Text
في إحدى ليالي الشتاء الباردة في مدينة برمنغهام البريطانية، كان الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المقيم هناك، جالسًا في مكتبه يقرأ بعض الكتب ويتأمل في مفاهيم الوجود والهوية. كانت هناك قضية جديدة قد أثارته، وهي شخصية "باث" من مسلسل يلوستاون (Yellowstone)، والتي لفتت انتباهه بشكل خاص.
بينما كان يراقب مسار الشخصية في المسلسل، وجد نفسه يتسائل عن الدوافع والقرارات التي تحكم سلوكياتها. باث هي شخصية معقدة، تجمع بين القوة الداخلية والصراع النفسي. هي امرأة تمر بتجارب مريرة، لكنها رغم كل شيء تسعى للانتقام وحماية عائلتها، حتى لو كانت تلك الحماية تأتي على حساب مبادئها الشخصية. هذا الصراع بين الأهواء الإنسانية العليا (كالعدالة والوفاء) وبين الرغبات الفردية (كالانتقام والسلطة) كان يلهم الدكتور مزوار في تفكيراته الفلسفية.
إلى جانب ذلك، كانت شخصية باث تمثل له نوعًا من التحدي الفلسفي حول مفهوم الهوية والاختيارات الفردية. كيف يؤثر الماضي على الحاضر؟ وهل يمكن للإنسان أن يكون عبداً لماضيه أم أن بإمكانه تحطيم القيود والعيش بحرية؟ كان مزوار يفكر في كيف أن باث لم تكن مجرد ضحية لظروفها، بل كانت تتحكم في مصيرها بشكل أو بآخر، رغم أن الماضي كان يحوم حولها كالظل.
استخدم الدكتور مزوار في تأملاته هذه معارفه الفلسفية العميقة، واستعار بعض المفاهيم من الفلاسفة الوجوديين مثل سارتر وهايدغر، ليحاول فهم باث ليس فقط من خلال أفعالها، بل من خلال السياقات التي تصنع هويتها. بالنسبة له، كانت باث ليست مجرد شخصية درامية في مسلسل، بل كانت رمزًا للصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان في سعيه لتحقيق الذات والتوازن بين رغباته ومبادئه.
وتلك الليلة، شعر الدكتور مزوار أنه قد أدرك شيئًا جديدًا عن معنى الهوية والتحول. بالنسبة له، لم يكن الأمر يتعلق فقط بقرارات باث الشخصية، بل بنظرة أعمق لكيفية تأثير التاريخ والمجتمع على الإنسان، وكيف أن كل واحد منا يقف عند مفترق طرق، يتعين عليه أن يقرر كيف يريد أن يُكتب قصته.
0 notes
Text
في أحد أمسيات برمنغهام الهادئة، جلس الدكتور مزوار محمد سعيد في مكتبه الصغير المحاط بأرفف الكتب التي تحمل عناوين متنوعة في الفلسفة وعلم النفس والاجتماع. كان يتأمل عبارات الفيلسوف البوسني علي عزت بيجوفيتش عن السلطة الاستبدادية وضعف النفس البشرية، جملة توقفت عندها عيناه وأثارت في ذهنه سلسلة من الأفكار:
"الضعفاء هم الذين يؤيدون ويدعون لسلطة استبدادية. إنهم يفتقدون الاعتداد بالنفس الذي تنبثق منه الرغبة في الحرية والاستقلال."
بدا التأمل واضحًا في ملامح الدكتور، وبدأ يكتب في دفتره المخصص للتأملات:
"هذا الوصف، رغم مرارته، يكشف عن حقيقة عميقة حول الطبيعة البشرية. هناك أوقات يُفضل فيها الإنسان أن يتخلى عن حريته، لا لأنه لا يدرك قيمتها، بل لأنه يجد في السلطة ملاذًا من القلق الذي تفرضه الحرية والمسؤولية."
تذكر الدكتور مشاهد من وطنه الجزائر خلال مراحل مختلفة من التاريخ، حيث كان الشعب يعاني من استبداد محتلٍ أجنبي أو نظام قمعي محلي. تساءل بينه وبين نفسه:
"كيف يمكن أن يتحول الخوف إلى طاعة، والطاعة إلى تأييد؟ لماذا يجد البعض الراحة في وجود سلطة مستبدة، بدلًا من المطالبة بحريتهم؟"
في تلك اللحظة، قرر الدكتور أن يجسد أفكاره في كتاب جديد يعمل عليه بعنوان "الهروب من الحرية: دراسة في سيكولوجيا الاستبداد". أراد أن يشرح فيه كيف أن غياب الثقة بالنفس والاعتداد بالقيم الفردية يقود البعض إلى الاحتماء بظل السلطة، حتى لو كانت ظالمة.
استحضر كلمات علي عزت بيجوفيتش مرة أخرى، وكتب في مسودته:
"الحرية عبء ثقيل على من لم يتعود على حملها. إنها تتطلب شجاعة نفسية ووعيًا ذاتيًا يدفع الإنسان إلى اتخاذ قراراته بحرية وقبول نتائجها."
وفي كل ليلة، كان الدكتور يواصل بحثه وتأمله، مستعينًا بالفلسفة والتاريخ وعلم النفس لتحليل الظاهرة. كان هدفه أن يقدم تفسيرًا ليس فقط للواقع الجزائري، بل أيضًا لفهم أعمق للطبيعة الإنسانية.
هكذا، بين تأملاته وعمله الأكاديمي، أصبح الدكتور مزوار محمد سعيد مرآة تعكس عظمة الأفكار الفلسفية التي تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، لتحاور الإنسان في كل مكان وزمان.
0 notes
Text
قصة "حب بظلال الحكمة"
الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري اللي مقيم بمدينة برمنغهام البريطانية، كان شخص هادي وبيحب التأمل، بيقضي وقته بين تدريس الفلسفة بالجامعة وكتابة كتبه اللي بتحلل أعماق النفس البشرية. بيوم من الأيام، خلال زيارة لمدرسة ابتدائية عشان يلقي محاضرة عن "القيم الإنسانية بالتعليم"، لاحظ نظرات غريبة ومشحونة بين حارس المدرسة جون وبين السيدة ماريا، المشرفة التربوية.
البداية المريبة
لو ما كانت هالنظرات مليانة شي عميق أكبر من الزمالة، ما كان لفت انتباه الدكتور مزوار. بعد ما خلصت المحاضرة، وبينما كان يتمشى بحديقة المدرسة، شاف جون قاعد تحت شجرة كبيرة، سرحان وعيونه عم تطلع بعيد.
بفضوله الفلسفي، قرب منه وسأله:
"في شي شاغل بالك يا جون؟ مبين عليك حامل هم كبير."
ابتسم جون بابتسامة فيها مزيج من الحرج والحزن وقال:
"الحب، يا دكتور، الحب أحياناً بيكون أكبر هدية وأصعب عقوبة."
القصة بتوضح شوي شوي
مع الأيام، العلاقة بين الدكتور مزوار وجون صارت أقرب. وبيوم من الأيام، جلس جون وحكى القصة كلها. ماريا كانت امرأة ملهمة، مشرفة تربوية بالمدرسة، جمالها كان هادي وطريقتها مع الأطفال كانت مليانة حنان. بس هي كانت متزوجة من بيتر، أستاذ التاريخ والجغرافيا، رجل صارم، عاشق لشغله، بس غارق بعالمه الخاص وما مهتم بمشاعر مرته.
أول لقاء
بيوم عاصف، تعطلت سيارة ماريا وهي راجعة عالبيت. صدف إنه جون كان موجود، عرض يساعدها. هاي اللحظة كانت بداية حكاية حب ما كان مكتوب لها تبدأ بشكل رسمي. تطورت العلاقة بينهم شوي شوي، من نظرات سريعة، لأحاديث قصيرة بممرات المدرسة، وبعدين لرسائل بسيطة ومتوترة.
الأزمة
بيتر، زوج ماريا، كان شخص عنيد ومغرور، وما كان ملاحظ معاناة مرته. ماريا بلشت تعيش تناقضات بمشاعرها، بين حبها لجون وشعورها بالمسؤولية تجاه زواجها. أما جون، كان عايش صراع داخلي بين حبه الصادق وبين إحساسه بالذنب لأنه عم يهدد استقرار عيلة ماريا.
دور الدكتور مزوار
لما سمع الدكتور مزوار القصة، قرر يكون المرشد الأخلاقي للطرفين. دعا ماريا وجون لجلسة حوار صريحة. بهالجلسة، حكى عن مفهوم الحب من وجهة نظر فلسفية، وكيف ممكن يكون أحياناً تجربة بتفتح أبواب المعاناة بدال السعادة.
قال الدكتور مزوار:
"الحب مو دايماً امتلاك، أحياناً بيكون تضحية. إنتِ يا ماريا، لازم تقرري بين إنك تحاولي تصلحي زواجك أو تنهيه بشجاعة قبل أي خطوة تانية. وإنت يا جون، لازم تسأل حالك: هل حبك لماريا عم يقربها من السلام ولا يزيد معاناتها؟"
النهاية المفتوحة
ماريا قررت تواجه زوجها بيتر وتحكي له عن مشاعرها. كانت صدمة كبيرة لبيتر، بس قرر يشتغل على تحسين زواجهم. أما جون، فهم إنه حبه لماريا لازم يتحول لتضحية، وقرر يترك المدرسة ويدور على بداية جديدة.
الدكتور مزوار ظل شاهد على هالقصة، واللي ألهمته يكتب كتاب جديد بعنوان "الحب والتضحية: تأملات فلسفية عن العلاقات الإنسانية".
0 notes
Text
في إحدى أمسيات برمنغهام الهادئة، كان الدكتور مزوار محمد سعيد يجلس في مكتبه الصغير المحاط بأكوام الكتب والمخطوطات. رغم هدوء المكان، كان ذهنه يعج بالأفكار والتأملات، خاصة تلك التي حملها معه منذ أيام دراسته الأولى في الجزائر. كان دائمًا مؤمنًا بأن الإنسان، إذا أراد أن يبني نفسه، يجب أن يعتمد على قوته الداخلية، لا على وعود الآخرين أو مساعداتهم.
في تلك الليلة، وبينما كان ينظر إلى نافذته المطلة على شوارع برمنغهام الممطرة، تذكر وعدًا قطعه على نفسه عندما كان شابًا. يومها، وقف أمام مرآته الصغيرة في غرفته البسيطة بالجزائر، وقال:
"لن أطلب شيئًا من أحد بعد الآن. لا أريد أن أحمل في قلبي خيبة جديدة، حتى لو كانت صغيرة."
لقد كانت خيبات الماضي كافية لتشكيله، لكنها لم تكسره. تركت في داخله رغبة عارمة لأن يصبح مكتفيًا بذاته. عندما وصل إلى بريطانيا ليكمل دراساته العليا، لم يكن لديه سوى حقيبة صغيرة وكلمات والدته التي قالت له يوم وداعه:
"ابنِ نفسك بنفسك، يا بني. العالم كبير، لكنه لا ينتظر أحدًا."
ومنذ ذلك الحين، كان مزوار يعمل ليلاً ونهارًا، يجمع بين الدراسة والعمل ليغطي مصاريفه. حتى عندما عرض عليه البعض المساعدة، كان يبتسم بأدب ويقول:
"شكراً، لكنني أستطيع أن أتكفل بنفسي."
ذلك القرار جعله أقوى، لكنه لم يكن سهلاً. تأملاته تلك الليلة أعادته إلى لحظات الضعف التي كان يواجهها وحيدًا. ومع ذلك، كان يجد عزاءه في كتاباته وفلسفته. كان يؤمن بأن الاعتماد على النفس ليس رفضًا للآخرين، بل هو احترام لنفسه ولمبادئه.
في تلك اللحظة، وبينما كان يكتب مقالاً عن فلسفة الإرادة والحرية، توقف قليلاً وتأمل عبارته المفضلة لغسان كنفاني:
"إنه لا يستطيع أن يحتمل خذلانًا جديدًا، ولو كان خذلانًا تافهًا."
شعر أن تلك الكلمات تلخص تمامًا تجربته. ومع ذلك، لم يكن يحمل أي ضغينة تجاه من خذلوه في الماضي. بالنسبة له، كانت الحياة سلسلة من التجارب التي تعلمنا القوة والحكمة.
وفي نهاية تلك الليلة، أغلق الدكتور مزوار دفتره، وألقى نظرة أخيرة على المطر المتساقط. قال لنفسه بصوت خافت:
"لم يكن الطريق سهلاً، لكنني أوفيت بوعدي."
ثم ابتسم، وعاد ليكمل رحلته الفكرية، واثقًا بأن قوته الحقيقية تكمن في استقلاله.
0 notes
Text
في زاوية هادئة من شقته المتواضعة في مدينة برمنغهام البريطانية، جلس الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري، يتأمل كلمات إرفين يالوم التي كانت مكتوبة على قصاصة ورق بجانبه:
"إن معرفة ما يشعر به الآخر بصدق أمر بالغ الصعوبة؛ نحن غالبًا ما نسقط مشاعرنا الخاصة على الآخر."
أخذ الدكتور مزوار نفسًا عميقًا من سيجارته البريطانية "Dunhill"، مستمتعًا برائحة التبغ التي امتزجت بهواء الغرفة الشتائي. كان يرى في هذا الاقتباس المفتاح لفهم طبيعة العلاقات الإنسانية، تلك العلاقات التي كانت دومًا مصدر اهتمامه الفلسفي والوجودي.
كان هذا اليوم يحمل طابعًا خاصًا، حيث استدعته الذاكرة إلى أيام طفولته في الجزائر. كان الطفل مزوار يجلس تحت شجرة زيتون عتيقة في قريته، يحاور والده الذي علمه أن المشاعر الحقيقية هي تلك التي تُبنى على فهم الآخر، لا على افتراضاتنا المسبقة عنه.
مرت السنوات، وها هو الآن في قلب بريطانيا، يحمل شغفه الفلسفي من وطنه إلى بلد غريب. وبينما أطفأ سيجارته في المنفضة، قرر أن يبدأ كتابة مقال عن إسقاط المشاعر وكيف يمكن لهذا الإسقاط أن يعمي بصيرتنا عن رؤية الحقيقة.
لكن تأملاته لم تدم طويلًا. فجأة، رن هاتفه المحمول. كانت المكالمة من صديق قديم يدعى جون، عالم نفس يعمل في جامعة برمنغهام. أخبره جون عن مؤتمر سيعقد في الجامعة حول "التفاعل العاطفي بين الثقافات"، ودعاه لتقديم محاضرة.
ابتسم مزوار، وشعر أن الكون يعيد ترتيب الأحداث بشكل غريب. ففي لحظة تأمله لتلك الفكرة العميقة عن المشاعر، تأتيه الفرصة للحديث عنها أمام جمهور واسع.
بدأت قصة المؤتمر تأخذ منحنى مشوقًا. فبينما كان مزوار يستعد لكتابة كلمته، انفتح صندوق رسائل بريدية قديم يحتوي على مذكرات أمه التي كانت تعبر عن مشاعرها بلغة بسيطة وعميقة. أثارت هذه المذكرات في نفسه تساؤلات جديدة، وأعاد التفكير في فكرة إسقاط المشاعر.
في يوم المؤتمر، كانت قاعة المحاضرات مليئة بالطلاب والأكاديميين من مختلف الثقافات. وقف مزوار على المنصة وبدأ حديثه:
"قد يبدو من السهل أن نقول إننا نفهم مشاعر الآخر، ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. نحن نحمل تراثًا من التجارب والعواطف التي تشكل عدساتنا الخاصة. لفهم الآخر، علينا أن نكسر هذه العدسات ونتعلم أن ننظر بعين مجردة..."
تداخلت أصوات التصفيق مع شعوره بالرضا، وشعر أن رسالته وصلت. في تلك اللحظة، أدرك أن الفلسفة ليست مجرد تأمل في العزلة، بل هي جسر يمتد بين العقول والقلوب.
وهكذا، انتهى اليوم، لكنه كان بداية جديدة لفهم أعمق لما يعنيه أن تكون إنسانًا.
0 notes
Text
في يومٍ مشمس من أيام الربيع، كان الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المقيم في برمنغهام، يسير ببطء بين شوارع أمستردام، المدينة التي تعكس مزيجاً من التاريخ والجمال العتيق، حيث كان يتجول برفقة أفكاره في قلب العاصمة الهولندية.
مر على شارع "ليندنستراند" الذي يكتظ بالأشجار الجميلة، والشوارع الجانبية المليئة بالمقاهي الصغيرة والمكتبات التي تزخر بالكتب القديمة. عند كل زاوية، كان يشعر بمزيجٍ من الحنين والدهشة. كل خطوة كانت تفتح أمامه عالماً جديداً من التأملات.
"لا أحد منا سيخرج من هنا على قيد الحياة"، قال الدكتور مزوار لنفسه بينما كان يلتقط أنفاسه على جسر "دامراك"، ويتأمل قوارب السياح التي تبحر بهدوء في القنوات. كانت هذه الكلمات التي ذكرها السير فيليب أنتوني هوبكنز، في إحدى لحظات تأملاته، تتردد في ذهنه. شعر وكأنها دعوة للعيش في اللحظة الحالية بكل تفاصيلها.
"لذا توقف عن معاملة نفسك كتذكار"، همس في نفسه وهو يمر بجانب "شارع هيرينجراخت"، حيث كانت الأشجار تتمايل بفعل الرياح، والشوارع مليئة بالحياة. كان يعلم أن الحياة ليست مجرد شيء مادي يمكن الاحتفاظ به، بل هي لحظات عابرة يجب أن تُعاش بكل جوارحنا.
توقف عند أحد المقاهي الصغيرة في زاوية "شارع كونينغشتات" حيث قرر تناول بعض الطعام اللذيذ. طلب طبقاً هولندياً تقليدياً من الأسماك المدخنة، وجلس في مكانٍ تطل نافذته على القناة. مع كل قضمة، شعر بالسلام الداخلي، كما لو أن العالم بأسره قد توقف لحظة ليمنحه طمأنينة.
ثم قرر أن يتمشى في ضوء الشمس على طول "شارع كورنيليس" الذي يشتهر بمبانيه القديمة والمقاهي المليئة بالحياة. كان يمشي ببطء، ويستمتع بكل لحظة، وكل منظر كان يمر به، وكأن الزمن لا يتعدى لحظات السكون بين قلبه وعقله.
أمام "متحف فين فين"، نظر إلى البحر الأزرق الذي كان يتلألأ تحت أشعة الشمس. قرر أن يقفز فيه. شعر بالحرية، وكأن الماء يمسح عن قلبه كل القلق والتوتر. بينما كان يغمره السكون، تذكر الكلمات التي قالها هوبكنز: "قل الحقيقة وارح قلبك". شعر أن قلبه قد عاد إلى حالته الأصلية، مليئاً بالحياة والنقاء.
وهو يتنقل بين شوارع أمستردام، مر على "شارع دام" ثم توقف في "ساحة لويد" ليتأمل الوجوه من حوله. شعر بالحاجة إلى أن يكون سخيفاً، لطيفاً، وغريب الأطوار. فقد كانت تلك اللحظات هي التي تملأ حياته بالمعنى. الحياة لا تتطلب الكثير من التعقيد، بل أحياناً تكون في أبسط لحظاتها.
"لا يوجد وقت لأي شيء آخر"، تمتم مزوار وهو يبتسم لنفسه، فالحياة هي مزيج من اللحظات العابرة التي لا يمكن إعادتها، ويجب أن تُعاش بكل ما فيها من تفاصيل صغيرة.
1 note
·
View note
Text

الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المقيم في مدينة برمنغهام البريطانية، نموذج للمثقف الذي لا يكتفي بالتنظير، بل يمزج بين الفكر والعمل من أجل الإنسان. نشأ في الجزائر، وطنٍ عرف النضال طويلاً ضد الاستعمار، وترعرع في ظل قيم الحرية والكرامة، التي بقيت متأصلة في فكره.
بعد سنوات طويلة من الدراسة، اختار الدكتور مزوار أن يتعمق في فلسفة إدموند هوسرل، الفيلسوف الألماني الذي أسس منهج الظاهريات. كانت فكرة هوسرل عن "العودة إلى الأشياء ذاتها" ملهمة لمزوار، لكنه لم يكتفَ بذلك؛ بل سعى لتجاوزها ومزجها بالتجربة الجزائرية الحية، حيث لا يمكن فصل الفلسفة عن واقع الشعوب وآلامها.
أطلق الدكتور مزوار مشروعًا فكريًا كان محورًا لحياته الأكاديمية: الظاهريات التحررية. يؤمن بأن كل فلسفة لا تخدم الإنسان هي فلسفة ناقصة، وأن قضايا الهوية، الحرية، والعدالة هي الأهم. في أبحاثه، كان دائمًا يتحدث عن الإنسان العربي والأفريقي باعتباره محورًا للتاريخ الذي يجب أن يُكتب بعيدًا عن التبعية الفكرية للغرب.
رغم ذلك، لم تكن حياته سهلة. تعرض للنقد والتهميش، ليس فقط من قبل مؤسسات فكرية غربية، بل حتى من أبناء بلده الذين وقف يومًا إلى جانبهم. كتب في إحدى رسائله:
"كن مستعدًا لتحارب الذين حاربت من أجلهم. لا تفقد الأمل، فالحقيقة وحدها تقودك، وليس رضا الآخرين."
في برمنغهام، استمر مزوار في العمل على كتبه وأبحاثه، محاضرًا في الجامعات ومساهمًا في مؤتمرات فكرية دولية. لكنه لم ينسَ الجزائر يومًا. كان دائمًا يكتب رسائل حب وألم لوطنه، مؤمنًا بأن الفكر وحده قد يكون أقوى من أي سلاح، وأن الفلاسفة الحقيقيين هم الذين لا يتخلون عن شعوبهم حتى عندما تخذلهم تلك الشعوب.
قصته رسالة لكل من يسعى للحق، رغم الألم والخيانة، مفادها: "واصل الطريق، فالحقيقة أسمى من كل شيء."
0 notes
Text
في أحد الأيام العاصفة في برمنغهام، كان الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المقيم في بريطانيا، جالسًا في مكتبه المليء بالكتب والمخطوطات. رغم نجاحه الأكاديمي الكبير، كان يشعر في تلك اللحظة بفراغ داخلي، وكأن أفكاره لا تجد طريقها إلى التجسد. كان يشاهد التلفاز، وفي إحدى لحظات السكون، اختار متابعة مسلسل "Yellowstone" الأمريكي، الذي كان يحكي عن حياة عائلة رانشينغ وتحدياتها في الحفاظ على أرضها، وسط الصراعات مع الشركات الكبرى والعصابات المحلية.
بينما كان المسلسل يعرض مشاهد من صراعات الأرض والهوية والكرامة، بدأ مزوار يشعر بأن هناك علاقة عميقة بين هذه القصة وبين أفكاره الفلسفية التي كان يطورها في سنواته الأخيرة حول مفهوم "الوجود في المكان" و"الهوية الثقافية". هذه العائلة الأمريكية التي تحارب للحفاظ على أرضها، في مواجهة القوى الاقتصادية التي تهدد وجودها، تذكّره بصراعات وطنه الجزائر، حيث كانت الأرض والهوية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية للجزائريين، وحربهم المستمرة ضد القوى الاستعمارية والقوى الخارجية.
كان الدكتور مزوار قد أجرى دراسات طويلة حول فلسفة المكان في التاريخ الجزائري، وعلاقته بالذاكرة الجماعية للشعوب، وتحديات الحفاظ على التراث الثقافي في مواجهة العولمة. لكن ما رآه في "Yellowstone" ألهمه بطريقة جديدة. فكرة العائلة التي تربطها الأرض بأعماق هوياتها وعلاقاتها، وكيف يمكن للأرض أن تكون رمزًا للكرامة الإنسانية، دفعته لإعادة التفكير في مفهوم "الوجود في المكان" بشكل أعمق.
ومع مرور الحلقات، بدأ مزوار يلاحظ أنه كان يجد نفسه في تفكير مستمر حول قوة الأرض كرمز للتحرر والتحكم في مصير الفرد. كانت كل شخصية في "Yellowstone" تحمل تحديًا عاطفيًا وعقليًا يتعلق بمكانهم وكيفية الحفاظ على هويتهم وسط هذه التحديات. كانت الأرض بالنسبة لهم ليس فقط مصدرًا للرزق، بل جزءًا من تاريخهم العاطفي، جزءًا من كرامتهم الإنسانية.
في تلك اللحظة، شعر الدكتور مزوار بحاجة إلى أن يعبر عن هذه الفكرة الفلسفية بعمق أكبر، وأن يربط بين ما شاهده في المسلسل وتجاربه الشخصية والفلسفية. بدأ بتطوير نظرية جديدة تجمع بين الأرض، الهوية، والنضال الشخصي في الحياة، والتي ستكون محورًا لبحثه المقبل. قرر أن يكتب كتابًا يتناول فيه كيف يمكن لمفهوم الأرض أن يكون محركًا لروح الإنسان، وأنه لا يمكن فصل الهوية عن العلاقة العميقة بالمكان.
وفي الأيام التالية، بدأ مزوار ينشر بعض مقاطع أفكاره الفلسفية على مدونته الشخصية، حيث تلقى ردود فعل مثيرة من طلابه وزملائه الفلاسفة. كان معظمهم متحمسين لهذه الرؤية الجديدة التي دمجت بين الفلسفة الحديثة والتاريخ الشخصي والتجارب المعاصرة. أصبحت هذه الأفكار، التي ألهمها مسلسل "Yellowstone"، نقطة انطلاق لكتابه الذي سيأخذ شكلًا أكاديميًا وعاطفيًا في آن واحد.
وبينما هو منهمك في العمل على هذا المشروع الفلسفي الجديد، شعر مزوار أن هذا الكتاب سيكون بمثابة أداة لفهم أعماق الإنسانية وارتباطها العميق بالأرض. لم يكن المسلسل مجرد وسيلة ترفيه، بل كان محفزًا لإعادة اكتشاف مفهوم الهوية الوطنية والتاريخ الشخصي، وأثره في تشكيل الكرامة الإنسانية.
هكذا، على الرغم من كونه فيلسوفًا أكاديميًا، وجد مزوار في "Yellowstone" أكثر من مجرد قصة عن حياة مزرعة. وجد فيه فرصة لاستكشاف وجود الإنسان وأرضه، وربط الماضي بالحاضر، ليخلق فلسفة جديدة تلهم الأجيال القادمة.
0 notes
Text
في أحد أيام الشتاء الباردة عام 2024، كان الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المقيم في مدينة برمنغهام البريطانية، يجلس في مكتبه الأنيق والمليء بالكتب. كان ضوء الصباح الباكر يخترق نوافذ المكتب، بينما كان الدكتور منهمكاً في كتابة مقال طلبته منه صحيفة وول ستريت جورنال الشهيرة.
كان المقال محاولة لتلخيص وتحليل أفكار كتابه الأخير "سيكولوجيا المتعلم"، الذي أثار ضجة في الأوساط الأكاديمية بعد نشره. ركز الكتاب على التفاعل النفسي بين المتعلم والمعرفة، مسلطاً الضوء على تأثير البيئة الثقافية والاجتماعية في تشكيل عقلية الفرد وكيفية استيعابه للمفاهيم المعقدة.
البداية: دعوة غير متوقعة
قبل أسابيع من هذا اليوم، تلقى الدكتور مزوار رسالة إلكترونية من المحرر الثقافي في الصحيفة، الذي أعرب عن إعجابه بعمق الأفكار التي طُرحت في الكتاب. جاء في الرسالة:
"نعتقد أن أفكارك قد تكون ذات أهمية كبيرة لقرائنا، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم في مجالات التعليم والثقافة. هل يمكنك كتابة مقال تشرح فيه الأسس التي بنيت عليها كتابك؟"
كان الدكتور متردداً في البداية. ففكرة الكتاب نابعة من تجربة شخصية عميقة بدأت في قريته الصغيرة في الجزائر، حيث نشأ بين الحقول والبساتين، ورأى كيف كانت البيئة البسيطة تؤثر على طريقة تعلم الأطفال. لكنه قرر أن يكتب المقال، آملاً أن ينقل رؤيته إلى جمهور عالمي.
المقال والرسالة الفلسفية
في مقاله، بدأ الدكتور مزوار بسرد تجربة بسيطة عاشها عندما كان طفلاً في مدرسته الابتدائية، حيث اكتشف أن زميله كان يعاني من صعوبة في فهم الدروس بسبب خوفه من المعلم. استخدم هذا المثال ليشرح نظريته بأن التعليم ليس مجرد عملية نقل معلومات، بل هو بناء نفسي عميق يعتمد على الثقة والتفاعل الإيجابي.
كتب الدكتور:
"التعلم ليس عملية ميكانيكية، بل تجربة إنسانية عميقة تتطلب توفير بيئة نفسية آمنة. كل متعلم يحمل معه إرثاً ثقافياً واجتماعياً يؤثر على طريقته في استقبال المعرفة. وإذا لم نفهم هذه الأبعاد، فإننا نخاطر بفقدان إمكانيات بشرية هائلة."
تفاعل عالمي
نُشر المقال، وتلقفته الأوساط الأكاديمية والثقافية بحماس كبير. تلقى الدكتور دعوات من جامعات عالمية لإلقاء محاضرات حول أفكاره، كما أشادت شخصيات بارزة بمقاله، من بينهم مفكرون تربويون بارزون وأساتذة في جامعات مرموقة.
إحدى أبرز اللحظات جاءت عندما تلقى رسالة من مؤسسة غيتس التعليمية، التي أعربت عن رغبتها في التعاون معه لتطوير برنامج عالمي يعتمد على أفكاره لتحسين التعليم في الدول النامية.
العودة إلى الجذور
رغم الشهرة التي حققها، ظل الدكتور مزوار وفياً لجذوره الجزائرية. وفي إحدى المحاضرات التي ألقاها في جامعة أكسفورد، قال:
"كل ما توصلت إليه بدأ من قريتي الصغيرة في الجزائر. التعليم ليس مسألة تقنية فقط؛ إنه حكاية إنسانية تبدأ من الأماكن البسيطة وتمتد إلى العالم."
انعكاسات الحدث
تحول مقال الدكتور في صحيفة وول ستريت جورنال إلى نقطة تحول، ليس فقط في مسيرته الشخصية، بل أيضاً في النقاشات العالمية حول التعليم. أصبح اسمه مرادفاً للإبداع في إعادة التفكير في التعليم كعملية إنسانية شاملة، وأصبح كتاب "سيكولوجيا المتعلم" مرجعاً أساسياً في كليات التربية وعلم النفس حول العالم.
وهكذا، بدأ الدكتور مزوار رحلة جديدة من التأثير العالمي، لكنه لم ينسَ يوماً أنه يحمل في قلبه روح الجزائر، وأحلام أطفالها في التعلم والتقدم.
0 notes
Text
في ليلة هادئة في مدينة برمنغهام، وبين جدران مكتبه المليء بالكتب التي تحمل أثقال الفلسفة والتاريخ، جلس الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المقيم هناك. كان يمسك بفنجان قهوته المعتادة، يتأمل في قول مأثور للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني:
"الصمت لا يعني القبول دائماً... أحياناً يعني أننا قد تعبنا من التفسير."
هذا الاقتباس أصاب قلب الدكتور مزوار، ليس لأنه مجرد حكمة تُقال، بل لأنه عبّر عن واقع عاشه لسنوات طويلة. وبدأت ذاكرته تأخذه بعيداً، إلى تلك الأيام التي عاش فيها في الجزائر، إلى صراعات الهوية واللغة، إلى نضال طويل لفهم الذات في عالمٍ كثيراً ما يبدو معادياً للتفكير والتغيير.
---
تذكّر كيف كان يجلس مع طلابه في الجامعة الجزائرية، يناقشون مسائل الهوية الثقافية واللغة، وكيف كان الصمت يسيطر أحياناً على الحوار. كان يعرف حينها أن صمتهم ليس قبولاً لما يُقال، بل إنها لحظات من التعب، التعب من تفسير موقفهم أمام من لا يرغب في الاستماع.
عندما انتقل إلى بريطانيا، ظن أن الأمور ستكون مختلفة، لكن الصمت كان حاضراً هناك أيضاً، بل بشكل أعمق. لم يكن صمته في المناقشات الفكرية مع زملائه البريطانيين أو الأكاديميين الأوروبيين ناتجاً عن ضعف أو عجز، بل عن شعور بأنه قد تعب من التفسير، تعب من محاولة إيصال فكرة أن الإنسان القادم من الجنوب يحمل صوتاً لا يقل قيمة عن صوت الشمال.
---
في تلك الليلة، وبينما كان يعيد قراءة كلمات كنفاني، قرر أن يكتب تعليقاً:
"الصمت في بعض الأحيان ليس مجرد تعب، إنه فلسفة. إنه إعلان عن رفض العالم المادي الذي يُطالبنا دائماً بالكلمات والأفعال. في الصمت، نجد مساحة للتأمل، للبحث عن إجابات داخلية، بعيداً عن عبث التفسيرات التي قد لا تجد أذناً صاغية."
نشر الدكتور مزوار كلماته على مدونته، ولم يكن يتوقع أن تلقى تفاعلاً كبيراً. جاءت ردود من طلاب وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم. بعضهم وجدوا في كلماته عزاءً، وبعضهم وجدوا فيها دعوةً للتفكير في قيمة الصمت.
---
كانت تلك اللحظة التي أدرك فيها الدكتور مزوار أن الصمت ليس ضعفاً ولا هروباً، بل هو أحياناً أعمق وسيلة للتواصل، وسلاحٌ خفي في مواجهة عالمٍ لا يتوقف عن الصخب.
0 notes
Text
قصة الدكتور مزوار محمد سعيد: فلسفة الذات وتحدي التغيير
في مدينة برمنغهام البريطانية، بعيدًا عن وطنه الجزائر، عاش الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف والمفكر الجزائري، الذي جمع بين عمق الفلسفة وظلال النفس الإنسانية. نشأ في الجزائر وسط أمواج من التحديات السياسية والاجتماعية، ما صقل فيه حسًا عميقًا لفهم الإنسان وتحليل ذاته.
بعد سنوات من الدراسة والبحث، وجد الدكتور مزوار نفسه مشدوهًا أمام الفلسفة الظاهراتية لإدموند هوسرل، تلك التي تدعو لفهم التجربة الإنسانية من منظور ذاتي بحت، متجرد من الأحكام المسبقة. وبينما كان يعمّق أبحاثه، وجد إلهامه في مقولة ألفريد آدلر: "إن أشق شيء على الإنسان أن يعرف نفسه، ويغيرها".
بدأ الدكتور مزوار مزج هذين التيارين في كتاباته وأبحاثه. ففي محاضرة شهيرة ألقاها بجامعة برمنغهام، قال:
"الفلسفة ليست مجرد أداة لفهم العالم، بل هي مرآة تعكس أعماق ذواتنا. معرفة الذات ليست رحلة سهلة، بل هي أصعب المعارك؛ إذ تتطلب مواجهة مخاوفنا وأوهامنا. والتغيير ليس مجرد قرار، بل هو انتصار على الذات القديمة."
اعتمد مزوار على منهج هوسرل في "رد الظاهرات"، حيث دعا إلى العودة إلى أصل التجربة الإنسانية وتجريدها من كل التأثيرات الخارجية. ولكنه أضاف إليها بعدًا نفسيًا مستوحًى من آدلر، مفاده أن الذات ليست كيانًا ثابتًا، بل ديناميكية دائمة، تسعى نحو الكمال عبر مواجهة التحديات.
في إحدى كتاباته، سرد مزوار قصة شخصية عن طفل جزائري فقير، تربى في بيئة مليئة بالصراعات، لكنه قرر أن يتحدى نفسه ويغير مصيره. قال:
"هذا الطفل كان أنا. كنت أظن أن تغيير الظروف يكفي، لكن التغيير الحقيقي كان في داخلي. لقد أدركت أن عليّ أن أفهم نفسي، بكل ضعفها وقوتها، لأعيد تشكيلها."
هذه الفلسفة لم تكن مجرد فكرة نظرية؛ بل أصبحت منهج حياة. أسس الدكتور مزوار حلقات نقاشية في برمنغهام لمساعدة الطلاب والمهاجرين على فهم أنفسهم ومواجهة تحدياتهم. وترك أثرًا عميقًا في قلوب من استمعوا إليه، إذ كان يرى أن التغيير يبدأ بخطوة بسيطة: الاعتراف بالذات كما هي، بكل تناقضاتها.
وهكذا، أصبح الدكتور مزوار محمد سعيد رمزًا لجيل من المفكرين الذين مزجوا الفلسفة بالعلم النفسي، وأثبتوا أن أصعب الرحلات، هي التي تأخذنا إلى أعماق أنفسنا.
0 notes
Text
قصة الفيلسوف الجزائري مزوار محمد سعيد: التفاصيل التي تقتل
في برمنغهام البريطانية، حيث تلتقي الحداثة بروح المهاجرين، كان يعيش الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري الذي أبحر بفكره في فضاءات فلسفة جيل دولوز، ذاك المفكر الذي صنع من المفاهيم تيارات حية تتدفق خارج القوالب الجاهزة. ومع ذلك، كان للدكتور مزوار خاصية فريدة، أو لعنة كما يسميها، وهي أنه يرى العالم من خلال عدسة التفاصيل، تلك العدسة التي جعلت من يومياته لوحة معقدة، مليئة بألوان مشرقة وأخرى باهتة.
في أحد الأيام، وبينما كان جالساً في مقهى هادئ في ضواحي برمنغهام، غارقاً في قراءة كتاب لجيل دولوز، إذا بعبارة عابرة تومض في ذهنه. كانت العبارة التي قرأها يوماً ما لأحمد خالد توفيق:
> "مُشكلتي يا صديقي هي التفاصيل،
أنا لا أُجيد تجاهل التفاصيل، كلمة واحدة في حديثٍ طويل تجعلني حزيناً،
التفاصيل الصغيرة التي أراها وأتذكرها وأتمعنها تقتلني بوحشيّة."
شعر وكأن هذه العبارة كانت وصفاً دقيقاً لحياته. لم تكن التفاصيل بالنسبة له مجرد أشياء صغيرة تُضاف إلى الصورة الكبرى، بل كانت كل شيء. في تلك اللحظة، بدأ يرى الترابط بين فلسفة دولوز وما عبّر عنه أحمد خالد توفيق.
دولوز كان يؤمن بأن الفلسفة ليست بناءً ثابتاً، بل هي سلسلة من التشعبات والتدفقات، حيث يمكن لكل فكرة أن تنبثق من أخرى لتخلق عالماً جديداً من المعاني. أما أحمد خالد توفيق، فقد عبّر عن عمق هذه التشعبات في الحياة اليومية، حيث التفاصيل الصغيرة، تلك التي يراها البعض هامشية، يمكن أن تجرّ الإنسان إلى أعماق من الحزن أو الدهشة.
بينما كان يمعن التفكير، تذكر موقفاً صغيراً حدث معه قبل أيام. كان يسير في الشارع عندما سقطت حقيبة يد امرأة مسنّة، فتبعثر ما بداخلها على الرصيف. هرع لمساعدتها، وعندما التقط كتاباً قديماً وجد ورقة صغيرة موضوعة بعناية داخله، مكتوب عليها: "لأجلك أعيش، ولأجلك أكتب." لم يسأل المرأة عن الورقة أو معناها، لكنه حملها معه كعبء جديد. الكلمات كانت تفصيلاً صغيراً، لكنها أربكته. لمن كُتبت؟ ولِمَ ظلت في حقيبتها كل هذه السنين؟
في تلك الليلة، بدأ الدكتور مزوار بكتابة مقال جديد. حاول أن يمزج فيه بين فلسفة دولوز حول التدفقات وما عبّر عنه أحمد خالد توفيق عن التفاصيل التي تقتل. كتب:
> "التفاصيل ليست مجرد زخارف تُضاف إلى الحياة. إنها العصب الذي يحرك كل شيء. كتيارات دولوز التي تربط المفاهيم، تحملنا التفاصيل من مكان إلى آخر دون أن نعي ذلك. لكنها في الوقت ذاته قد تتحول إلى شِراك تُبقي الإنسان عالقاً في شبكة الحزن والتفكير المفرط."
وهكذا، وجد الدكتور مزوار في مزيج دولوز وأحمد خالد توفيق فلسفته الخاصة. أدرك أن التفاصيل هي ما يجعلنا بشراً، حتى لو كانت تسبب الألم. فالألم نفسه ليس سوى جزء من نسيج الحياة، تماماً كما علّمته فلسفة دولوز، وتماماً كما وصف أحمد خالد توفيق بحساسية شديدة.
1 note
·
View note
Text
الدكتور مزوار محمد سعيد: حوار الفلسفة والحياة
في إحدى زوايا مدينة برمنغهام البريطانية، حيث كان المطر يقرع نوافذ المكتبة العتيقة، كان الدكتور مزوار محمد سعيد يجلس أمام مكتبه المليء بالكتب المتراصة. بدا المكان وكأنه معبد فلسفي، حيث تلتقي أفكار الفلاسفة عبر الأزمنة لتتحاور. بين يديه كتاب غادامير عن التأويل، وإلى جانبه مقتطف من كلمات فيكتور هوغو، تلك التي تأملها طويلاً:
"بعض العلاقات علاجها في هدمها، قد يؤذيك ذلك الهدم، قد يُشعرك بالندم والألم، قد يحرق صبرك وأيامًا من عمرك، ولكن إنقاذك يبدأ من هنا."
كان الدكتور مزوار يرى في هذه الكلمات أكثر من مجرد مقولة أدبية، بل تعبيرًا عن جدلية فلسفية وجودية تتقاطع مع أفكار غادامير حول التأويل والتجربة الإنسانية. فغادامير يرى أن التجربة ليست مجرد تراكم للأحداث، بل هي تشكيل للذات عبر الحوارات مع الآخر ومع الماضي. وفيكتور هوغو، من جانبه، يُلخّص هذا الحوار في لحظة قرارٍ مصيري: الهدم من أجل البناء.
لحظة المواجهة
لم يكن الدكتور مزوار غريبًا عن هذه الأفكار؛ حياته الشخصية نفسها كانت رحلة تأويلية عميقة. قبل سنوات، كان يعيش في الجزائر، حيث العلاقات مع العائلة والمجتمع تربطه بسلاسل من التوقعات. شعر آنذاك أنه أسير ماضٍ لا يدعه يتحرك بحرية، وأن استمرار هذه العلاقات يعني خنق ذاته الفلسفية. لكنه كان يخشى "هدم" ما كان يعرفه بأنه أساس حياته.
ذات ليلة، وبينما كان يقرأ كتاب غادامير للمرة الأولى، وقع على فكرة أن "الفهم" ليس عملية مستقرة، بل ديناميكية تتطلب من الإنسان مراجعة دائمة للمعاني التي ينسبها للأشياء. تساءل مع نفسه: "أليس فهمي لهذه العلاقات القديمة مجرد تأويل خاطئ يحتاج إلى إعادة نظر؟ هل أستطيع أن أُعيد تشكيل ذاتي دون أن أهدم الماضي؟"
القرار الصعب
في تلك اللحظة، استلهم من كلمات فيكتور هوغو، التي بدا وكأنها تقول له: "أحيانًا يجب أن تكسر الدائرة المغلقة حتى تعود إلى الحياة." كان القرار صعبًا، لكنه اختار أن يترك كل شيء خلفه. سافر إلى بريطانيا، وبدأ رحلة جديدة، بعيدًا عن كل ما يربطه بالماضي.
لم يكن الأمر سهلًا. شعر بالندم أحيانًا وبألم الهجر أحيانًا أخرى، لكنه كان يدرك أن "الهدم" كان ضرورة من أجل بناء جديد. في برمنغهام، وجد نفسه يعيد تشكيل علاقاته، ليس مع الآخرين فقط، بل مع ذاته.
الفلسفة كطريق للشفاء
في محاضراته لطلابه، كان الدكتور مزوار يتحدث عن هذا التداخل بين الفلسفة والحياة. كان يقول:
"الفلسفة ليست مجرد نظريات تجريدية. هي طريقة لفهم قراراتنا المؤلمة وتأويلها. كما أن غادامير علّمنا أن الحوار مع الآخر يعيد تشكيل فهمنا، فإن هدم العلاقات القديمة هو بداية حوار جديد مع أنفسنا."
كان يستشهد بكلمات هوغو كثيرًا، مذكّرًا طلابه بأن الألم هو جزء من الشفاء، وأن التجربة هي أساس الفهم.
الخاتمة
اليوم، يعيش الدكتور مزوار في برمنغهام كفيلسوف معاصر، يجمع بين التأويل الغاداميري والحكمة الأدبية للكتاب مثل فيكتور هوغو. في مكتبه، تبقى الكلمات محفورة في ذهنه:
"قد يؤذيك الهدم، لكنه البداية الوحيدة لإنقاذك."
وقد أثبتت حياته أنها ليست مجرد فكرة فلسفية، بل حقيقة عميقة عاشها بكل تفاصيلها.
0 notes
Text
http://youtube.com/post/UgkxE5qXOpizz48iUlc3tIn8hWQN2J8jYX5d?si=dez1mZXMw9QrUgb9
0 notes
Text
في أحد أحياء برمنغهام، حيث يعيش الدكتور مزوار محمد سعيد، الفيلسوف الجزائري المعروف، كان يتأمل في فلسفة هوسرل التي طالما أثارت اهتمامه. كان الدكتور مزوار يعتقد أن الوعي البشري والتجربة الإنسانية لا يمكن فهمهما إلا من خلال العودة إلى "الظواهر" وتجريد جميع الافتراضات المسبقة. وكان دائمًا يبحث عن طرق جديدة لدمج هذه الفلسفة مع واقع الحياة اليومية، خاصة في سياق هويته الثقافية كجزائري مهاجر.
في أحد الأيام، بينما كان يقرأ لأعمال الشاعر الجزائري المهاجر، عمر أزراج، وجد أن قصائد أزراج تعكس تجارب الإنسان المهاجر وحالة التشتت بين الوطن والمهجر. كان أزراج يتحدث عن أوجاع الاغتراب والوحدة التي يشعر بها المهاجر، وبينما هو يعيش في الغربة، فإنه يحمل داخله ذاكرة وطنه، وهو ما أثار في الدكتور مزوار فكرة فلسفية جديدة.
بدأ مزوار في مزج أفكار هوسرل عن الظواهر مع قصائد أزراج التي تعبر عن التجربة الذاتية للمهاجر. كان يعتقد أن تجربة المهاجر هي الظاهرة الأكثر تعبيرًا عن الوعي البشري المعقد. لذا قرر أن يتناول هذه التجربة من خلال منظور هوسرلي، معترفًا بأن كل شعور بالاغتراب هو ظاهرة في حد ذاتها، وأن المهاجر لا يمكن أن يُفهم إلا من خلال إعادة اكتشاف هذه التجربة من خلال الوعي المتجرد.
أصبح مزوار يعتقد أن الاغتراب الذي يعيشه المهاجر، كما يصوره أزراج، هو في الواقع عملية "إعادة التموقع" للذات. فالاغتراب ليس مجرد هروب من المكان، بل هو عملية فلسفية يعيشها المهاجر عندما يحاول أن يعيد تفسير ذاته وعلاقته بالعالم من حوله. في هذا السياق، كانت فلسفة هوسرل تتناغم مع شعر أزراج، حيث كل تجربة من تجارب المهاجر هي لحظة تتطلب تأملًا عميقًا ووعيًا جديدًا بكل من الواقع والماضي.
شعر مزوار أن هذا المزج بين الفلسفة والشعر يعكس واقع المهاجرين في بريطانيا بشكل أعمق، كما أنه منح دراسات الهجرة طابعًا فلسفيًا جديدًا. وأصبح هو نفسه، في حواراته مع طلابه وزملائه، يسعى لتطبيق هذا الفهم على حياتهم اليومية، مشجعًا إياهم على العودة إلى الظواهر وتجربة العالم كما هو، بعيدًا عن أية تفسيرات جاهزة.
بذلك، أصبح الدكتور مزوار محمد سعيد أحد العلماء الذين جمعوا بين الفلسفة الغربية والشعر العربي، ليخلقوا حوارًا ثقافيًا وفلسفيًا يربط بين التجربة الإنسانية في الشرق والغرب.
0 notes
Text
يمكننا النظر إلى أعمال ليوناردو دافنشي (1452-1519) وأعمال الرسام الجزائري محمد بن خدة (1930-1996) من زاويتين: التباين والتشابه، رغم اختلاف الزمن والسياق الثقافي.
ما يجمع بينهما:
1. البحث عن العمق والابتكار:
دافنشي كان رائدًا في المزج بين الفن والعلم، إذ كان يدرس التشريح والمنظور والضوء لتقديم أعمال مبتكرة.
بن خدة اعتمد على الابتكار من خلال التجريد، واستلهم من الفن الإسلامي والهندسي لإنشاء لوحات تدمج بين الهوية المحلية والتوجهات العالمية.
2. التعبير عن الهوية:
دافنشي عبّر عن روح عصر النهضة الأوروبية، مع التركيز على الإنسان والطبيعة.
بن خدة ركز على الهوية الجزائرية في سياق البحث عن الاستقلال الثقافي، وكان يعكس روح المقاومة والتحرر.
3. الاهتمام بالتفاصيل:
دافنشي اشتهر بدقته في رسم تفاصيل الوجوه والمناظر الطبيعية.
بن خدة، رغم أسلوبه التجريدي، أبدى اهتمامًا كبيرًا بتوزيع الألوان والخطوط بشكل متقن.
4. الرمزية:
كلاهما استخدم الرمزية في أعماله، حيث كانت لوحات دافنشي تحمل رسائل مخفية أو معانٍ فلسفية، في حين استلهم بن خدة من الأنماط والزخارف لتقديم معانٍ تتعلق بالثقافة الجزائرية.
الاختلافات:
دافنشي عمل في سياق فني نهضوي غربي يعتمد على التصوير الواقعي.
بن خدة كان جزءًا من حركة الحداثة، وركز على التجريد الذي يمزج بين الحداثة والروح التقليدية.
دافنشي كانت أعماله تدمج بين الفن والعلم، بينما بن خدة كان فنه وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والسياسية.
يمكن القول إن كليهما ساهم في تطوير الفن في زمنه بأسلوبه الخاص، مع ترك بصمة خالدة تجاوزت حدود بلديهما.
0 notes
Text
قراءة فلسفة نيتشه عبر فلسفة الدكتور مزوار محمد سعيد تتطلب البحث عن الجوانب التي يتقاطع فيها الفكران أو يتم فيها الحوار بينهما. الدكتور مزوار محمد سعيد، بحكم خلفيته في الفلسفة وعمله الأكاديمي، يُعرف بعمقه في تحليل النفس البشرية والعلاقة بين الإنسان والواقع، وهو مجال يتلاقى مع اهتمامات نيتشه، لا سيما في كتاباته حول الإرادة والقيم.
خطوات قراءة فلسفة نيتشه عبر رؤية مزوار محمد سعيد:
1. الإنسان والتحول النفسي:
نيتشه ركز على مفهوم "الإنسان الأعلى" (Übermensch) كمرحلة تتجاوز الإنسان التقليدي نحو إرادة القوة والإبداع. يمكنك أن تستكشف كيف يتناول الدكتور مزوار محمد سعيد مسألة تحول الإنسان من خلال كتابه سيكولوجيا المتعلم، خاصة إذا كان يركز على التعلم كعملية ديناميكية للتحول الفكري والنفسي.
2. التحرر من القيود الفكرية:
أحد محاور فلسفة نيتشه هو التحرر من الأخلاق التقليدية والقيم المفروضة، وهو ما يرتبط بمفهوم "إعادة تقييم القيم". يمكن أن نبحث في رؤية الدكتور مزوار محمد سعيد عن كيفية تحرير العقل من الجمود الفكري والتبعية، وربط ذلك بإعادة بناء الذات لدى المتعلم.
3. النظرة إلى الإنسان ككائن متعدد الأبعاد:
فلسفة نيتشه تعيد النظر في الطبيعة الإنسانية، خاصة بتركيزها على الصراع الداخلي بين الغرائز والعقل. إذا تناول الدكتور مزوار محمد سعيد مفهوم الإنسان المتعلم ككائن يتفاعل مع بيئته ويعيد تشكيل ذاته باستمرار، فهنا قد نجد تقاطعات تساعدنا على فهم فلسفة نيتشه من منظور جديد.
4. الدين والقيم الأخلاقية:
نيتشه انتقد الدين التقليدي كمصدر للقيم التي تكبح إرادة الإنسان، وأثار قضايا مثيرة حول "موت الإله". قد تكون رؤية الدكتور مزوار محمد سعيد للروحانية أو الأخلاق ذات صلة بالنظر إلى كيفية طرحه للبدائل التربوية أو النفسية عن القيم السائدة.
5. التركيز على الإرادة والإبداع:
الإرادة الحرة والإبداع هما محوران أساسيان عند نيتشه. يمكن دراسة كيفية ربط الدكتور مزوار بين الإرادة كقدرة إنسانية والتعليم كعملية إبداعية لإطلاق الإمكانيات الكامنة.
نصائح عملية:
ابدأ بالنصوص الأساسية: اقرأ أعمال نيتشه مثل هكذا تكلم زرادشت وجينيالوجيا الأخلاق جنبًا إلى جنب مع كتاب سيكولوجيا المتعلم.
قارن النصوص والمفاهيم: حاول العثور على نصوص أو مواقف لدى الدكتور مزوار تُظهر تفاعلًا مع موضوعات مثل الأخلاق، القوة، الإبداع، أو التربية.
ركز على التجربة الإنسانية: فنيتشه والدكتور مزوار كلاهما مهتمان بتحليل التجربة الإنسانية من زوايا مختلفة؛ الأول فلسفي والآخر تربوي/نفسي.
بهذه الطريقة، يمكن بناء قراءة ثرية تجمع بين فلسفة نيتشه ورؤية الدكتور مزوار محمد سعيد.
0 notes