#أتون النار
Explore tagged Tumblr posts
samirkakoz · 1 year ago
Text
تثنية الاشتراع 4 : 15 - 20 فتنبهوا لأنفسكم جدا فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتصنعوا لكم تمثالا منحوتا على شكل صورة ما من ذكر أو أنثى أو شكل شيء من البهائم التي على الأرض أو شكل طائر ذي جناح مما يطير في السماءأو شكل شيء مما يدب على الأرض أو شكل شيء من السمك مما في الماء تحت الأرض وكيلا ترفع عينيك إلى السماء فترى الشمس والقمر والكواكب جميع قوات السماء مما جعله الرب إلهك نصيبا لجميع الشعوب التي تحت السماء فتجتذب وتسجد لها وتعبدها وأنتم قد أخذكم الرب وأخرجكم من أتون الحديد من مصر لتكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم
1 note · View note
qatar · 2 years ago
Text
اشتباكات السودان: الهدنة تنتهي اليوم..وتحذيرات من اتساع دائرة الصراع
دخلت المعارك في السودان أسبوعها الثالث، ولا تزال أصوات القذائف وإطلاق الرصاص تسمع كل يوم، رغم الاتفاق على هدنة خامسة لوقف إطلاق النار بهدف السماح للناس بالخروج من أتون المعارك إلى بر الأمان. from BBC Arabic - الرئيسية https://ift.tt/wfyXqCv via IFTTT
0 notes
osamanor · 3 years ago
Text
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
*كتب عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الاردني لتسع دورات متتالية مقالاً رائعا تحت عنوان*
*حرب الحضارات*
*قال فيه*
*..... فرح الناس في بلادنا لايرتبط أبدا , بحدوث الحرب ..ولا أظن أن أردنيا أو عربيا يرضى بكل هذا الدم في أوكرانيا ..ولكن القصة هي هزيمة الغرب وليس نصر ب��تين ..*
*درجت العادة أن (يتمرجل) الغرب ومعه أمريكا على الدول الضعيفة , فمن الممكن أن يكون الفضاء الليبي مفتوحا للطائرات الفرنسية , من الممكن أن تكون سماء بغداد مفتوحة للطيارين (الإنجليز) كي يستعرضوا مهاراتهم في الإرتفاعات المنخفضة ...ومن الممكن أن ينزل (المارينز) الأمريكي في شواطيء الصومال ويقتل ويستعرض , ثم تنتج (هوليوود) فيلما يروي بطولة هؤلاء الجنود وبالطبع الفيلم يكون مبنيا على الأكاذيب*
*ودرجت العادة أيضا أن يقصفوا كل شبر في افغانستان وليقتلوا من يريدون ومتى شاءوا ولن يعترض أحد كما درجت العادة , أن (تعربد) إسرائيل بماكنتها العسكرية الأمريكية في غزة وجنوب لبنان وتقتل من تريد وتغتال من تريد *
*لكن هذه المرة مختلفة فالطيار الفرنسي إن حلق فوق أوكرانيا كي يحمي الحرية وقيم العدالة كما يقول وزير خارجيتهم ..يعرف أنه لن يعود إلا جثة أو أسيرا والإنجليز الذين استباحوا بر وسماء البصرة وقصفوا بطائرات( الهارير) و (التايفون) كل جسم متحرك يدركون ..أن دباباتهم إن اقتربت من حدود أوكرانيا ..فستحرق بهم , والأمريكان يعرفون جيدا أيضا .أن روسيا ليست طالبان ولا العراق ,ولا شرق سوريا ويدركون أن طائراتهم ستعود بمئات الجثث إن قرروا الدخول في اللعبة *.
*تلك هي القصة باختصار , هي أن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة والعدالة ..وحقوق المثليين , وتمكين النساء ..والمناهج التي تحرر العقل , كل ذلك يطبق على الضعفاء والفقراء مصحوبا ببعض المساعدات المادية , وشحنات حليب الأطفال ...والقصة أن الغرب أمام روسيا لن يجرؤ أن يمارس ذات الأدوار التي مارسها في العراق أو أفغانستان ...لأنه الان يقف أمام دولة تعرف كيف تفكك المؤامرات , وتمتلك أكبر ترسانة عسكرية والأهم أن روسيا حضارة وثقافة ..صدّرت للعالم الموسيقى والمسرح والرواية , وحمت كرامة أوروبا حين مرغها هتلر في الأرض .*
*من يعتقد أنها الحرب مخطيء , هذه أكبر من حرب بكثير ..هي صراع حضارات , حضارة تعودت أن تفرض منتجاتها على العالم بالقوة وبالإغراءات وحضارة أخرى ,تتعاطى مع العالم في إطار الشراكة وتقاسم رغيف الخبز ,حضارة ليس لها ماض استعماري مثل فرنسا وبريطانيا ...ولم تنهب ثروات الشعوب , ولم تمارس القتل والتصفية ...على الأقل في روسيا والصين , لن تجد أسودا يعاني من التفرقة ..ولن تجد جمهور كرة قدم يرمي بالموز للاعبين الأفارقة ...*
*نحن مع روسيا ليس لأنها منتصرة , بل لأنها تتحدث باسم الفقراء في هذا العالم وتقاتل باسمهم ..وتفرض ايقاعهم , وتقول للعالم كله ..يكفي سطوة الحضارة الغربية ..وتحاول تحرير العقل .*
*ستنتهي الحرب حتما , وسيدرك (الأوكرانيين) أنه تم توريطهم في لعبة ..كانت أكبر من يكونوا وقودا لها سيدركون أيضا أنهم كانواحقل تجريب للقوة الروسية الساحقة لكنهم مع الوقت سيدركون أن فضائهم هو (اوراسيا) .وأن روسيا هي عمقهم الحقيقي ..وأن الغرب كله كان يكذب عليهم ويسير بهم نحو أتون المحرقة ...*
*لقد فتحت قصة روسيا بوابة بداية النهاية للحضارة والثقافة الغربية ...لأن القادم سيكون الصين وهي ستستعيد (تايوان) بنفس الطريقة , وكوريا الشمالية هي الأخرى ستشهد فصلا جديدا من الصراع .النار التي أشعلوها في كل العالم وعلى مدار (50) عاما وحرقوا بها الفقراء والشعوب وحرقوا بها الأحلام والطموحات ستكون قريبة من قصر الإليزيه ومن دواننغ ستريت ..ومن مبنى المستشارية ..ولا أظنها ستكون بعيدة عن البيت الأبيض ,ولا عن مبنى (الكنيست الإسرائيلي )*
*في النهاية إذا قدر الله لزلنسكي الرئيس الأوكراني أن يبقى حيا فستكون إسرائيل منفاه علهم يتعلمون منه عبرة مفادها :*
*أن نهايات الحلم اليهودي ستكون التغريب والسبي ..فهو منهم يفكر بذات طريقتهم , ويحب الدم والدمار بذات شهيتهم ...*
10 notes · View notes
rakotycycs · 4 years ago
Photo
Tumblr media
تيهاني رأقبت (مز 56: 8)
اغلبنا بيعدي بمرحلة في حياته وممكن تتكرر باحساسه انه تايه، مش عارف ياخد قرارات، مش عارف الخطوة الجاية ايه، مش عارف يتصرف، مش قادر يتملك وينجح في حاجة في حياته، ويحس ان بيلف حولين نفسه، ولا في زرع ولا في حصاد
المرحلة دي بتبدأ بتحول وبتنتهي بتحول
"ثم تحولنا وارتحلنا إلى البرية" (ع1) ، "كفاكم دوران بهذا الجبل. تحولوا..." (ع 3)
بتبدأ مرحلة ��لتوهان لما بنتحول عن الخضوع لكلمة الله ووصيته والحياة معاه، وبتنتهي لما بنتحول عن الحياة اللي احنا فيها ونقدم توبة ونرجع تاني لكلمة الله والخضوع ليها ونبدأ نعيشها من جديد.
بتبقى عندنا مشكلة ان محتاجين نفهم كل حاجة ومحتاجين يبقى عندنا ضمانات للطريق وخطة مسبقة لمشوارنا، مش بندرك ان مراحم الله جديدة كل صباح، طعام الله مش بائد، لكن بيتقدم لينا طازة كل يوم بيوم. ومحاولتنا ان نكون مستوعبين مستقبلنا وضمنينه بعقلنا، وعدم قدرتنا على تصديق كلمة ربنا ووعوده، هي اللي بدخلنا في مرحلة التوهــــــــــــــــــــــــان
بس بنلاقي حنان الله ومراحمه مش بتسيبنا، لكن بيميل علينا بعظة أو بكلمة من شخص بنقابله أو كتاب بنقراه أو رسالة على الموبايل او السوشيال ميديا. "مش كفاية كدة ويلا نرجع مطولش زمان الغربة، كفاية توهان وبُعد وتعالى نقعد مع بعض تاني ، وجدد ثقتك فيَّ" وعلى حسب استجابتنا للصوت بنقلل وقت التوهان
وأول ما اقله خلاص يارب مش قادر وهرجع، الاقيه بدأ يمشي معايا خطوة خطوة، ويسلمني وصية وصية "وأوص الشعب قائلًا: ..." (ع3) ، ويفهمني أعمل ايه، ايه اللى املكه وايه اللي مش بتاعي امر عليه واسيبه، ايه العلاقة اللي تكمل وايه العلاقة اللى لم يعطيها الرب لي، ايه الشغل المناسب وايه الشغل اللي مجرد وقت اعبر عليه واكمل، ايه الاصحاب السند واللي بيشدوا لقدام ومين اللي مينفعش اسكن معاهم، وبلاقي ربنا مراقب تيهاني وعارف مسيرتي في القفر ومزودني بإمكانيات، وكل دموع حقيقية وقت التوهان بيجمعها في زق عنده (مز 56)·
 أرض سعير : مش بتاعتك عدي عليها وكمل· 
برية موآب: مش بتاعتك لا تعاديهم وكمل·
 بني عمون: مش بتاعتك عدي وكمل
أمور كتير في حياتنا بتكون أراضي لم يعطيها الرب لنا لامتلكها، واي تمسك بيها بيعطل الوصول للأراضي الحقيقية اللي مفروض نملكها
وأول مانبدأ نمشي شوية في الطريق ونخلص للوصية، ونخضع لترك أمور معينة، ويموت كل رجال الحرب (ع 16) (الذات اللي معتمد عليها وشايف نفسي قوي بيها، كل الإمكانيات اللي بكون معتمد عليها وفاكر ان دى اللى هتملكني، كل العلاقات اللي فاكر ان دي مصدر ثباتي وسبب نصرتي) بلاقي كل الاعمدة اللى مسنود عليها بتتهز وبتقع، بلاقي نفسي وقعت كل الأسلحة اللي المنطقي احارب بيها وبدأت اتسلح بسلاح الله الكامل (البر – الصلاح – الإيمان – كلمة الله – الصلاة) وقتها بنبدأ نملك "ابتدئ تملك" (ع 24)
وهنلاقي هنا خبرة جديدة ان كانت الأراضي الأولى عدوا فيها من غير حرب وبمسالمة، هيبدأوا دلوقت يحاربوا ملك سيحون لانه مش هيرضى يسيبهم. زي ما الأنبا أنطونيوس وصف الحياة الروحية ان في الأول النعمة بتسهل أعمال التوبة وبتخلي الجهاد خفيف علينا، وبعدها بتنسحب شوية ونبدأ نسلك الطريق.
بس اللي يشجعنا **أن رغم موت كل رجال الحرب، ولكن انتصروا لأن الرب دفعه ليهم، وكان أمامهم، وده اللي يفتح عنينا ويخلينا واثقين دايمًا ان الحرب للرب مش لينا، لكن دورنا ان نكون متحدين بيه ونكون فيه "ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين" (2كو 2: 14)، على قدر ثباتها وسلوكنا فيه وعلى اد ما بنلبس المسيح، على اد ما بناخد نصرة وقوة**
**ونلاقي كلمات قوية من كتاب مع المخلص في كل ما فعله لأجلنا تشجعنا للإمتلاء من نار الحب الإلهي والروح القدس لمواجهة إبليس وجنوده (ملك سيحون وكل بنيه وقومه):
... الثلاثة فتية في أتون النار، والنار لم تحرق شيئًا منهم إلا قيودهم فقط. لماذا؟ لأنه كانت هناك نار أخرى أقوى داخل قلوبهم، نار روحية أطفات النار الخارجية ... أن الإنسان الذي في داخله حرارة روحية وحب شديد لله (ودي بتيجي من اللهج في كلمة الله، والخدمة ببذل من أجل الاخرين) مهما يحاربه الشيطان ومهما تزدد عليه التجارب، فإنها لا تقوى عليه، ولا تستطيع أن تضره. بل على العكس تكون نتيجتها إيجابية. فكل ما تستطيع أن تفعله التجارب مع مثل هذا الإنسان هو أن تحرق قيوده، وتحرره من سلبياته ومما كان يعوقه روحيًا.والشيطان يكون غلبانًا جدًا أمام نار الروح القدس
1 note · View note
y-7ayat-alro7 · 3 years ago
Text
. . . تقدير إسرائيلي: يجب استبعاد الخيار البري في أي مواجهة مقبلة
ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: مع تصاعد التهديدات العسكرية المحيطة بدولة الاحتلال، لا سيما مخاطر اندلاع حرب قتالية مفتوحة مع واحدة من الجبهات الحربية، شمالا مع لبنان، وجنوبا مع غزة، تتزايد الدعوات الإسرائيلية بضرورة الاستعداد للذهاب إلى الخيار البري في أي عملية عسكرية متوقعة.
Tumblr media
وبحثت الأوساط العسكرية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة نهجين متناقضين في ما يتعلق بالعملية البرية، وعلاقتها بالتعامل مع ال��هديدات الحالية والمستقبلية التي تواجه دولة الاحتلال، ورغم أن هذا الخيار البري قد يخدم أهدافًا استراتيجية وتشغيلية محددة، فإنه لا يضمن للاحتلال الإسرائيلي التفوق في مواجهة التحديات والصراعات التي تواجهها.
الضابط السابق غال فرينكل، والباحث في مركز دادو، ذكر في مقال بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "الدعوات الإسرائيلية للاستعداد للعملية البرية، السريعة والحاسمة، قد تكون شرطا ضروريا لتقصير أي حملة عسكرية، وليس تمديدها، خاصة عند استخدام القوة الكاملة منذ بداية الحرب، وليس مجرد خيار محتمل للاستمرار فيها، لأنه في العديد من المواجهات العسكرية التي تورطت فيها إسرائيل خلال العقود الثلاثة الماضية، خرجت كلها عن نطاق السيطرة، أو من سوء تقدير".
وأضاف أن "الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لا تنوي احتلال أراض من أعدائها لفترة طويلة، لأنها تحمل كلفة باهظة من دماء جنودها، ولذلك ينبغي أن تكون الخطة التشغيلية لعملية محدودة فقط، ما قد يتطلب تعبئة قوات الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي، رغم ما قد يصيبها من أضرار، وتعطيل أنشطتها العملياتية، والتأثير السلبي على عمليات صنع القرار السياسي، خاصة بالتزامن مع تحسين القوى المعادية لقدراتها على التسلل نحو الحدود الإسرائيلية، وهذا يشكل تهديدا يستدعي من دولة الاحتلال التصرف وفقًا لجدول زمني قصير لإزالة التهديد باستخدام جميع الأدوات المتاحة لها".
وتقوم الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لخوض أي مواجهات عسكرية قادمة على منح سلاح الجو مزيدا من المرونة، بحيث يهاجم آلاف الأهداف في اليوم الواحد، من خلال تفعيل أنظمة النيران، لكنها غير قادرة على تقويض القدرات العملياتية للعدو، وتعطيلها، وقد يسلب الأصول الاستراتيجية لإسرائيل، ويخلق دمارا في جبهتها الداخلية يردعها عن الشروع في حملة أخرى لسنوات قادمة، ويجعلها تركز كل مواردها في إصلاح الأضرار الناجمة عن هذه العملية العسكرية.
وتخشى الأوساط العسكرية الإسرائيلية من تكيف الجهات المعادية لها مع التحديات المتوقعة، ما سيقود بعد عدة أيام من القتال مع أي جبهة كانت، إلى أن ينخفض عدد الأهداف المتاحة لإطلاق النار، وهذا يعني أن ما تعرف بـ"النيران الدقيقة والذكية" لن تؤدي إلى الإنجازات المرجوة من قبل جيش الاحتلال، الأمر الذي يحمل دلالة واضحة بشأن ظهور المزيد من الصعوبات لتحقيق تلك الإنجازات.
وفي الوقت ذاته، فإن السعي الإسرائيلي لتقصير مدة الحملة العسكرية قدر الإمكان قد يجعل من العملية البرية وسيلة أساسية، سواء كجهد كبير مستقل، أو جهد مصاحب لإطلاق النار، رغم أنها تحافظ على وجودها في الميدان القتالي، والجهات المعادية اعتادت على مواصلة القتال ضد جيش الاحتلال، وداخل الجبهة الداخلية، رغم أن احتلال أراضي العدو، ولو مؤقتًا، قد يشكل فرصة مواتية لأعداء إسرائيل لاستهداف الجيش على الأرض، بحسب الباحث.
وقال الكاتب إن "الجيش الإسرائيلي دخل خلال العقدين الماضيين في "حلقة مفرغة" من العمليات العسكرية في أكثر من جبهة قتالية، في ظل عدم رغبتها باستخدام القوات البرية، لأنها تمنح أعداءها ميزة لاستهداف الجنود على أرض الواقع، الأمر الذي يتطلب إجراء إصلاح كبير للذراع البرية، لأن الجهات المعادية لإسرائيل قد تستغل بقاء القوات البرية في ساحة المعركة باستخدام المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية وغيرها من القدرات.
وأشار المقال إلى أن "هذا التخوف الإسرائيلي من الدفع بقواتها البرية في أتون المعركة يتطلب تعزيز قدرة الجيش على نشر القوات النظامية والاحتياطية في وقت قصير يمكن تجنيدها، ونشرها كفرق قتالية مشتركة داخل أراضي العدو، وتهدف لتقويض القوة العسكرية لحزب الله وحماس، لأنه لا يمكن التغلب عليهما دون انغماس وثيق بينهما، بعيدا عن النظرية السابقة التي قضت من الجيش بتجنب المواجهة المباشرة مع القوى المعادية، قدر الإمكان".
المصدر: عربي 21
0 notes
bibleask · 4 years ago
Text
هل تؤمن بأن الله سوف يختطف المؤمنين قبل الضيقة العظيمة؟
عندما تنظر إلى الأمثلة الموجودة في الكتاب المقدس حول كيفية عمل الله، ستجد أن الله لا يختطف المؤمنين من الضيقات ولكنه يحميهم خلالها. فيما يلي بعض الأمثلة. هل أنقذ الرب نوح من الطوفان أم في الطوفان؟ هل أنقذ الله بني إسرائيل من الضربات المصرية أم خلالها؟ هل أنقذ الرب يوسف من محنته أو في محنته؟ هل أنقذ شدرخ وميشخ وعبدنغو من أتون النار أم في الأتون؟ هل أنقذ الله دانيال من جب الأسود أم في الجب؟ يقول…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
awamiyah · 5 years ago
Photo
Tumblr media
أجبر شعب #العراق على الدخول في حرب مدمرة -له قبل جاره- لثمان سنوات. . ثم أجبر على احتلال #الكويت العزيزة ودفع ثمنا باهظا -رغم أن المنطقة برمتها دفعت ثمنا بقدرها-. . وبينهما أجبر على الاحتراب الداخلي -بشكل صريح ومستتر- والذي أنهكه أيما إنهاك. . واليوم إن لم يستمع لصوت الحكيم الذي يرشده فإنه يسير خلف أصوات نشاز تتجه به عكس بوصلته، وقد يغرق وطنه في أتون النار من حيث أراد استنقاذه منها. . . رفقا بأنفسكم ووطنكم العراق فأنتم رأسنا إن سقطنا بكم ننهض يوما، وإن سقطتم فلا قائمة لأحد منا. . . اللهم الطف بنا وارحم عراقنا. . . . . . #العراق_ينتفض #العراق_ينزف #شقشقة #حقيقة https://www.instagram.com/p/B4bVNgpA4O2/?igshid=1b8082ktr346g
0 notes
lebanon2day · 6 years ago
Photo
Tumblr media
حماس تتهم عباس بخنق غزة قال الناطق بلسان حركة “حماس”، سامي أبو زهري، إن رفض الحركة لتحكم الاحتلال الإسرائيلي في المنحة القطرية المخصصة لقطاع غزة جاء لتوجيه رسالة مزدوجة. وأضاف أبو زهري “تلك الرسائل لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس محمود عباس، على أن سياسة تبادل الأدوار في خنق غزة وابتزازها والمزايدة عليها لن تفلح”. وأشار إلى أن “غزة قادرة على مفاجأة الجميع”؛ بحسب الموقع الإلكتروني I24NEWS”.وسبق أن أعلن نائب رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، خليل الحية، عصر الخميس، رفض الدفعة الثالثة من المنحة القطرية المخصصة للقطاع، بسبب شروط إسرائيل التي منعت إدخال هذه الدفعة، الأربعاء، رداً على تجدد إطلاق النار قرب الحدود مع غزة. وقال خليل الحية في مؤتمر صحفي “التقت قيادة حماس مع السفير القطري، محمد العمادي، وتم الحديث عن مسيرات العودة وظروف الشعب الفلسطيني، وأكد أن هذه المسيرات مستمرة حتى تسترد حقوق الشعب الفلسطيني وحتى تتحقق أهدافها”. وأضاف الحية “بهذا الصدد، تدارسنا محاولة الاحتلال إدخال شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الفلسطينية في أتون الانتخابات الإسرائيلية، وتحدثنا عن ابتزاز الاحتلال للشعب الفلسطيني، ومحاولة ابتزاز بعض الدول العربية، وإحراج إخوتنا في قطر”. وتابع الحية “وأمام هذه السياسة، نؤكد أننا نرفض استقبال المنحة القطرية بعد شروط الاحتلال، وتفهم العمادي شرحنا ورفضنا للمنحة”
0 notes
superramyahmedblog · 6 years ago
Photo
Tumblr media
في حياتنا اليومية أسماء الآلهة فرعونية الجزء الرابع الكاتب / عايد حبيب جندي الجبلي سيدي الأول في العصر الذهبي لحكام مصر وكان أعظم ملوك مصر وكان محارباً عظيماً ويؤمن بحياة الخلود وكان يسارع للحياة الجيدة من أجل الخلود للآخرة ويحفظ لتعويذاتها من أجل منفعتها في الحياة الأخرى وهو يعبر المداخل بصعوبتها من أجل ذلك يحفظ ويتلوها في عبور البوابات التي يمر فيها ولولا ذلك يلقي في بحيرة النار والكبريت فهذا كان من الملعونين فتدخل النار والشمس الإله وهو يحدد من يعبر ومن يهلك في النار فسيدي قبلما يعبر آخر بوابة يقابل أقفذ الأفعى القوية التي كانت تحير وتشعل المصريين القدماء في حياتهم الأخرى وكان شغلهم الشاغل في عمل الخير من أجل المنفعة للأخر كي يعبروا من الأفعى الأخرى وبحيرة النار فمن يمر بوابة أقبوفيس نجا بحياته الأبدية فكان الملك سيدي يفعل كل أفعال الخير من اجل أن يمر من الأفعى أقبوفيس ويتحد مع إله الشمس في حياة الخلود الأخرى وكلمة سيدي مستخرجة للعبودية والطاعة العمياء وحكم السيد للعبد مثل خادم يقول للذي يخدمه يا سيدي وعائمة الكلمة في أحد البلدان العربية يقولون للشرطي يا سيدي أو لرجل من الرجال الصالحين فيقولون شلة يا سيدي فلان وسيدنا فلان أو لأم أمنا نقول يا ستي وأبو أبونا نقول له يا سيدي باختلاف الرأي في القرى المجاورة من المسميات الجد أو الجدة مثل اسم الأفعى لوقتنا هذا يقولون لفلان أقفز عندما يكون في مرحلة خطرة عليه في حرب أو في النار لكي ينجو من مرحلة الخطر الذي كان فلان متورط فيها يعني كان في مرحلة خوف فينقذ نفسه من أجل البقاء في الحياة اليومية فكان القدماء المصريون يفعلون كل الخير من أجل أن يقفزوا لكي فيما بعد يدخلون باب الآخرة يوزنون القلب فالقلب مركز الحب والعطاء وأفعال الخير وهو من يحدد دخول الآخرة أذا كن نقيا أو شريراً عند القدماء المصريين يوزنون مقابل الريشة فإذا تساوي قلب الشخص مقابل الريشة يدخل الآخرة وإذا نزل فيلتهمه الوحش " أبيك " وهو وحش مخيف جداً فكانت الكلمة سائدة عند الفراعنة يخوفون به الناس أو الشخص الذي لم يفعل الخير في حياته اليومية آنذاك عند الفراعنة شبتي كلمة تعني عند المصر ألان فهيا شرطي الوحيد علي سبيل المثال والأخر يقول لي الثاني تفضل قول شرطك فيشرط عليه بشروطه المتفوق عليها أو لها مصطلح ثاني عندما يقوم أحد ما بمشابطة للأخر أي بالمفهوم العالمي المسرعة والمشبطة نوع من أنواع المزح في الريف المصري مجموع يلتفون ويتفرجون عليهم فيقول المشابط لواحد أنا اليوم قمت بمشابطة فلان فيرد الأخر عليه شبطه فيقول المتحدث نعم شابطته ووقعته علي الأرض ثلاث مرات كلمة شبتي تنطلق علي مولود ال��موس وعندما ينطقها صاحب الجاموسة يقول شبتي أو الكلمة الثانية شمتني أو شمتي والكلمة مشتقة من التدني أي يا ابن الخادمة مثل ذلك فالكلمة تعني الشخص الذي يسمع الكلام أو يجيب عند الملك في مطالباته ويخدم عند الفرعون الشخص الذي يعمل عند الأخر أو تعمل عند الأخر عند الملوك الذين يسكنون في الأخر فكانوا يفرحون عندما يموتون كي يخدمون في الأخر في حياة الخلود وهم موتى كانوا ينتظرون أصوات ملوكهم ليقومون من الموت مرة ثانية ويخدمون أسيادهم في الحياة الخالدة في الأخر وتدخل فيهم الروح مرة ثانية ويعيشون في الأخرة حياة نقية بعيداً عن شقاء الدنيا وبما فيها من متاعب الملك كاورع مثل الكلمة السائدة للان عندما شخص يعتر فنقول بالعامية أفلان أتعكور أو نقول للشخص بالعصبية هتكعورني ولا أيه لوقتنا هذا الكلمة سائدة فهي مشتقة من اسم الملك كاورع و مثل اسم شبسي كاف أبنه الملك كاورع كلمة عامية للان الشبشب هو الحذاء الذي نمشي به عندما يتمزق نذهب للاسكافي وهذه الكلمة انشقت من اسم أبن الملك شبسكافي مثل كلمة كافي من الشيء الذي لا تريد منه مرة ثانية مثل اسم كاي مثل اسم كاي اسم من أسماء الكهنة الفرعونية فالكلمة السائدة عندنا في الريف والقري عندما أحد يضرب أحدا ما ويراه أحد ما في الضربة يقول الأخر فلان أخد خماسي قال كع أو قال كاي يعني بالمعنى الريفي رن رن ( أصدر صوتا رنانا ) علي وشه أو نقول علي فلان كلامه كاع مع يعني كلامه بلا جدوى وبالريفي ملهوش لازمه صلوات أنت الذي تبذل بجمالك فوق أفق السماء أنت يا أتون الحي الذي كنت في أذلت الحياة حينا كنت تشرق في الأفق الشرقي كنت تملي في الكون بجمالك أنت جميل وتملي الكون والأرض بجمالك وأشعتك ومتلأله بها الكون بنورك حته جميع مخلوقاتك هذه الكلمات كانوا يتلوها ما بينهم كي صلوات لي الإله الذي يعبدوه نذك الفرعنة فكانوا يعتقدون بالخلق والله واحد فكان الإله يبذل لهم النور والحرارة اعتقادهم في خلال النور يروا ويعملون ومن أجل ذالك يدخلون الطعام لي أبناهم ولولة النور لا كان فيه عمل ولا كانا فيه طعام وتباد البشرية بلا نور وتسود الفوضى ولا يجد عملان لولا الإله بأسس نوره من السماء ولولا الحرارة لا الزرع ينبت ولا يجدون الغلال من أجل الطعام فهو الخالق الخبز وهو الذي مخرج البذرة من الأرض / هذه صلوات فرعونية موخزة من ترجمت العلماء من يريد الجزء ( الأول والثاني والثالث ) يخش علي موقع الجريدة
0 notes
samirkakoz · 1 year ago
Text
سفر تثنية الاشتراع 4 : 1 والآن يا إسرائيل اسمع الفرائض والأحكام التي أعلمكم إياها لتعملوا بها لكي تحيوا وتدخلوا وترثوا الأرض التي يعطيكم الرب إله آبائكم إياها سفر تثنية الاشتراع 4 : 5 أنظر إني قد علمتكم فرائض وأحكاما كما أمرني الرب إلهي لتعملوا بها في وسط الأرض التي أنتم داخلون إليها لترثوها سفر تثنية الاشتراع 4 : 8 أية أمة عظيمة لها فرائض وأحكام بارة ككل هذه الشريعة التي أضعها اليوم أمامكم؟ سفر تثنية الاشتراع 4 : 10 - 13 يوم وقفت أمام الرب إلهك في حوريب حين قال لي الرب اجمع لي الشعب حتى اسمعه كلامي لكي يتعلموا أن يخافوني طول الأيام التي يعيشونها على الأرض ويعلموا بنيهم ذلك اقتربتم ووقفتم أسفل الجبل والجبل مشتعل بالنار إلى كبد السماء وعليه ظلام وغيم وغمام مظلم فكلمكم الرب من وسط النار فكنتم تسمعون صوت الكلام ولم تروا صورة بل كان هناك صوت فقط وأوحى بعهده الذي أمركم أن تعملوا به أي الكلمات العشر التي كتبها على لوحين من حجر سفر تثنية الاشتراع 12 : 1 وهذه هي الفرائض والأحكام التي تحفظونها لتعملوا بها في الأرض التي أعطاك الرب إله آبائك إياها لترثها كل الأيام التي تعيشونها على الأرض مكان العبادة سفر الخروج 20 : 2 - 17 أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبودية لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي لا تصنع لك منحوتا ولا صورة شيء مما في السماء من فوق ولا مما في الأرض من أسف�� ولا مما في المياه من تحت الأرض لا تسجد لها ولا تعبدها لإني أنا الرب إلهك إله غيور أعاقب إثم الآباء في البنين إلى الجيل الثالث والرابع من مبغضي وأصنع رحمة إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي لا تلفظ آسم الرب إلهك باطلا لأن الرب لا يبرئ الذي يلفظ آسمه باطلا أذكر يوم السبت لتقدسه في ستة أيام تعمل وتصنع أعمالك كلها واليوم السابع سبت للرب إلهك فلا تصنع فيه عملا أنت وآبنك وآبنتك وخادمك وخادمتك وبهيمتك ونزيلك الذي في داخل أبوابك لأن الرب في ستة أيام خلق السموات والأرض والبحر وكل ما فيها وفي اليوم السابع آستراح ولذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك إياها لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد على قريبك شهادة زور لا تشته بيت قريبك لا تشته آمرأة قريبك ولا خادمه ولا خادمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك سفر تثنية الاشتراع 4 : 15 - 20 فتنبهوا لأنفسكم جدا فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتصنعوا لكم تمثالا منحوتا على شكل صورة ما من ذكر أو أنثى أو شكل شيء من البهائم التي على الأرض أو شكل طائر ذي جناح مما يطير في السماءأو شكل شيء مما يدب على الأرض أو شكل شيء من السمك مما في الماء تحت الأرض وكيلا ترفع عينيك إلى السماء فترى الشمس والقمر والكواكب جميع قوات السماء مما جعله الرب إلهك نصيبا لجميع الشعوب التي تحت السماء فتجتذب وتسجد لها وتعبدها وأنتم قد أخذكم الرب وأخرجكم من أتون الحديد من مصر لتكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم سفر تثنية الاشتراع 4 : 24 لأن الرب إلهك هو نار أكلة وإله غيور سفر تثنية الاشتراع 7 : 9 ، 10 فاعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه إلى ألف جيل والمكافئ مبغضيه في نفوسهم ليهلكهم ولا يتأخر عن مجازاة مبغضه في نفسه سفر الخروج 12 : 48 وإذا نزل بكم نزيل وأراد أن يقيم فصحا للرب فليختتن كل ذكر له ثم يتقدم فيقيمه ويصير كآبن البلد وكل أقلف لا يأكل منه سفر يشوع بن سيراخ 3 : 1 - 16 يا بني اسمعوا لي أنا أبوكم واعملوا هكذا لكي تخلصوا فإن الرب أكرم الأب في أولاده وأثبت حق الأم على بنيها من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه ومن عظم أمه فهو كمدخر الكنوز من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له من عظم أباه طالت أيامه ومن أطاع الرب أراح أمه ويخدم والديه كأنهما سيدان له في العمل والقول أكرم أباك لكي تنزل عليك البركة منه فان بركة الأب توطد بيوت البنين ولعنة الأم تقلع أسسها لا تفتخر بهوان أبيك فإن هوان أبيك ليس فخرا لك بل فخر الإنسان بكرامة أبيه ومذلة الأم عار للبنين يا بنى أعن أباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته كن مسامحا وإن فقد رشده ولا تهنه وأنت في كل قوتك فان الإحسان إلى الأب لا ينسى ويعوض به عن خطاياك في يوم ضيقك تذكر وكالجليد في الصحو تذوب خطاياك من خذل أباه كان كالمجدف ومن أغاظ أمه فلعنة الرب عليه سفر الخروج 24 : 16 وحل مجد الرب على جبل سيناء وغطاه الغمام ستة أيام وفي اليوم السابع دعا الرب موسى من وسط الغمام سفر تثنية الاشتراع 4 : 12 ، 13 فكلمكم الرب من وسط النار فكنتم تسمعون صوت الكلام ولم تروا صورة بل كان هناك صوت فقط وأوحى بعهده الذي أمركم أن تعملوا به أي الكلمات العشر التي كتبها على لوحين من حجر اعداد الشماس سمير كاكوز
1 note · View note
orsozox · 4 years ago
Quote
قدّم لنا يوسابيوس القيصري في كتابه "التاريخ الكنسي" مجموعة من تلاميذ العلامة أوريجينوس تقدموا للاستشهاد، من بينهم من كانوا لا يزالون موعوظين، ومن الجنسين. من بينهم هؤلاء الشهداء بلوتارخوس وسيرينوس وهيراكليدس وسيرينوس آخر وإيريس أوهيريس وباسيليدس وبوتامينا. تم ذلك سنة 202 م. في عهد الإمبراطور سبتيميوس ساويرس، الذي يعني "العنيف أو القاسي السابع". هذا الإمبراطور في عودته من فلسطين إلى مقره، أراد أن يقضي بعض الوقت بمصر، ليعاين بنفسه مدى تطبيق أوامره التي ��صدرها لاضطهاد المسيحيين. لعل اِتِّقاد قلب أوريجينوس وغيرته قد أعطى الإسكندرية سمة خاصة، إذ كان هذا الشاب دائم الحركة، لا بتقديم التعليم الكنسي فحسب، وإنما في حثّ حتى الموعوظين الذين تتلمذوا على يديه أن يقبلوا الاستشهاد باسم المسيح بفرح. لقد جال الجند التابعين للإمبراطور في الإسكندرية، بل وفي كل نواحي مصر لمقاومة المسيحية، وقد أُغلقت المدارس، وأصاب الحياة اليومية نوعًا من الشلل... أما مدرسة الإسكندرية المسيحية فقد أَغلقت أبوابها لا لتشتيت تلاميذها، وإنما لينطلق أوريجينوس يعلمهم في موضع آخر على ضياء نور أتون الاضطهاد، لا حديث له معهم سوى حثّهم على قبول الآلام بفرح... يقضي معهم بعض الوقت ليتركهم منطلقًا إلى السجن يخدم المعترفين ويسندهم ليتمموا شهادتهم للحق بفرح، ويصحبهم إلى دار القضاء ليسمع الأحكام الصادرة ضدهم، فيرافقهم في ساحة التنفيذ ويُقبِلهم علانية قبيل استشهادهم. والعجيب أنه في هذه اللحظات الحرجة كان بعض الوثنين يأتون إليه لسماع كلمة الله... (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وكأن الضيق أعطى للكرازة قوة وثمارًا متكاثرة. أول تلميذ له استشهد هو بلوتارخس، يقول عنه يوسابيوس: "إذ كان يُساق إلى الموت اقترب منه الشخص موضوع حديثنا (أوريجينوس)، ورافقه حتى النهاية، ولكن العناية الإلهية حفظته في هذه المرة أيضًا". بلا شك قد ثار أهل الشهيد على أوريجينوس بكونه علّة موته، والمحرض له على رفض العبادة الوثنية... أما الرجل الثاني من تلاميذه فهو سيرينوس الذي قُدم لنار أتون، فكانت شهادته للإيمان الحق أعلى من ألسنة اللهب وأقوى من فاعلية النيران. تلاهما الشهيد هيراكليس وهو موعوظ بسيط منتمى للمدرسة، والرابع هو هيرو وكان حديث الإيمان، قبِل المعمودية قبل استشهاده بفترة قصيرة، سلّم رقبته للسيف بثبات وإيمان. والخامس سيرينوس (آخر) الذي دعاه يوسابيوس "بطلًا من أبطال التقوى". وأما السادس فهي من بين النساء تُسمى إيريس أو هيريس، التي استشهدت وهي لا تزال تحت التعليم، يقول يوسابيوس: "قبلت معمودية النار حسب تعبير أوريجينوس نفسه في موضع آخر". أما السابع فهو باسيليدس الذي ساق الشهيدة بوتامينا الشهيرة للاستشهاد، نعود إلى الحديث عنهما فيما بعد إن شاء الرب وعشنا.
https://www.orsozox.com/forums/showthread.php?t=83078&goto=newpost
0 notes
altakween · 5 years ago
Text
عند مجلة “العقيدة” في انتظار الشاعر مبارك العامري
———————— حمود بن سالم السيابي ————————— على هذه الأرض المترعة بالزيت وقطع غيار السيارات كانت مجلة العقيدة. وهنا كان الشيخ سعيد السمحان الكثيري يرفد تكبيرات الرصاص لتفرش الكلمة سجادتها لتصلي للوطن وتتغنى بالشهداء. وهنا كان مبارك العامري ينتزع من المجلة المجاهدة ملزمة بيضاء لتستشرف القصيدة نبوءة المستقبل ، ويخترق الشعراء حجب الغد . وكان الشيخ السمحان الكثيري بشماغه الأحمر جعل من مجلته العقيدة في أتون معركة شريفة مع الزحف الأحمر ، وال��تاب الاحمر ، واللون الأحمر ، بينما كان مبارك العامري بمصره ��لأبيض ينثر الزنابق البيضاء ، ويهيء المشهد لبشارات الثمانينيات التي ستجعل قمر ظفار يسكب قمريته البيضاء على سمحان ، والأيائل تغادر الذرى لتشرب من دربات ، وأسراب القطا تحتلب اللبان الحوجري ، والعشاق يملأون المدى من صحنوت إلى ضلكوت تأوهات وعذابات وتشاويق. كانت هنا مجلة العقيدة … وكان هنا شاب نحيل تخرج من محتويات روازن المساجد والسبلات والبيوت . جاء إلى سعيد السمحان الكثيري رئيس التحرير يسرج براءاته دونما حاجة لمؤهلات ولا مسوغات للتعيين ، فلم يتردد الكثيري من قبوله صحفيا في مجلته الخارجة للتو من خط النار ، فقد تفرس في الشاب نجابة ، ورأى فيه مشروع فارس نبيل يملك زمام الحروف وعنان الكلمات. وزكاه نائب رئيس التحرير الاستاذ حسين كريم حين اكتشف أن أطلس لبنان ارتسم في وجدان الشاب النحيل بتضاريسه وثواره وثوراته وبلابله وأغاريده. وصفق للتعيين مدير التحرير الاستاذ أحمد سليم حين استمع لأنين أمل دنقل في انفاس الشاب المتكيء على هزاله. وكان الصحفي الاستاذ أحمد تسن في صف المزكين وهو يستمع في دهشة لمداخلة الشاب عن الاسئلة التي غابت عن حوار المجلة مع الشاعر محمود الخصيبي. :-:-:-: (( وَرَثْتُ عن أبي أرضاً صغيرةً في فضاءٍ خالٍ من البنيان سأزرعُها قمحاً وحِنْطةً وحُبَّاً وشَتَلاتِ قصائد وأهِبُها للطيرِ والإنسان لكنني أخشى عليها من خفافيشِ العَتْمَةِ وسُعارِ القطعانِ حين تغدو خارج السياج)) :-:-:-: كان غلاف العقيدة يوم دلف مبناها مبارك العامري يدق ناقوس الخطر الأحمر على الخليج ، وكان ضيف ذلك العدد محمد باسندوة وزير الاعلام اليمني ، و كان حديث باسندوة عن الماركسية كأفيون للشعوب ، وكانت صفحات العدد من الغلاف الى الغلاف تصطف جبهة ملتهبة رغم انتصار عمان ، ورغم سياستها التصالحية في نقل الأعداء إلى صفوف الأصدقاء ، الا ان مبارك العامري فضل الخروج من حقول الألغام والبقاء في حقول البنفسج حيث الشهداء يضيفون للون الأبيض نبلا وبهاء. :-:-:-: لن تَكْسِرنا المِحَنُ مادامَ غصنُ الإرادةِ أخْضَر وَإِنْ تَهاوَتْ على رؤوسِ أحلامِنا حجارةُ الأقربين قَبْلَ سواهم” :-:-:-: وكان الملفت ان العقيدة التي كانت تزدان بالخوذات وبالبزات العسكرية الداخلة والخارجة ، وتتعطر بالبارود باتت بانضمام مبارك العامري لها ��قل فراشات وطيور خضر. وبعد أن كان رجال التوجيه المعنوي أبرز ضيوف مكاتب مجلة العقيدة باتت تفرش سجادا أبيض ليمشي عليه أمير البيان عبدالله الخليلي ، ويحمل أبو سرور الى طاولة مبارك العامري سمائلياته وصباباته ومراوداته الشعرية. إلا أن العقيدة التي أضاف لها مبارك العامري الكثير لم تقطف ثمار المواسم ، ولم تكن ضمن نيل أوسمة المنتصرين ، فأدارت معاركها الخاصة بالكثير من الخسارات وعلى رأسها خسارة القدرة على الاستمرار لتدخل غيابات المجهول ، ولتنتهي بأن توصد أبوابها في وجه التوجيه المعنوي والساسة ورجال المطبوعات والنشر والشعراء. وتتحول من دار صحفية إلى مطبعة ثم إلى تفكيك المطبعة والتحول الى معرض لبيع الإطارات وقطع الغيار لتنسجم مع جيرانها من الورش ومحال بيع قطع الغيار ، بينما يخرج مبارك العامري منتصرا ، اسما ومشروعا فينتقل من صحفي يتابع المشهد الثقافي إلى قامة يبحث عن جديدها الصحفيون ويتحول إلى رمز للمشهد وثابت من ثوابته وركن من أركانه . :-:-:-: (( سَقَطَ علينا الشِتَاءُ دُفْعَةً وَاحِدَة فماذا نقولُ إذاً عن سِرْبِ عصافير لا أعشاشَ لها يُجَمِّدُها البَرْدُ على ناصيَةِ شَارعٍ تعوي إزاءَهُ الريح)) :-:-:-: وحين يؤرخ للصحافة الثقافية في عمان يتلألأ مبارك العامري خريج روازن السبلات رائدا بلا منازع . وحين توثق مسيرة الرواية تضعه أبا لهذه المسيرة . كما تباهي قصيدة النثر أن مبارك العامري أحد أصواتها المتحققة . :-:-:-: (( هُنَاكَ حيثُ الشِعْرُ مُقَطَّرَاً كماءِ الورد تَعْتِقُ الخمائلُ المُنَضَّدَةُ رؤوسَنا مِنْ قبضةِ الضَجيج وتَرْهفُ اللغةُ لأنَّ ثمَّةَ ألحاظاً تجلو كِلْسَ المشَاعرِ اللابدةِ في القلب)) :-:-:-: وقبل أن يفترسه المرض كانت قصيدة العامري رمحا ، ورواياته بيانات انتصار ، وبعد أن رقد على سرير الشفاء استمر لهب الحروف واشتعال الكلمات ، وكأنه يقول لنا أن المرض قد ينهش كل خلية فيه إلا أنه لن يقترب من رحم خلايا الكتابة التي ستبقى في مخاض الولادات . كما أن مرارة الدواء التي تجرعها لسنين لم تندلق قواريرها على صفحات الكتابة ، ولم تضعف حروفه بل أضافت لها الكثير من الرفض ، كما أكسبت الأمصال كلماته المزيد من العناد. (( أكادُ أنْ أفْقدَ الأمَلَ بكلِّ شَيْء بأقربِ الناسِ إليَّ بجُلِّ الأصدقاء بالبُرْءِ من المرَض بالقلوبِ الخضراء بأيادي الدولةِ التي توصفُ بأنَّها بيضاء بالأوهامِ القُزَحيَّةِ ووصايا الأسلاف ببريقِ المباهجِ ووميضِ العزاءاتِ وزيفِ الوعود .. لكنني ، وياللسذاجَةِ ، لا أزالُ حتى اللحظةِ مُتَشَبِّثاً بأردانِ الحُب )). :-:-:-: ومبارك العامري المقيم في “مدارات العزلة” ب “شارع الفراهيدي” لديه القدرة ليدور في الكثير من المدارات بدون عزلة. ويمتلك نواصي الكثير من الشوارع بدءا بشارع الفراهيدي وانتهاء بآخر نص تمرد فيه على الفراهيدي وعلى نفسه. ورغم كل هذا العمر وهذا الصيت يبقى مبارك العامري ذلك الإنسان البسيط الذي يمد قطيفة نبله في الحياة ليحتوينا في مقاهي “الموج” على عزومة قصيدة بدأت ، ورواية لا يزال يخاتل نهاياتها فلا تنتهي. :-:-:-: (( بحثتُ عن الكأسِ المُتْرَعَةِ بكِ لأحتسي ، على مَهَلٍ ، نبيذَ أعْنابكِ المخْبوءَ في دِنَانِ الذاكِرَةِ لكنني وجدتُ القدحَ فارغاً تَكادُ أنْ تُهَشِّمَهُ يَدُ الغيابِ العَتِيَّة )). ———————— من مقالات كتيبي “أغاريد لمسقط ومطرح”.
  source http://altakweenmag.com/i-2/
0 notes
jasses12345 · 5 years ago
Text
سنكسار 1736 طوبة 30
1 – استشهاد العذارى القديسات بيستيس وهلبيس وأغابى ونياحة أمهن صوفية.
اليوم الثلاثون من شهر طوبه المبارك
1 – في مثل هذا اليوم استشهدت العذارى القديسات بيستيس وهلبيس وأغابى ونياحة أمهن صوفية التي كانت من عائلة شريفة بأنطاكية وقد رزقها الله بهؤلاء البنات الثلاث فأسمتهن بيستيس أي إيمان وهلبيس أي رجاء وأغابى أي محبة أما صوفية فمعناها حكمة. مضت هذه القديسة ببناتها الثلاث إلى روما لتعلِّمهن العلوم الكنسية والعبادة فبلغ أمرهن إلى الملك أدريانوس فاستحضرهن وحاول أن يجبرهن على ترك الإيمان المسيحي فكانت أمهن تشجعهن على الثبات في الإيمان بالسيد المسيح حتى ينلن أكاليل الشهادة، وكان عمر بيستيس 12 سنة وهلبيس 11 سنة وأغابى 9 سنوات، ولما رأى الملك تمسُّكهن بالإيمان مزّق جسد بيستيس بالسياط وألقاها في أتون النار ثم قطع رأسها أما هلبيس فمشَّط جسدها بالأمشاط الحديدية ثم ضرب عنقها بالسيف، ولما جاء دور أغابى الصغيرة ووجدها متمسّكة بالإيمان ولم ترتعب مِنْ قَتْل أختيها أمامها أمر بإلقائها في أتون النار ثم عصرها بالهنبازين وأخيراً قطع رأسها ففرحت جداً أمهن صوفية وتهللت وشكرت الرب على ثبات بناتها على الإيمان وأنهن نلن أكاليل الشهادة وصرن عرائس للسيد المسيح فأخذت أجسادهن ولفَّتهن بلفائف ثمينة وطلبت إلى الرب أن يقبل روحها فسمع الله صلاتها واستودعت روحها الطاهرة في يدي الرب، فأخذ المؤمنون أجسادهن الطاهرة ودفنوها بإكرام جزيل.
بركة صلواتهن فلتكن معنا. آمين.سنكسار 1736 طوبة 30
2 – نياحة البابا مينا الأول البطريرك السابع والأربعين من بطاركة الكرازة المرقسية.
2 – وفيه أيضاً من سنة 492 للشهداء ( 776م ) تنيَّح البابا القديس الأنبا مينا الأول البطريرك السابع والأربعون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس في سمنود وتربَّى تربية مسيحية ولما كبر ترَّهب في دير القديس مكاريوس باسم الراهب مينا، ولما تنيَّح البابا خائيل الأول اجتمع الأساقفة والشعب واتفقوا على اختيار الراهب مينا لكثرة فضائله وعِلْمه وبعد أن جلس على السِّدَة المرقسية اهتم برعاية شعبه وافتقاده كما بنى الكنائس التي تهدَّمت. وقد لحقته تجربة شديدة أثارها عليه أحد الرهبان الذي كان يري�� أن يحصل على درجة الأسقفية بأي وسيلة وتعرَّض البابا لضغوط كثيرة بسبب هذا الأمر لكنه احتمل بصبر وشجاعة. ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ثماني سنوات وعشرة شهور ودُفن بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.سنكسار 1736 طوبة 30
3 – نياحة القديس إبراهيم الرهاوي المتوحد.
3 – وفيه أيضاً تنيَّح القديس إبراهيم الرهاوي المتوحد. وُلِدَ بمدينة الرها من بلاد ما بين النهرين في بداية القرن الرابع الميلادي من أبوين مسيحيين تَقِيَّين فشَبَّ على حياة التقوى محباً للعبادة واشتاق إلى حياة الرهبنة وطلب كثيراً إلى الله أن يدبِّر أمر خلاصه، فسكن في مغارة في الجبل القريب من مدينته وظل أهله يبحثون عنه فوجدوه في المغارة ف��رادوا أن يأخذوه معهم فرفض وطلب منهم أن لا يزوروه مرة أخرى. بعد مدة أغلق مغارته وترك فيها طاقة صغيرة يتناول منها طعامه وظل في هذه الوحدة نحو خمسين عاماً فكان مثالاً للمتوحدين بسيطاً للغاية في معيشته.
كان بالقرب منه قرية مملوءة بالوثنيين الأشرار ولم يستطع أحد من المسيحيين أن يدخل إليها ليبشِّر بالسيد المسيح فطلب القديس يعقوب السروجي أسقف المنطقة من القديس إبراهيم المتوحد أن يذهب إلى القرية ويبشِّر أهلها بالسيد المسيح فشعر بدافع قوى لهذه الخدمة. فخرج من مغارته ودخل إليها وبدأ ينادى فيها باسم السيد المسيح فاضطهده الوثنيون وضربوه بقساوة وطردوه خارج القرية. وظل خارج القرية يصلى إلى الله لكي يفتقدهم برحمته فاستجاب الله صلاته وحرك قلوبهم فذهبوا إليه فوعظهم بكلام الحياة الأبدية والإيمان بالرب يسوع المسيح فتأثر بعضهم وطلبوا منه الصفح عمَّا أساءوا إليه وظلوا يسمعون منه كلام الحياة حتى آمنوا باسم المسيح وطلبوا العماد. فأرسل إلى الأسقف يُعْلِمه برغبة أهل القرية فأتى وعمَّد منهم عدداً كثيراً. وظل القديس إبراهيم يعلِّمهم ويثبِّتهم في الإيمان مدة من الزمن. وأخيراً عاد إلى مغارته ليستأنف حياة الوحدة مرة أخرى.
كان لأخيه ابنة اسمها مريم مات أبواها وتركاها وحيدة استطاع الشيطان أن يُسقطها في الخطية، فاستطاع بمعونة الرب أن يعيدها إلى حياة التوبة وسكنت في مغارة مجاورة لمغارته وسارت سيرة رهبانية حسنة.
ولما أكمل القديس إبراهيم المتوحد سعيه الصالح رقد في الرب بالغاً من العمر 85 عاماً.
بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
0 notes
yesfesnews · 5 years ago
Text
تحليق طائرات سلاح الجو المغربي فوق المنطقة العازلة يرهب البوليزاريو ويدفعها للإحتجاج متوعدة ب(حق الرد)
تحليق طائرات سلاح الجو المغربي فوق المنطقة العازلة يرهب البوليزاريو ويدفعها للإحتجاج متوعدة ب(حق الرد)
عقب تحليق طائرات تابعة لسلاح الجو المغربي الأسبوع الجاري فوق المنطقة العازلة، حسب ما ذكره مصدر إعلامي، سارعت جبهة البوليساريو إلى اتهام المغرب بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين.
وحذرت البوليزاريو، عبر عضو هيئة أركان جيشها، يوسف يوسف أحمد سالم مما قالت عنه ” خطورة انزلاق الأوضاع نحو المجهول ” ودخول المنطقة في ” أتون حرب جديدة “، مشيرا في نفس الآن إلى احتفاظ الجبهة “حق الرد “.
View On WordPress
0 notes
altakween · 6 years ago
Text
بتول حميد: أكتب بعد جرعات هائلة من الألم
بطفولة متناهية تحلم بقصيدة مفردة، لا لتعيد بناء خارطة الوجود وتشكل هيكل العالم من جديد مثلما يتوهم البعض. وإنما لتخترق هذه القصيدة/ الطقة قلبا واحدا فقط، وتستقر فيه إلى الأبد. بهذ الحلم الشفيف تكتب قصيدتها التي تشبهها في كينونتها وتوقها ونزوعها وأحلامها وجنونها. شاعرة تؤمن بالحرية وترفض الوصايات من أي نوع كانت، في الكتابة والحياة معا. ولا ترى حياة أو إبداعا خارج ذلك. ومن أجل ذلك ترتكب الكثير من الحزن وتتماهى مع الألم الذي يمنحها نافذة أخرى تطل منها على مشهد آخر للوجود غير الذي يراه العابرون، لتنقله عبر قصيدتها الآسرة. إنها الشاعرة البحرينية بتول حميد، التي فتحت للتكوين قلبها على أوسع مداه، وحدثتنا بصدق عميق عن الشعر والفن ومكابدات الكتابة ولذة الاحتراق في أتون القصيدة. فتنة القطع الحادة تحدثت في البدء عن مجموعتها الشعرية الجديدة (أتسوَّلُ الحياة بوجه مكشوف) وعن عن أصوات الألم الكامنة بين ثناياها فقالت: يستدعي حديثي ما قاله بورخيس: «الشعر هو أن نترجم حنق السنين إلى موسيقى وإشاعة ورمز.. أن نرى في الموت نومًا وفي الغروب ذهبًا حزينًا؛ فذلك هو الشعر خالدًا معوزًا»؛ أخال أن الحزن شريك وسيم للشعر وعريق في تاريخه. تربكني ثنائية الموت والحياة وحاولت ارتكاب ثيمة مفارقة لها عبر الديوان، بين ضجيج الحياة وصمت الجنائز، بين سكون الأيام الرتيبة ونحيب المكلومين بالفقْد مسافات هائلة يمكن تأثيثها بمعانٍ منفردة. ورغم أنّ ثمة فخا وجوديا رائعا يدعوني دومًا للكتابة .. لكني أكتب غالبًا بطريقة مؤلمة.. أبتلع دمعي وأرش الليل على الكلمات، أدلق النبض بتأمل وكثافة شديدين.. تفتنني القطع الحادة وأرصها في النص وهي تدمي إصبعي لتنحت صداه وأحاول جاهدة أن تكون جدليّة اللغة بكامل موسيقاها التصويرية إلى الحدّ الذي يمكنني من لمس كينونته ووصفه في مشهد مرئي. قصيدة بتول حميد تجسد نسيجا من كينونتها الخالصة، وهي تعكس عالما مشوبا بالأسئلة والحزن والطفولة معا .. ندلف معا إلى فضائها الشعري المحض الذي تقول عنه: دعنا نخوض هذه الأسئلة بمخيّلة شعرية.. ما طعم القبلة الحائرة وماذا ترتدي النجمات في ليلة ماطرة؟  أليس من حق الورقة الربيعية التي سقطت سهوًا ذاتَ خريف أن تجد حبرًا تسكب فيه غصتها..؟ ومن غير الشعر ينقل لأسماعنا نبرة الندم الخائنة في الأفراح المتأخرة.. ويصوّر لنا لعنة الذاكرة التي حرقوا قلبها ولمست بخاره على الوجنات! يرسم اللوحة الباهتة التي بكى أمامها يائسًا فان جوخ.. يبكي القصيدة الثكلى التي تركها لوركا بعد موته.. يقبض على الحجرة الغارقة في ثوب فيرجينيا وولف.. يستطعم النكهة السيريالية في حساء السجين السياسي.. ويتحسس الفكرة الغائرة في نصوص سيلفيا بلاث. إنْ كانت كلماتنا كهلى فالشعر الذي يرتدينا لا بد وأن يعانق طفولة الفكرة..  يتلمس وخزة الشوك التي تجعلنا نتخيّل سكرة الموت ونحدق مليًا في السقف الأزرق الذي نتوهم منه هطولنا بغزارة ونتأمل مونولوجنا الخفيّ من الدمية التي لمسنا قطنها الأبيض لأول مرّة. ليست ترفًا ورغم المرارة ووخز الكلمات وألم المكابدة إلا أن الكتابة، لاسيما الشعرية، تمثل لبتول السلاح الأقوى في مواجهة العدم والعالم ووحشيته ودماره وكائناته الدموية. تقول صاحبة «أتسوَّلُ الحياة بوجه مكشوف»: في خضم الحرب والجفاء وقسوة العالم.. تمثل لي الكتابة طوْق نجاة؛ أعني الكتابة التي لا يخدشها الجنون ولا تتعلقن وتتماهى في برودة الجوامد وتجنح للفوضى والموسيقى.. الكتابة في نظري ليست ترفًا لغويًا أو لوحة سيريالية أو مشهدًا أثيرًا من مشاهد الحياة. أكتب بعد جرعات هائلة من الألم ونوبات مطوّلة من الصمت. وحدهم الغرقى من يتم��نون من قياس ارتفاع الشهيق بدقة والهبوط بكامل مستويات الزفير. تحمل القصيدةُ المعاناة من أَول بريقٍ لها إلا أَن تُصبح مضاءة، أقول بثقة وتوجس؛ استقراء الحياة بتجلياتها العديدة يثري التجربة ويُغنيها؛ الألم الطافح يتوسط «عيْن» الشعر واللؤلؤ الذي يتألم بمخاض البحر ولطمات الموج هو ذاته الذي يتدلى على صدور الجميلات. بتول حميد تكتب بأريحية متناهية بلا أي قيود أو وصاية وتبعية لأية رقابة أو سلطة سوى نزعات الروح الشاعرة. وفي هذا الشأن تقول بتول: يشغلني ألا أستقيل عن احتلال الحرف الحر لروحي وألا أفسد أحلامي وأخيلتي بتفسيرها. مؤمنة بأن الكتابة وجه من وجوه الحرية ولا ينبغي أن يخضع الشعر تحديدًا للقيود.. يقيس نبرته بالمسطرة وينصاع لأشكال هندسية مغلقة أو قوانين مجتمعية صارمة. الشعر كائن خلاّق ينبغي أن يمشي كما يحب ويتأفف ويهز كتفيه ويغني كما يحلو له.. يخطئ ويتعثر ويحلق نحو الجنون والفوضى واللامنطق. القصيدة في قاموس شعوري مرادف للكثير من المعاني وأهمها الثورة؛ ولا يعوّل على الثورة مالم تؤنث.. مالم تستنهض نضالها الرهافة والرقة و القوة والتمرد، أليست المرأة هي الشريك الحي في ثالوث الحياة الأبدي (الشعر، الحب، الجمال)؟ أليس حريًا بها أن تتحرر من كل القيود المجتمعية والأصفاد الرجعية؟ ولماذا لا تخلق جماليتها الخاصة بفعل الحب لا بفعل المقاومة؟ تجاوز العادي والمكرس وانطلاقا من ذلك فإن بتول حميد لها موقف واضح محسوم من تجنيس القصيدة بين الذكورة والأنوثة كوْنها كما تقول: أرفض تأطير صورة الشعر بحسب جنس الكاتب؛ وأومن بقدرة الخيال على فرض كينونته في تقمص الرجولة والأنوثة في نصوص شعرية كثيرة.  أخال أن التأطير النمطي قد يحبس المواهب في تعريف غير مفيد، إذ ْعلينا دومًا أن ننحاز للنص بدلًا من كاتبه، أن تؤرقنا فكرة تجاوز العادي والمكرس المتكرر في الوقت نفسه أتباهى كوْن قصيدة الأنثى لها صوتها وعطرها ونفحة حنانها الخاصة التي ت��فجّر المضامين والجماليات الجوانيّة وتُعطي محاور موضوعية بليغة تتعلق ببنية النص اللغوية وليس فقط مبررًا جنسانيًا لوجودها،  فقد تملك تقنيات تعبيرية لا يملكها الرجل، تعطي الدفء والبعد من ناحية التكنيك والفعل الشعوري. في قصيدة بتول حميد ثمة جنوح للوحدة والعزلة أو ما يشبه الانكسار. وهنا تقول بتول حميد عن ما الذي يجعل المبدع يجنح إلى خيار العزلة: يذهب الشاعر داخل مايجيش هناك في داخله من قلق وحفيف وهمس ووجع. إنه أمر شبيه بالعبور الصامت المأهول والإنصات للذات برحابة وحساسيّة عالية.. تأملها وهي تتهجى انبجاس الأسئلة،  يتطلب هذا العبور سكونه الخالص كفضاء آمن لعملية خلْق النص الشعري. الشعر احتدام شاهق بحاجة ماسة لعزف خلجاته الخاصة وتفعيلها بأصابع تترفق بالمعنى وترافقه في رحلته الخبيئة في الروح حيث الأخيلة والرؤية والحدس والذاكرة. ورغم صغر سنها إلا أن بتول حميد تتعامل مع اللغة بوعي عالٍ وتبتكر فضاءها الخاص عبر تقنيات التكثيف والاختزال والمفارقة وكسر المتوقع. تحدثت صاحبة «افتح أزرار صمتك» عن رؤيتها وتعاملها مع اللغة قائلة: مازلت في البداية، أحاول التقدم بخطى متأنية وواعية لتكوين هوّيتي الخاصة. أركن إلى تكوين عنصر كثيف سأطلق عليه مسمى «البساطة العميقة» في خلق إيقاع النصوص الداخلية.. أميل إلى الفكرة التي يخالها المتلقي مألوفة في بادئ الأمر ولا يملك بعد التقاطها إلا أن يغرق في دم دهشته.  وفي النهاية الشعر اختراق إبداعي لا بد أن يتسم بالجدية والعمق. إنكار شعور للقصيدة سطوتها وأثرها على الروح، ورغم ذلك فهي كما ترى بتول أنها لا تستطيع القصيدة مهما كانت بلاغتها أَن تجمعَ أَشلاء طفلة صغيرة في مدينة منكوبة، ولا تستطيعُ مد منديل صغير لدمعة أم فاقدة تمسح به خدها المُتصدع. الشِّعرَ لا يستطيع أن يتحوّل بكل مفرداته الساحرة للأسف لبلدوزر يحطم آلات الحرب. لا أشكو عجز الشعر ولكن هذا السؤال يفتح شبابيك نظرية الفيلسوف الإيطالي غرامشي حول «المثقف العضوي». قد تلحّ فروض مجتمعية على أن يلبس الشعر قماشها الشعبي ويجعله الغاية الوحيدة المقصودة في كل نص، فيما يغفل عن الاهتمام بمقومات القصيدة «بناء وهيكل وصورة». وبطبيعة الحال يأفل انفعاله المنفرد وموسيقاه وتأفل الفكرة بمكنوناتها الظاهرة والخفيّة، وهذا يناقض مفاهيم الشعر البديهية.  ثمة شعر في المشاكل القومية وفي غمار الحروب وثمة شعر أيضًا في الإناء التي تزيّنه بالورد ربة بيت بسيطة وفي ضحكة أرملة لم تألف عيناها هجران الدمع، ما أعنيه أن أسلوب الشعر في معالجة مواضيع نصوصه التي تتوهج في مناطق وتنطفئ في أخرى باختلاف الشعراء هي الأهم. دعوة المجتمع أحيانًا تميل إلى أن يتجرد الشعر من عواطف إنسانية محددة فتسخط من نص بتهمة «الهرب من الواقع» أو بجناية «العزلة» ولو تأملنا هذه التعابير لوجدناها تنتهي كلها إلى إنكار شعور الفرد العادي من الناس كموضوع للشعر، فهل ينبغي أن يكون عملاقًا بلا مشاعر لكي ينال حق كتابة قصيدة؛ فلا يحب المطر مثلًا، ولا يسهم صامتًا في مشهد الغروب.. أو لا يتألم لهمومه الخاصة؟ ومهما يكن من الأمر فإن الإيمان بصوت القصيدة بمعناها وصداها، كما تؤكد بتول حميد، والجنوح إلى التحليق معها والكشف عن أسرارها إلى إحياء الإنسان داخل الإنسان، هو أحد أهم مطالب الشعر الحقيقية منذ ميلاده.  الشعر الذي يؤمن بأن تراكم البشاعة لا يلغي الجمال والقنبلة لا تشطب القُبلة. ثمة متسع لصوت لقصيدة دومًا مهما تعالت السطحية وهيمنت الآلة وكلّما اشتقنا لذواتنا النابضة.
.. أيديهن على قلوبهن دائمًا
الحزيناتُ اللاتي يتجنبنَ الكحلَ حتى لا تُفسدُهُ الدموع لا يفوتُهن تمريرُ بعضَه في الحماماتِ العامة يَغسلْن به فناجينَ الكلام.. يصمتْن وفي أعيُنِهن حناجرُ مجروحة يحفُرنَ في صدورهن ثُقبين واحدٌ للغدرِ وواحدٌ للفقْد.. الحزيناتُ اللاتي أيديهن على قلوبِهِن دائمًا لا يملكنَ معاطفَ دافئةً في عزِ الصقيع يُلبسن الليلَ قفطانَه الأسودَ الطويل ويُعلنَ الحدادَ على موتِ النهار يعيدُهن للحياةِ عناقٌ واحدٌ من الخلف!
وحيدة يا الله..
أنا وحيدةٌ يا الله تبكي داخلي جثامينُ كثيرةٌ حتى أنّي صِرتُ أتفقدُها.. كشبحٍ في المرآة.. أحاولُ أن أكمُشَ ظلي علّه يخلصُني من هذا النحيب.. !
أنا وحيدةٌ يا الله.. صوتُها يُضجرُني تنوحُ في صدري كحماماتٍ بريةٍ ولا أستطيعُ فتحَ القفص..
كلُ الذين أحببتُهم ذهبوا بأجزاءَ مني أنا امرأةٌ مسكونةٌ بالفقْدِ أتكئُ على عُكاز أملٍ هش لم يَعُدْ يعنيني بقاءُ ظلي!
نجار أرعن
تورطتُ في حب نجارٍ أرعن لم يعبُرْ قلبي إلا بعد أن شطرَني نصفين.. نصفٌ لا يمثلُني ونصفٌ يمثلُ عليّ! ماذا كان سيضيرُهُ لو كبرتُ ولَمَستُ وجهَ الريح؟ لو طَرَقتُ بأصابعي بابَ السماء وتحنن عليّ صُنبورُ المطر؟ إنّ أحدًا لن يشعرَ برُكامِ سفينةٍ خشبيّةٍ باكية تنبُذُها النار ويحتقرُها موجُ البحر..
الحزن.. شريكنا الوسيم
لا أنتَ تُبددُ ظلامي لا أنا أحْجُبُ نورَك.. أقرأُ ملامحي على وجهِكَ.. كرسالةِ انتحار! أقفُ على طرفِ عينيكَ.. كدمعةِ كبرياء! الحزنُ شريكُنا الوسيم لا يبحثُ عنا في مرايا الناس يَحمينا من.. الفرحِ المبتذلِ والأحاديثِ المكررة ينقذُنًا من.. عناءِ نشرِ همومنا على حبالِ الضحِك!
source http://altakweenmag.com/01-4/
1 note · View note
orsozox · 6 years ago
Quote
سيرة القديس مولده وصباه: أبصر النور في أنطاكية بين سنتي 345 و349 إلا أن الدكتور أسد رستم يرجح يقول أنه ولد في سنة 345. كان والده سكوندوس قائد القوات الرومانية في سورية. ووالدته القديسة أنثوسة. توفي والده في السنة الرابعة لزواجه وكان لديه ابنة وابن. فرفضت والدته أن تتزوج بعد ترملها. وتفرغت لتربية ولديها، تربية مسيحية خالصة. فكانت تربيتهم تنضح بعفة وطهارة وإخلاص القديسة اثنوسة. فقال بها الفيلسوف ليبانيوس الوثني: "ما أعظم النساء عند المسيحيين". تهذيبه وتحصيله: درس يوحنا اللغة والبيان في مدرسة الفيلسوف ليبانيوس أشهر فلاسفة عصره ورئسي مدرسة أنطاكية. فأجاد القديس يوحنا اليونانية التي ساعدتها كثيراً في مواعظه وشروحاته. ولمس ليبانيوس مواهبه، فقال لتلاميذه مادحاً إياه: "لقد كان في ودي أن أختار يوحنا لإدارة مدرستي من بعدي ولكن المسيحيين سلبوه منا" إذ أن يوحنا أصبح قارئاً في الكنيسة في سنة 367. ودرس الفلسفة على يد انذورغاثيوس في أنطاكية أيضاً. وكان أكثر أصحابه المقربين باسيليوس الذي أصبح أسقف رفنية قريباً من مصياف. زهده وورعه: امتهن يوحنا المحاماة وبهر أقرانه بفصاحته وبلاغته. ثم رغب فجأة بتركها. وكان ملاتيوس الجليل أسقف أنطاكية يرقب تقدم يوحنا في العلم والفضيلة. فلما تيقن من زهده أحله في دار الأسقفية ثلاث سنوات ثم منحه سر المعمودية ورقّأه إلى درجة القارئ. وكان بعض المسيحيون في ذلك الوقت يهابون سرّ المعمودية خوفاً من عواقب الوقوع في الخطيئة بعدها. فآثروا تأجيل ممارسة ��ذا السر حتى سن متأخرة. أما سبب تأجيل معمودية يوحنا فهو أمر غير معلوم إذ لا يوجد في المراجع ما يقدم لنا الجواب. وقد تكون أحداث أنطاكية هي التي تسببت في هذا التأخر. وأراد يوحنا أن يخرج للصحراء للتعبد والصلاة والتأمل. إلا أن أمه طلبت منه أن يؤجل هذا حتى ترقد بالرب إذ لم يكن لها معيل غيره. فرضخ لطلبها، ويقول القديس في هذا الصدد: "ما كدنا -هو وباسيليوس- نبدأ بتنفيذ ما رمنا حتى تدخلت أمي، المحبوبة جداً، ضد المشروع. لقد أمسكت بيدي وقادتني إلى غرفتها الخاصة. وأجلستني، وجسلت قربي، على الفراش ذاته حيث شاهدتُ النور لأول مرة. وهنا فاضت دموعها وكانت زفراتها تقطع نياط قلبي وعباراتها العذبة الحنونة تمعن في التقطيع... ومما قالته لي: انتظر فراقي لهذا العالم، ربما يكون قريباً. لقد بلغت سناً لا يُنتظر معه إلا الموت. وعندما تعيدني إلى التراب، وتجمعني إلى أبيك، اذهب حيث تشاء؛ سافر إلى البعيد البعيد، إرم بنفس�� في لجة اختيارك فعندئذ ليس من يمنعك. ولكن طالما أمك تتنفس وتتألم لا تتركها ولا تغضب الرب إلهك إذ تلقيني بلا مبرّر وبلا فائدة في لجج من الآلام أنا التي لم أصنع لك شراً. وتابعت: يا بني إذا استطعت أن تنسب لي أني أزيد همومك الحياتية فأنت حرّ من شرائع الطبيعة. دُسها برجليك ولا تأخذ بعين الاعتبار شيئاً واهرب مني كعدوة تنصب لك الكمين... إذا كنتُ صنعتُ بك شراً!!". وكان هذا الحادث بمثابة نقطة الثقل في حياته. من الأكيد الحصول على الطهارة المسيحية يفرض الهرب من العالم. هذه النجوة هي الطريق الأقصر نحو القداسة. ولكنه الذي يدوس برجليه كائناً إنسانياً -إذ يهرب من العالم- فإنه يسدّ على نفسه طريق القداسة إلى الأبد. ولكنه جعل من غرفته في المنزل قلاّية. وعاش حياة الراهب والابن في الوقت نفسه. فتقشف وكرس وقته للصلاة. ثم أنشأ بالاشتراك مع باسيليوس صديقه أخوية نسكية ضمت بعض رفاقهما في التلمذة أمثال ثيودوروس أسقف موبسوسته فيما بعد ومكسيموس أسقف سلفكية أسورية. وخضعت فيما يظهر إلى ديودوروس و كرتيريوس الراهبين الرئيسين في أنطاكية آنئذ. الراهب: وفي سنة 373 غضب والنس جاش على الأرثوذكسيين فأكره النساك على الخدمة العسكرية والمدنية. واعتبر بعض المسيحيين أن تقشفات النساك ضرب من الجنون. فضحك الوثنيون على الطرفين. فأخذت الكآبة في نفس يوحنا كل مأخذ. فعلم أحد أصدقاءه بهذا. فحض يوحنا أن يقيم كلامه حصناً يدرأ نار الاضطهاد فتردد يوحنا ثم أنشأ ثلاثة كتب في إطراء السيرة النسكية. لا تزال من أفضل ما صُنف في موضوعها. ومن ثم ذهب إلى وادي العاصي وأوى إلى مغارة في الفترة ما بين (374-381). وعاد إلى أنطاكية بعد ست سنوات. مريض، فجسمه لم يقوى على التقشف. ورجليه أصبحتا ضعيفتين. يُخيل للناظر إليه أن لا لحم له ولا دم يجري في عروقه. ولم يدرِ وقتها أن الله افتقده لما رأى ثمره نضج وقد حان الوقت ليرفع صوته ويسطع نوره في أفق الكنيسة. الشماس والكاهن والواعظ: (381-398) كان القديس ملاتيوس قد عاد إلى أنطاكية في صيف 378. فلما أطل يوحنا على دارس الأسقفية ابتهج الجليل في القديسين ملاتيوس وجاء به ورسمه شماساً رغم معارضته. فأوكلت إليه مهمة مساعدة المحتاجين، فوزع الصدقات وزار المرضى والحزانى.... ودعي ملاتيوس لحضور المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية وترأس أعمله. واستطحب معه الكاهن فلابيانوس يمينه. ووكل السهر على شؤون الكنيسة إلى يوحنا. ثم توفي ملاتيوس أثناء انعقاد المجمع، فبكاه يوحنا. ثم أجمع الآباء الأنطاكيين على فلابيانوس خليفة للرسولين. فتوثقت المحبة بينه وبين يوحنا. وشرع يفكر في ترقية ��وحنا إلى الكهنوت. ثم وضع يده عليه في كنيسة القديس بولس سنة 386. واحتشد يومها أهل أنطاكية مسيحيين ووثنيين. فملك يوحنا قيادتها بقداسته وفصاحته. فسعى لإصلاح المجتمع. وحرك الأغنياء أن يمدوا يد المعونة للكنيسة والتي بدورها راحت تبني المشافي والمآوي. الذهبي الفم وعيد الميلاد: يؤرخ لنا القديس يوحنا الذهبي الفم أن كنيستنا الأنطاكية بدأت بالاحتفال بعيد الميلاد في أيامه. أخذة بذلك عن كنيسة رومة. فلمّا سيم قساً سنة 386 رأى من واجبه اقناع المؤمنين بأهمية هذا العيد المجيد. فوعظ في المؤمنين في العشرين من كانون الأول وتكلم عن عظمة عيد الميلاد لعظمة سر التجسد وقال: "لو لم يتجسد الرب يسوع المسيح لما كان صلب ولا أرسل الروح القدس. وما كنا نقيم عيد الغطاس ولا الفصح ولا العنصرة. فمن عيد الميلاد تولدت جميع الأعياد السيدية وتدفقت منه كما تدفق الأنهار من ينبوع واحد....". وعاد قديسنا إلى الوعظ في يوم عيد الميلاد فقال قولاً بليغاً وسجل لنا الأخبار المفيدة لتاريخ هذا العيد. فألمع إلى أننا لم نبدأ الاحتفال به قبل سنة 376 وأننا أخذناه من الغرب وقال: "ولئن كان ظهور هذا اليوم الشريف ومعرفتنا إياه من مدة لا تنيف على عشر سنوات... وقد كان معروفاً منذ البدء بين الشعوب القاطنين في الغرب ودخل بيننا حديثاً..." ثورة أنطاكية: كانت قد تلطخت حاشية ثيودوثيوس بالرشوة. وكتب ليبانيوس الفيلسوف إلى الامبراطور يقولا: "حكامك الذين تبعثهم إلى الولايات ليسوا سوى قتلة". وجاءت السنة 378 فشرعت الحكومة المركزية تتهيأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الامبراطور وبإتمام السنة الخامسة لإشراك ابنه اركاديوس بالسلطة. ففرضت الضرائب لأجل هذا الاحتفال. فاستثقل الأنطاكيون هذه الترتيبات المالية الجديدة وتقدم أعيانهم إلى عامل الأمبراطور في أنطاكية يسألونه رفع هذا العبء. فلم يلتفت لسؤالهم. وأبدى جباة الضرائب عنفاً شديداً فأمسوا هدفاً للشتائم واللعان. واشتدت وطأة هذا الظلم على الفقراء. فأخذوا يتجولون في الشوارع وجعلوا يشتمون الامبراطور وأسرته. وحطموا تماثيلهم النحاسية ولا سيما الامبراطورة بلاكلَّة التي كانت قد غمرت الأنطاكيين بالإحسانات. فجروا تماثيلها في الأوحال والأقذار ثم كسروها قطعاً. واختبأ رجال السلطة في منازلهم وحذا حذوهم سائر الأعيان، فأمست المدينة في يد أهل الفوضى. فنهبوا ودمروا وخربوا. ثم أفاقوا فتأملوا مرتجفين وتوقعوا نزول العقاب فهجر بعضهم المدينة وهرب آخرون إلى الهضاب المجاورة. وتقطر قلب فلابيانوس وخشيَ سطوة الأمبراطور وأشفق على خرافه من أن يؤخذ البريء بذنب الجريء. وقر قراره أن يطرق بابا الأمبراطور نفسه ويلتمس العفو منه بعد أن طلب منه ذلك القديس الذهبي الفم وترجاه. فسار في الشتا�� وهو الشيخ الكهل مسرعاً ليسبق السعاة المنفذين لإنذار ثيودوسيوس بما جرى. فشخصت أعين الأنطاكيون إلى خليفته الذهبي الفم. فاقتدى هذا بأصحاب أيوب ولزم جنب الصمت سبعة أيان ثم أخذ يعزي نفوسهم مؤكداً حماية يسوع مذكراً ببلايا أيوب والفتيان الثلاثة الذين ظلوا يسبحون الرب في وسط أتون النار. وبلغ ثيودوسيوس الخبر قبل وصول السعاة. فاستشاط غضباً وجزم بأن ينزع عن أنطاكية جميع امتيازاتها وينقل عاصمة المشرق إلى اللاذقية وأوفد إليها قائدين كبيرين هما الليبيكوس وقيصاريوس. فلما وصلا إلى أنطاكية في الثاني والعشرين من شباط سنة 378 أعلنا سقوط امتيازات أنطاكية وأقفلا الملاعب والمشاهد والميدان والحمامات. وشرعا ينقبان عن المجرمين. ووقعت الشبهات على كثيرين من وجهاء المدينة لتقاعسهم عن قمع الهيجان. فأوثقوا وطرحوا في السجون وحجز على أموالهم وطردت نساؤهم من بيوتهم ولم يجرؤ أحد أن يَقبلهن عنده خشية أن ينهم بمشاركة أزواجهن. فتولى الذهبي الفم التعزية بنفسه. وتذكر الذهبي الفم أن هناك أناس يعطون حياتهم بسهولة من أجل الرب، هؤلاء هم العائشون في البراري والجبال، المتوحدون. فالنساك هم خزانة عقيدة الرسل وتعاليمهم. والأمر الصعب في هذا هو العثور عليهم، إلا أن قديسنا نفسه كان متوحد ويعرف كيف يجد هؤلاء المصارعين الروحيين. فبعث رسالة إليهم يحثهم على الظهور في أنطاكية لتخليص أخوتهم من التعذيب والموت. كيف انتشرت الرسالة؟! لا ندري. الذي نعرفه أن الخبر وصل إلى الجميع وبدأت تحركات المتوحدين نحو المدينة. جاء القديسون لنيقذوا من الموت أناساً لا يعرفونهم ولم يرونهم قط ولا تربطهم بهم إلا رابطة المحبة في المسيح. لقد أحبوهم حتى أنهم أتوا ليبذلوا حياتهم. فكانوا أعظم من الملائكة، كانوا أبطالاً وملائكة، مجردون من الأشياء المادية ومسلحون بدرع الإيمان وخوذة الخلاص. وكان أحدهم يدعى مكدونيوس. لا يعرفه أحد إلا أن اسمه كان معروفاً للجميع. هو أول من ظهر في أنطاكية. ورأى في الساحة العامة المرسلين الأمبراطوريين على حصانيهما. فاعترض طريقهما وأمرهما بالترجل وتكلم كمن له سلطان. وأمرهما بالرجوع عن أنطاكية إلى القسطنطينية وطلب إبلاغ رسالته إلى الأمبراطور بأنه كونه امبراطوراً لا يعطيه الحق اطلاقاً بقتل أي إنساناً واحداً. صحيح أن الأنطاكيين حطموا بعض التماثيل، وهذا غير مستحسن، إلا أن الأنطاكيين أنفسهم رفعوا كثيراً من التماثيل، تماثيل أجمل من التي تحطمت. هل يقدر الأمبراطور أن يعيد تكوين إنسان قتله؟ هل يقدر أن يعيد شعرة واحدة سقطت من رأس الرجل؟ إذا كان الأمبراطور لا يستطيع إعادة إنسان للحياة فإنه لا يحق له مطلقاً أن يقتل إنساناً. يجب على الأمبراطور أن يعيد السيف إلى غمده ويكفّ عن تقتيل الناس. كل إنسان مخلوق على صورة الله. كل إنسان نسخة عن الله. وقال مكدونيوس يجب أن ي��هم الأمبراطور أنه لا يحق له أن يمحو من سفر الحياة ولا صورة إنسانية لأن الصورة الإنسانية هي نموذج عن صورة الله... وبعد أن انتهى من كلامه، ذهب. ووعداه بأنهما لا يمسان أحداً بسوء قبل أن يرفعا كلمته إلى الأمبراطور. إلا أن حماسهما قد خف في تبليغ الرسالة. وقابل الذهبي الفم موقفة الأساقفة والنساك والرهبان في هذا الحادث الجلل بموقف كبار الوثنيين. فقال في إحدى مواعظه ما معناه: أين هم الآن أولئك الرجال أصحاب الطيالس الطويلة واللحى العريضة الذين كانوا يتمشون شامخي الأنوف في الأندية العمومية وفي يدهم عصاً! أين هم في ساعة الأحزان والذعر؟ لقد هجروا المدينة عند حلول الخطر وفروا إلى المغاور والأودية إخفاء لعار ضعفهم. ولم يأتِ لإغاثة الشعب في ضيقه إلا محبو الحكمة الحقيقية حكمة الصليب هؤلاء النساك مستودعو كنز تعليم الرسل وورثة غيرتهم وشجاعتهم. وكفي بالحوادث صوتاً يفحم كل خصم - نخبة النخب 29. ووصل فلابيانوس إلى القسطنطينية وهرع إلى البلاط. وكان قد عانى من التعب أشده. فلما أبصره ثيودوسيوس تصدع قلبه أسفاً فذكر الامتيازات والإحسانات التي غمر بها أنطاكية وقال أهذا هو عرفان الجميل؟ فردّ عليه الأسقف الشيخ بخطاب طويل. وأفضل ما جاء فيه قوله: "إني لست فقط رسول شعب أنطاكية بل أيضاً سفير الله، أتيت باسمه أُنبئك أنك إن غفرت للناس سيئاتهم وهفواتهم غفر لك أبوك السماوي مساوئك وزلاتك.... فبمثل ما تحكم الآن يحكم عليك...." وعاد فلابيانوس إلى أنطاكية حاملاً العفو المنشود واحتفل بعيد الفصح المجيد فانبرى الذهبي الفم يرد آيات الشكر والتسبيح لأن شعب أنطاكية كان ميتاً فعاش وضالاً فوجد. أسقف روما الجديدة: (398-404) توفي نكتاريوس أسقف القسطنطينية في السابع عشر من أيلول من عام 396 فأصبح كرسي رومة الجديدة كرة شق��ق بين الشعب ورجال الكهنوت. وكان ثيودوسيوس وقد توفي في مطلع السنة 395 مخلفاً أزمة الحكم ليدين ضعيفتين لابنيه اركاديوس في الشرق واونوريوس في الغرب. وتسلط على اركاديوس وزيره الأكبر روفينوس ثم قوي على هذا الخصي افتروبيوس فأسقطه وجلس مكانه. وهذا هو الذي عهد إليه منصبه أن يرفض توسلات أولي الأطماع وأن يفتح أذنه إلى وحي ضمير المؤمنين وصوت الشعب المسيحي الحقيقي. وكان افتروبيوس قد عرف الذهبي الفم في أثناء رحلاته إلى الشرق فأُعجب بفصاحته وقدر فضله فلم يجد أجدر منه بإعادة شعب العاصمة إلى الفضائل المسيحية. ولعله أحس بوحي أوتيه من فوق. فإنه عند المجاهرة باسم الذهبي الفم استصوب الجميع هذا الاختيار. وعرف الخصي تعلّق الأنطاكيين بمرشحه. فكتب إلى فيكتور استيروس والي الشرق أن يرسل يوحنا خفية دون إطلاع أحد من الأنطاكيين على ذلك. فبادر الوالي إلى التنفيذ ووجد أن أيسر الطرق هو الاحتيال بإخراج يوحنا إلى ظاهر البلد ليتمكن من تسفيره سراً. فدعا الوالي ال��اهن يوحنا إلى زيارة كنيسة الشهداء حيث مدفون أجساد الشهداء في خارج أسوار المدينة. وكان هذا في أواخر تشرين الثاني. فعد يوحنا هذه الرحلة واجباً مقدساً ورضي بها. وذهب الذهبي الفم إلى المكان الذي اتفقا على أن يلتقيا فيه. وفي الموعد المحدد جاء استيروس راكباً في عربة كونتية مفروشة بالحرير، تجرّها جياد أصيلة. وقبل القديس دعوة استيروس للركوب وركب إلى جانبه. وما كادت العربة تتحرك حتى فتح الكونت "استيروس" فمه قائلاً: "بالحقيقة، ليست غايتي زيارة كنيسة الشهداء. أرجو القديس أن يغفر كذبتي". واتجهت العربة إلى القسطنطينية. ورغب الأمبراطور ومن حوله أن يستقبلوا المرشح الأنطاكي بما استطاعوا من العظمة والأبهة والإجلال لأنه سيتبوأ أسمى المناصب في الكنيسة بعد أسقف رومة. فدعا الأمبراطور إلى مجمع محلي للانتخاب وجمع أكابر العاصمة واستدعى ثيوفيلوس أسقف الإسكندرية، ليضع يده عليه ويسلمه عكاز الرعاية. وتمت سيامته أسقفاً في 26 شباط من عام 398، وكما يقول السنكسار اليوناني في منتصف كانون الأول من سنة 379. وثيوفيلوس -"الفرعون المسيحي"، "الفرعون الإسكندري"- هذا يعتبر من أسوء الأساقفة التي عرفتهم الكنيسة. فكان فظاً مثل فرعون، محباً للذهب والأحجار الكريمة مثل فرعون، ويحتقر الإنسان مثل فرعون. ولم يرضَ هذا الفرعون عن مقررات المجمع المسكوني الثاني الذي جعل من أسقف القسطنطينية في الكرامة بعد أسقف رومة. وكان لا يحب الذهبي الفم، ويخشى مواهبه وقداسته فأحب أن يجعل ايسيدوروس الكاهن الإسكندري أسقفاً على رومة الجديدة. وكان هذا الكاهن راهباً فاضلاً ولكنه مطواع فأحبه ثيوفيلوس، لأنه رأى في انقياده آلة يديرها في يده كيف شاء. فجاهر بعدم الرضى فاضطر افتروبيوس أن يقول له: "أمامك أحد أمرين إما أن تنقاد لرأي الأساقفة والوجهاء وإما أن تدافع عن نفسك ضد المشتكين عليك". فارتبك ثيوفيلوس واحتفل برسامة يوحنا الذهبي الفم. وأرسل يوحنا رسائل سلامية إلى رؤساء الكنائس. وفي أول يوم بعد دخوله القصر الأسقفي أحدث تغيرات. غيّر بعض الأشياء التي من شأنها إغضاب الرب. إذ أن سلفه كان محافظاً للمدينة ومن ثم وبعد أن تقاعد، أصبح أسقفاً فاحتفظ بالقصر وجعله القصر الأسقفي. فكان مليئاً بالذهب ومظاهر الترف. فأمر يوحنا ببيع جميع الأواني الفضية والذهبية وتوزيعها على الفقراء. ثم باع السجاد وشيّد بثمنه مستشفى للفقراء. وباع المقاعد الحريرية والمغاطس الرخامية والشماعدين وأقام بأثمانها مأوى للغرباء. باع المرايا واللوحات والأعمدة وترك الجدران عارية. وأخيراً باع السرير: الحرير والمخمل النادر. وأتى بسرير من ألواح الخشب. وبعد ذلك صرف جميع الخدام على اختلاف وظائفهم بعد أن دفع لهم ما يحق لهم من المال. وأرسل جميع أدوات المطبخ إلى المأوي والفقراء. لم يشهد سكان القصر الأسقفي مثيلاً لما يجري أمامهم. وتكلموا باحترام مع سيد القصر قائلين: إن أسقف القسطنطينية ثاني أسقف في العالم، وعليه واجبات رسمية. عليه أن يقيم مآدب، وأدوات المطبخ لازمة. عليه أن يدعو الأمبراطور والأمبراطورة والأعيان. هكذا البروتوكول! وأبدى القديس أسفه قائلاً: إن الأسقف طبيب روحي وأب. وليس صاحب مطعم يدعو الناس ليملأوا بطونهم. ولكي يعطي لكلامه وزناً عملياً أصدر أمره ببيع غرفة الطعام بكاملها. وأعلن أنه لن يدعو أحداً إلى الطعام وأنه سيأخذ طعامه وحيداً كما كان يفعل طيلة حياته. وأنه غير محتاج إلى طاهٍ وأدوات. سيهيئ، بنفسه وبمساعدة أحد الرهبان، الخضار التي يتناولها مرةً واحدة في اليوم. إلا أن إنسان واحد لم يقتنع ولم يصدق أن القديس يعيش حياة قاسية. وهو الأسقف أكاسيوس. كان صديقاً للقديس، وأسقفاً في الملحقات "خوراسقف". قدم لأشغال خاصة في القسطنطينية. وعرف الذهبي الفم بقدومه فدعاه للحلول ضيفاً عليه. وسر الأسقف أكاسيوس بهذه الدعوة، فكان بالنسبة له دخول القصر الأسقفي موازٍ للدخول للقصر الأمبراطوري. وقاده الراهب إلى الغرفة المخصصة له. كانت شبيهة بغرفة الذهبي الفم تماماً. فيها سرير من الخشب وعليه غطاء، والجدران عارية. وفتح أكاسيوس فاه عجباً، وظن أن صديقه الذهبي الفم يسخر منه. وللحال ترك أكاسيوس القصر الأسقفي غاضباً. ومن تلك اللحظة أصبح عدواً لدوداً للذهبي الفم. وعبثاً حاولوا أن يفسروا له أن أسقف القسطنطينية ينام في غرفة مماثلة. لم يصدق أكاسيوس أن صديقه الذهبي الفم سخر منه وهو لن ينسى له هذه الاهانة طالما فيه عرق ينبض. وسيحاول الانتقام لكرامته. وعني القديس بإصلاح الاكليروس. فسلق بعضهم بلسانه سلقاً. وأوجب عليهم الزهد في الملبس والمأكل والقيام بالواجب المقدس. وكان لكلامه وقع شديد في قلوب السامعين فانقاد اكليروس القسطنطينية لصوته وعاد عدد كبير منهم إلى ما اعتاد عليه آباء الكنيسة الأولون من التواضع والفقر والقناعة والقداسة. وكان الارشدياكون سرابيون أشد من الذهبي الفم غيرة على الإصلاح فأمسى إفراطه في التنقيب والتأنيب عثرة في سبيل القديس. فحقد بعض رجال الاكليروس على الأسقف والأرشدياكون واضطر الأسقف بعد أن يئش من إصلاحهم أن يقطعهم من جسم الكنيسة. وتفقد القديس بنفسه جميع الأديرة فأثنى على المحافظين على فرائض الدعوة وأكره الذين نفخ فيهم ريح العالم على الرجوع إلى الأديرة والتقيّد بقوانينها وتقاليدها. وحرم على الكهنة قبول العذارى المصونات في بيوتهم. وأنشأ للعذارى مآوي انقطعن فيها للصلاة والفضائل ولنسح ثياب الفقراء وتزيين الكنائس وجعل عليها أمّاً واحدة لسياستهن نيكارتية النقوميذية. ثم التفت إلى إصلاح ما فسد من أحوال الأرامل فئة الكنيسة العاملة في أوائل عهدها. فمنعهن من التردد إلى البيوت والحمامات والملاعب وأمرهن أن يعتضن عنها بالتأمل والصلاة ومواساة الفقراء وعيادة المستشفيات. وحتم أنهن إن استثقلن الترمل فليتقيدن بزاج ثان خير لهن وأولى. وفاقت أولمبياذة جميع الأرامل بجميل فضائلها وكثرة حسناتها. وكانت قد ترمّلت وفي في العشرين من عمرها فالتحقت بأحد الملاجئ. فلما أتى يوحنا إلى القسطنطينية كان لها من العمر خمسون عاماً. فأثرت شخصيته في نفسها فعرضت عليه خدماتها وأموالها. فأنفق القديس عن سعة في سبيل تبشير القوط والروس وبعض الفينيقيين وفي تلال لبنان وإنشاء المؤسسات الخيرية. وسعى سعياً حثيثاً لحماية خرافه من حملات الهراطقة - الآريوسيين والأفنوميين والمانيين والمركونيين والفالنتينيين. سقوط افتروبيوس: كان افتروبيوس ثاقب العقل وقّاد الفكر ينظر في مشاكل ويحلها من أبواب لم يستطع غيره الوصول إليها. فكبرت منزلته في عين أركاديوس. ورأى فيه الرجل الوحيد الذي لاغنى عنه في تدبير السلطة. وولّد هذا الاحترام في قلب الخصي صلفاً وتيهاً. وكان ثيودوسيوس قد أدخل في صفوف الجيش عدداً كبير من القوط ولا سيما في سلاح الخيالة. وكان بعضهم قد خدم الجيش بإخلاص فرُقي إلى رتبة عالية. وكان من بين هؤلاء غايناس القوطي. وكان هذا يهتم بشؤون القوط أبناء جنيسه. ولم يكن عددهم قليلاً في العاصمة. فأصبح أحد زعماء السياسة. وأصبحت سياسة العاصمة تطاحناً مستمراً بين غايناس وبين افتروبيوس. وكان للأول نسيب اسمه تربيجلد كان مستلماً قيادة بعض الجيوش في آسية الصغرى. فوسوس له غايناس أن يجتاح برجاله سهول فريجية. ففعل وفتظاهر غايناس بالغبط واستأذن بالإنطلاق لإطفاء نار الثورة والعصيان. فسار إلى آسية الصغرى وجمع الكل تحت أمرته وزحف إلى القسطنطينية. فانخلع قلب اركاديوس وفاوض غايناس فكان من أهم شروط الصلح أن يترك الأمبراطور وزيره افتروبيوس. فأمر الأمبراطور بنفي افتروبيوس ثم بقتله بالتجأ هذا إلى الكنيسة وهرع إلى المذبح والتزق به. وتابعه الجنود لإلقاء القبض عليه فصدهم القديس الذهبي الفم. وفي اليوم التالي بينما كان افتروبيوس لا يزال بجانب المذبح رقي الذهبي الفم ووعظ وعظته الأولى في حادث افتروبيوس. واحتمى افتروبيوس بالقديس ثلاثة أيام. وأصدر بعدها الأمبراطور عفوه عنه متأثراً بالذهب الذي يخرج من فم الذهب. إلا أن هناك شخصاً كان يريد أن يرى افتروبيوس مقتولاً. إنها افدوكسيا، الأمبراطور، فعملت على تلفيق تهمة جديدة لم يشملها العفو الأمبراطوري لكي تستطيع أن تأخذ حكم بإعدامه. وكان لها ما أرادت. أخصام الذهبي الفم: خشي الوطنيون الروم مطامع غايناس فعاهدوا قوطياً آخر. ولدى خروج غايناس من العاصمة أوائل سنة 400 هجم الوطنيون على من تبقى من عساكره في داخل المدينة وقتلوهم. وعبر غايناس الدانوب ووقع أسيراً في يد الهون وقُتل في أواخر سنة 400. وبزوال افتروبيوس وغايناس زالت هيبة السلطة فجهر أخصام الذهبي الفم بمعارضة أدت مع مرور الزمن إلى نفيه ووفاته. وشملت هذه المعارضة منذ البداية عناصر معينة من الرهبان والأرامل والأساقفة. وتزعم معارضة الرهبان اسحق الراهب الذي كان قد أمّ العاصمة في عهد والنس واشتهر بحق وبغير حق بقداسة فائفة وبجرأة في سبيل الأرثوذكسية. أدت به إلى مصارحة والنس باقتراب أجله. وكان قد أسس لنفسه مقرّاً عند مدخل العاصمة أصبح أول الأديرة فيها. ولم يرضَ الراهب عن إصلاحات الذهبي الفم، فلما زالت سطوة البلاط بدأ يطعن في الأسقف القديس فكان لكلامه ودعاياته أسوأ الأثر. وانضم إلى المعارضة عدد من الأرامل من بينهن صديقات الأمبراطورة افذوكسيا. كمرسة وكستريكية وافغرافية التي قدر لها أن تلعب دوراً هاماً في الدس والمؤامرات في البلاط. إذ أن القديس وبخها لأنها وهي كهلة تتصابى وتقلد الشابات في الملبس والمظهر. إذ كانت تفضل أسقفاً يقول لها أنت صبية. في أفسس: ترأس الذهبي الفم مجمعاً محلياً في أيلول سنة 400. وأثناء الجلسات الأخيرة تقدم أسقف غريب اسمه اوزيبيوس. جاء هذا الأسقف يُشهِّر الجرائم التي يرتكبها بعض أساقفة آسية، وأن الكرامات الكنائسية والدرجات الكهوتية تُباع بالمال. وأن الصولجان الأسقفي صار للتجارة. وأن وراء هذا أنطونيوس أسقف أفسس. وراح يتكلم ويشكو للذهبي الفم أوضاع الكنيسة في آسية. وكان القديس يسمع الكلام ورأسه بين يديه. وجاء الشماس ينبهه بأن وقت القداس قد حان ويدعوه ل��كنيسة. ولكنه رفض، بعد سماع مثل هذه الأشياء لا يقدر أن يخدم القداس. أذناه مازلتا متألمتين. القديس يعرف أن أفسس لا تخضع لسلطته. وأن أساقفة القسطنطينية لم يتدخلوا مطلقاً في شؤونها. ولكن الذهبي الفم يكسر الحدود دفاعاً عن كنيسة المسيح. وفتح تحقيقاً ليتأكد من صحة هذه الاتهامات. بإرساله أسقفين للبحث والتدقيق. ولسوء الحظ جاءت النتيجة إيجابية. فقد كتب أحد مؤمني آسية إلى القديس يقول: "منذ سنوات، أيها الأب الجليل، والقيادة فينا ينقصها العدالة والحق. نسترحمك اذن أن تأتي إلينا". وفي التاسع من شباط 401 أبحر إلى آسيا. وفي أفسس دعا إلى مجمع مؤلف من سبعين أسقفاً. وحضر أمامهم المتهمين. إلا أن أنطونيوس كان قد مات قبل وصوله. وأعلن الكهنة أنهم انخدعوا ووقعوا في الضلال وأن نيتهم حسنة!!! فطرد الذين اشتروا الكهنوت من أنطونيوس. وأعطاهم وثيقة يستطيعون ملاحقة ورثة أنطوينوس بها. وأقام خلفاً لأنطونيوس الشماس هيراقليدس. ثم انتقل إلى ولايات مجاورة وجرّد ستة عشر أسقفاً وأقام خلفاء لهم. المؤامرات تحاك ضده: وفي أثناء غيابه عن القسطنطينية حيكت ضده مؤامرة برئاسة الأساقفة، أكاكيوس صديقه، وسفيريانوس وبعض الأساقفة القادمين من أنطاكية. أما مكان التأمر فكان بيت افغرافية. وانضم لهذه العصابة الأمبراطورة نفسها. ولم يعطي القديس أي اهتمام لهذه المؤامرة. لأنه قد بلغ مرحلة الانفلات الكامل من أمور الدنيا. أما في ما يختص الكنيسة فيكون نشيط الحراك بطل في ساحة المعركة مناضل مصارع لا يهاب شيء. ونشب خلاف طارئ بين سفيريانوس وسيرابيون الشماس الأكثر إخلاصاً للذهبي الفم، والذي كان من مصر. وذات يوم مرّ به الأسقف سفيريانوس فلم يشأ سيرابيون أن يحييه. فوبخه الأسقف وكان ردّه عنيفاً وتلفظ ألفاظاً لا يجو لأسقف أن يتلفظ بها حتى لو غضب "اغضبوا ولا تخطئوا" ومن جملة ما قال: "إذا مات سيرابيون مسيحياً فإن الله لم يتأنس". وتم عقد مجمعاً لفحص للنظر بهذا الأسقف وأعاد أمام المجمع عبارته. فاعتبر كلامه هرطقة. وأوقف عن الخدمة. فطال لسانه هذه المرة القديس الذهبي الفم. وهذا الأمر لم يستطع مؤمني القسطنطينية احتماله. فهاج الشعب وأراد أن يقتله إلا أنه استطاع أن يفلت منهم وهرب في البحر ليلاً. فاغتاظت افدوكسيا للأمر وطلبت من سفيريانوس العودة. إلا أن الشعب كان يريد أن يراه فقط لينتقم لإهانة القديس، فلم يكن أمام أفدوكسيا حلّ إلا أن تذهب إلى القداس وتركع أمام الذهبي الفم وتطلب منه أن يغفر لسفيريانوس خطيئته، ففعل. وعمل على تهدئة الشعب. الأخوة الأربعة الطوال: كان ثيوفيلوس الفرعون الإسكندري يكره الذهبي الفم وقد أُجبر على سيامة يوحنا أسقفاً على القسطنطينية. وكان نشاطه بدأ يتسع إذ أخذ على عاتقه تهديم الهياكل والتماثيل الوثنية والمكتبات. كان المسيحيون في ذلك العصر، يعتقدون بأنهم يقدمون خدمة لله. إذ ينتظمون جماعات جماعات وينطلقون لتهديم هياكل الآلهة الوثنية. وكان الوثنيون يطلقون عليهم لقب "العصابات السوداء". وثيوفيلوس كان يقود بنفسه فرقاً من الجنود. فكان هذا الفرعون لا يتوارى عن إصدار الأوامر بالتعذيب. يل ويشترك في هذا العمل الوحشي. واهتم ببناء الكنائس كحجر ونسي واحتقر البشر. وابغض جميع الناس. تعاقد ثيوفيلوس مع افدوكسيا على مهاجمة الذهبي الفم. وكان جديراً بهذا. فهو خبير في التهديم والتخريب والتدمير وتصفية الإنسان! ولا بد من مناسبة لمباشرة العمل. فكان "الأخوة الطوال" الحجة التي تذرع بها للانقضاض على الذهبي الفم. "الأخوة الطوال" أربعة أشقاء يعيشون في برية مصر نساكاً منقطعين عن العالم. وأسماؤهم هي: امونيوس ديوسقوروس، افيميوس وأوريبيوس. وأراد ثيوفيلوس أن يخرجهم من حياتهم النسكية ليرفعهم للاسقفية. لكنهم رفضوا. فأرسل ثيوفيلوس جنوداً ليجلبوا امونيوس بالقوة. فلما رأى الجنود قادمين، أمسك بالسكين التي يستخدمها لتقشير الخضار وقطع إحدى أذنيه. فلم يعد يستوفي شروط الأسقف. وكان الذهبي الفم متتبع لأخبار الأخوة الطوال ومعجباً بهم. وأراد ثيوفيلوس أن يغتصب ثروة أرملة. ولكن كيف يبرر هذا الاغتصاب؟. فلجأ إلى مدير أبرشيته: الايكونومس ايزيدوروس. إلا أنه كان تقياً صالحاً فرفض أن يشاركه في هذه السرقة. فغضب وأصدر أمره بإلقاء القبض عليه وتعذيبه وتسليمه للقضاء. إذا كان الأسقف الإسكندري يتمتع بصلاحيات زمنية. ولإثبات التهمة كان الفرعون بحاجة إلى شهود. ولمّا كان مدير الأبرشية يتمتع بسمعة طيبة وصيت حسن، وجب إذن أن يكون الشهود أوفر فضيلة منه. ولا يتمتع بهذه الفضيلة إلا الأخوة الطوال. فاستدعاهم ثيوفيلوس وطلب منهم الشهادة. ولكنهم رفضوا بحزم. فأصدر أمره للجنود، فعذبوا الأخوة الطوال ثم قيدوهم بالحديد. وتولى ثيوفيلوس بنفسه ضربهم، بيديه. ثم راح يدوسهم برجليه. ثم اقتيدوا للسجن في سلاسل الحديد. وهزّ هذا المنظر الإسكندرية بأسرها. فلم يكن أمام ثيوفيلوس إلا أن يذيع خبر بأن الأخوة الطول أصحاب هرطقة. ولم تنجح الحيلة فأطلق سراحهم. وفي يوم ذهب ثيوفيلوس إلى برية مصر مصطحباً جنود معه. وراح يحرقون المناسك. وخرج الرهبان مرعوبين. ولحق بهم الجند وباشروا بتقتيلهم. واستمرت المجزرة طيلة الليل. ونجا الأخوة الطول ومعهم ثلاثمائة راهب. هؤلاء فقط الذين نجوا من مذبحة ثيوفيلوس. والذين يقول فيهم الذهبي الفم: إن المناسك في برية مصر تلمع بفضيلة الرهبان أكثر من نجوم السماء وإن سكان هذه القلالي هم ملائكة في صورة بشر. فاتفقوا على أن يقطعوا الصحراء متفرقين على أن يلتقوا على الحدود الفلسطينية. وعاد ثيوفيلوس إلى الإسكندرية وأصدر حرم عليهم جميعاً، على كل الذين نجوا من رجاله القتلة. ووصل إلى فلسطين وكان قد رقد منهم الكثير في مجاهل الصحراء. جوع وعطش ومرضاً... فصلوا على أرواحهم ودخلوا فلسطين. إلا أن أسقف أورشليم لم يستطع أن يبقيهم في أورشليم. فلم يبقَ لهم إلا القديس الذهبي الفم فالتجأوا إلى القسطنطينية. وكان عدد الذين دخلوا القسطنطينية 50 فقط. ولدى وصلهم طلبوا من الذهبي الفم أن يسمح لهم بالاستقرار في أبرشيته. للصلاة والتعبد. وكان الذهبي الفم يعلم بأمر حرم ثيوفيلوس لهم. فناقشهم في اللاهوت والعقيدة ليتأكد إذا كانوا في الهرطقة أم لا. ولم يلاحظ أي أثر للهرطقة في روحانيتهم. فقال للأخوة الطوال: "أنا أخذ قضيتكم على عاتقي. فإما أن يحلكم مجمع آخر ينعقد لهذه الغاية، وإما أن يرفع أسقفكم بتلقاء إرادته الحرم عنكم. اعتمدوا علي". فسمح لهم أن ينزلوا في بيت قريب من إحدى الكنائس وسمح لهم بالصلاة مع سائر المؤمنين ولكنه منعهم عن الإشتراك في ممارسة الأسرار المقدسة، حتى يحل الحرم عنهم. فكتب إلى ثيوفيلوس يناشده برابط "المحبة الأخوية الجامعة" أن يصفح عن الأخوة الطوال، وقال له أنه تأكد من عقيدتهم ولا يوجد فيها ما يخالف الإيمان القويم. وقال له بشجاعة أن الحرم الذي أنزله ظالم. وأنه سيدعو مجمعاً مقدساً يعيد الحق لنصابه. إذا رفض ثيوفيلوس أن يفك الحرم. وأظهرت افدوكسيا نوعاً من الشفقة عليهم وأجبرتهم على إمضاء عريضة يطلبون فيها حمايتها. فوافقوا بعد أن تعهدت الأمبراطورة التي تعهدت لهم بدعوة مجمع إلى الانعقاد ليمنحهم العفو ويرفع الحرم عنهم. وهنا انسحب الذهبي الفم، لأن القضايا الكنسية ليس من حق أحد خارج الكنيسة أن يعالجها. وليس من حق افدوكسيا أن تدعو إلى مجمع وأن تقرر إذا كان الحرم عادلاً أم لا. إلا أن الامبراطورة أرادت بهذه العملية أن تظهر أن الذهبي الفم مقصراً في حمايتهم. إذ أن الشعب دائماً إلى جانب المظلومين. ثيوفيلوس في القسطنيطينية: وبعد أن جهزت كل شيء دعت إلى عقد مجمع في القسطنطينية. إلا أن ظاهر المجمع كان شيء والخفي شيء أخر، فكان الهدف من المجمع هو أن تتم محاكمة الذهبي الفم. أما الذهبي الفم فكان يعتقد أن المجمع سينعقد ليحاكم ثيوفيلوس. في ربيع 403 أرسل ثيوفيلوس أحد أساقفته. القديس ابيفانيوس، اختصاصه كشف الهرطقات. ووصل إلى القسطنطينية. وتصرف منذ لحظة وصوله وكأن الذهبي الفم هو الهرطوقي، لأنه دافع عن الأخوة الطوال. وكان ابيفانيوس مخدوعاً، فعمل على تدبير حيلة تنهي قصة الأخوة الطوال وتعطي الفرصة للمجمع أن ينعقد ليحاكم الذهبي الفم. وبعد أن قدم حيلته للأمبراطورة. ذهب لعنده امونيوس وكلمه ثم سيرابيون فعرف أنه وقع في حفرة نصبها له ثيوفيلوس وأفدوكسيا فقرر العودة قبل أن يصل أعضاء المجمع. ورقد وهو في طريق عودته. وصل ثيوفيلوس وجميع أساقفته إلى البوسفور وأقام في خلقيدونية أياماً ثم جاء القسطنطينية. ومرّ أمام كنيسة الرسل ولم يدخل إليها. وعلى الرغم من هذا فإن الذهبي الفم ذهب لاستقباله في القصر الذي أعد له ودعاه للإقامة عنده. وكان بيت افغرافية مركز المشاغبة والمؤامرة على الذهبي الفم. مجمع السنديانة: (البلوطة) لما تم اتفاق المتآمرين واتحدت كلمتهم خافوا أن تحبط مساعيهم إذا عقدوا اجتماعاتهم في العاصمة لأن الذهبي الفم كان محبوباً موقوراً. فاستحسنوا بلدة خليقيدونية ونزلوا عند أسقفها المصري كيرينوس وعقدوا اجتماعهم في قصر السنديانة. وانضم إليهم أكاكيوس وسفيريانوسو أسقف جبلة وأنطوخيوس أسقف عكة وماروطة أسقف ميافارقين ومكاريوس مغنيسية. وكان هذا في منتصف تموز. وابتدأت المحاكمة. بينما كان يوحنا مع أصدقائه في غرفة الطعام يتحدثون. وكان يكلمهم كما لو أنه يودعهم. وأصغى المجتمعون في السنديانة إلى جميع الاتهامات الواردة في الذهبي الفم. فبلغت شكايات الارشدياكون يوحنا تسعاً وعشرين. وادعى الأسقف اسحق على الذهبي الفم أنه قبل في كنفه رهبان قالوا قول اوريجانس. وأنه تدخل في شؤون أبرشيات لا يتبعون إلى أسقفيته. ومن ثم الراهب اسحق قدم ثماني عشر شكوى منها "حنو القديس على الخطأة"!. وبينما كان الفرعون الإسكندري وأصحابه يفتلون الشر فتلاً ويحكمونه احكاماً قام غيرهم أربعون أسقفاً من القسطنطينية وغيرها ينظرون في ملافاة الخطر. أما الذهبي الفم فإنه طلب منهم أن لا يدع أحد منهم كنيسته لأجله. ثم كتب أعضاء السنديانة إلى الذهبي الفم أن يبرر نفسه أمامهم. فرد الأساقفة المجتمعون في القسطنطينية أن في هذا الطلب خروجاً على القوانين الموضوعة في نيقية. وأن أقلية مثلهم عليها أن تخضع لأكثرية مؤلفة من أربعين أسقفاً برئاسة سبعة مطارنة. ولكن الذهبي الفم وافق شريطة أن يترك المجمع أعدائه. فكان ثيوفيلوس قد قال في ليقية "إني منطلق لعزل الأسقف يوحنا". فأبوا وأبى. واتخذوا قراراً بخلعه وبعثوا به إلى البلاط ونشروه في جميع كنائس العاصمة. ولم يُبنَ الحكم فيه إلا على أن المجمع دعاه أربع مرات فلم يحضر. وقد ضاعت أعمال هذا المجمع إلا ما نقله فوطيوس العظيم عنها. وهذه هي التهم التي وجهت للقديس إن الذهبي الفم رقّى إلى درجة الكهنوت عبداً سابقاً متحرراً هو تيفريوس الذهبي الفم يأخذ حمامه اليومي وحيداً يأكل يأكل على إنفراد خضاراً مسلوقة في أيام الحر الشديد يضع بعض النقاط من النبيذ في الماء لا يرتب ثيابه الكهنوتية بعد الانتهاء من الخدم الإلهية وأكثر ما يضحك من بين التهم أن القديس الذهبي الفم ينام مع امرأة!!! وهذه التهمة التي حزت بنفسه فكتب إلى صديقه الأسقف سيرياكوس "يزعمون أيضاً أني أنام مع امرأة. ألا فليجردوا جسدي وينظروا الحالة المزرية التي فيها أعضائي". Bonbon Au Miel وبعد أن انتهى المجمع من خلع الذهبي الفم جاء دور "الأخوة الطوال". وكان عليهم أن يلفظوا هذه العبارة: "إذا كنا خطئنا فنحن تائبون ونطلب السماح والغفران". وهكذا اختصر المجمع قضية الرهبان اللاجئين وانتظر الآباء المجتمعون تنفيذ الحكم بالذهبي الفم. نفيه إلى بيثينية: واستغاث الذهبي الفم بالكنيسة الجامعة وسأل عقد مجمع مسكوني ولم يخضع فوراً لحكم قضاة السنديانة بل ظل يواصل أعماله الرعائية يومين كاملين. وكان يقول: وما هي أفكارهم وآمالهم أيظنون أنهم يخيفوني بتهديدات الموت والموت عندي خير عظيم أم بالمنفى والأرض بكمالها للرب الذي وقفت له حياتي. إن يسوع معي فماذا أخشى. ولا انفكّ أقول لتكن مشيئتك يا رب فها أنذا بين يديك مستعد لأعمل وأتحمل بسرور ما يجري من معين رحمتك وما تأمر به إرادتك! ولم يتجرأ عمال الإمبراطور أن ينفذوا حكم السنديانة بالقوة لأن الشعب كان عازماً على مقابلة القوة بالقوة. ثم رغب القديس حباً بالسلام أن يسلم نفسه بأيدي الجنود دون علم الشعب فنقل في الليل إلى مرفأ هيرون على الوسفور فهام القديس على وجهه وظلّ تائهاً حتى وصل إلى بيت قروي قرب برينيت Prenetos في ساحل بيثينية فأوى إليه. رجوعه معززاً: واستيقظ الشعب عند الصباح ولم يجد أسقفه فغضب. واكتظت الشوارع بالناس وأحاط بعضهم بالقصر من كل جانب وصرخوا طالبين إرجاع أبيهم المنفي. وظلوا على هذا الحال حتى المساء. وفي هذا الوقت كان مؤمني القسطنطينية عازمون على إلقاء ثيوفيلوس إلى البحر، لأنه عدا عن تآمره على قديسهم. كان يريد تنصيب أسقفاً عليهم يكون موالٍ له. وكان -وهو الخبير في مهاجمة الكنائس- قد حاول أن يقمع أصوات المؤمنين المطالبين بعودة القديس بالقوة وسفك الدماء. فهرب في الليل إلى مصر. مسطحباً اسحق السوري، شريكه في المؤامرة. ومقسماً ألا يعود إلى القسطنطينية. وفي أواسط الليل أرجفت الأرض وتزلزلت أركان القصر الإمبراطوري. فاشتد خوف الإمبراطورة ورأت في ذلك انتقاماً ربانياً. فقالت لاركاديوس إن لم يعد الأسقف فليس لنا تاج ولا سلطات. فوكل اركاديوس إليها أن تفعل ما تشاء، فكتبت بخط يدها تبدي عذرها وأوفدت أحد رجالها ليرجو العودة. فلما عبر البوسفور أبى العودة إلى كرسيه تواً لئلا يخترق حرمة القانون الكنسي فإن خروجه كان بحكم مجمعي فكان لا بد من حكم مجمعي لعودته. فطلب من افدوكسيا دعوة إلى عقد مجمع صالح للنظر في الاتهامات المنسوبة إليه من مجمع اللصوص مجمع السنديانة. ولكن الشعب لم يقبل له عذراً فسار بموكب عظيم إلى كنيسة الرسل وأوجز في الكلام فبارك أسم الرب إلى الأبد: "أجل تبارك الله الذي يحيط الكايد ويقضي برجوع الراعي. تبارك الذي يثير العواصف. تبارك الذي يحلّ جليد الشتاء ويقمع هيجان الريح ليقوم مقامها الهدوء والصحو والسلام". والتفت في كنيسة الحكمة الإلهية (أجيا صوفية) إلى كنيسته فتراءت له متوجة بإكليل سموي فهي العروس ساره العفيفة الطاهرة التي سعرت طلعتها الجميلة نار الهوى في جوانح فرعون. والإشارة هنا ثيوفيلوس الاسكندري. إلا أن افدوكسيا لم تعيد القديس من المنفى حبّاً به وعطف وحتى شعوراً بالذنب. بل كانت قد رأت في الزلازل عقاباً إلهيا لها. ولكنها كانت ما تزال تضمر الشر للقديس وتريد الانقضاض منه في الوقت المناسب. التآمر على الذهبي الفم: وأرادت الأمبراطورة أن يكون لها تمثالاً أسوة بالأباطرة. وشُرع بتنفيذ هذه الرغبة. واختارت أن يكون مكان التمثال في أكبر ساحة في العاصمة، أمام كنيسة الحكمة الإلهية. واتحاشى القديس أن يصطدم معها ويؤنبها على هذه العادة الوثنية. إلا أن حاكم المدينة كان مانوياً يكره الذهبي الفم. فأقام لمناسبة الاحتفال بالتمثال ملعباً للرقص والشرب والمصارعة في الساحة المقابلة لأبواب الكنيسة. فلم يستطع الذهبي الفم صبراً. فذكّر المؤمنين أن هذه الملذات من شأنها أن تجدد قبائح الديانات الوثنية. ولا يجوز الاشتراك بها. وطلب من الحاكم أن يكف عن هذه الأعمال، المصاحبة لتدشين التمثال. ولكن بما أن الحاكم يكره القديس، نقل للأمبراطورة أن الذهبي الفم غير راضٍ عن مظاهر الاحترام لشخصها. وبالاتفاق معها رفع من وتيرة هذه الأعمال وقدم المشروب المسكر بكميات كبيرة، وعمل كل ما يستطيع نكاية في القديس. وهناك رواية تقول أن الذهبي الفم ألقى عظة ذكر فيها الأمبراطورة، وهناك من يقول أن هذه العظة ليست له وإنما ملفقة مزورة. وبكلتا الحالتين كانت الأمبراطورة تترصد الذهبي الفم. ورأت في معارضته لهذه الاحتفالات تحقير للأمبراطورة. وقامت افدوكسيا بتوجيه رسائل إلى الأساقفة المصريين الذين سبق لهم وحكموا على الذهبي الفم. وكتبت رسالة طويلة إلى الخبير في تصفية الناس، ثيوفيلوس الإسكندري. تحثه على القدوم إلى العاصمة. إلا أن هذا الفرعون كان عارفاً أن ظهوره في شوارع القسطنطينية يعني موته وجعله طعام لأسماك البحر. فقام بإرسال مندوبين عنه بعد أن لقنهم دروساً في كيفية تجديد الحكم على القديس. وأرسل اركاديوس دعوة لأساقفة آسية وأنطاكية. فلبى الدعوة بعضهم وأبى البعض الآخر خشية من اتساع الشقاق في الكنيسة. وحضر جميع أخصام الذهبي الفم والمتآمرين عليه. واستمع الأمبراطور إلى عشرة أساقفة من كلا الطرفين -الأعداء والأصدقاء-. وقبل دعوة الذهبي الفم. وقف أسقف مصري وسأل المجتمعين: ماذا جئنا نفعل؟ وأجاب الأساقفة أعداء الذهبي الفم: نحن مجتمعون لنحاكم الذهبي الفم ونحكم عليه، فابتسم المصري. ثم فسر لهم أن الذهبي الفم غير موجود بالنسبة لهم وللقوانين. فكيف يمكن استدعاء شخص غير موجود للمثول أمام القضاة. وتكلم المصري عن مجمع التكريس الأنطاكي سنة 341. وأن بعض قوانين ذلك المجمع تدين الذهبي الفم وتحكم عليه بما هم راغبون فيه. وقرأ عليهم القانون الرابع من المجمع وينص: "كل أسقف مخلوع من قبل مجمع، بعدل وبغير عدل. يسمح لنفسه بالرجوع إلى منصبه بمجرد سلطان وبدون أن ينال عفواً عن إدانته من المجمع نفسه ومن مجمع آخر. وبدون أن يدعوه القضاة أنفسهم إلى ممارسة حقوقه الكهنوتية -بدون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه- هذا الأسقف وكل من يشترك معه يحرمون من شركة الكنيسة". وتابع المصري استناداً إلى هذه المادة فإن المجمع الحالي ليس أمامه شكوى للنظر فيها. فمجمع السنديانة المنعقد برئاسة (الكلي التقوى) ثيوفيلوس قد خلع يوحنا الذهبي الفم. فهو إذن محروم ولا يحق له المثول أمام مجمع لأن الذهبي الفم ليس أسقفاً بل محروم. ادعى أنه كان مظلوماً. هذا لا يبرره. فقا��ون أنطاكية يقول صراحةً أبعدل أم بظلم، لا يحق للمحكوم أن يمارس حقوقه. ولا يحق له أن يستأنف ويدافع عن نفسه!! وطلب المصري ألا ينعقد المجمع. وهنا جاء دور البيذس أسقف لاذقية سورية. وطلب إلى أخصامه أن يوقعوا قانون أنطاكية كأنه عمل أرثوذكسي قبل تطبيقه على يوحنا الذهبي الفم. فاحتاروا في أمرهم لأنهم إن قبلوه تلطخوا بالآريوسية وإن أبو سقطت حجتهم. فلاذوا بالكذب ووعدوا بالتوقيع ثم أخلفوا. وبحسب نفس المجمع والقانون الخامس منه: "كل كاهن وأسقف طرد من الكنيسة واستمر في إثارة القلاقل والاضطرابات، فليحاكم من السلطة الخارجية كمشاغب". وأشار المجمع المنعقد على أركاديوس بأن ينتهي من الذهبي الفم، مرة وإلى الأبد. فأرسل اركاديوس يسأل الذهبي الفم في الحكم. فأجاب أن كل أحكام المجمع المصري خاطئة. أولاً: إن قوانين المجمع الأنطاكي هرطوقية آريوسية. لا تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية. ثانياً: إن مجمعاً اكليريكياً-كنسياً لم يحكم عليه مطلقاً. وفي الواقع أن مجمع السنديانة لم يبلغ الذهبي الفم الحكم الصادر بحقه. وإنما ضابطاً امبراطورياً جاءه وقال له أن يتهيأ للرحيل. فبما أن لم يبلغه مجمع السنديانة الحكم الصادر عليه فهذا يعني أن الحكم غير واقع. ثالثاً: الذهبي الفم لا يطلب من المجمع أن يعيد له حقوقه. فحقوق القديس لم يسلبه إياها أحد. بل طلب من المجمع إظهار براءته من الاتهامات، ووضع حد للنميمة سيرة حياة القديس فصح السنة 404: ومضت عشرة أشهر والمدينة في قلق واضطراب والقديس لا يتزعزع. فاحتال أخصامه. وصورا مجتمعاته مستوقدات للاضطراب والإخلال بالنظام وسعوا من منع انعقادها. ثم طلبوا طرد الذهبي الفم قبل عيد القيامة (17 نيسان) لأنه محجوج من المجمع. فأتى أركاديوس هذه المنكرة وأوجب على القديس الخروج من كنيسته. فقال الأسقف القديس: لقد استلمت الكنيسة من يسوع المسيح ولا أستطيع أن أقصر في خدمتها. فإن أردت أن أترك هذه الحظيرة المقدسة فاطردني قهراً. فطرد يوم سبت النور من الكنيسة وحذر عليه الخروج من قلايته. وطرد من الكنائس أيضاً جميع الكهنة الذين كانوا في شركة الأسقف القديس. وكانت العادة حينئذ تقضي بأن يبقى المسيحيون ساهرين بالصلوات حتى صياح الديك معدين طالبي المعمودية -الموعوظين- إلى قبول هذه النعمة. فلجأوا جميعهم إلى الحمام الكبير الذي شيّده قسطنطين وحولوه إلى كنيسة. فسعى المتآمرون في فض هذا الاجتماع. فدخل الجند الحمام والسيوف بأيديهم مصلتة واخترقوا الحشد حتى وصلوا إلى جرن المعمودية فضربوا الكهنة والشيوخ والنساء واختلسوا الآنية المقدسة. فخرج المؤمنون خارج الأسوار واحتفلوا بالتعميد وأقاموا الذبيحة في ميدان قسطنطين. إلا أن الأمبراطور لم يكن صاحب فكرة سفك الدماء وإنما الأسقفان انطوخيوس وأكاكيوس اللذين كان من ضمن الفريق الذي حكم على الذهبي الفم. نفي الذهبي الفم: وبعد العنصرة بخمسة أيام أي في التاسع من حزيران سنة 404. سار اكاكيوس وأعوانه إلى الأمبراطور وقالوا: إن الله لم يجعل في الأرض سلطاناً فوق سلطانك. وليس لك أن تتظاهر بأنك أكثر وداعة من الكهنة وأعظم قداسة من الأساقفة. وقد حملنا على رؤوسنا وزر عزل الأسقف يوحنا. فحذار مما ينجم عن إهمال التنفيذ. فأوفد أركاديوس أحد كبراء البلاط إلى الذهبي الفم، يسأله أن يهجر كنيسته ورعيته بالراحة العمومية. فأصغى القديس وقام إلى المنفى، فالموت. وصلّى وودع "ملاك الكنيسة" ثم ذهب إلى مصلى المعمودية ليودع الماسات الفاضلات اولمبياذة الأرملة القديسة وبناذية وبروكلة وسلفينة وقال لهن: لا تدعن شيئاً يخمد حرارة محبتكن للكنيسة. وخرج القديس خفية. وقبض عليه رجال الشرطة وعبروا به البحر إلى نيقية حيث ألقوه في السجن. واستبطأ الشعب خروج راعيهم فارتفعت جلبتهم في كنيسة الحكمة. وفيما هم على هذه الحال اتقدت نار تحت المنبر وحولته رماداً. ثم امتد لهيبها إلى السقف وسرى خارج الكنيسة. ثم دفعته ريح شمالية إلى الجنوب فبلغ قصر الشيوخ فقوضه. وأمست الكنيسة الكبرى صفصفاً ولم يسلم منها إلا آنية الافخارستية!. وأقام القديس في نيقية أربعين يوم وأكثر. وعلى الرغم مما كان عليه من مضايق السجن وغلاظة الجنود. فإن نفسه ظلت تتوقد غيرة على خلاص النفوس في سورية وفينيقية وتحطيم الوثنية. وكان صديقه قسطنديوس البار لا يزال يعمل في حقل الرب في تلال فينيقية وسهولها متكبداً أشد المصاعب من الوثنيني ومن "الأخوة الكذبة" فق��ض الله الذهب الفم راهباً زاهداً في نيقية فاستقدمه الأسقف القديس إليه واستمال قلبه إلى التبشير في فينيقية وأرسله إلى صديقه قسطنديوس. وفي الرابع من آب سنة 404 قامت قوة من الحرس الأمبراطوري إلى نيقية لتنقل القديس إلى منفاه. وقضى أمر النفي بوجوب مواصلة السفر نهاراً وليلاً إجهاداً وتعجيلاً. وما كاد الذهبي الفم يصل إلى مداخل قيصرية قدوقية حتى وقع لا يعي حراكاً. فوق حراسه عن المسير وأذنوا له بشيء من الراحة. بيد أن فارتيوس أسقف قيصرية شدد النكير فاضطر الذهبي الفم أن "يخرج وينفض غبار رجليه". وبعد سفر دام ستة وخمسين يوماً وصل الأسقف القديس في آخر أيلول إلى منفاه في بلدة كوكوس في شمالي طوروس. وعلى الرغم من إقفارها وحقارتها فإن الذهبي الفم ابتهج بمرآها لأنه أحب الانقطاع والراحة ولأن أهلها كانوا قد أوفدوا الرسل إلى قيصرية يسألونه قبول دعوتهم في بيوتهم ولأن اذلفيوس أسقفها كان على جانب من القداسة والطهارة ولأن جماعته الفقراء في المادة كانوا أغنياء بالتقوى والكمال. ومما زاد في سروره أنه لا في كوسوس صديقه القديم قسطنديوس الأنطاكي الذي اضطهد في أنطاكية لولائه وإخلاصه. وابتهج القديس ودهش عندما رأى الشماسة سبينة تنتظر قدومه في كوكوس. فإنها على الرغم من تقدمها في السن تجشمت مشقة الأسفار وسبقت راعيها إلى المنفى!. موقف أنطاكية ورومة: كان فلافيانوس أسقف أنطاكية قد بلغ من العمر قرناً كاملاً فلم يقوَ على محاربة عقارب الحسد التي دبت في قلوب بعض الأساقفة أمثال أكاكيوس حلب وسويريانوس جبلة وانطوخيوس عكة وفاليريوس طرسوس. فالذهبي الفم بلغ رتبة تقاصر عنها هؤلاء وتقطعت دونه أعناقهم فأصغوا إلى مفاسد الفرعون المصري-ثيوفيلوس الإسكندري، وآثروا الإقامة في العاصمة والدس على الذهبي الفم على العمل المثمر في أبرشياتهم. وتوفي فلافيانوس في السادس والعشرين من أيلول 404. فهرع أكاكيوس وأعوانه إلى أنطاكية لانتخاب خلفاً يقول قولهم ويسعى سعيهم. فأيدوا بورفيريوس الكاهن الأنطاكي وحاربوا قسطنديوس مرشح الشعب. وانتهزوا خروج الشعب إلى دفنة لمشاهدة الألعاب الأولمبية فأتموا انتخاب بورفيريوس وسيامته. ثم تواروا عن الأنظار وتولت السلطات المدنية إخماد كل حركة مضادة. وفي الثامن عشر من تشرين الثاني صدرت إرادة امبراطورية أوجب الإعتراف بسلطة أرساكيوس في القسطنطينية وثيوفيلوس في الإسكندرية وبورفيريوس في أنطاكية. ونفذت هذه الإرادة السنية بشدة فنفي كيرياكوس أسقف حمص إلى تدمر وسجن كل من البيذيوس اللاذقية وببوس ثلاث سنوات متتالية. وحرر ثيوفيلوس الإسكندري إلى انوشنتيوس أسقف رومة في موضوع الذهبي الفم. وكتب يوحنا نفسه أيضاً إلى أسقف رومة، يعلمه بالجريمة التي ارتكبت في القسطنطينية، ويقول: "ولما كان لا يجوز لنا أن نحزن بل يجب علينا أن نعيد النظام ونبحث عن الوسائل التي تمكننا من إيقاف هذه العاصفة رأينا من الضروري أن نقنع السادة الجزيلي الشرف والتقوى الأساقفة ديميتريوس وبانسوفيوس وببوس وأوجينيوس أن يتركوا كنائسهم ويجازفوا بأنفسهم فيقوموا بهذه الرحلة البحرية الطويلة ويسرعوا لملاقاة محبتكم وبعد اطلاعكم على كل شيء يتخذوا الإجراءات اللازمة لمداواة الموقف بسرعة". وأرسل مثل هذه الرسالة أيضاً إلى كل من فينيريوس أسقف ميلان وكروماتيوس اسقف اكويليه راجياً المعونة لإنقاذ الموقف. فكتب انوشنتيوس إلى كل من ثيوفيلوس والذهبي الفم يؤيد دوام الشركة ويقترح عقد مجمع مسكوني يمثل الشرق والغرب للنظر في الأمر. وأيقن القديس انوشنتيوس أن دعوى ثيوفيلوس فارغة فاندفع في سبيل الذهبي الفم ولم يكترث لموقف القديس ايرونيموس الذي نقل كلام ثيوفيلوس إلى اللاتينية فاتصل بأونوريوس أخي أركاديوس فقرر الاثنين أن يدعى إلى مجمع مسكوني في تسالونيكي. وكتب اونوريوس إلى أخيه بذلك وتآلف الوفد الرومان إلى المجمع المنتظر. وما كاد يدخل هذا الوفد داخل حدود امبراطورية أركاديوس حتى أُلقي القبض على أعضائه وأعيدوا إلى الغرب. رقاد -استشهاد- القديس: (407) وتوفي ارساكيوس في الحادي عشر من تشرين الثاني سنة 405. فتأمل الأرثوذكسيون أن تود الراحة بعد موته إلى مجراها وأن يعود يوحنا إلى رعيته. ولكن المتآمرين أقاموا اتيكوس السبسطي أسقفاً على القسطنطينية. فأبى بعض الأساقفة الإشتراك معه وتنحى الشعب عنه، فاستشاط غيظاً. فنال من الامبراطور أمراً بنقل يوحنا من كوكوس إلى بيتوس على الساحل الشرقي من البحر الأسود. وعهد ذلك إلى بعض الجنود فقطعوا به آسية الصغرى من غربها الجنوبي إلى شرقها الشمالي بعنف وصلابة وبدون راحة. إذ كانت مهمتهما أن يرهقا القديس حتى يسقط ميتاً على الطريق. واندهش أحد الضابطين من صلابة القديس حتى مال إلى الاعتقاد بأن عجيبة حدثت. وحاول أن يحسن معاملة القديس إلا أن الضابط الثاني لا يلين. إذا لم يمت القديس في الطريق فأن المكافأة "تطير". وكان الذهبي الفم عارفاً أنه يمشي إلى الموت، وهذا مشتاه. لقد بلغ الثامنة والخمسين من العمر. وهو جلد على عظم. وكان مستعداً لمتابعة الجهاد، لكن محبة الله رأت أن يرتاح هذا المناضل العتيد. وفي 13 أيلول من سنة 407 كان القديس نائم، فأرسل الله إليه القديس باسيليكوس الشهيد الذي تُقام كنيسة على اسمه من منطقة كومان. وقال الشهيد للقديس الذهبي الفم: "تشجع يا أخي يوحنا، غداً سنكون مع بعض"، ثم حضر الشهيد عند كاهن الكنيسة وقال له: "هيء مكاناً لأخي يوحنا لأنه آتٍ ولن يتأخر". وأيقظ الضابطان الذهبي الفم لمتابعة المسير ليلاً. واستعطفهما القديس أن يتمهلا عليه حتى بزوغ الفجر لأنه سيموت في الصباح. وضحك الضابطان وأرغماه على المسير. ومع الفجر شعر القديس بأن موته قد دنا. وطلب من الضابطين أن يرجعا به إلى كنيسة القديس باسيليكوس، لأنهم لم يقطعوا مسافة طويلة. وقبل الضابطان هذه المرة. وفي طريق العودة كان الذهبي الفم يسير بنشاط وهمة. كمن يأتي إلى محبوبه. وخلع ثيابه وارتدى قميصاً أبيضاً طويلاً. واستلقى على بلاط الكنيسة. وتناول جسد الرب ودمه الكريمين. ثم قال: "المجد لله على كل شيء. آمين". ومات الذهبي الفم إعلان قداسته: وكان ثيوفيلوس الفرعون الإسكندري قد ناشد أساقفة الشرق والغرب موجباً رفع اسم خصمه من الذبتيخة -لائحة تضم أسماء الذين يراد ذكرهم من شهداء وأبرار وقديسين ومن أساقفة وبطاركة عند تقديم الذبيحة الطاهرة-. وكان قد أصرّ على هذا العناد عدة سنين حتى أصبح ذكر الذهبي الفم في الذبتيخة من أهم مشاكل كنيسة الشرق ما بين 404 و414. وتوفي ثيوفيلوس في سنة 412 وخلف الرسولين في أنطاكية الكسندروس التقي وأحب أن يزيل النفور الذي كان قد دبّ إلى قلوب "الحناويين" من أبناء رعيته. فدوَّن أسم يوحنا الذهبي الفم في الذبتيخة الأنطاكية وقبل في الشركة البيذس أسقف اللاذقية وببوس وغيرهما ممن وقع تحت الاضطهاد من أصدقاء الذهبي الفم. وقضى العرف الكنسي بتسطير رسالة سلامية إلى كبار الأساقفة خارج أنطاكية فكتب الكسندروس إلى انوشنتيوس أسقف رومة، ينبئه بما جرى ويلتمس الشركة وبعث بكتابه مع وفد بصحبة الكاهن كاسيانوس تلميذ الذهبي الفم. فتهللت نفس القديس الروماني وأنفذ إلى الكسندروس رسالة مجمعية مذيلة بتوقيع أربعة وعشرين أسقفاً إيطالياً قابلاً شركة كنيسة أنطاكية. وكتب انوشنتيوس ايضاً كتاباً خصوصياً إلى الكسندروس أعرب فيه عن حبه وتقديره. وفي هذه الأثناء عرف أكاكيوس أسقف حلب خطأه فوضع اسم الذهبي الفم في الذبتيخة الحلبية. ولم يمض وقت يسير بعد هذا حتى اتحدت الكنيسة الأنطاكية على تكريم الذهبي الفم مفتخرة بكونه ابنها ورسولها. وأصرّت كنيسة القسطنطينية على إنكاره وغمص جميله. فسار الكسندروس أسقف أنطاكية إليها واستنفذ الجهد في اجتذاب اتيكوس فأخفق، فاستفز حمية الشعب بتعداد فضائل الذهبي الفم فتضرعوا إلى اتيكوس أن يقبل تكريم سلفه فأبى. وعاد الكسندروس إلى أنطاكية حابط السعي. وكتب اكاكيوس إلى اتيكوس وإلى كيرلس الإسكندري. فاشتد اللغط في الأوساط الشعبية في العاصمة حتى خُشي من شبوب ثورة. فاستشار اتيكوس الأمبراطور الشاب ثم بادر إلى تسطير اسم الذهبي الفم في الذبتيخة. ولم يسرّ كيرلس من هذا الخبر فكتب إلى زميله القسطنطيني والحلبي يلومهما. ولكنه لم يثبت في ذلك طويلاً. ولعله وافق زملاءه أجمعين في إكرام الذهبي الفم قبل سنة 419، ويقال أن السيدة العذراء قد ظهرت له وطلبت إليه أن يعدل عن رأيه ويثبت اسم القديس يوحنا الذهبي الفم في الذبتيخة. بشفاعته مع جميع القديسين أيها الرب يسوع المسيح إلهنا، ارحمنا وخلصنا. آمين
https://www.orsozox.com/forums/showthread.php?t=82773&goto=newpost
0 notes