Text
ورقة بحث باستخدام المنهج الوصفي المقارن للحشيش بين واقع الحشاشة وتنظير كتب علم السموم
Abstract :
عمدت الى اجراء مقابلات مع الحشاشة الذين اقابلهم وقد عارضت بين تأثير المخدر عليهم والتأثير المذكور في الكتب الطبية
Results
وتوصلنا الى الآتي :
63.3٪ ، تأثير المخدر لا يشابه بأي حال التأثير الناتج عن تعاطي الحشيش فضلاً عن اختلاف في الفارماكوداينميكس
32.22 ، تأثير المخدر يشابه الى حد كبير التأثير الناتج عن تعاطي الحشيش مع اختلافات في "شكل الدماغ " في الركن الخاص بالفصلة .
4٪ ، وصف مطابق للتأثير الناتج عن تعاطي الحشيش .
Methodology :
تم اجراء المقابلات في ظروف زمانية ومكانية مختلفة (العيادة ، التاكسي ، الكافيه ، الشارع ، الفنادق ، الشواطىء) ، مع اتخاذ عينة عشوائية من كافة الشرائح (سائق تاكسي ، عامل فندق ، عاطل عن العمل،مدير تنفيذي ، حضري ، بدوي ) ، تم الاستعانة باساليب مختلفة غبر الاستجواب المباشر او غير المباشر واحيانا الاسترسال في الحديث عن تجارب المحششين او ذكر.تجارب مغلوطة لاستفزاز المحشش وحثه للحديث عن تجربته الشخصية .
جمعتنا مقابلات شخصية في اماكن غير رسمية خارج حدود العيادة مع اشخاص ذوي سوابق في ترويج الحشيش ، تجارة الحشيش او احيانا قائمين على الصناعة وقد عرفنا منهم اسرار الصناعة واساليب الغش .
Data Analysis :
تم تفسير التباين في النتائج كما يلي :
الكاتجوري الاول : النسبة الاكبر ، تبين بأخذ التاريخ التحشيشي ان معظم الحشاشة من هذا الكاتجوري حديثو عهد بغرزة ، ويعني ذلك انه لم يمض على معظمهم في التحشيش اكثر من ٥ سنين وهي الفترة التي ارتفع فيها سعر الفرش وانتشرت اساليب خلط الحشيش بالحنة ، لبان الدكر والكيتامين حيث ان هذه المواد التلاتة تشكل حاليا عصب الصناعة.
بسؤال الاشخاص تبين انهم لم يعرفوا الحشيش الا ب (الصابع"القرش" ، المكعب ) . بسؤال هؤلاء الاشخاص عن " الفرش" ، "الكرة" ابدوا ألفة تجاه هذه المصطلحات اذ انها تتردد كثيرا في خيالات واحلام الحشاشة المخضرمين والذين لم تسعفهم الظروف -حيث قلت البركة - لشراء الحشيش بهذه الكمية .
بذلك كنا قد فسرنا ان سبب اختلاف "دماغ الحشيش" عن دماغ الحشاشة من الكاتجوري الأول يرجع بالدرجة الاولى الى ان هذه الطبقة لا تملك الرفاهية لشراء الحشيش النقي، حيث ان الحشيش الذي يتعاطونه مغشوش وبهذا نجد انفسنا امام هوة او فجوة بين التنظير وواقع التطبيق وهو ما يشكل أزمة كبيرة للسايكتريست الذين لا يجدون مطابقة بين الاعراض التي يذكرها الحشاشة ممن يرغبون في التوبة مع الاعراض المذكورة في علم السموم .
ان الحشيش الذي يتعاطاه الاشخاص من الكاتجوري الاول ،انما هو لبان الدكر والحناء لاعطاء اللون والرائحة ، الكيتامين لاعطاء دماغ الفصلة " الدماغ الباردة" اخيرا يقطر العجين بسحاتيف من زيت الحشيش الكاوي سعره .
الكاتجوري الثاني : ان مقولة " الحشيش سوسة في العظم " لم تعد صالحة وذلك لان الحشاشة من الزمن الجميل ، الحشاشة المخضرمين اصحاب الكاتجوري ب وجدوا ضالتهم في الحشيش المغشوش /المضروب او منزوع البركة فسحاتيف زيت الحشيش كفيلة بمداعبة مستقبلات ال THC ، مداعبة الدماغ لاسترجاع تجربة تحشيش قديمة من الزمن "المبارك" حسب الوصف او زمن حيث كانوا "سادات" عصرهم وسلاطين زمانهم
لذا فان وصف الاعتماد dependence انما يكون بالمعنى السايكولوجي البحث لا بالمعنى الفيزيائي او المعنى البيوكيميائي ، وهؤلاء الاشخاص انما هم منسحبون من زمن طويل لكنهم يعيشون على اطلال "غرز زمان" .
بسؤال هؤلاء الاشخاص ما اذا كانوا على علم بغش الحشيش ؟ اجابوا بالايجاب لكن يلعن ابو الحاجة اللي خلتهم ينذلوا وما يعرفوا حتى يحششوا الحشيش الطبيعي زي ما خلقه ربنا ، اذا هم الطبيعيون اعداء الكيمياء لكنهم المطحونون بعتلات التوحش االرأسمالي حيث فقدوا الفردوس الأمومي للحشيش .
الكاتجوري الثالث : يتمتع اصحاب هذا الكاتجوري بانهم من الطبقة البرجوازية بحق ،هم اصحاب رؤوس الأموال في اعلى السلم الاجتماعي او هم الزارعون المدفونون في غياهب الجبال ، او هم اولئك الباطنيون من طلقوا المدينة وسرحوا بحشيشهم في اراضي الله الواسعة بعيدا عن اعين الشرطة والبوليس الطامع بهم احيانا والفاتك بهم في كثير .
وحدهم فقط من ينطبق عليهم تأثير الحشيش الخام كما يقول الكتاب لكن الخام شحيح ويتطلب عناءا كبيرا لزراعته والحصول عليه وهو الامر الذي يستحق على حد وصفهم .
Summary :
بعد انتهاء المقابلة ، نرى بوضوح كيف ان ثقافة تعاطي الحشيش تعكس بوضوح الهرم الاجتماعي بطبقاته وتعقيداته ، كما ان تعقب تاريخ الحشيش والحشاشة يضىء امامنا مسارات التغيبرات المجتمعية الطبقية لجيلين من الاجيال على الاقل . تسعى هذه الدراسة الى ان تفتح الباب امام دراسات اخرى متعلقة بشأن تأثير الحشيش على البناء اللغوي ،والانتخاب الطبيعي للحشيش امام ألفاظ بعينها للظهور اذ يكثر ان تدور في مجتمع الحشاشة "سندال" على سبيل المثال . اخيرا ، الدواعي السلبية لاختلاف كيميا الحشيش نتيجة الغش والذي يوحي بانحلال مجتمعي وتدهور للثقة بين البهظ - الحشاش /الحشاش-الحشاش او الحشاش - -المجتمع
1 note
·
View note
Text
حيثما فقعت المرارة نذكر أرسطو :
تشير عبارة " فقعت مرارتي " عادة الى ذاك الغضب الذي تفرفط له الروح ويأخذ من عمر الانسان ، ولا ريب أن هذا الشخص اعني الذي يكتب قد استغرب أيما استغراب عن علاقة فقعان المرارة بالعمر ، هل شخص مثلاً استأصل المرارة سينخسف عمره ؟ والاجابة أن لا
الحق أن ارسطو وضع اساس المنطق ، والحقيقة عند ارسطو هي العبارات الكلية الاستنباطية والتي لا تتأتى الا لعقول الصفوة من خلال استقراء الجزئيات . بتطبيق هذا وصل ارسطو الى العبارة الكلية ( كل الحيوانات قليلة المرارة طويلة الاعمار) من خلال استقراءه التشريحي للحيوان ، فالانسان والحصان والبغل ثلاثتهم يمثلون كل الحيوانات قليلة المرارة من جهة ، ومن جهة أخرى يمتاز ثلاثهم بطول الأعمار وبهذا توصل ارسطو الى تلك العبارة الكلية .
كما يقول كونان ( الحقيقة دائما واحدة ) لكن الحقيقة لها كالعملة وجه آخر ، فهل استنتج ارسطو حقاً علاقة طول الاعمار بقلة المرارة ؟ الحق أن لا
تأثر أرسطو بنظرية طبية سابقة " نظرية الأخلاط الأربعة " والأخلاط كما نقلها ابن سينا عن اسلافه " تنحصر في اربعة اجناس ، جنس الدم وهو افضلها ، جنس البلغم ، جنس الصفراء وجنس السوداء " واربعتهم الاخلاط المحمودة التي تماثل العناصر الاربعة المكونة للحياة ( الماء ، الهواء ، النار والارض) وهي ذاتها تمثل الفصول الاربع او امزجة الاشخاص
مزاج الغضب كيف نظر له اليونان هو زيادة في الاخلاط الصفراء لدى الرجل والذي هو بطبعه قليل المرارة ، لذا فان زيادة ذلك الخليط يماثله نقصان في أجل الشخص ولأن الانسان قليل المرارة بطبعه فهو آمد الأجل ، فقط أولئك من يغضبون استثناء .
قد يكون هذا الفهم المغلوط هو الاساس الذي تقوم عليه العلاقة الموروثة بين فقعان المرارة (الناتج عن زيادة الصفراء المحدثة للغضب) مع قصر الأعمار ، والله أعلم .
4 notes
·
View notes
Text
الملافظ سعد
يا البحر الغامق ماذا أديت رجال وفتيان
شابات وشبان صبيات وصبيان
مين الي اديته بسفينتو ما بان آوعدي!
لعل مفهوم السحر قد ترسخ في ثقافتنا العرب , وأثر السحر انما يختلف حسب اللفظ (الكلمات المفتاحية للسحر ) من جهة , وحسب الحالة المزاجية العاطفية للساحر وبذا فإن قدرات السحرة تتباين . أما كبيرهم الذي يعلمهم السحر فهو من يستحضر عاطفياً سحراً بأقل كلمات مفتاحية وبذا عظم سحره واستحق ان نقول " ان من البيان لسحرا" .
وانطلاقا من هنا فاننا نفهم أثر الكلمات في حياة امرئ خاصة ان كان سليل ثقافة -ذات تراث شفهي- ءامنت أيما ايمان بالتطير , لذا كان لا بد من العناية بالألفاظ ومراعاة أثر وقعها على المتلقي فكان كما قيل " الملافظ سعد ".
لذا فان اللغة قد نبغت فيما عرف بألفاظ الضد , فالعرب تقول (قافلة) والأصل أنها راحلة ولكن تيمنا بعودتها بعد سفر طويل , وهي اذ تقول (سليم) والأصل أنه مصاب أو ملدوغ . وفي حالة أخرى نجد أنها تقول عن الكسيرة لفظ(جبيرة) وانما هو تفاؤل بجبر الكسر وكأن الكلمات تجري سحرها على القدر .
قد لا نختلف عن أسلافنا كثيراً , اذ من منا يجرؤ أن يقول فلان مريض بالسرطان ؟ نرفض هذا ولا نستسيغه خوفاً من أن نستحضره بذكره تماما كاستحضار الجان اذ يكون بأسماءهم وفي هذا نقول (المرض الخبيث ) , أو نهيئ سمع المتلقي لهذا الوقع الأليم فنقول مثلا " عفو الله هو مريض بالسرطان ". وقس على هذا الكثير الكثير من الأمثلة .
أما المقطع أول المنشور فهو من قصيدة (بحر الطوفان) وفيه نرى أن كلمة أديت لم تأتي بمعناها الأصلي أي أعطيت وانما جاءت بمعنى (أخذت) ولعل ثقافة المغرب الناطق بالعربية قد حملت العديد من ألفاظ الض�� فالعافية مثلاً تأتي اشارة الى (النار او الهلاك) محلاً لمعناها الأصلي وهو الصحة كما أن واعر تطلق على الشخص (المزيون) وهي انما تقال بالأساس على الأمر الصعب كما في قولنا طريق جبلي وعر .
1 note
·
View note
Text
الرابط العجيب : علاقة صدر المرأة بجيب الزواية
اتساءل ، ما معنى جيب الزواية ؟
من اختار كلمة جيب ، هل قصد جيب البنطلون لكن ما وجه الشبه؟ الى ان قررت البحث عن الموضوع حديثا لمحاولة معرفة معنى sinus وعن علاقة sinus ب sine الرمز المستخدم في الالة الحاسبة للدلالة على الجيب .
تبين ان sinus بالاصل كلمة لاتينية تعني صدر المرأة وهي المنطقة اللي عادة لما المرأة تحتضن رأس شخص تتصدره تلك المنطقة ، اللي تقابل باللغة العربية كلمة الجيب ( وليضربن بخمورهن على جيوبهن) .
الغرب نقل كلمة sinus بالمعنى الذي يقابلها في اللغة العربية الجيب .
لكن كلمة الجيب من اين اتت ؟
جاءت من الهند ، لان العرب نقلوا الرياضيات عن الهنود والجيب اصله كلمة سنسكريتية قديمة Jiva في الشرق الادنى اليابان ويمكن الشرق الاوسط كمان عندهم مشكلة في سماع حرف V غالبا يترجم على انه b فالمترجم العربي لم يجد مقابل لهذه الكلمة jiva والتي استخدمها الهنود للتعبير عن الخط المستقيم الواصل بين نقطتي الانحناء (تماما كحالة القوس والوتر ) ف jiva يمكن ترجمتها على انها الوتر بكل بساطة ، لكن المترجم العربي اثر استخدام نفس الكلمة ولكن بحروفها العربية جيب .
لما جاء المترجم الغربي لينقلها عن كتب العرب لم يفهم مغزى (جيب) فلجأ للقاموس لمعرفة معنى الكلمة وهنا اكتشف ان الرياضيات جميلة بطبعها ، نعم فالجيب انما يعني صدر المرأة ولم يكن ليكذب خبرا فنقلها بامانة بكلمة مرادفة من اللاتينية.
1 note
·
View note
Text
أنت عيل عطيط
«ياللى انكتب عليك العط، اصبر ده الرب مش ناسي»، كان سيد أبو دراع ينشد أشعاره منذ ما يدخل علي قرن من الزمان، في حواري وشوارع القاهرة، وهو ما فتح وجدان الشعب المصري - كبيره وصغيره - مرة أخري علي العط، فالعط كلمة أنتزعها الشعب من فطرته السليمة، كأنتزاعه للتعريص والعلوقية منذ قرون طويلة من الزمان، فالمواطن يعط حتي يزهق، أو يضيع، أو يموت.
ومصطلع كلمة عط اللغوي والشعبي يرجع للعصور الجاهلية المصرية والعربية، فمن الناحية اللغوية فقد عرفها ابن مهروش الزلباني في معجمه بأن «العط من العطوط، وتُجمع عطاعيط، وهي تعني الميل أو الضعف، فقد عط فلان أي مال من كثرة التعب، أو الشرب، أو عطت الشجرة أي مالت أغصانها بسبب الرياح».
أما ابن منظور فقد ذهب إلي ما يشبه ذلك، فقد وصف العط بأنه «غابوق البن من الخمر، وذلك لأن من شربه مال وترنح»، في حين سأل العبقري محمود السعدني، العظيم لويس عوض عن كلمة العط، فأفتي بأن أصلها كلمة لاتينية تُكتب «ALT» وتعني كثرة الترحال، حتي أن العراف اليوناني الشهير ترسيس، قد وقف أمام قومه شاخرًا «لقد حفيت قدماي من كثرة الألط»، كما أن شكسبير قد أبدع في توصيفه لشخصية «عطيل»، فهو شخصية بتاعة نسوان، وعطاط قراري، ولكنه وضع حرفي «يل» في نهاية كلمة «عط»، حيث كانت تعيش أسرة بنفس الأسم بمدينة طنجا في الوقت ذاته.
في حين يري السعدني في عطاطة بلادنا مشاهير وعظماء، فعلي رأسهم زكريا الحجاوي، الذي ظل ي��ط من قهوة لقهوة وشارع للأخر وبلد للأخري، حتي أتسوح في الدوحة ومات بها ميتة الغرباء المُشردين، ليحمل رايته عبد الرحمن الخميسي، والذي أحترف العط بصورة فشيخة أوصلته إلي موسكو، ليموت بها بردًا وشخرًا علي حال أوطانه، ليتولي بعدهم الراهب عطا الله، الذي اتخذ من الصعيد الجواني مرتع له، ليستقر به المقام في قرية بني مزار، والتي أصابته حواريها بشوكة دخلت في قدمه، فتقرحت وتقيحت ومات ميتة الأبطال – علي حد وصف السعدني.
وللعط باعٍ أدبي وفني طويل مع الجاهلية المصرية، فيقول الشاعر الجاهلي «عططت لما ابتلاني الدهر من نكد، ورحت أمشي علي درب من الهرد»، كما ينشد الشاعر الجاهلي حمزة الجيزاوي «عططنا فدخنا فأسقني من عطك المدهون»، في حين أكد شيخ قبيلة فزارة العربية «نحن قومٍ إن عططنا لا نميل»، ليصف الأمهر بن مشهور حاتم الطائي بأنه «عطعاط بأعلي حديدة إذا نصبت لم تضرب الحد بالنصب».
أما العط في القرن الحديث، فيحمل الكثير من المعاني، علي رأسها وصف بتاع الحريم، فأنت عيل عطاط أي علي علاقة مشبوهة بعدد من الفتيات، في الوقت الذي تُشير فيه الي الذي لم يستقر علي عمل ثابت بعد، فهو يعط من سبوبة للأخري، ومن مكان للأخر، حتي يكتب الله له الأستقرار والأنتخة وراحة البال، ولكن اللفظ يشير في كل الأحوال إلي عدم الأستقرار والترحال، سواء من أنثي لأخري أو عمل لأخر أو بلد لأخري، وهو ما يوجب عليك الصبر والأمل في الله كما قال أبو دراع.
وكما قال الحكماء قديمًا وحديثًا فللسفر سبع فؤاد، وللعط سبع مزايا، فبالعط تعيش وتشوف، وتعاشر وتجرب، وتتورط وتتعلم وتشرب معني الحياة، فعطوا عسي تكسبوا حلاوة دنياكم، بعد أن خسرتوا الأخرة بلا شك.
1 note
·
View note
Text
كتابة النص المفقود ما لم يجرؤ دانيال على البوح به
هنري , حاولت أن أضحي انسانا . حاولت بجد .
ذاك الصغير الذي ربيته لم يكن سوى فقيد الأب , الأب كان أحد عمالي مات أثناء العمل ولم أكترث لموته .
لذا حاولت يائسا استعادة آدميتي بتبني الصغير . المفارقة أنني وجدتني أستعمله لأغراضي الشخصية والدعائية فهو حسن الوجه يعطي انطباعا بالراحة والثقة .
فقدت ابني بالنهاية ولم يتبق لي شعرة تربطني بالانسانية غيرك يا هنري , وجودك هنا بمثابة قبلة حياة .
هنري , أنت ثقب الابرة الذي منه اتنفس .. ان فقدتك سينتهي أمري غارقا في عدم منحلا من كينونتي الانسانية .
ادراكي لحقيقتي أكثر ما يفزعني بالرغم من أنه اختياري فأنا معني بالتخلص من الجميع .
لا أخفي عليك حاولت المقاومة بادىء الأمر , حاولت الاتصال بالعالم من حولي , مراجعة ماضي حيث بنيت كراهيتي في المقام الأول والخروج من هذا بتكوين رفقة جديد
ة .. هل تتوقع أن هذا لاقى نجاحا ؟
كلا ! محض رثاء للذات ، مزيد من الأحزان تتغشاني وترمي بي الى القاع .
أعلم أنك لست أخي يا هنري ، تجاهلت حقيقة هذا الى زمن ليس من أجلك لكن فقدانك يعني أن أفقد انسانيتي ابدا واذاً
I am finished
0 notes
Text
السبب والذريعة
هناك فرق كبير بين السبب والذريعة
دائما ما استشهد بهذا المثال :
لنقل أن ثمة بيتاً متهالكاً هبت عليه الريح فأطبقت عاليه على سافله
انقول ان الريح هي السبب في هلاك الدار؟
الريح محض ذريعة لأن البيوت بالجوار لم تتهالك وهي قائمة .
كذلك الأمر في التحرش والاغتصاب فالعقول الخربة والأمان من العقاب ينذران بالتحرش احتسرت المرأة او اسفرت .
0 notes
Text
غزال الرنة ذو الأنف الأحمر :
مغنٍ جامعي مغمور وخليلته اقتحما عالم الشهرة ، كان راغباً بالزواج بها وكانت هي تحبه لكنها كرهت ملامح وجهها لذا ما لبثت ان اسرفت نصيبها بعمليات التجميل لتصبح كغزال الرنة .
لم يعجبه ذلك لذا جعل يهاجمها في كل مناسبة ، ويذرف الدموع على الأيام الخالية لكن خطأه انه لم يستطع ابداء الأسباب لنهرها
لذا ما كان منها الا ان فهمت انه سعى لنجاحها كي يتسنى له تدميرها في أوجها وهنا قتلته ليتلطخ أنفها الجديد بعد عمليات التجميل بدمائه وتضحى غزال الرنة ذو الأنف الأحمر .
لو انه اخبرها او انها لم تفعل ! ما كان الحال ليكون ؟
لا أحد بمن فيهم صاحب هذا الحساب يرغب بأن يكون غزال الرنة
راعي من تجافي ، وحاذر من تتودد .
0 notes
Text
دائما ما اتهمت لوحات ادوار هوپر بأنها ثيمة للوحدة ، هي تصف عمقاً بداخل هوپر في تصويره لشريحة حياة دوماً من خلال الجدران ، النوافذ ، المساحات ، الاشخاص ...
الصورة للوحة nighthawk وهي تصوير تلصصي واقعي لمشهد حياة عزلة ليلي تشهده أميركا على الدوام ، لا أحد يلقي بناظره نحو آخر وما يثير الدهشة هو وجود كأس اضافي قرب النادل ربما هو لك كمتلصص بالخارج لكن لا وجود لباب تدلف منه نحو المقهى وكأن الاشخاص محبوسين في عزلتهم ولست أحسن حالاً فأنت تقترب منهم لكن حاجزاً شفافاً يحجز ما بينك وما بينهم ينسم بطارٍ من الغربة والاقتراب في ذات الآن وآثارة من فضول .
يذكرني هذا المشهد بلوحة شعرية عبر عنها بدر بن عبدالمحسن في قصيدة بس أحلم ، وكأن مشاهد العزلة في الشرق هي ذاتها في الغرب
0 notes
Text
عوض القط المشمشي
نذ أعوام وفي مثل هذه الأيام
أروي لكن قصة "عوض" القط المشمشي الذي عاش في كنف جدتي .
جدتي والتي هي من اصول ريفية عاشت في مكان ناءٍ عن ضوضاء المدينة وصخبها ، للوصول الى جدتي تحتاج الى ان تقطع مضارب البدو أولاً ثم تنزل منحدرا رملياً ارتفاعه عشرة أمتار هناك تصل الى بوابة عظيمة تشبه بوابة القصور المبنية على الطراز الألماني .
ما ان يسمح لك بالدخول حتى تدلف الى موقف للسيارات هناك حيث اول من يكون باستقبالك عوض القط المشمشي .
لم تكن ترغب جدتي أن يعيش عوض داخل المنزل خاصة أنها تعاني الربو وهي تتحسس من رائحة فضلات القطط ، لذا جعلت له مأوى بالخارج يلتجىء اليه للنوم أو طلباً ل��دفء ، ما دون ذلك فعوض يمارس هوايته اللعب ، يماوي للزائرين ويرتمي في أحضان من يألف منهم .
حدث أن جدتي قد لمحت فأرا في المنزل واذًا فمهمة عوض هي الامساك به ، كان الوقت شتاءا وقد سُمح لعوض مؤقتا أن يعيش داخل الدار على أن يقضي حاجته بالخارج . ما أن يشعر عوض بالحاجة الى التبول يهرع الى الباب مرتطما به بجسده تقوم جدتي او انا ان كنت بفتح الباب له حتى يقضى حاجته ثم يعاود الرجوع الى داخل الدار .
عوض القط المشمشي صياد ماهر ،كان قد تدرب على اصطياد الفئران ، السحالي والعلاجيم احيانا وكان قد حرم على نفسه أكل ما يصطاد اذ كان يتسلى بخصومه قبل ان يصرعهم ثم يتركهم جثة هامدة بلا حراك . اما اكله فقد كان مما تعده له جدتي .
مضى اسبوع منذ أن دخل عوض الى الدار ولم يتمكن من اصطياد الفأر ، اتراه لا فأر في المنزل وأن جدتي قد توهمت ، ام ان الفأر ذكي بما فيه الكفاية للهروب من شر صياد ماهر .. تراخت جدتي فيما يحدث خاصة أن الجو بارد لذا لا بأس بأن ينعم عوض بقليل من الرعاية والدلال.. عوض وقتها كان ينام بالجوار من سريري واحيانا يتسلل الى السرير ، كنت اخفي هذا عن جدتي .
يومان آخران مضيا لاحظت جدتي خلالهما أن عوض لم يعد يهرع امام الباب للخروج طلباً في قضاء حاجته اما انا فلم أنتبه ولم أكن لأسأل .
ندهت جدتي علي " تيتا ، انت بتعرف المواعيد اللي يروح عوض الحمام فيها " .
انا : - باستغراب - " لا كيف بدي اعرف ؟ "
جدتي : "ما انتبهت انه عوض اله يومين ما يخبط قدام الباب فكرت انك تفتحله الباب قبل ما يخبط خصوصا انك بتنيمه جنبك "
انا : بحرج " ما شاء الله عليكي عرفتي كمان هاي انه بنام بجنبي , بس لا ما بفتحله الباب فكرت انتي تفتحيله خصوصا اني اغلب الوقت نايم "
جدتي " اممم ، في الأمر مكر عوض بقاله اسبوع مو صايد الفار وانا متأكدة اني لمحته والحين ما عاد يطلب الحمام خليك مع عوض طول اليوم واول ما يتركك تعال على غرفتي وخبرني "
وقد كان ، أخبرت جدتي لحظة انفصل عوض عني فيها ، قمنا انا وجدتي بتقفي أثره وقد كانت المفاجاة
ان طوال اليومين الماضيين عوض تعلم استخدام البانيو لقضاء حاجته ثم هو يفتح مجرى الماء لاخفاء جرمه الذي ارتكبه بعد ان تختفي رائحة فعلته يقفل مجرى الماء ثم يعود كما لو أن شيئاً لم يكن .
عوض كان يفكر " الجو شديد البرودة بالخارج لم لا أقضي حاجتي داخل البيت أظن أن لا ضير في هذا طالما لن أؤذي جدتي برائحتي.
اما الفأر كان عوض قد قتله سراً ورماه بالخارج وقت ادعى انه خارج لقضاء الحاجة وبذا يضمن المكوث في البيت اطول وقت ممكن
0 notes
Text
رائعة خيط العنكبوت
ترجمتها 28 مارس 2019
______
في أحد الأيام , كان الرب بوذا يسير بمحاذاة حافة بركة اللوتس في النعيم . كانت أزهار اللوتس بيضاء كلآلئ وهي متفتحة في البركة , ورائحة أريج هفهافة تعطر من أسديتها جمع سداة قد ملأت هواء النعيم دون نهاية . كان ذلك في الصباح الباكر .
ومن ثم توقف الرب بوذا عن المشي , ونظر بعينيه إلى مشهدٍ أسفل البركة تبدّى من خلال رقعة شفافة من الماء تبرز من بين ثنايا زهرات اللوتس التي غطت بالفعل سطح البركة . أسفل بركة اللوتس هذه التي في النعيم يقبع النقيض أي الجحيم ومن خلال الماء الكريستالي الشفاف بإمكانك مشاهدته –سِيان- كما لو أنك تنظر من خلال صندوق الفُرجة مناظر كنهر الموت وجبل الإبر .
هُنيهة , كان الرب بوذا قد تنبه لوجود رجل يدعى كانداتا والذي كان يتلوى ويتمعج وسط غيره من المذنبين . هذا الرجل كان لصاً كبيراً وقد ارتكب العديد من الموبقات والآثام –على وجه البسيطة- من قتلٍ للرجال وإحراق للمنازل . ورغم كل ما فعل كان ما يزال يمتلك حسنة يتيمة , نعم فقد تصرف بلطف ذات مرة . بينما كان يمشي ذات مرة في غابة كثيفة , إذ رأى عنكبوتاً صغيراً تزحف قاطعة طريقه( أي بشكل معامد لاتجاه سيره + ) . كان قد حرك قدمه وعلى مقربة من دهسها حتى الموت , لكن وبشكل مفاجئ غير رأيه "لا" . قال في نفسه , "لا ينبغي علي فعل ذلك . حتى مخلوق صغير كهذا يملك حياة , وقتله دون سبب سيكون أمراً مؤسفاً للغاية". ومن ثمّ فهو أبقى على حياة العنكبوت وغادرها وشأنها.
تذكر الرب حسن صنيع كانادتا مع العنكبوت وهو ينظر إلى ذلك المشهد من الجحيم , وفكر في أن عليه إنقاذ كاناداتا ما دام قادراً على فعلها كردٍ للجميل . لحسن الحظ وإلى الجانب من بوذا , وعلى ورقة (خضراء ) قاتمة كاليَشم كان عنكبوت الجنة ينسج شبكته الفضية. ( اليَشم : نوع من الأحجار الكريمة ذو لون أخضر أو أخضر مائل للزرقة). إلتقط بوذا العنكبوت بلطف ومن ثم سمح لها بالتدلي بين لآلئ اللوتس البيض مباشرة تجاه الجحيم القابع بالأسفل.
في هذه الأثناء , كاناداتا والمذنبون الآخرون كانوا يكافحون للبقاء طافين (في حالة طفو ) على سطح بحيرة الدم والتي كانت في أسفل سافلين . كل شيء معتم , ما عدا من شبح طيف ألقٍ قادم من جبل الإبر المخيف يخف من أثر العتمة. صمتٌ كالمقابر , والصوت الوحيد الذي بالإمكان سماعه تنهدة ذابلة تنم عن خور قوى المذنبين . ربما أولئك الذين مضوا عميقاً في الجحيم قد مروا بكثير من البلاء والمِحن أثقلت عليهم بما يكفي لإمتلاك أدنى مقومات قوة لرثاء أنفسهم حتى .وفي بحيرة الدم , حتى اللص الكبير كاناداتا كان فقط وبالكاد فقد يستطيع يتلوى وينازع كضفدع على وشك الموت.
ولكن على ما يبدو أنه قد حدث , تمكن كانداتا في خضم معاناته من رفع رأسه ونظر بإتجاه السماء فوق بحيرة الدم . وهناك قد رأى ألقاً يهبط نحوه مباشرة وبالتدريج . لقد كان ذلك الألق هو خيط العنكبوت الفضي والذي بدا كما لو أنه قد جاء من مكان قصي في الأعالي , يتوارى في سكون الظلام خوفاً من أن تداركه عيون الآخرين . كاناداتا صفق بيديه من الفرح , بالتأكيد لقد فكر لو أنه إستطاع الإمساك به مرة كي يتسلق بعيداً كفاية للخروج من الجحيم , بل ربما بإمكانه كذلك الوصول إلى النعيم . ومن ثم لن يكون عليه أن يتعامل مع جبل الإبر ولا أن يغمس في بحيرة الدم بعد الآن .
بهذا الأمل الذي يملأ قلبه تمكن من الوصول إلى الخيط وأطبقت كلتا يديه عليه بإحكام . بدأ بالتسلق لأعلى ثم لأعلى بكل أمانيه . كونه مرة كان لصاً فحريٌ به أن يكون متسلقاً ماهراً .
لكن الإرتقاء لم يكن سهلأ البتة , فهناك آلاف الأميال تفصل النعيم عن الجحيم . بعد برهة , أضحى كاناداتا تعباً بعد أن خارت قواه وغدا غير قادرٍ على التسلق . وعلى مضض توقف للراحة لكنه ما زال متشبثاً بالحبل وبشدة , وهناك نظر إلى أسفل ! إلى الأعماق .
ينبغي عليه أن يكون قد قطع شوطاَ طويلاً . حقاً! فبحيرة الدم لم تعد مرئية بعد الآن ,بل وأكثر من ذلك كانت قمة جبل الإبر المتلألئة تقبع تحته . إذا وعلى هذا المنوال فإن الخروج من الجحيم ليس بتلك الصعوبة البالغة هكذا فكَّر . بنبرة صوت لم يعهدها منذ سنين صرخ كما البكاء "جيد , جيد" ومن ثم شرع بالضحك . وعلى حين غرّة إذا به يرى قوافل من المذنبين كثيفة كما النمل لا تحصى يتبعونه متسلقين خيط العنكبوت .
لوهلة , تملكه الذعر والدهشة إذ كان لا يملك فيها من شأنه إلا التحديق فاغراَ فاه لهذا المشهد . كيف يمكن لخيط هش كهذا أن يطيق وزن رجل واحد على أن يطيق جموع هذه الأعداد ! كذلك , إذا حدث وتمزق هذا الخيط سوف يهوي مباشرة إلى الجحيم . وفي الوقت الذي أخذت أفكار الخوف هذه تغزو عقله كان مئات , لا بل آلاف من المذنبين يزحفون خارجاً من ظلام بحيرة الدم لولا أنّ كاناداتا أوقفهم . بالتأكيد سينقطع الخيط من المنتصف جراء هذا الكم وكل هؤلاء سيسقطون مج��دا إلى الجحيم .
ولذا جعل كاناداتا يصرخ وبصوت عالٍ على المذنبين الذين تبعوه "استمعوا إلي أيها المذنبون! خيط العنكبوت هذا لي! من دعاكم للمجيء واللحاق بي؟ انزلوا ! هيا انزلوا! "
الخيط الذي لم يبدو عليه آثار التمزق , أخذ ينقطع في تلك اللحظة إلى الأعلى بقليل من يدا كاناداتا المتشبثة بالخيط . لقد جعل يهوي ويهوي من عُلِي حتى انغمس جسد كاناداتا بالكامل في الظلمة .
الشيء الوحيد الذي ظل على حاله هو خيط العنكبوت الذي كان يلمع في سماء بلا قمر أو نجوم !
الرب بوذا كان يقف بجوار بركة اللوتس يتابع كل ما جرى . وأخيراً حين غطس جسد كاناداتا في قاع البحيرة كحجر ألقي في نهر أو بركة , تابع بوذا سيره حزيناً يعقبه كمٌ كبير من الأسى على حال كاناداتا والذي أرسل إلى الجحيم مجددا لقسوة قلبه .
لكن لآلئ اللوتس البيضاء على سطح البركة البريئة كل البراءة والطاهرة من كل شر أو أذى تراقصت وتمايلت بلطف تحت أقدام بوذا ومن أسديتها الذهبية يعبق الأريج ال��رهف نفسه المكان . كان ذلك في المساء .
1 note
·
View note
Text
أن تقتات من فضلات الآخرين
مما تعلمته من العيش في كنف جدتي أن الطيور تبقي على أعشاشها نظيفة بالاقتيات من فضلات صغارها ، فصغارها غير مكتملي النمو بعد لا يهضمون الطعام جيداً لذا فإن فضلاتها تمثل زاداً لن يزهد به طائر .
قد نشعر بالاشمئزاز من هذا السلوك لكن على الأقل هو سلوك مفيد في الطبيعة ، لا تُهدر الموارد ولا تحين فرصة لطفيل ، لكن الانسان بطبيعة الحال لا يرى نفسه يدّعي بأنه صاحب ثمرة وهو يقتات على فضلات الغير . وسيلةُ نجاة نعم لكن قلة أولئك من مردوا فتجرعوا مرارة الثمرة ثم بصقوها وما بقي في فيهم غير حلاوة الاختيار .
وقد تعلمت أن ليس علينا السخرية من مقتاتي فضلات الغير فإما نحن هم أو كنا يوماً منهم ولنعلم أن الفيل يمن على بذرة النخيل اذ تنضج بحرارة احشائه وتنبت كما لو أنها من بقايا فضلاته ، غير أنها لا تنكر هذا الفضل ولا تدعي غير ادعاء كما يفعل انسانٌ عقيم فكر فاقد للخصوبة يحلم بنخيل الآخرين فيشارك على الدوام صور طلعهم وهو المسكين بلا طلع .
0 notes
Text
أطلالٌ ومجون :
منذ الصغر علقت في ذهني أغنية (يما القمر عالباب ) للرائعة فايزة أحمد ، كل ما عرفته من الأغنية وقتها هو كلماتها لأنها دائمة الترداد على لسان جدتي التي تذكر أن جدي لم يكن من هواة فن ولا طرب غير أنه سحر فايزة احمد ! وقد علمت لاحقاً أن أغنية يما القمر عالباب قد مُنعت من الاذاعة في بعض الدول كالأردن بناءا على توجيهات الجهات الدينية التي رأت أنها مخلة بالآداب وتتنافى مع الأخلاق والقيم العامة .
الكلمات تُعزى للشاعر مرسي جميل عزيز ، واتهم في اقتباسها من طقوقات عرف عن الست توحيدة أنها كانت تغنيها في كازينوتاها الخاصة ، بالبحث في سيرة حياة الست توحيدة نجد أن اسمها الحقيقي هو نعيمة لبنانية المنشأ وقد عُرفت بحسن الصوت حتى لان اباها قرر معاقبتها يوم سمعها تغني فخشي من أن تفتن وتفتتن
طلب من أمها اجبارها على تناول عقار (ربما مادة كاوية) من شأنه أن يخفت بروق صوتها ورعوده لولا عناية الله وعدم امتثال الأم للأمر .
لاحقاً ، ساءت أحوال العائلة بعد وفاة الأب ، وفكرت الأم في استثمار موهبة ابنتها سعياً في الرزق خاصة أن سمعت عن جارٍ لهم هو جورج أبيض كان قد نجح مسرحه نجاحا باهراً في مصر واغتنى من جراء ذلك ، سافرت العائلة الى مصر وكان أن تعرف عليهما جورج ابيض الذي فتح باب بيته لهما ( الغناء بديلاً للكراء) ولا أجرة جيب .
جورج أبيض صناعته لم تزدهر الا بعد تحالفه مع الشيخ سلامة حجازي الذي يُعد بحقٍ رائداً للمسرح المصري الكبير بعد أن كان صنعة شامية يقوم عليها القباني واسكندر فرح ، جدير بالذكر أن الشيخ سلامة كان يعمل في جوقة اسكندر فرح غير أنه انفصل عنه وبدأ مشروعه الخاص بعد ذلك ، هناك أنشا دار التمثيل العربي التي ارتادتها منيرة المهدية فيما بعد .
بين فصول المسرحية ، كانت توحيد تغني الطقطوقات بينما الشيخ سلامة حجازي يزجل اشعاراً كانت تضاف عادة الى النص المسرحي لا جزءا اصيلا منه ، لان المتلقي المصري كان بطبيعته يهتدي الى سماع الزجل والغناء دون أن يأبه كثيرا الى موضوع المسرحية وق
د همّش نجيب حداد المعرب والمؤلف المسرحي هامشاً على خلفية نص (صلاح الدين الأيوبي ) يذكر فيه أن الأناشيد في فصول الرواية وخواتمها : " من اوضاع الممثلين الذين لم يدخلوا فيها هذه الانغام الا ارضاءا للعامة التي درجت على السماع والطرب في اثناء الروايات التمثيلية كيف كان موضوعها وهو الداء الذي يشكو منه المؤلفون بما لا يقل عن شكوى الممثلين ] .
الست توحيدة وطقطوقاتها كان لها أثرا بالغ الأهمية في الشعر والموسيقى ، فالمبدع سيد درويش كان حاضراً لها وقد لحن من طقطوقاتها ( الحلوة دي ) ، ( اهو دي اللي صار وده اللي كان) واللتين نسبتا لاحقاً الى بديع خيري بحكم العلاقة التي جمعته مع سيد درويش .
لم تكن حالة الست توحيدة فريدة على المسرح الذي كان مجالاً ، ولم يكن التخت قد عرف بصورة منفصلة عن المسرح ربما الا على يدي منيرة المهدية -سلطانة الطرب - وسيدة المسرح ، فبعد اشتداد المرض على الشيخ سلامة حتى أجبره على التقاعد عن العمل ، كانت منيرة تباشر عملها في قهوة نزهة النفوس قبل أن تنتقل الى المسرح بعد الحاح من عزيز عيد -حيث انها امتثلت للأمر الواقع بقرار صدر عن الهيئة العسكرية يقضي باغلاق القهاوي - وكان دور وليام من مسرحية (صلاح الدين الأيوبي ) أول دور لها .
جمعت منيرة ما بين الغناء والتمثيل ،وقد عرف صوتها الغنائي بحة ربما تشبه بحة البدو او الغجر بيد أنها مثيرة بطبيعة الحال ، وقد عرف عن منيرة المهدية "الخجولة بادىء الأمر " غناءها لطقطوقات مثل ( من ايدني وداني الموسكي ، نشرب كونياك ووسكي) وغيرها من الطقطوقات التي كانت تراث ذاك العصر ربما ومصدر الهامه وابداعه . منيرة التي تغني الحب دح دح هي منيرة التي صدح صوتها دعماً لثورة ١٩١٩ وغنت بتورية رائعة ( صابحة يا زبدة) ، هي هي التي أحيت مسرحية (كلها يومين) من تأليف يونس القاضي يعالُج فيها خطر الاحتلال الانجليزي على لسان حال طالب طب وشقيقته .
(المقدس والمدنس ) ليس حديث عهد بمنيرة ، فمن لأبي نواس الذي أنشد في الرد على المعتزلة (لا تحظر العفو إن كنت امرأً حرجا) كما أنشد في الخمر (لا تبك ليلى...) .. ) !
لعل ذروة نشاط منيرة المسرحي كان بتعاونها مع محمد عبدالوهاب اذ شهدت مسرحية (كليو باترا) اول صعود له على خشبة المسرح نال استحسان الجمهور تمثيلاً وتلحيناً ولاقت المسرحية رواجاً ��بيرا ، طلب على اثرها زيادة في أجرته قبل أن ينفصل لاحقاً عن منيرة التي تركت المسرح لاحقاً بعد اشفاقها على نفسها من تمثيل دور فتاة مراهقة وهي في الستين أمام الجمهور ، اتجهت منيرة لانشاء تخت غنائي ظل رائدا لحين اعتزالها عام ١٩٣٧ م .
لم تكن أم كلثوم وقتها معروفة آنذاك فهي جاءت من بيئة محافظة (فلاحية) ووجدت نفسها تنافس أعلاماً مثل منيرة ، توحيدة ، فتحية أحمد وغيرهم ، اتجهت أم كلثوم اتجاها غنائيا محافظاً كان ثوريا وقتها فبدلاً من الاعتماد على الطقطوقات والمسرح ، كانت أم كلثوم تغني رفق فرقتها من الشوقيات ، وأشعار أحمد رامي .
بعد وفاة الست توحيدة ، اعتزال منيرة خلا فضاء من جو لأم كلثوم التي بدأت تبرز موهبتها لكن ربما ما كان مقدراً ان تنجح هذا النجاح لولا قيام ثورة يوليو ٥٢ رافقها دعم ناصري كبير أجلى خصومها وسمح للست بالتحليق بعيدا باتجاهها الاحيائي الذي رافق مطالع الثورة والعروبة التي كانت تنادي بها ، ولا شك ان الست لاحقاً تحدث في صورة اشبه بالارهاصات كيف لمحت في أعين البكباشي جمال المتجه للفالوجة وقتها دعة وحلماً قادرين على تغيير المآل الحزين لمصر قبل الثورة.
أما الست منيرة فقد أمست السيئة في رواية أحدهم، فهي التي تخبطت من المس لدى سماعها للست وتيقنت من اقتراب نهايتها فبدأت تلاحقها بالشائعات مستغلة بذلك الناقد ( محمد عبدالمجيد حلمي) ، الذي نشر شائعة عن تقدم الست بشكوى لمحكمة السنبلاوين ضد أحد شباب القرية حاول اغتصابها ما اثار حفيظة والدها الذي قرر العودة قافلاً الى بلاده لولا مشيئة الله التي قضت للست أن تصدح ، بعد أن فشل حلمي في مهمته قررت منيرة الاستغناء عن خدماته لصالح فكري اباظة ما جعل حلمي على غير وتيرته وجعل يتلمس العفو والرضا متمسحاً بأبواب منيرة "هداها الله" .
العجيب والداعي للاستهجان أن حلمي كان نقد منيرة نقداً لاذعا لرقصها في اوبريت (قمر الزمان) من تأليف بديع زمانه بديع خيري ، بل والأنكى هو يشيد بمطربة مغمورة اسمها أم كلثوم ويقارن ما تفعل بصنيع منيرة ، يكتب عبدالمجيد حلمي في مجلة "كوكب الشرق" -من دواعي السخرية- كيف أن منيرة ذات الصوت المزكوم وحشرجة المذبوح لا تصلح للتمثيل وما قامت به من وصلة رقص مفسدة للأخلاق ونشر للرذيلة اذ لم يتبق لمنيرة غير أن تنزل فتلم النقطة من الجمهور . يتابع " اذهب الى اي حفلة من حفلات التي تحييها ام كلثوم واسمع هناك الصوت الملائكي الذي ينبعث من قلب حساس يشعر بما في الحياة والنغمة السماوية التي تسترسل من نفس جياشة بالأمل وقوة الشباب ... صوتها الذي يتمشى مع الطبيعة فلا يفسده خطل الصناعة و لا يعيبه وضع التكلف ولا يحط منه التقيد بأوزان.. ).
لاحقاً اعتذر حلمي في ��فس المجلة للسيدة منيرة بعد نجاح (حورية هانم) من أعمال بديع خيري أيضا ، وبرر أن حدته في النقد كان اشفاقا على السيدة منيرة رائد التمثيل وتنبيها لها خشية عليها من التدهور السريع ، مع حاجة ماسة الى تهذيب الغناء المسرحي .
1 note
·
View note
Text
القادمة من شمال غرب
جمعهما هاتف ، كان الصوت كفيلاً أن يشي بالكثير عنها
عقدها الثالث من العمر على وشك أن ينفرط،
صوتها رقيق ، ضحكتها صاخبة و تتكلم اللهجة التونسية المحببة .
تصورها لحظة ، لعلها حاسرة الرأس وشعرها ينساب كألق أسود
زناد الحاقنة جعل كل ما تحته أحمراً مخضباً ازدانت به كحِلية .
كان بينهما سور بألف باب ، بالخارج قحط وبالداخل كلأ ومرعى .
لم يكن يحمل جوالاً حين هاتفها ، لكنها بالتأكيد كانت تحمل سماعة الهاتف حين اجابته عرف ذلك من صديقتها المحلية نزقة الطباع والتي أفسد وجودها خلوتهما .
خمّن أن الغريبة تلمح له وتهتم بشأنه ، فهي منحته ميزة العبور من خلال البوابة الرئيسية -التي يفترض بها أن تكون للعاملين وأصحاب الشأن فقط - ان ما استوقفك أحدهم اذكر له اسمي وامضِ .
دخل باسمها ثم نسيها ، وطالت غيبته عنها .
لم تسأل فهو في بر أمان ليس كما الخارج ، شاهدته من لا كوة وهو يأكل ، يسبح ، يستحم ، يلعب ... كانت فرحة بفرحته ومضت ليال وأيام كلها بسلام .
حدث أن مر بخيمة ذات مرة ، ترك الحارس مكانه وعينه بدلاً منه لحين قضاء حاجة أعطاه جواله المفقود كان قد ��ركه في قسم الأمانات وقت كان يسبح ، لم يتذكر كيف حصل على جوال لكن بالتأكيد لم يكن يحمل واحدا وقت دخل .
كان جالساً على الكرسي وقد تنبه امامه الى فتاة تبدو لطيفة ومستفزة في ذات الآن ، لم يسأل عن سنها لكن مما يبدو أن اعمارهما متقاربة
شاء القدر أن تغادر الفتاة على مقربة منه ، رفعت يدها جفل وحاول تفادي لكمة لم تحدث ، ضحكت الفتاة لردة فعله فضحك هو وابتسم القدر ليعقد مواعيد الهناء.
تفاديه للكمة نبه الهاتف ليجري اتصالاً سمع نغمة الارقام كأن ما حدث redial , أجابت على الهاتف الفتاة الغريبة والتي تكبره بأعوام كانت بالحال نفسه الذي تركها عليه عقدها الثالث من العمر على وشك ان ينفرط ، صوتها رقيق ، ضحكتها صاخبة تتكلم اللهجة التونسية المحببة ... وبالجانب منها الفتاة المحلية النزقة .
1 note
·
View note