Tumgik
#إمكانية فتح الباب الخارجي
onlinetechegypt · 2 years
Text
Tumblr media
0 notes
riyadaljarei · 5 years
Text
Tumblr media
قصة/نصوص
الرهان
تأليف: أنطون تشيخوف-ترجمة : محمد بوزيدان
كانت ليلة خريفية قاتمة الظلمة ، الصراف العجوز يتجول في غرفته من زاوية لأخرى، يتذكر حفل استقبال نظمه قبل خمسة عشر عاما في أحد أيام الخريف.
حضر ذلك الحفل شخصيات تتمتع بذكاء كبير ، تناقش مختلف القضايا بمهارة عالية ، من بين المواضيع التي أثارت جدلا كبيرا في تلك الأمسية عقوبة الإعدام. غالبية المدعوين – أكادميون ، إعلاميون ، مهندسون و أطباء – لا يؤيدون استمرار قتل الناس بحكم المحاكم و يجدون فيه طريقة قديمة للاقتصاص عديمة الفائدة و غير أخلاقية للأمم المسيحية، البعض قال بأن حكم الإعدام يجب أن يستبدل بالسجن المؤبد.
لست متفقا – قال صاحب البيت – لم أجرب الإعدام و لا السجن المؤبد و لكن الإعدام في رأيي أكثر إنسانية و رحمة من السجن المؤبد ، الإعدام يقتل في ثانية و المؤبد يفعل نفس الشيء و لكن على امتداد سنوات طويلة ، هل نفضل العدو الذي ينتزع روحنا في برهة من الزمن أم الذي يطيل مدة عذابنا و يقتلنا في نهاية المطاف.
كلاهما غير أخلاقي – لاحظ أحدهم – لأنهم يؤدون إلى نفس النتيجة: القتل. الدولة ليست إلها ، ليس لديها الحق في انتزاع شيء لا يمكنها رده.
من بين المدعوين كان هناك محام شاب ذو خمسة و عشرين عاما ، عند سؤاله حول رأيه في الموضوع أجاب:
ـ الإعدام و السجن المؤبد سيان، و لكن إذا أتيحت لي فرصة الاختيار فلن أتردد في الاختيار الثاني ، الحياة بأي طريقة خير من الفناء.
كان نقاشا ساخنا ، الصراف – الذي كان حينها مفعما باندفاع الشباب – ضرب بقبضة يده فوق أقرب منضدة منه و صاح في الشاب المحامي:
ـ غير صحيح ، أراهن بمليونين على أنك لن تتحمل سجن خمس سنوات.
ـ إذا كنت تتكلم بجد – أجاب المحامي – سأراهنك ليس على خمس سنين و إنما على خمسة عشر سنة.
ـ حسنا – قال صاحب البيت – أيها السادة ، إني أضع مليونين كاملين.
- اتفقنا، أنت تضع المليونين و أنا أقدم حريتي – قال الشاب -
لم يعارض أحد هذا الرهان السخيف ، فاتفق الطرفان على إنفاذه. الصراف الذي لا يعرف عدد ملايينه كان متحمسا ، و أثناء العشاء لم يتوقف عن إهانة المحامي ، حيث قال له:
ـ فكر في الأمر جيدا أيها الشاب قبل فوات الأوان ، بالنسبة لي مليونان لا يعنيان شيئا ، لكن أنت ستخسر ثلاث أو أربع سنوات هي الأجمل في حياتك، أقول ثلاث أو أربع سنوات فقط لأنه لا يمكنك تحمل أكثر، و لا تنسى أيها البائس أن سجنا اختياريا سيكون قاسيا عليك، إن إمكانية مغادرتك في أية لحظة ستسمم عليك مقامك فيه ، إني آسف على وضعك.
في هذه اللحظات و الصراف يذرع الغرفة جيئة و ذهابا ، يتذكر كل تلك الحكاية و يسائل نفسه ، لماذا راهنت ؟ ما فائدة ضياع خمسة عشر سنة من حياة المحامي و خسراني للمليونين ؟هل نفع كل هذا في حسم قضية حكم الإعدام و السجن المؤبد ؟ لا ثم لا، إنه هراء و خطأ كبير. من جانبي كانت نزوة رجل سعيد و مغرور و من جانب المحامي كانت طمعا في المال. أخذ العجوز يتذكر مجريات الأحداث بعد تلك الليلة.
تقرر أن يمضي المحامي مدة سجنه في كوخ تابع لبيت الصراف تحت نظر حراسه ، اتفق الطرفان على أنه طيلة خمسة عشر عاما يمنع عليه تجاوز عتبة الكوخ أو مشاهدة أي إنسان أو سماع أصوات بشرية أو تلقي الرسائل و الجرائد ، بالمقابل سمح له بآلة موسيقية و قراءة الكتب و كتابة الرسائل و طلب النبيذ و التدخين.لا يمكن أن يتواصل مع العالم الخارجي إلا بالصمت و ذلك من خلال نافذة صغيرة أعدت لهذا الغرض ، و عبرها يحصل على طلباته من خلال كتابتها في أوراق خاصة و بالكمية التي يريد. كان الاتفاق واضحا في منع أي شكل من أشكال التواصل مع الآخر و في تحديد مدة السجن خمسة عشر سنة تبدأ في الساعة الثانية عشر من يوم الرابع عشر من شهر نونبر سنة 1970 و تنتهي في نفس الساعة و اليوم من عام 1985 ، و أ�� محاولة لمخالفة هذه الشروط من طرف المحامي تحرر الصراف من أداء المبلغ المتفق عليه.
في السنة الأولى من سجنه عانى المحامي من الوحدة و الملل ، على الرغم من إنكاره ذلك في قصاصاته التي كان يكتبها. بين الفينة و الأخرى تنبعث من كوخه أنغام البيانو و كان يرفض النبيذ و السجائر ، لأن النبيذ يوقظ الأحلام و الملذات و هما خصمان كبيران للسجين ، و ليس هناك شيئ أفظع من شرب نبيذ جيد و عدم مشاهدة أي شيئ ، و بالنسبة للسجائر فإنها تلوث هواء الغرفة. في هذه السنة كان يطلب كتبا أدبية ، روايات رومانسية ، قصص الخيال العلمي و الجريمة و الكوميديا...
في العام الثاني تخلى المحامي السجين عن الموسيقى فلم يعد يسمع أثر البيانو و بدأ يطلب الكتب القديمة. في السنة الخامسة عادت أنغام الموسيقى إلى الكوخ و أخذ السجين في طلب النبيذ ، لم يكن يفعل شيئا آخر غير الأكل و الشرب و البقاء فوق السرير متثائبا و محدثا نفسه ، حتى الكتب لم يعد يقرأها ، و عند الليل يكتب بنهم و لمدة طويلة و في الفجر يمزق كل ما كتبه ، و بين الفينة و الأخرى كان يدخل في نوبات من البكاء.
في النصف الثاني من السنة السادسة أقبل السجين بحماس كبير على دراسة اللغات و الفلسفة و التاريخ ، درس هذه العلوم بمهارة و سرعة حتى أن الصراف العجوز كان يسابق الزمن لتوفير الكتب له.
على امتداد الأربع سنوات الأولى كان العجوز يطلب الكتب لسجينه بواسطة البريد حيث توصل المحامي بحوالي ستمائة كتاب.
في أواخر العام السادس توصل العجوز برسالة من المحامي يقول فيها:
" عزيزي السجان ، أكتب إليك هاته الأسطر بست لغات ، اعرضها على علماء اللغة ليقرأوها ، إذا وجدوها خالية من الأخطاء أتوسل إليك أن تعلمني بذلك بإطلاق رصاصة في سماء الحديقة ، هذه الطلقة ستخبرني أن مجهوداتي لم تذهب سدى، عباقرة كل الأزمان و الأوطان يتحدثون لغات مختلفة و يسكنهم هاجس واحد ، آه لو علمت أن ذلك الهاجس
أنفذ الصراف بسخاء ما طلبه السجين ، فأطلقت رصاصتان.!العظيم يسكنني و أني أفهمهم
انطلاقا من العام العاشر كان المحامي يمضي جل وقته جالسا على الكرسي لا يتحرك أبدا ، يقرأ الكتاب المقدس بخشوع و تأمل. بدا الأمر غريبا للصراف العجوز فكيف لرجل قرأ ستمائة مجلد في أربع سنوات و في علوم صعبة و مختلفة يقضي ما يقارب السنة في قراءة !كتاب سهل و صغير
بعد فراغه من دراسة الإنجيل طلب المحامي كتبا جديدة حول تاريخ الأديان و اللاهوت.
في السنتين الأخيرتين من حبسه ، قرأ المحامي مجموعة كبيرة من الكتب في مواضيع شتى، مرة يدرس العلوم الطبيعية و مرة يطلب مؤلفات بيرون و شكسبير ، و في بعض الأحيان كان يطلب في نفس الوقت كتابا في الكيمياء و آخر في الطب و رواية أدبية و نصا فلسفيا أو لاهوتيا. قراءاته تعطي انطباعا بأنه كان يسبح في بحر بين جنبي سفينة كبيرة محاولا النجاة بحياته متشبثا بيأس بأحد أطرافها.
يتذكر الصراف العجوز قصته مع المحامي محدثا نفسه : " غدا في الثانية عشر زوالا سيصبح المحامي حرا ، و حسب الاتفاق يجب علي أن أعطيه مليونين من أموالي ، و إذا أخرجت هذا المبلغ فسأفقد كل شيئ و سيخرب بيتي نهائيا.."
قبل خمسة عشر عاما لم يكن الصراف يعلم مقدار الأموال التي بحوزته ، أما الآن فإنه يخشى أن يسأل عن ذلك. ما الذي يتراكم لديه أكثر المال أم الديون ؟
المخاطرة في البورصة و المضاربات غير المحسوبة و الحماس الزائد – الذي ��م ينجح في التخلص منه حتى في شيخوخته – أسباب أدت إلى قربه من الإفلاس. ذاك الصراف الجريء الواثق من نفسه الفخور بماله ، تحول إلى رجل أعمال من الدرجة الثانية ترتعد فرائصه مع كل انخفاض في الأسهم.
صاح العجوز و هو ممسك برأسه ، لماذا لم يمت هذا الرجل ؟!ـ اللعنة على هذا الرهان
لديه فقط أربعون سنة ، سينتزع مني آخر ما لدي ، سيتزوج و يستمتع بحياته ، سيضارب في البورصة ، و أنا كمتسول حقير سأنظر إليه بحسد و سأسمعه كل يوم و هو يردد علي نفس العبارة: أنا مدين لك بسعادتي ، اسمح لي بمساعدتك أيها المسكين.
ـ لا ، لا هذا كثير ، الطريقة الوحيدة للتخلص من الإفلاس و ازدراء الناس هي في موت هذا الشخص اللعين.
تشير الساعة إلى الثالثة بعد منتصف الليل ، العجوز يتحسس المشهد بأذنيه ، الكل نائم داخل البيت ، هناك صوت واحد ، حفيف الأشجار المتجمدة خلف النوافذ.
أخرج الصراف مفتاح الكوخ – الذي لم يفتح لمدة خمسة عشر عاما ـ من الخزانة محاولا أن لا يحدث أي ضجيج ، لبس معطفه و خرج من البيت.
الحديقة كانت مظلمة و باردة ، المطر يهطل و ريح رطبة تتجول زاحفة بين الأشجار ، حاول العجوز أن يرى شيئا لكنه لم يفلح في رؤية حتى التراب الذي يمشي فوقه و لا التماثيل البيضاء و لا الكوخ و لا الأشجار.. اقترب من المكان الذي يوجد فيه الكوخ و نادى مرتين على الحارس ، لكنه لم يسمع جوابا ، التجأ الحارس – على ما يبدو ـ إلى المطبخ أو المدفئة فرارا من البرد ، و ظل نائما هناك.
إذا استطعت أن أنفذ خطتي بنجاح فالجميع سيتهم الحارس – أسر الصراف في نفسه ـ
صعد الأدراج و الظلام يعم المكان ، فتح باب الكوخ و دخل إلى البهو ثم توغل إلى الممر الصغير و أشعل فتيل الضوء. لم يكن أحد هناك ، بدا له السرير غير مرتب و موقد من حديد موضع في الزاوية...
عندما انطفأت شعلة الضوء ،ألقى العجوز – مذعورا ـ نظرة على السجين من النافذة ، كانت حجرته مضاءة بنور شمعة خافت و كان جالسا بجوار الطاولة لا يظهر سوى ظهره و شعره و يديه ، كانت الكتب منثورة فوق المائدة و السجاد..
مرت خمس دقائق دون أن يتحرك السجين من مكانه ، خمسة عشر سنة من السجن علمته كيف يبقى جامدا دون حركة. طرق العجوز النافذة بإصبعه فلم يلق جوابا ، أزال الأختام التي كانت على الباب و أدخل المفتاح محدثا ضجيجا قويا ، انتظر ردة فعل لكن دون نتيجة ، لازال الصمت مهيمنا على المكان ، عندها قرر العجوز أن يدخل الغرفة.
بجانب الطاولة كان المحامي لازال جامدا ، كائن غريب لا يشبه أحدا ، هيكل عظمي مغطى بالجلد ، شعر طويل و لحية مجعدة ، لون وجهه أصفر و خدوده غائرة ، كان ظهره طويلا و نحيفا و يده النحيلة التي تحمل رأسه ذو الشعر الكثيف تبعث على الخوف ، لون شعره أصبح رماديا بفعل انتشار الشيب ، حالة وجهه الرث توحي بأن الرجل قد وصل إلى الشيخوخة و لن يصدق أحد أنه لازال في عقده الرابع، كان نائما و فوق الطاولة ورقة مكتوبة بأحرف صغيرة.
ـ يا له من بائس – قال الصراف ـ ينام و ربما يحلم بالملايين، سأوقظه و أرميه فوق السرير و أخنقه بالوسادة ، و لن يشك أحد في موته ، و لكني سأقرأ هذه الأسطر أولا.
أخذ العجوز الورقة و قرأ ما يلي: غدا عند الثانية عشر زوالا سأسترجع حريتي و سأرى الناس ، و لكن قبل أن أغادر هذه الغرفة و أرى الشمس أجد من الضروري أن أوجه لك بعض الكلمات. أمام الرب الذي يراني و بضمير حي و هادئ أعلن أني أحتقر الحرية و الحياة و الصحة و كل ما اعتبرته كتبك ملذات الدنيا. خلال خمسة عشر عاما درست بتأن الحياة الدنيوية ، صحيح أنني لم أكن أرى بشرا و لا أرضا ، لكنني من خلال الكتب شربت النبيذ المعتق و غنيت الأغاني ، و في الغابات اصطدت الأيول و الخنازير البرية و أحببت النساء الجميلات و الخفيفات مثل السحاب ، اللائي أبدعتهن مخيلة الشعراء كن يزرنني ليلا و يهمسن في أذني قصصا عجائبية تتركني ثملا.
في كتبك تسلقت قمم جبال إلبروز و الجبل الأبيض و من هناك رأيت الشمس تشرق في الصباح كما رأيتها في الغروب و هي تصب ذهبها الأرجواني فوق السماء و المحيط و الجبل ، رأيت أيضا الغابات الخضراء و المروج و الوديان و البحيرات و المدائن، سمعت غناء الحوريات و صوت ناي الراعي ، لمست أجنحة الشياطين التي تنزل من السماء لتحدثني عن الرب، من خلال كتبك ارتميت في أعماق سحيقة نحو المعجزات ، أحرقت مدنا و اعتنقت أديانا جديدة و سيطرت على إمبراطوريات كاملة..
منحتني كتبك الحكمة و بفضلها استطعت أن أحفظ الفكر الإنساني المتراكم عبر قرون طويلة داخل جمجمتي ، أعلم أني أذكى منكم جميعا.
أحتقر كتبك و جميع ملذات العالم و الحكمة أيضا أحتقرها ، كل هذه الأشياء بائسة و زائلة ، شبحية و مضللة كالجنية الخرقاء. لا يهم إن كانت تجلب الفخر و الجمال ، إن كان الموت سيمحوها جميعا من على وجه الأرض مع الفئران.إن أحفادك و التاريخ و خلود عباقرتك سيتجمدون أو سيحرقون مع الكرة الأرضية ، لقد أصابكم الجنون لذا فإنكم تسلكون الطريق الخطأ ، تفضلون الكذب على الحقيقة و القبح على الجمال. ستشعرون بمفاجأة عظيمة إذا اقتضت الظروف أن تثمر أشجار التفاح و الأرانج عوض الفواكه ضفاضع و سحليات أو إذا فاحت الورود برائحة حصان عفن ، و سأفاجأ بكم إذا فضلتم الأرض على السماء ، إني لا أستطيع فهمكم.
لكي أظهر لكم احتقاري لحياتكم فإني أرفض أموالكم التي حلمت بها في وقت سابق كأنها الجنة ، إني لا أقبلها الآن. و لكي أخلصكم من هذا الوعد سأخرج من هنا قبل خمس ساعات من الوقت المحدد ، و بذلك أكون قد خالفت بنود الاتفاق.
وضع الصراف الورقة فوق الطاولة بعد قراءتها و قبل رأس الرجل الغريب ثم خرج من الكوخ باكيا. رغم حياته الطويلة و خسارته في البورصة مرات متعددة لم يحس العجوز بازدراء لنفسه مثل هذه اللحظة. عندما عاد إلى بيته حاول أن ينام لكن أحاسيسه المتضاربة و دموعه الغزيرة منعتاه من النوم لفترة طويلة.
عند صبيحة اليوم الموالي أتى إليه حراسه مهلوعين ليخبروه أنهم رأوا سجين الكوخ ينزل من النافذة إلى الحديقة متجها نحو البوابة ثم اختفى . توجه الصراف إلى الكوخ بمعية خدمه و تأكد من غياب السجين ، و لكي لا تثار إشاعات لا لزوم لها ، أخذ الورقة و رجع بها إلى البيت و وضعها في الخزانة.
4 notes · View notes
amera1983 · 8 years
Text
اللاعب السعودي والاحتراف الخارجي.. العلاقة مقطوعة
أكثر من ٢٣ عاماً مضت منذ أن تم إقرار احتراف لاعبي كرة القدم السعوديين، وهو القرار الذي كان يهدف بشكل رئيسي لتصدير اللاعب السعودي إلى أقوى مسابقات الدوري في العالم وتحديداً إلى أوروبا، لكن هذا الهدف لم يتحقق، وبقيت المحاولات بعيدة عن نيل مرادها على الرغم من بعض التجارب غير المكتملة لعدد من اللاعبين السعوديين في الملاعب الأوروبية والآسيوية.
المحاولات لم تنجح، وإن نجحت فالنجاح لا يدوم طويلاً، إذ سرعان ما يعود اللاعب السعودي إلى ملاعب الوطن في أمر حيّر عشاق الكرة السعودية الذين يتطلعون لرؤية لاعبيهم وهم يصنعون صورة جيدة في دول العالم الكروي الأول، لكن أسباب هذه الإخفاقات تعددت، والاتهامات توزعت بين اتحاد الكرة والأندية واللاعبين والإداريين ووكلاء اللاعبين.
«الرياض» وعبر تحقيق موسع تفتح ملف القضية الشائكة مجدداً وتستطلع آراء العديد من المختصين وذوي التجربة والمهتمين بهذا الشأن.
ابن ناصر: اللاعب غير ملتزم.. ويتمسك بعقوده الضخمة
الالتزام أجهض محاولاتنا
أرجع وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس لجنة الاحتراف وعضو اتحاد الكرة السابق الدكتور صالح بن ناصر عدم نجاح اللاعبين السعوديين في الاحتراف خارجياً إلى غياب عامل الالتزام وقال: «نتمنى أن يكون لدينا لاعبون محترفون في الدول المتقدمة في أوروبا أو حتى في أميركا الجنوبية، لكن هناك عوامل ومواصفات يجب أن يمتلكها اللاعب السعودي وأهمها أن يكون ملتزماً بالمواعيد ومنضبطاً في التدريبات وأن يعمل بالتعليمات الخاصة بتطويره من النواحي كافة مثل المحافظة على صحته وغذائه ونومه، بجانب الانضباط السلوكي، ومتى ما استطاع اللاعب السعودي أن يرسم صورة ذهنية جيدة تتعلق بهذه العوامل فسيكون مطلوباً للاحتراف خارجياً، من المهم أن نركّز على بناء هذه الصورة ولا بد أن يقوم اللاعب بواجباته الانضباطية قبل الفنية».
وتابع: «لدينا بعض اللاعبين الذين خاضوا تجارب احترافية خارج المملكة، لكنهم عادوا سريعاً نتيجة لعدم الالتزام في أمور عدة مثل التغذية والنوم وأداء التدريبات بجدية وكل هذه العوامل يمكن وضعها تحت عنوان عريض هو الالتزام، فمثلاً من غير المعقول أن يجلس اللاعب طويلاً على الأرض ليلعب «البلوت» مثلاً والجلوس بهذه الطريقة يضر به وبركبتيه، والهدف أولاً وأخيراً هو الاستفادة وخوض التجربة بغض النظر عن العقود والأرقام المالية».
ووجه الرياضي المخضرم نصائح عدة للاعبين السعوديين قائلاً: «لا يجب على لاعبينا أن يطلبوا أرقاماً كبيرة عندما تُطلب خدماتهم، لابد من التضحية وتقديم بعض التنازلات طالماً أن الطموح باللعب والاحتراف خارجياً موجود لدى اللاعب».
واعتبر بن ناصر ارتفاع أسعار اللاعبين السعوديين في السوق السعودي عاملاً مهماً في الحد من إمكانية احتراف لاعبينا خارجياً، مضيفاً: «عندما يحصل اللاعب على عقد سنوي ما بين الخمسة والسبعة ملايين ريال فلن يقبل باللعب في أوروبا أو في أي مكان بأقل من هذا المبلغ، انظروا إلى ميسي وكيف بدأ منذ كان صغيراً في مدرسة برشلونة إذ كان يحصل فقط على غرفة نوم ووجبات وكان يتنقل بالدراجة حتى وصل عقده السنوي إلى مبالغ كبيرة والأمر ينطبق على كريستيانو رونالدو وبقية اللاعبين الأوروبيين، فالأمر يحتاج لإرادة وصبر».
الكل يتطور ونحن نتأخر
قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور الذي خاض تجربة عبر نادي شوانغ زهو الصيني موسم ١٩٩٩ ولم تكمل العام تحدث لـ»الرياض» عن أسباب عدم نجاح احتراف اللاعب السعودي خارجياً، وقال: «برأيي أن اللاعب السعودي يخوض التجربة في سن متأخرة، المفترض أن يشق طريقه خارجياً في مرحلة مبكرة من مشواره الرياضي حتى يعتاد على الأجواء هناك، والسبب الأهم هو غياب الانضباط والالتزام وعدم إجراء التدريبات الصباحية وغياب مفهوم كرة القدم كمهنة وعمل ومصدر رزق يصحو له اللاعب باكراً ويذهب لعمله مثل الموظفين، وهذا غير موجود وأصبح تداول خبر إقامة التدريبات الصباحية في فريق ما أمر غريب ودخيل على الرياضة على الرغم من أنه أمر أساسي».
وألقى القائد السعودي السابق باللائمة على المنظومة كاملة بدءاً باتحاد الكرة، وقال: «اتحاد الكرة هو رأس الهرم ولا بد من مبادرات جادة وحقيقية وطموحة وهذا للأسف غائب كما، احترافنا موجود على الورق فقط، أما على الواقع فكل ما يحدث لا يختلف عن زمن الهواة، مؤسف أن جميع اتحادات الكرة المنتخبة والمعينة لم تطرق هذا الباب، أقول لهم أعيدوا لنا الاحتراف وأعيدوا الانضباط والتدريبات الصباحية حتى تعتاد الأجيال المقبلة على هذا النمط وعندها سنكون قادرين على أن نكون محترفين حقيقيين، فلا يمكن أن تمنح اللاعب الأموال والشهرة والفراغ وتطالبه بالنوم باكراً أو الانضباط السلوكي فهو معرض لارتكاب كل هذه المخالفات».
وأضاف: «الجميع من حولنا يتطور، انظروا للفرق الآسيوية وكيف تطورت وأصبحنا بتراجع مستمر، نحن نعتمد على مهارة اللاعب وننتظر أن يكون في يومه حتى يصنع الفارق، الآخرون يلعبون كمنظومة ويعلمون ماذا يريدون وهم داخل الملعب، الجوانب اللياقية والبدنية عند الآخرين أصبحت مميزة ونحن لا نزال على نفس المستوى إن لم نكن في تراجع».
المدلج: الحل إغراء الأندية بالمال
السقف هو الحل
من جانبه قال رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي سابقاً الخبير الرياضي الدكتور حافظ المدلج: «شكراً لـ»الرياض» على فتح هذا الملف، ويفترض ان يطرح اعلامياً بشكل مستمر حتى ينتشر الوعي ونرى لاعبين سعوديين محترفين في اوروبا مثلما نشاهد عرب شمال افريقيا موجودين في البطولات الاوروبية، وبرأيي الاحتراف الكامل لا يتحقق إلا باحتراف العقول قبل احتراف الأقدام، اليوم لدينا محترفين بمهاراتهم وادائهم بالاسم فقط وعند توقيع العقود، لكن فكرياً كثير منهم ينقصه اساسيات الاحتراف في الانضباط والأكل والابتعاد عن مدمرات الصحة والابتعاد عن الغرور والاقتراب من المجتمع، وممارسة دوره الحقيقي كلاعب محترف قدوة، كثير من اللاعبين سلموا الامر كله لوكيل الاعمال الذي ينقصه كثير من اساسيات الاحتراف، اذاً لا الوكيل محترف ولا اللاعب محترف».
واضاف «عندنا نواقص كثيرة في نظام الاحتراف وفي منظومة الاحتراف بشكل كامل، فيما يخص نظام الاحتراف ما زلت اكرر واطالب بتطبيق السقف الأعلى لمجموع رواتب اللاعبين، بإمكانك الزام النادي بمجموع رواتب اللاعبين سنوياً على الا يتجاوز ٥٠ او ٦٠ مليون ريال على سبيل المثال، ويتم توزيع رواتب جميع اللاعبين داخل هذا السقف ولا يتجاوزه، بحيث لا يكون هناك دفع من تحت الطاولة وهدايا تفسد اللاعبين، اللاعبون السعوديون يتسلمون عشرات الملايين ولا يقدمون العطاء المقابل، لأنه لا يوجد سقف، هذه الأيام نسمع عقود لاعبين بسبعة وتسعة ملايين ريال سنوياً واكثر، لان النظام مطاطي ولا يخدم اللاعب ولا الاحتراف في السعودية».
وحول المسؤول عن ذلك قال: «طبعاً اللائمة الاكبر تقع على النادي، اليوم هناك كثير من اللاعبين غير منضبطين، مع ذلك الاندية تتستر عليهم وتتغاضى عنهم، يخطئون ولا يعاقبون، اللوائح الداخلية في الغالب انظمة هشة ولا توفر بيئة انضباطية للاعب، لذلك شاهدنا كثيراً من اللاعبين دمروا انفسهم صحياً واجتماعياً».
وعن سبب غياب اللاعب السعودي عن الاحتراف خارجياً قال: «احتراف اللاعب السعودي خارجياً متعلق بخمسة عوامل هي اللاعب ووكيل الاعمال والنادي والجمهور والاعلام، بداية الاعلام الرياضي عاطفي ويحب ان يبقى اللاعب في بلده وناديه، لذلك تجد اعلام النادي لا يحفز على الاحتراف الخارجي فالأهم لديه مصلحة النادي وان يبقى اللاعب ويخدم النادي، الجمهور مرتبط ارتباطاً كبيراً بالأعلام، لكن الادهى والامر ان الجمهور العاطفي نظرته قصيرة ومرتبطة بالنادي ومصلحته فقط، لذلك يهمه ان اللاعب يبقى ويؤدي ويخدم النادي، لا ي��يدونه ان يخرج خارج الوطن الا اذا صار لا ينجز للنادي ويخدمه، لكن مستحيل تجد من الجمهور من يشجع نجم فريقه على ان يغادر للخارج، ارتباط الجماهير بلاعبيهم يجعلهم يطالبون بقربهم منهم وبشعار النادي الذي يشجعونه لذلك لا يشجعونه على الاحتراف الخارجي، بالنسبة لإدارة النادي فهي تفكر في كسب المباريات، بالتالي لا يوجد رئيس يشجع لاعبيه على خوض التجربة».
وحول الحلول لرؤية لاعبين سعوديين في الخارج أجاب: «اليوم نحن في زمن المال، واذا اردنا رؤية لاعبين سعوديين محترفين خارجياً لابد أن نوفر دعماً مالياً لأنديتنا، بمعنى آخر تشكل لجنة ويخصص صندوق مالي لهذه اللجنة ونقول النادي الذي يحترف منه لاعب خارجياً سيعوض مالياً، وبالتالي تحفز الأندية على السماح للاعبيها بالاحتراف ويوضع اطار معين، اذا احترف في اندية الدرجة الثانية يحصل النادي على مبلغ معين وكذلك بقية الدرجات مبلغ معين، والدوريات مختلفة لاشك الانجليزي الاغلى بعده الاسباني والالماني والايطالي والفرنسي وهكذا، لابد أن نأخذ نماذج معينة ونكثر من عرضها، رياض محرز ومحمد صلاح والنني وغيرهم من اللاعبين بالذات من لاعبي عرب شمال افريقيا نجحوا وتألقوا في الدوريات الكبرى، آخر الأمثلة محرز فاز بجائزة افضل لاعب في الدوري الانجليزي وهذه بحد ذاتها فخر لكل العرب، لدينا لاعبون في السعودية بإمكانهم ان يصبحوا مثلهم لكن لابد للواحد منهم ان يقبل بالبدء في مراحل مبكرة ويتحمل ضغوطات التدريب واجواء الاحتراف العالية والتنافسية العالية وان يبدأ من نادٍ صغير في بلجيكا او المجر مثلاً ثم ينتقل الى نادٍ متوسط حتى يصل إلى نادٍ كبير، لا ننسى هناك لاعبون حضروا لدورينا ووجدوا صعوبة في النجاح مثل المغربي يوسف العربي، هذا اللاعب لم ينجح في ملاعبنا وعندما غادر لإسبانيا نجح هناك».
الوكيل بريء
المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد طالب بترسيخ مفهوم المهنة لدى اللاعب السعودي وقال: «لابد أن يدرك اللاعب أنه يتعامل مع الكرة كمهنة والمشكلة أن لاعبينا على الرغم من أن الكرة هي مصدر رزقهم وحصولهم على عقود مالية كبيرة إلا أن معظمهم لم يدرك أن الكرة هي مهنته، وهنا نحتاج لغرس هذه الفكرة من قبل الإدارات ومسؤولي الفئات السنية، وأذكر أن تجربة عايشتها في الفريق الأولمبي في الهلال وحاولنا تثقيف اللاعبين من النواحي القانونية والانضباطية والمالية وحتى على مستوى قانون الكرة والتعامل مع الحكام والجماهير والإعلام، وأظن أن هناك عملاً جيداً وقفت عليه في أندية الهلال والأهلي والنصر وأتمنى أن يستمر حتى نحصل على جيل يتمتع بالاحترافية العالية».
وذهب الخالد إلى أن وكلاء اللاعبين غير مسؤولين عن زراعة مثل هذه الثقافة وأن دورهم ينحصر في الغالب على التسويق، وتابع: «لكنهم يستطيعون تقديم النصائح للاعبيهم خصوصاً أنهم لا يتواجدون مع اللاعبين باستمرار مثل مسؤولي الأندية، فوكيل اللاعبين يرتبط بلاعبين في أندية مختلفة ومن الصعب عليه التعامل معهم جميعاً بنفس الدرجة، لكن من المهم أن يكون وكيل اللاعب ملماً بالأنظمة ومثقفاً ومتعلماً حتى يستطيع تقديم الفائدة للاعب وتوجيهه في المواقف التي يتعرض لها، لكنه في الأخير غير مسؤول عن تثقيف اللاعب طالما أن إدارات الفئات العمرية لم تقم بهذا الدور».
د. صالح بن ناصر
د. حافظ المدلج
د عبدالعزيز الخالد
سامي الجابر
فؤاد أنور
from الرئيسية http://ift.tt/2k21dbP http://ift.tt/2jTcRnk from Blogger http://ift.tt/2j6HLLP
0 notes
onlinetechegypt · 1 year
Text
Tumblr media
راقب عقارك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع
تحكم في من يدخل ويخرج بسهولة
قم بتأمين منزلك مع نظام الاتصال الداخلي الخاص بنا
سهل التركيب صيانة خالية من المتاعب
التحكم في الوصول إلى الممتلكات الخاصة بك دون عناء
تقوية الأمان في منزلك مع جهاز #أون_لاين_تك
#جهاز_انتركم هو جهاز تواصل يستخدم في المباني المختلفة
للاتصال بين الأشخاص داخل المبنى ويعمل هذا الجهاز على
الاتصال بين باب المبنى والشقق أو المكاتب داخل المبنى
ومن خلاله يستطيع الشخص المتواجد داخل المبنى التفاعل
مع الشخص الخارجي الذي يريد دخول المبنى وعند الضغط
على زر الاتصال يتم إرسال إشارة إلى الشاشة داخل المنزل
توريد وتركيب وبيع #انتركم_مرئي_فى_مصر_باقل_الاسعار من
#شركة_اون_لاين_تك_لتأمين_ممتلكاتك_الخاصة
ومواصفاته كالتالي : Urmetالعلامة التجارية :
#لوحة_انتركم_صوتي موديل 925/216 اورمت ايطالي المنشأ،
8 خط، معدن وتتمكن من خلال إستخدام #الانتركم إحكام السيطر
على عملية دخول وخروج الأفراد من وإلى المنزل أو المؤسسة
بالإضافة إلى إمكانية التحكم في فتح الباب أوتوماتيكياً، يمكنكم
الآن شراء لوحة #انتركم_صوتي 16 خط اورميت أونلاين من خلال
موقعنا، التوصيل حتى باب المنزل لا احنا كمان بنوفرلك
افضل خدمات الصيانه والضمان
لا احنا كمان بنوفر لك افضل خدمات الصيانه والضمان
متوافر فى شركة #اون_لاين_تك#On_Line_Tech
‏ولمعرفة كافة عروضنا وخدماتنا زوروا موقعنا
‏Call us now: 01026009733 - 01111306275 - 01019717419
‏Website: www.onlinetech-eg.com
وللتواصل واتس اب: wa.me/message/GG26MKSEWSKXD1
#اسعار_تركيب_انتركم_اورميت
#شركة_أجهزة_انتركم
#سعر_انتركم_اورميت_16_خط
#سعر_انتركم_اورميت_16_شقه
#محلات_بيع_اجهزة_انتركم
#افضل_انتركم_منزلي
#افضل_جهاز_انتركم_للمنزل
#تركيب_الانتركم_في_العمارات
0 notes