mansoursposts
The Words
67 posts
Don't wanna be here? Send us removal request.
mansoursposts · 2 years ago
Text
https://www.instagram.com/reel/CeBqQ9YqfzR/?igshid=MDJmNzVkMjY=
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
فى بداية الحرب البوتينية للزعيم اللوزعي بوتين على اوكرانيا قلت ان ان الاسطورة الروسية للقوة العسكرية وهم كبير وخيال اعلامي هوليودي بناه عصر الشمولية فى الدول التى ضربتها الشيوعية او الاشتراكية الواهية.
اشتركت امريكا فى بناء هذه الصورة لتضخيم العدو التاريخي ايام الحرب الباردة لتبيع لشعبها ماتريد واشترك ايضا فى بناءها العسكريين اللذين وصلوا الى السلطة بثورات وهمية مصنوعة او انقلابات عسكرية لتطمين شعوبهم الفقيرة ان وراءهم ��ولة قوية ولبيع الفقر والقهروالقمع من اجل الامن.
بالامس الدولة للصغيرة اغرقت اهم قطعة بحرية روسية ورثها بوتين من الاتحاد السوفيتي وهي الطراد موسكو.. قد تكون بمساعدات غربية بس المهم انه كسر عنق بوتين المغرور الديكتاتور
Tumblr media
والصورة الاخيرة
Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
https://www.instagram.com/reel/CZwvczojwm2/?utm_medium=share_sheet
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
لم
اكن اتحرك دون حقيبة التصوير والكاميرا ترافقني فى كل لحظة ..تعطلت سيارتي فى الصحراء قبل مزرعتنا بمسافة ليست قصيرة خرجت صديقتي البدوية من قلب الصحراء على جانب الطريق كانت ترفض ان اقوم بتصويرها ليس لشئ يتعلق بالعادات ولا التقاليد كما يظن البعض بل لانها تفضل ان تقوم هي بتصويري بعد ان علمتها التصوير .
وكانت تقول دائما انها تحب ان تطبع صورتها فى ذاكرتي لا على اوراق الصور ....الا انني لم اسمع لها وظلت اوراق نترات الفضة هي متعتي وحبي الازلي وكنزي الثمين .
Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
فارس بيك الخوري
عملاق عربي من الشام
الرئيس السوري فارس الخوري عام 1947م دخل إلى مقر الأمم المتحدة، بطربوشه الأحمر وبزته البيضاء الانيقة..قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق..
اتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا!
وبدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس فارس بيك المعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته،في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي،
تاركاً المقعد المخصص لسوريا فارغاً.؟!
فدخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا، وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلاً عليه بعلم سوريا.ولكن فارس بيك لم يحرك ساكناً بل بقي ينظر إلى ساعته..
🕥واستمر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس بيك بأن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى،ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته...🕥
وبدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ،واستخدم عبارات لاذعة واهتاج ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرى بينه وبين عنق فارس لكان خنقه وعند الدقيقة الخامسة والعشرين،
تنحنح فارس بيك ووضع ساعته في جيبه،ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه.وقال للمندوب الفرنسي:سعادة السفير،
جلستُ على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة،
فكدت تقتلني غضباً وحنقاً،وسوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة، وآن لها أن تستقل..
وفي هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها.عام 1947م
وتم جلى آخر جندي فرنسي عن سوريا..
وكان فارس الخوري رئيس وزراء سورية 1944م،
وفي ذات التاريخ وزيراً للأوقاف الإسلامية!وهوا مسيحي
وعندما اعترض البعض، خرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع ليتصدى للمعترضين قائلا:
إننا نؤّمن فارس بك الخوري (الم��يحي) على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا.فأحد الأيام ﺃﺑﻠﻐﻪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻏﻮﺭﻭ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗدّعي ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻠﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻭﺣﻤﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ،
ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺩﻣﺸﻖ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﺧﺮﺝ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻣﻸﺕ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ.
كانوا أبناء وطن واحد بتنوع معتقداتهم .
Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
ايزيس
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
إيزيس هي إلهة رئيسة في الديانة المصرية القديمة والتي انتشرت عبادتها في العالم اليوناني الروماني. ذُكرت إيزيس لأول مرة في المملكة المصرية القديمة (2686-2181 ق.م) كإحدى الشخصيات الرئيسة في أسطورة أوزوريس، إذ قامت بإحياء زوجها الملك الإلهي المذبوح أوزوريس، كما أنجبت وريثه حورس وقامت بحمايته. كان يُعتقد أن إيزيس ترشد الموتى إلى الحياة الآخرة كما ساعدت أوزوريس، وكانت تُعتبر الأم الإلهية للفرعون إذ كان يُشبّه بابنها حورس. تمثلت مساعدتها الأمومية في تعويذة الشفاء لمساعدة عامة الشعب. في الأصل لعبت إيزيس دورا صغيرا في الترانيم الملكية وفي شعائر وطقوس المعابد، إلا أنها كانت أكثر أهمية في طقوس الدفن وفي النصوص السحرية. غالبا ما كانت تُمثل في الفن كبشرية أنثى تلبس ما يشبه العرش على رأسها. أثناء المملكة الحديثة، أخذت السمات التي كانت تتمتع بها حتحور –الإلهة البارزة سابقا- إذ أصبحت إيزيس تُمثل وهي تلبس ملابس حتحور، وعلى رأسها قرص الشمس بين قرني بقرة، كما كانت تُمثل حتحور سابقا.
في الألفية الأولى قبل الميلاد أصبح إيزيس وأوزوريس أكثر الآلهة المصرية عبادة، وامتصت إيزيس العديد من سمات الآلهة الأخرى. بدأ حكام مصر وحكام جيرانها جنوبا في النوبة بناء المعابد المكرسة خصيصا لإيزيس، كما كان معبدها في فيلة أحد أهم المراكز الدينية للمصريين والنوبيين على حد سواء. كانت قوى إيزيس السحرية أقوى من كل باقي الآلهة، كما كان يُقال أنها تحمي المملكة من أعدائها، لتحكم السماوات والعالم الطبيعي، ولتسيطر على القدر نفسه.
في الفترة الهلنستية (323-30 ق.م) عندما حكم اليونانيون مصر، أصبحت إيزيس تُعبد بواسطة المصريين واليونانيين بالإضافة إلى إله جديد اسمه سيرابيس. انتشرت عبادتهما في عالم البحر المتوسط الأوسع. أسبغ اليونانيون على إيزيس بعض السمات التي تميزت بها الآلهة اليونانية، مثل اختراع الزواج وحماية السفن في البحر، وحافظت على روابط قوية بين مصر والآلهة المصرية الأخرى التي انتشرت في العصر الهلنستي مثل أوزوريس وهاربوكراتيس. مع امتصاص روما للثقافة الهلنستية في القرن الأول قبل الميلاد، أصبحت عبادة إيزيس جزءا من الديانة الرومانية. على الرغم من أن عبدتها كانوا جزءا صغيرا من الإمبراطورية الرومانية، إلا أنهم كانوا منتشرين في كل أرجائها. بدأ أتباعها في تطوير بعض المهرجانات مثل مهرجان "ممر إيزيس"، بالإضافة إلى بعض الاحتفالات الجديدة التي كانت تشبه ألغاز الأديان اليونانية الرومانية. قال بعض الأتباع أنها شملت كل قوى الآلهة الإناث في العالم.
انتهت عبادة إيزيس مع انتشار المسيحية في القرنين الرابع والخامس ميلاديا. أثرت عبادتها في المعتقدات والممارسات المسيحية مثل تبجيل مريم، إلا أن دلائل هذا التأثير لا تزال مبهمة وعليها الكثير من الخلاف. استمرت إيزيس في الظهور في الثقافة الغربية خاصة في التعاليم الباطنية الغربية وفي الوثنية الجديدة غالبا كتشخيص للطبيعة أو الجانب الأنثوي من الألوهية
0 notes
mansoursposts · 3 years ago
Text
اللي ورايا دي خيمة... ايوة خيمة.. بس خيمة ملكية مصنوعة بالكامل من جلود الحيوانات ولو قربت منها اوى هاتشوف تفاصيل حفر على الجلد ونقوش وبقايا كولاچ من انواع الجلود.. والخيمة دي مش خيمة للملك وهو عايش لا.. دي خيمة بتسافر مع الملك فى انتقاله الى الحياة الاخرى وترافقه فى رحلة الحياة الاخرى وتلاقيها فى رسم المركب التى يسافر بها الملك الى العالم الاخر بتظهر بشكل مربع ماكنتش اعرف ده ايه.
الخيمة دي ��وجودة فى متحف الحضارة بالقاهرة
Tumblr media Tumblr media
1 note · View note
mansoursposts · 3 years ago
Text
#مارتن_سكورسيزي يطلق صفارة الإنذار: #السينما_في_خطر
قلما عرفت الشاشة مخرجاً عاشقاً للسينما كما هي حال الأميركي مارتن سكورسيزي. فمجرد الاستماع إليه وهو يتحدث عن الأفلام التي ألهمته شيء يشبه رؤية بيكاسو يرسم، أو همنغواي يكتب، أو ماريا كالاس تغني. لم يكتفِ صاحب "سائق تاكسي" بالخلق والابتكار عبر تقديم مجموعة أعمال لا تزال بقوة في ذاكرتنا، بل كان دائماً في الصف الأمامي للدفاع عن الفن السابع، الذي لطالما اعتبره تراثاً بشرياً يجب المحافظة عليه مهما كلف الثمن. بالطبع، الأفلام التي قدمها تتولى رواية هذا العشق للسينما، ولم يكن في حاجة لأكثر من ذلك، إلا أن "مارتي" (كما يسميه المقربون منه)، أراد التعبير عنه بالكلام المباشر في عدد من اللقاءات والندوات التي تسنى لي حضور البعض منها ببهجة تفوق الوصف. يجب ألا ننسى أيضاً، وخصوصاً، أفلامه الوثائقية ذات الطابع الشخصي، منها "رحلتي إلى إيطاليا" (1999)، حيث شرح طولاً وعرضاً علاقته العضوية بالسينما الإيطالية التي صاغت ذائقته ووعيه السياسي، ونحتت ما أصبح عليه لاحقاً، سواء كإنسان أو فنان. وليس مصادفة أيضاً أنه أسس في عام 2007 مؤسسة "مشروع السينما العالمية" التي تهتم بالمحافظة عل�� الأفلام المنسية وترميمها.
هذه مقدمة لا بد منها للحديث عما يشغل بال سكورسيزي وهو على مشارف الثمانين. سكورسيزي الذي كان قبل فترة قد أحدث جدلاً عندما صرح بأن أفلام "مارفيل" ليست سينما، بل شيء أشبه بمدن الملاهي. فقبل أيام معدودة، أطلق السينمائي الكبير صفارة الإنذار محذراً من المخاطر التي تواجهها السينما، والتي قد تسبب بموتها، أو اندثارها. بعد مرور أكثر من سنة على تفشي وباء كورونا الذي نتج عنه إغلاق صالات السينما في جميع بقاع الأرض خوفاً من انتشاره (الثقافة دائماً أولى الضحايا)، كان لا بد لشخص من طينة سكورسيزي أن يتفوه بمثل هذا الكلام لنعي ما نخسره وأي خطر نواجهه إذا ما استمرت الحال على ما هي عليه، خصوصاً في إنكار تراجع دور القاعات السينمائية (المكان الحقيقي للمشاهدة) أمام صعود دور منصات العرض التدفقي، مع العلم بأن سكورسيزي نفسه استفاد من هذه المنصات، إذ أنتج فيلمه الأخير "الإيرلندي"، بأموال "نتفليكس" التي تعتبر أشهر منصة بث تدفقي في العالم. فهذه المنصات التي أضحت شراً لا بد منه خلال الحجر الصحي، لا تقتل صالات السينما فحسب، بل تشوه أيضاً رؤيتنا لماهية الفن لأنها تستند إلى حسابات تخضع لخطط تسويقية.
هذه الخشية النابعة من القلب على مستقبل السينما، التي باتت واقعاً ملموساً لا مجرد هاجس كما كانت الحال في التسعينات مع انتشار عبارة "موت السينما"، عبّر عنها سكورسيزي كصرخة في مقال طويل نشر في مجلة "هاربرز" (ثاني أقدم مجلة أميركية لم تتوقف عن الصدور منذ تأسيسها في عام 1850)، وخلق نقاشاً في الأوساط المعنية بالسينما، علماً بأن العالم العربي لا يزال بعيداً من أي نقاش، كون الثقافة ليست من أولوياته، سواء كانت صناعةً أو عرضاً أو نقداً.
ولكن، ماذا يقول سكورسيزي تحديداً في هذا المقال التاريخي الذي سيسيل الكثير من الحبر في الصحافة على مدى الأيام القادمة؟ بدايةً، يحمل النص عنوان "المايسترو" (المعلم)، ذلك أن الجزء الأكبر منه مخصص لفيديريكو فيلليني (1920 - 1993)، وهو السينمائي الإيطالي الذي يكن له سكورسيزي إخلاصاً كبيراً، كون "ثمانية ونصف" من الأفلام التي صنعته. من خلال الكلام عن فيلليني يلقي سكورسيزي تحية على عصر كان للسينما فيه دور تأسيسي واجتماعي وفني. يبدأ مقاله باستعادة الزمن الجميل، حيث كان فيه مراهقاً يجوب شوارع مسقطه نيويورك، يوم كان الفن السابع في أوج تألقه، بينما أضحى اليوم مادة للنوستالجيا والحنين. كل شارع من شوارع نيويورك، وكل زقاق من أزقتها التي لطالما ارتبطت بأفلامه، تذكره بمسرح يعرض أحد هذه ال��فلام التي كان لها وقع كبير في تكوين وعيه. فهنا يعرض آخر فيلم لكلود شابرول، وهناك جون كاسافيتيس، وعلى مقربة منهما أفلام لجان لوك غودار، وآلان رينيه، وأندريه فايدا، وروبير بروسون، وميكلأنجلو أنتونيوني. كل هذا في عالم شديد التنوع، وبعيد عن سيادة النوع الواحد والفكر الواحد والذوق الواحد. بين كل هذه العروض والاقتراحات البصرية التي يأتي معظمها من القارة العجوز، يميز سكورسيزي فيلليني الذي شكلت فيلمه "ثمانية ونصف" صدمة كبيرة له لم يشف منها إلى اليوم، وهذا ما يشي به مقاله.
يتذكر قائلاً: "في قلب هذا كله، كان هناك مخرج واحد يعرفه الجميع، فنان واحد اسمه مرادف للسينما، وما يمكن لهذه السينما أن تفعله. لقد كان اسماً يحضر على الفور أسلوباً معيناً، وسلوكاً معيناً من العالم. في الواقع، أصبح هذا الاسم صفة. لنفترض أنك أردت أن تصف الجو السوريالي في حفل عشاء، أو حفل زفاف، أو جنازة، أو مؤتمر سياسي، أو جنون الكوكب بأسره، فكل ما عليك فعله هو قول صفة "فيلليني"، وسيعرف الناس بالضبط ما تعنيه".
يشتكي سكورسيزي من أنه في أيامنا هذه يسود منطق التقليل من قيمة فن السينما بشكل منهجي. يقول إن السينما تهشمت، وتحطمت، بل تقلصت إلى قاسمها المشترك الأدنى، والمقصود به "المحتوى". ويكتب موضحاً: "في الآونة الأخيرة، أي منذ خمسة عشر عاماً، لم نكن نسمع عن مصطلح "محتوى" إلا عندما كان الناس يناقشون السينما على مستوى جاد، وفي معرض مقارنته بـ"الشكل" وقياسه به، لكن وبشكل تدريجي، راح يستخدمه أكثر فأكثر الأشخاص الذين استولوا على شركات الإنتاج، ومعظمهم لا يعرفون شيئاً عن تاريخ الفن وأشكاله المتعددة، أو حتى لا يهتمون بما يكفي به للاعتقاد أنه ينبغي عليهم ذلك. أصبح "المحتوى" مصطلحاً تجارياً لكل صورة تتحرك: أفلام ديفيد لين، فيديو لقط، إعلان "سوبر بول"، تتمة لفيلم "سوبرهيرو"، حلقة مسلسل. لم يكن هذا مرتبطاً، بالطبع، بتجربة مشاهدة الفيلم في الصالة، بل بالمشاهدة المنزلية، على منصات البث التدفقي التي استولت على التجربة السينيفيلية العريقة، تماماً كما وضع موقع "أمازون" يده على المتاجر الحقيقية. من ناحية، كان هذا مفيداً لصانعي الأفلام، بمن فيهم أنا. من ناحية أخرى، فقد أوجد موقفاً يتم فيه تقديم كل شيء إلى المشاهد في ساحة لعب متكافئة، وهذا أمر يبدو ديمقراطياً، ولكنه ليس كذلك. فالخوارزميات اليوم تقترح عليك أن تشاهد أفلاماً بناءً على ما سبق أن شاهدته، والاقتراح هذا لا يستند سوى إلى الموضوع أو النوع، فماذا يفعل ذلك لفن السينما؟".
في رأي ��كورسيزي فإن مصطلح Curator (اختيار أو تقديم عمل فني على غرار ما يقوم به المهرجانات أو بعض المتاحف في الغرب)، ليس مصطلحاً غير ديموقراطي أو "نخبوي"، وهو مصطلح أصبح بلا معنى من فرط استخدامه. أن تشارك الآخرين ما تحبه، فهذا فعل ينم عن كرم. وأفضل منصات البث، من قناة "كرايتيريون" إلى "موبي"، مروراً بـTCM تعتمد على الاختيار والتقديم. أما الخوارزميات، فتستند إلى حسابات تعامل المشاهد كمستهلك، ولا شيء آخر.
وفي معرض مقارنته الحاضر بالماضي، يأتي سكورسيزي على ذكر الموزع والناقد أموس فوغيل (وهو أيضاً صاحب الكتاب الشهير "السينما الانقلابية")، معتبراً خياراته للأفلام في الستينات وعمله التعريفي المديد لا فعل سخاء فحسب، بل بادرة تنطوي على الكثير من الشجاعة. أما دان تالبوت، الذي كان مبرمجاً، فيروي أنه أسس شركة "أفلام نيويوركر" فحسب من أجل توزيع فيلم أحبه، وهو "قبل الثورة" لبرتوللوتشي. الأفلام التي وصلت إلى المشاهدين بفضل جهود هؤلاء صنعت لحظة مجيدة في تاريخ أميركا. في نظر سكورسيزي أن الظروف التي صنعت هذه اللحظة ولت إلى غير رجعة. يقول: "لهذا السبب أعود إلى تلك السنوات كثيراً. أشعر أنني محظوظ لأنني كنت شاباً وحياً ومنفتحاً على كل ما كان يحدث (من حولي). لطالما كانت السينما أكثر من مجرد محتوى، وستظل كذلك دائماً، والدليل على ذلك هو الأفلام التي كانت تخرج في الصالات أسبوعياً في تلك الفترة. أفلام من جميع أنحاء العالم، يحاور بعضها البعض الآخر، وتعيد تعريف الفن. من حيث الجوهر، كان هؤلاء الفنانون يتصارعون دائماً مع سؤال "ما هي السينما؟"، ثم يتركون الرد لفيلمهم القادم. لم يكن أحد يعمل في الفراغ. أمثال غودار، وبرتوللوتشي، وأنتونيوني، وبرغمان، وإيمامورا، وراي، وكاسافيتيس، وكوبريك، وفاردا، ووارهول، كانوا يعيدون خلق السينما مع كل حركة كاميرا جديدة، في حين كان السينمائيون المكرسون من أمثال ولز، وبروسون، وهيوستن، وفيسكونتي، يستعيدون النشاط بسبب الطفرة التي من حولهم".
يؤكد سكورسيزي ببعض الحزن الذي يغلف قلمه، أن كل شيء تغير، السينما، وكذلك أهميتها، ودورها الطليعي في ثقافتنا. لا ينسى التذكير بأن الأعمال الكلاسيكية من فيلليني إلى مورناو، تراث جمالي يجب عدم التفريط به، بل من الواجب أن نوضح للمالكين القانونيين الحاليين لهذه الأفلام أنها ترقى إلى أكثر بكثير من مجرد ممتلكات يمكن استغلالها، ثم حبسها. "هذه الأفلام من أعظم كنوز ثقافتنا، ويجب التعامل معها وفقاً لذلك"، يكتب سكورسيزي قبل أن يختم: "يتعين علينا تحسين مفاهيمنا للفصل بين ما ينتمي إلى السينما، وما ليست سينما. فيديريكو فيلليني نقطة انطلاق جيدة. يمكنك أن تقول الكثير عن أفلامه، ولكن إليك شيء واحد لا جدال فيه: أفلامه سينما. قطعت سينماه شوطاً طوعيلاً في اتجاه تحديد شكل الفن".
Tumblr media Tumblr media
2 notes · View notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
0 notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
(هو الواحد الصمد ، لا يشوبه نقص
هو الباقى دوما ، هو الخالد ابدا
هو الواقع الحق ، كما أنه المطلق الأكمل الأسمى
هو جماع الأفكار التى لا تدركها الحواس
ولا تدركه المعرفة مهما عظمت
هو الخفي المتجلي في كل شىء
تعرف كينونته بالفكر وحده ، وتدركه عيوننا فى الآفاق
لا جسد له ، ولكنه فى كل شيء
وليس هناك ما ليس هو
لا إسم له ، لأن جميع الاسماء اسمه
هو الجوهر الكامن فى كل شيء
هو أصل ومنبع كل شيء
هو الواحد الذى ليس كمثله شيء)
Tumblr media Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
تعاليم الحكيم بتاح حتب
" إذا كنت رجلا عاقلا فأسس لنفسك بيتا وأحب زوجتك وخذها بين ذراعيك . أشبع جوفها . وأكس جسدها . إن الدهان هو علاج أعضائها . أفرح قلبها طول حياتك ، لأن مثلها مثل الحقل الذي يعود بالخير الوفير على صاحبه .
لا تكن فظا لأن اللين يفلح معها أكثر من القوة ، انتبه إلى ما ترغب فيه وإلى ما تتجه نحوه رغبتها وتنظر إليه عينيها واجلبه لها . وبهذا تستبقيها فى منزلك
إذا اتخذت امرأة مهذبة مثقفة يفيض قلبها بالمرح ويعرفها أهل بلدتها ، فترفق بها ولا تطردها بل أعطها ما تأكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام ."
وصايا الحكيم بِتاَحْ حُتِبْ
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
0 notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
احتفالات اليوم فى مصر هى الاكبر والافخم من نوعها
موكب ملوك مصر القديمة من التحرير الى الفسطاط
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
0 notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
Tumblr media
منقول من صديقتي ...شيرين الببلاوي عن فنان الانميشن العالمي هاني المصري
هانى المصرى ... اسم كبير لعبقرية مصرية فى عالم الرسوم المتحركة .. النهاردة ذكرى وفاتة ... البوست ده كتبة الفنان هانى المصرى فى ابريل 2014 وتوفاه الله فى 25 اغسطس 2015 ... كنت حاسس انه بيكتب وصيتة لنا كمصريين .. البوست طويل شوية ولكن هاتستمتعوا بكل كلمة فيه .... بيقول هانى فى البوست :
بصراحة… الوقت ( ١٨ دقيقة ) ما كفاش عشان الكلمة اللي كنت محضرها لمؤتمر TEDx امبارح… فاضطريت اختصرها شوية… من غير ما ادمر مضمونها طبعا !
ده النص الاصلي…
هاني المصري… مش اسمي و اسم عيلتي علي فكرة…
ده اسمي لوحدي.. ! اسم مُرَكَّبْ..
و زي ما بيقولوا… الاسم.. فال..!
صحيح ان الشق التاني من اسمي.. المصري.. هو اللي كان حا يأثر اكتر علي منحني حياتي كلها.. بشكل غير متوقع…
انما من و انا صغير.. كان من اكتر الحاجات اللي بتخليني متهني .. اني اقعد ارسم..
و فهمت من بدري اني ممكن اعيش بالفن .. علي مستوي مش بطال..
فكنت مركز علي اللي حا ينفعني بجد كفنان .. مش بس دروس المدرسة..
و شوية شوية.. ابتدت كل اهتماماتي تبقي حوالين مجال الفن .. و طبعا.. في مجتمع القاهرة في الستينات.. الفن ده كان لا يتعدي انه يكون هواية…مش مهنة..
فقامت من زمان اول معارك اثبات نفسي.. و الدفاع عن شخصيتي..
حتي ضد اقرب الناس ليا ..
فكنت باعمل حاجات خارجة عن المألوف.. و عن النظام..
زي ما مثلا.. زوغت مرة ..من المدرسة! عشان اتفرج علي Jungle Book
اول فيلم Animation يطلع بعد وفاة والت ديزني..
انا كنت في مدرسة الچزويت.. يعني مافيش حاجة اسمها تزويغ !
فحطيت خطة عشان ازوغ .. عملت ان حشو ضرسي وقع فسابوني اروح…
وصلت سينما مترو الساعة ١٠:١٠ الصبح و لحقت اول عرض الساعة ١٠ و ربع …
و بعدين بقيت اخرج اشتري تذكرة.. و ادخل العرض اللي بعده..
عرض واحده لتلاته.. و تلاتة لسته .. و سته لتسعة.. و تسعة لاتناشر.. !
يعني شوفت الفيلم خمس مرات ورا بعض.. و حفظته صم !!
طبعا وصلت البيت الساعة واحده الا ربع.. و اخدت علقة ما اكلهاش حمار في مطلع ..!
صحيح ايامها كان كل أملي اني اشتغل في الرسوم المتحركة...
انما عمري ما كنت اتخيل ان في يوم من الايام .. انه عشان نشفان دماغي.. و اصراري علي اللي عاوزه.. و محافظتي علي الامل ده.. حاكون صديق و زميل لفنانين كتير من اللي اشتغلوا علي الفيلم ده… هناك.. في هوليوود !
و زي مثلا.. ايام ما كنت باحاول اعدل مسار مستقبلي.. واستعيد توازني ..
من كلية الهندسة .. لكلية فنون جميلة.. ضد رغبة عيلتي..
ما كنتش عامل امتحان قدرات.. فكنت طالب اعمله مع الطلبة الوافدين..
فقعدت اتشال و اتحط لمدة سبع اشهر.. مع البيروقراطية المصرية..
لغاية ما اقتحمت مكتب وزير التعليم العالي.. لرابع مرة.. فالراجل من زهقه..
كتب لي قرار وزاري و انا واقف.. لمجرد انه يخلص من زنّي !
في كلية الفنون..كنت باسافر اشتغل في باريس في الصيف..
في مكتب interior design لاقيته بالصدفة (طبعا مافيش حاجة اسمها صدفة ).. اتعلمت حاجات كتيرة ..اهمها اني عرفت لاول مرة يعني ايه الواحد يبقي في بلد غريبة.. وسط ناس قيمهم و لغتهم و تاريخهم مش زينا.. نفعني جدا اني باتكلم لغتهم كويس .. فحاولت اشرح لهم "يعني ايه الواحد يبقي مصري" لاول مرة في حياتي...
فبقيت "المصري" لاول مرة ..
وبعدين.. في سنة ٨٦ حصلت شوية حاجات خليتني اقرر ابعد عن مصر..
اولا.. كتب الف ليلة و ليلة.. و ده الموضوع اللي كنت باشتغل عليه لمدة سنين.. اتلمت الطبعة الشعبية بتاعتها .. و اتحرقت في ميدان الحسين …
شغل نازي جدا طبعا..
و كمان.. مات صلاح چاهين.. و مات شادي عبد السلام.. و مات يوسف ادريس.. وكانوا من اهم ناس اللي باتعلم منهم ..
كنت محتاج اتعلم اكتر ..و مافيش حد يديني المعلومات اللي محتاج لها..
فحسيت ان "هنايا" كفنان في خطر .. و كمصري حصل عليه تشويش جامد..
و حسيت اني بافقد توازني تاني.. انما كنت عارف اني حا استعيده..
لما اروح و اشتغل و اتعلم بعيد عن مصر...
فاخدت مراتي و ابني (٣ سنين).. و سافرت امريكا بڤيزة سياحة.. و كسرتها و قعدت..
سنة ١٩٩١ ايام ما كنت في Walt Disney Imagineering
و بنصمم جزئ من ديزنيلاند اسمه ( Toontown )
و ده تخيل للحي اللي عايشين فيه ميكي و أصحابه...
كان يومها اجتماع للمصممين الأربعة الأساسيين مع المدير الفني لوضع الخطوط الرئيسية...
و كنت انا مسؤول عن تصميم بيت "ميني" و بيت "جوفي" ...
و علشان كنت الوحيد فيهم اللي عنده خلفية معمارية... خطر في بالي انها - كأي مدينة حقيقية - لازم يكون لها طراز واضح
فسألت المدير الفني عن تصوره للطراز المعماري العام للمدينة الصغيرة علشان نلتزم كلنا بيه و اعطيته شوية امثلة من الطرز المعمارية الامريكية من المناطق المختلفة...
و المدير الفني علي المشروع ده كان اسمه چو لانزيسيرو..وكان جاي من قطاع الرسوم المتحركة
في الشركة و معلوماته المعمارية ضحلة جدا .. علي احسن تقدير
و ما كانش متوقع النوع ده من الأسئلة … فقرر.. زي اي حد ما عندوش علم او حجه .. انه يواجهني بهجوم شخصي... فضحك و قال : " و انت تعرف ايه عن الحاجات دي ..؟ ده انت حتي مش من البلد دي!"
و انا طبعا فوجئت بالرد.. خصوصا ان ايماچينيرنج كان مستواها الفكري اعلي بكتير من نوع الهجوم الجاهل ده
ففكرت شوية و مرت في بالي الرحلة الطويلة اللي وصلتني للمكان ده بعد سنين من الكفاح
فرديت و انا باصص له في عينه: "إسمع يا چو... علشان أكون من القاهرة و اقعد معاك علي الطرابيزة دي .. اضطريت ادرس طرز معمارية لكل الحضارات اللي مرت علي بلدي في ٧٠٠٠ سنة .. و الطرز المعمارية لكل الدول اللي استعمرت بلدي من ساعتها للنهارده…
أحب أؤكد لك ان الميتين و خمسين سنه بتوع أمريكا... يندرسوا في بعد ظهرية .. مع الشاي و الكوكيز
وابتدت تتأكد مصريتي قوي في امريكا.. و ابتدي يتبص لي علي اني مش من العالم التالت .. زي ما كانوا شايفين الاول.. انما من مصر …
تفرق.. تفرق جامد …!
و في اغسطس ٩٥ ..كان ستيفن سبيلبيرج عمل شركة جديدة مع ديڤيد جيفن..
و چيفري كاتسنبيرج اللي كان لسه سايب ديزني..
و سموها دريمووركس..
و ناويين يعملوا فيلم رسوم متحركة.. عن موسي والخروج..
و يسموه Prince of Egypt …
طبعا التلاته يهود.. و ده طبيعي في هوليوود..
انما الاخطر : صهاينة…
طبعا.. اول سؤال خبط في نافوخي كان : "إزاي يبقي فيه فيلم بيتعمل عن مصر .. و ما اشتركش فيه..؟"
انما السؤال التالي بعده علي طول كان : "طب .. و حا اتعامل إزاي مع ناس انا عارف تماما ميولهم السياسية .. و موقفهم من بلدي و حضارتي و تاريخي ؟"
و بعد تفكير كتير.. و أرق.. و وجع قلب أزلي.. قولت اني - علي الأقل - احاول ادافع عن إسم مصر.. و إلا .. إيه لازمتي هنا أصلا.. و إزاي أواجه نفسي كل مرة اكتب إسمي..؟ و ليكن ما يكون !!!
فقررت اسيب إيماچينيرنج..
و إتصلت فعلا بطقم الانتاج.. و كانوا سمعوا عني من خلال شغلي في ديزني.. فرحبوا بالمقابلة..
و اخدت معايا الپورتفوليو بتاعي.. و روحت لهم..!
قابلتني منتجة الفيلم ساندي رابينز و المديرة الفنية كاثي التييري.. و اتفرجوا علي شغلي و اعجبوا بيه.. بس قالوا لي انه .. للأسف.. كل المناصب المهمة في الفيلم كانت اتشغلت...
بس انا كنت مستموت بقي.. ففكرت بسرعة و سألتهم:
"طيب.. انتو عارفين بالتة الكاتب المصري شكلها ايه ؟".. فردت كاثي : "لا..!"
"طب اسلحة الجيش المصري..؟ طب.. أواني الطبيخ عند الشعب المصري ..؟
طب انواع الموبيليا في القصر الملكي..؟ طب قوانين رسم الجداريات في المعابد..؟"
و كانت إجاباتهم بشكل منتظم : " لا.. لا.. لا..!"
و لما حسيت إن "السنارة غمزت " قلت لهم و انا بالم رسوماتي عشان امشي :
"و عاوزين تعملوا الفيلم من غيري ؟… Good luck ..!
فردت ساندي علي طول: "طب.. تقدر تبتدي معانا إمتي ؟"
و بعد شهر من الشغل المجنون .. و اللذيذ جدا.. ظهرت مقولة جديدة في الاستوديو :
"كل الناس هنا شغالة علي الPrince... و هاني شغال علي Egypt..!"
اتأكد اسم المصري اكتر في دريمووركس…
و في يوم عملنا presentation كبيرة لأن "ستيڤن سپيلبيرج" كان حا ييجي يزورنا و يتطمن علي سير العمل.. و طبعا ..الدنيا اتقلبت..
و كان شغلي انا لوحدي حجمه ضخم بالمقارنة مع الناس التانية.. وطلِبوا مني اني اقدمه بنفسي..
و جت اللحظة.. و طبعا لو قولت لكم اني ما كنتش مرعوب .. ابقي باهرج !
انما بعد شوية.. و انا باوصف له كل تفاصيل الشغل.. بصيت له ..
و حسيت انه زي اي واحد.. مبهور بجمال الحاجات .. و علي وشه نفس الإبتسامة اللي كانت بتبقي علي وش أي سائح في المتحف المصري.. نفس نظرة الإحترام قصاد الحضارة اللي علمت العالم إزاي يبقوا بني آدمين..
فكملت بثقة اكتر.. لغاية ما خلصت..
و بعدين سألني : "و انت تعرف منين ان كل ده حقيقي.. و مطابق للتاريخ ؟"
فقولت : " لأني من هناك..!"
فضحك و قال : "ايوة.. عارف.. انما الكلام ده من اربعة آلاف سنة..!"
كنت مستعد..! مديت ايدي للوحه كانت مركونة و وشها للحيط.. و قلبتها.
و كان عليها صورة وش تمثال شيخ البلد.. اللي عندنا في المتحف.. و جنبها نفس الصورة بس عليها الدقن و النضارة.. و شبهي طبق الأصل..!
و قلت له و انا باصص له : "ما انا كنت هناك .. برضه!"
فابتسم "سپيلبيرج".. و قام و قرب مني .. و مد ايده لدراعي..
و حسس عليه و قال بصوت عالي :
"انا عمري ما شوفت مومياء محفوظة بالجودة دي !"
فالقاعة كلها ضحكت.. و دي كانت علامة موافقته علي الشغل.
بيقولوا.. بعيد عن العين .. بعيد عن القلب..
انما الحنين للبلد البعيدة.. للاهل و الاصحاب.. للاماكن و النيل .. و المعابد اللي محفور عليها التاريخ.. بيقلب المقولة .. ويخلي الواحد يهاجر جوه نفسه.. عشان يدور علي هويته و يفهم هو مين .. و منين ..! خصوصا لو حس نفسه احيانا .. في اراضي عدائية شوية.. فيضطر يبلور شخصيته القومية..
ايام ما كنت بعيد عن مصر.. و باشتغل مع "ديزني" و "دريمووركس" كان بينطلب مني كتير اني اعمل تصميمات من الطرز المصرية.. خصوصا المصرية القديمة..
و كنت طول عمري غاوي الحاجات دي .. انما من علي الوش كده..
زي ما بنعمل كل حاجة في مصر..!
بس لما لاقيت نفسي في موقع اني بيتبصلي علي اني سفير للفن المصري في هوليوود .. و ممكن اتحط في مواقف محرجة.. خصوصا كمان مع بعض المواجهات اللي مش ظريفة.. كان لازم اضرب غطس جامد في تاريخ البلد.. واعرف عنها قد ما اقدر .. عشان لو حد سأل.. ما اضطرش اقول "اصل ما خدناهاش في المدرسة"..
عيب يعني!
فابتدت كل فلوسي تروح علي الكتب.. و قعدت اذاكر..
و اكتشفت حاجات كتيرة ما كنتش عارفها.. و ��نت لما افتح كتاب عن الفن المصري الاقي فيه حاجات فاكرها من المتحف بتاع التحرير او الاقصر .. فابقي كاني قابلت صديق قديم.. او واحد بلدياتي..
و ساعات اشوف حاجات مش موجودة عندنا لانها اتسرقت من زمان
و موجودة في متاحف لندن و باريس و تورينو و برلبن...!
و مع القراية و النخربة.. وقعت في غرام الاسرة ١٨.. اللي ناس كتير متخصصة بتعتبرها من أجمل الاسرات المصرية في الفن و العلم و الاكتشافات.. غنية بالافكار و الابتكارات .. و كتير من الفراعنة العظام كانوا منها… احمس و تحتمس التالت و حتشبسوت و امنوفيس التالت و اخناتون و توت عن�� وحورمحب…
الشغل في الفن بيعلم الواحد ان مافيش حاجة بتيجي من فراغ.. كل تصميم جيد ..او لوحة ممتازة.. وراهم شغل تحضير كتير.. و اسكتشات و دراسات و بحث.. وافكار تيجي ..و تتلغي لانها مش علي المستوي.. و افكار تانية تيجي .. و تتشال لوقت تاني لانها في حد ذاتها جميلة .. انما غير مناسبة للموضوع ده بالذات… لغاية ما يتبلور العمل .. و يشوف النور في شكل مرضي..
فمن حبي بقي لشغل الاسرة ١٨ .. حبيت اتفرج علي الشغل اللي قبله..
عشان افهم التطور.. حبيت اتفرج علي"اسكتشاتهم" و الافكار المختلفة اللي وصلتنا لمعابد "الكرنك" و "الاقصر" و "الدير البحري" ..
حبيت اعرف ازاي واحد زي "سننموت" ـ المهندس المعماري و ال designer بتاع "حتشبسوت" … قدر يوصل للمستوي الراقي ده من الفكر و الفن.. من جمال الخطوط و رقتها.. مع قوة التصميم و جراءته…
و ازاي واحد زي النحات "تحتمس" بتاع أخناتون .. يبقي ابن المصمم بتاع "امنوفيس التالت"… انما يفكر بشكل مختلف تماما عن ابوه..
اللي كان نفسه فنان لا يشق له غبار!
ايه الناس دي ؟ حاجة تجنن !!!
فقعدت ادور علي شغل الاسرة ١٧… و ١٦.. و ١٥..
في سلقط .. في ملقط.. و لا حاجة..!!! صفر !!! اسرات ما لهاش اثر !
انهيار تام لمصر بعد الاسرة ١٢.. اسرات ١٣ و ١٤ ضعيفة و بعدين يحتل البلد شعب جاي من الجزيرة العربية .. الهكسوس !
حكومة ضعيفة.. و الهكسوس معاهم الحصان.. حيوان المصريين ما كانوش يعرفوه.. فيحتلوا البلد.. و يزيحوا المصريين لجنوب الوادي..
و يعملوا اسرتين ١٥ و ١٦ .. علي مدي ٢٠٠ سنه !!
من الف و سبعمية لالف و خمسمية قبل الميلاد…
طب ازاي.. إزاي الجمال ده كله .. و الحضارة الجبارة دي.. و الفن الراقي المبهر ده.. ييجي كله من عدم ؟ بعد ٢٠٠ سنه من الانهيار التام ؟ معقول …؟
طبعا كانت صدمة.. فقعدت افكر .. و احاول افهم ازاي ده يحصل.. و احاول اقارن بحالات مشابهة في التاريخ.. زي مثلا.. العصور الوسطي الاوروبية بعد انهيار الدولة الرومانية.. طب ازاي قدروا يوصلوا لل"Renaissance" عصر النهضة؟
طب ايام العصور الوسطي في اوروبا كانوا العرب في اوج مجدهم .. حافظوا علي العلم و الفن و الحضارة.. و لما الاوروبيين احتكوا بيهم ايام الحروب الصليبة.. استعادوا مجدهم القديم .. يعني وقعت في حجرهم .. مقشرة !
انما المصريين كانوا لوحدهم… هم بس.. و الهكسوس راكبين علي انفاسهم..
و بعد شوية .. قدرت ابتدي افهم..
تحت انهيارات الدولة.. و تحت عار الاحتلال.. و تحت ركام الحرب..
كان فيه مصريين .. بيحبوا العلم .. و بيحبوا الفن .. و بيحبوا بلدهم..!!!
عشرة او اتناشر جيل ما بتشوفش النور.. كل مهمتهم انهم يطوروا العلم..
يحافظوا علي البرديات.. يتعلموا الفن حتي لو مافيش معابد بتتبني.. يدرسوا العلوم .. و يدونوها و يعلموها لعيالهم و عيال عيالهم .. و ما ييأسوش..
عارفين ان في يوم مصر حا ترجع.. و لازم ترجع.. و عارفين ان ساعتها كل الفن لازم يطلع.. و العلم .. و العمارة.. و الفكر .. و الفلسفة..
و لازم تبقي مصر مستعدة لطلوع الشمس.. حتي بعد ٢٠٠ سنة..
و فعلا .. هو ده اللي حصل… زي ما كانوا بيحلموا بالظبط..علي قد ما اجتهدوا و اشتغلوا .. علي قد الامل اللي كان مالي قلوبهم بالرغم من سهولة اليأس …
و رجعت مصر.. اجمل و اقوي.. رجعت رافعة راسها .. رجعت و نورت الدنيا بجمال حضارتها .. و انسانية مبادئها.. و عظمة عمارتها !
و النهارده.. و في الظروف دي.. يمكن يكون هو ده اللي مطلوب مننا .. اننا نكون مصريين من النوع ده.. مصريين في زمن الهكسوس ..!!
زمان.. كان فيه مسرحية ل "فيروز" و الاخوة رحباني..
اسمها "المـــــــــــحطة"…
ملخصها ان بنت جت بشنطها .. في وسط غيط بطاطس في جنوب لبنان ..
و قعدت..!
و لما سألوها: "انتي قاعدة بتعملي ايه هنا..؟"
ردت: "قاعدة مستنية القطر..! مش هي دي المحطة..؟"
طبعا القرية كلها اتقلبت.. لأن لا كان فيه قضبان.. و لا محطة.. و لا حتي مشروع ان القطر يمر في القرية الصغيرة .. المجهولة.. المنسية..!
بالرغم ان ناس كتير في القرية كان نفسها تسافر و تسيب الهم ده..
انما كان رد فعلهم كله في الاول .. "البنت دي مجنونة..!"
بس شوية شوية.. جم ناس تانيين .. بشنطهم.. و وقفوا جنبها في الغيط..
و ظهر واحد شحات.. عمل نفسه ناظر المحطة..
و جه واحد حرامي.. عمل نفسه بياع تذاكر .. عشان يسترزق…
و حس عمدة المدينة انه لو ما أيدش الفكرة.. حا يضيع منصبه..
و حس شيخ الغفر ان الامن حا يفلت من ايده.. لو الناس دي املها خاب..
فابتدوا يتصلوا بالحكومة.. و يصروا علي انشاء محطة في المكان ده..و في نهاية المسرحية.. بييجي القطر فعلا.. !
ايام ما كنت في بداية حياتي في امريكا.. سكنت في مدينة صغيرة.. تقريبا قرية.. لان كان معايا زوجة و طفل ..
و كانت كل الناس بتقول لي: "ايه اللي مقعدك هنا.. ده كل الشغل في نيويورك.. و عمرك ما حا تبني مستقبل في الحته دي.."
و كنت دايما أرد: "القطر بتاعي حا ييجي هنا.. دي المحطة بتاعتي ..!"
و بعدها بتلات سنين.. تلات سنين من الجلد و الاصرار و الشغل .. و الامل… حصل اللي كنت مستنيه.. جه القطر !
كل مشكلة.. او مجموعة مشاكل .. معادلة لازم تتحل…
و كل معادلة .. مع الوقت و الاصرار .. و تشغيل المخ… و التجربة و الخطأ… بتتحل..
انما فيه بين سطور كل معادلة .. عنصر واحد .. لو اختفي من المعادلة..
عمرها ما تتحل..
عنصر في غيابه اي مشكله تبقي مستعصية.. و اي معادلة تفضل معقودة..
العنصر ده اللي لو اتشال من المعادلة .. تتلعبك و تبقي غير قابلة للحل ..
هو .. الأمل ! .. الأمل..!!
5 notes · View notes
mansoursposts · 4 years ago
Text
Tumblr media
منقول من الاستاذة ...شيرين الببلاوي عن فنان الانميشن العالمي هاني المصري
هانى المصرى ... اسم كبير لعبقرية مصرية فى عالم الرسوم المتحركة .. النهاردة ذكرى وفاتة ... البوست ده كتبة الفنان هانى المصرى فى ابريل 2014 وتوفاه الله فى 25 اغسطس 2015 ... كنت حاسس انه بيكتب وصيتة لنا كمصريين .. البوست طويل شوية ولكن هاتستمتعوا بكل كلمة فيه .... بيقول هانى فى البوست :
بصراحة… الوقت ( ١٨ دقيقة ) ما كفاش عشان الكلمة اللي كنت محضرها لمؤتمر TEDx امبارح… فاضطريت اختصرها شوية… من غير ما ادمر مضمونها طبعا !
ده النص الاصلي…
هاني المصري… مش اسمي و اسم عيلتي علي فكرة…
ده اسمي لوحدي.. ! اسم مُرَكَّبْ..
و زي ما بيقولوا… الاسم.. فال..!
صحيح ان الشق التاني من اسمي.. المصري.. هو اللي كان حا يأثر اكتر علي منحني حياتي كلها.. بشكل غير متوقع…
انما من و انا صغير.. كان من اكتر الحاجات اللي بتخليني متهني .. اني اقعد ارسم..
و فهمت من بدري اني ممكن اعيش بالفن .. علي مستوي مش بطال..
فكنت مركز علي اللي حا ينفعني بجد كفنان .. مش بس دروس المدرسة..
و شوية شوية.. ابتدت كل اهتماماتي تبقي حوالين مجال الفن .. و طبعا.. في مجتمع القاهرة في الستينات.. الفن ده كان لا يتعدي انه يكون هواية…مش مهنة..
فقامت من زمان اول معارك اثبات نفسي.. و الدفاع عن شخصيتي..
حتي ضد اقرب الناس ليا ..
فكنت باعمل حاجات خارجة عن المألوف.. و عن النظام..
زي ما مثلا.. زوغت مرة ..من المدرسة! عشان اتفرج علي Jungle Book
اول فيلم Animation يطلع بعد وفاة والت ديزني..
انا كنت في مدرسة الچزويت.. يعني مافيش حاجة اسمها تزويغ !
فحطيت خطة عشان ازوغ .. عملت ان حشو ضرسي وقع فسابوني اروح…
وصلت سينما مترو الساعة ١٠:١٠ الصبح و لحقت اول عرض الساعة ١٠ و ربع …
و بعدين بقيت اخرج اشتري تذكرة.. و ادخل العرض اللي بعده..
عرض واحده لتلاته.. و تلاتة لسته .. و سته لتسعة.. و تسعة لاتناشر.. !
يعني شوفت الفيلم خمس مرات ورا بعض.. و حفظته صم !!
طبعا وصلت البيت الساعة واحده الا ربع.. و اخدت علقة ما اكلهاش حمار في مطلع ..!
صحيح ايامها كان كل أملي اني اشتغل في الرسوم المتحركة...
انما عمري ما كنت اتخيل ان في يوم من الايام .. انه عشان نشفان دماغي.. و اصراري علي اللي عاوزه.. و محافظتي علي الامل ده.. حاكون صديق و زميل لفنانين كتير من اللي اشتغلوا علي الفيلم ده… هناك.. في هوليوود !
و زي مثلا.. ايام ما كنت باحاول اعدل مسار مستقبلي.. واستعيد توازني ..
من كلية الهندسة .. لكلية فنون جميلة.. ضد رغبة عيلتي..
ما كنتش عامل امتحان قدرات.. فكنت طالب اعمله مع الطلبة الوافدين..
فقعدت اتشال و اتحط لمدة سبع اشهر.. مع البيروقراطية المصرية..
لغاية ما اقتحمت مكتب وزير التعليم العالي.. لرابع مرة.. فالراجل من زهقه..
كتب لي قرار وزاري و انا واقف.. لمجرد انه يخلص من زنّي !
في كلية الفنون..كنت باسافر اشتغل في باريس في الصيف..
في مكتب interior design لاقيته بالصدفة (طبعا مافيش حاجة اسمها صدفة ).. اتعلمت حاجات كتيرة ..اهمها اني عرفت لاول مرة يعني ايه الواحد يبقي في بلد غريبة.. وسط ناس قيمهم و لغتهم و تاريخهم مش زينا.. نفعني جدا اني باتكلم لغتهم كويس .. فحاولت اشرح لهم "يعني ايه الواحد يبقي مصري" لاول مرة في حياتي...
فبقيت "المصري" لاول مرة ..
وبعدين.. في سنة ٨٦ حصلت شوية حاجات خليتني اقرر ابعد عن مصر..
اولا.. كتب الف ليلة و ليلة.. و ده الموضوع اللي كنت باشتغل عليه لمدة سنين.. اتلمت الطبعة الشعبية بتاعتها .. و اتحرقت في ميدان الحسين …
شغل نازي جدا طبعا..
و كمان.. مات صلاح چاهين.. و مات شادي عبد السلام.. و مات يوسف ادريس.. وكانوا من اهم ناس اللي باتعلم منهم ..
كنت محتاج اتعلم اكتر ..و مافيش حد يديني المعلومات اللي محتاج لها..
فحسيت ان "هنايا" كفنان في خطر .. و كمصري حصل عليه تشويش جامد..
و حسيت اني بافقد توازني تاني.. انما كنت عارف اني حا استعيده..
لما اروح و اشتغل و اتعلم بعيد عن مصر...
فاخدت مراتي و ابني (٣ سنين).. و سافرت امريكا بڤيزة سياحة.. و كسرتها و قعدت..
سنة ١٩٩١ ايام ما كنت في Walt Disney Imagineering
و بنصمم جزئ من ديزنيلاند اسمه ( Toontown )
و ده تخيل للحي اللي عايشين فيه ميكي و أصحابه...
كان يومها اجتماع للمصممين الأربعة الأساسيين مع المدير الفني لوضع الخطوط الرئيسية...
و كنت انا مسؤول عن تصميم بيت "ميني" و بيت "جوفي" ...
و علشان كنت الوحيد فيهم اللي عنده خلفية معمارية... خطر في بالي انها - كأي مدينة حقيقية - لازم يكون لها طراز واضح
فسألت المدير الفني عن تصوره للطراز المعماري العام للمدينة الصغيرة علشان نلتزم كلنا بيه و اعطيته شوية امثلة من الطرز المعمارية الامريكية من المناطق المختلفة...
و المدير الفني علي المشروع ده كان اسمه چو لانزيسيرو..وكان جاي من قطاع الرسوم المتحركة
في الشركة و معلوماته المعمارية ضحلة جدا .. علي احسن تقدير
و ما كانش متوقع النوع ده من الأسئلة … فقرر.. زي اي حد ما عندوش علم او حجه .. انه يواجهني بهجوم شخصي... فضحك و قال : " و انت تعرف ايه عن الحاجات دي ..؟ ده انت حتي مش من البلد دي!"
و انا طبعا فوجئت بالرد.. خصوصا ان ايماچينيرنج كان مستواها الفكري اعلي بكتير من نوع الهجوم الجاهل ده
ففكرت شوية و مرت في بالي الرحلة الطويلة اللي وصلتني للمكان ده بعد سنين من الكفاح
فرديت و انا باصص له في عينه: "إسمع يا چو... علشان أكون من القاهرة و اقعد معاك علي الطرابيزة دي .. اضطريت ادرس طرز معمارية لكل الحضارات اللي مرت علي بلدي في ٧٠٠٠ سنة .. و الطرز المعمارية لكل الدول اللي استعمرت بلدي من ساعتها للنهارده…
أحب أؤكد لك ان الميتين و خمسين سنه بتوع أمريكا... يندرسوا في بعد ظهرية .. مع الشاي و الكوكيز
وابتدت تتأكد مصريتي قوي في امريكا.. و ابتدي يتبص لي علي اني مش من العالم التالت .. زي ما كانوا شايفين الاول.. انما من مصر …
تفرق.. تفرق جامد …!
و في اغسطس ٩٥ ..كان ستيفن سبيلبيرج عمل شركة جديدة مع ديڤيد جيفن..
و چيفري كاتسنبيرج اللي كان لسه سايب ديزني..
و سموها دريمووركس..
و ناويين يعملوا فيلم رسوم متحركة.. عن موسي والخروج..
و يسموه Prince of Egypt …
طبعا التلاته يهود.. و ده طبيعي في هوليوود..
انما الاخطر : صهاينة…
طبعا.. اول سؤال خبط في نافوخي كان : "إزاي يبقي فيه فيلم بيتعمل عن مصر .. و ما اشتركش فيه..؟"
انما السؤال التالي بعده علي طول كان : "طب .. و حا اتعامل إزاي مع ناس انا عارف تماما ميولهم السياسية .. و موقفهم من بلدي و حضارتي و تاريخي ؟"
و بعد تفكير كتير.. و أرق.. و وجع قلب أزلي.. قولت اني - علي الأقل - احاول ادافع عن إسم مصر.. و إلا .. إيه لازمتي هنا أصلا.. و إزاي أواجه نفسي كل مرة اكتب إسمي..؟ و ليكن ما يكون !!!
فقررت اسيب إيماچينيرنج..
و إتصلت فعلا بطقم الانتاج.. و كانوا سمعوا عني من خلال شغلي في ديزني.. فرحبوا بالمقابلة..
و اخدت معايا الپورتفوليو بتاعي.. و روحت لهم..!
قابلتني منتجة الفيلم ساندي رابينز و المديرة الفنية كاثي التييري.. و اتفرجوا علي شغلي و اعجبوا بيه.. بس قالوا لي انه .. للأسف.. كل المناصب المهمة في الفيلم كانت اتشغلت...
بس انا كنت مستموت بقي.. ففكرت بسرعة و سألتهم:
"طيب.. انتو عارفين بالتة الكاتب المصري شكلها ايه ؟".. فردت كاثي : "لا..!"
"طب اسلحة الجيش المصري..؟ طب.. أواني الطبيخ عند الشعب المصري ..؟
طب انواع الموبيليا في القصر الملكي..؟ طب قوانين رسم الجداريات في المعابد..؟"
و كانت إجاباتهم بشكل منتظم : " لا.. لا.. لا..!"
و لما حسيت إن "السنارة غمزت " قلت لهم و انا بالم رسوماتي عشان امشي :
"و عاوزين تعملوا الفيلم من غيري ؟… Good luck ..!
فردت ساندي علي طول: "طب.. تقدر تبتدي معانا إمتي ؟"
و بعد شهر من الشغل المجنون .. و اللذيذ جدا.. ظهرت مقولة جديدة في الاستوديو :
"كل الناس هنا شغالة علي الPrince... و هاني شغال علي Egypt..!"
اتأكد اسم المصري اكتر في دريمووركس…
و في يوم عملنا presentation كبيرة لأن "ستيڤن سپيلبيرج" كان حا ييجي يزورنا و يتطمن علي سير العمل.. و طبعا ..الدنيا اتقلبت..
و كان شغلي انا لوحدي حجمه ضخم بالمقارنة مع الناس التانية.. وطلِبوا مني اني اقدمه بنفسي..
و جت اللحظة.. و طبعا لو قولت لكم اني ما كنتش مرعوب .. ابقي باهرج !
انما بعد شوية.. و انا باوصف له كل تفاصيل الشغل.. بصيت له ..
و حسيت انه زي اي واحد.. مبهور بجمال الحاجات .. و علي وشه نفس الإبتسامة اللي كانت بتبقي علي وش أي سائح في المتحف المصري.. نفس نظرة الإحترام قصاد الحضارة اللي علمت العالم إزاي يبقوا بني آدمين..
فكملت بثقة اكتر.. لغاية ما خلصت..
و بعدين سألني : "و انت تعرف منين ان كل ده حقيقي.. و مطابق للتاريخ ؟"
فقولت : " لأني من هناك..!"
فضحك و قال : "ايوة.. عارف.. انما الكلام ده من اربعة آلاف سنة..!"
كنت مستعد..! مديت ايدي للوحه كانت مركونة و وشها للحيط.. و قلبتها.
و كان عليها صورة وش تمثال شيخ البلد.. اللي عندنا في المتحف.. و جنبها نفس الصورة بس عليها الدقن و النضارة.. و شبهي طبق الأصل..!
و قلت له و انا باصص له : "ما انا كنت هناك .. برضه!"
فابتسم "سپيلبيرج".. و قام و قرب مني .. و مد ايده لدراعي..
و حسس عليه و قال بصوت عالي :
"انا عمري ما شوفت مومياء محفوظة بالجودة دي !"
فالقاعة كلها ضحكت.. و دي كانت علامة موافقته علي الشغل.
بيقولوا.. بعيد عن العين .. بعيد عن القلب..
انما الحنين للبلد البعيدة.. للاهل و الاصحاب.. للاماكن و النيل .. و المعابد اللي محفور عليها التاريخ.. بيقلب المقولة .. ويخلي الواحد يهاجر جوه نفسه.. عشان يدور علي هويته و يفهم هو مين .. و منين ..! خصوصا لو حس نفسه احيانا .. في اراضي عدائية شوية.. فيضطر يبلور شخصيته القومية..
ايام ما كنت بعيد عن مصر.. و باشتغل مع "ديزني" و "دريمووركس" كان بينطلب مني كتير اني اعمل تصميمات من الطرز المصرية.. خصوصا المصرية القديمة..
و كنت طول عمري غاوي الحاجات دي .. انما من علي الوش كده..
زي ما بنعمل كل حاجة في مصر..!
بس لما لاقيت نفسي في موقع اني بيتبصلي علي اني سفير للفن المصري في هوليوود .. و ممكن اتحط في مواقف محرجة.. خصوصا كمان مع بعض المواجهات اللي مش ظريفة.. كان لازم اضرب غطس جامد في تاريخ البلد.. واعرف عنها قد ما اقدر .. عشان لو حد سأل.. ما اضطرش اقول "اصل ما خدناهاش في المدرسة"..
عيب يعني!
فابتدت كل فلوسي تروح علي الكتب.. و قعدت اذاكر..
و اكتشفت حاجات كتيرة ما كنتش عارفها.. و كنت لما افتح كتاب عن الفن المصري الاقي فيه حاجات فاكرها من المتحف بتاع التحرير او الاقصر .. فابقي كاني قابلت صديق قديم.. او واحد بلدياتي..
و ساعات اشوف حاجات مش موجودة عندنا لانها اتسرقت من زمان
و موجودة في متاحف لندن و باريس و تورينو و برلبن...!
و مع القراية و النخربة.. وقعت في غرام الاسرة ١٨.. اللي ناس كتير متخصصة بتعتبرها من أجمل الاسرات المصرية في الفن و العلم و الاكتشافات.. غنية بالافكار و الابتكارات .. و كتير من الفراعنة العظام كانوا منها… احمس و تحتمس التالت و حتشبسوت و امنوفيس التالت و اخناتون و توت عنخ وحورمحب…
الشغل في الفن بيعلم الواحد ان مافيش حاجة بتيجي من فراغ.. كل تصميم جيد ..او لوحة ممتازة.. وراهم شغل تحضير كتير.. و اسكتشات و دراسات و بحث.. وافكار تيجي ..و تتلغي لانها مش علي المستوي.. و افكار تانية تيجي .. و تتشال لوقت تاني لانها في حد ذاتها جميلة .. انما غير مناسبة للموضوع ده بالذات… لغاية ما يتبلور العمل .. و يشوف النور في شكل مرضي..
فمن حبي بقي لشغل الاسرة ١٨ .. حبيت اتفرج علي الشغل اللي قبله..
عشان افهم التطور.. حبيت اتفرج علي"اسكتشاتهم" و الافكار المختلفة اللي وصلتنا لمعابد "الكرنك" و "الاقصر" و "الدير البحري" ..
حبيت اعرف ازاي واحد زي "سننموت" ـ المهندس المعماري و ال designer بتاع "حتشبسوت" … قدر يوصل للمستوي الراقي ده من الفكر و الفن.. من جمال الخطوط و رقتها.. مع قوة التصميم و جراءته…
و ازاي واحد زي النحات "تحتمس" بتاع أخناتون .. يبقي ابن المصمم بتاع "امنوفيس التالت"… انما يفكر بشكل مختلف تماما عن ابوه..
اللي كان نفسه فنان لا يشق له غبار!
ايه الناس دي ؟ حاجة تجنن !!!
فقعدت ادور علي شغل الاسرة ١٧… و ١٦.. و ١٥..
في سلقط .. في ملقط.. و لا حاجة..!!! صفر !!! اسرات ما لهاش اثر !
انهيار تام لمصر بعد الاسرة ١٢.. اسرات ١٣ و ١٤ ضعيفة و بعدين يحتل البلد شعب جاي من الجزيرة العربية .. الهكسوس !
حكومة ضعيفة.. و الهكسوس معاهم الحصان.. حيوان المصريين ما كانوش يعرفوه.. فيحتلوا البلد.. و يزيحوا المصريين لجنوب الوادي..
و يعملوا اسرتين ١٥ و ١٦ .. علي مدي ٢٠٠ سنه !!
من الف و سبعمية لالف و خمسمية قبل الميلاد…
طب ازاي.. إزاي الجمال ده كله .. و الحضارة الجبارة دي.. و الفن الراقي المبهر ده.. ييجي كله من عدم ؟ بعد ٢٠٠ سنه من الانهيار التام ؟ معقول …؟
طبعا كانت صدمة.. فقعدت افكر .. و احاول افهم ازاي ده يحصل.. و احاول اقارن بحالات مشابهة في التاريخ.. زي مثلا.. العصور الوسطي الاوروبية بعد انهيار الدولة الرومانية.. طب ازاي قدروا يوصلوا لل"Renaissance" عصر النهضة؟
طب ايام العصور الوسطي في اوروبا كانوا العرب في اوج مجدهم .. حافظوا علي العلم و الفن و الحضارة.. و لما الاوروبيين احتكوا بيهم ايام الحروب الصليبة.. استعادوا مجدهم القديم .. يعني وقعت في حجرهم .. مقشرة !
انما المصريين كانوا لوحدهم… هم بس.. و الهكسوس راكبين علي انفاسهم..
و بعد شوية .. قدرت ابتدي افهم..
تحت انهيارات الدولة.. و تحت عار الاحتلال.. و تحت ركام الحرب..
كان فيه مصريين .. بيحبوا العلم .. و بيحبوا الفن .. و بيحبوا بلدهم..!!!
عشرة او اتناشر جيل ما بتشوفش النور.. كل مهمتهم انهم يطوروا العلم..
يحافظوا علي البرديات.. يتعلموا الفن حتي لو مافيش معابد بتتبني.. يدرسوا العلوم .. و يدونوها و يعلموها لعيالهم و عيال عيالهم .. و ما ييأسوش..
عارفين ان في يوم مصر حا ترجع.. و لازم ترجع.. و عارفين ان ساعتها كل الفن لازم يطلع.. و العلم .. و العمارة.. و الفكر .. و الفلسفة..
و لازم تبقي مصر مستعدة لطلوع الشمس.. حتي بعد ٢٠٠ سنة..
و فعلا .. هو ده اللي حصل… زي ما كانوا بيحلموا بالظبط..علي قد ما اجتهدوا و اشتغلوا .. علي قد الامل اللي كان مالي قلوبهم بالرغم من سهولة اليأس …
و رجعت مصر.. اجمل و اقوي.. رجعت رافعة راسها .. رجعت و نورت الدنيا بجمال حضارتها .. و انسانية مبادئها.. و عظمة عمارتها !
و النهارده.. و في الظروف دي.. يمكن يكون هو ده اللي مطلوب مننا .. اننا نكون مصريين من النوع ده.. مصريين في زمن الهكسوس ..!!
زمان.. كان فيه مسرحية ل "فيروز" و الاخوة رحباني..
اسمها "المـــــــــــحطة"…
ملخصها ان بنت جت بشنطها .. في وسط غيط بطاطس في جنوب لبنان ..
و قعدت..!
و لما سألوها: "انتي قاعدة بتعملي ايه هنا..؟"
ردت: "قاعدة مستنية القطر..! مش هي دي المحطة..؟"
طبعا القرية كلها اتقلبت.. لأن لا كان فيه قضبان.. و لا محطة.. و لا حتي مشروع ان القطر يمر في القرية الصغيرة .. المجهولة.. المنسية..!
بالرغم ان ناس كتير في القرية كان نفسها تسافر و تسيب الهم ده..
انما كان رد فعلهم كله في الاول .. "البنت دي مجنونة..!"
بس شوية شوية.. جم ناس تانيين .. بشنطهم.. و وقفوا جنبها في الغيط..
و ظهر واحد شحات.. عمل نفسه ناظر المحطة..
و جه واحد حرامي.. عمل نفسه بياع تذاكر .. عشان يسترزق…
و حس عمدة المدينة انه لو ما أيدش الفكرة.. حا يضيع منصبه..
و حس شيخ الغفر ان الامن حا يفلت من ايده.. لو الناس دي املها خاب..
فابتدوا يتصلوا بالحكومة.. و يصروا علي انشاء محطة في المكان ده..و في نهاية المسرحية.. بييجي القطر فعلا.. !
ايام ما كنت في بداية حياتي في امريكا.. سكنت في مدينة صغيرة.. تقريبا قرية.. لان كان معايا زوجة و طفل ..
و كانت كل الناس بتقول لي: "ايه اللي مقعدك هنا.. ده كل الشغل في نيويورك.. و عمرك ما حا تبني مستقبل في الحته دي.."
و كنت دايما أرد: "القطر بتاعي حا ييجي هنا.. دي المحطة بتاعتي ..!"
و بعدها بتلات سنين.. تلات سنين من الجلد و الاصرار و الشغل .. و الامل… حصل اللي كنت مستنيه.. جه القطر !
كل مشكلة.. او مجموعة مشاكل .. معادلة لازم تتحل…
و كل معادلة .. مع الوقت و الاصرار .. و تشغيل المخ… و التجربة و الخطأ… بتتحل..
انما فيه بين سطور كل معادلة .. عنصر واحد .. لو اختفي من المعادلة..
عمرها ما تتحل..
عنصر في غيابه اي مشكله تبقي مستعصية.. و اي معادلة تفضل معقودة..
العنصر ده اللي لو اتشال من المعادلة .. تتلعبك و تبقي غير قابلة للحل ..
هو .. الأمل ! .. الأمل..!!
1 note · View note