omareldeep-blog
Omar Eldeep
2 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
omareldeep-blog · 6 years ago
Text
ماذا يعلمنا دنكيرك عن الحرب؟
Tumblr media
خُصصت الدقائق القليلة الأولى من فيلم “دنكيرك” للمخرج “كريستوفر نولان”، من أجل تقديم الإنهاك واليأس الذين كان على جنود الحُلفاء أن يحاربوا خلالهما، أثناء هذا الحدث التاريخي. لا توجد صور دموية أو بالغة العنف مثل فيلم “إنقاذ الجندي ريان” في مشهد “شاطئ أوماها”، ولكن المشهد هنا يقدم الصدمة النفسية التي يعانيها هؤلاء الناس. ربما هذا هو السبب الرئيسي لقول “كريستوفر نولان”: “اخترتُ ألا أراه كفيلم حرب، ولكن كقصة مثيرة”.
الخوف واليأس من الخروج من أرض المعركة، هما الإحساسان اللذان ينتقلان للمشاهد. ولكن “دنكيرك” لا يتهرب من أن يرينا حقيقة الحرب، وهي أن الناس يموتون، وغالبًا فهم يموتون بطريقة غير بطولية كما عودتنا “هوليوود”. هذا واحد من الدروس الرئيسية التي يعلمنا إياها الفيلم. ولكن دعنا نستعرض بالضبط، ما الذي يجعل “دنكيرك” مختلفًا. وما الذي نستطيع أن نتعلمه عن الحرب. والأهم: عن أنفسنا.
Tumblr media
مع تقدُّم الفيلم، يتضح لنا شئ واحد: وهو أننا لا نعرف أي من هؤلاء الناس. ربما تتذكر بالتقريب اسمًا أو اثنين، ولكنك لا تعرف من أين أتى هذا الشخص؟ هل هو متزوج؟ أو ماذا كان يفعل قبل الحرب؟
وفي حين أن معظم أفلام الحرب تحتوي على ذلك المشهد الذي تتحدث فيه الشخصيات عن خبراتهم السابقة (شاهد: Black Hawk Down، Fury، Hacksaw Ridge، The Thin Red Line)، فإننا لا نرى أيًا من ذلك في دنكيرك. هنا، ليس للشخصيات خلفيات درامية. وفي بعض الحالات، فهم حتى ليس لهم اسمًا (اسم الشخصية التي مثلها الفنان كيليان ميرفي على موقع IMDB هو “جندي يرتجف”).
لدينا شخصية الجُندي، وهذا كل ما نعرفه عنه، فقط هو شخص يحاول أن ينجو. وهذا هو سبب متابعتنا لهذا الشخص لمعظم الفيلم. لأنه كان محظوظًا. لأنه نجا. هو ليس مميزًا من أي جانب. ولكن عقلية “الحياة أو الموت” لهؤلاء الجنود الصغار أكثر من كافية. لا يتوقع منهم أحد أن يفعلوا أي شئ إلا النجاة. فهم بالفعل قد قاموا بأكثر مما يجرؤ الكثير عن التفكير به.
0 notes
omareldeep-blog · 6 years ago
Text
نادي القتال | البحث عن التوازن في الحياة
فيلم نادي القتال، هو فيلم مثير للجدل بكل الحسابات. فهناك من يقرأه بطريقة سطحية فلا يرى سوى أنه فيلم عن انفصام الشخصية. وآخر يرى أنه فيلم عن رتابة الحياة. بينما هناك من يفسر رسالة الفيلم: أن الطبيعة البشرية لا تسمح بعالم بدون قوانين. فعالم كهذا هو عالم مثالي لا يمكن أن يوجد في الواقع.
الرسالة الحقيقية للفيلم هي "التوازن"، بمعنى أننا لكي نجد هدف حقيقي للحياة، علينا أن نتواجد في مساحة ما بين صورة بطل الفيلم وهو راقد على أريكته يقلب في التلفاز، وصورته وهو في نادي القتال.
أعتقد أن أهم إنجاز للمخرج "دافيد فينشر" هو إقناع بعض الجمهور في النصف الأول من الفيلم، بأن الفيلم يحمل رسالة ضد المؤسسات. ثم نتابع الفيلم لنجده يسخر من هذه الفكرة في النصف الآخر. من بداية الفيلم يبدو للمشاهد أن الراوي لا يملك سيطرة على حياته. فهو لا يفعل أي شئ بتاتًا. يذهب لعمله ثم يعود لبيته ويكرر ذلك مرارًا وتكرارًا. لا يوجد ما يُمتعه. ولا يرى الحياة تستحق أن تُعاش. كل شئ يفعله هو بأمر من الشركات، سواء الشركة التي يعمل لحسابها، أو الشركات التي يستهلك منتجاتها. هو باختصار عبد للشركات. هو مثل آلة. لا يملك أي شخصية. فنحن حتى لا نعرف له اسمًا. ولا نظنها مصادفة أن سنة 1999- سنة عرض "نادي القتال" - عُرض فيها أيضًا ثلاثة أفلام أخرى تتحدث عن رتابة الحياة داخل الشركات.
يُمثل "نادي القتال" نقدًا للمجتمع من نواحٍ عدة، وواحدة من أهم رسائله: أن طريقة الحياة المعاصرة ليست طريقة لنعيش حياتنا. ليس للراوي شخصية، لكنه يُدرك ذلك، ويقرر أن يفعل شيئًا حياله. محاولته الأولى هي الذهاب إلى عدة مجموعات دعم، تنجح هذه المحاولة لفترة، ويبدو لنا أنه حل مشاكله، حتى تظهر "مارلا" وتُفسد كل شئ. شخصية "مارلا" هي من أكثر الشخصيات الشيقة في الفيلم، وذلك لأننا لا نعرف أبدًا من هي على وجه الدقة. فهي تدخل وتخرج من عالم الراوي بنفس طريقة "تايلر". يُمكن النظر إلى مارلا باعتبارها جزءًا آخر من توهمه. ولكن بينما يدفعه "تايلر" إلى الخروج عن قيوده، فإن "مارلا" قادرة على أن تجذبه نحو الواقع؛ وتت��رف كما لو أنها وعيه الأخلاقي. فقد قابلناها أولًا في "مجموعات الدع��"، وقد جعلتها غير فعالة، فلم يعد الراوي بإمكانه النوم بعد هذه المجموعات طالما هي موجودة. لأنه كان يستفيد من هؤلاء الناس وهم يُفشون أسرارهم الخاصة. ووُجدت مارلا لتتأكد أن ما يقوم به صحيح. علينا أيضًا ألا ننسى أنها هي الشخص الوحيد الذي رآه في كهفه؛ والذي يرمز إلى عقله اللا واعي.
وفي نهاية الفيلم يجعل مهمته أن يحميها، وأحد طرق ذلك أن يوقف مشروع الفوضى.
     الجانب الآخر لعقله اللاوعي هو "تايلر دردن". فهو الصورة المثالية للحياة كما يراها الراوي. فهو قد توقف عن الاهتمام بما يظنه الآخرون عنه، وبدأ الحياة كما يريد هو أن يحيا. لا حاجة هنالك لأن تحيط نفسك ببضائع باهظة الثمن. فالمهم هو الخروج واستكشاف الحياة فعليًا.
هناك فترة في الفيلم يبدو فيها الراوي راضٍ حقًا؛ لديه مجموعة معقولة من الأصدقاء، ما زال يذهب للعمل، وهو سعيد أو على الأقل هذا ما يخبر به نفسه ويخبرنا بالتالي. واحدة من أهم مميزات الفيلم هي نقطة "الراوي الذي لا يمكن الوثوق به"، فالراوي غير صادق معنا كجمهور، لأنه غير صادق مع نفسه. فقط نحن نرى تأثير ذلك. فنحن نرى ما يراه هو. أظن أن أوضح مثال لذلك هو المحادثة التالية:
الراوي: أشعر بالأسف لهؤلاء المعبأون في صالات الألعاب الرياضية، يحاولون أن يبدوا كما تخبرهم شركات مثل "كالفين كلين" و "تومي هيلفجر" أن يكونوا. هل هكذا يبدو الرجال؟ تايلر: السعي وراء تطوير الذات شبيه بممارسة العادة السرية.
ربما يقول البطل أنه يحتقر ما يتمسك به المجتمع، لكنه في النهاية ما زال متشكلًا بأهداف وتطلعات المجتمع. في النهاية، أسلوبه البديل للحياة يأخذه بعيدًا جدًا. ولا أعتقد أن هناك نقطة معينة أدركنا عندها مدى تماديه؛ تحديدًا قبل موت "بوب"، أو ربما عند ميلاد مشروع الفوضى، ولكن قد يكون عندما هزم "تايلر" "لو" صاحب الحانة التي يجتمعون فيها؛ وهو ما يمثل الهجوم الأول على السلطة.
   لم يكتفوا بأن يحيوا الحياة التي يريدونها، ولكنهم يجبرون الآخرين على أن يحيوا هم أيضًا الحياة التي يفضلونها. فليس كافيًا بالنسبة لهم أن يكونوا أحرارًا، فهم يحتاجون أن يكون الآخرون أحرارًا مثلهم. وبالطبع هذه ليست حرية حقيقية. فبنفس الطريقة التي لا يملك بها الناس خيارًا سوى أن يعملوا في شركة، فبقواعد مشروع الفوضى، لا يوجد خيار لديهم أيضًا. فقد تطور مشروع الفوضى إلى ما كان يحاربه بالضبط.
على مدى الفيلم، هناك تطور من "السرد" إلى "الرمزية". إنه تحول دقيق، ولكنه يوضح في النهاية أنه من أجل أن تعيش حياة جيدة، عليك أن تجد طريقة لتوازن بين الفوضى والنظام الممل. يكشف لنا الفيلم أن الحياة الصارمة داخل الشركات، والحياة داخل ديستوبيا مثل مشروع الفوضى، هما في النهاية نفس الشئ. ففي بداية الفيلم، لا يملك بطلنا سيطرة على حياته، أو إرادة حرة، فكل شئ يفعله تتحكم فيه الشركات. وفي نهاية الفيلم، يأخذ مشروع الفوضى إرادته الحرة مجددًا، تاركًا إياه بلا خيارات.
يخبرنا الفيلم أنه لكي نجد معنىً لحياتنا، علينا أن نجد أولًا التوازن. فالحياة تغدو مستحيلة في كلا الجانبين المتطرفين. من نواحٍ عديدة، نادي القتال فيلم يدعوك أن تحب ضميرك الأخلاقي، فطبقًا للفيلم، بدون أن تهتم بالآخرين أو أن تهتم بنفسك، فالحياة لا قيمة لها. فقط عندما تؤمن بذلك وتقبله، يتضح معنى الحياة.
1 note · View note