munaabuamer-blog
Untitled
3 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
munaabuamer-blog · 7 years ago
Photo
Tumblr media
الحوت يحب الزيتون!
  في الصباح الباكر كل يوم أجلس وحيدة في المقعد الأخير من الحافلة التي لم تخلُ قَط من الركاب، حيث تنقلني كل يوم إلى عملي. في الجانب الآخر من مدينة إسطنبول المزدحمة دائمًا وأبدًا، تستغرق رحلتي نحو ٦٠ دقيقة. يدور من خلالها العالَم كله في رأسي كل صباح! كأن جولته تلك صلاة لا يُخلَف لها موعد، وهذا يرهقني جدًّا. أتمنى لو أستطيع التوقف عن التفكير للأبد في ما كان وما سيكون، نعم ! سأكتفى بذكرى اليوم الواحد ! تمنيت لو كان التفيكر شيئًا ملموسًا أستطيع لمسه، تمنيت لو رأيته بأم عيني! هل سيكون نحيلًا أستطيع حصره بين كفَّيَّ الصغيرتين، أم سيكون ضخمًا كما هو عليه؟! على كل حال لم أتردد لحظة في صفعه بأشد قوتي، وأهنته وطلبت منه التوقف عن هذه الترهات والجولات الفارغة التي يأخذها في هذا العقل المرهق العاجز... بالطبع إذا كان نحيلًا! 
في إحدى المرات أجد نفسي أدخل في نوبة بكاء قطعها أحد الركاب حين سألني بلغة لا أجيد منها سوى بضع كلمات تساعدني على التنقل في أنحاء المدينة، حتمًا لم أحفظ عبارة بالتركية لمثل هذا الموقف! فأجدني أقول له بصوت يكاد يخرج من بطني: "إني أشبه أبي كثيرًا، هكذا قالت لي أمي"، وأنا أبكي قلتُها بالعربية، لم يفهم منى شيئًا، لكن بدا من ملامحة اليأس لأنه لم يستطع أن يساعد، أو ربما لأنه لم يشبع فضوله أمام فتاة غريبة تتساقط دموعها علنًا. أكملت: "لكن أبي قَطّ لم يبكِ، لم ألمحه مرة يبكي!". أمي قالت لي هذا.. أمي قَطّ لم تكذب.. أنا أعرف. لكنها كثيرًا ما ضلّت طريقها إلى الحقيقة التي قد تُفسِد عليها بعض الأمور التي تودّ تصديقها أحيانًا لمجاراة بعض المشاعر الضالَّة أيضًا! 
تعرف؟ كل ليلة قبل النوم أدعو الله أن أصحو معافاةً تمامًا، ليس تمامًا جدًّا! لكن أقلّها أتوقف عن الرغبة في البكاء التي تنتابني كل صباح، والتي يستجيب لها جسدي كاملًا، فيقرِّر التوقف عن حركته الطبيعية، كأن تتوقف مثلًا قدمي اليسرى عن الحركة، أو أشعر بألم شديد في أحد مِعصَمَيَّ، أو مثلًا تأخذ البقعُ الداكنةُ، المصبوغة باللون الأزرق أحيانًا، بعضَ الراحة منِّي بدلًا من أن تجول هنا وهناك في أنحاء جسدي كضيف ثقيل يجول في بيتي دون استئذان! 
تمنيت لو أن أمي لا تزال تسمعني لأقول لها إن أبي يجيد كل شيء عدا الحب والبكاء...! وأنني لم ألمح أبي مرة يبكِي!  أنا لم ألمح أبي يـ... - ماما! أناديكِ منذ كثير! هل تسمعينني؟ أنا جائعة جدًّا! 
- نعم أسمعك، أنا هنا ابنتي! أُعِدّ لكِ فطيرة الصباح الطازجة بالجبن والزيتون كما تحبينها تمامًا، معها أيضًا  عصير الأناناس الذي تفضّلينه! 
زيتون؟! أقاطعها، فأنا أعرف ما ستقول، "أنا لا أحب الزيتون!"، فأرد عليها بنبرة سريعة مثل كل صباح: ولكن برج الحوت يحب الزيتون، وأنتِ حوت يا كارمن! فتأكل الفطيرة كلها بحب كما صنعتها لها تمامًا. فالحوت دائمًا يحب أن تذكِّره بأنك تعرفه أكثر من معرفته بنفسه لأنك تحبه كثيرًا، ولأن صوت الحب دائمًا أعلى... فتأكل فطيرتها كل يوم بالزيتون!
0 notes
munaabuamer-blog · 7 years ago
Text
في عامي الجديد.. فلتسقط كل الأمُنيات
صباح الخير يا أمي.. كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بخير الآن. أناس كثيرون يؤكّدون لي أنك هكذا، وأن "هُناك" أفضل مكان للطيبين أمثالك! أفكّر كثيرًا في لقائنا القادم وعمَّ نحكي، أريد أن أقص عليكِ كثيرًا.. لا.. لا أريد أن أسمعك وأنت تحكين لي عن عالَمك الجديد، وأعرف أنك لن تتركي تفصيلة واحدة! وأعدك أنني تلك المرة لن أقاطعك بكلمات تهوينية ساذجة، إن لم يُعجبك.. أعدك، صدقيني!
ولكن المسافات بيننا تلك المرة تجعلني أكثر احتياجًا إليكِ من أي وقت مضى، أخبِّئ لكِ عشرات من القصص أنا الأخرى، ولكن.. أبيننا الأن ملايين الأميال؟ آلاف؟ عشرات؟ أم إنك قريبة كحبل الوريد كما يقولون؟! أنا أيضًا لا أعلم رغم أنني أصبحتُ أكثر إيمانًا بالإشارات وتَلَاقي الأرواح، وقدرتها على التواصل. الحقّ أنْ ليس لديّ بدائل أخرى، فكيف تتلاقى أجسادنا الآن ونحن في عالَمَين مختلفَين؟ ولكن ربُما!
أتذكّر كثيرًا عندما كان يصيبك ضيق كنتِ تقولين لي: "إن أرض الله واسعة.. فلنذهب"! أظنُّك كنتِ تحكين عن السماء لا عن الأرض، فالأرض الآن أصبحت أشدّ الأماكن ضيقًا وأكثرها اضطرابًا، رغم أننا لم نطلب منها أن تَسَع��نا بالقدر الذي نحتاج إليه.. فقط لنعيش آمنين، دون أن ترهقنا المسافات وبدائلها، أصبحت تضيق علينا بشكل يجعلها تفتِّت ضلوعنا فتؤلمنا، لا أعلم إذا كانت ضلوعي الصغيرة تتحمل هذا الألم أم لا؟! على أي حال سآخذ بنصيحتك تلك المرة ولن أتمرد كعادتي.
تعرفين؟ أنا لم أشعر بيُتْم كهذا إلا عندما سافر "أحمد زوجى" إلى بلاد أخرى.. أخبِّئ له هو أيضًا عشرات من القصص، أعلم أنكِ تعلمين أنه آخر أمل لي، لا تقلقي بشأني، فأنا ما زلت أتشبَّث بوجوده، أتحسَّس قلبي كثيرًا في غيابه حتى أطمنّ... ولكن حمدًا لله أننا ما زلنا هنا على نفس الأرض، وهناك فرصة لنلتقي. نعم هُناك فِراق، ولكنه مؤقَّت جدًّا.. صدّقيني، قريبًا سألتقيه على أرض جديدة بأمنيات جديدة وبيت جديد، فالمسافات بينه وبيني هذه المرة أستطيع أن أحدِّدها بعناية مهما بلغَت. ألعنها أحيانًا وأسبُّها على قسوتها، لكنها تجعلنا نرى بوضوح شديد ما لم نستطِع رؤيته في القرب، فلتحسبيه اختبارًا، أمقته هو أيضًا كثيرًا لتركه لي وحدي، فغيابه يُشعِرني بيُتْم وغربة يا أمي رغم أنني ما زلت في مكاني، ولكنى أفتقد عناقه وقبلاته في ليالٍ باردة كهذه، أبكي كثيرًا من كثرة شوقي إليه، في الرحيل سطرت له خطابًا مطوَّلًا يُؤنِسه، قال إنه يشبهني كثيرًا، هنا أيضًا خطاب قصير له أصبحت "أصمّه" من كثرة قراءتي له، وبعض ملابسه التي ما زالت تحمل رائحته، أرتديها كثيرًا حتى لا أشعر بالوحشة.. حتى نلتقي.
صدقيني يا أمي، نحن لا نحتاج وطفلتنا إلى كثير، فـ"قليل من الأرض يكفي لكي نلتقي، ويحلّ السلام"، فلتؤمني بكلمات درويش، مثلما آمنْتُ، ولتباركينا عند ربك في السماء.
لا أ ريد أن أطيل عليكِ..
دعيني أودِّع عام رحيلك في هدوء، ولتكُن أمنياتي كالعام الماضي أكثر طفولية، كأن أرتدي فستانًا في نهاية العام، ويراقصني حبيبي أمام حشد من الناس، ويحتضنني في نهاية رقصتنا ويدور بي كفراشة، رغم أن الفارق عام وسبقته أعوام مضت بأمنيات أقلَّ فأقلَّ، بل ربما لم يكُن لديّ أمنيات من الأساس، بينما الآن، الآن يا أمي، لا أريد شيئًا في العام الجديد، فلتسقط كل الأمنيات، سوى أن يظلّ الحب رفيقًا لي ومُؤنِسًا، فهو يَسَعُنا مهما ضاقت الأرض...
1 note · View note
munaabuamer-blog · 7 years ago
Text
قلبي مكسور مثلك يا أمي!
لقد كذب درويش يا أمى حين قال: إن "الموت لا يوجع الموتى.. الموت يوجع الأحياء"! إذًا ماذا عن دموعك يا أمي أثناء غُسلك، عندما عكرت صفو ضحكتك عند الفراق؟ ألم تكن خدعة من الرب؟ أم كنتِ تشعرين بآلامي، فبكيتِ من أجلي؟ هل كان درويش يجاملنا في أمواتنا؟ وهل أصبحتِ حقًّا عدمًا ولن تُجيبينى؟
ليتك يا أمي تعرفين أن أبي كان يبكىيعليكِ بحرقة ومرارة حزنًا أو حبًّا.. لا أعرف!! أهناك فارق بينهما يا أمي؟ لا أهتم، ولكن أعرف بأنك لو كنتِ رأيتِهِ لطال عمرك ضعفين، أعرف أن الحب يطيل العمر يا أمي! ليتك تعلمين يا أمي أنني لم أشهد أي فراق مثل هذا من قبل، بداية من رحيل عصافيري عندما ماتت وحزنت عليها كثيرًا، ثم فراقك الذي تلاه فراقات متعددة بعد ذلك، أتذكر وقتها يا أمي: كنت في السابعة، أصبحت حريصة على ألا أتعلق بشىء أو شخص، حتى لا يتركوني ويرحلون.. مهلاً يا أمي.. أنا أكذب! ولكن ماذا عنك أنتِ؟
كل مرة كنا نفترق فيها، أعرف أننا بعدها سنتلاقى يومًا ما، ولكن ماذا عن هذه المرة، أنا ما زلت أنتظرك يا أمي.. أفتقد تنبؤاتك عن أحوالي، وأنا أُكَذِّبُ كل مرة، وأدعي أننى بخير، حتى لا تتألمي! أنا الآن لست بخير يا أمي!! ليتك تعلمين يا أمي أن الكلمات التي يعتقدون أنها تواسيني تؤلمني أكثر ما تُطَيِّب قلبي!! أرفضها يا أمي، وأتجاهلها حتى لا أرد عليها.. كيف يفترض علينا أن نتقبل الفراق بهذه الكلمات الساذجة؟!
من حقي أن أحزن عليكِ يا أمى! حتى الحزن أصبح مسؤولية علينا!! لم نحن مضطرون أن نضحك وقلوبنا تبكي وجعًا؟! ليتك تعلمين يا أمي أن المرض ليس الأول والوحيد المسؤول عن قتلنا.. هناك أشياء أخرى تقتلنا ألف مرة: الحزن.. الوحدة.. الافتقاد.. الحب.. الحب يقتلنا أيضًا يا أمي! يزعجني أن أخبرك بهذا، ولكن أعلم أنك تعلمين!! ماذا لو كنا خُلقنا من دون قلب؟ حتى لا يتألم أمثالك من الطيبين مرتين: مرة في الحياة، وأخرى عند الموت!! لماذا قلبك يا أمي؟ أعرف أنك لم تُجيبينى لأني أخبرتك أنه مرض عابر.. أنا كنت أعتقد ذلك.. قسمًا يا أمي، ولكن أهناك فارق؟ هل شعرتِ بالفارق يا أمي؟! أجيبينى: هل وجع المرض تشابه وغياب الحبيب؟ أيهما كان أعنف على قلبك يا أمي؟ ليتنى أعلم!
أتعلمين يا أمي أنني اليوم أُتِمّ عامي السادس والعشرين، أو بالأحرى: أخطو خطواتي الأولى لعام جديد بدونك.. عام يحيطه انكسار ووجع ويتم!! عام يخلو من دعواتك وسؤالك عني!! عام يخلو من الأحلام سوى رؤيتك، لتطبطبي على قلبي حتى يطمئن!! ملامحي ما زالت طفولية رغم أني أصبحت أمًّا، هكذا يقول لي أصدقائى دائمًا.. وشعري قصير يشبهني كثيرًا يا أمي.. الحق أني أتعمد تقصيره؛ الشعر الطويل لا يتناسب مع جسمي الضئيل، لا تحزني حين أقوم بتقصيره يا أمي، دعينا من هذا، أريد أن أخبرك بأن قلبي لم يكن قاسيًا مثل أبي، كما كنتِ تتهميني دائمًا.. ليتك تصدقينني يا أمي! ليتك تعلمين يا أمي أن الوحدة التي كنت أدعيها في غيابك الحاضر ما هي إلا محاولات بائسة للقرب منك، كيف كنت أدعيها وقلبي كان مسنودًا عليكِ؟ أيظل مسنودًا يا أمي بمحبتك، أم هناك عدم ينتظرني؟ أنا لا أملك سوى صورة واحدة لي معك!
ترددت كثيرًا بأن ألتقط واحدة أخرى عندما مرضتِ؛ كانت بقلبي رهبة أن تكون الأخيرة فامتنعت! ليتنى لم أمتنع يا أمي.. لنا سبع أو ثماني سنوات فقط معًا مبعثرة على 26 عامًا، أحاول أن أحدق فيها بعيوني الضيقة كالمتلصص، حتى أجمع منها أي شىء، أى شىء يا أمى.. كلها خيبات وأجاع وفراقات! أتعلمين يا أمي أنني هممت مذ فترة أن أكتب مقالاً بعنوان "أرانى فى خيباتك يا أمي"؟ أهذا أغضبك مني حتى ترحلي عني دون إنذار سابق؟! المعذرة يا أمي.. فأنا.. قلبي مكسور مثلك!
0 notes