Text
وتر مشدود
يبدو أن معرفتك الواضحة الواثقة بما تحب ليست كافية. ماذا لو أضعف الزمن مشاعرك بلعنة التكرار والتعود؟ إلى أين المفر وقتها؟ إلى أراضٍ جديد�� حيث حبٍ جديد مليء بلذة الفضول؟ مفهوم.. ولكن ماذا بعد؟ هل يمكن لترحالك المستمر أن يستسلم إلى قيود الاستقرار، إلى تضاريس لا تتبدل؟ إلى انعدام المفاجآت؟
إلى متى ستظل متعة الفضول تدغدغ أطرافك مع كل تلاقي بشموس جديدة؟ هل يندثر الفضول مع وثبات الزمن، أم يستمر في الاحتراق حتى تتشظى خلايانا بجحيم لذة الاكتشافات والتكشفات؟ رأيت نفسي في حلم عابر، مثل ليلة لقاء غير مخطط له عندما أتم ثلاثين صيفاً ستتلاشى رغبتي في مطاردة فضولي ستتوقف مفاصلي عن الركض الذاتي فجأة مع دقة منتصف ليلة عيد ميلادي. لن أسقط مع التوقف الصادم، ولكن القصور الذاتي سيدهس روحي تحت عجلاته الزمنية. روحي بيضاء، ربما تكون حمراء حينها ولكنها في لوحتي هذه بيضاء. تتمدد روحي كالغيمات ويتخبط بداخلها آلاف من شرايين البرق. إنها نبضات الاستيعاب والنضوج ترعد في أطراف سماواتي. لقد انتهى البحث. ولكن أنا -في الحقيقة- ما زلت هنا. لن أتخلى عن تغذية دمائي بلذات الفضول. سأركض وأهرول، سأقفز وأطير. سأجلب الجاذبية معي لأعلى، سأجعلها تنتشي بما لم تشعر به من قبل من التحليق والانتفاضات. سأهبط على الأرض بقوة ألف ريشة. ربما أتوقف في بعض الأحيان، ليس اكتفاءاً بل طمعاً في المزيد من الأنفاس، .المزيد من القوة اللازمة للانطلاق أعمق وأعمق.. إلى قلب النور.
10 notes
·
View notes
Text
عن قصة حقيقية
يبدأ وينتهي فيلمنا الحر القصير في مونتاچ سينمائي واحد صاخب. يحتوي المونتاچ على مشاهد رحلة الڤيروس المداعب لغريزة البقاء البشرية حتي يصل ليصيب بطل الفيلم. تتكون الرحلة من قفزات بين الجنسيات و الثقافات المختلفة وفيما بينهم بعض المسطحات المائية (غير المهمة فعلاً ولكنها تضيف للمشاهد لمسة من الدفء والافتعال الفني المحبب لأنفس البعض). يظهر في المشهد الأول “المريض: صفر” وأول احتضان دافئ -عابر لآداب الطعام وللحدود الحيوانية- يدعو الڤيروس لرحلته الشيقة، ثم يبدأ القفز في الحال; من جلد لآخر ومن رئة لزميلاتها المتغنجات المتئهبات.. لعب، جد، ضحك، حب، تحلل جداري، اندماج شفرات وراثية، تخللات مخلة بالصحة البشرية وانشطارات لعوب. تستمر المشاهد في قفزات حرة للفيروس ما بين طرقات الزمن و دقات المكان إلى أن ينتهي بها العرض البهلواني إلي الجيوب الأنفية الملتهبة حماسة لبطلنا النصف مغوار/نصف غير مكترث وهو في خضم نقاش محتد عن صراع الإنسان والمدينة الأم وكيف يتجرأ القلب البشري الصحيح على ممارسة الوثب العالي للهجرة من منشأ روحه إلى ما سواها دون الاستسلام لخوفه من الحنين الحتمي.
1 note
·
View note
Text
كيف تدفع النهايات المفاجئة بعيداً عنك وعن أحبائك؟
تعيد صياغتها إلى مصطلحات أخرى؛ فالنهايات ليست سوى بدايات جديدة (في الحقيقة لا، ولكن ما المانع!) وكونها مفاجِئة يمكن تعديله بمباغتتها أولاً بكونك عدلت الصياغة. لطالما كانت مباغتة الشرور المفاجِئة بكونك مستعداً من ألذ المشاهد جذباً لانتباهي، محاولاً إعادة تمثيلها في حياتي الشخصية بإضافة بعض العناصر السينيمائية الخيالية (والتي لا يراها أحد سواي لكونها تسطع من عيني على المشهد أمامي، ولكنها ممتعة بأي حال).
2 notes
·
View notes
Text
Boredom is a pre-biased perception.
You can think of the most interesting person out there to be one giant boring duck, maybe because your insides did not set right after noticing his facial expressions or the words he used did not align with your set of 'comfort-jargon'.
And you can envision joy and liveliness into the jokes of a boring log of wood just because you have pre-bias towards him through some subconscious, or even conscious, reasons; like he reminded you of a loved one for example.
The question now is, should we work to grow up controlling such bias or just respect our gut-telling and leave it on autopilot?
2 notes
·
View notes
Text
About winter and cliches
I passed by a poem called The Snowman by Wallace Stevens: “One must have a mind of winter To regard the frost and the boughs Of the pine-trees crusted with snow; And have been cold a long time To behold the junipers shagged with ice, The spruces rough in the distant glitter Of the January sun; and not to think Of any misery in the sound of the wind, In the sound of a few leaves Which is the sound of the land Full of the same wind That is blowing in the same bare place For the listener, who listens in the snow, And, nothing himself, beholds Nothing that is not there and the nothing that is.” It’s good one, I give him that, but it made me realize Winter is simply self-romanticizing; everyone feels more emotional in the winter, it comes naturally with this plethora of unreasonable, theatrical weather changes. It’s as if the body gets slowed down by the cold that emotions are left to go rampant on a free rush. Winter is self-romanticizing, and the same goes for Spring and Fall but to a lesser extent, but no Summer has been poetrized down and dissected about like the other seasons except in teen pop-culture that floods the happy, lively beachs in july. I feel for summer.
2 notes
·
View notes
Text
تحت ماتحت المطر
مشهد 1: على أول الشارع وقف طفل وقلع جلابيته وفرد إيده للهوا والمطر وقرر يدندن بكلمات غير مفهومة وكإن قلبه اتعلم تعويذة مفاجئة من كتر انبساطه بالمطر.
الطفل واقف تحت المطر ومش راضي يتحرك أو حتى يجري وفجأة عدى جمبه راجل كبير بيجري تحت المطر عشان -قال إيه- يحاول يستخبى، بس الحقيقة إن الطفل الصغير والراجل الكبير انبساطهم واحد بحفلة المطر دي حتى لو اختلف شكل تعبيرهم عن الانبساط. مشهد 2: طفل صغير أقل حتي من 4 قدر يفلت من إيد أبوه ويجري تحت المطر عشان يغني بصوت عالي “الدنيا بتنطر وعزيزة بتنشر” وده أشهر لحن فلكلوري للتغني بفرحة المطر عند الأطفال هنا بس السؤال إزاي الطفل ده -اللي يادوب بيقول اسمه واللي معداش عليه أكتر من 4 شتاءات تقريبا- قدر يعرف اللحن والكلمات ويحفظها بكل سهولة ويرددها وقت مايحتاج بتلقائية! فيه سر ماورائي هنا وألف سبب وسبب سحري ممكن نحل بيهم لغز طفل المطر.
5 notes
·
View notes
Text
I do not fully process the cultural tendency to summarize the passing decade into lists of "best whatever in the last decade"
I think of it as an attempt to create a frame to capture most stuff we lived and enjoyed through our last years, a frame that helps us get a more solid, contained picture of ourselves in the face of the ever-changing tide of cultural works of art, cinema and literature.
I also think that if we are melding our global cultural collective into one through the internet, we should apply the same mindset into the years we live and meld the decades into one lifestream.
0 notes
Text
Our mobile phones have become such a massive figure of cultural connection that it needs to be renamed into something much more befitting and indicative; "Phone" is just lacking and undiscreptive.
0 notes
Text
A detail about how we speak
I realized the consistency of what we say in a conversation depends on what I like to refer to as “Unrelatable Details”. When we talk freely, we tend to get more enthusiastic and so dive deeper into our understanding of things, our own self, we sometimes lose focus and mention some figures and phrases as if the receiver understands their full meaning and interpretation, when he is actually just keeping up with us with but understands only half distorted ideas. Maybe that’s why we find comfort and conversation flow with closer ones, the ones that innately understand how to fill the incompleteness of our unrelatable details and make them flowing and relatabe.
1 note
·
View note
Text
الطبيعة الأم
أستيقظ يومياً و أتفقد نافذتي على العالم الآخر.
"ثم اكتشف الإنسان النار التي جلبت الآخرين إلى صحبته بحثاً عن الدفء، عن الاطمئنان لتشابه المشاعر، و لكن في حدود تسمح بتميز كل فرد. و مع بدء رحلة الانقطاع عن الجموع و البحث عن هذا التميز، أطل شبح الوحدة على فؤاد الإنسان."
أتجول -بدون هدف معين- بين أهم كلمات و أفكار الغرباء الذين أتابعهم و هذا ما أجده؟ ثم اكتشف الإنسان النار التي جلبت الآخرون؟ هذه سخافات شخص متوسط الذكاء، غير ناضج و حياته في أشق ظروفها سهلة، لم يتوصل القلق إلى تعتيم تجاويف قلبه. أبعث إلى أحد أصدقائي بهذه الفقرة مع تعليقي الساخر على سذاجة الكلمات، ثم أبعث بنفس التعليق إلى صديق آخر حيث لم أجد رداً سريعاً من الأول. الوقت ما زال مبكراً. ربما لم يستيقظ أحد بعد، و ربما كل منهم مشغول بتفقد الهراء الصباحي الخاص به.
كالعادة لا يحدث شيء ذو أهمية، لا يحدث شيء يستحق انتباهي. أحاول غلق الشاشة و لكن -لسبب ما لم أفهمه بعد- لا أستطيع فعل هذا بدون لحظات من التيه و التحديق في الفراغات ما بين الكلمات المتراصة أفقياً، في فراغ الكلمات ��اتها. حاولت مؤخراً أن أتغلب على مثل هذه اللحظات و لكن فوجئت أني أتلذذ بالانتظار، باحتمال أن أرى المزيد و المزيد مما يطوف بداخل رؤوس الأصدقاء. الأصدقاء و الغرباء. تنبيه بأن الصديق الثاني قام بالرد. شخص خفيف و رد ماهر، ليس رداً مثالياً لأنه لا يوجد رداً مثالياً في الحقيقة، بل رداً كافياً لجعلي أبتسم للحظات، ردوده كانت دائماً تكفي لتنبيهي إلى جوانب أخرى في خضم تشعب الأفكار. أنا مدين له. برغم أن مراسلاتنا مثمرة إلا أني أشعر بشيء ما ينقصها، الشاشة تمنعني فلا أتمكن من الاستمتاع بمحادثة كاملة حقيقية مع هذا الرفيق. علاقتي مع هذا العالم الافتراضي وراء النوافذ في تغير مستمر. أدرك جيداً كيف ساعدتني في اكتساب قدر عظيم من العلم، من الوعي بثقافات شتى. أعلم أنها أتاحت لي فرصة للتواصل مع العالم بشكل يقارب الخيال العلمي، و لكن ما نفع الخيال مع الأغلال التي فرضتها على روحي المسكينة. إذن أنهض و أفعل الحياة. صباح الخير يا أبي. صباح الخير يا أمي. الجميع مستيقظون و نشيطون. أحبهم.
جرس تنبيه على شاشتي من صديق آخر. صباحاً بديعاً يا صديقي طيب الروح. ليس بديعاً جداً بالضرورة، و لكن هذه التحيات الصباحية الصادقة تساعدني على الابتسام. أنا ممتن لوجوده. ابتسام لثوان خاطفة حيث لا أستطيع أن أصيغ الامتنان إلى كلمات جلية. ابتسامة واحدة ستكون رداً مثالياً في مثل هذا الموقف ولكن هناك أغلالاً على فمي. أكتب في الفراغ و أشارك الغرباء "أشعر بالأغلال تسلسل فمي".
لن أغلق الشاشة الآن فقد شارك صديق آخر بصورة كوميدية تتلاعب على محتوى نقاشنا الساخر الذي خضناه أنا و هوو آخرون هنا في هذا المساحة الافتراضية الخاصة بنا. كان صخباً ضاحكاً. و الآن أكاد أن أسقط على الأرض غارقاً في الضحك على هذه الصورة و لكني مستلقي على سريري فلا مجال للسقوط. تلهيني الضحكات للحظتين. لحظة أخرى و ألمح الساعة و قد مررت ساعتين كاملتين عبر حدود وعيي المتسامح و يغضب لساني. "ملعون أمك نت شرموط". أنهض لأبدأ يومي بشكل حقيقي. أزحف إلى عملي. في الحياة الواقعية أنا شخص منظم، لا أسمح لمثل هذه التفاهات أن تشغل وقتي الثمين و لهذا أُفسح لمشاعري المجال و أشعر بالسخط على ضياع الساعتين. أوبخ نفسي و أنا حبيس المواصلات، أتصفح المزيد من المشاركات الصباحية لأنها تكون خفيفة على القلب و يطل من أفكارها نعاس لذيذ.
أصل إلى العمل و أكمل يومي بعد أن هدأت قليلاً، فهذه ليست المرة الأولى التي تسرق فيها هذه البوابات الإلكترونية من ح��اتي و تتركني أشعر بالذنب على الوقت المهدور. أذهب إلى العمل مثلما -كنت أذهب إلى الجامعة منذ فترة أعتقد أنها ليست طويلة- و أواجه نفس الشعور; يوم ممل كالعادة، لا جديد يحدث. ولهذا يصبح من الذكاء أن أستفاد بمثل هذه الأوقات و أتفقد مشاركات الأصدقاء على الجانب الآخر. أحد أصدقائي المفضلين -أو ربما لم يكن صديقاً بالضرورة- أثار مشاعري بدقة كلماته التى وظفها لوصف العزلة و قسوة عدم الانتماء. شعرت أن كلماته تعبر عني بشكل مباشر و خاص و اتفق معي عدد كبير من الأصدقاء هناك على صحة كلامه. شاركناه بردودنا المتحمسة تشجيعاً له على مهارته الفريدة في صياغة الكلمات المثالية لوصف مشاعرنا. أشكره بشكل خاص على تمكنه من صياغة أفكاري. أعود إلى المنزل. رحلة عكسية مملة يقتطع هدوئها برد سريع على الهاتف. أرفض دعوة أحد الأصدقاء إلى الخروج و السهر في مكاننا المفضل للاحتفال بشيء ما لم أهتم بالتحقق من تفاصيله. هذا يوم ثقيل على قلبي و من المستحسن أن ألجاً إلى هدوء غرفتي و أشارك أفكاري الصاخبة مع أحد الأصحاب الآخرين عبر نافذتنا المفضلة. ربما نسخر من أحدهم أو كعادتنا نتبادل صوراً تحوي نكاتاً مركبة لن يفهمها كثيرون.
أعي بأن العالم الآخر عبر شاشتي يملأ هدوء غرفتي بالحياة. أتطلع من خلاله إلى كل مكان في العالم، أغوص بداخل أفكار الكثير من البشر و الأصدقاء الذين اخترتهم بعناية ليكونوا قلب نافذتي الصغيرة. أشعر بالراحة و السلام في كوني على إتصال دائم بما يشاركونه، بما يحدث حولهم أو بداخلهم و لكني ما زلت غاضباً من صديقي الأول حيث لم أتلقى رده إلى الآن. لماذا لم يتفقد رسائله؟ أو ربما تفقدها بالفعل و قرر ألا يبذل مجهوداً في الرد. أبحث فأجده قد شارك قليل من الكلمات منذ ساعتين. كيف يمكن للبشر أن يكونوا بهذه القسوة والجبن! مساء الخير يا أمي. مساء الخير يا أبي. يومي في العمل كان تقليدياً. لم أبذل جهداً يذكر. لا أشعر بالإرهاق بالضرورة -أو ربما أشعر- و لكن لست في حالة مزاجية مثالية للخروج و ممارسة الرياضة كما أفعل من حين لآخر. صادفت الكثير من المعلومات و النصائح لتمارين بسيطة و لكنها كانت فعالة بشكل فاجئني و لكن لسبب ما لم أكررها منذ ذاك اليوم، ربما أكون في حاجة إلى المزيد من الراحة حتى أستعيد حماستي. أستقر في سريري و أطمئن بمعرفتي الدقيقة لكافة أبعاده. أقوم بالبحث عن إرشادات رياضية أخرى لدى بعض جلساء العالم الافتراضي. ألومهم على تعقيد الشرح و التوضيح. يتدخل صديق آخر ليقطع تيارأفكاري و يشاركني، أو يشارك الجميع ربما، بقطعة نقدية عن فيلم لأحد المخرجين الروس و تاُثيره على حركة السينما العالمية في العصر الحديث. أعرف اسم المخرج جيداً، يمر أمامي كثيراً. يُهل�� الجميع فرحاً و يتشاركون في مديح مشاهد بعينها. أتذكر الفيلم فقد تصادف أن شاهدته منذ أيام. كان مملاً، بل كان كريهاً بمشاهد مفرطة في العشوائية التافهة، يطلقون عليها سريالية. أتفقد المعلومات الخاصة بالفيلم مرة أخرى. ربما أعطي الفيلم فرصة أخرى فأنا أثق في الحس السينمائي لهذا الصديق. بعد قليل من التفكير، أعتقد أني كنت مخطئاً حين شعرت بالملل من مشاهدة الفيلم أول مرة. يبدو كتجربة فنية مثيرة. أثق في الكثير من الأصدقاء هنا برغم اختلافاتنا الواضحة. بعضهم يسعى لنشر الضحكات. آخرون يجدون متعتهم في التعبير عن آرائهم بشكل متكرر. و هناك بعض منهم يتخذ هذا المكان ساحة للهرب من الواقع، و كأن باستطاعتهم الهرب بهذه السهولة. أحبهم جميعاً و لكن أشعر ببعض الحزن لأن مجموع وجودهم يشعرني بالوحدة، و في أحيان ليست بالقليلة لا أحب ضوضاء كلماتهم، و لكن لم أستطع بعد النجاح في التعامل مع تأثيرها علي بشكل صحي. أشعر بثقل الأفكار على قلبي فأهرب إلى محادثة الفتاة إياها. بدون ترتيبات مسبقة أترك الكلام ينساب بيننا. هناك راحة غير مسبوقة في حديثنا، في جدنا و لهونا. نتحدث منذ فترة ليست بالطويلة، لا أتذكر كيف بدأ الحديث بيننا و لكن أعلم أني محظوظ بظهورها في حياتي. أعتقد أن هذا لم يكن ليحدث في حياة أخرى بلا نوافذ. يتطور الحديث و نتطرق لجوانب أكثر حميمية و نرحب بها سوياً لنتلاعب بالحدود الجسدية و نتمرد ضد القيود التي فرضتها علينا هذه النوافذ. ننتشي. بكل الطرق و الألاعيب الممكنة. ننتشي. أرق لحديثها و أسعد بتفننا في المداعبات و لكنها مجرد لحظات يتبعها الكثير من عدم الرضى الذي يتبدد بسهولة. أعيد التفكير في تعمقنا في الحميمية. قلبي جاف. كيف يقيدني عنها هذا المكان في مشهد حزين من الاحتياج و توهم الدفء... يقتطع أفكاري إنذار برد صديقي الثاني. رد متأخر عشر ساعات فقط. آسف يا صديقي و لكن ردي سيتأخر أكثر من مجرد عشر ساعات. الافتراضية تثقل على روحي. ألوم كلمات هؤلاء المتراصين خلف الشبابيك. لا أعرف نصف هذه الأسماء وغالبية من أعرفهم لم تقع عيني عليهم في الحقيقة. للحظة أشعر بهشاشة تلك العلاقات، الضحكات المزيفة و القلوب المنثورة بلا رقيب. أنا في حاجة ضرورية إلى كسر الحواجز و الخروج من هنا، و لكن لا فرص للهرب إلى العالم، إلى الواقع المفقود. أغلق البوابة السرابية و أهرب إلى شرفتي في عالمي الحقيقي.
أستمع إلى مقطوعة لم تفشل أبداً في مساعدة روحي على التحليق. مقطوعة أصبحت مفضلتي منذ أن قدمني إليها أحد "أصدقاء غرباء" العالم الافتراضي. أنا مدين لحسه الموسيقي الفريد و لكن هذا المكان يَحظُر أرواحنا عما تستحقه من خفة و اطمئنان بجمال الواقع. من هؤلاء؟ أهم أشباح؟ كيف أسمح لهم أن يملأوا يومي بكلماتهم و أفكارهم الصاخبة؟ أشعر بالوحدة و صدى مشاركاتهم التي لا تتوقف يعمق وحشتي. غضبي على شكل الحياة في هذا المكان و أشخاصه يتوقف عندما أتذكرها مرة أخرى، يتوقف عند هذه الفتاة الجميلة و حديثنا الرائق الذي خضناه منذ ساعات قليلة. هيا وحدها تعطي معنى لهذا المكان. أراسلها مرة أخرى. لا أستحق أن يحرمني منها مثل هذا عالم افتراضي. و لكن برغم قسوته، تبعث لي الفتاة الرقيقة بقبلات و أحضان دافئة عبر أثيره، و لسبب ما أشعر بدفئها يحتويني و يتغلغل في جسدي، في واقعي. لا يهتدي النوم لدروب عقلي سوى مع رقة وجودها و لا تضيء شعلة الدفء فؤادي سوى برسائلها.. لماذا أشعر بدفئها هنا و ليس وراء الشاشة؟
14 notes
·
View notes
Text
صعود حر
قررت أن أترك السماء لبعض الوقت. أعرف أنها مليئة برومانسيات بمقدار عرضها، و لكني أشعر بازدحام روادها يلفُظني. أنا الآن من الأرض، و إلى الأرض. سأصل كمُخلّص إلهي إلى بواطن معانيها و أُحرر كافة رومانسياتها المفقودة.
1 note
·
View note
Text
الرقص فوق الغيمات
ما زلت أرى أن الغيوم و النور زوجاً مثالياً بما بينهم من تنويعات لا نهائية تملأ السماء رقصاً. لست من هواة الندم و لكن ما زالت تطاردني لوحات من أطياف السماوات المتفجرة التي كان يمكن لنا أن نرسمها و نعيد رسمها و تلوينها يومياً بما يتلائم و وحشية المزاج. لا ألومها على الحرص المفرط أمام غريبٍ يحمل وعداً باختراق الغيمات بالنور. و لا أعذرها على الجهل بكيف يتراقص البشر مشتعلين بالألعاب النارية، طقس احتفالي يتلذذ بالتجرُّد و الثقة المطلقة. لست من هواة الندم و لكنه يصبح صحياً في بعض الأحيان كخطوة واحدة ثقيلة و لكنها تهوّن بقية الخُطى.
2 notes
·
View notes
Text
إلى صديقي في الجيش
أنا في الحريّة و أنت في ثقب العُمْر. أفتقدَك. أبعث لك بأمنيات طمأنينة تغلّف جوعك و بردك. أرسلها إليك عبر أثير التمني و أعرف أنها ستصلك بلا نُطق، ربما في حلم فوضوي دافىء. سأراك قريباً و لن نذكر الرسالة و لا الحلم، لأننا عمليين لا نضيع مجهودنا سوى في إجبار الواقع على الرضوخ لخيالنا. أنا في الحريّة و أنت في قلب الحريّة.
2 notes
·
View notes
Text
عميقاً بداخل الخلية الأم، يقطُر ينبوع الأفكار حياةً و حيوات. قطرات تتهادى بحكمة، و في بعض الأحيان باندفاع مجنون و لكن الأكيد أن النبع لا ينضب. لن ينضب. - أصداء من سحيق الوادي
2 notes
·
View notes
Text
لم القلق؟
ما العذاب يا الله؟ لا مانع لدي من خوض تجربة الجحيم إذا كانت ستصل بي إلى إجابة مطلقة، فجحيم سؤال بلا إجابة أكثر وحشية بالنسبة لكيف خلقت أمواج عقلي. هيا إذن فلتعذب جسدي ألف عام و لتتابع النتيجة. الاحتمالات محدودة، يذهب العقل بأبسط أنوار الوعي. تتلاشى المعاني كافةً. تتحلل الأفكار عن الخير و الشر، عن وجود إله، إلى مجرد نبضات تتألم في محاولة فاشلة مستمرة لتعريف الذات. هذا احتمال، الاحتمال الآخر بشير رومانسي يتراقص على حافة الوهم. سيصمد عقلي. بعد نمو جلدي للمرة الثالثة بعد المليونين تقريباً، ستنتفض جميع نقاط النور بوعيي. إضاءة متزامنة لفكرة واحدة؛ لقد استهلك العذاب كل أنماط و تنويعات الألم التي يمكن أن تتشكل بين خلاياي، و الآن بدأ الجحيم يعيد تكرار أنماطه منذ أول صرخة هلع. هل ترى أين يكمن الأمل في مثل هذا السيناريو؟ نعم. سيتم إعادة تدوير الأنماط و عندها سيضئ وعيك بأن “لقد كنت هنا من قبل. أعرف ماذا سيحدث”. تتلخص الفكرة هنا في كون الجحيم معركة نفسية و ليست جسدية. تخيل لحظة ندم مضاعفة آلاف المرات و تحيط بخناقك في حلقات مدببة مفرغة. تخيلها تسيطر على خلاياك لتهلك الباقي من النور بعينيك. اللحظة الأولى بعد استيعابك لحضور الأرق كضيف ليلة تتبع يوم ��رهق روحك. لكن الجحيم تجمًُع لكافة شياطين الأرق في كيان واحد يطارك حتى تفقد تعريفاتك للذات. مشاهد خوفك من غدٍ بلا وسيلة لتوقعه أو تجنب النذر بأنه يحمل آلام غامضة المصدر. تخلخلات قلق دائم مُصاحَب أبداً بحيرة و سؤال عن سبب يبقى مجهولاً. سؤال غير عقلاني لأنه ينبع من فكرة غير منطقية بالأساس ألا و هي محاولاتنا للسيطرة على الغد. سؤال واحد لم و لن يتم الإجابة عليه أبداً... لم القلق؟
1 note
·
View note
Text
ماذا يوجد أسفل الغضب؟
نحيب آلاف من ثكالى الأمهات يسابق رياح الرماد، رماد الآلاف التي قرر الكاتب أن يتربع عرش رماد مملكتهم الملعونة بشظايا خوف أزلي طاردهم منذ حروب أول عصورهم. خوف يعانق أرواحهم معلن بأول صرخات الولادة، صرخات الوعي بسعادتهم التي حكم عليها هذا الكاتب بالفناء و الوجود فقط كفكرة أسطورية سيمنع عقولهم من إدراكها، فقط لأنه أراد ذلك.
مجرد غضبة رومانسية لكاتب حزين، ألا تتذوق طعم الرومانسية بين الرماد المدمىٰ؟ غضب مُغري.. و لكن السؤال كيف يختلف الغضب الصافي عن الغضب المتّقد بالندم؟
ماذا يوجد أسفل الغضب؟ ماذا لو كان الندم؟
في هذه الحالة سيظل الغضب مشتعلاً إلى الأبد. الندم سم خبيث الدفقات، نفحات من كير تُلقِّم عدم الرضا. الندم يحمل بين ألسنته فشلاً، و احتراق القلب بفشل لا أمل في مداواة نتائجه هو الأسوأ، حرق ملوث لا يلتئم، يغذى أبداً لهيب السخط.
ماذا لو كان الغضب رائق اللون بلا ندم؟
انطفاء حتمي. الخوف فقط من التهام النيران لنفسها، و لكن ركود هواء الغضبات لا يملك أن يغذي شمعة. اندمال جروح مصحوب برضا عما كان و اطمئنان لأهمية استهلاك الغضب حتى آخر شعلة. تفاؤل بالبرودة الموعودة، و إن تأخرت، موعودة.
4 notes
·
View notes
Text
مقتطف من رواية شاي أسود لربيع جابر..
ليس من العدل، أستاذ علاء ربيع جابر، اعتقاد أن طق حنكك بطقّة إفطار سيخلق لديك نفس الشعور الذي سيولد بداخلي، بغض الأنظار عن الحقائق العلمية المملة التي تخبرنا -و بشكل صارم لا يتصالح مع ولعنا الطبيعي بكل ما هو غريب و خيالي- أن الموصلات الحسية بأعصابنا متشابهة كهياكل كيميائية لذرات مياة من المنبع ذاته، فاستيعاب كينونتي، التي هي ناتج الجمع النهائي لكل حدث مر بي منذ أول لحظة وعي، منذ أول دفقة رياح آذنت ببدأ تآكل جغرافية تشريح الجبل، هذا الاستيعاب يختلف بالمطلق عن استقبال كينونتك للعالم من حولك.
الكتابة طق حنك و أمتع طقطقة للحنك تتشكل في وضع أقرب شرح الشعور الواحد بداخل تكوين جملة واحدة. يفشل الكاتب إذ يسيطر عليه الهوس بأهداف كتابية لا منطقية، فحدود الكتابة تنتهي عند 'وصف' فكرة الشعور الواحد، لا مع تحقيق إصابة كيان القارئ بنفس الوعي بصخب الشعور.
أحمرك أزرقي، سمائي أرضك و بكائك على ماض هو ضحكاتي أمام ضعف الأدمغة، و غيرها عدد لا نهائي من التنويعات الحسية، هذا بغض النظر عن فردية كل لغة من لغات الأرض و تأثيرها في الحسبة المذكورة. فبأي شجاعة لأي قلب ستخطو في طريق يحتم عليك عبقرية لغوية، تتنافي و المنطق و تتصالح فقط مع خيال و رومانسية شرموطة لا جدوى منها، تلك العبقرية اللي تتطلب أن تلخص مليارات الاحتمالات لشعور واحد في ألفاظ بعينها و في جمل محدودة.
إذن، ما هو الجنون؟ هو حد الكتابة المتقاطع مع الشجاعة في خوض مواجهة مع فشل حتمي.. و الاستمتاع بالرحلة.
3 notes
·
View notes