها، لأن إفساح المجال للمجازفة وارتكاب الأخطاء، والتعثر والنقاش والجدال والوصول لحلول وسط، هو الحل الأمثل لخلق مجتمع متماسك يستمع إلى بعضه البعض، ويتوصل إلى قناعته بعد التعرض إلى شتى الآراء، وقادر على التعامل مع قضاياه الفكرية بشكل صحي وناضج مبني على إطلاع ومعرفة.
16 notes
·
View notes
Text
ليه الطفل الصغير لو صحى بالليل لوحده في عز الضلمة، وتخيل فيها أطياف عفاريت بيترعب وينفجر في العياط، رغم إن العفاريت في الحقيقة لا وجود لها، ومخه حرفيًا بيشتغله؟ لأن من ملايين السنين، الطفل اللي كان بيبات في العراء ويخاف من أشكال غريبة في الضلمة ويهرب منها، اللي أحيانا بتكون حيوانات مفترسة فعلاً، كانت معدلات نجاته أعلى بكتير من الطفل اللي بينام طول الليل ومابيخافش.
طيب ليه الواحد ممكن ياكل حلويات بنهم كأنها آخر زاده، رغم إن كترتها أكيد هاتجيب له كل الأمراض اللي في الدنيا، لكن مخه حرفيًا بيفرز هرمونات النشوة والمكافأة وهو بيقتله؟ لأن من ملايين السنين، الوفرة الحالية في الطعام كانت خيال علمي، وكانت مصادر السكر نادرة ومحدودة ومتقيدة بأوقات معينة في السنة، والمخ بيعتبر السكر مصدر ثمين للطاقة مادام لقيناه يبقى لازم ناخد منه على قد ما نقدر، رغم أنك تقدر تطلب 5 فطاير نوتيلا بمكالمة تليفون دلوقتي حالاً.
طيب ليه الإنسان التقليدي نادر التشكيك في أي قواعد أو أنظمة راسخة في المجتمع اللي اتولد فيه، مهما كانت ظالمة أو مدمرة أو غير منطقية؟ لأن التفكير الانتقادي العميق بيستهلك طاقة كتير والمخ بيفضَّل يوفرها للحاجات اللي بتحافظ على بقاءك المادي زي الصيد مثلاً. ولأن فرص نجاة الجماعة أعلى بكتير من فرص الفرد لوحده، وتفكيك ما يوحِّد الجماعة يهدد ب��نهيارها. حتى لو كان اللي بيوحّدها فاسد. مخك حرفيًا في الحالة دي بيقولك يا تذاكر يا تنام.
الخط ده ممكن نمده على استقامته ونسأل حتى ليه الناس أيام السادات في 1977 كسَّروا الدنيا وعملوا مظاهرات لما الأسعار زادت شوية، لكننا في عهد السيسي بنتشلّح ونتفشخ ونشحت من 2016 وماحدش بيفتح بقه؟ عشان عند حد معين من الفقر، كل ذرة من الطاقة بتتوجِّه لأنك تفضل عايش أساسًا. الثورة يا إما بتقوم في رخاء نسبي أو خراب تام، وفي الحالة التانية بتبقى ثورة جياع بتفشخ الكل. ولازال البقاء هو العامل المشترك، اللي المصريين ساعات بيدلعوه ويسموه الستر.
ومش معنى كل اللي فات أنها أوضاع مستحيل تتغير، معناه بس أنها الديفولت أو الوضع التلقائي بتاعنا، نقطة الانطلاق، اللي ناس كتير مش بتفكر حتى تعديها وبيعيشوا ويموتوا في حدودها وداخل أسوارها البدائية. وبشكل شخصي، ده سبب مباشر في تعاستي وانسحاقي في أنظمة اجتماعية وفكرية واقتصادية وسياسية مقبضة وضيقة جدًا، ولم تُصمَّم لاستيعاب أمثالي من المشككين الحالمين غرائبي الأطوار.
لكن بشكل عام هيّ دي مأساة الإنسان المعاصر: انعدام الانسجام بين ما توصَّل له الإنسان من تقدم في جميع نواحي حياته، وبين طبيعته البيولوجية شديدة البدائية اللي لسه مش قادرة تجاري وتواكب كل هذا التقدم. كل هذا الإنتاج. كل هذا الفن. كل هذا الأدب. كل هذه الفلسفة. أي شيء يسمو ويعلو فوق بيولوجيا الإنسان البدائي، تعجز بيولوجيا الإنسان المعاصر عن هضمها بسهولة. كأننا آخر إصدار أيفون مضطر يشتغل بسوفتوير أول موبايل نوكيا.
94 notes
·
View notes
Text
ثمة كليشيه سائد عن السلوكيات السيئة الصادرة من المسلمين التي "لا تمثل الإسلام الصحيح". لأن كل فرقة إسلامية تعتقد أنها الفرقة الناجية الوحيدة التي تمثل الإسلام الصحيح. وكلما وقعت حادثة إرهابية أو عملية إنتحارية أو تشكلت جماعة دينية متشددة، والذين يقتلون ويضطهدون الآلاف باسم الإسلام يومًا بعد يوم، يسارع المتدينين للدفاع عن الإسلام، بدلاً من التركيز على الإدانة الشرسة والصريحة للإرهابيين ومنهجهم.
أنها عقلية تفصل تمامًا بين النص الخام للدين، وبين ممارسات المؤمنين بهذا الدين. في حين أن ممارسات المسلمين ببساطة هي إنعكاس مباشر للإسلام. الدين لا يملك إلا أن يكون إنعكاس للمؤمن به. وكل الممارسات المعتدلة والمتطرفة والمتحررة للإسلام كانت نابعة من أصول الإسلام. يتخيل عامة المسلمين وجود جوهر مثالي للإسلام غير موجود في النص ولا في التجارب التاريخية ولا في الوقت الحاضر. حتى حقبة الخلفاء الراشدون قتل فيها الصحابة بعضهم بعضًا في خضم صراعهم على السلطة أو المال. ولم تكن العصور الأموية أو العباسية أو العثمانية أو المماليك أفضل حالاً. اقرأ تاريخك جيدًا. ربما تعرف حينها أن ضحايا المسلمين في حروبهم ضد بعضهم البعض أكثر من ضحايا المسلمين في حروبهم ضد الروم والفرس والصليبيين مجتمعين.
وإليك وجهة النظر بالغة البساطة التي يتم تجنبها بكل الطرق: ثمة منهج تم به تفسير نصوص الدين، على الأخص منهج تغليب النقل على العقل، الذي بإمكانه أن يؤسس للتطرف والعنف، منهج يحمل في جذوره أسباب هذا التطرف. هل سمعت يومًا عن شخص مارس التأمل بشكل متطرف لدرجة ذبحه لشخص لا يتأمل؟ مستحيل، لأن التأمل لا يمكن فهمه بهذه الطريقة أصلاً. في حين أن انصياعي لأمر إلهي بشكل متطرف، لا يعني في جوهره إلا انصياعي بأقصى درجة لهذا الأمر. وإلا كان تجنبك للحم الخنزير طوال حياتك يعتبر "تطرفًا". قد يفكر أحدهم أن بعض السلوكيات تحتمل أكثر من تأويل، وبالتالي من الطبيعي الاختلاف في درجة اتباعها، ولكن هذا معناه أن هناك تفسيرات فقهية بإمكانها أن تفرز إرهابيين، وأننا يجب أن ننزع قداسة الأنبياء عن الفقهاء، كل الفقهاء، إذا أردنا أن نتمسك بنصوص الدين بدون التحول إلى دواعش.
الإسلام حمال أوجه ويمكن تفسيره بطرق مختلفة، والمشكلة أن كل طريقة تستمد شرعيتها من داخل النصوص المقدسة نفسها. فالعيب ليس في النظرية ولا التطبيق، بل في العقلية الكهنوتية المنغلقة التي تجرِّم التفكير الانتقادي وتريد فرض نسختها الخاصة من الدين على الجميع. فكرة "العيب في التطبيق" تحاول عزل تعاليم الدين عن الممارسات المؤسفة لأتباعه، ولكنها تتغاضى عمدًا عن أن النظرية نفسها فيها ما يحث على هذه الممارسات. زواج القاصرات. فقه العبيد. سبايا الحرب. دفع الجزية. قتال الكفار وجهاد الطلب. الطاعة العمياء. التدخل في حياة الناس. تحريم الفن والفلسفة والكيمياء. اضطهاد المثليين والتنكيل بهم. قتل المرتد.
وماذا عن الحط من شأن المرأة؟ ربما يلعنني قاريء هذه السطور الآن، ويتهمني في ذهنه بالضلال، الإسلام كرم المرأة يا متخلف، ولكن الشريعة تمنحها نصف الميراث ونصف شهادة وتجعلها تابعة لأبيها وزوجها، ناهيك عن "واضربوهن" و"للرجال عليهن درجة" و"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". لا يجوز لها النبوة والقضاء والقيادة ولن تكافأ في الجنة بحور عين ذكور. ربما كان يعد كل هذا تكريمًا منذ ألف سنة في البيئة الصحراوية. ولكن هذه الأحكام في زمننا ظلم بيّن لن يراه إلا من يسمح لنفسه برؤيته.
من أين أتي الدواعش بأفكارهم؟ نعم، هناك إحتمالاً قائمًا أن البعض سيكون فهمه مشوهًا للدين، ولكن إذا قاد المنهج بشكل متواصل ومستمر على مر السنين إلى مثل هذا الفهم، فلا يمكن فصله عن المشكلة. عندما يفشل التطبيق قرنًا إثر قرن وجيلاً بعد جيل، فهذا مؤشر قوي على وجود مشكلة في النص نفسه، أو على أقل تقدير مشكلة في فهمه، وإلا سيكون الإسلام دينًا غير قابل للتطبيق من قبل بشر لهم عيوبهم وأطماعهم، ولن يطبق بشكل صحيح إلا في حالة وجود بشر ملائكيين.
70 notes
·
View notes
Text
لو كانت حجتك الوحيدة على القسوة والظلم هي إيمانك الأعمى بأي فكرة مهما كانت، فإما أن هذه الفكرة قاسية وظالمة ولا تستحق الإيمان بها، أو أنك تسيء فهم وتطبيق فكرتك بطريقة تجلب الوبال على الجميع. ويستحيل تمييز كلا الاحتمالين بدون القدرة على التفكير النقدي. هذه هي كارثة الإيمان الأعمى، أنه يحولك إلى شخص خطير يسهل تجريده من إنسانيته، ويعتقد صدقًا أن كل ما يصدر منه طيب لأنه، فقط، يؤمن بذلك.
33 notes
·
View notes
Photo
في تجربة أجراها أحد رواد علم النفس الاجتماعي (سلومن آش)، هو قدّم للناس الصورة دي المقسومة لخانتين، وطلب منهم أنهم يبصوا على الخانة اللي فيها 3 خطوط، ويحددوا منها الخط المماثل للخط الوحيد الموجود في الخانة الأخرى. ودي مهمة بسيطة جدًا أنا متأكد أنك ممكن تنجزها في ثانيتين. لكن التجربة كانت إن الطبيب النفسي ده أتي بخمس أشخاص بيتظاهروا بأنهم متطوعين، وهما في الحقيقة بيشتغلوا معاه، واتفق معاهم أنه هايسألهم في الأول، وإن كلهم يتفقوا على إجابة واحدة غلط، والنتيجة كانت إن كل الناس بعدهم اتفقوا معاهم على إجابتهم الغلط!
وعملوا تجربة تانية في عيادة، تخيل أنك مستني دورك في عيادة دكتور سنان مثلاً، وفجأة سمعت صوت صفارة، ولقيت كل الناس اللي كانوا قاعدين معاك، فجأة بيقوموا ويقفوا لحد ما صوت الصفارة ينتهي. فيرجعوا يقعدوا مكانهم عادي. وبعد شوية تشتغل نفس الصفارة، والناس برضه تقوم وتقعد. وتتكرر العملية أكتر من مرة. أنت مش فاهم إيه اللي بيحصل بالظبط، إيه معنى الصفارة دي؟ ليه الناس دي بتعمل كده؟ لكن اللي حصل في التجربة إن الشخص موضوع التجربة بدأ يقلد اللي بيحصل، لدرجة إن حتى لما كلهم مشيوا، والشخص موضوع التجربة سمع الصفارة وهو لوحده، بقى يقوم ويقف لحد ما الصوت ينتهي!
وممكن برضه أتكلم عن تجربة تالتة، أنت ممكن تجربها بنفسك، تخيل أنك بتركب أسانسير أنت وشلة أصحابك، وكلكوا اتفقتوا تدخلوا الأسانسير وتدوا ضهركوا للباب، اللي هايحصل لما حد يدخل معاكوا الأسانسير، ويلاقيكوا كلكوا في الوضعية دي، أنه هو كمان هايدي ضهره للأسانسير!
طيب، الناس ليه بتتصرف بالشكل ده؟ في حالة تجربة الخطوط الإجابة الصحيحة كانت واضحة زي الشمس، وفي حالة تجربة العيادة ماكنش فيه أي سبب للصفارة ولا لرد فعل الناس عليها، وفي حالة الأسانسير كان التصرف المنطقي السليم هو أنك تكون مواجه للباب مش مديله ضهرك. يبقى ليه كل الناس بتخالف المنطق ويوصلوا لدرجة إنهم يكدبوا عقولهم وعينيهم في تمييز حقايق شديدة الوضوح والبديهية، ويشتركوا مع غيرهم في سلوك أو تفكير خاطيء؟
هو ده تحديدًا موضوع التجربة، وهو ظاهرة اسمها "الامتثال لرأي الأغلبية". الواحد حتى وهو عارف إن اللي بيعمله غلط، بيقول لنفسه "أصل مش معقول كل الناس دي غلط وأنا بس اللي صح"، لأن ده نوع من الاستجابة لضغط الأقران، وهو معناه الضغط المجتمعي الواقع عليك من الناس اللي شبهك، والأهم من ده، السبب هو احتياج الفرد لأنه يندمج مع الناس ومايحسش أنه لوحده وبيغرّد خارج السرب، أو ببساطة أكبر: "عشان مابقاش لوحدي"، فبيشوف الناس بتفكر وتتصرف إزاي، ويقلدهم عشان يندمج وسطهم. حتى لو في أول الأمر كان عارف أنهم غلط. قد يبدو كل ده مجرد سلوك إنساني طبيعي، لأن في رأيي غريزة البقاء عند الإنسان بتخليه يتصرف بشكل يضمن ليه أنه يكون جزء من المجموعة، لأن الإنسان الوحيد فرص تجاوزه لمصاعب الحياة أقل. ولكن مع التطور الفكري والسلوكي للإنسان، ماينفعش الغريزة دي هي اللي تسوقنا. ليه؟ لأن الامتثال لرأي الأغلبية على المدى الطويل معناه اقتناع الناس بسلوكيات خاطئة واعتناقها لأفكار فاسدة. السلوكيات والأفكار دي أصبحت مجرد شرط لأن المجتمع يتقبلك، ولكن كتير جدًا منها لن يصمد أمام التحليل المنطقي. وبرضه حتى لو هدمتها منطقيًا الناس لن تتخلى عنها، بالعكس هايدوروا على أي مخرج أو طريقة عشان يتمسكوا بيها. أنت متخيل الكارثة؟ الناس أصبح ماعندهاش مشكلة لأنها تأذي نفسها في سبيل احتفاظها بتقبل المجتمع. في فترة ما من تاريخ البشرية، كل الناس على الإطلاق كانت متيقنة إن الأرض مسطحة، وكانوا بيضحكوا على اللي بيقول أنها كروية. وفي فترة أخرى كل الناس كانت مؤمنة بإن الأرض في مركز الكون، وجاليليو اللي قال إن الشمس هي المركز والأرض بتدور حواليها، اتهموه بالهرطقة واتمنعت كتاباته وعاش بعدها منفي في بيته. وفي فترة تالتة كان من الطبيعي إن الإنسان يكون معدوم الكيان ومجرد جماد مملوك لأحدهم زي الكرسي، وفي فترة رابعة كان بعض علماء النفس بيكتبوا نظريات عن إن سود البشرة أقل ذكاءًا من البيض بشكل يبرر العنصرية، وفي فترة خامسة ماكنش فيه أي جراح بيغسل إيده قبل أي جراحة، وأول دكتور اقترح ده دخلوه مستشفى المجانين. فلو غرورك بيحب إن أكتر عدد ممكن من الناس تعجب بيك وبأفكارك، وغريزتك بتروح لأنك توافق على الإجماع عشان ماتبقاش منبوذ، والاقتصاد بيكافيء على عدد الفولورز والفيوز واللايكات، فعدد المصدقين في فكرة لا يثبت صحتها، حتى لو كانوا تعداد سكان الأرض كلهم واحد واحد. لو أخدنا تجربة الخطوط كمثال، وعممناها على هذه الطريقة في تعامل الناس مع الأفكار، ده معناه إن ممكن في أول الأمر الناس تجاوب غلط، وهي عارفة إنها غلط، لكن كل ما يزيد عدد المؤمنين بالإجابة الغلط، كل ما الحكم المنطقي السليم على الأفكار بيتراجع أمام الامتثال لرأي الأغلبية، وده معناه إن بمرور الزمن بينمحي الخط الفاصل بين شخص بيفكر بطريقة غلط وهو عارف أنه غلط، وبين شخص آخر بقى بيتصرف غلط وهو مقتنع بالفعل أنه صح. لأن من فرط توحد الناس تمامًا مع تفكيرها الخاطيء، بتفقد قدرتها على التمييز بين الصح البين والخطأ البين، وبيتحول معيارها الضمني لصلاح أي فكرة في تطابقها مع مسلمات الأغلبية أيًا كان مدى منطقيتها أو صوابها الحقيقي. ومثال حي في حياتنا العصرية على ده، هو لما دار الإفتاء أعلنت للناس فتوى مخالفة لقناعاتهم السائدة، وهي إن "ختان الإناث حرام وهو اعتداء على المرأة"، وكان رد فعل الناس، أنهم بدل ما يفكروا في التأثير السلبي البشع للختان على الإناث، جزء معتبر منهم هاجم البوست بضراوة، والبعض راح يعلق باستنكار على بوست دار الإفتاء ذات نفسها قائلاً: "هو انتوا هاتفتوا؟" (!!) وهو تعليق سيريالي بليغ ويعبر عن الحالة الفكرية للناس لو اصطدمت مع ثوابتهم القائمة على قناعات الأغلبية. تمن أنه يفكر بشكل موضوعي سليم هو أنه يصطدم بأغلبية مجتمعه الصغير. وهو على استعداد لأنه يشك في دار الإفتاء نفسها لكنه مش مستعد يشك في نفسه وفي الناس اللي حواليه.
والمخرج الوحيد من المأزق ده هو تدريب العقل على التفكير الانتقادي، اسأل "ليه" قبل ما تصدق أي فكرة أو تتصرف بشكل معين، والإجابة ماينفعش تكون "عشان ده سلو بلدنا"، أو "إحنا اتربينا على كده"، أو "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"، ولكن إن الفكرة أو السلوك فيهم فعلاً مميزات هاتفيدك في حياتك وتساعدك تكون شخص أفضل. يعني مقياس صلاح الفكرة ��يتوقف على مضمونها الحقيقي، مش على عدد المؤمنين بيها أو حتى المخالفين ليها. كون الشخص اللي بيجاوب الإجابة الصح حتى لو خمسة قبله جاوبوا غلط. كون الشخص اللي مش بيقلد تصرفات غيره بشكل أعمى، من غير ما يفهم سببها المنطقي. كون الشخص اللي هايدخل الأسانسير ويقف قدام الباب عادي بغض النظر عن وضعية الناس التانيين. لأن كل ما عدد أكبر من الناس يتصرفوا زيك، بمرور الأجيال هايكون التفكير الانتقادي الصحيح نفسه هو الاختيار الغريزي للإنسان في تعامله مع الحياة.
77 notes
·
View notes
Text
أهمية طريقة اعتناق الناس لمعتقداتها، إن أي حد عنده مَلَكة التفكير الانتقادي، هايقدر يراجع نفسه وأفكاره ويعدلها ويغيرها طول الوقت حسب أي معطيات منطقية جديدة. في حين إن الإيمان الأعمى بالدين، بالذات، بيخلي الناس تساوي بين كرههم للمثليين أو اضطهادهم للستات وبين إيمانهم بدينهم. التشكيك في أفكار جوهرية بالنسبة لهم في الدين، زي تجريم المثلية، أو مثلاً آية "وللرجال عليهن درجة"، كفيل بأنه يعصف بسلامهم النفسي تمامًا، ويهز أكبر معتقد بيشكِّل رؤيتهم للوجود، المعتقد اللي اكتسبوه بالتلقين وأصبح شرط لانتمائهم وتقبلهم عند الناس اللي هما عايشين معاهم. وساعتها، اللحظة اللي بتقفل فيها دماغك على فكرة، بتستعبدك تمامًا، وبتستعبد أي حد واقع تحت رحمتك.
50 notes
·
View notes
Text
الضحك لا يُميت القلب
"كان يعيش في جنيف، عندما كان (كالفن) سيدًا فيها، صبي ذكي ومَزوح. وقعت دفاتره المليئة بنكاتٍ على يسوع المسيح والكتاب المقدس في أيدي السلطة. لا شك في أن هذا الصبي الذي يشبهك كثيرًا قد تساءل: أهناك ما يُغضب؟ فهو رغم كل شيء، لم يقترف شرًا، إنه يمزح، هذا هو كل شيء. الكراهية؟ لم يعرفها أبدًا. لم يكن يعرف، دون شك، إلا السخرية واللامبالاة، وقد أُعدم. آه، لا يذهب بك الظن إلى أني من أنصار مثل هذه القسوة! أريد ببساطة أن أقول بأن أية حركة كبيرة تريد تحويل العالم لا تتسامح مع التهكم أو السخرية لأنهما صدأ يأكل كل شيء." — ميلان كونديرا المزحة
أي فكرة ممنوع الضحك منها بشكل صارم، هي فكرة تحمل شيئًا في جوهرها يجب أن يتقبله الناس ويحترموه وينصاعون له. ليس بالضرورة لأنه شيئًا حميدًا في حد ذاته، ولكن لأن هذا الشيء يصب في مصلحة شخص آخر لن يعترف بهذه الحقيقة أبدًا على الملأ.
السخرية يمكن إساءة استخدامها كأي فعل بشري، فالسخرية يمكنها أن تكون انتقادات لاذعة مثيرة للتأمل والضحك، ويمكنها أن تكون هزلاً رخيصًا ينال من كل شيء. ولكن علينا أن ننتبه لأن السخرية لن تفرِِّغ الأفكار من معناها إلا عند من يفكر بشكل سحطي بالفعل، والضحك في حد ذاته لا يميت إلا قلبًا ميتًا بالفعل. وهؤلاء ممن يسخرون من مواضيع حساسة كالانتحار قد يكونوا مجرد سخفاء ميتي القلب، أو قد يكونوا يستخدمون الضحك كحيلة دفاعية مشروعة تعينهم على ضنك الحياة. البعض فقط لا يأخذ الأمور بجدية أكثر من اللازم.
لماذا عليّ تقبل أي حركات كبيرة تريد "تحويل العالم"، لو أنها لن تصمد أمام مزاح متهكم عليها؟ تلك فاشية تبطش بمن لا يخضع لها، وليست أيديولوجية تهدف إلى تغيير العالم للأفضل، والآلية الأولى للإخضاع هي إلحاق هالة مقدسة بالمُخضْعين تجرِّم المساس بهم. والسؤال الأكثر إثارة للتأمل: بم علينا أن نتسامح أكثر، فكرة أن تحويل العالم لن يأتي إلا بالإخضاع، أم فكرة أن انتقاد الإخضاع في حد ذاته يغير العالم للأفضل؟
الساتايار أو الانتقاد الساخر، هو أن أتناول فكرة ما وأحولها إلى نسخة متطرفة من نفسها بهدف إظهار عيوبها أو عدم منطقيتها، كما يفعل جون ستيوارت الذي يعرض التناقضات بين الادعاءات المثالية للسياسيين وبين تصرفاتهم المشينة في الواقع. ولكن المشكلة أن العديد يظن أن السخرية هي التعبير عن أفكار متعصبة أو متخلفة ثم التبرؤ منها بجملة “أنها مجرد مزحة.” كما يفعل عمك الذي يخبرك مازحًا بأن على المسيحيين الشعور بالامتنان لأنهم لا يدفعون الجزية.
تحدث الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون عن الضحك كظاهرة مجتمعية، وأنه في جوهره وسيلة يستخدمها المجتمع لتقويم السلوك "المضحك" للفرد، فأنت حين تضحك على من يقع في حفرة، تحرص على ألا تقع أنت نفسك فيها. والضحك يُعين صاحبه على أن يتحلى بالمرونة الفكرية اللازمة لأن يواكب تغيرات العالم من حوله، وبدون هذه المرونة يتحجر المجتمع في مكانه، ويمضي الزمن بينما هو ثابت على نفس الأفكار وأسلوب الحياة. ولهذا السبب بالذات فإن المجتمعات المتزمتة تحارب الضحك وتعتبره تهديدًا لوجودها.
السخرية جزء حتمي منها انتقادي وينزع أي قدسية وتبجيل غير مُستحَق ومفروض عنوة. فكر في الأمر مليًا: الأفكار التي لا ينجو جوهرها من السخرية هي أفكار تستحق السخرية منها. وعظمة السخرية هي أنك لو حاولت أن تخبر شخص ما أنه حمار يعيش راضيًا في خرابة، على الأرجح ستأخذه العزة بالإثم ويتشاجر معك وربما يضربك. لكنك لو تمكنت من حمله على الضحك من قلبه على حقيقة أنه حمار يعيش راضيًا في خرابة، سيضحك وربما يراجع نفسه.
33 notes
·
View notes
Text
العربة تجر الحصان
لو حد حط مسدس على راسي وسألني إيه أكبر مشاكلك في الحياة، هاقول أنها لا تعبأ بأي شكل بالتسلسل الطبيعي لحدوث الأشياء، ودايمًا العربية هيّ اللي بتجر الحصان. ومش بتكلم عن قوانين الطبيعة البائسة زي أننا في أكتر حالاتنا هشاشة بيكون مطلوب مننا نبذل أقصى مجهود، وإن من نواميس الكون أنه بيكافيء الأقوياء والأغنياء بالمزيد من القوة والغنى ويعاقب الفقراء والضعفاء بالمزيد من الفقر والضعف؛ لأن الاعتراض على الحاجات دي فلسفي وتأملي ولا أظن أننا نملك تغيير طبيعة هذه الأشياء.
أنا بتكلم عن كل الحاجات اللي ليها صلة وثيقة وملموسة بحياتنا من أول ما بنتولد، واللي كلها من صنع البشر وتحت تصرفهم، وكل حاجة فيها ماشية بالمقلوب، الإيمان بالدين بييجي بعد اعتناقه، الإحساس بالإنتماء للوطن لازم أحسه أوتوماتيك لمجرد وجودي في الحيز المكاني لبلد معينة، الرغبة في النجاح لازم تيجي قبل الرغبة في التعلم والمعرفة، الكبير اللي عايز الناس تحترمه وتجلّه لمجرد أنه كبير حتى لو كان رمة ومايستاهلش، الجواز بييجي قبل الحب، الفلوس أهم من الناس، الواقع بيركبّوه بالعافية على النظريات المؤمنين بيها من غير ما يفكروا، المشاعر بتركبّها بالعافية على ناس شاءت الصدفة أنك تقابلهم لأول مرة في صالون، والقرارات المصيرية غالبًا بتتاخد قبل ما يكون عندنا خبرة ووعي حقيقي بنفسنا وباللي إحنا عايزينه من أول الثانوية العامة لحد إيه هيّ الحاجة اللي نفسنا نعملها في حياتنا.
أنا بتكلم عن شبه استحالة أنك تلاقي شخص ماورثش دينه، لكن قرا كويس في الأديان لحد ما وصل لقناعة واعية بأنه مؤمن بدين معين منهم أو مش مؤمن بولا دين منهم، أو أنك تلاقي شخص حاسس بالانتماء لناس وأماكن وأحداث ليها تأثير حقيقي في حياته، مش كيان اعتباري وشعار رنان مالوش أي معنى غير إن صدفة جينية جابتك في مكانه، أو أنك تلاقي شخص نفسه يتعلم أكتر ما نفسه ينجح، أو إن الواحد يقابل واحدة ويتعامل معاها ويحس معاها بارتياح وكيميا ومشاعر جميلة ويرتبط بيها ويحس أنه عايز يتجوزها، من غير ما يكون من الأول ناوي يتجوزها وبشكل لا واعي يحلّيها في عينه أو يحلّي نفسه في عينيها، أو إن الواحد يدرس الواقع كويس ويخرج منه بنظرية موضوعية بدل ما ينحاز بشكل أعمى لأي نظرية مقدسة ويفصّل الواقع على مقاسها بالعافية، أو إن الواحد قبل ما يقرر مجال دراسته وبالتالي مصير حياته العملية يكون عنده فكرة كافية عن ميوله ومواهبه، أو إن الواحد -أضعف الإيمان- يكره أنه يتحشر في مكتب أو في أي مكان 8 ساعات كل يوم عشان يزوّد دخل 5% من سكان الكوكب.
كل اللي فات عبارة عن منظومات إقتصادية أو إجتماعية أو دينية أو سياسية أو تعليمية إحنا اللي بنطبقها، كلها قواعد بشرية مش فيزيائية، وإحنا اللي نقدر بكرة الصبح نقرر إن كلها كلام فارغ والعيشة ماتنفعش بالطرق الوسخة المختلة دي، لكن هيّ دي بالظبط مشكلتي مع الحياة، وخصوصًا في بلد عالم تالت، إن أغلب الناس مشغولة جدًا بأكل عيشها وبمآسيها الشخصية لأنها أصلاً تشكك وتنتقد في ثوابتها اللي شكلوا حياتهم حواليها، وإن سلامهم النفسي في اتباع الموازين المختلة بدون وجع دماغ بقى مرهون بتعاسة شخص بيحاول يتبع التسلسل الطبيعي لحدوث الأشياء.
70 notes
·
View notes
Photo
Prejudice is an emotional commitment to ignorance. الأحكام المُسبقة هي إلتزام عاطفي ناحية الجهل.
لسه شايف فيديو مدته دقيقة بتتكلم فيه واحدة اسمها جاين إليوت بصفتها "ناشطة ضد العنصرية"، وهيّ واضح أنها ست كبيرة وشعرها شايب وعدّى عليها كتير، بتقول أننا بنتعلم الكره من صغرنا، إن الكره نتاج الجهل، وأننا لازم نبطل نصنف البشر بأجناسه المختلفة، لأن مفيش غير جنس واحد على وجه الأرض وهوّ الجنس البشري، وإن الإنسان بيتولد من غير جين وراثي مخصص للعنصرية أو التعصب، دي حاجة أنت لازم تتعلمها الأول، وبالتالي تقدر تشيلها من دماغك وترميها ورا ضهرك، وتبطّل تحس أنك أحسن من غيرك بسبب لون بشرتك، لأن درجة لون جلدك مالهاش علاقة بدرجة ذكائك ولا بقيمتك كإنسان، وكل ده كلام عظيم لكن اختزالي ومثالي أكتر من اللازم. والعنصرية أو الإحساس بأنك أرفع منزلة من شخص تاني لا تقتصر على الفرق بين لون الجلد بس.
أنا أعرف ناقد سينمائي يعشق السينما، وبيلف العالم يقابل المخرجين والنجوم ويحضر مهرجانات، لكنه يكره تعاليم الإسلام بعنف وشايف أنها بتحرم كل الحاجات اللي بيحبها، وده السبب الوحيد اللي ممكن أفهم منه ليه شخص زيه، عينيه دمعّت في مشهد التراقص الحر لكيس بلاستيك مع الهوا في فيلم الجمال الأمريكي، بيدعم دونالد ترامب!
لأن صحيح الكره مالوش جين وراثي، ولكن للأسف تصنيف البشر على حسب اختلافهم معاك هو طبيعة بشرية، لو أنت مسلم سلفي محافظ هاتلاقي نفسك مش طايق شخص ملحد علماني بوهيمي، والعكس بالعكس، والكلام مش عن الجرايم المتطرفة الفجة السهل إن كل طرف يخلي مسؤوليته منها، أسلوب حياتك ومعتقداتك بتفرض عليك ضمنيًا نوع من الناس بتكرهه وبعنف، والصدام بين الحضارات والديانات والثقافات بشكل عام بيولّد الكره، لأن الكل مؤمن أو عايز يؤمن بأن طريقة حياته ومعتقداته هيّ اللي صح، وفي سبيله لكدا لازم يعتقد إن اللي مختلفين معاه غلطانين وضالين عن طريقه القويم، ده جزء جوهري في أنه يدِّي الشرعية لمعتقداته وأسلوب حياته، أنه ينزعها عن الأفكار وطرق العيشة المختلفة عنه، والإنسان بطبيعته مصمم نفسيًا لأنه يعيش في إطار مجتمع ما، وهنا بالذات المأزق المعقد: عُمر ما هايكون فيه معتقد وقانون وأسلوب حياة واحد ساري على العالم كله في وقت واحد، والاختلاف الحاد بين المجتمعات محتوم، والانتماء لمجتمع ما يعني ضمنيًا عدائك الفكري على الأقل لمجتمع آخر مش بيعترف بتقاليد وقواعد مجتمعك. وده أكبر مولد للكره ومشتقات العنصرية.
وفي الآخر، وأنت بتستثني نفسك تلقائيًا من جريمة كره الآخر المختلف، اسأل نفسك عن مدى تقبلك وتعايشك مع شخص عايش في حاله وسايبك تعيش في حالك، لو كانت معتقداتكوا بتتخانق مع بعضها. أنا مش بتكلم عن الفرق بين كارل ساغان وأبو بكر البغدادي، أنا بتكلم عن اختلافات طفيفة تخرجك من "الجماعة" زي مثلاً تصريحك بإن الموسيقى حلال وسط أصحابك السلفيين.
الاختلاف محتوم، والطريقة الوحيدة اللي شايف أنها ممكن تبتدي تحل المعضلة دي على المدى الطويل، هيّ إن الناس تفكر كويس قبل ما تعتنق أي فكرة، لأن التفكير الانتقادي المستمر زي ما هايسرق منك اليقين المريح، بيخليك تراجع نفسك أول بأول وماتقفلش دماغك عند نقطة الكره.
85 notes
·
View notes
Text
بلابلا
يبدو أن مشكلتي المشتركة مع الجميع هي أنني توقفت عن عادة تقديس أي شيء وأي شخص. يبدو أن الجميع يود لو أنك تقدس الأشياء ذاتها والأشخاص نفسهم. صرت أكره التقديس؛ لا يوجد شيء منزه غير قابل للجدال ولن يوجد شخص معصوم فوق مستوى الشبهات والخطأ. إحنا متجوزين من الغلط والعصمة في إيده.
151 notes
·
View notes
Photo
مع تقديري وحبي العميق لأحمد خالد توفيق، بس الراجل مرة حكى موقف حصل سنة 1966 في سينما عرضت فيلم
Blow-Up
بتاع أنطونيوني بدون أي رقابة فالجمهور هاج وكسر السينما "من فرط جنون الشهوة"، لدرجة إشاعة إن هزيمة 1967 كانت إنتقام سماوي بسبب الفيلم ده. ودلل بالحكاية دي على ضرورة الرقابة وإزاي أنها "صمام أمان المجتمع" اللي بتديله اللي يقدر يستحمله ويتعامل معاه. وكانت حجته إن إزاي تعرض لمجتمع مُحبَط ومحروم جنسيًا مشاهد جنسية صريحة تُذهِب بعقله. ودي بالظبط أحد مشاكلي العظيمة معاه ومع العقلية الأبوية دي بشكل عام. عقلية الانتصار للنزعة الأخلاقية المحافظة ودعم فرض القيود على أساسها.
المشكلة إن المقال ده مكتوب قريب، في الوقت اللي أي شخص معاه موبايل بمتين جنيه ممكن يحط عليه مقاطع السكس المفضلة ليه ��يتفرج عليها وقت ما يعوز. في عصر الانترنت اللي مابقاش ينفع فيه أنك تحجب أي مادة إعلامية بالقوة أصلاً، وأظن كلنا حملنا وشوفنا فيلم نوح عادي خالص اللي الأزهر منعه عشان يحمينا من نفسنا. الأكثر طرافة إن أحمد خالد توفيق اتكلم عن فيلم
Blow-Up
كفيلم مهم في سلسلة مقالات "أفلام الحافظة الزرقاء" ومن بين أكتر من 60 فيلم اتكلم عنهم فهو امتنع عن أنه يحط بوستر الفيلم الأصلي لأنه على حد قوله "حسي نوعًا". لأسباب زي دي ماستغربتش لما عرفت أنه الكاتب المفضل لشخص زي نادر بكار.
أنا بأكد على إني لسه بحب أقرا قصصه ومقالاته لحد دلوقتي، ومبهور من قدرته على أنه يكتب الكم المهول ده من الكتابات (4 سلاسل ومقالات دورية في أكتر من مكان) وفي نفس الوقت أستاذ مساعد في طب طنطا وفي نفس الوقت متجوز وعنده ولد وبنت. أنا فعلاً بحب أقرا للراجل ده حتى لو كرهت حاجات معينة في أفكاره. لأنه من الناس اللي بتهتم بالمحتوى الإنساني ثلاثي الأبعاد ولأن مش سهل أبطّل أدين بالفضل للراجل اللي كان بيكتب قصص بكل هذا الجمال والثراء الأدبي وتنفع تتحط جوا كتاب الفيزيا بتاع الثانوية العامة.
مشكلتي العويصة هيّ مع النزعة الأخلاقية المحافظة دي اللي عند كتاب مشهورين كتير، ممكن أضيف أسامة أنور عكاشة، وأحمد عبد الله لما بيكتب أفلام زي كباريه والفرح، ومحمد جلال عبد القوي اللي كتب المال والبنون، كأن شرط من شروط أنك تنجح وتتشهر وأكبر قدر من الناس يحبك ويتابعك في البلد دي هوّ أنك تنضم للقافلة الأبوية اللي بتملي عليك إيه اللي ينفع وماينفعش تعمله وإزاي إن العواقب هاتكون وخيمة لو خرجت عن طوعهم.
ولو خرَّجت خالد توفيق من الكلام الجاي تحديدًا لأنه ماوقعش في الفخ ده، فالباقيين تيمتهم الأساسية تكاد تكون محصورة في الانتصار للمنظومة القيمية الساذجة اللي بتفترض إن الناس أخيار وأشرار > الأخيار بيروحوا الجنة والأشرار بيروحوا النار. واللي بتفرض عليك تكتب شخصياتك بطريقة تلائم تصورك المثالي مش عشان يعبروا عن الحالة الإنسانية المتشابكة اللي عملها الطيب بيكون موجود جنبًا إلى جنب مصايبها السودا.
كل الأسامي اللي قولتها واللي نسيتها أنا شبه متأكد أنها مرت باللي بتنهي عنه بشكل أخلاقي صارم. ماتشربش مخدرات، ماتفكرش الأفكار دي، ماتشوفش المشاهد دي، ماتعملش التصرفات دي، ماتقولش الكلام ده، وإلا شوفت بيحصلهم إيه؟ عايز تبقى زيهم؟ مع أنهم في أغلب الأحوال وصلوا للي هما فيه لأنهم اتعلموا من الكعبلة اللي حصلتلهم في حياتهم نتيجة كل المخدرات اللي شربوها والأفكار الغلط اللي فكروا فيها والمشاهد الممنوعة اللي شافوها والتصرفات العك اللي عمولها والكلام الجلياط اللي قالوه. ومش بعيد أصلاً تكتشف إن نص الحاجات المحرمة دي مافيهاش غلط حقيقي غير في أذهان الناس لأسباب لا تتعلق بأنها غلط بل فقط بصعوبة تعامل الناس مع وجودها.
لو همَّا بينكروا على الناس فرصة أنهم ينضجوا ويتعلموا بتعثر تجاربهم ويكوّنوا آرائهم الخاصة، يبقى فرقوا إيه عن الإسلاميين اللي بيستخدموا الديموقراطية عشان يكسبوا بيها في الانتخابات وبعدين يلغوها؟
لويس سي كاي اتكلم مرة عن الحساسية المفرطة من المثليين جنسيًا، ورد على السؤال العقيم بتاع "عايزني أقول إيه لابني الصغير وهوّ بيسألني ليه راجل بيتجوز راجل؟" بأنه أحا يعني أنت عايز تقولي إن اتنين عايزين يتجوزوا وماينفعش عشان أنت عاجز أنك تكلم ابنك عن الموضوع ده في عشر دقايق؟ وأنا مالي أصلاً، دي مشكلتك أنت وابنك.
18 notes
·
View notes
Photo
كل المناهج العقلية الشمولية المستبدة المتحكمة في مقاليد العالم منذ الأزل، أيـًا كانت ماهيتها أو جنسيتها أو عقيدتها، تقوم على أن الأفكار المثالية كالسلام العالمى والديموقراطية والمساواة بين البشر هي مجرد أكاذيب برّاقة تصلح فقط كمواساة وتعزية لمن يتم سحقه من "الكبار". هم يعتقدون بسذاجة واستحالة تطبيق هذه الأفكار لأنها تفترض في نظرهم أنه من الممكن للإنسان أن يصل إلى حالة يوتوبية يخفت فيها الشر لصالح الخير والظلم لصالح العدل والقناعة لصالح الطمع، لذا فأنهم يميلون بشدة إلى المنظومة الفكرية الصلبة التي تتعامل مع الواقع من منطلق "إدراته" وليس "التحكم فيه" أو محاولة تغييره للأفضل. بل فقط محاولة تسيّد الفساد فيه والاستفادة منه.
الطبيعة البشرية الفاسدة التي لن يمكنك ترويضها هي الحجة الجاهزة دومًا لدى هؤلاء، وكلما انخرطوا في الحياة العملية للواقع كما هو، كلما طعنوا في سلوك كل من لا يحذو حذوهم بأنهم كسولين ومجرد عاجزين عن التأقلم (وليسوا رافضين له). بالنسبة لهم كل شخص منحاز للأفكار الخام المجردة ويرى أن العالم صلصال يمكن تشكيله وليس قطعة قرميد ينسحق تحتها، ويأمل في رفع الظلم ويتعاطف مع المظلوم، هو شخص حالم ساذج أقصى ما يمكنه فعله هو المحاولة والفشل. أرباب اليمين من هؤلاء ينظرون إلى أرباب اليسار كما ينظر المؤمنون الساذجون للملحدين كـ "لوكشة واحدة": هم شرذمة من المنحلين السفلة المستهترين بينما نحن زي الفل وقشطة علينا.
هؤلاء لو كانوا عاصروا العبودية والعنصرية ضد السود أو حتى الحقبة من الزمن التي كانوا يلقون فيها بفتاة عذراء في النيل، كانوا سيردون بتكبر على من يطالبون بإيقاف هذه المهازل المشينة بأنه: كفاية مثالية بقى. و: عندك بديل؟
الحقيقة البسيطة هو أنه لو تم إنفاق عُشر ما يُنفق على الأسلحة سنويًا على مستوى العالم لكانت انقرضت المجاعات من العالم بأسره في سنة واحدة. وكل عام يمضي دون أن يحدث ذلك هو إدانة للإنفاق الباذخ على الأسلحة وليس للتعاطف مع المجاعات. ال��قيقة البسيطة هي أن حكومات الدول النامية كي تحافظ على بقاءها تنفق على القنابل الم��يلة الدموع الخاصة بقوات مكافحة الشعب أضعاف ما تنفقه على الصحة والتعليم. ثمة فرق شاسع بين "الأضرار المصاحبة الحتمية" لقيامنا بأي شيء، وبين التمادي في الفساد لأنه قائم ومتأصل الجذور ثم اختيارك بكامل وعيك التماهي معه والتكريس له؛ لأن الآخرين في نظرك أغبياء يصارعون طواحين الهواء.
ثمة أشياء لا جدال في استحالة تغييرها لأنها لم تكن من صنع البشر كحالة الطقس، ولكن القوانين الذي ابتدعناها وتلحق بنا ضررًا ليس علينا أن نعاملها كحالة الطقس. قد تكون مترسخة وتبدو مستحيلة التغيير، ولكن من أنت لتحكم نهائيًا باستحالة تغييرها أبدًا؟ قل لي سببًا واحدًا غير أناني أو فاسد أو نفعي. على الأقل كن أنانيًا ولا تتهم الآخرين بالبلاهة.
المثالية المفرطة المنعزلة عن الواقع شيء منفر، لكن المثالية والواقع مصطلحات مطاطة يُسقِط عليها الجميع مقاصدهم وكأنها التعريفات البديهية وليست الشخصية. ثمة أشياء في أرض الواقع ربما لن تتغير أبدًا في حياتنا، ولكن الواقع يغير فينا ونغير فيه، وهو ليس مجرد مصطلح علينا أن نخضع له خضوعًا غير مشروط وإلا كنا مثاليين. بمنطق مشابه لم تكن العبودية لتنتهي من العالم، لأن مبدأ تحرير العبيد سيصير ضربًا من المثالية. وأنا منحاز لمقولة برنارد شو بأن العقلانيين يطوعون أنفسهم لصالح العالم وغير العقلانيين يطوعون العالم لصالح أنفسهم، ولذا فإن العالم يتغير بواسطة غير العقلانيين.
نعم، ثمة قضايا كبرى حساسة علينا التدبر فيها وليس الخروج بنتائج نهائية من صلب واقع هو أصل المشكلة. علينا أن نتعلم "الانتظار وملؤنا الفراغ" بدلاً من التسارع إلى أحكام تستمد قسوتها من يقينها، وتستمد يقينها من عجزنا على أن نظل لا متيقينين. في فيلم "الضباب" الذي تقبع فيه أعتى الأهوال في ضباب هائل يغمر كل مليمتر من الفراغ خارج متجر يحتمي به الجميع، تشاجر أحدهم بعنف في بداية الفيلم مع سيدة سارعت بالتبشير المسرحي بأن ذلك هو بطش الرب الجبار، وفي نهاية الفيلم صار هو نفسه أشرس مريديها لأنه لم يحتمل مواجهة كل تلك الميتات الشنيعة بدون يقين مطلق يستند عليه. صار هو نفسه يصيح بما كان يظنه هراء أحمق. ليس ذلك هو الدافع الأمثل لتكوين رأي، بل فقط ذعر هائل أدى إلى اللوذ بفكرة مطلقة، تفسير ما للضباب يُضفي معنى نبيلاً، ومُعيِن أسمى ما يمكن التضرع إليه لإنقاذنا.
وكانت تلك الفكرة المطلقة هي نفسها التي دفعت نفس الرجل لأن يمتلك القسوة اللازمة لأن يقذف بأحدهم إلى الوحش بالخارج كأضحية بشرية تقيه شره مدة أطول. كانوا ينظرون جامدين إلى توسلاته الملتاعة خلف الزجا�� بأن يعيدوه إلى الداخل قبل أن يلتهمه الوحش، قبل أن يختفي من المشهد تمامًا بداخل الضباب مع صوت عويل وكركعة عظام.
وهؤلاء ممن لازالوا يحتمون بالمتجر من الضباب بهذه الطريقة، شاؤوا أم أبوا؛ هم التاليون.
43 notes
·
View notes
Photo
��صايا المنطق العشر:
1- ماتتفذلكش وتهاجم الشخص بدل ما تجادل في صُلب الفكرة.
2- ماتتفذلكش وتحرّف أو تنفخ في فكرة حد عشان يبقى أسهلّك تهاجمها.
3- ماتتفذلكش وتستشهد بنماذج قليلة وتعمّم على أساسها كل حاجة.
4- ماتتفذلكش وتفترض إن عشان مقدمة واحدة صح يبقى نتيجتك كلها صح.
5- ماتتفذلكش وتدعي إن مادام فيه حاجة حصلت قبل كده تبقى أكيد هيّ السبب.
6- ماتتفذلكش وتختزل المناقشة كلها لإحتمالين بس.
7- ماتتفذلكش وتوصل لأن دعواك صح أو غلط بناء على أننا مانعرفش بديل ليها.
8- ماتتفذلكش وتحط البيّنة على اللي بيشكك مش على اللي بيدعي.
9- ماتتفذلكش وتفترض إن فيه حاجة بتيجي ورا التانية من غير ما يكون بينهم صلة منطقية.
10- ماتتفذلكش وتدعي إن مادام الفكرة رائجة تبقى أكيد صح.
27 notes
·
View notes