Tumgik
icarusismm-blog · 6 years
Photo
Tumblr media
وداعا آخر طير تمنى أن يصبح مراكبي
أولادك وصلوا بالسلامة يا دكتور، أولادك الذين تمنّيت طوال حياتك أن تستغني عن أجنحتك التي إكتسبتها من المعرفة وأعطتك قابلية التحليق كطَير، ولكنك تمنيت كثيراً أن تتحول من طير إلى مراكبي يحملهم على قاربه بمحبة ويعبر بهم إلى الجهة المقابلة الأكثر جمالاً وصدقاً وأوسع أُفُقاً..هاهُم وقد وصلوا سالمين آخيراً يلوّحون إليك بأيديهم مودّعين بعد محاولات كثيرة منهم لإقناعك بأن تبقى معهم ولكنك أخبرتهم بأن يتوقفوا عن السُخف وعن كونهم “أطفالاً مازالوا يرفضون فكرة إن تلك هي النهاية"، وظللت تردد "وقتي معاكم خلص يا ولاد، مع السلامة” وذهبت بقاربك لمكان بعيد كل ما يعرفونه عنه أنك لن تصدر منه “رخامة” رفعت إسماعيل ثانية وهو يشوقهم بسرد قصة لكنه لسوء الحظ قد نسيها. أولادك من شتّى بقاع الوطن العربي مازالوا يشعرون بالصدمة، ها هو “حسن” أحد قرّائك من الصومال، الذي قد إتصل بك في مداخلة في إحدى اللقائات التلفزيونية ليخبرك أنه الآن تزوج وأنجب ولدين أطلق عليهما “رفعت” و “علاء” يبكي بحُرقة غير مصدق حتى الآن، وها هو الطالب في كلية الطب الذي كثيراً ما راسلك على بريد القراء يخبرك بأنه جاوب على ممتحنه في إختبار الشفوي بمعلومة قالها علاء عبد العظيم في سلسلة سافاري وقمت أنت بالرد عليه : “ يا سلام أنا لو مُت دلوقتي هابقى مبسوط” يبكي هو الآخر، جميعهم يشعر بذلك الثقب الروحي بحجم الكون الذي تحدثت عنه في عدد “حكاية ثقب” ذلك الثقب الذي لن تملؤه كل محاولات العالم، لكنهم يعزّون أنفسهم بأنك الآن قد حصلت أخيراً على الراحة التي تستحقها من هذا العالم القبيح بعد كل هذه المجهودات الضخمة في محاولات جعله أروع..وأنك تغني الآن بكل سعادة وأنت على قاربك وحدك في طريقك للمكان البعيد “آه وآه ويا فرحة قلبي.. كنت طير وصبحت مراكبي.. بجناحين وحملت حبايبي.. يا هنايا في ريح النيل.. وإبتسام الفجر دليل.” 
2 notes · View notes
icarusismm-blog · 7 years
Text
ويخرج من ذاته الضيقة إلى "الشارع الواسع الفاتح له إيديه" -حسب التعبير الجميل لصلاح جاهين- يتشارك مع الناس في الأزمة، ويحاولون معاً صنع مستقبل يريدونه هم، ولا يراد بهم. بس مكانش فيه حد يقوللي في الوقت المناسب إن المسافة بين الجمال العبقري ده والأصل الواقعي، ممكن تتقصف فيها الرقاب. ويمكن من اللحظة البعيدة القديمة دي بدأت ترتسم ملامح قدري الخاص، إن رابطتي الأكثر حقيقية بالواقع تبقى الإيمان الصلب بأجمل ما أنتجه البشر وهم يحاولون إكتشاف حلمهم وصنعه..نقياً، ناصعاً، ومُبرَّأ من وساخة هؤلاء البشر أنفسهم! اللي كنت عاجزة في العلاقة المباشرة معهم عن تفسير لغزهم، فضلاً عن التعامل معهم، فاقدة أبسط روابط الثقة بهم..وكأن الواقع كان مُصِرّ على السخرية من إيماني الحصين في قلاعه الخاصة، الحقيقية جداً رغم كل شئ، واللي كنت بجري أحتمي في أحضانها من قساوته كل ما تعضني. الجمال المُحلِّق ده، اللي مالوش صلة بواقعي الكئيب، جه على هوايا، وطبعاً كان فيه مقتلي، فهل أبحث عنه اليوم مرة أخرى، مع فارق إني أعرف؟ بتهيألي المفارقة دي نفسها أصدرت الحكم بالفعل..أنا إتأخرت قوي، وجاية أبتدي في زمن ليس فيه ما يُكتشف، مفيش خيط جمال أمشي وراه، وأبقى مستعدة أدفع ثمنه..لكن حتى لو كان فيه..هل بقى لدي، بعد كل الرحلة المنهكة دي (دون أن يكون الإنهاك ده ذنب حد) ما أدفعه، مهما كان جمال “الوعد” ؟ صلاح جاهين عنده حق في إن “اللي يخاف م الوعد يبقى عبيط.” بس الحقيقة اللي ماقالهاش ومش محتاج يقولها، إن مش دايماً النهاية بتبقى سعيدة، لأنه يظل عنده حق في إن “طولته، ماطولتوش..إيه أنا يهمني؟ وليه؟ مادام بالنشوة قلبي إرتوى.” وأنا فعلاً ماراودتنيش لحطة ندم على الطريق الوحيد اللي بيفتح أبواب إكتشاف العالم من جديد..لكن اللي حصل لي على مدى المشوار، كان فيه شئ فوق طاقتي، بالتحديد لأني كنت فيه -في الواقع- وحيدة..كل أحلام العالم لا تغنيك عن لحظة الدفا اللي يقدر يديهالك وجه إنساني. كانت دي اللمسة الأخيرة عشان تكتمل الهوة السحيقة اللي بتفصل أحلامي عن واقعي..ولما يكون الحلم الخاص اللي أغراك وجرّأك على الرحلة دي، "الوعد" اللي كان بيلوح في آخر الطريق هو الرغبة العارمة في التواصل الإنساني، تقدر تتخيل قد إيه كان ثقيل حِمل الهزائم على كتفيّ الوحيدَين. "غدر الزمان يا قلبي مالهوش أمان وهاييجي يوم، تحتاج لحبّة إيمان قلبي إرتجف وسألني: أآمن بإيه؟! أآمن بإيه محتار بقالي زمان" أروى صالح
0 notes
icarusismm-blog · 7 years
Text
المبتسرون
أنا إتأخرت قوي، وجاية أبتدي في زمن ليس فيه ما يكتشف، مفيش خيط جمال أمشي وراه، وأبقى مستعدة أدفع ثمنه..لكن حتى لو كان فيه، هل بقى لدي، بعد كل الرحلة المنهكة دي (دون أن يكون الإنهاك ده ذنب حد) ما أدفعه، مهما كان جمال “الوعد” ؟
صلاح جاهين عنده حق في إن “اللي يخاف م الوعد يبقى عبيط” ، بس الحقيقة اللي ماقالهاش ومش محتاج يقولها، إن مش دايما النهاية بتبقى سعيدة، لأنه يظل عنده حق في إنه “طولته،ماطولتوش، إيه أنا يهمني، وليه؟ مادام بالنشوة قلبي إرتوى” .. وأنا فعلا ماراودتنيش لحطة ندم على الطريق الوحيد اللي بيفتح أبواب إكتشاف العالم من جديد..لكن االي حصل لي على مدى المشوار، كان فيه شئ فوق طاقتي، بالتحديد لأني كنت فيه -في الواقع- وحيدة..كل أحلام العالم لا تغنيك عن لحظة الدفا اللي يقدر يديهالك وجه إنساني.
أروى صالح - من كتاب “المبتسرون” دفاتر واحدة من جيل الحركة الطلابية
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Text
المبتسرون
أنا إتأخرت قوي، وجاية أبتدي في زمن ليس فيه ما يكتشف، مفيش خيط جمال أمشي وراه، وأبقى مستعدة أدفع ثمنه..لكن حتى لو كان فيه، هل بقى لدي، بعد كل الرحلة المنهكة دي (دون أن يكون الإنهاك ده ذنب حد) ما أدفعه، مهما كان جمال "الوعد" ؟ صلاح جاهين عنده حق في إن "اللي يخاف م الوعد يبقى عبيط" ، بس الحقيقة اللي ماقالهاش ومش محتاج يقولها، إن مش دايما النهاية بتبقى سعيدة، لأنه يظل عنده حق في إنه "طولته،ماطولتوش، إيه أنا يهمني، وليه؟ مادام بالنشوة قلبي إرتوى" .. وأنا فعلا ماراودتنيش لحطة ندم على الطريق الوحيد اللي بيفتح أبواب إكتشاف العالم من جديد..لكن االي حصل لي على مدى المشوار، كان فيه شئ فوق طاقتي، بالتحديد لأني كنت فيه -في الواقع- وحيدة..كل أحلام العالم لا تغنيك عن لحظة الدفا اللي يقدر يديهالك وجه إنساني. أروى صالح - من كتاب "المبتسرون" دفاتر واحدة من جيل الحركة الطلابية
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Photo
“عند وصولي إلي أبواب السماء، سيسألنى الله: ماذا فعلت فى حياتك؟ سأجيب: حاولت الفوز بكلِ المباريات التي خضتها”.
Tumblr media
آرسين فينجر .. جون ناش الذي تخلى عنه الجميع
سخرت الصحف الإنجليزية من قرار تعيينه مديرًا فنيًا لآرسنال. صحيفة “إيفنينج ستاندارد” كان عنوانها Arsene who . مَن هذا الرجل الذي تعاقدت معه الإدارة فى تلك الظروف القاسية التى يمر بها الفريق.
رحل جورج جراهام إثر فضيحة مدوية حيث تم الكشف عن حصوله على أموال من أحد وكلاء اللاعبين. ثم رحل بروس ريوتش الذي لم يستمر مع الفريق سوى موسم واحد فقط. كان آرسنال يمر بفترة سيئة للغاية. لم يكن آرسين فينجر آن ذاك هو الاسم الذى يرى فيه الجمهور منقذًا للفريق
من هو؟ طفل طويل القامة. عنيد. اعتاد أن يصطحبه والده إلى المطعم الذى يديره بستراسبورج. فى يوم رأى آرسين بعض لاعبي فريق دوتلنهايم فذهب إلى والده وسأله: من هؤلاء؟ وماذا يفعلون؟ أجابه: هؤلاء لاعبو كرة قدم.
لم ي��رك آرسين معنى الإجابة. لم يكن يعلم ماذا تخبئ له الأيام مع تلك اللعبة، وأن هذا السؤال مجرد نقطة البداية في مسيرة طويلة مع اللعبة.
تعلق فينجر بكرة القدم. دراسته للهندسة الكهربائية على غرار جون ناش العالم الذي ساهم فى بناء اقتصاد الولايات المتحدة، وحصوله على ماجستير العلوم الاقتصادية لم يمنعاه من ممارسة كرة القدم.
مسيرته كلاعب ليست حافلة. فبعد التحاقه بنادي ميلوز الذي يلعب في الدرجة الثانية انتقل لاعب الوسط إلى نادي ستراسبورج؛ ليحقق معه لقب الدوري الفرنسي. وهو الإنجاز الوحيد في تاريخه كلاعب، ولكنّ “قليلًا من الإنجازات يكفى” هكذا عودنا فينجر.
البدايات بعد اعتزاله توجه للتدريب. والبداية كانت مع نادي نانسي عام 1984. كانت هذه الفترة كارثية بكل المقاييس. ثلاثة مواسم قاد فيها الفريق إلى مؤخرة المسابقة قبل الهبوط إلى الدرجة الثانية، لكنّ الإحباط لم ينل من الرجل العنيد. انتقل بعدها إلى موناكو ومن هنا بدأت رحلة النجاح.
حقق لقب الدورى فى أول مواسمه مع فريق الإمارة موسم (1987-1988) وكأس فرنسا موسم (1990-1991).
بدأ في تلك الفترة في ممارسة هوايته المعتادة؛ فقيمة كرة القدم عنده ليست فقط في حصد الألقاب. اكتشاف المواهب الجديدة متعة لها مذاق خاص عند فينجر.
أحضر جلين هودل من الدوري الإنجليزي والثعلب الألمانى يورجين كلينسمان ويوري دجور كييف من ستراسبورج. وكان جورج وايا هو النجم الأبرز في هذه الحقبة. جلبه فينجر من ليبيريا للدوري الفرنسي مباشرة مقابل ما يعادل 5 آلاف جنيه إسترليني.
“كنت أبذل جهدًا كبيرًا داخل الملعب من أجله. كنت ألعب لأجل فينجر. أحاول أن أرد له الجميل. كنت مستعدًا لكسر ركبتي ويدي لصالحه حتى نفوز بالمباريات، لقد اعتنى بي كما لو كنت ابنه”. جورج وايا يتحدث عن آرسين فينجر.
رؤية مختلفة جون ناش العالم الأمريكي الذي سار فينجر على نهجه الدراسي كان مصابًا بالفصام. يرى أشخاصًا وأماكن ليس لها أي وجود سوى فى مخيلته. ويبدو أن فينجر وصل به الأمر إلى ما وصل إليه ناش؛ فالسير على خطى الرجل الاقتصادية وتأثره بدراسة الهندسة الكهربائية أكسباه رؤيةً مختلفة للأمور.
تحديد جودة اللاعبين له عند فينجر معايير خاصة. يرى ما لا يراه غيره. ويؤمن بمواهب لا يؤمن بها سواه.
البروفيسور الفرنسي امتلك عقلية من نوع خاص جذبت الأعين إليه؛ فتلقى عرضًا وقتها لتدريب بايرن ميونيخ الألماني والمنتخب الفرنسي لكنّه آثر الاستمرار مع الفريق الذى بناه فى تلك الفترة. ورغم ذلك قررت إدارة موناكو الاستغناء عن خدماته بعد بداية سيئة للفريق في موسم (1994-1995)
“حاولنا الحصول على خدماته في بايرن عدة مرات. ذهب فرانس بيكنباور إليه بعد رحيله عن موناكو وتحدث معه لكن بعد نهاية اليوم قرر فينجر السفر إلى اليابان. كانت مفاجأة كبيرة جداً أن يذهب إلى هناك ثم يعود من بوابة آرسنال” أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ.
ذهب آرسين إلى اليابان. قضى هناك 18 شهرًا مع ناجويا جرامبوس. قاد الفريق في موسمه الأول من المركز قبل الأخير إلى مركز متقدم في الترتيب. ونجح في الموسم الثاني في الفوز بلقبي كأس الإمبراطور وكأس السوبر.
هذه الفترة القصيرة الناجحة كانت كفيلة بإقناع نائب رئيس نادى أرسنال ديفيد دين بالتعاقد مع فينجر في أكتوبر/تشرين الأول عام 1996، لتبدأ من تلك اللحظة حقبة آرسين مع الجانرز.
بدأ آرسين مهمته. بات آرسنال يلعب كرة أكثر جمالية، تمريرات قصيرة ومثلثات هجومية ممتعة بعيدة تماماً عن الكرات الطويلة والأسلوب الإنجليزي المعتاد، أنهى الفريق موسمه الأول مع المدرب الفرنسي في المركز الثالث بفارق الأهداف عن نيوكاسل الثاني. وفي الموسم التالي فاز آرسنال بالدوري محققًا اللقب بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد كما توّج بالكأس أيضًا.
دخل فينجر قلوب مشجعى الفريق من أوسع الأبواب. لا تبدأ مباراة إلا ومدرجات هايبري تمتلئ بتلك اللافتات “IN ARSENE WE TRUST”.
في موسم (2003-2004) حقق آرسين المعجزة. تلك التي جعلت آرسنال فخر لندن وبحق. فاز النادي باللقب دون أي هزيمة. إنجاز لم يتحقق من قبل ويصعب أن يتكرر. كما حقق المدفعجية أطول سلسلة انتصارات في تاريخ الدوري الإنجليزي بـ49 مباراة. بعد هذا الموسم عرف الجميع من هو آرسين الذي تساءلوا عنه فور توليه المسؤولية.
مع عامه العاشر كمدرب للفريق استطاع فينجر عام 2006 الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. وكان قاب قوسين من التتويج به. تقدم آرسنال على منافسه برشلونة بهدف في الشوط الأول. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة قلب البارسا الطاولة وأحرز لاعبوه هدفين واقتنصوا البطولة.
يقول فينجر: “خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أكبر أحزاني. لم أنجح في التخلص من هذه المشاعر الحزينة. كنا على بعد 13 دقيقة فقط من الفوز باللقب. سيبقى هذا الحزن ملازماً لي حتى الموت، لا زال يؤلمني إلى الآن”.
جلب فينجر للمدفعجية خلال 10 سنوات الدوري ثلاث مرات، وكأس الرابطة أربع مرات وكأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات، ولولا تلك الخسارة المتأخرة التى لحقت بالفريق على ملعب الأمراء لحقق كل شيء للنادى الإنجليزي.
يسير وحيدًا بعد هذا العام تغيّر كل شيء. عجز الفريق عن التتويج بلقب الدوري حتى يومنا هذا. اعتاد الخروج مبكرًا من دوري أبطال أوروبا. لم يحصد إلا لقبي كأس فقط.
تحوّلت فكرة تشجيع آرسنال إلى كابوس يؤرق محبي الفريق. لافتات دعم فينجر اختفت إلا قليلاً وحلت بدلاً منها لافتات أخرى تطالب برحيله؛ لكن ماذا حدث؟
أواخر عام 2005. اجتمعت إدارة آرسنال بالمدرب. وكشفت عن رغبتها في بناء ملعب جديد للفريق. طلبوا منه أن يوفّر قرابة 60 مليون جنيه استرليني سنويًا بداية من عام 2006 وحتى 2012؛ لتدبير النفقات اللازمة لبناء الملعب.
أبلغوه أيضًا أن الشركة التي ستقوم ببناء الملعب اشترطت لتنفيذ المشروع أن يحافظ الفريق على تواجده في المراكز الأربعة الأولى بترتيب الدوري؛ حتى يضمن الفريق التأهل لدوري الأبطال ويحصل على عوائد المشاركة في البطولة. كما طالبت البنوك التي قامت بتمويل المشروع باستمرار المدرب في منصبه 5 مواسم كما كشف فينجر لاحقًا..مما إضطره لرفض العرض الثاني المقدم له من ريال لمدريد لتدريب فريق الأحلام حين ذاك، إدارة الفريق كانت قد أبدت إعجابها به بعد أنا إستطاع هزيمتهم في عقر دارهم في ملعب سنتياجو بيرنابيو لكنه رفض كما رفض بايرن ميونخ سابقاً لإستكمال ما قد بدأه..بقي فينجر ليكتمل مشروع بناء ملعب الإمارات
منذ تلك اللحظة، وعلى عكس أغنية You’ll Never Walk Alone الشهيرة التى يتغنى بها جمهور ليفربول. تركت إدارة الجانرز آرسين يمشى وحيدًا وسط ضغوط الجماهير والإعلام.
تذكر آرسين دراسته للاقتصاد. وعاد إلي الأيام الخوالى التى تذكرنا بـ"فينجر ناش" صاحب الرؤية المتفردة والعالم الافتراضي. وضع خطة اقتصادية محكمة تتمثل في التعاقد مع لاعبين صغار يصنع منهم فينجر نجومًا ويتم بيعهم لاحقًا. ونجحت الخطّة بامتياز وعلى مدار سنوات.
قائمة طويلة يمكن ذكرها في هذا السياق بداية من نيكولاس أنيلكا وتيري هنري وسيسك فابريجاس وكولو توريه وإيمانويل أديبايور وسمير نصري وغيرهم كثيرين.
بعد أن أنتهت الست سنوات العجاف. تضاعفت الضغوط على فينجر. الآن تتوفر الأموال للنادي لشراء النجوم الكبار والعودة للمنافسة على اللقب مجددًا. لكنّ إدارة النادي ارتضت سياسة فينجر خلال أعوام التقشف. ارتضت أن يكتفي الفريق بمركز يضمن له المشاركة في دوري الأبطال. أمّا الفوز والتتويج بالألقاب فلا يعنيها. وهو أمر لم يخجل ستان كرونكي رئيس النادي من إعلانه في مؤتمر صحفي في لوس إنجيليس الشهر الماضي.
اتخذت الإدارة فينجر ستارًا تحتمي خلفه من الانتقادات الجماهيرية التي بات المدرب الفرنسي صانع أمجاد آرسنال يتحملها وحيدًا.
في فيلم A Beautiful Mind الذي يسرد قصة حياة جون ناش. قررت زوجته الانفصال عنه. لم تستطع السيطرة على أفعاله. الأمر ذاته حدث مع فينجر. ففي عام 2008 قال المدرب الفرنسي إنه وعد زوجته بالاستمرار في التدريب خمس سنوات فقط قبل الاعتزال نهائيا؛ لكن آرسين لم يقدر على منع نفسه من التفكير فى كرة القدم. لم ينجح في ذلك منذ ذلك اليوم الذى رأى فيه لاعبى فريق دوتلنهايم لأول مرة.
في سبتمبر/أيلول 2015. أعلن فينجر انفصاله عن زوجته آني بروسترهوس إثر خلافات دبت بينهما بعد زواجهما في عام 2010 بسبب “حبه الزائد لكرة القدم”.
رحلت الألقاب. ورحلت زوجته. ورحل أيضًا حب الجمهور وتعلقهم بمدربهم العبقري.
يقول فينجر: “عند وصولي إلي أبواب السماء، سيسألنى الله: ماذا فعلت فى حياتك؟ سأجيب: حاولت الفوز بكلِ المباريات التي خضتها”.
بقلم : عبد الرحمن أشرف
تم نشر المقال في جريدة المنصة  بتاريخ 19 ابريل 2017
3 notes · View notes
icarusismm-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
آرسين فينجر .. جون ناش الذي تخلى عنه الجميع
سخرت الصحف الإنجليزية من قرار تعيينه مديرًا فنيًا لآرسنال. صحيفة “إيفنينج ستاندارد” كان عنوانها Arsene who . مَن هذا الرجل الذي تعاقدت معه الإدارة فى تلك الظروف القاسية التى يمر بها الفريق.
رحل جورج جراهام إثر فضيحة مدوية حيث تم الكشف عن حصوله على أموال من أحد وكلاء اللاعبين. ثم رحل بروس ريوتش الذي لم يستمر مع الفريق سوى موسم واحد فقط. كان آرسنال يمر بفترة سيئة للغاية. لم يكن آرسين فينجر آن ذاك هو الاسم الذى يرى فيه الجمهور منقذًا للفريق
من هو؟ طفل طويل القامة. عنيد. اعتاد أن يصطحبه والده إلى المطعم الذى يديره بستراسبورج. فى يوم رأى آرسين بعض لاعبي فريق دوتلنهايم فذهب إلى والده وسأله: من هؤلاء؟ وماذا يفعلون؟ أجابه: هؤلاء لاعبو كرة قدم.
لم يدرك آرسين معنى الإجابة. لم يكن يعلم ماذا تخبئ له الأيام مع تلك اللعبة، وأن هذا السؤال مجرد نقطة البداية في مسيرة طويلة مع اللعبة.
تعلق فينجر بكرة القدم. دراسته للهندسة الكهربائية على غرار جون ناش العالم الذي ساهم فى بناء اقتصاد الولايات المتحدة، وحصوله على ماجستير العلوم الاقتصادية لم يمنعاه من ممارسة كرة القدم.
مسيرته كلاعب ليست حافلة. فبعد التحاقه بنادي ميلوز الذي يلعب في الدرجة الثانية انتقل لاعب الوسط إلى نادي ستراسبورج؛ ليحقق معه لقب الدوري الفرنسي. وهو الإنجاز الوحيد في تاريخه كلاعب، ولكنّ “قليلًا من الإنجازات يكفى” هكذا عودنا فينجر.
البدايات بعد اعتزاله توجه للتدريب. والبداية كانت مع نادي نانسي عام 1984. كانت هذه الفترة كارثية بكل المقاييس. ثلاثة مواسم قاد فيها الفريق إلى مؤخرة المسابقة قبل الهبوط إلى الدرجة الثانية، لكنّ الإحباط لم ينل من الرجل العنيد. انتقل بعدها إلى موناكو ومن هنا بدأت رحلة النجاح.
حقق لقب الدورى فى أول مواسمه مع فريق الإمارة موسم (1987-1988) وكأس فرنسا موسم (1990-1991).
بدأ في تلك الفترة في ممارسة هوايته المعتادة؛ فقيمة كرة القدم عنده ليست فقط في حصد الألقاب. اكتشاف المواهب الجديدة متعة لها مذاق خاص عند فينجر.
أحضر جلين هودل من الدوري الإنجليزي والثعلب الألمانى يورجين كلينسمان ويوري دجور كييف من ستراسبورج. وكان جورج وايا هو النجم الأبرز في هذه الحقبة. جلبه فينجر من ليبيريا للدوري الفرنسي مباشرة مقابل ما يعادل 5 آلاف جنيه إسترليني.
“كنت أبذل جهدًا كبيرًا داخل الملعب من أجله. كنت ألعب لأجل فينجر. أحاول أن أرد له الجميل. كنت مستعدًا لكسر ركبتي ويدي لصالحه حتى نفوز بالمباريات، لقد اعتنى بي كما لو كنت ابنه”. جورج وايا يتحدث عن آرسين فينجر.
رؤية مختلفة جون ناش العالم الأمريكي الذي سار فينجر على نهجه الدراسي كان مصابًا بالفصام. يرى أشخاصًا وأماكن ليس لها أي وجود سوى فى مخيلته. ويبدو أن فينجر وصل به الأمر إلى ما وصل إليه ناش؛ فالسير على خطى الرجل الاقتصادية وتأثره بدراسة الهندسة الكهربائية أكسباه رؤيةً مختلفة للأمور.
تحديد جودة اللاعبين له عند فينجر معايير خاصة. يرى ما لا يراه غيره. ويؤمن بمواهب لا يؤمن بها سواه.
البروفيسور الفرنسي امتلك عقلية من نوع خاص جذبت الأعين إليه؛ فتلقى عرضًا وقتها لتدريب بايرن ميونيخ الألماني والمنتخب الفرنسي لكنّه آثر الاستمرار مع الفريق الذى بناه فى تلك الفترة. ورغم ذلك قررت إدارة موناكو الاستغناء عن خدماته بعد بداية سيئة للفريق في موسم (1994-1995)
“حاولنا الحصول على خدماته في بايرن عدة مرات. ذهب فرانس بيكنباور إليه بعد رحيله عن موناكو وتحدث معه لكن بعد نهاية اليوم قرر فينجر السفر إلى اليابان. كانت مفاجأة كبيرة جداً أن يذهب إلى هناك ثم يعود من بوابة آرسنال” أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ.
ذهب آرسين إلى اليابان. قضى هناك 18 شهرًا مع ناجويا جرامبوس. قاد الفريق في موسمه الأول من المركز قبل الأخير إلى مركز متقدم في الترتيب. ونجح في الموسم الثاني في الفوز بلقبي كأس الإمبراطور وكأس السوبر.
هذه الفترة القصيرة الناجحة كانت كفيلة بإقناع نائب رئيس نادى أرسنال ديفيد دين بالتعاقد مع فينجر في أكتوبر/تشرين الأول عام 1996، لتبدأ من تلك اللحظة حقبة آرسين مع الجانرز.
بدأ آرسين مهمته. بات آرسنال يلعب كرة أكثر جمالية، تمريرات قصيرة ومثلثات هجومية ممتعة بعيدة تماماً عن الكرات الطويلة والأسلوب الإنجليزي المعتاد، أنهى الفريق موسمه الأول مع المدرب الفرنسي في المركز الثالث بفارق الأهداف عن نيوكاسل الثاني. وفي الموسم التالي فاز آرسنال بالدوري محققًا اللقب بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد كما توّج بالكأس أيضًا.
دخل فينجر قلوب مشجعى الفريق من أوسع الأبواب. لا تبدأ مباراة إلا ومدرجات هايبري تمتلئ بتلك اللافتات “IN ARSENE WE TRUST”.
في موسم (2003-2004) حقق آرسين المعجزة. تلك التي جعلت آرسنال فخر لندن وبحق. فاز النادي باللقب دون أي هزيمة. إنجاز لم يتحقق من قبل ويصعب أن يتكرر. كما حقق المدفعجية أطول سلسلة انتصارات في تاريخ الدوري الإنجليزي بـ49 مباراة. بعد هذا الموسم عرف الجميع من هو آرسين الذي تساءلوا عنه فور توليه المسؤولية.
مع عامه العاشر كمدرب للفريق استطاع فينجر عام 2006 الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. وكان قاب قوسين من التتويج به. تقدم آرسنال على منافسه برشلونة بهدف في الشوط الأول. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة قلب البارسا الطاولة وأحرز لاعبوه هدفين واقتنصوا البطولة.
يقول فينجر: “خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أكبر أحزاني. لم أنجح في التخلص من هذه المشاعر الحزينة. كنا على بعد 13 دقيقة فقط من الفوز باللقب. سيبقى هذا الحزن ملازماً لي حتى الموت، لا زال يؤلمني إلى الآن”.
جلب فينجر للمدفعجية خلال 10 سنوات الدوري ثلاث مرات، وكأس الرابطة أربع مرات وكأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات، ولولا تلك الخسارة المتأخرة التى لحقت بالفريق على ملعب الأمراء لحقق كل شيء للنادى الإنجليزي.
يسير وحيدًا بعد هذا العام تغيّر كل شيء. عجز الفريق عن التتويج بلقب الدوري حتى يومنا هذا. اعتاد الخروج مبكرًا من دوري أبطال أوروبا. لم يحصد إلا لقبي كأس فقط.
تحوّلت فكرة تشجيع آرسنال إلى كابوس يؤرق محبي الفريق. لافتات دعم فينجر اختفت إلا قليلاً وحلت بدلاً منها لافتات أخرى تطالب برحيله؛ لكن ماذا حدث؟
أواخر عام 2005. اجتمعت إدارة آرسنال بالمدرب. وكشفت عن رغبتها في بناء ملعب جديد للفريق. طلبوا منه أن يوفّر قرابة 60 مليون جنيه استرليني سنويًا بداية من عام 2006 وحتى 2012؛ لتدبير النفقات اللازمة لبناء الملعب.
أبلغوه أيضًا أن الشركة التي ستقوم ببناء الملعب اشترطت لتنفيذ المشروع أن يحافظ الفريق على تواجده في المراكز الأربعة الأولى بترتيب الدوري؛ حتى يضمن الفريق التأهل لدوري الأبطال ويحصل على عوائد المشاركة في البطولة. كما طالبت البنوك التي قامت بتمويل المشروع باستمرار المدرب في منصبه 5 مواسم كما كشف فينجر لاحقًا..مما إضطره لرفض العرض الثاني المقدم له من ريال لمدريد لتدريب فريق الأحلام حين ذاك، إدارة الفريق كانت قد أبدت إعجابها به بعد أنا إستطاع هزيمتهم في عقر دارهم في ملعب سنتياجو بيرنابيو لكنه رفض كما رفض بايرن ميونخ سابقاً لإستكمال ما قد بدأه..بقي فينجر ليكتمل مشروع بناء ملعب الإمارات
منذ تلك اللحظة، وعلى عكس أغنية You’ll Never Walk Alone الشهيرة التى يتغنى بها جمهور ليفربول. تركت إدارة الجانرز آرسين يمشى وحيدًا وسط ضغوط الجماهير والإعلام.
تذكر آرسين دراسته للاقتصاد. وعاد إلي الأيام الخوالى التى تذكرنا بـ"فينجر ناش" صاحب الرؤية المتفردة والعالم الافتراضي. وضع خطة اقتصادية محكمة تتمثل في التعاقد مع لاعبين صغار يصنع منهم فينجر نجومًا ويتم بيعهم لاحقًا. ونجحت الخطّة بامتياز وعلى مدار سنوات.
قائمة طويلة يمكن ذكرها في هذا السياق بداية من نيكولاس أنيلكا وتيري هنري وسيسك فابريجاس وكولو توريه وإي��انويل أديبايور وسمير نصري وغيرهم كثيرين.
بعد أن أنتهت الست سنوات العجاف. تضاعفت الضغوط على فينجر. الآن تتوفر الأموال للنادي لشراء النجوم الكبار والعودة للمنافسة على اللقب مجددًا. لكنّ إدارة النادي ارتضت سياسة فينجر خلال أعوام التقشف. ارتضت أن يكتفي الفريق بمركز يضمن له المشاركة في دوري الأبطال. أمّا الفوز والتتويج بالألقاب فلا يعنيها. وهو أمر لم يخجل ستان كرونكي رئيس النادي من إعلانه في مؤتمر صحفي في لوس إنجيليس الشهر الماضي.
اتخذت الإدارة فينجر ستارًا تحتمي خلفه من الانتقادات الجماهيرية التي بات المدرب الفرنسي صانع أمجاد آرسنال يتحملها وحيدًا.
في فيلم A Beautiful Mind الذي يسرد قصة حياة جون ناش. قررت زوجته الانفصال عنه. لم تستطع السيطرة على أفعاله. الأمر ذاته حدث مع فينجر. ففي عام 2008 قال المدرب الفرنسي إنه وعد زوجته بالاستمرار في التدريب خمس سنوات فقط قبل الاعتزال نهائيا؛ لكن آرسين لم يقدر على منع نفسه من التفكير فى كرة القدم. لم ينجح في ذلك منذ ذلك اليوم الذى رأى فيه لاعبى فريق دوتلنهايم لأول مرة.
في سبتمبر/أيلول 2015. أعلن فينجر انفصاله عن زوجته آني بروسترهوس إثر خلافات دبت بينهما بعد زواجهما في عام 2010 بسبب “حبه الزائد لكرة القدم”.
رحلت الألقاب. ورحلت زوجته. ورحل أيضًا حب الجمهور وتعلقهم بمدربهم العبقري.
يقول فينجر: “عند وصولي إلي أبواب السماء، سيسألنى الله: ماذا فعلت فى حياتك؟ سأجيب: حاولت الفوز بكلِ المباريات التي خضتها”.
بقلم : عبد الرحمن أشرف
تم نشر المقال في جريدة المنصة  بتاريخ 19 ابريل 2017
3 notes · View notes
icarusismm-blog · 7 years
Photo
Tumblr media
آرسين فينجر .. جون ناش الذي تخلى عنه الجميع
سخرت الصحف الإنجليزية من قرار تعيينه مديرًا فنيًا لآرسنال. صحيفة “إيفنينج ستاندارد” كان عنوانها Arsene who . مَن هذا الرجل الذي تعاقدت معه الإدارة فى تلك الظروف القاسية التى يمر بها الفريق.
رحل جورج جراهام إثر فضيحة مدوية حيث تم الكشف عن حصوله على أموال من أحد وكلاء اللاعبين. ثم رحل بروس ريوتش الذي لم يستمر مع الفريق سوى موسم واحد فقط. كان آرسنال يمر بفترة سيئة للغاية. لم يكن آرسين فينجر آن ذاك هو الاسم الذى يرى فيه الجمهور منقذًا للفريق
من هو؟ طفل طويل القامة. عنيد. اعتاد أن يصطحبه والده إلى المطعم الذى يديره بستراسبورج. فى يوم رأى آرسين بعض لاعبي فريق دوتلنهايم فذهب إلى والده وسأله: من هؤلاء؟ وماذا يفعلون؟ أجابه: هؤلاء لاعبو كرة قدم.
لم يدرك آرسين معنى الإجابة. لم يكن يعلم ماذا تخبئ له الأيام مع تلك اللعبة، وأن هذا السؤال مجرد نقطة البداية في مسيرة طويلة مع اللعبة.
تعلق فينجر بكرة القدم. دراسته للهندسة الكهربائية على غرار جون ناش العالم الذي ساهم فى بناء اقتصاد الولايات المتحدة، وحصوله على ماجستير العلوم الاقتصادية لم يمنعاه من ممارسة كرة القدم.
مسيرته كلاعب ليست حافلة. فبعد التحاقه بنادي ميلوز الذي يلعب في الدرجة الثانية انتقل لاعب الوسط إلى نادي ستراسبورج؛ ليحقق معه لقب الدوري الفرنسي. وهو الإنجاز الوحيد في تاريخه كلاعب، ولكنّ “قليلًا من الإنجازات يكفى” هكذا عودنا فينجر.
البدايات بعد اعتزاله توجه للتدريب. والبداية كانت مع نادي نانسي عام 1984. كانت هذه الفترة كارثية بكل المقاييس. ثلاثة مواسم قاد فيها الفريق إلى مؤخرة المسابقة قبل الهبوط إلى الدرجة الثانية، لكنّ الإحباط لم ينل من الرجل العنيد. انتقل بعدها إلى موناكو ومن هنا بدأت رحلة النجاح.
حقق لقب الدورى فى أول مواسمه مع فريق الإمارة موسم (1987-1988) وكأس فرنسا موسم (1990-1991).
بدأ في تلك الفترة في ممارسة هوايته المعتادة؛ فقيمة كرة القدم عنده ليست فقط في حصد الألقاب. اكتشاف المواهب الجديدة متعة لها مذاق خاص عند فينجر.
أحضر جلين هودل من الدوري الإنجليزي والثعلب الألمانى يورجين كلينسمان ويوري دجور كييف من ستراسبورج. وكان جورج وايا هو النجم الأبرز في هذه الحقبة. جلبه فينجر من ليبيريا للدوري الفرنسي مباشرة مقابل ما يعادل 5 آلاف جنيه إسترليني.
“كنت أبذل جهدًا كبيرًا داخل الملعب من أجله. كنت ألعب لأجل فينجر. أحاول أن أرد له الجميل. كنت مستعدًا لكسر ركبتي ويدي لصالحه حتى نفوز بالمباريات، لقد اعتنى بي كما لو كنت ابنه”. جورج وايا يتحدث عن آرسين فينجر.
رؤية مختلفة جون ناش العالم الأمريكي الذي سار فينجر على نهجه الدراسي كان مصابًا بالفصام. يرى أشخاصًا وأماكن ليس لها أي وجود سوى فى مخيلته. ويبدو أن فينجر وصل به الأمر إلى ما وصل إليه ناش؛ فالسير على خطى الرجل الاقتصادية وتأثره بدراسة الهندسة الكهربائية أكسباه رؤيةً مختلفة للأمور.
تحديد جودة اللاعبين له عند فينجر معايير خاصة. يرى ما لا يراه غيره. ويؤمن بمواهب لا يؤمن بها سواه.
البروفيسور الفرنسي امتلك عقلية من نوع خاص جذبت الأعين إليه؛ فتلقى عرضًا وقتها لتدريب بايرن ميونيخ الألماني والمنتخب الفرنسي لكنّه آثر الاستمرار مع الفريق الذى بناه فى تلك الفترة. ورغم ذلك قررت إدارة موناكو الاستغناء عن خدماته بعد بداية سيئة للفريق في موسم (1994-1995)
“حاولنا الحصول على خدماته في بايرن عدة مرات. ذهب فرانس بيكنباور إليه بعد رحيله عن موناكو وتحدث معه لكن بعد نهاية اليوم قرر فينجر السفر إلى اليابان. كانت مفاجأة كبيرة جداً أن يذهب إلى هناك ثم يعود من بوابة آرسنال” أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ.
ذهب آرسين إلى اليابان. قضى هناك 18 شهرًا مع ناجويا جرامبوس. قاد الفريق في موسمه الأول من المركز قبل الأخير إلى مركز متقدم في الترتيب. ونجح في الموسم الثاني في الفوز بلقبي كأس الإمبراطور وكأس السوبر.
هذه الفترة القصيرة الناجحة كانت كفيلة بإقناع نائب رئيس نادى أرسنال ديفيد دين بالتعاقد مع فينجر في أكتوبر/تشرين الأول عام 1996، لتبدأ من تلك اللحظة حقبة آرسين مع الجانرز.
بدأ آرسين مهمته. بات آرسنال يلعب كرة أكثر جمالية، تمريرات قصيرة ومثلثات هجومية ممتعة بعيدة تماماً عن الكرات الطويلة والأسلوب الإنجليزي المعتاد، أنهى الفريق موسمه الأول مع المدرب الفرنسي في المركز الثالث بفارق الأهداف عن نيوكاسل الثاني. وفي الموسم التالي فاز آرسنال بالدوري محققًا اللقب بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد كما توّج بالكأس أيضًا.
دخل فينجر قلوب مشجعى الفريق من أوسع الأبواب. لا تبدأ مباراة إلا ومدرجات هايبر�� تمتلئ بتلك اللافتات “IN ARSENE WE TRUST”.
في موسم (2003-2004) حقق آرسين المعجزة. تلك التي جعلت آرسنال فخر لندن وبحق. فاز النادي باللقب دون أي هزيمة. إنجاز لم يتحقق من قبل ويصعب أن يتكرر. كما حقق المدفعجية أطول سلسلة انتصارات في تاريخ الدوري الإنجليزي بـ49 مباراة. بعد هذا الموسم عرف الجميع من هو آرسين الذي تساءلوا عنه فور توليه المسؤولية.
مع عامه العاشر كمدرب للفريق استطاع فينجر عام 2006 الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. وكان قاب قوسين من التتويج به. تقدم آرسنال على منافسه برشلونة بهدف في الشوط الأول. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة قلب البارسا الطاولة وأحرز لاعبوه هدفين واقتنصوا البطولة.
يقول فينجر: “خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أكبر أحزاني. لم أنجح في التخلص من هذه المشاعر الحزينة. كنا على بعد 13 دقيقة فقط من الفوز باللقب. سيبقى هذا الحزن ملازماً لي حتى الموت، لا زال يؤلمني إلى الآن”.
جلب فينجر للمدفعجية خلال 10 سنوات الدوري ثلاث مرات، وكأس الرابطة أربع مرات وكأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات، ولولا تلك الخسارة المتأخرة التى لحقت بالفريق على ملعب الأمراء لحقق كل شيء للنادى الإنجليزي.
يسير وحيدًا بعد هذا العام تغيّر كل شيء. عجز الفريق عن التتويج بلقب الدوري حتى يومنا هذا. اعتاد الخروج مبكرًا من دوري أبطال أوروبا. لم يحصد إلا لقبي كأس فقط.
تحوّلت فكرة تشجيع آرسنال إلى كابوس يؤرق محبي الفريق. لافتات دعم فينجر اختفت إلا قليلاً وحلت بدلاً منها لافتات أخرى تطالب برحيله؛ لكن ماذا حدث؟
أواخر عام 2005. اجتمعت إدارة آرسنال بالمدرب. وكشفت عن رغبتها في بناء ملعب جديد للفريق. طلبوا منه أن يوفّر قرابة 60 مليون جنيه استرليني سنويًا بداية من عام 2006 وحتى 2012؛ لتدبير النفقات اللازمة لبناء الملعب.
أبلغوه أيضًا أن الشركة التي ستقوم ببناء الملعب اشترطت لتنفيذ المشروع أن يحافظ الفريق على تواجده في المراكز الأربعة الأولى بترتيب الدوري؛ حتى يضمن الفريق التأهل لدوري الأبطال ويحصل على عوائد المشاركة في البطولة. كما طالبت البنوك التي قامت بتمويل المشروع باستمرار المدرب في منصبه 5 مواسم كما كشف فينجر لاحقًا..مما إضطره لرفض العرض الثاني المقدم له من ريال لمدريد لتدريب فريق الأحلام حين ذاك، إدارة الفريق كانت قد أبدت إعجابها به بعد أنا إستطاع هزيمتهم في عقر دارهم في ملعب سنتياجو بيرنابيو لكنه رفض كما رفض بايرن ميونخ سابقاً لإستكمال ما قد بدأه..بقي فينجر ليكتمل مشروع بناء ملعب الإمارات
منذ تلك اللحظة، وعلى عكس أغنية You’ll Never Walk Alone الشهيرة التى يتغنى بها جمهور ليفربول. تركت إدارة الجانرز آرسين يمشى وحيدًا وسط ضغوط الجماهير والإعلام.
تذكر آرسين دراسته للاقتصاد. وعاد إلي الأيام الخوالى التى تذكرنا بـ"فينجر ناش" صاحب الرؤية المتفردة والعالم الافتراضي. وضع خطة اقتصادية محكمة تتمثل في التعاقد مع لاعبين صغار يصنع منهم فينجر نجومًا ويتم بيعهم لاحقًا. ونجحت الخطّة بامتياز وعلى مدار سنوات.
قائمة طويلة يمكن ذكرها في هذا السياق بداية من نيكولاس أنيلكا وتيري هنري وسيسك فابريجاس وكولو توريه وإيمانويل أديبايور وسمير نصري وغيرهم كثيرين.
بعد أن أنتهت الست سنوات العجاف. تضاعفت الضغوط على فينجر. الآن تتوفر الأموال للنادي لشراء النجوم الكبار والعودة للمنافسة على اللقب مجددًا. لكنّ إدارة النادي ارتضت سياسة فينجر خلال أعوام التقشف. ارتضت أن يكتفي الفريق بمركز يضمن له المشاركة في دوري الأبطال. أمّا الفوز والتتويج بالألقاب فلا يعنيها. وهو أمر لم يخجل ستان كرونكي رئيس النادي من إعلانه في مؤتمر صحفي في لوس إنجيليس الشهر الماضي.
اتخذت الإدارة فينجر ستارًا تحتمي خلفه من الانتقادات الجماهيرية التي بات المدرب الفرنسي صانع أمجاد آرسنال يتحملها وحيدًا.
في فيلم A Beautiful Mind الذي يسرد قصة حياة جون ناش. قررت زوجته الانفصال عنه. لم تستطع السيطرة على أفعاله. الأمر ذاته حدث مع فينجر. ففي عام 2008 قال المدرب الفرنسي إنه وعد زوجته بالاستمرار في التدريب خمس سنوات فقط قبل الاعتزال نهائيا؛ لكن آرسين لم يقدر على منع نفسه من التفكير فى كرة القدم. لم ينجح في ذلك منذ ذلك اليوم الذى رأى فيه لاعبى فريق دوتلنهايم لأول مرة.
في سبتمبر/أيلول 2015. أعلن فينجر انفصاله عن زوجته آني بروسترهوس إثر خلافات دبت بينهما بعد زواجهما في عام 2010 بسبب “حبه الزائد لكرة القدم”.
رحلت الألقاب. ورحلت زوجته. ورحل أيضًا حب الجمهور وتعلقهم بمدربهم العبقري.
يقول فينجر: “عند وصولي إلي أبواب السماء، سيسألنى الله: ماذا فعلت فى حياتك؟ سأجيب: حاولت الفوز بكلِ المباريات التي خضتها”.
بقلم : عبد الرحمن أشرف
تم نشر المقال في جريدة المنصة  بتاريخ 19 ابريل 2017
3 notes · View notes
icarusismm-blog · 7 years
Text
بني بجم
في هذه اللحظة التي أبكي فيها بدل الدموع دماً..أين أنتِ..أين أراضيك؟ هل تجلسين الآن في غرفة المعيشة، تضعين يدك خلف ظهرك وتشكين من آلام بطنك المتكوّرة، و تقولين لزوجك -الذي يلعب دوري لظروف إنتاجية لا علاقة لي بها- : “شايف إبنك الشقي بيعمل إيه؟” أم أنكِ تعانين الآن من مشاكل المرأة العاملة..تسرعين في الصباح إلى عملك لاعنة زحمة المواصلات وقرف الوظيفة..تركبين عربتك النصف عُمر دون شعبطة في الأوتوبيس، كنتِ ستنالينها معي مثلما كنتِ تقولين ساخرة حين كنا نحب بعضنا بقوة؟ بالمناسبة أنا لم أعُد أركب أوتوبيسات أبداً الآن، أعيش منذ ٥ سنوات فترة إنتعاش طبقي لا أدري هل تستمر؟ لكني وبالمناسبة أيضاً، لم أعُد “أحوّش” لأَبني عشّنا الصغير، فالعشش لم تعد تصلح إلا لشرب البانجو في عصر الأبراج. أم أنكِ عدتِ تواً من مكتب البوسطة بعد أن أرسلتِ الجواب العاشر خلال شهر لزوجك -المقيم في الإمارات ربما- تذكرينه بأن يعود لكِ في الأجازة القادمة بالمروحة الليزر والكاسيت أو سي دي والڤيديو “ملطي سيستم"؟ بالمناسبة أنا رفضت أن أسافر إلى الإمارات لأن الوطن لا يزال يروق لي ورغم ذلك إشتريتُ ڤيديو بالقسط غير المريح، وأصبح عندي إشتراك مدى الحياة في جميع أندية الڤيديو المجاورة. أم..هل خانك التوفيق في تجربتك الأولى..هل تجلسين الآن في غرفتك الضيقة في بيت أهلك مفكوكة الكتاب مخسوفة الجواب..تُخرجين من كرتونة تحت الدولاب رسائلي القديمة وقصائدي التي كنت أتصوّرها شعراً ذا مستوى..وتقولين لنفسك بأسى : "خلاص راح ولن يعود مهما إسترحمت دقات قلبي ..فأنا الذي بدأ الملامة والصدود..ولن يعود"؟ وحياتك سأعود زاحفاً وباكياً ومُقبّلاً الأرض لو أردتِ..فأنا من بني بجم الذين لا يعتبرون ولا يتّعظون ولا يكادون يفقهون حديثاً. لست أدري أين أنتِ الآن بالذات في هذه اللحظة التي أبكي فيها بدل الدموع دماً، لكنني أدري ومتأكد تماماً أنكِ لا تبكين أبداً، لو كنت تعرفين البكاء لكنتِ إلى جواري الآن.
شارع ضريح سعد زغلول ١٩٩٦
بلال فضل
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Text
بني بجم
في هذه اللحظة التي أبكي فيها بدل الدموع دماً..أين أنتِ..أين أراضيك؟ هل تجلسين الآن في غرفة المعيشة، تضعين يدك خلف ظهرك وتشكين من آلام بطنك المتكوّرة، و تقولين لزوجك -الذي يلعب دوري لظروف إنتاجية لا علاقة لي بها- : "شايف إبنك الشقي بيعمل إيه؟" أم أنكِ تعانين الآن من مشاكل المرأة العاملة..تسرعين في الصباح إلى عملك لاعنة زحمة المواصلات وقرف الوظيفة..تركبين عربتك النصف عُمر دون شعبطة في الأوتوبيس، كنتِ ستنالينها معي مثلما كنتِ تقولين ساخرة حين كنا نحب بعضنا بقوة؟ بالمناسبة أنا لم أعُد أركب أوتوبيسات أبداً الآن، أعيش منذ ٥ سنوات فترة إنتعاش طبقي لا أدري هل تستمر؟ لكني وبالمناسبة أيضاً، لم أعُد "أحوّش" لأَبني عشّنا الصغير، فالعشش لم تعد تصلح إلا لشرب البانجو في عصر الأبراج. أم أنكِ عدتِ تواً من مكتب البوسطة بعد أن أرسلتِ الجواب العاشر خلال شهر لزوجك -المقيم في الإمارات ربما- تذكرينه بأن يعود لكِ في الأجازة القادمة بالمروحة الليزر والكاسيت أو سي دي والڤيديو "ملطي سيستم"؟ بالمناسبة أنا رفضت أن أسافر إلى الإمارات لأن الوطن لا يزال يروق لي ورغم ذلك إشتريتُ ڤيديو بالقسط غير المريح، وأصبح عندي إشتراك مدى الحياة في جميع أندية الڤيديو المجاورة. أم..هل خانك التوفيق في تجربتك الأولى..هل تجلسين الآن في غرفتك الضيقة في بيت أهلك مفكوكة الكتاب مخسوفة الجواب..تُخرجين من كرتونة تحت الدولاب رسائلي القديمة وقصائدي التي كنت أتصوّرها شعراً ذا مستوى..وتقولين لنفسك بأسى : "خلاص راح ولن يعود مهما إسترحمت دقات قلبي ..فأنا الذي بدأ الملامة والصدود..ولن يعود"؟ وحياتك سأعود زاحفاً وباكياً ومُقبّلاً الأرض لو أردتِ..فأنا من بني بجم الذين لا يعتبرون ولا يتّعظون ولا يكادون يفقهون حديثاً. لست أدري أين أنتِ الآن بالذات في هذه اللحظة التي أبكي فيها بدل الدموع دماً، لكنني أدري ومتأكد تماماً أنكِ لا تبكين أبداً، لو كنت تعرفين البكاء لكنتِ إلى جواري الآن. شارع ضريح سعد زغلول ١٩٩٦ بلال فضل
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Text
وكل جرح بساعته..وكل جرح بمعاد
بمجهود بسيط، أستطيع تذكُّر ذلك الرجل الريفي الذي حكى لي إنه عمِل فترة في البريد، وزعَم أنه -وبدون أن ينتهك قانون عمله او يفتح رسالة واحدة- يستطيع تمييز الرسائل العادية وتلك التي أرسلها يائسون يعلمون جيداً أنها لن تُقرأ أو تُمَسّ، ثم أكمل مُفسّراً ذلك: "كُدرات خاصة يا باشا، الناس دول زي حالاتي، ويظهر بقى أن دي كُوّة خارِكة ربنا بيدّيها للناس اللي زي حالاتنا كده إنهم يعرفوا بعض في لحظة بنظرة واحدة، كل اللي حَبّ ولا طالشِ بيعرف زمايله بسهولة." زعَمتُ أنّني فهمت ما قصَدَه، المتأكدون هم أكثر مَن جُرِح كبرياءهم، وهُم أتعس بمراحل من المتشككين، حتى وإن أظهر الخارج العكس. قمت بتحيّته وإستأذنتُ للرحيل للّحاق بموعد القطار. منذ رحيلك، أفقد يوماً بعد يوم إيماني بالصُدفة، في كل الأحداث أُفضِّل التفسير بسيناريوهات سينيمائية مُبتذَلة، لأرفض إحتمال الصدفة، وأعلم جيّداً أن من يفقد إيمانه بالصُدفة، يفقد جماله. أحياناً أستعمل إبتسامتك، ووجه صديق قديم، كوقود مؤقت ومحاولة لإحياء ذلك الإيمان فترة إضافية، لكني أعلم أنه في طريقه إلى الزوال نهائياً، ولا أستطيع فعل أي شيء سوى تذكُّر إبتسامتك، ووجه ذلك الصديق القديم مجدداً ومجدداً. أتذكَّر الإبتسامة، فأبتسم، كطفل لا يستطيع أن يتوقف عن التفكير في العُطلة. أتذكَّر القِصّة، فأشعر بالأسى، كجندي مهزوم، عاد من الملحمة دون جزء من وطنه، وجزء أكبر من رِفاقُه، وتقاعد عن ممارسة الحياة مُبكّراً جداً. "تسلم يا غصن الخوخ، يا عود الحطب بييجي الربيع، تطلع زهورك عجب وانا ليه بيمضي ربيع ويجي ربيع ولسة برضك قلبي حتة خشب"
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Text
في المُنتصَف تماماً
صحيح أن الأسوَد كئيب، لكن ممّا لا شك فيه أن الكئابة لها رونقها وجلالُها كالفرح تماماً، ولها هويّة أيضاً كما يمتلك الفرح هويته الواضحة للعامّة، في الحقيقة إن كل لون -وما يرمز إليه- يمتلِك كل ما سبق -الرونق والجلال والهوية وإلى آخره- إلّا الرمادي. الرمادي هو رمز الفشل في كل شئ حتى الفشل ذاته، التاريخ يتذكر بلا شك المستفحلين في الفشل، حتى لو كان لغرض السخرية، لكنه يتذكرهم، لكنك لستَ فاشلاً لهذه الدرجة، لست قدّيساً كي تدخل الفردوس ولستَ بهذا المجون كي ترافق في الدرك الأسفل من النار أعتى وأشهر سفّاحين التاريخ، لا تتذكّر أنك جلست في الكراسي الأمامية لفصلك يوماً مع المتوفقين، ولم تحجز مكاناً في الصفوف الأخيرة ولا تملك في رصيدك ذكرى واحدة مع المشاغبين، دائماً في المنتصف. الفشل الأزلي في أن تميل في أي إتجاه مهما حاولت أو إدّعيتَ، الجميع يعرف أمرك، أنت رمادي. في القصص الساخرة، هناك شخصية ال “anti-hero” وهو مصطلح يُقصد به البطل الخارق الذي لا يملك أي من الصفات المعروفة عن الأبطال الخارقين (القوة، الشجاعة، الوسامة، إلى آخره..) وغالباً ما يكون غبياً أو سميناً أو جباناً، أو عجوز ضعيف وجبان ومُصاب بالقلب كرفعت إسماعيل بطل سلسلة الرعب الشهيرة (ما وراء الطبيعة)، لتدور أحداث القصة في إطار كوميدي، لكنّك لا تملك أيّاً من تلك الصفات، أنت فاشل في أن تكون بطلاً خارقاً لتثير إعجاب الأطفال، أو أن تكون anti hero لتُضحكهم، أنت إعتيادي لدرجة غريبة جداً، لدرجة أن تلك الإعتيادية والرتابة يمكنها أن تكون هي قوتك الخارقة، ثم تصُمّم لنفسك بذلة رمادية خاصة تتجول بها لكي يتعرف عليك الناس وليس للتنكّر. في كل مرة حكى لك أعزّ أصدقائك أنه عاش مغام��ة مثيرة مع فلان الذي لم تهتم أن تسمع في القصة سوى أنه شخصٌ غيرك، شعرتَ بفرح من أجل صديق�� لكنك إحترقت، وبدأتَ فوراً بإختلاق القصص الوهمية وتغيير نبرة صوتك وطريقة كلامك بشكل مضحك لا يشبهك ولا يعبر عنك، في محاولات يائسة للدفاع عن النفس، وأن عيب رتابة حياتكما لستَ أنت المتسبب فيه. لا يمكنك أن تنسى النظرة التي رمَقَتك بها في آخر مرة رأيتها، نظرة عادية تليق بك تماماً، نظرة أسوأ ما فيها أنها لا تعني أي شئ على الإطلاق، تمنّيتَ لو نظرَت إليك نظرة إحتقار أو كراهية حتى، لكنّه لم يحدث كما لم يحدث أن نظرَت إليكَ بحُبّ من قبل. حتى أنك لم تصنع إنفعالاً مميزاً يليق بجَلال ورهبة تلك اللحظة، لحظة الفراق الأبدي ونهاية كل شئ، فقط تلك النظرة البلهاء التي تصنع مثلها عندما تفشل في عدّ أجرة المواصلات، لا شئ مميز لتستعمله حتى كجزء من القصة في السرد -حتى لنفسك- فيما بعد..لم يُضِف وجودك للحدث سوى المزيد من اللون الرمادي.
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Text
في المُنتصَف تماماً
صحيح أن الأسوَد كئيب، لكن ممّا لا شك فيه أن الكئابة لها رونقها وجلالُها كالفرح تماماً، ولها هويّة أيضاً كما يمتلك الفرح هويته الواضحة للعامّة، في الحقيقة إن كل لون -وما يرمز إليه- يمتلِك كل ما سبق -الرونق والجلال والهوية وإلى آخره- إلّا الرمادي. الرمادي هو رمز الفشل في كل شئ حتى الفشل ذاته، التاريخ يتذكر بلا شك المستفحلين في الفشل، حتى لو كان لغرض السخرية، لكنه يتذكرهم، لكنك لستَ فاشلاً لهذه الدرجة، لست قدّيساً كي تدخل الفردوس ولستَ بهذا المجون كي ترافق في الدرك الأسفل من النار أعتى وأشهر سفّاحين التاريخ، لا تتذكّر أنك جلست في الكراسي الأمامية لفصلك يوماً مع المتوفقين، ولم تحجز مكاناً في الصفوف الأخيرة ولا تملك في رصيدك ذكرى واحدة مع المشاغبين، دائماً في المنتصف. الفشل الأزلي في أن تميل في أي إتجاه مهما حاولت أو إدّعيتَ، الجميع يعرف أمرك، أنت رمادي. في القصص الساخرة، هناك شخصية ال “anti-hero” وهو مصطلح يُقصد به البطل الخارق الذي لا يملك أي من الصفات المعروفة عن الأبطال الخارقين (القوة، الشجاعة، الوسامة، إلى آخره..) وغالباً ما يكون غبياً أو سميناً أو جباناً، أو عجوز ضعيف وجبان ومُصاب بالقلب كرفعت إسماعيل بطل سلسلة الرعب الشهيرة (ما وراء الطبيعة)، لتدور أحداث القصة في إطار كوميدي، لكنّك لا تملك أيّاً من تلك الصفات، أنت فاشل في أن تكون بطلاً خارقاً لتثير إعجاب الأطفال، أو أن تكون anti hero لتُضحكهم، أنت إعتيادي لدرجة غريبة جداً، لدرجة أن تلك الإعتيادية والرتابة يمكنها أن تكون هي قوتك الخارقة، ثم تصُمّم لنفسك بذلة رمادية خاصة تتجول بها لكي يتعرف عليك الناس وليس للتنكّر. في كل مرة حكى لك أعزّ أصدقائك أنه عاش مغامرة مثيرة مع فلان الذي لم تهتم أن تسمع في القصة سوى أنه شخصٌ غيرك، شعرتَ بفرح من أجل صديقك لكنك إحترقت، وبدأتَ فوراً بإختلاق القصص الوهمية وتغيير نبرة صوتك وطريقة كلامك بشكل مضحك لا يشبهك ولا يعبر عنك، في محاولات يائسة للدفاع عن النفس، وأن عيب رتابة حياتكما لستَ أنت المتسبب فيه. لا يمكنك أن تنسى النظرة التي رمَقَتك بها في آخر مرة رأيتها، نظرة عادية تليق بك تماماً، نظرة أسوأ ما فيها أنها لا تعني أي شئ على الإطلاق، تمنّيتَ لو نظرَت إليك نظرة إحتقار أو كراهية حتى، لكنّه لم يحدث كما لم يحدث أن نظرَت إليكَ بحُبّ من قبل. حتى أنك لم تصنع إنفعالاً مميزاً يليق بجَلال ورهبة تلك اللحظة، لحظة الفراق الأبدي ونهاية كل شئ، فقط تلك النظرة البلهاء التي تصنع مثلها عندما تفشل في عدّ أجرة المواصلات، لا شئ مميز لتستعمله حتى كجزء من القصة في السرد -حتى لنفسك- فيما بعد..لم يُضِف وجودك للحدث سوى المزيد من اللون الرمادي.
1 note · View note
icarusismm-blog · 7 years
Text
الذكرى المُربِكة
كواحد بيحب البحر، وبيخاف من نزوله..بيجيبني شوقي من آخر الدنيا أشوفه دون المجازفة بمحاولة الإقتراب منه نهائياً..الخوف الأزلي من الإقتراب أكتر عشان ماعرفش الغويط قدام -بكرة- جايبلي إيه، خلّاني عمري ما حاولت أتعلّم العوم، كذلك الخوف الأزلي من الإبتعاد أكتر بُعد كافي لتشويش المشهد، ممّا -بلا شك- هايفوت لي ذكرى مُربِكة، والذكرى المربكة ما بتبكّيش، وممّا لا شك فيه كمان إن البُكا بيريّح، وينيّم، جه على بالي كل اللي حبيتهم بصدق بس خُفت من آثارهم بعيدة المدى دون محاولة أو تجربة، فقررت أفضل واقف على شطّهم أبصّ عليهم عشان خايف أسيب الشطّ ماعرفش أرجع له تاني لكن مع الوقت الشطّ هو اللي فاتني، وفاتلي ذكرى مربكة بتصحيني في نص الليل مش قادر أستجمع تفاصيل لحظاتها الأخيرة لأني هربت ساعتها بسرعة ف فضلت مش فاهمها وبالتبعية مش عارف أبكي عليها. فُقت من سرحاني، بصيت للبحر مرة أخيرة وسلّمت في سري على كل اللي جُم على بالي..وهربت بسرعة.
“حَلّوا المراكب مع المغرب وفاتوني على الشط واقف بلا مركب وفاتوني ساعتها قلبي شهق يشهد عليه الشفق بيني و بينك بحور الغربة يا داري يا ناري يا ناري ماتت في البحور ناري الطير ده مين هَشه؟ على الريح بنى عِشه؟ يا عود ريحان أخضر والغربة بتحشه صعبان عليا يا قلب الورد يا صغير و الله ده كان بدري تتلوع وتتحير لفيت أنا لفيت في الغربة ما خليت بلد تشيلني و بلد ترميني تاني لبلد عواف عليكي يا نخلة مضللة على الباب راخية الضفاير وحاضنة الأهل والأحباب مسا التماسي يا ناسي ما تصدقوش إني ناسي يا سهرانيين في القمر ليل الغريب ضلمة يا عيني يا ليلي لا قنديل ولا نجمة مناديل دي ولّا قلوع؟ وده بحر و لّا دموع؟ خدوني يا راجعين فايتني ليه ولمين”
نجيب سرور.
2 notes · View notes
icarusismm-blog · 7 years
Text
الذكرى المُربِكة
كواحد بيحب البحر، وبيخاف من نزوله..بيجيبني شوقي من آخر الدنيا أشوفه دون المجازفة بمحاولة الإقتراب منه نهائياً..الخوف الأزلي من الإقتراب أكتر عشان ماعرفش الغويط قدام -بكرة- جايبلي إيه، خلّاني عمري ما حاولت أتعلّم العوم، كذلك الخوف الأزلي من الإبتعاد أكتر بُعد كافي لتشويش المشهد، ممّا -بلا شك- هايفوت لي ذكرى مُربِكة، والذكرى المربكة ما بتبكّيش، وممّا لا شك فيه كمان إن البُكا بيريّح، وينيّم، جه على بالي كل اللي حبيتهم بصدق بس خُفت من آثارهم بعيدة المدى دون محاولة أو تجربة، فقررت أفضل واقف على شطّهم أبصّ عليهم عشان خايف أسيب الشطّ ماعرفش أرجع له تاني لكن مع الوقت الشطّ هو اللي فاتني، وفاتلي ذكرى مربكة بتصحيني في نص الليل مش قادر أستجمع تفاصيل لحظاتها الأخيرة لأني هربت ساعتها بسرعة ف فضلت مش فاهمها وبالتبعية مش عارف أبكي عليها. فُقت من سرحاني، بصيت للبحر مرة أخيرة وسلّمت في سري على كل اللي جُم على بالي..وهربت بسرعة.
“حَلّوا المراكب مع المغرب وفاتوني على الشط واقف بلا مركب وفاتوني ساعتها قلبي شهق يشهد عليه الشفق بيني و بينك بحور الغربة يا داري يا ناري يا ناري ماتت في البحور ناري الطير ده مين هَشه؟ على الريح بنى عِشه؟ يا عود ريحان أخضر والغربة بتحشه صعبان عليا يا قلب الورد يا صغير و الله ده كان بدري تتلوع وتتحير لفيت أنا لفيت في الغربة ما خليت بلد تشيلني و بلد ترميني تاني لبلد عواف عليكي يا نخلة مضللة على الباب راخية الضفاير وحاضنة الأهل والأحباب مسا التماسي يا ناسي ما تصدقوش إني ناسي يا سهرانيين في القمر ليل الغريب ضلمة يا عيني يا ليلي لا قنديل ولا نجمة مناديل دي ولّا قلوع؟ وده بحر و لّا دموع؟ خدوني يا راجعين فايتني ليه ولمين”
نجيب سرور.
2 notes · View notes
icarusismm-blog · 8 years
Text
للمرة الأولى
رغم أنها قد تبدو بديهية، إلا أنه أذهلتني على الداوم حقيقة أن الناس إنما يفعلون الأشياء للمرة الأولى دائما، الأمر كله مرتجل من أوله لآخره، لا أحد يجرب الأمر للمرة الثانية، لاأحد منتمي للمسرح أكثر من الآخرين، مهما بالغ البعض في ادعاء الرصانة والثبات وحفظ الدور المناط به جيدا.
ببعض الجهد، يمكن للمرء أن يلاحظ في أي عالم يدخله، أنه عالم جديد، ليس بمعنى أنه عالم قد تشكل للتو، ولكن أنه عالم في طور التشكل على الدوام، وأن ما يشاهده المرء عند رؤيته الأولى لعالم ما، ليست هي صورة هذا العالم الأولى أو المثلي، ولكنها إحد لحظات تحوله التي لا تنتهي، الجميع عابرون قد وصلوا لتوهم، ويحاولون التعامل مع الأمر، ليس هناك بالضبط أصالة لأحدهم في هذا العالم أو ذلك، إلا بقدر ما يمنحه تشكك الآخرين في أنفسهم، وبقدر رغبة هؤلاء الآخرين في تصورأن هناك قواعد ما تحكم الأمور.
يشبه الأمر، أن يدخل طفل ما الحصة الأولى للمرة الأولى في مدرسة جديدة، متأخرا لمدة دقيقة واحدة، دقيقة لم يحدث فيها أي شئ، سوى تعريف المدرس لنفسه، يدخل الطفل، وهو يظن أنه قد فوت للأبد، شيئا تأسيسيا لايمكن تعويضه، شئ سيجعل الأطفال الذي حضروا منذ الدقيقة الأولى، أكثر أصالة في هذا العالم/الفصل، بينما سيظل هو مطالب أمام نفسه بتعويض غيابه للحظة لا توجد لها أي أهمية سوى في خياله.
الناس ليسوا بالضبط كما هم عليه، وليسوا بالضبط منتمين لعوالمهم إلا بقدر ما يشكلونها بحركتهم بحيث تصبح أكثر قابلية ليعيشوا فيها، وبقدر ما يظنون أن العوالم الأخرى تضم أناسا منتمين لها تماما لا يقبلون بوافدين جدد ولا بأي تغيير في القواعد.
لا يحظ الناس أبدا بفترة كافية للتفكير، كل شئ سريع وجارف، وكل العقائدين مشوشين ، حسموا أمرهم على عجل، ولم يُمنحوا الفرصة لتقليب الأمر على كافة أوجهه، تُرسم الدروب بالتدافع وبالسير فيها، دون أن يكون لها أي وجود من البداية. والعلامات التي تركها السابقون لا تشير إلى مكان ما، مادامت دروبهم قد انمحت للأبد، ما فائدة العلامات دون طريق محدد؟
وحين ينتقل الناس لعوالم أخرى بقواعد أخرى، فهم لا يغيرون انتماءاتهم الأكثر أصالة أو قدما، ولكنهم يستمرون في الترحال بلاانتمائتهم التي يظنون أنها قد تجد موطنها في مكان ما، الانتماء هو بالضبط تواطؤ ناجح على عدم وجود أي أصالة، ليس هناك من يفعل أي شئ للمرة الثانية، ومادام كل ما يحدث جديدا تماما بأناس مختلفين تماما، ومرتبكين تماما، ومذهولين تماما، فلا مجال لأي أصالة إن كانت الأصالة تعني أن شيئا قديم الحضور، أو كامل الوجود، يظل كامنا هناك وإلم يراه أحد. 
 إن كانت هناك حياة أصيلة ما، أي حياة وفقا لجوهر حاكم على كل شئ، فهي بالضبط الحياة التي تعي أن بمقدورها أن  تشكل قواعد عالمها كما تريد، لأن الجوهر الحاكم على كل شئ، هو الارتجال.
 لعبة بوكر ضخمة، لكن دون قواعد محددة، يعتمد الأمر على فراسة قرائة وجوه اللاعبين، ومعرفة تاريخ وجودهم في اللعبة، ماذا يعرفون بالضبط عن القواعد، ومتى يمكن اختراع قواعد جديدة دون خوفان يكشف الناس هذه الحيلة، لا يتعلق الأمر بأشخاص ذوي إحساس بالانتماء أكثر صلابة، ولكن بأشخاص قادرين على صياغة قواعد هذا الانتماء، ماداموا متيقنين، أن اللاعبين الجدد، الذين وصلوا لتوهم، لن يلاحظوا أنهم قد وصلوا معهم في نفس اللحظة
185 notes · View notes
icarusismm-blog · 8 years
Text
الإنهزام في دائرة
كالعادة، وكما يحدث يومياً، تفشل العقاقير المنوّمة في منع زيارة الذكرى -غير المُرّحب بها- لتوقظه في جوف الظلمة بعد نصف نوم ليتسائل السؤال إيّاه: كيف كنتِ في تلك الليلة بالذات قاسية،لا تخشين إلتقاء الأعيُن، جافّة جداً، واقعية..كالحياة؟ كل تلك العقاقير المنوّمة لم تمنع صوت أم كلثوم إيّاه قادماً من مذياع المقهى القريب متسلّلاً جدران غرفته متسائلة: “كيف ذاك الحب أمسى خبرا؟” وصوت محمد منير قادماً من مكان مجهول -ربما السماء- يؤكد بصوته ما كتبه عبد الرحمن الأبنودي متسائلَين كلاهما: “تمرّ صورتك أتبسّم، الإبتسامة تعذبني..كل الحاجات حواليا تدور زي الحيطان بتداري النور وقلبي من بعد الطيران ما حيلته إلّا جناح مكسور..دلوقتي مهما أقول الآه وانت بعيد مين يسمعني؟” تحاصره كل تلك الأصوات فيتذكر قلبه الخالي حتى من مشاعر الحزن والكراهية، ويندب حظه الذي لن يسمح له بالبكاء الذي نسي كيفيّته، فيعود صوت أم كلثوم من المذياع مطمئناً قانِعاً: “ياللي رضاك أوهام، والزُهد فيك أحلام..كان عهد جميل” وصوت محمد منير إياه مجهول المصدر مطمئناً أيضاً كمن لا يجد حلاً آخر غير ذلك: “مسيري في يوم ألاقيه وتبلّل دموعي إيديه” فيبتسم -لأنه لا يجيد غير ذلك- ويحاول العودة إلى النوم راضياً رضى غير مشروط لتكتمل دائرة الإنهزام اليومية..آملاً أن تعمل العقاقير المرة القادمة، ناسياً أمل اللقاء.
1 note · View note
icarusismm-blog · 8 years
Text
الإنهاك يرصف طُرقاً بإتجاه واحد
الواحد مع الوقت بيكتشف إن الزهد -خاصةًً الناتج عن الإنهاك بعد المشي في أكتر من طريق آخره حيطة سد أو ما بيوصّلش لحاجة- مش مفتاح لأي حاجة، الزهد بيخلق لك عالم كامل بإتجاه واحد، مدينة مفهاش طرق رايح جاي، المستقبل والحاضر إنتهوا من قاموسك، مفيش غير الماضي، الماضي اللي كله خساير وماينفعش يتغيّر حاجة فيه، بقى هو عالمك كله، معركة بتتنظم كل يوم بينك وبين عقلك وكل يوم تتهزم،الحدث اللي بتعيشه دلوقتي ملوش أي قيمة غير إنه بيتجهّز عشان يكون بكرة ذكراك المؤلمة، والكابوس اللي هيصحيك في نص الليل تتنفس بسرعة وتفقد النعاس لساعات، الزهد مؤلم مش زي ما بيتم تصويره إنه حالة من الرضا والاستغناء عن كل شئ، الاستغناء عن الحاضر والمستقبل وإختزال العالم كله في الماضي هو الماسوشية بعينها، انت بتنظم بنفسك كل يوم معركة بينك وبين ذاكرتك وانت عارف انك المهزوم كل يوم، والخساير فادحة، وسعيد، ممكن يكون الموضوع تقليل خساير، أو بمعنى تاني، اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش، نبكي كل يوم نبكي على نفس جراح وذكريات الماضي أحسن ما نمشي في سكك جديدة جراحها مش مدروسة. لما بتقوم من نفس الكابوس للمرة التانية بيراودك شعورين، شعور بالخوف من الرسالة المقصودة، وشعور بالتعوّد ومحاولة التكيّف مع الكابوس ده ووضع خطة محكمة لمحاولة عدم تجريب كابوس جديد قد يكون أشد رعباً محدش ضامن، الخطة دي -بقصد أو من غير- بتكون الزهد، وأعتقد إن ده اللي كان يقصده الشاعر فؤاد حداد لما قال: "آدي أيام العجب والموت.. جات بسرعه زى غمضة عين.. ليه ماقلتش زىّ لمْح البَصَر؟.. كنت باتقلّب على الجنبين.. والكابوس من كل جنب يجيبنى.. زىّ أعمى يحسّ لمّا يجسّ.. ألقى نفسى والاّ اشوف نفسى؟.. بالتفت من آخر الدنيا.. الحمير بتجرجر العَربَات.. السما اللى تحت منها حابات.. ..عند كوبرى أبو العلا بتشتى أنكمش فى جتّتى من البرد.. لسّه حارجع طفل تحت المطر.. وأنحنى ع الأرض وافضل عجوز.. اتوهمت الخوف دهسنى الخطر" معركة الذكريات معركة بينتصر فيها عقلك عليك فيها إنتصار ساحق مضمون كل يوم، عرض لا يمكن يرفضه، عرض إنت اللي قدمتهوله لما خلقت عالم بإتجاه واحد مالكش يد في تغيير حاجة فيه، الماضي، وأعتقد برضو إن بعد الإنتهاء من السير في سكة عديمة المنفعة بيكون البكاء أكتر على السكة والمجهود والمشي اللي عملته أكتر من البكاء على الحلم اللي ماتحققش أصلاً، واللي كنت معشم نفسك بيه في آخر السكة دي، الزهد هو خلق مسار إجباري للخلف فقط لمحاولة تقليل الخسائر.
0 notes