Text
لعنه توني سوبرانو
لدي تقدير خاص لتوني سوبرانو، رجل يسعي لأن يتغير عبر السنوات لكن يفشل في كل مرة، حتي أنه عندما يصبح واضحا أمام الجميع وقبل ذلك أمام نفسه أنه لن يتغير، لا يكف عن محاولته أن يتغير. يبدأ في الذهاب لطبيبة نفسية من أجل السيطرة علي غضبه فيكتشف إكتئاب عميق وروح مسلوبة داخله ولكنه يصر علي أنه يمكن أن يكون أفضل، يستمر في المحاولة بدون أي طائل. توني سوبرانو هو نموذج للإنسان ما بعد الحداثي، إنسان منزوع من السحر والأسطورة، حتي أن إستعارات المسلسل المتكررة من THE GOD FATHER تتم في سياق كوميدي تاره، وفي سياق مبتذل وقبيح مرة أخري. يحمل سوبرانو في طيات وجودة نهاية السرديات الكبري ( الدين - الأيدولوجيا)، بينما نمكن أن نري توني كورليوني علي أنه إبن الحداثة وقيمها المتمثلة في الرأسمالية العقلانية والإنسان الإقتصادي ذوي الحث الأخلاقي، يرفض كورليوني التورط في تجارة المخدرات ليس لأنها شيئا سيئا لكن لأنها تعني العداء المباشر للمؤسسات السياسية والإقتصادية القائمة. نري في محاولة إغتيال توني سوبرانو في المسلسل تجسيد لذلك الإختلاف بين الإثنان، تتم عملية الإغتيال بمشهد مشابه لمحاولة إغتيال فيتو كورليوني في THE GOD FATHER، لكن بدلا أن يحمل توني كيسا من البرتقال يحمل عصير من البرتقال،زجاجة كبيرة غبية كدلالة علي الإستهلاكية المفرطة في المجتمع الذي يعيش فيه توني. وبدلا من أن يظهر المشهد بملحمية قتل رئيس عائلة مافيا إيطالية نجدة وكأنه معركة عفوية ومضطربة بين توني والإثنان الموكلان بإغتياله. يمكن النظر لفيتو كوريلوني وتوني سوبرانو علي أنهما شخصان علي النقيض تماما، الأول هو مجرم ذو حس جمالي لديه الكثير من الأخلاقيات، يضع العائلة قبل كل شيء فعلا، ولديه قيم ما قبل الحداثة. أما توني فهو مجرم قبيح لا يفعل أي شيء من منطق أخلاقي بل فقط لأنه أصبح في هذا العالم بذلك الشكل ويتطلب منه العالم أن يقوم بما يقوم به، سيزيفية خفية تلك التي نراها في توني سوبرانو. يمكننا النظر لتوني علي أنه شخص ما بعد حداثي بإمتياز، لا يمتلك أي إجابات علي هذا العالم،و يحمل الكثير من التناقضات، هو ذكي لكن أحيانا يتصرف بغباء شديد، محب لعائلته ويفعل كل شيء من أجلهم لكن يفشل في الوقت نفسه أن يظهر ذلك الحب وتلك المشاعر، غاضب في أحيان كثيرة لكننا نري فيه لمحات كثيرة من الحكمة، لديه علاقة " توكسيك" مع والدته والتي هي شيطان مقيم في حياة هذا الرجل وسعيه لأن يصبح شخصا أفضل ومع ذلك يحبها ويتحمل منها الكثير. يمكنه أن يكون قويا للغاية ونري ذلك في مشاهد القتل العنيف والفوضوي التي يقوم بها ، ولكنه ضعيف مكتئب نفسيا لا يمكنه إلا أن يحول هذا الإكتئاب إلي عنف مستمر تجاه كل شيء وأي شيء. يبدو توني في محاولاته المستمرة لأن يكون شخصا أفضل يدفع بنفسه لأن يكون أسوأ، ويكأنه في أسطورة إغريقية محكوم عليه دائما بعذاب مقيم، تتحول رحلته العلاجية مع الطبيبة النفسية في بداية المسلسل مع الوقت لتدهور من أسوأ لأسوأ. ينكشف أمام توني في تلك الرحلة العلاجية أن تواصله الشخصي مع مشاعرة الداخلية يحمل الكثير من الحزن، يزداد إكتئابة وغضيه ويقتل كل أحباءه وأصدقاءه واحدا تلو الأخر. في أحد المشاهد، أثناء جلسته العلاجية يطرح تساؤلا مهما وهو أنه ربما " لاشيء" بتعبيره لم يكن أبا جيدا، ولا صديقا جيدا، ولا زوجا جيدا. يبدو أن الشيء الجيد الوحيد الذي يفعله توني هو العمل كرئيس عائلة مافيا إيطالية في نيوجيرسي، ذلك العمل السيء الذي أورثه إ��اه أباه، وبدون أن يفكر وجد توني نفسه مسئولا عن ذلك العمل. يبدو توني في النهاية رجلا ملعونا، ليس مجرد Anti HERO يحاول أن يظهر الكثير من العنف المبرر والغير مبرر، لكنه ملعون بالحداثة، ملعونا بوعية، ملعون بالمسئولية، ملعون بالقدر الذي لم يترك له الفرصه ليختار أي شيء في حياته منذ كان صغيرا، وجد توني نفسه في قلب اللعنة المستمرة في حياته كنهر لا يتوقف، ومع ذلك يحاول عبثأ السباحة عكس التيار. توني المعلون، يكتشف مع الوقت أن محاولته لفك اللعنة لا تنفك إلا أن تجعلها أسوأ، ومع ذلك يحاول. لذلك لدي الكثير من التقدير لتوني سوبرانو ومن هم علي شاكلته، تعطينا المقاومة فرصة لتشكيل معني ما من حياة، لا يمكن بالطبع أن تشكل مقاومة اللعنة وحدها ذلك المعني ولكن علينا أن نسأل في النهاية هل هناك معني من الأساس؟ توني سوبرانو هو تجسيد لإستحالة المعني، لإستحالة الحياة بلا تناقضات حتي لو إدعي البشر غير ذلك، توني هو مأساة الإنسان الذي حين حاول أن يتواصل مع مشاعره الداخلية غرق في لعنة وعيه بذاته لتصبح الذات هي لعنته بدلا من أن يكون العالم هو لعنته.
3 notes
·
View notes
Text
القلق إبن الحياة
وجدت نفسي متلبسا مره أخري في التفكير في مخاوفي الوجودية، كنت قد تعودت أن أدفن مثل تلك الأفكار عميقا، تعودت علي ذلك حتي بدأت أتكلم وأنا نائم، ربما كانت ذلك إنذار لأنني يجب أن أتكلم أكثر بينما أنا مستيقظ. لكن هل يمكنني فعلا ذلك ؟ هل يمكنني الحديث ؟ هل يمكنني أن أتواصل مع مشاعري بشكل طبيعي ؟ أعتقد أن لا أحد يمكنه ذلك أو ربما ينجح كثير من البشر في ذلك بينما أجد ذلك كإستحالة مستمرة. غالبا ما أحيل كل شيء حين أتكلم للقلق الدائم، أنا قلق من كل شيء في العمل وفي الحب وفي العلاقات بشكل عام. أعاني من قلق يتزايد مع الوقت وكلما حاولت أن أدفنه وأشغل نفسي بالكثير من الإلهاء المتعمد يشهر مره أخري علي السطح. نصحتني الطبيبة النفسية التي أذهب إليها في الفترة الأخيرة أن أتكلم، لا أستطيع أن أفعل ذلك؟ ولا أعرف لماذا ؟ كيف يمكنني أن أحيط بشيء لا أعرفه، وكيف يمكنني أن أمنطق ما لا يمكن منطقته. جلست اليوم أمام الاب توب لساعة تقريبا بدون أن أفعل شيئا، بحركة لاإدراية كل دقيقة كنت فقط أضغط علي أحد الأزار حتي لا ينام الاب توب، إنتبهت بعد فترة أنني أفعل ذلك ليس عن وعي بل كنت شاردا طوال الساعة لا أعرف حتي فيم كنت أفكر، ظل عقلي طوال ساعة يتذكر ويقفز من فكرة لأخري بدون أن يكمل التفكير في فكره واحدة. في الفترة الأخيرة بدأت ملاحظة أن ذلك سلوك متكرر، إستدعي ذلك أن أفكر أنني ربما قد فقدت صوابي، أو ربما تلك هي المرحلة ما قبل أن أفقد عقلي كليا وأتحول لشخص شديد السوء مع نفسي ومع كل من يحيطون بي.
0 notes
Text
لماذا لم تراوغ الموت
إلي أسامة أعرف تماما كيف يمكن للمرء مراوغة الحياة، لكنني أدرك أن الموت شيء لا يمكن مراوغته، هو كإستحالة متكررة في كل يوم عليها أن تثبت يوما أنها حقيقة وحيدة في مواجهة العالم. كيف يفكر الموت في نفسه ؟كيف يختار ضحاياه في كل صباح ؟ بأي عقل يمكننا أن نفهم الموت ونحن مستغرقون في الحياة؟ في كل يوم ومع كل صباح ثمة إحتمال متساوي ألا ننهي اليوم، وكل يوم ومع كل مساء علينا أن نفرح لأننا إنتصرنا فقط في هذا اليوم علي الموت. كنت علي إعتقاد يا صديقي بأنني أمتلك قدرة جيدة علي هضم الأوجاع وإستهلاكها يوميا من أجل فقط أن نصل فقط لأخر اليوم، حتي نضع رؤوسنا علي وسائدنا وقد حققنا شيئا يمكننا من النوم المتقطع. لكنني اليوم لا يمكنني تخيل رحيلك المفاجئ، لا يمكنني التغاضي عن حقيقة أنك كنت مليئا بالحياة قبل ساعات فقط. لا يمكنني أن أنسي ضحكتك حينما أنهمك في إثبات حضوري في الجلسات بالسخرية من كل من هو سائد. لا أنسي يا صديقي حينما قررت أن أقول لك أن محمود درويش ليس شاعري المفضل، بل ليس حتي ضمن أول 5 شعراء مفضلين لدي. وأن رياض الصالح الحسين هو أكثر ذكاءا في إنتقاء الألفاظ وقصائدة أكثر تعبيرا عن مشاعرنا نحن البشر في هذا العصر الوسيط بين الألة والبشر. لماذا لم تراوغ الموت يا صديقي ؟ كيف أصبح قلبك سائغ للموت ؟ كيف توقفت عن توزيع الحب والإبتسامات علي أصدقائك ؟ كيف توقف قلبك ؟ كيف توقف الزمن ؟
4 notes
·
View notes
Text
المنهجية هي الداء
صباحا بينما أسعي لأكمل يوما دون نوم من أجل سفر لإجازة، تذكرت طفولتي. لم يكن لدي أحلام في طفولتي، يمكنني الادعاء أن لا أحد يملك أحلاما محددة في طفولته ، بل أن ذلك السؤال أو الاستدعاء المستمر لأحلام الطفولة حول الحياة والعمل والزواج كلها تبدو إستداعات متأخرة تأتي خلال فترات المراهقة. حاولت أن أتذكر ما كنت عليه حينما كان عمري ست سنوات، أول يوم في المدرسة، محاولات جسدي الضئيل التشبث في زحام طابور الصباح، تذكرت صفعة معلم لي في أول سنة في المدرسة، لا أتذكر تحديدا سبب الصفعة لكنني أتذكرها وأتذكر المعلم الذي صفعني. كل فترة حينما أعود لقريتي أسأل عن أحوال ذلك المعلم، حتي سنة مضت علمت أنه توفي، شعرت بحزن غريب، ربما لأنني أدركت أن ذلك المعلم كانت لديه مشكلات كبيرة في الثقة في النفس، كان يتعرض لكثير من السخافات من زملائه في المدرسة، حتي عندما كبرنا نحن في تلك المدرسة، ولم نعد هؤلاء الأطفال ذوي ال6 سنوات كثيرا ما كنا نضايقه. أتذكر أنه في مرة رمي أحدهم كيسا من المياة في الفسحة في وجه هذا المعلم الذي إنفجر غاضبا لأنه لم يعلم من الذي رمي ذلك الكيس من فوق شرفة الفصل. عودة للأحلام، اليوم وكتدريب يومي علي الأحلام أضع أهدافا يومية، وأسبوعية وشهرية وسنوية. أحاول أن أكون شخصا منهجيا دائما بالتعبير الإنجليزي Methodical، المنهجية ببساطة هي أن تعرف كيف تنتقل من نقطة أ إلي نقطة ب . تلك المنهجية هي أزمة الحياة الكبري في رأيي أو بتعبير أخر الكابوس الذي لا يمكن الفرار منه، وهذا ما يجعل الطفولة في رأي أغلب البشر هي أفضل الفترات. لم يكن لدينا في الطفولة طريقة منهجية للنظر للأشياء والتفاعل مع العالم، كنا نتفاعل مع العالم يوما بيومه، ولم يكن لدينا خيار أخر. تكونت الخيارات والاختيارات الكثيرة مع الوقت وأصبحنا مع كثرة الإختيارات في عذابات مستمرة للإختيار والعيش بمنهجية وإعمال العقل في كل خطوة وفي كل قرار. في الماضي كانت الحياة هي العبور من يوم لأخر، لا نخطط لشيء ولا نستغرق الكثير من الوقت في التفكير. يأتي الوعي مع إستمرار الحياة والتجربة وهي أزمتنا الوجودية المستمرة وعذابنا المقيم.
1 note
·
View note
Text
أريد أن أصرخ لا لشيء سوي للصراخ أريد أن أبكي لا لشيء سوي البكاء أريد أن أهرول في شوارع فارغة لا لشيء سوي لحرق المزيد من سعرات الحياة أريد أن أجلس وحدي لا لشيء سوي أنني لم أعد أستأنس بالبشر أريد أن تنتهي حياتي الأن لا لشيء سوي أنني فقدت القدرة علي العيش
1 note
·
View note
Text
“لا ماء في البحر ”
منذ فترة عرفت بمرض صديق عزيز بمرض عضال. ظللت فترة غير قادر علي التواصل معه أو مع أي شخص آخر حول هذا الموضوع،عندما تدرك أن حياة شخص علي وشك الانتهاء ينتابك شعوران أساسيان، الأول هو الشعور بالسخط علي القدر الذي إختار الشخص الخاطئ في تلك المرة والثاني هو الشعور بالحزن ، لا أقصد هنا الحزن كشعور أصيل ملازم لنا، في إعتقادي أن الحزن هو شعور دفين داخلنا يخرج حتي بدون مقدمات. غالبا ما تأتينا موجات قصيرة من الحزن كل يوم وأنا أعمل وأنا أكل وأنا أفعل أي شيء، تشعر أن صدرك قد ضاق علي تلك السجائر التي تدخنها بشراهة كل يوم ويكأنها أصبحت أكبر من قدرتك عن تحمل دخانها. لكن الحزن الذي أقصدة هو الحزن علي المجتمع نفسة، أنا حزين لأن صديقي هذا سوف يرحل، تماما كما تحزن أسرة حين يهجرها إبنها للسفر للخارج. أشعر أن صديقي هذا سوف يهاجر وأنا لا أعرف كيف يمكن لي ولأصدقاء أخرون أن نفهم ذلك. غالبا ما كنت أتعجب من الحياة ومقدراتها، أراها ظالمة في كل أحوالها، حتي حينما يموت الطغاة مثلا أري أن في ذلك ظلم لأنهم لم يآخذوا عقابهم المناسب قبل أن يموتوا، حتي وإن أخذوا عقابهم فإنني أعتقد أن ذلك غير كاف . هتلر مثلا قتل 50 مليون إنسان لو قررنا أن نقتص منه لكل إنسان تسبب في قتله، حينها فقط سوف يصبح الأمر عادلا نوعا ما الحياة غير عادلة ولا يمكنها أن تكون عادلة، حينما سمعت خبر مرض صديقي هذا تذكرت مقطعا شعريا شهيرا لرياض الصالح الحسين يقول فيه
“لا ماء في البحر ، لا حياة في القبلة ، لا عدالة بين نابي أفعي ، ولا شمس ساطعة في قلبي”
1 note
·
View note
Text
علينا أن ننسي اللحظات الجميلة أيضا
قرأت منشورا لصديق يقول فيه أن كتابة اليوميات أو تسجيلها يساعدنا علي تجاوز أزماتنا النفسية ، وجدت نفسي متلبسا بالضحك علي مثل تلك التصورات المثالية ، كنت دائما ضد كتابة اليوميات ، ضد كتابة الأحداث ، ضد التوثيق بشكل عام ، أنا أتعامل مع الذاكرة علي أنها لعنة البشرية الأولي ، لو كان للبشر ذاكرة السمك لعاشوا حياة سعيدة . حتي اللحظات السعيدة فأنا أعتقد أنه لا يجب علينا أن نتذكرها وإن كان نسيان تلك اللحظات هي عملية مستحيلة إلا أن تلك اللحظات غالبا ما تنغص علينا الحياة أيضا لأننا في معظم الأحيان نقع أسري لتلك اللحظات ، نحاول إعادة إنتاجها بكل الطرق وهو ما يجعلنا أسري لماضي النوستالجيا هي شيء سيء في المجمل ، قد ينتج لحظات جميلة ن ويشعرنا بسعادة زائفة لكن يجعلنا أسري لتلك اللحظات لا يمكننا الفكاك من براثن هذا الماضي ، والعيش في الماضي ومحاوله إعادة إنتاجه هو شيء أصيل في الإنسان وأعتقد أنه أصل كل البؤس تخيل أنك عشت قصة حب جميلة ، ثم حدث شيئا جعلها تنتهي هل سوف يجلب عليك تذكر تلك القصة سعادة ؟ بالطيع لا ، تخيل أنك عشت قصة حب جملية وما زالت مستمرة حتي الأن هل إعادة تذكر بداياتها الشيقة والجملية سوف يفيد بالطيع لا لأن هذا التذكر سوف يجعلك تدرك أن اللحظة الحالية التي تعيش فيها هي أقل حبا من لحظات البدايات ، بالتالي سوف تصبح أكثر بؤسا علينا أن ندفن الذكريات ، جميلها قبل قبيحها ، علينا أن نعيش كأننا أسماك ، نبذل كل الجهد في النسيان حتي نتعب من كثرة النسيان ، حينها سوف نصبح بشرا أكثر سعادة ، كلما نسينا أكثر كلما كنا سعداء أكثر ـ هكذا ببساطة .
3 notes
·
View notes
Text
حصة الملائكة
كان صانعوا النبيذ القدامي يعتقون نبيذهم في براميل من خشب البلوط ، وحينما تفتح تلك البراميل بعد فترة كان حجم النبيذ يقل كان حجم النبيذ ينقص مع الوقت ،أعت اعتقد حينها أن النبيذ المتناقض تشربه الملائكة ، أطلق هؤلاء علي هذا النبيذ المتبخر اسم حصة الملائكة ( angels share ) . ثمة رومانسية خفية في أن تعتقد أن نبيذك جيد لدرجة أن تتشاركة معك الملائكة . لاحقا وبعد أن أصبحت الكيمياء علما راسخا اكتشف العلماء أن الكحول يتبخر مع الزمن تقريبا ينقص بنسبة ١٪ كل عام ، وان الملائكة لا دخل لها بنبيذ هؤلاء المتناقص مع الزمن ، بتعبير ماكس فيبر نزعت الكيمياء سحر عالم النبيذ ، قتلت ملائكته وتحول من كونة شيئا رومانسيا لمعادلة رياضية أخري . أعتقد أن الحب هو مثل هذا النبيذ ، حصة الملائكة ، ويجب أن يظل كذلك ، لا ينبغي أن نشغل أنفسنا بقياسه ومعرفة أسباب استمرارة والتفكير فيه كشيء رياضي. إذا فعلت كذا فإنها سوف تحبني ، إذا لم أفعل كذا فإنها سوف تكرهني . يشبه هذا الربط الحب بالأسباب والنتائج بتاثير الكيمياء علي حصة الملائكة ، تحولت حصة الملائكة بكل ما تحمله الكلمة من رمزية مبهرة ، إلي معادلة رياضية أخري . لا يمكن إذن أن نتصور الحب بدون حصة الملائكة .
3 notes
·
View notes
Text
لعنة البوكر فيس
ثمة مظهر مشترك في كل مكونات الديستوبيا الرأسمالية التي صورتها أفلام الخيال العلمي ، الجميع لا يبكي ، الجميع لا يستطيع إظهار حزنه . يبدو أن كتاب الخيال العلمي إنتبهوا لمثل هذة السمة ��لأصيلة في النفس البشرية ، بالتالي فإن منعها هو أحد ملامح الديستوبيا ، يمكن للبشر أن يعبروا عن فرحهم بسهولة ، لكن الحزن أصعب علي التعبير ، الحزن كما يقول جاهين" له جلال يا جدع "يمكن القول أني أمتلك هذة اللعنة ، في أكثر من مرة لم أستطع البكاء ، حاولت جاهدا أن أجبر غددي الدمعية علي أن تفرز هذا السائل المسمي بالدموع لكنني غالبا ما كنت أفشل في مرات نجاحي القليلة في تلك المحاولة أستطعت أن أذرف دمعة أو إثنتين قبل أن تنهار غددي الدمعية وتقرر أن تتخلي عني في الوقت الذي أحتاج إليها فيه . يعتقد علي نطاق واسع أن للدموع دور تطهيري للعين ، فهي تنظف العين من الشوائب والمواد الغريبة ، لكنني أعتقد انها لها دور أساسي أكبر ، الدموع هي ما تطهر القلب ، هي ما تجعل الحزن داخل قلب كل بشري مرئي للجميع ،هي ما تجذب تعاطف القلوب الأخري ، وهي التي تجعلنا في النهاية بشرا إذا اعتبرنا أن الإنسان هو إنسان بقدر ما يظهرة من حزن للجميع ، لأننا في النهاية وقبل كل شيء ملزمون بهذا العذاب الأبدي في الحياة . طوبي لمن يستطيعون البكاء ، وطوبي لمن يملكون اكتاف يستطيعون البكاء عليها، وليكن الله معي .
9 notes
·
View notes
Text
الخوف كدولة
تدربت كثيرا على الخوف وليس على مواجهته، كنت أعتقد أننا إذا خفنا كثيرا فإن الخوف مع الوقت سيفقد هيبته، صغيرا كنت أحبس نفسي في غرفة مظلمة لأختبر شعور أن ترى الأشياء تتحول إلي أشباح، حينما كبرت قليلا شاهدت الكثير من أفلام الرعب حتي يمكنني التعايش مع الخوف .
اليوم بينما أسير في التحرير ، شعرت بالخوف ، بينما أري عربات الميكروباس والمخبرين وأصوات سارينة الشرطة، ومدرعات وجنود نحيفو�� يحملون نظرات العبيد المحاربين في العصور الوسطي ، والمخبرين بنظارتهم الشمسية وشورابهم الكثة ، ضباط أمن الدولة بسجائر الميريت ، وكثير من الهواتف التي تفحص من هؤلاء وكثير من الموقوفين في إنتظار المشي علي صراط أمن الدولة المستقيم علي الفيسبوك . رأيت كل هذا واخذ عقلي يستدعي تدريبه المستمر علي الخوف ، للوهلة الأولي تذكرت أنني قادر علي التعايش مع الخوف بشكل جيد ، لكن هذا لم يسعفني كثيرا فالأشباح الأن غدت حقيقة ، وأفلام الرعب قفز أبطالها من خلف الشاشة وتجسدوا أمامك. حاولت أن أسرع الخطي ، أن لا أنظر إليهم ، أن أتصنع نظرات الشجعان ، لكن تذكرت أن هذة ليست معركة متكافئة حتي يمكن للشجاعة أن تنفذ من بين ضلوعي .
بعد أن عبرت بسلام تلك الثكنة العسكرية ، تساءلت : كيف يمكننا أن نتعايش فعلا مع هذا الخوف ، الخوف هو شعور سيء ، أسوأ بكثير ممايمكن ان يفكر فيه أي بشري في رأيي ، لا يهم حينها هل تخاف لأن الرجل الذي يفتش في تلفونك يبدو كالمتصلص علي خصوصيتك أم أنك تخاف أن توضع في زنزانة ضيقة لمجرد أنك كتبت كلمات علي فيسبوك ، الخوف سيء ، ولا يمكنني الأن التعايش معه ، الخوف هو الدولة والدولة هي الخوف الأن في مصر ، تلاشت الخطوط الفاصلة بين الإثنان ،وأعتقد أن من يحكموننا الأن يطعمون هذا الخوف بالإذلال ، هو لا يريدك أن تخاف وفقط بل يريديك أن نعيش في ذل الخوف دائم ، وأن ندرك في النهاية أن كلنا واقفون الأن في طابور الخوف ، ولا مفر من ذلك
0 notes
Text
لنكتب أحزاننا علينا أن نكون حذرين من أشياء كثيرة في مقدمتها ألا نقع أسري الكليشيه ، ثمة حاجز متعمد تضعة اللغة أمام مشاعرنا المختلفة في كل مرة عن الأخري ، تبدو اللغة ويكأنها في تلك الحالة موظف أرشيف مغرم بتصنيف الأشباء ، يريد أن يعرف كل شيء ويضع فوق كل ملف رقم حتي يمكنه الرجوع اليه كل مرة. لكن المشاعر تبدو علي العكس ، كشاب جامح يريد ان يقبل كل إمرأه تقابله في الشارع . علينا أيضا أن نكون حذرين ألا نغرق في الحزن لدرجة تنسينا أن المأساة وإن كانت في كل مرة جديدة إلا أنها مستمرة ، وإحتمالية أن يتكرر شيء مستمر هي كبيرة بالمعايير الإحصائية حتي ، حتي ندرك أصالة الحزن في كل مرة علينا أن نحيله دائما لمأساة الحياة الأكبر ، إذا إحلنا الحزن للمأساة يصبح التعايش مع كلاهما ممكن .
��لست الأن أمام الاب توب ، لا ادري ماذا أريد أن أفعل ؟ ثمة استحالة أراها دائما في أن أكتب الحزن ، هذة الاستحالة لا أعتقد أنها موجودة حينما تريد أن تكتب السعادة ، ربما لأن الحزن شيئا مضمن داخل أنفسنا البشرية ، لا نستطيع التعبير عنه سوي بالبكاء ، وقد فقدت منذ زمن بعيد القدرة علي البكاء ، بينما السعادة علي الجانب الأخر يمكن التعبير عنها بأكثر من شكل ، كالرقص ، والضحك ، والجري ، وغيرها . ربما حين أفكر في استحالة التعبير عن الحزن أجد أن الكتابة يمكن أن تعبر ولو بشكل بسيط عنه، لذلك أكتب لكم ، لا لكي استجدي ما بداخلكم من الإنسانية ، لكن لأنني لا أجد طريقة أخري للتعبير عن الحزن .
2 notes
·
View notes
Text
الحب كذات فاعلة
الحب هو فعل شاسع ، يعطيك القدرة علي رؤية العالم من منظورة فقط ، لا تجد محبا لا يفكر في كل تفاصيل حياته من خلال عقل محبوبته ، كيف ستشعر حين أقول كذا ؟ هل هذا اللباس مناسب لي ؟ هل هناك ما يمكنني أن أقدمة أكثر من هذا حتي تكون أسعد ؟ بقدر اتساع الحب تأتي تلك الأسئلة، وبقدر اتساع تلك الأسئلة يصبح الحب فعلا شاسعا يتطلب الكتير من الجهد حتي نحقق الهدف المرجو منه . هذا الهدف الذي لانعرفة ، نظل طيلة هذا الفعل الشاسع نحاول معرفته لكن ل�� ندرك حتي أدني الأشياء منه وحتي تلك الأشياء التي ترتبط بالحب تفقد معناها يوما بعد الأخر ، السعادة، الطمأنينة ، الاستقرار وأي شيء يرتبط بالحب يفقد مع مرور الزمن مبرر وجودة لأن الحب يحتل المساحة الأكبر من الحب نفسة .
في الماضي كنت علي يقين تام أن الحب هو رحلة للبحث عن لحظة للطمأنينه في صخب هذا العالم ، لكن هناك سؤال ، ماذا يحدث حينما يجد الفرد تلك الطمأنية ؟هل ثمة شيئا أخر سوف يهرع المرء ليبحث عنه داخل الحب ؟ بالطبع نعم . سوف يظل الإنسان يبحث عن أشياء جديدة في الحب ، تلك الأشياء لاتنتهي وهي ما تعطي الحب القدرة علي الاستمرار عكس سيران الزمن .
الآن أنا مقتنع بتناقض ضمني في البحث عن قيم صغري ضمن قيمة أعلي وهو الحب، أعتقد أكتر في أن الحب قد يكون كافيا لتعريف نفسه ، قد يكون ذاتا فاعلة في تاريخ بلا ذوات فاعلة ، كونا موازي يمكن إثباتة في ظل الاستحالة العملية لإثبات نظرية الأكوان الموازية ، نيزكا يمكن أن يضرب تربه حياتك فيحفر حفرة عميقة تجاهد بقية حياتك لكي تبقي فيها لا لتخرج منها .
انا الآن مقتنع بأن الحب يمكن إحالتة فقط للحب ، لا لأشياء ضمنيه ، انا أحب تلك الفتاة ، لأنني أحبها ، افسر الحب بالحب ، وأفسر الماء بالماء ، وأجمع بين المتناقضات المنطقية من أجلة ،من اجل أن أظل أشعر بأن هذ الحب في النهاية هو ذات فاعلة .
3 notes
·
View notes
Text
لا تدخلنا في التجربة
أسوأ ما في الهزيمة ،أنها تأتي في الغالب محملة بالدراما التي تجلب بدورها إحساس أن هذا العالم أكثر ظلما مما يبدو عليه للوهلة الأولي . يبدو عالم الهزيمة من داخلة كمصيدة فئران. وفي حالتنا المصرية حين تقترن الهزيمة العامة بالهزيمة الشخصية نبدو جميعا كفئران تجارب للدكتاتور وأتباعه ومؤيديه .أكاد أجزم أن فئران التجارب بعد فترة تفقد الأمل في النجاة، وهنا أتصور أن فئران التجارب القديمة والتي اعتادت علي فقدان الأمل تكون بحال أفضل من الفئران الجديدة التي تري أن ما زال هناك أمل . تورث الهزيمة فئران التجارب القديمة الحكمة ، وتورث الفئران الجديدة الأمل الزائف . بما أنني أكرة الحكمة ، أراها في أحيان كثيرة مبتذلة يمكن أن تتلبس أي شيء، أي شيء يمكن أن يبدو شيئا حكيما بمرور الزمن. لذلك أحب أن أصنف نفسي كفأر تجارب جديدة يتمسك بالأمل الزائف ويراهن علي القضايا الخاسرة . أنا مع المجموعة الثانية ليس حبا في الأمل الزائف ،لا سمح الله ، ولكن لبراجماتية شخصية ، اري أن الأمل أفضل من الحكمة لأن للحكمة وطأة الكمال الذي يصعب معها التعايش مع الحياة . ذروة الحكمة هي الموت ، لذلك لا عجب أن هناك ربط لا واعي عندنا نحن بني البشر بين الحكمة والتقدم في السن، شخصيا لا أجد نفسي منجذبا لفكرة الموت ، أريد أن أكون كما الأطفال ،كالمراهقين الثوريين ،بالمناسبة أحب هذا المصطلح جدا، لا أحب بالطبع أن يصفني أحدهم به ، لكن أحب أن أشعر أنني مراهق بأي شكل حتي لو كانت تلك المراهقة ثورية . المراهقة هي شيء غير مستحب ، لأننا نضفي عليها نحن البشر مجازا سيئا يرتبط بالطيش وإنعدام العقلانية ، لكن من ذلك الغبي الذي يريد أن يكون عقلانيا في عالم يملئة الجنون .
2 notes
·
View notes
Text
ثمة فكرتان تتنازع كل منهما في السيطرة علي ما يمكن ان نسمية بالجمال المراوغ ، الأولي هي القدرة علي الإدهاش ،والثانية هي حتمية الفناء.
يتأرجح الجمال كفكرة بين هاتين الفكرتين ، فالإدهاش يرتبط باللحظة الأولي التي يدرك فيها الجمال علي أنها وطأة لا يمكن تجاوز الانبها�� بها مع مرور الزمن ، ومرور الزمن يجعل الجمال أقل قدرة علي التكيف مع عامل الابهار وأقرب لإدارك حتمية الفناء.
وكما أن الأديان جميعها تري أنه بما أن لحظة الابهار الأولي ( الخلق ) تقتضي نهاية ، وأن لكل شيء نهاية بما أن لكل شيء قوة خارقة تحركة فالجمال يتأرجح بين تلك الفكرتين ، بما أن هناك صانع له فلابد أن ينتهي ، وبما أنه بدأ بلحظة إبهار فلابد أن ينتهي .
الأديان تستسلم لفكرة الفناء تلك ، بل تري فيها مبررا موضوعيا لأن تتجدد بعد الفناء حياة أخري ، لكن الجمال يحاول دائما أن يبقي ،وهذة هي المشكلة ، لأن استحالة البقاء هي شرط موضوعي للحظة الإبهار الأولي .
يحاول البشر استعادة لحظة الإبهار الأولي كلما أقدم الفناء كوحش كاسر ليفترس الجمال ،ومن ثم فهناك شرطية بين الجمال والفناء . يحيل الفناء لجمال اللحظة الأولي ،وتحيل اللحظة الأولي لحتمية الفناء .
1 note
·
View note
Text
هوامش حول المعني
اليوم استيقظت باكرا لأفتح هذا الفيسبوك قبل ان أفكر ان أبدأ رحلتي المعتادة مع محاولات عمل القهوة بدون أن تفور . ثمة عمل اريد أن أنجزة وشوق حميمي للنوم مرة أخري . يبدو أن سمه مميزة لهذا العصر هو كرة العمل ويكأننا عمال مناجم في إنجلترا القرن الثامن عشر، لم يتغير الواقع الفردي للبشرية منذ ما يقرب من ثلاثة قرون سوي أن كل يوم يعني المزيد من الاغتراب والاحساس بإنعدام القيمة في اليومي والمعاش . العالم هو مكان سيء ، لكن بجانب هذا، أضحي في السنوات الأخيرة كمسرحية ثقيلة الظل يجبر جمهورها علي المشاهدة بينما الأبواب مغلقة ،لا يوجد طريق للخروج . تكتسب المسرحية واقعيتها من قدرتها علي الإمتاع، نعم الامتاع وفقط ،ليس ثمه حقيقة موضوعية الأن سوي أن العالم ترتبط واقعيته كل يوم بالتسلية والامتاع والإلهاء عن المأساة الكبري . تماما كما مباريات مصارعة المحترفين ، الجميع يعرف انها ذات سيناريو مكتوب وينفذ بدقة لكن لا أحد يريد أن يتقبل أنها غير حقيققة ، كذلك هو العالم ثمة سيناريو يراد لنا أن نصدق عدم وجودة وبالتالي كلما كان هذا السيناريو أكثر إمتاعا كلما كان أكثر حقيقة . علينا إذن أن نحاول كتابة سيناريوهات لحياتنا تكون أكثر متعة حتي تكون أكثر واقعية ، كثيرا ما أحس بأن تجربة القتل يمكن أن تحررنا نحن الذوات العبيدة لمجتمع الرأسمالية المتأخرة الذي تشجع الإستهلاك ، لكن الخوف من العقاب يمنع من أن أنفذ هذا السيناريو . المتعة تكتسب زخمها الخاص من قدرتها علي الإدهاش ،ولكن ليس كما يعتقد هؤلاء الأغبياء أصحاب مقولات " عش لتجرب ، لتدخل في تجارب جديدة " وبالتالي تحصد المتعة ؟ ، لكن المتعة أعتقد أنها أكثر تطلبا للروتين ، كيف يحدث هذا ؟!ال��وتين يحيل لضد المتعة، لكن في الوقت نفسة إدراك الروتين وإدراك عدم قدرتنا علي الفرار منه يبدو شيء ممتع ، كطيور داخل قفص نريد الهروب لكننا ندرك تلك الاستحالة ،استمرار المحاولة هو ما يعطي الانسان المتعة وليس محاولة القفز فوق تجربة الحبس نفسها . التحرر هو المحاولة فقط للتحرر وليس خداع النفس بأننا تحررنا بالفعل . ثم هنا يأتي سؤال بديهي كيف يمكن ان نتصرف نحن سجناء الأرواح إذا ما تحررنا ؟!
2 notes
·
View notes
Text
أربع وعشرين عاما الا القليل
في الرابعة والعشرون الأن ، ربما تكون فرصة جديدة لأن أحاول في هذا اليوم أن أشغل نفسي بإيجاد طريقة أمنع بها تسرب الزمن من بين يدي ، ثمه فشل متجدد في هذا المسعي وسعادة خفية في محاولة الامساك بتلابيب الزمن الذي ما يلبث أن ينفلت .
في الرابعة والعشرين الأن ، ليس ثمه الكثير قد تحقق حتي الأمال خفتت يوم تلك الأخر كما يخفت ضوء شمس في لحظة غروب ، لكني ورغم كل هذا حافظت علي حس مرهف بالجمال في خفوت تلك الأمال ، كنت دائما ما أقنع نفسي أنه إن غربت شمس فثمه ألف شمس يمكن ان تشرق .
فى الرابعة والعشرين الأن ، أشعر أن ثمه ما يمكن أن أفتخر به وهو أنني ورغم السذاجة الكبيرة في خوض المعارك ، ورغم عدم اقتناعي بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلتزم المرء بحكمة اختيار المعارك ، فأنني وفي النهاية خرجت بأقل الخسائر ، رغم السذاجه المفرطة لم أخسر كثيرا .
في الرابعة والعشرون الأن وما زلت أتحمس للأفكار غير الناضجة ، للقضايا الخاسرة ، ولمحاولات ايقاف الزمن ، ما زلت أعتقد ورغم كل شيء أنه الحياه كما مباريات الكرة الصعبة تلعب علي جزئيات ،وما زلت أؤمن بالأسطورة القائلة بأن خسارة معركة لا يعني خسارة الحرب .
في الرابعة والعشرون الأن ، وما زلت أكره مغادرة الأشياء، رغم كثرة ما تركت لكنني ما زلت أري أنه ليس هناك ما يدفعنا للمغادرة ، حتي هذا البلد ليس لدي سبب قوي كي أغادرة رغم كل ما فيه .
في الرابعة والعشرون الآن ، ما زلت لا أستطيع أن أضبط مواعيد يومي ، استيقظ طيله الليل لأسمع " الليل يا ليلي يعاتبني " ، لم أحب ليلي طيلة حياتي ، ولا أعرف لماذا يعاتب الليل حبيب ليلي ، لكنني أتأثر وبشدة بمثل تلك الأشياء رغم ادعائي الكثير بأنني لا أفعل .
في الخامسة والعشرون ، اي بعد سنة لا أحلم بالكثير ، فقط بالنجاه في السنة القادمة حتي التي تليها وهكذا ، فقط بالنجاه ليس تجميل العالم ، فكل المحاولات لتجميل العالم غالبا ما تنتهي بالحرب .
لا أريد الكثير سوي أن أعيش السنة القادمة وأنا سعيد ، وأعرف أن هناك استحالة أن تدرك وجودك في هذا العالم وتظل سعيدا ،لكن في نفس الوقت أدرك أيضا أن الطريقة الوحيدة لمعرفة هذا العالم هو أن تحبه بلا أمل .
7 notes
·
View notes
Text
جائزة الوحدة
الوحدة لا تسمح بتمرير الأحزان ، ليس هناك من تمرر له تلك الأحزان ، في الأغلب لا تسمح بتمرير أي شيء حتي الوقت ، تبدو الوحدة في النهاية كسد يبني على نهر الحياة ، يتولد من هذا السد الكهرباء كما تتولد من الوحدة الحزن ، الوحدة تزيد الحزن لكنها في نفس الوقت تعطيك القدرة الفريدة علي تقبلة والشعور به كقاعدة في الحياة لا كإستثناء لها . تعطيك الوحدة مزية أن تتخذ مسافة كافية من كل الأشياء التي اعتقدت يوما ما أنها أشياء جميلة ، فرصة لمراجعة كيف أصبحت حياتك ، كيف غيرتك الحياة ؟ كيف أصبحت مسخا في عالم من المسوخ لا تقدر حتي علي الفكاك منه .تقدم الوحدة جائزة وحيده ، إستثنائية إلي حد ما ،حيث تحفز تلك المراجعة ، تبقي الحياة دائما قادرة علي تمرير الوقت والذكريات والأحزان وحتي تمرير المشاعر نحو بعضنا البعض . طيلة حياتي حافظت علي نفسي من الانخراط وبشكل كلي في التفاصيل اليومية للأشياء والأشخاص ، لكن اكتشفت بعد فترة أنني ورغم ذلك الهاجس إنخرطت كليا في تلك الأشياء التى كنت أبتعد عنها خوفا من أن تصيبني بالحزن . بعدها اكتشفت أن المأساة فقط لا تكمن في التفاصيل بل تمتد حتي للأشياء الكبيرة ، لكل شيء بداية من السياسة وحتي المجال الضيق للعلاقات الانسانية ، تتربص المأساة بنا في كل شيء حتي عندما نحاول الهرب منها نجد أنفسنا مقيدين إليها كمن نحب ، نتورط جميعا في المأساة وأكاد أجزم أنها عن طيب خاطر لا يمكننا الفكاك منها بأي شكل كان . في الماضي كنت أكثر قدرة علي تقبل تلك الحقيقة ، لا فكاك من المأساة ومن ثم علينا التعايش معها ، لكن الآن اصبحت أفكر كثيرا لماذا ؟ لماذا علينا أن نتورط في المأساة ، هل ثمه حيلة خفية من العالم تجعلنا نذهب بمحض إرادتنا نحو المأساة ، كيف يمكننا الفكاك إذا كانت هناك حيلة ؟ اسئلة كثيرة لا أجد لها إجابة
6 notes
·
View notes