Don't wanna be here? Send us removal request.
Text
وديع سعادة : “ الطريق “
…وحين نأى هدأت الريح. كان في العاصفة. مقتلَعاً مخلَّعاً مشلَّعاً. رأسه في مكان، يده في مكان، قلبه في مكان، وعبثاً حاول جمع أعضائه. لم يكن له اسم. سمَّاه بعضهم “منحرفاً” لأن لا طريق له، وسمَّاه بعضهم “هابّاً” لأن لا مقعد له، وسمَّاه بعضهم “غباراً” لأنَّ كلَّ شظيَّة منه في مكان. كانت له أسماء كثيرة استحال جمعها في اسم. كانت له أسماء كثيرة، ولم يكن له اسم. ال��ي بلا اسم كان في العاصفة وكانت ترتطم به طيور ميْتة تحملها الرياح وغصونٌ متكسّرة وجمعٌ مرتجف لا يعرفه. سمع أصواتاً تصرخ: “أيها العالَم ! أيها العالَم !”. ولمستْه جموع، لمسه العالَم، ولم تخرج منه أيَّة قوَّة. لم يكن هو السيّد، لم يكن هو المصطفى. كان المرتجفَ مثلهم في الريح. وبالكاد خرج منه صوت: “ ما جئتُ لأُكمل ولا جئتُ لأنقض، بل أنا النقصان والأنقاض والنقيض”. وضيَّع صوته، ولم يبحث عنه، ولا بحث عنه أحد. الذي لم يكن سيّداً، وبلا اسم ولا صوت، كان يتحدَّث فقط في قلبه. قال أنا بلا اسم كي أكون كلَّ الأسماء، وبأعضاء متناثرة في كل مكان كي تكون كلُّ الأمكنة مكاني. إن نادى أحدٌ أحداً، أينما كان، أليس عليَّ أنا أيضاً أن أجيب؟ وإن كبا كائن في أي مكان، ألا يجب أن يكون مني شيء هناك كي أحنو عليه؟ قال أنا الكائن هناك، وأنا المنادي هناك، وأنا المجيب والحاني. والغصن المنكسر أمامي كان ضلعاً مني والطير الميْت المرتطم بي كان بعض حياتي. كل الغصون في الشجر هي ضلوعي أيضاً، والطيور على الأرض وفي الجوّ إخوتي. والأحجار، هنا وهناك، عظامٌ لي لم يكتمل نموُّها، فهل أتنكَّر لعظامي؟ هبَّ المنحرف حاملاً معه الشجر والطيور والعظام. لا إلى أرض، لا إلى مكان. هبَّ إلى الشساعة، إلى كل الأمكنة، محمولاً بالعاصفة، وحاملاً السكينة: سكينة الشجر إذ يمتلئ بالتراب. سكينة الطير إذ يمتلئ بالفضاء. سكينة العظْم إذ يفرغ من الجسد. هبَّ عاصفاً، لكن أينما عصفت الريح به كانت السكينة في قلبه.
هبَّ “الهابُّ” واصطدمت به جموع، ولم يلتفت إليه أحد. لم يسأله أحد سؤالاً، لا عن المحبة، لا عن الزواج، لا عن الأولاد…لم يكن المصطفى ولا السيّد، ولا سفينة له ولا هيكل ولا تلاميذ. ولو سألوه ما كان سيجيب. لم يكن يعرف جواباً. كان يعرف فقط أنَّ الهبوب يجرف كلَّ شيء، الأسئلةَ والأجوبة والكلام، ويصمت. كان طفلاً في حقل حين هبَّت عليه أوَّل ريح، وسقطتْ ورقة من شجرة أمامه. انتظرَ، علَّ الريح تعود، وتعيد الورقة إلى الشجرة. ثم رأى الشجرة كلَّها تهوي. ثم لم يعد يرى أيَّ حقل. وما بقي للبستانيّ أن يفعل غير جمْع الأوراق وكسور الشجر. ما بقي للبستانيّ أن يفعل غير إحراق بستانه. وتيقَّن، حينذاك، أنَّ ما يراه في البعيد، أنَّ ما يسعى إليه، هو الدخان.
بعضهم سمَّاه “المنحرف”. بعضهم سمَّاه “الغبار”. وبعضهم سمَّاه “الماحي”… محا “الماحي” قدمه ومضى بلا قدم. لم تكن هناك طريق. استنسخَ من حذائه طريقاً. لم يكن هناك شجر. استنسخَ من ضلوعه جذوعاً وأغصاناً. ومن أنفاسه استنسخ ريحاً عائدة، كي تعيد الورقة إلى الشجرة. حين رأى الريح تُسقط الورقة أمامه انتظر وبكى، لأنَّ الريح لم تَعُد ولم تُعِد الورقة إلى غصنها… ويحزن الآن لأنَّ دموعه لم تكن حينذاك مطراً، فلعلَّ الورقة كانت شربت قبل أن تموت. صُبَّ دمعاً في كأسك صُبَّ مطراً على ورقٍ ميْت. صُبَّ شجراً، من ضلوعك.
استنسخَ طريقاً من حذائه. وطوى الطريق، طيَّة طيَّة، ووضعها في جيبه. وصار، عوض أن يمشي على الطريق، يمشي في ثنايا ردائه. لم تكن هناك طريق، ولا حذاء له ولا ثوب. لكن قال ذلك كي يكون له مشي. لم يكن له شيء. كان له القول فقط. كان له القول، والمشي في القول. وقطعَ الدروب كلَّها مشياً على الكلام. لا تلفظِ الكلمة الأخيرة، لا تقلْ الكلمة التي في آخر الطريق. قد يسمعها أحد في أوَّل الطريق ولا يعود يمشي. وإذ تطوي الطريق وتضعها في جيبك، تيقَّنْ أنْ لا أحد ماشٍ عليها. هكذا يخفُّ حمْلك. وهكذا لا تزعج الماشين. وإنْ أردتَ رفيقاً، فأيُّ رفيق أعزُّ من وحدتك؟ امشِ على الكلام. امشِ على اللهاث الذي يخرج من فمك. وسترى في لهاثك طريقاً، وشجراً أيضاً. امشِ في ثنايا ردائك. امشِ على الطريق المطويَّة في جيبك. بين لهاثك وثوبك طريق، ويمكنك أن تمشي عليها العمر كلَّه.
14 notes
·
View notes
Text
بفكر مؤخراً كتير أنهي حياتي ب اي طريقه هادية، بس انا مش عايزه أموت، ومعرفش ليه بفكر كده وبقول اكيد دي مش انا، انا يائسة اوي بس مش فيك يارب انا يائسة مني، وفي نفس الوقت انا واثقة في رحمة ربنا و انه مغرقني ب لطفه ورحمته
انا مش عارفه انا فين ولا مين ومش قادره أشارك حد ب حاجه زي دي، ومش قادره اخد خطوة اني اروح لثيرابيست عشان خايفه من كم الحاجات اللي ممكن تتفتح
يارب خلصني من اللي انا فيه
0 notes
Text
كان نفسي الناس يكون عندها الشجاعه تقول احنا هنمشي قبل ما يمشوا.
كان نفسي متعرضش لكل ده.
5 notes
·
View notes
Text
بس أما كله انفض وخلِصنا
كان قلبي آخر حاجة جَت علي بالي.
- الطحان
0 notes
Text
مازال في قلبي سؤال ..
كيف انتهتْ أحلامنا ؟
مازلتُ أبحثُ عن عيونك
علَّني ألقاك فيها بالجواب
مازلتُ رغم اليأسِ
أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتابْ
لو خانت الدنيا
وخان الناسُ
وابتعد الصحابْ
عيناك أرضٌ لا تخونْ.
- فاروق جويدة
0 notes
Text
بحاول مخليش عقلي يدخل ف حالة التفكير المستمر عشان انا مش قادرة على ده حالياً، بس في الاوقات اللي بتبقى افكاري فيها هائمة كده ادركت اني بجد ندمانه على ايه وليه؟ مفيش اي داعي اندم على حاجات عدا عليها وقت و بالفعل اتعملت، ليه اندم على اني كنت شخص كويس بيتعامل بطبيعته و بنية حلوة مع اللي حواليه برغم سوء نواياهم اللي مكنتش بينالي وقتها وكنت متغافله عنهم لاني كنت بتعامل وبشوفهم ب عيني وقلبي.
قطعت علاقتي بيهم لما ده اتضحلى ف انا الكسبانه ، اللي قدمته حتي ولو كانوا ميستاهلهوش وكتير عليهم ف انا قدمته عشان دي طبيعتي دي انا واللي مش مفروض اندم عليها ابداً او احس ب الخزي والكسو�� منها.
دي أمنية وهتفضل أمنية بتتعامل بقلبها واول حاجه بتيجي ف بالها حتى لو كانت بتتأذى كتير قصاد ده بس انا مبسوطة بيا ومش من حقي اقسى على نفسي عشان اي حاجه حلوه عملتها لاي حد.
ودي تذكرة لنفسي ف كل مره هقسى عليها في النقطه دي بالذات، وقصاد اي كلام ممكن يخليني اشك ف نفسي عشان انا مش مضطره اصدق وجهة نظر غيري فيا وانا عارفه اللي جوايا اكتر من اي حد تاني.
0 notes
Text
القرار اتاخد بالفعل كل اللي علينا نحترمه ونكمل حياتنا احنا كمان :)
0 notes
Video
انا بحب ال gif ده اوي يمكن عشان انت بحب الايدين ودفاها وبخاف من نفس السبب اللي بحبهم عشانه،
وبخاف ملقاش الايد اللي اتعودت على دفاها
ولذلك سرعان ما افلت يداي سريعاً خوفاً من التعود وخوفاً من الفقد،
ف ابتدي انا بالخطوه واجرح نفسي ب نفسي .
99K notes
·
View notes
Text
انا عندي كلام كتير اوي اقوله بس مبيخرجش حاولت و فشلت في كل مره اني اخرجه
موجود عشان يعذبني بس.
0 notes
Text
وانا بدل المعاناة الواحدة عندي اتنين،
اولهم اني بعاني وتانيهم اني بعاني وانت مش موجود.
0 notes
Text
— How many times can the same thing break your heart?
— As long as you love it.
17K notes
·
View notes
Text
13K notes
·
View notes
Text
"طمني أطمن"
هكذا دون أي حسابات معقدة، طمني، اجعل الطمأنينة تسري في قلبي، ليس الأمر بالغ الصعوبة كما يبدو، أعلم أن قلبي أشبه بمحيط من الفزع، ولكن يمكنه الاطمئنان، جربتها مرات كثيرة، لم يستمر الأمر لثوان ولكن اطمنت.
43 notes
·
View notes
Text
استيقظت اليوم وبي رغبة لكتابة قصيدة، ربما لبعدي عن الكتابة منذ أسابيع، ربما لرغبتي في الكلام دون حساب، ربما لشوقي للحب..
استيقظت اليوم وبي رغبة للمشي، ربما لأنني أدور في مسارات على غير هدي منذ سنوات دون النظر حولي، ربما لأنني افتقدت أن أمشي وأنظر للسماء وأفكر في الموت..
استيقظت اليوم وبي رغبة في أخذ استراحة، ربما لانغماسي بالعمل، ربما لانغماسي في الفكر، ربما لأنني أشعر بكل عظام جسمي تستغيث..
استيقظت اليوم وبي رغبة للبكاء، على اللبن المسكوب والذي لم يسكب بعد.
41 notes
·
View notes