أهرب من الحماسة أو تهرب مني، أيهما، فلا أستطيع أن أفعل شيئًا محددًا. لا أنجز مهمة واحدة إلى آخرها، أقرأ جوابك لي "رسالة عن نواقصنا الرائعة" فأشعر بالحيرة. أعيد ترتيب أفكاري ومشاعري بداخل رأسي، أقوم بتفريغها كأوراق الكوتشينة، أفرز صندوق المشاعر، أتعرف على تفسيراتي للمشاعر وأعيد صياغة فهمي لكل شعور على حدة. أنسحب، أتراجع، وأبدأ من جديد في اليوم التالي. أمل الروتين اليومي في محاولة فهمي، ومحاولة هروبي، فلا أفعل شيئًا، وأكتفي بالصمت.
العام خاص والخاص عام؛
نتساءل هل الحزن العام أثر بدوره على حيواتنا الخاصة فأصبحنا كتلًا صماء حزينة، أو غاضبة على وشك الانفجار؟ أم حيواتنا الخاصة هشة مثل جلدي فابتلعها الحزن العام من شدة هشاشتها؟
يمحوني العالم،
تمنيت مرارًا أن يمحوني العالم، ودبدبت في الصباح التالي الأرض غضبًا كي أجعل العالم يراني، كي أنتزع أحد حقوقي من أفواه سلطة بطريركية.
ترتعش يداي،
في إحدى الكافيهات، أتذكر يديك وأفتقدك، أفتح اللابتوب كي أكتب لك نصًا، فأتذكر اتهامي بالقسوة على علاقتنا تارة، وبالجفاء تارة أخرى. ترتعش يداي، أخرج مسرعة، أقاوم البكاء بحرق سيجارة ونقاش عابر مع أحد المارة.
نهاية نصوصي؛ من فلّت يداه أولاً؟
يخبرني صديق أنه عليّ أن أغير من نهاية نصوصي، ساخرًا أنها تنتهي بشكل مفاجئ حزين. أضحك معه، ثم أسرح في حياتي ككل. هل تبدو كنصوصي؟ الصداقات أو العلاقات هل ينتهون فجأة؟ بشكل عام؟ أعرف الإجابة تمامًا فيما يخصني شخصيًا. أعتقد أن الأشياء لا تنتهي فجأة، يشعر الطرف الآخر بالضجر وهكذا أنا. يعبر كل منا أحيانًا عن ضجره، وأحيانًا نحتفظ به لأنفسنا، ننكر الأشياء أحيانًا ونتبادل أطراف الحديث بها أحيانًا أخرى، ولكننا نقاوم التيه.
هنطلع من هنا عايشين!
بعد حادث مروع لانقلاب السيارة بنا، أنا والأصدقاء، كنا أربعة. قالت صديقتي بعدها بأيام، الإحساس الذي كان ينتابني وقت الحادثة "أننا هنطلع من هنا عايشين، يعني هنطلع من هنا عايشين. كلنا!" تأملت كلامها بهذه الحماسة وأدركت حينها فقط وفي وسط كل هذا الأسى أن أحدنا تشبث بالأمل في أحلك لحظة وأنقذنا جميعًا، إصرار يخاف المصير حتى أن يواجهه. أحبها، وأؤمن بتعويذة الحب الذي ينقذنا على مدار حياتنا في هذه البقعة البائسة.
خايفين ولا خايفين نخاف؟
تخبرني زميلتي في العمل، "ما تسألينا كدة سؤال من بتوعك؟" أضحك وأفكر لثواني ثم أطرح سؤالًا عن خروجنا من العلاقات وعدم خروجنا من العلاقات. يسرح كل منا لدقائق، وتخبرنا زميلتنا الأخرى "أنا اتسحلت." يسألوني عن إجابتي، أخبرهم بعدم يقيني من الأشياء التي تخص العلاقات الإنسانية والمشاعر لذلك احترفت لعبة الأسئلة، لتفصيص الأشياء ومعرفة ما يدور برأسنا.
كيف ندخل العلاقات، وكيف نخرج منها؟ هل من آلية متعارف عليها؟ هل ترك لنا أحدهم لافتات واضحة في الطريق؟ اتفقت أنا وصديقتي ذات مرة أن الأشياء ستعلن عن نفسها عند انتهائها. أعتقد أني آمنت بالفكرة ثم اختبرتها، وصرت أبشر بها. لا نحتاج لنصوص طويلة أو أغاني حزينة أو تفسيرات عميقة، فقط ستعلن العلاقة عن انتهائها دون تدخل منا. صداقة كانت أو علاقة عاطفية، ستقل الحماسات وتبدو الأشياء باهتة، وسنبحث عن السعادة في كوم قش لنجدها. وبالنسبة لي، تصبح يدي أثقل من أن تعزف على جسد أحدهم/إحداهن أثناء حضن عميق. لا يأتي كل هذا مباشرة، بل بعد محاولات عديدة ومتكررة من الطرفين، ولا تعتبر هذه السطور شيئًا من الأساس، إنها مجرد نقش بخط رديء على أحد جدران الشوارع المظلمة، ولا ترقى حتى لمستوى لافتة واضحة في الطريق.
حاولت ان ادخر حزني و غضبي في نصاً يليق بكِ تملؤه المزيكا و الألوان، قدر المستطاع.
اليوم التالي لرحيلك
اخبرت صديق ان هذا هو الوقت المناسب لمشوار مؤجل،
ذهبنا. و كان التوقيت المناسب بالفعل، المكان اعلاه السماء صافية ، يملؤه الزرع الاخضر و الورود الملونه و نباتات في طريقها للحياة. و عمال تشققت ايديهم لتشبه التربة الخاصة بالنباتات. ادري جيدا انني لو سألت احدهم عن عمره في هذا المكان سيخبرني عمرا اكثر من عمري شخصيا. و رغم ذلك لا يمل اي منهم بأيمانهم بالنباتات بالحياة و الروائح و الحب و الالوان و الهدوء. و راحة النفس حين تسلكي هذا المكان في الغالب هم منبعها . - ( يا نعيش هوانا حلم ليلة صيف ، يا تموت خُطانا في ليل شتانا المُر)
لو كنت اعلم شكل الجنة كنت اخبرت الجميع بكل الثقة ان هذا المكان هو الجنه او صورة مصغره منها.
غير مهتمه بالمسميات يكفيني المضمون الذي لا يجلب في بالي الاكِي.
تخيلت ان قدامي تأخذني لهذا المكان في هذا الوقت لكي يضمد القدر تفكيري بأنك الأن في جمال مثل هذا الجمال او اكثر بكثير .. - ( هل رأيتم صورتي؟ اقصد تلك التي قبل ان افقد وسامتي)
اتذكر جيدا ادائك و صوتك و حركة يديكي العفوية في فيديو تقولين فيه
"اخواتي و اصحابي هم ارثي الوحيد و هما في مصر. و اه طبعا مفتقده مصر ..
و لما بفكر مش ممكن لو مكنتش عملت كذا - عن رفع علم في حفلة حول مسار حياتك - و برجع اقول لا انا فخورة بحالي " .. - ( يا مدينة ، مهما تعصري في قلبنا مش هيكدب صدقنا )
حين خروجك من تجربة السجن الكاسحة لأي مشاعر انسانية, لن تمر ايام و اتلقي رسالة منك للتعزية في صديقنا الراحل "مؤمن عصام" و اخبرك حينها اني رددت في سري حين سماع خبر خروجك " سارة حجازي برا يا مؤمن" . ف تفيضي مشاعر تغلق حديثنا بحب وافر و مزيكا.
يشاركنا صديق بأغنية مرسله له منك مع تعليقك انها مناسبة لرثائك/جنازتك.
فأوجه راسي لتتذكرك بالمزيكا و الأغاني التي استطعنا ان نخلق حولها نقاش سريع جميل هادئ. - ( و نصبح غنوة حلوة من ضمن الأغنيات )
حين اقرا كل القساوة هنا و هناك تعقيبا علي رحيلك. لا افكر الا ثواني معدودة ثم اردد لهذا تحديدا رحلت سارة. رغما عن ذلك اخبرتي العالم انك تساميحه. - ( ارفعوا العصبة عن عيون سارة حتي تري وجه قاتلها )
و حين اري اخت صديقتي التي لا تبلغ العشرين من عمرها بعد, و هي تتصدي لكل هذة الاراء القاسية في دوائرها , اشعر بالامل الذي جئنا دوما لنبحث عنه. و علي المرء للأسف ان يقاتل في هذا العالم للدفاع عن مبادئه التي يؤمن بها و لكي يحيا كيفما يشاء. - (فينا نزعزع لينهار القفص يللي صرناه , فينا نفتح عينينا لما يرموا فيها تراب .. نقلن لسه شايفين )
عملي هو طرح الاسئلة ، تصميم استبيانات لقياس الاثر، اثر المشاريع علي الأفراد المستفيدين، عادة امشي طارحة الاسئلة ، في احدي الصباحات ممكن ان تسيطر عليّ فكرة ما ، او مصطلح او شعور، كيف يفسره من حولي ، ف اطرح الاسئلة. في وسط اجتماع أسال زميل/ة ايه اللي بيخليكم تصحوا من النوم الصبح؟ ، يمر اسبوع كامل و يسيطر عليّ مثلا سؤال ايه تعريفك للحُب ف اطرحه علي الأصدقاء و الزملاء و عم عبد الستار حارس العقار،و نتبادل اطراف النقاش.
في آخر جلساتنا طرحت سؤالاً عن الجحود ، معني الجحود، قدم كل شخص إجابته و تعريفه، و أجابت صديقة لصديق كانت اول مرة ترانا ، بصوت متردد و مبحوح، "ان ارسل له احساس حزني الشديد تجاه شئ ما في يومي ، ارسل له هذا الاحساس مفصل في سطور عده، و مقاطع صوتية فيها صوتي مبحوح، ف يري رسائلي و يرد بكلمة. كلمة واحدة فقط، ضاحكة " و كأن الكلام بفلوس"
بعد مرور اليوم ، اسرح ف مصطلح "كأني الكلام بفلوس" و أوصل لعقيدة اني البخل الاوقح بالنسبة لي ، هو بخل المشاعر
و اتذكر جدتي تمصمص شفايفها و تردد مثلها المفضل و الشهير "قالتله؛ حبني و خد ريال، قالها؛ المحبة مش بالحيّال"
شكراً للي علمنا ان القلب الخايف، محتاج نسيب اللي ف ايدينا و نجري عليه
و ان الكلام حتي لو ضعيف بيقلل تقل قلوب حبايبنا من ان احنا نسيبهم ياكلهم الآسي
و ضمه الايد بتقلل رعشتها ، و الحُب بيطرد الخوف
و التضامن بيخلينا نبني حيطة سد في وش الاحزان اللي زي الأسلحة رايحة تفرتك قلب صاحبها ، جايز الحيطة متكونش اقوي من الرصاصة بس هتعميها عن الهدف المباشر و تقلل آذاها، او هتخاف تنطلق لان هدفها المباشر تشدّد.
و ان صدق القلوب اهم من الذكاء
و ان قلوبنا حتي لو هّشه تقدر تسند ناس، و ان رجلينا حتي لو مش شايلانا جايز لسة قادرة تجري تشيل تانيين
لا أريد لحبك أن يضيف إلى حياتي أي معنى. لا أريد معاني، لا أرغب في المزيد، المعاني أسلحة، وأنا لا أحد، لأواجه أي أحد، المعاني هتاف، وصوتي حاد ومبحوح، المعاني نواقيس، وأنا أكره أذنيّ، المعاني وقوف، وأنا راغب فقط في التمدد طوال اليوم ع الأريكة التي اشتريناها معا.
اسرح في شئ ما عند اعدادي القهوة، و اخبر صديقتي ان هذة الزرعة "في إشارة اليها " عجيبة جداً، لا راضية تعيش ولا راضية تموت تماماً. تذكرني بحديث عن صديقة مشتركة "الاشياء لا تموت مرة واحدة" ،، تقتنع صديقتنا المشتركة ان عند بداية موت الأشياء نستطيع ان نساعدها ان لا تموت، إذا كانت لديها حبة مقاومة.
6 notes ·
View notes
Statistics
We looked inside some of the posts by
loliaziz
and here's what we found interesting.
Average Info
Notes Per Post
32K
Likes Per Post
13K
Reblog Per Post
19K
Reply Per Post
10
Time Between Posts
7 days
Number of Posts By Type
Text
16
Photo
1
Explore Tagged Posts
Fun Fact
The KCSC sent more than 20K requests to delete posts related to prostitution and porn to Tumblr from January to June 2017.