hosamadsaad97
Untitled
1 post
Don't wanna be here? Send us removal request.
hosamadsaad97 · 4 years ago
Text
عَبّارة السلام 98
كتابة : @HosamADSaad
تصحيح لغوي : @zhraa_wagdy
الثانية تدفع الثانية والعُمر يتجه ببطئ نحو الغروب وقلوبنا تأبى النهاية رغم إنحناء الظهر من حمل الهواء ، فقد ضاق الصدر من هذا الصدأ وسمع الفؤاد وذاب بذاك الصدي " المركب بتغرق يا قبطان " .
(( يوم الخميس الثالث من فبراير عام ألفين وستة ))
نداء الموت : الرحلة المتجهة من ضبا السعودية إلي سفاجا مصر متبقي عليها ثلاثون دقيقة .
فمنهم من يبتسم هرباً من الماضي وجهلاً بالمستقبل، ومنهم من يتصل بوالدته يُبلغها بصوتٍ أكَلَتهُ الغُربة ، ومنهم الأرملة العاقر تدعي بأن تُقبل عمرة زوجها ، ومنهم الأب الذي غاب عن عائلته سنوات مودعاً شبابه وعمره خلفَه ليعود مُحملاً بالهدايا والحب
.. الكثير من الحب .
سفينة تحمل المئات والمئات تنتظرهم الالآف ، وبين الميل والآخر تتمايل القلوب شوقاً ويعزف الهواء " ساق البامبو " علي آذان الحاضرين وتهمس أعلام السفينة " لقد اقتربنا " .
ووسط هذه المشاعر المتضاربة يتحرك عمال السفينة حركة مريبة ذهاباً واياباً وعندما ازداد الأمر سأل أحد الركاب " إيه الحكاية " فَرَد أحد العمال " عُطل بسيط هياخد نص ساعة " .
وبمرور الوقت... نرى طفل يبكي ضجراً فيهون عليه والده ويقول " ماما قالت ايه!؟ " فرد عليه " ماما الله يرحمها قالت مابحبش اشوفك بتعيط". ويبتسم رجل وزوجته علي مرأىٰ منهم وتقول الزوجة " المهم هنزور مامتي الأول " .
وكأن المستقبل ملك للجميع يسيره كيف يشاء ومتى شاء ، وعندما ازداد الأمر سوءاً وكان للقدر رأى آخر..
نشب حريق في المحركات، إنقلب هدوء الجميع إلي توتر وبدأت رائحة النهاية تفوح.
فانصهر رجل إثر إنفجار بالمحركات ، وآخر تآكلت قدميه ، وتوجه أحد العمال إلي اللاسلكي متحدثاً " فيه حريق كبير في المحركات ومحتاجين إمدادات سريعاً " ولم يتلقى رد !
فتحدث مرة أخرى " فيه خطر قريب يا قبطان إبعت إمدادات " لكن دون جدوى !!
ومن هول المنظر يقول " اتحركوووا شمااال " لتتزن العَبّارة .
والمشاهد التي كانت مليئة بالشوق والحب ولهفة اللقاء ، تحولت إلي بكاء سيدات ، و صراخ أطفال ورُضّع ، وصراخ رجال للحي والجماد ، وأصبح المكان أشبه بالمائدة التي يجتمع الجميع حولها .
فالأيدي بالأيد، والأحضان التي تنسج الحياة أصبحت تتأهب استقبال الموت بالدموع .
والسفينة تغرق رويدا رويدا ، و النساء تلوح للمجهول من ناحية، والموت يلوح من الناحية أخري .
والعامل يقول " المركب بتغرق يااا قبطاااان طب والنااااس "
وقال أحد الرُكاب " اتشاااهدوا " .
إلي أن غرقت السفينة وطفى الركاب و بدت كأنها أهوال القيامة ، وصُنعت دوامة مع غرق السفينة إبتعلت الكثير مُعلِنة عن بداية النهاية .
لا أحلام، لا آمال. فالأطفال كانوا أول الغرقىٰ رغم محاولة الآباء التي بائت بالفشل ، والصراخ يعلوا أكثر ف أكثر والدموع تُغرق اصحابها أكثر من غرق المياة .
وفي ظل هذه المشاهد يبرز مشهد " أم وإبنها " يوشكان ع الغرق وع الأب أن يقرر من سينقذ.! والموت ينتظر ال��خر ليبتلعه .
يموت الجميع؛ ويهرب قائد السفينة مع بعض طاقمها على مركب صغيرة .
وعلي الجانب الآخر هناك من يحاول النجاة بلا أمل.
وبدأوا بتفقد القوارب التي كانت تحملها السفينة وبين القارب والآخر ساعة عون ، إلي أن وجدوا قارب يفي بالغرض ، يتسع القارب لخمسة عشر فرداً فقط لكنه حَمل مئات الأشخاص ؛ والبعض الآخر يتعلق بالقوارب المنقلبة لعلّها تنجيه من الغرق .
والليل يدخل بلا استئذان والظلام يقبع في صدور فاقدي الأمل، وبدأت الجثث تطفوا من كل جانب ، والقروش تحوم .
والأذان يرفع والصلاة تُقام كل خمس دقائق والجميع يُكبر إستعداداً للموت .
وبكاء طفلة تهون عما في قلوبهم ، إلي أن سألها أحدهم : "فين بابا وماما "
فأجابت بعفوية: "السمك أكلهم " ...
وبعد مرور ست ساعات تصل رسالة العامل للقبطان علي البر " المركب بتغرق ياقبطاااان "
1 note · View note