Don't wanna be here? Send us removal request.
Photo
The Night of Counting the Years. Dir. Shadi Abdel Salam. 1969.
2K notes
·
View notes
Text
في البدء كانت سيناء
عاد لي الإيمان بالله في طريق عودتي الى غزة. قطع السائق الطريقة بسرعة مهولة كي نصل معبر رفح قبل أن يٌغلق. دقيقتين تفصلنا عن إغلاقه. دعوت ربي من قلب مكلوم ”بلاش يا رب نبات كمان ليلة في سينا“ في سيناء يعود اليك ايمانك. إنه مكان الهي في النهاية وشهد نوازل عظيمة في الاديان الابراهيمية، وتزداد قداسته بصلوات المسافرين الغزازوة التي تتلى في ساعات الكرب الرهيبة ”اللهم انا نعوذ بك من سوء المنقلب وكآبة المنظر“
اذا نجا الغزاوي في سفره من سوء المنقلب (المبيت في الطريق لمدة خمسة ايام) فلن ينجو ابدا من كآبة المنظر في صحراء سيناء..
قحط اصفر لا ينتهي، شوك ينتب بين مفاصل الاحجار، صدأ الحديد، اكوام قمامة تتحلق حولها كلاب ضالة سيئة الحظ قد نحت الجوع عظامها البارزة، نقاط تفتيش عبثية للحقائب يبحث فيها جنود فقراء في كلاسين المسافرين عن اي تهديد للامن القومي المصري، ظباط متعجرفين تدربوا جيدا على تكدير وإهانة المسافرين، خراب المدن الذي خلفته معارك الجيش المصري الخاسرة مع داعش.. قبح طافح يملاء فمك وعينيك برماله الصفراء.
في الفيلم يوبخ محمود المليجي الصحراء الناشفة التي لا ترتوي الا بدماء ابنائها.
لا اعرف ان كان رمل سيناء بالفعل قد ارتوى بدم جدي؟ هُزم جدي (من أمي) مع الجيش المصري في حرب حزيران وامتدت بقعة الدم من صحراء سيناء وصولا الى وسادة امي.
كبرت وسألت امي ”لماذا رضيتي به زوجاً“ كانت الاجابة دائماً في المصير التي ترسمه هزائمنا.
جدي كان مصابا وقد ساعده زميل له على النجاة من الموت في سيناء. زميله هذا سيكون عمي المستقبلي الذي سوف يورثني الكثير من جيناته.
اضطر جدي وعمي المستقبلي، وكلاهما من سكان مخيمات اللجوء في قطاع غزة، اضطروا الى الفرار من سيناء الى القاهرة والاستقرار هناك بعد احتلال القطاع.
جدي أبو البنات، القروي الساذج المحافظ، كان يكابد نكسته الخاصة. كيف سيحمي بناته الستة في مدينة كبيرة، منفتحة ورجالها طرب؟
من اجل ستر البنات (حصرياً بزوج فلسطيني) وعرفانا منه لزميله الذي ساعده على الهروب من سيناء، زوج أمي الي اخ صديقه.
فلاح فلسطيني جلف في ملابس الافندية..
وهكذا بدأت حكاية امي وحكايتي في صحراء الهزائم التي لا تنتهي.
"السينما تستخدم لغة الاحلام" فلليني
El ángel exterminador كنت كلما شاهدت فيلم
ينتابني شعور ضيق لا افهمه. مجموعة من البرجوازيين اجتمعوا على العشاء في منزل كبير. مع مرور الوقت يكتشفوا انهم عالقون ولا يستطيعوا مغادرة المنزل. على الرغم من ان الابواب مفتوحة وليس هناك اي مانع مادي يمنعهم من المغادرة!
كانت الحيرة تقتلني، وتتجمع فوق رأسي غيوم ومشاعر غامضة من ال deja vu. لقد خبرت هذا الشعور الغامض المخاتل، لكنني عاجز تماما عن اكتناه اصل الشعور ولحظة اختباره.
حتى أتى اليوم الذي انكشف فيه الحجاب عن اللاوعي. سيناريو الفيلم السريالي يتشابه مع سيناريو حلم لازمني لفترة طويلة في بروكسل. تتغير عناصر الحلم في كل مرة ولكن ثيمة الحلم ��ا تتغير. كنت اخالني في غزة وفي الحلم ادرك انني كنت هناك دائماً ولم ارتحل في الاصل عنها. في الحلم تتنازعني مشاعر الفجيعة بالتعجب، انا في غزة، فما الذي كان يمنعني كل هذا الوقت من الوصول الى بيتي وامي واهلي؟ في الحلم انا في حارتي واكاد اسمع اصواتهم خارجة من بيتي القريب، لكنني لا استطيع الذهاب اليه! هي خطوات معدودة تفصلني عن أمي، وليس هناك ما يمنعني من الوصل والوصول.. لكنني عاجز عن قطع تلك الخطوات القليلة.
وصلت رفح الفلسطينية ليلا وكنت في حالة يرثى لها. قلت لاخوتي في السيارة ”لقد نسيت شوارع الليل بعد غياب عشر سنوات، اخبروني عندما اقترب من البيت حتى ادرب نفسي على التماسك قليلا“ عندما وصلت، وكما حدث في الفيلم وفي الحلم، وقفت امام البيت باكيا وعاجز تماما عن الدخول. جذبني اخي والقاني في ساحة البيت وفي حضن أمي.
تقول المنادية ” يا ظريف الطول وقف تا قلك، رايح ع الغربة وبلادك احسنلك، خايف يا ظريف الطول تروح وتتملك، وتعاشر الغير وتنساني انا“
طوال سنوات اقامتي في بروكسل وصدى هذا النداء يطاردني. لانه الكلام الذي كان يملاء قلب امي ولم تقله لي صراحةً. لانه الابتزاز العاطفي الذي لم تمارسه علي حين قررت الرحيل.
كانت تزورني في غربتي اطياف الحنين في لحظة الافاقة من النوم. تلك اللحظات هي منطقة وسطى في الما بين وكانت هي طريق جلجلتي. لا تتركني الاطياف الا وقد افسدت علي يومي.
امشي وانا اجتر الذكريات، قلب ثقيل منهك بكآبته. تتلبد الغيوم الرصاصية كل يوم في بروكسل وتضع لمستها الاخيرة على خلطة الاكتئاب المتماسكة.
صديقي المغربي كان يواسيني ”سترجع يوما ما ال�� غزة، تقتل الحنين والاسئلة وتدرك انك لا تستطيع العيش فيها مرة اخرى، يتكرر هذا السيناريو مع كل المغتربين“
ولكن هذه رفاهية لن امتلكها الا بعد مرور عشر سنوات.
عدت الى غزة وقتلت الحنين لكن الاسئلة ما زالت معلقة.
4 notes
·
View notes
Text
1 note
·
View note
Text
رأيت فيما يرى النائم افق بنفسجي غامق. أنظر الى الأفق هانئ البال واعب أنفاس السكينة مبتسماً. على جانبي الأيسر عمائر مدينة ذات طراز فاطمي. كنت عملاقاً والمدينة الفاطمية قط أستأنس به قربي. الأفق بنفسجي اللون وأنا على غير العادة مرتاح البال.
0 notes
Photo
0 notes